بسم الله الرحمن الرحيم
اهداء:
الى كل مسيحى يشك ان القرآن من عند الله
الى كل من يعتقد ان القرآن شوية شعر على نثر على حبة احكام من العهد القديم
أقدم اليك هذا المقال الذى -بأمر الله- لن تنساه ابدا
داعيا الله ان يهدينى و يهديك
اللهم آمين................
نقلا عن الاخ أبو جهاد الانصارى من منتدى التوحيد:
مسألة الإعجاز اللغوى فى القرآن ، والذى - عند ثبوته – سوف يؤول إليه أنواع أخرى من الإعجاز ، ثم تستمر وجوه الإعجاز فلا تنقضى عجائب القرآن أبداً.
وكنا قد أصّلنا أصلاً مهماً ، بل هو مثابة قاعدة على أساسها يحدد أن كلاماً ما هو معجز أم لا. ألا وهو السلامة من المعارضة الصحيحة ، وقد فسرناها بقولنا : أنه لو أزيلت لفظة من القرآن ودارت عليها لغة العرب لتأتى بأخرى أفضل منها أو حتى مثلها ، لما وجدت.ونقول أن القرآن طالب العرب أن يأتوا بمثله :
قال تعالى: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88]. فعجزوا عن الإتيان بمثله.
ولما كبلهم العجز عن هذا، جاءهم بتخفيف التحدي، فطالبهم أن يأتوا بعشر سور، منه فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } [هود: 13].
ثم أرخى لهم حبل التحدي ، ووسع لهم غاية التوسعة فطالبهم أن يأتوا بسورة واحدة، أي سورة ولو من قصار السور، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 38].
فعجز أرباب الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بسورة واحدة مثل أقصر سور القرآن الكريم.
ولأن القرآن قال : (فأتوا بسورة) يعنى هذا ولو بمقدار أقصر سورة منه.
ولأن سورة الكوثر هى أصغر صور القرآن الكريم ، فالتحدى قائم بها.
وتطبيقاً لما قلنا فإنه لو أزيلت لفظة واحدة من سورة الكوثر ودارت لغة العرب عليها لتأت بلفظة أخرى أفضل منها أو حتى مثلها لما وجدت.
وهذا يقودنا – للتدليل على وبيان إعجاز القرآن الكريم – أن نقوم بدراسة مستفيضة لهذه السورة – موضع التحدى – حتى يتبين لنا بما لا يدع مجالاً لشك أن القرآن الكريم هو معجزة الله الباقية أبد الدهر.
_________________________________
فإن كان من حق فهو من عند الله وله الفضل والمنة ، وإن كان من خطأ فمن نفسى والشيطان ، ولا أبرئ نفسى ، وأنا عنه راجع ومقر بخطئى ..............
_____________________________________
1- سورة الكوثر سورة (مكية / مدنية) أى نزلت مرتين مرة فى مكة (قبل الهجرة) ومرة فى المدينة.
2- يسبقها فى ترتيب المصحف سورة الماعون ويليها سورة الكافرون.
3- عدد آياتها ثلاث آيات.
4- عدد كلماتها عشر كلمات.
5- عدد حروفها اثنان وأربعون حرفاً (برسم المصحف) وثلاثة وأربعون حرفاً بالرسم الإملائى.
6- موضوعها هو الانتصار للنبى - صلى الله عليه وسلم- .
وأرجو التأكيد على مسألة مهمة ألا وهى أن كل شئ مكتوب ذو قيمة كبيرة فى البحث ويستفاد منه فى مواضع عدة مستقبلية. كما أننى سأحاول - قدر ما ييسر الله لى - أن أركز وأختصر حتى لا يتشتت الموضوع ، ذلك أننى قد اكتشفت شيئاً عجيباً من خلال دراستى لهذه السورة لعدة شهور ألا وهو أن من إعجاز القرآن الكريم أنه سيعجزنا أن نتعرف على كل وجوه إعجازه ، فلو ظللت أتحدث طوال عمرى وأستنبط ما فى هذه السورة من حكم وعجائب وإعجازات لفنى عمرى وما بلغت من هذا إلا الشئ اليسير.
==========
العنصر الثالث يقول : (3- عدد آياتها ثلاث آيات) ويستفاد من هذا أن القرآن الكريم ليس بشعر (لماذا؟ وما فائدة هذا؟)
شعر العرب يأتى على وزن (معروف) وقافية وله تفعيلات معروفة لديهم وجاءت هذه السورة على ثلاث آيات لتؤكد أن القرآن ليس بشعر ولا من نسيج الشعر الذى اعتاد عليه العرب. لأنها :-
1- ليست على وزن أى بحر من بحور الشعر العربى.
2- ولو افترضنا - جدلاً - أنها جاءت على وزن بحر من بحور الشعر العربى ، فكونها ثلاث آيات ينفى كونها شعراً (لماذا؟) لأن القاعدة البلاغية التى عليها الشعراء هى : (أقل الشعر بيتان) وبتطبيق هذه القاعدة لكانت سورة الكوثر بيت ونصف ومعنى هذا أنها ليست شعراً.
س : وما فائدة كون هذه السورة (وبالتالى القرآن كاملاً) ليست شعراً؟
ج : الفائدة منها هو بيان أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس شاعراً ، وبيان نوع جديد من الكلام العربى قد خفى عن أرباب الفصاحة.
ذلك أن العرب كانت تعرف نوعين من الكلام هما:
1- الشعر المنظوم.
2- الكلام المنثور. (النثر).
أما القرآن فجاء على نمط مخالف لكليهما فهو ليس بنثر وليس بشعر بل جاء على شكل جديد ولون جديد من ألوان الكلام لم يعهده العرب. وهذا من أوجه إعجازه عندهم.
وهنا يجب أن أوضح مسألة مهمة ينبغى لمن يتحدث فى الإعجاز القرآنى أن يلم بها جيداً ألا وهى :
أن كلام العرب قبل الإسلام كان ينقسم - من ناحية النظم - إلى نوعين من الكلام لا ثالث لهما :
1- الشعر.
2- النثر.
وكان لكل منهما خواصه المميزة به عن غيره ، ولكن عندما جاء القرآن جاء على نسق ثالث لم يعرفه العرب ولا العالم حتى الآن.
وأعتبر أن ضمن التحدى أنه لو أراد أحد أن يأتى بمثل القرآن فيجب عليه أن يأتينا بكلام جديد على نمط رابع غير القرآن والشعر والنثر.
فالقرآن قد زاد فى جنس الكلام من نوعين إلى ثلاثة أنواع ، كذلك إن من أراد أن يأتى بمثل القرآن فعليه أن يأتى بكلام غير هذه الثلاثة على نمط فريد ومستقل عن كل منهم.
####################
وقد يسألنى سائل ويقول :
أنت قلت أن سورة الكوثر هى أقصر سور القرآن وأنها معجزة فهل أى جزء من القرآن أصغر منها لا يعد معجزة ، فمثلاً لوقلنا (إنا أعطيناك الكوثر(1)) هذه الآية لا تعد بمفردها معجزة؟
وأقول : إن سورة الكوثر هى أقصر سورة وقعت بها المعاجزة ، ولكن ليس معنى هذا أن أى جزء من القرآن لا يعد معجزاً ، بل إن كل كلمة فى القرآن كبرت أو صغرت فإنها معجزة للعرب والعجم وللجن والإنس أن يأتوا بمثلها.
وهذا ليس على مستوى الكلمات فحسب بل ينسحب أيضاً على كل حرف من القرآن.
ولكن هنا يجب التنبيه على مسألة :
حروف اللغة العربية ليست فى ذاتها معجزة.
ولكن كل حرف فى القرآن (فى موضعه) الذى وضعه الله فيه هو معجز بحيث لو حاولنا أن نأتى بأى حرف آخر يحل محله ليقوم بما قام به هذا الحرف ، لما وجد أفضل منه ولا حتى مثله.
وهذا هو معيار الإعجاز.
ومثال على هذا من سورتنا هذه أقول إن كلمة (إنا) ليست فى ذاتها معجزة - أقصد بعيداً عن القرآن - وإلا لأصبحت لغة العرب وجميع كلام الناس معجز ، ولكن موضعها هنا فى هذه السورة هو المعجز فلو حاولنا أن نأتى بأى كلمة أخرى تحل محلها لما وجدنا مثلها فهل مثلاً يمكن أن نضع موضعها إحدى الكلمات الآتية : (إننى - أنا - هو - نحن ..... إلخ)؟
هذا طبعاً لا يجوز ولا يصح ولو حدث لانتفى الإعجاز ذلك أن كلمة (إنا) فى هذا الموضع لها أفضليات كثيرة جداً على كل ما ذكرناه ، وهذا سيكون له أبحاث مستقلة عن كل كلمة ولفظ وحرف فى هذه السورة وسوف نبين إن شاء الله أفضلية كل كلمة من كلمات هذه السورة فى بحث مستقل (كل كلمة لها أبحاث مستقلة أتناولها من عدة وجوه : اعتقادية - فقهية - بلاغية - رقمية - غيبية - تشريعية ..... إلخ) كذلك علاقة الكلمات بعضها ببعض وأسرار الترتيب فيها وعدم جواز تقديم واحدة على الأخرى وهكذا......
وأرجو المعذرة لو شاب كلامى بعض القصور أو العجز عن البيان ، ذلك أننى قد فقدت كثيراً مما كان موجود عندى على الحاسب وما أطرحه الآن هو من ذاكرتى فأسأل الله سبحانه العون والتوفيق.
################################
ونأتى الآن إلى دلالة رقم عشرة والذى يمثل عدد كلمات السورة:
ملاحظة : فى هذه المسألة بعض الأمور التى قد لا تتعلق بالإعجاز ولكن من المفيد ذكرها حتى تكتمل الصورة.
=========
من لطائف سورة الكوثر أنها جاءت مكونة من عشر كلمات ، ونشير هنا إلى أن القرآن، قد أعجز المشركين أن يأتوا مثله ، فلما عجزوا ، طالبهم أن يأتوا بعشر سور منه أو من مثله وأن يستعينوا بالإنس والجن ، فلم يستطيعوا ، ثم أرخى لهم حب التحدى على غاربه حتى طالبهم أن يأتوا بسورة مثله وأن يدعوا من استطاعوا من شركائهم من دون الله فعجزوا.
ثم تأتى هذه السورة منظومة من عشر كلمات ، وكأن الله قد ابدل هذه المعاجزة بسورة مكونة من عشر كلمات يعنى كل سورة من السور العشر استبدلها - فى التحدى - بكلمة واحدة من كلمات هذه السورة. مما يشير إلى ان السورة قد جاءت مكتملة العناصر والأركان ومكتملة بعناصر التحدى والإعجاز.
وإذا استعرضنا رقم عشرة فى القرآن فنجده يعبر عن الكمال أو التمام أو التزكية ، وهو (لاحظ) مذكور فى تسعة مواضع جميعها تشير إلى المعانى التى ذكرناها من الكمال والتمام والتزكية وهذا تفصيلها :-
1- الموضع الأول : فى سورة البقرة:
قال تعالى : (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) [البقرة : 196]
2- الموضع الثانى : فى سورة البقرة أيضاً :
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) [البقرة : 234]
فبالأيام العشر اكتملت عدة من مات عنها زوجها.
3- الموضع الثالث : فى سورة المائدة :
قال تعالى : (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ) [المائدة : 89]
فلا تتم كفارة اليمين إلا بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
4- الموضع الرابع : فى سورة الأنعام :
قال تعالى : (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام : 160]
وهذا تمام الثواب من الله سبحانه.
5- الموضع الخامس :فى سورة الأعراف:
قال تعالى : (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) [الأعراف 142]
فلم يتم الميقات إلا بالليالى العشر.
6- الموضع السادس : فى سورة هود:
قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13)) [هود : 13]
7- الموضع السابع : فى سورة القصص:
قال تعالى : (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ) [القصص : 27]
8- الموضع الثامن : فى سورة طه :
قال تعالى : (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)) [طه : 102 -103]
وهذا أقصى ما وسعهم أن يدركوه لفترة مكثهم فى الحياة الدنيا. عشرة على الأكثر.
9- الموضع التاسع : فى سورة الفجر:
قال تعالى : (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) ) [الفجر : 1 - 2]
فهذه المواضع جميعاً تشير إلى التمام أو الكمال أو التزكيةوالأفضلية عند ذكر الرقم عشرة.
(ولاحظ أيضا الآتى)
10- الموضع العاشر : فى سورة سبأ:
وفى هذا الموضع نجد مقلوب الرقم عشرة (المعشار) وقد جاء وفيه دلالة على الذم.
قال تعالى : (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ) [سبأ : 45]
وللحديث عن رقم عشرة بقية ........
######################
ولا يزال حديثنا موصولاً عن الرقم عشرة فى سورة الكوثر.
وسأتناول الآن ثلاث نقاط :
======
الأولى : إذا فتحت المصحف الشريف على سورة الكوثر وعددت الحروف التى تسبق كلمة الكوثر وجدتا تسعة حروف (إنا) 3 + (أعطينك) 6 = 9 حروف بينما أول حرف فى كلمة الكوثر ترتيبه فى السورة هو رقم 10.
ولماذا الكلمة الثالثة بصفة خاصة ؟
لأن كلمة (الكوثر) مشتقة من الكثرة.
وقد عبر هذا الترتيب عن لطيفة رائعة جداً فى هذه السورة.
==========
الثانية : على موقع رابطة الأدب الإسلامى العالمية :
http://www.adabislami.org/Arabic/Bo...28200515&page=2
هناك مقال جميل جداً عن بعض النواحى الإعجازية فى هذه السورة ، للكاتب محمد محمود كالو ، وجدت أنها قد وافقت بعضاً مما لاحظته نتيجة تأملى فى هذه السورة المعجزة وسأنقل هنا بعضاً من هذا المقال بينما أستفيد بباقيه الآخر فى موضعه :
يقول - حفظه الله - (( من إعجاز سورة الكوثر...
)إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر(
هي عشر كلمات...فقط..ولكنها كادت أن تحتوي اللغة العربية كلها...هنا موطن الإعجاز..
كلمات السورة 10 كلمات....
الآية الأولى مؤلفة من 10 حروف غير المكررة:( ا- ن- ع- ط- ي- ك- ل- و- ث- ر).
الآية الثانية...مؤلفة من 10 حروف أيضاً: ( ف- ص- ل- ر- ب- ك- و- ا- ن- ح ).
الآية الثالثة...مؤلفة من 10 حروف أيضاً: ( ا- ن- ش- ك- هـ- و- ل- ب- ت- ر).
ونختم هذه العشريات....بالإشارة إلى أن عدد الحروف التي لم تتكرر إلا مرة واحدة هي أيضاً 10 حروف: ( ع- ط- ي- ث- ف- ص- ح- ش- هـ- ت ).
هل هي الصدفة ؟ ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمياً ؟ )) انتهى.
============
الثالثة : س : لماذا رقم عشرة بصفة خاصة؟
ج : عند العرب وفى علم مصطلح الحديث رقم عشرة هو أول جموع الكثرة ، وهو أول حد المتواتر ، فما دونه آحاد أو مشهور ، بينما عشرة فما فوق فهو يعبر عن الكثرة والتواتر.
وكأن الله سبحانه قد أنزل علينا سورة واحدة قصيرة ولكنها مكتملة العناصر والأركان وهى بمفردها كثيرة وتعبر عن الكثرة.
############################
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل سورة من سور القرآن الكريم تعبر عن وحدة مستقلة بذاتها ، ويكون فيها فكرة تقوم بتبليغها وتدو رحولها. كما يكون لكل سورة علاقة بما قبلها وما بعدها من السور الموجودة فى المصحف الشريف.
وسورة الكوثر التى نحن بصدد دراستها لها موضوع تقوم بتبليغه ألا وهو الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهى سورة العطاء (إنا أعطيناك الكوثر) ولكن نلاحظ أنها ليست هى السورة الوحيدة التى كانت تتحدث عن هذا العطاء وتبشر به.
فقد ذكر الوعد بالعطاء فى سور أخرى مها سورة القلم حيث يقول تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) ) [القلم]
ويقول أيضاً فى سورة الضحى : (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)) [الضحى]
وفى سورة الكوثر يقول : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) [الكوثر].
وإذا تدبرنا هذه الآيات الثلاثة وسورها نجد إشارات عالية جداً:
أولاً : ترتيب هذه السور فى المصحف هو نفس ترتيبها فى النزول : القلم ثم الضحى ثم الكوثر.
ثانياً : أن ترتيب العطاء فى السور الثلاثة يتوافق مع ترتيب السور.
ففى سورة القلم يقول ربنا : (وإن لك لأجراً غير ممنون) ثم فى سورة الضحى يقول : (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ثم فى سورة الكوثر يقول : (إنا أعطيناك الكوثر).
ولنسوق مثالاً من واقعنا لنفهم هذا الكلام.
عندما يقوم أحد الأغنياء باستعمال أو استئجار أحد العمال ليعمل عنده فإنه يقول له : سوف يكون لك (أجراً) كبيراً. وهذا يتشابه مع قوله تعالى : (وإن لك لأجراً غير ممنون) فالأجر هناك غير معرف.
وبعد أن يعمل عنده ويعجب صاحب العمل عمله ، فتشجيعاً له يبشره بقوله : سوف أعطيك أجراً ترض ى عنه وتقر به عينك. وهذا شبيه بقوله تعالى : (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهنا أصبحت السورة أقرب للذهن عن هذا العطاء العظيم.
وبعد أن يفرغ من العمل الذى أداه على أكمل وجه يقول له سيده : إليك الأجر الذى وعدتك به ها هو. وهذا شبيه بقوله تعالى : (إنا أعطيناك الكوثر) حيث تصبح عملية العطاء رأى عين ومشاهدة.
ونلاحظ ملمحاً مهماً هنا وهو أن القرآن الكريم كان ينزل مفرقاً على مدار ثلاثة وعشرين عاماً فىمناسبات عدة وأحداث متفرقة ، ولكنه عندما جمع بعدما اكتمل نزول الوحى أصبح يمثل هذه التكاملية العجيبة والجميلة والمعجزة. بل أصبح يعبر عن منظومةمعرفية متكاملة ومتوافقة ومنسجمة.
===========
ونظرة أخرى لهذه السور التى نتحدث عنها : القلم - الضحى - الكوثر. سنجد إشارات جميلة جداً تتعلق بموضوع هذه السورة (الكوثر) ألا وهو الانتصار للنبى صلى الله عليه وسلم.
1- سورة القلم مكونة من (52) آية.
2- سورة الضحى مكونة من (11) آية.
3- سورة الكوثر (3) آيات.
ولنتأمل مجموع آيات سورة القلم وسورة الضحى : 52 + 11 = 63 عاماً
وكأن المعنى المراد الإشارة إليه هو أن الله لن يعطى النبى هذه العطية ألا وهى نهر الكوثر إلا بعد انقضاء أجل النبى والذى بلغه بعد ثلاث وستين سنة. فجاءت سورة الكوثر بعد هاتين الآيتين البالغ مجموع آياتهما = 63 آية. فتأمل.
كما أن رقم (3) وهو عدد آيات سورة الكوثر ، يعبر عن أمور تتعلق بحياة النبى صلىالله عليه وسلم.
منها أنها قد تمثل ثلاث مراحل : الأولى حياته قبل البعثة وحياته بعد البعثة فى مكة ثم حياته بعد الهجرة فى المدينة.
كما يمكن أن تشير إلى : مرحلة العبودية (أى قبل البعثة ) ، ومرحلة النبوة (منذ نزول سورة اقرأ وحتى نزول سورة المدثر) ، ومرحلة الرسالة (من أول نزول سورة المدثر ثم بداية الرسالة).
والله أعلم.
#######################
قبل أن أشرع فى الحديث عن الإعجاز البلاغى فى سورة الكوثر ،
فإنى أورد بعض اللطائف اللغوية فى هذه السورة الكريمة ،
ولا أعدها من قبيل الإعجاز ، ولكنها كما قلت هى من اللطائف اللغوية ،
ولكنها عندما تنضم إلا نواحى أخرى فإنه لا يشك المرء فى وجوهها الإعجازية.
وهى باقى المقال الذى اقتبست منه سابقاً للأستاذ / محمد محمد كالو جزاه الله خير
يقول :
[لنتأمل الضمائر:
في اللغة العربية أنواع كثيرة من الضمائر ولكن هل تصدق أن هذه السورة القصيرة جداً (10 كلمات) قد اشتملت على كل أنواع الضمائر:
يقسم أهل اللغة الضمائر بحسب اعتبارات شتى :
باعتبار الظهور والاستتار : فيميزون بين الضمائر البارزة...والضمائر المستترة...وفى سورة الكوثر النوعان:
ضمير مستتر في فعل الأمر(انحر)
ضمير بارز في (أعطيناك).....
باعتبار الاتصال والانفصال: فيميزون بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة...وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير متصل فى (أعطيناك)
ضمير منفصل في (هو الأبتر)
باعتبار المحل الإعرابي : فبعضها في محل رفع ..وبعضها في محل نصب..وبعضها في محل جر...وفى سورة الكوثر....ضمير في محل رفع (نا) فاعل )أعطيناك)
ضمير في محل نصب (ك) مفعول (أعطيناك)
ضمير في محل جر(ك)مجرور(ربك)
باعتبار العدد : ورد في السورة...الضمير المفرد (ك)وضمير الجمع (نا)
باعتبار الخطاب : جاء في سورة الكوثر ضمير المتكلم (نا) وضمير المخاطب ( ك) وضمير الغائب (هو)
لنتأمل الأفعال :
ليس في سورة الكوثر إلا ثلاثة أفعال (أعطى) و(صلى) و(نحر) ولكنها تستحضر.. عدة أنواع:
الأفعال الصحيحة....مثلتها(نحر)
الأفعال المعتلة.....مثلتها(صلى)
الأفعال المجردة....مثلتها(نحر)
الأفعال المزيدة... مثلتها (أعطى)
الأفعال المزيدة.....تصاغ إما بزيادة حرف وإما بتضعيف حرف (أعطى) نموذج للأول (صلى)نموذج للثاني......
وبالنظر إلى اللزوم والتعدي (صلى) تحتمل اللزوم......(نحر)تتعدى إلى مفعول واحد..(أعطى)تتعدى إلى أكثر من مفعول...
لنتأمل الأسماء:
نلاحظ ذلك التناسق الجميل بين ما دل على الذات العلية ،وما دل على النبي صلى الله عليه وسلم:
ثلاث كلمات أحالت على الرب عز وجل وهي:(نا)المتصلة بالناسخ (إن)...و(نا)المتصلة بالفعل ( أعطى) و(رب)....ثم نلاحظ.....محل النصب أولاً...ومحل الرفع ثانيا....ثم المجرور.....
ثلاث كلمات...أشارت إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم (ك) ( أعطيناك ) و (ك) (ربك) و (ك) (شانئك)
ولو اعتبرنا الضمير المستتر في (صل) و( انحر)..لحصلنا على الحالات الإعرابية الثلاث....الكاف المنصوبة....في (أعطيناك)..... والمرفوع في (صل)....والمجرور في (ربك)...(لاحظ الترتيب)..
لنتأمل الجمل:
(إنا أعطيناك الكوثر) جملة خبرية.....
(فصل لربك) جملة إنشائية...............فاستوعبت السورة الأسلوبين
(فصل لربك ) جملة فعلية
(إن شانئك هو الأبتر)جملة اسمية......فاستوعبت السورة النوعين......
(فصل لربك) جملة بسيطة....
(إن شانئك هو الأبتر)جملة مركبة...فاستوعبت السورة الشكلين...
يقصد بالجملة البسيطة....ذات الإسناد الوحيد....ويقصد بالجملة المركبة ذات الإسناد المتعدد..ففي جملة (إن شانئك هو الأبتر) إسنادان ..... شانئك... مسند إليه(مبتدأ اسم إن) و ... هو الأبتر...مسند إليه( خبر)..لكن هذا المسند إليه نفسه...جملة أخرى...فيها إسناد...الأبتر إلى الضمير ..هو..قال أبو البقاء العكبري- رحمه الله- في "التبيان":"هو"مبتدأ...أو توكيد...أو فصل.....
ومعنى ذلك...أن جملة...( إن شانئك هو الأبتر) بسيطة باعتبار.....ومركبة باعتبار آخر....
وبالنظر إلى العلاقة بين الجمل....احتوت السورة على العلاقتين الممكنتين : الوصل والفصل..
الفصل...بين جملة ( انحر) والتي تليها ( إن شانئك)
الوصل ..بين جملة (انحر) والتي سبقتها.....
كل هذا...والسورة كلماتها معدودة على رؤوس الأصابع.......
هذا ما ظهر من الإعجاز اللغوي أما ما خفي فهو أعظم وأعظم....]
#####################
============================
ملاحظة : الأصل أن القرآن الكريم معجز للإنس و الجن أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة منه. فالأصل إذا ادّعى أحد أنه يستطيع أن يأتى بمثل سورة الكوثر فإنه ملزم أن يأتينا بما ادعى ثم نقوم نحن ببيان الخلل والنقص والعجز الذى اعترى ما ادعى أنه معارض لهذه السورة.
ولكن فى هذا المقام فالأمر مختلف...
=========================
وقد سبق أن أصلنا أصلاً فى مسألة الإعجاز البلاغى فى القرآن مفاده :
أنه لو أزيلت لفظة من القرآن الكريم ودارت عليها لغة العرب لتأتى بأفضل منها أو مثلها لما وجد.
وتطبيقاً لهذه القاعدة فلنبدأ بأولى كلمات هذه السورة الكريمة :
يقول تعالى : (إنا أعطيناك الكوثر)
ولنحاول مع أولى الكلمات وهى قوله تعالى : (إنا)
فهل يوجد فى لغة العرب قاطبة كلمة أخرى تحل محل هذه الكلمة وتقوم بكل ما قامت به من معانى بحيث إذا وضعت تلك مكان هذه لم يكن هناك ثمة فارق بينهما؟
على كل حال أنا سأفترض بعض كلمات ، ومن كان عنده اقتراح لكمات لم أوردها ويظن أنها كذلك فلا مانع من مناقشتها.
- كلمة (إنّا) أصلها ( إننا ) فالنون مدغمة وهى مكونة من جزئين : (إنّ) التوكيدية القريبة من القسم ، و (نا) الفاعلين
و(إنّ) مستقلة ذات قيم بلاغية متعددة :
1- تفيد حسن البدء بالكلام. فوجودها أبلغ وأفيد من حذفها.
2- هى للتوكيد وقريبة من القسم ، بل من العلماء من عدها من أساليب القسم ، وهى تفيد تأكيد ما بعدها.
3- أنها تفيد الوصل والفصل فى نفس الوقت ، بمعنى أنها تفيد وصل ما بعدها بما قبلها ، كما أنها تفيد فصل ما بعدها عما قبلها.
1- الوصل : مفيد فى وصل سورة الكوثر بالسورة التى تسبقها ألا وهى سورة الماعون التى قال ربنا فى فيها :
فانظر إلى هذه المقابلة البلاغية الجميلة بين (الذين يمنعون الماعون) وبين (إنا أعطيناك الكوثر) والتقابل فى البلاغة يبرز المعنى ويقويه.
فشتان بين عطاء العبد وعطاء الرب.
كذلك المقابلة (التضاد) بين الذين يمنعون الماعون وبين قوله تعالى (انحر) والمقصود به ذبح الإبل وهى أفضل أموال العرب وأحسن أضاحيهم ، والذى يعبر عن الكرم والجود.
ومن هنا يتضح جمال الربط والترتيب بين هاتين السورتين علاوة على أمور أخرى نذكرها لاحقاً إن شاء الله تعالى.
إذن هذا الحرف (إنّ) قد أفاد الوصل بشكل بليغ.
2- الفصل : بمعنى أن هذه السورة تصلح لأن تكون مستقلة بمعانيها عما سبقتها ، وأنها متكاملة وأنها تصلح فى ذاتها أن تشكل قاعدة مستقلة بنفسها دون حاجة لغيرها.
مثلما تقول مثلاً : إنك رجل قوى. فهنا أنت تؤكد كما أنك تؤصل شيئاً مستقلاً بذاته ، وتخبر عن معلومة لا تحتاج لإضافات أخرى.
======
(نا) وهى للمتكلم الجمع ، وتأتى على لسان المفرد كذلك وفى هذه الحالة تفيد التعظيم ، تعظيم مَن المتكلم؟ نعم فالله هو العظيم ولكن التعظيم هنا ليس لله فحسب ولكن للعطاء أيضاً. ذلك أن الأوصاف التى جاءت لنهر الكوثر وحوضه تبلغ من العظم الشئ الكثير فما بالنا برأى العين. وهذا يحتاج إلى المبالغة فى إبراز عظم هذا العطاء.
= كما أن (نا) تفيد شيئاً آخر ، وهو أنه قد يكون القائم بالفعل متعددون ، وليس واحداً ، بمعنى أن الله قد أمر ملائكته بشق هذا النهر فى الجنة وحوضه فى ساحة العرض يوم القيامة. وتأتى (نا) هنا للدلالة على هذا الأمر ، ولتبين أن خلق الكوثر لم يكن بقوله (كن) فيكون.
ذلك أن هناك من المخلوقات ما يخلقه الله بكن ومن المخلوقات من يخلقه الله بيده ، ومن المخلوقات من يكلف الله غيره بشئ من هذا مثل أمر الله سبحانه لجبريل عليه السلام بنفخ الروح فى مريم ليكون عيسى عليه السلام.
والله ليس محتاجاً لأن يقوم أحد بهذا ، ولكن هذا شرف لمن يؤمر ، ناهيك عن شرف ما يخلقه الله بيده.
وبناءً على هذا يتبين لنا أفضلية (إنا) على (إننى) التى هى أقرب الكلمات التى من الممكن أن تؤدى المطلوب ولكنها لن تقوم بمثل ما قامت (إنا) به.
= ولاحظ معى مسألة تجويدية مهمة وهى عند التقاء (نا) مع حرف الهمزة فى كلمة (أعطيناك) فإنه يتولد ما يسمى بالمد المنفصل ومقداره يتراوح بين حركتين وأربع حركات وست حركات. حسب مستويات القراءة ، فإذا انضم إليها حركة الهمزة فى (إنا) ثم حركتين للنون المشددة صار مجموع الحركات فيها تسع حركات ، وهنا تصبح كلمة (إنا) الصغيرة فى التركيب هى أعظم وأكبر كلمات السورة ، ولم لا أليست هى التى تشير إلى الله.
وهذا ما يسمى بالقيمة التعبيرية للكلمة. فالكلمة الطويلة ذات المقاطع المتعددة تختلف فى مغزاها عن تلك الكلمات الصغيرة ذات المقاطع القليلة ،وهذا فى الغالب الأعم.
وشبيه بهذا كلمة (أعطيناك) فإنها تتكون من أربعة مقاطع صوتية هى (أعـْ - طَيـْ - نا - كـَ) فهى تفيد أيضاً عظم العطاء ، كما أنها تحم جرساً جميلاً على الأذن ممايجعل النفوس تتعلق بالقرآن فلا تمله مع التكرار.
كذلك كلمة (الكوثر) التى تتكون من ثلاثة مقاطع صوتية هى : (الْـ - كَوْ - ثَر) فهى تفيد الكثرة معنى ، كما تفيد الكثرة لفظاً.
ويتضح هذا أكثر عندما نتعرض لكلمتى (صلّ - انحر) فالأولى مقطع واحد والثانية مقطعين ، فهما يدلان على القلة لفظاً ومعنى ، وما فائدة هذا من ناحية المعنى ؟
يفيد أن عطاء الله عظيم جداً ، بينما التكاليف الشرعية من صلاة ونحر وغيرها فهى قليلة جداً جداً إذا ما قورنت بعطاء الله ونعمه!
= ومن مميزات كلمة (إنا) عن كلمة (إنى) أن الأولى تفيد الاستعلاء والارتفاع الصوتى عند النطق بها وهذا أجمل لفظاً ومعنى - فى هذا الموضع - وذلك عند الإشارة بـ (إنا) إلى الله العلى الأعلى سبحانه وتعالى.
أما عندما يقول ربنا (إننى أنا الله) فهذه أيضاً تناسب الموضع الذى جاءت فيه وليس (إنا) ذلك أن (إننى) جاءت فى إطار العقيدة والتوحيد فهذا أنسب لها ، أما فى إطار الربوبية والعطاء فـ (إنا) هى الأنسب. فسبحان الذى أحكم كتابه.
= ومن مميزات (إنا) عن ما عداها من الكلمات :
1- أنها تبدأ بحرف الهمزة ، ومعروف تجويدياً أن حرف الهمزة من حروف الحلق وهو حرف شديد بل هو أشد الحروف ويسمى من حروف الجهر ، وهو يعطى دفعة قوية للكلمة. حتى أن بعض القراء يفضلون الوقت برهة قبل النطق بحرف الهمزة حتى يعطى النفس دفعة قوية ،ليعطى الحرف حقه ومستحقه عند النطق به.
2- ثم أن استخدام حرفى نون مدغمتين يعطى الكلمة بهاءً وروعة ذلك أن حرف النون حرف (أغن) والغنة هى صوت جميل لذيذ يخرج من الخيشوم.
3- كما أن المد الناشئ من التقاء (إنا) مع حرف الهمزة فى (أعطيناك) فإنه عبارة عن دفعة هواء تخرج من الجوف وتستمر ستة حركات (6 ثوان) مما يؤدى إلى التفاعل بين المتكلم والكلام الخارج منه ، وتوحى بالرهبة والعظمة وجمال اللفظ.
من هذا العرض السابق يتبين لنا ما ذكرناه سابقاً وهو أنه لو أزيلت كلمة (إنا) من سورة الكوثر ودارت عليها لغة العرب قاطبةلتأتى بأفضل منها أو مثلها لما وجد.
أرجو أن أكون قد بينت شيئاً من الإعجاز البلاغى فى كلمة (إنا) فهذا حدود علمنا وما عند الله أعظم (وما يعلم تأويله إلا الله) .
وسأشرع إن شاء الله تعالى فى الحديث عن كلمة (أعطيناك).
أسأل الله التيسير.
#######################
للاسف:
انتهى الموضوع هنا
لكن هناك رابط لكتاب قيم جدا:
للعلامة الزمخشري رسالة قيمة عن الإعجاز البياني لسورة الكوثر،يمكن تحميلها من هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/34247039/5c547590/____.html
__________________
ان وجد اضافات
ربنا يسهل و انقلها لكم
و شكرا
اهداء:
الى كل مسيحى يشك ان القرآن من عند الله
الى كل من يعتقد ان القرآن شوية شعر على نثر على حبة احكام من العهد القديم
أقدم اليك هذا المقال الذى -بأمر الله- لن تنساه ابدا
داعيا الله ان يهدينى و يهديك
اللهم آمين................
نقلا عن الاخ أبو جهاد الانصارى من منتدى التوحيد:
التحدى الخالد: الجنس البشرى vs عشر كلمات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مسألة الإعجاز اللغوى فى القرآن ، والذى - عند ثبوته – سوف يؤول إليه أنواع أخرى من الإعجاز ، ثم تستمر وجوه الإعجاز فلا تنقضى عجائب القرآن أبداً.
وكنا قد أصّلنا أصلاً مهماً ، بل هو مثابة قاعدة على أساسها يحدد أن كلاماً ما هو معجز أم لا. ألا وهو السلامة من المعارضة الصحيحة ، وقد فسرناها بقولنا : أنه لو أزيلت لفظة من القرآن ودارت عليها لغة العرب لتأتى بأخرى أفضل منها أو حتى مثلها ، لما وجدت.ونقول أن القرآن طالب العرب أن يأتوا بمثله :
قال تعالى: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88]. فعجزوا عن الإتيان بمثله.
ولما كبلهم العجز عن هذا، جاءهم بتخفيف التحدي، فطالبهم أن يأتوا بعشر سور، منه فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } [هود: 13].
ثم أرخى لهم حبل التحدي ، ووسع لهم غاية التوسعة فطالبهم أن يأتوا بسورة واحدة، أي سورة ولو من قصار السور، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 38].
فعجز أرباب الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بسورة واحدة مثل أقصر سور القرآن الكريم.
ولأن القرآن قال : (فأتوا بسورة) يعنى هذا ولو بمقدار أقصر سورة منه.
ولأن سورة الكوثر هى أصغر صور القرآن الكريم ، فالتحدى قائم بها.
وتطبيقاً لما قلنا فإنه لو أزيلت لفظة واحدة من سورة الكوثر ودارت لغة العرب عليها لتأت بلفظة أخرى أفضل منها أو حتى مثلها لما وجدت.
وهذا يقودنا – للتدليل على وبيان إعجاز القرآن الكريم – أن نقوم بدراسة مستفيضة لهذه السورة – موضع التحدى – حتى يتبين لنا بما لا يدع مجالاً لشك أن القرآن الكريم هو معجزة الله الباقية أبد الدهر.
_________________________________
فإن كان من حق فهو من عند الله وله الفضل والمنة ، وإن كان من خطأ فمن نفسى والشيطان ، ولا أبرئ نفسى ، وأنا عنه راجع ومقر بخطئى ..............
_____________________________________
بين يدى سورة الكوثر
1- سورة الكوثر سورة (مكية / مدنية) أى نزلت مرتين مرة فى مكة (قبل الهجرة) ومرة فى المدينة.
2- يسبقها فى ترتيب المصحف سورة الماعون ويليها سورة الكافرون.
3- عدد آياتها ثلاث آيات.
4- عدد كلماتها عشر كلمات.
5- عدد حروفها اثنان وأربعون حرفاً (برسم المصحف) وثلاثة وأربعون حرفاً بالرسم الإملائى.
6- موضوعها هو الانتصار للنبى - صلى الله عليه وسلم- .
وأرجو التأكيد على مسألة مهمة ألا وهى أن كل شئ مكتوب ذو قيمة كبيرة فى البحث ويستفاد منه فى مواضع عدة مستقبلية. كما أننى سأحاول - قدر ما ييسر الله لى - أن أركز وأختصر حتى لا يتشتت الموضوع ، ذلك أننى قد اكتشفت شيئاً عجيباً من خلال دراستى لهذه السورة لعدة شهور ألا وهو أن من إعجاز القرآن الكريم أنه سيعجزنا أن نتعرف على كل وجوه إعجازه ، فلو ظللت أتحدث طوال عمرى وأستنبط ما فى هذه السورة من حكم وعجائب وإعجازات لفنى عمرى وما بلغت من هذا إلا الشئ اليسير.
==========
العنصر الثالث يقول : (3- عدد آياتها ثلاث آيات) ويستفاد من هذا أن القرآن الكريم ليس بشعر (لماذا؟ وما فائدة هذا؟)
شعر العرب يأتى على وزن (معروف) وقافية وله تفعيلات معروفة لديهم وجاءت هذه السورة على ثلاث آيات لتؤكد أن القرآن ليس بشعر ولا من نسيج الشعر الذى اعتاد عليه العرب. لأنها :-
1- ليست على وزن أى بحر من بحور الشعر العربى.
2- ولو افترضنا - جدلاً - أنها جاءت على وزن بحر من بحور الشعر العربى ، فكونها ثلاث آيات ينفى كونها شعراً (لماذا؟) لأن القاعدة البلاغية التى عليها الشعراء هى : (أقل الشعر بيتان) وبتطبيق هذه القاعدة لكانت سورة الكوثر بيت ونصف ومعنى هذا أنها ليست شعراً.
س : وما فائدة كون هذه السورة (وبالتالى القرآن كاملاً) ليست شعراً؟
ج : الفائدة منها هو بيان أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس شاعراً ، وبيان نوع جديد من الكلام العربى قد خفى عن أرباب الفصاحة.
ذلك أن العرب كانت تعرف نوعين من الكلام هما:
1- الشعر المنظوم.
2- الكلام المنثور. (النثر).
أما القرآن فجاء على نمط مخالف لكليهما فهو ليس بنثر وليس بشعر بل جاء على شكل جديد ولون جديد من ألوان الكلام لم يعهده العرب. وهذا من أوجه إعجازه عندهم.
وهنا يجب أن أوضح مسألة مهمة ينبغى لمن يتحدث فى الإعجاز القرآنى أن يلم بها جيداً ألا وهى :
أن كلام العرب قبل الإسلام كان ينقسم - من ناحية النظم - إلى نوعين من الكلام لا ثالث لهما :
1- الشعر.
2- النثر.
وكان لكل منهما خواصه المميزة به عن غيره ، ولكن عندما جاء القرآن جاء على نسق ثالث لم يعرفه العرب ولا العالم حتى الآن.
وأعتبر أن ضمن التحدى أنه لو أراد أحد أن يأتى بمثل القرآن فيجب عليه أن يأتينا بكلام جديد على نمط رابع غير القرآن والشعر والنثر.
فالقرآن قد زاد فى جنس الكلام من نوعين إلى ثلاثة أنواع ، كذلك إن من أراد أن يأتى بمثل القرآن فعليه أن يأتى بكلام غير هذه الثلاثة على نمط فريد ومستقل عن كل منهم.
####################
وقد يسألنى سائل ويقول :
أنت قلت أن سورة الكوثر هى أقصر سور القرآن وأنها معجزة فهل أى جزء من القرآن أصغر منها لا يعد معجزة ، فمثلاً لوقلنا (إنا أعطيناك الكوثر(1)) هذه الآية لا تعد بمفردها معجزة؟
وأقول : إن سورة الكوثر هى أقصر سورة وقعت بها المعاجزة ، ولكن ليس معنى هذا أن أى جزء من القرآن لا يعد معجزاً ، بل إن كل كلمة فى القرآن كبرت أو صغرت فإنها معجزة للعرب والعجم وللجن والإنس أن يأتوا بمثلها.
وهذا ليس على مستوى الكلمات فحسب بل ينسحب أيضاً على كل حرف من القرآن.
ولكن هنا يجب التنبيه على مسألة :
حروف اللغة العربية ليست فى ذاتها معجزة.
ولكن كل حرف فى القرآن (فى موضعه) الذى وضعه الله فيه هو معجز بحيث لو حاولنا أن نأتى بأى حرف آخر يحل محله ليقوم بما قام به هذا الحرف ، لما وجد أفضل منه ولا حتى مثله.
وهذا هو معيار الإعجاز.
ومثال على هذا من سورتنا هذه أقول إن كلمة (إنا) ليست فى ذاتها معجزة - أقصد بعيداً عن القرآن - وإلا لأصبحت لغة العرب وجميع كلام الناس معجز ، ولكن موضعها هنا فى هذه السورة هو المعجز فلو حاولنا أن نأتى بأى كلمة أخرى تحل محلها لما وجدنا مثلها فهل مثلاً يمكن أن نضع موضعها إحدى الكلمات الآتية : (إننى - أنا - هو - نحن ..... إلخ)؟
هذا طبعاً لا يجوز ولا يصح ولو حدث لانتفى الإعجاز ذلك أن كلمة (إنا) فى هذا الموضع لها أفضليات كثيرة جداً على كل ما ذكرناه ، وهذا سيكون له أبحاث مستقلة عن كل كلمة ولفظ وحرف فى هذه السورة وسوف نبين إن شاء الله أفضلية كل كلمة من كلمات هذه السورة فى بحث مستقل (كل كلمة لها أبحاث مستقلة أتناولها من عدة وجوه : اعتقادية - فقهية - بلاغية - رقمية - غيبية - تشريعية ..... إلخ) كذلك علاقة الكلمات بعضها ببعض وأسرار الترتيب فيها وعدم جواز تقديم واحدة على الأخرى وهكذا......
وأرجو المعذرة لو شاب كلامى بعض القصور أو العجز عن البيان ، ذلك أننى قد فقدت كثيراً مما كان موجود عندى على الحاسب وما أطرحه الآن هو من ذاكرتى فأسأل الله سبحانه العون والتوفيق.
################################
ونأتى الآن إلى دلالة رقم عشرة والذى يمثل عدد كلمات السورة:
ملاحظة : فى هذه المسألة بعض الأمور التى قد لا تتعلق بالإعجاز ولكن من المفيد ذكرها حتى تكتمل الصورة.
=========
من لطائف سورة الكوثر أنها جاءت مكونة من عشر كلمات ، ونشير هنا إلى أن القرآن، قد أعجز المشركين أن يأتوا مثله ، فلما عجزوا ، طالبهم أن يأتوا بعشر سور منه أو من مثله وأن يستعينوا بالإنس والجن ، فلم يستطيعوا ، ثم أرخى لهم حب التحدى على غاربه حتى طالبهم أن يأتوا بسورة مثله وأن يدعوا من استطاعوا من شركائهم من دون الله فعجزوا.
ثم تأتى هذه السورة منظومة من عشر كلمات ، وكأن الله قد ابدل هذه المعاجزة بسورة مكونة من عشر كلمات يعنى كل سورة من السور العشر استبدلها - فى التحدى - بكلمة واحدة من كلمات هذه السورة. مما يشير إلى ان السورة قد جاءت مكتملة العناصر والأركان ومكتملة بعناصر التحدى والإعجاز.
دلالة الرقم عشرة فى السورة مع نفس الرقم فى باقى القرآن
وإذا استعرضنا رقم عشرة فى القرآن فنجده يعبر عن الكمال أو التمام أو التزكية ، وهو (لاحظ) مذكور فى تسعة مواضع جميعها تشير إلى المعانى التى ذكرناها من الكمال والتمام والتزكية وهذا تفصيلها :-
1- الموضع الأول : فى سورة البقرة:
قال تعالى : (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) [البقرة : 196]
2- الموضع الثانى : فى سورة البقرة أيضاً :
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) [البقرة : 234]
فبالأيام العشر اكتملت عدة من مات عنها زوجها.
3- الموضع الثالث : فى سورة المائدة :
قال تعالى : (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ) [المائدة : 89]
فلا تتم كفارة اليمين إلا بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
4- الموضع الرابع : فى سورة الأنعام :
قال تعالى : (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام : 160]
وهذا تمام الثواب من الله سبحانه.
5- الموضع الخامس :فى سورة الأعراف:
قال تعالى : (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) [الأعراف 142]
فلم يتم الميقات إلا بالليالى العشر.
6- الموضع السادس : فى سورة هود:
قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13)) [هود : 13]
7- الموضع السابع : فى سورة القصص:
قال تعالى : (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ) [القصص : 27]
8- الموضع الثامن : فى سورة طه :
قال تعالى : (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)) [طه : 102 -103]
وهذا أقصى ما وسعهم أن يدركوه لفترة مكثهم فى الحياة الدنيا. عشرة على الأكثر.
9- الموضع التاسع : فى سورة الفجر:
قال تعالى : (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) ) [الفجر : 1 - 2]
فهذه المواضع جميعاً تشير إلى التمام أو الكمال أو التزكيةوالأفضلية عند ذكر الرقم عشرة.
(ولاحظ أيضا الآتى)
10- الموضع العاشر : فى سورة سبأ:
وفى هذا الموضع نجد مقلوب الرقم عشرة (المعشار) وقد جاء وفيه دلالة على الذم.
قال تعالى : (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ) [سبأ : 45]
وللحديث عن رقم عشرة بقية ........
######################
ولا يزال حديثنا موصولاً عن الرقم عشرة فى سورة الكوثر.
وسأتناول الآن ثلاث نقاط :
======
الأولى : إذا فتحت المصحف الشريف على سورة الكوثر وعددت الحروف التى تسبق كلمة الكوثر وجدتا تسعة حروف (إنا) 3 + (أعطينك) 6 = 9 حروف بينما أول حرف فى كلمة الكوثر ترتيبه فى السورة هو رقم 10.
ولماذا الكلمة الثالثة بصفة خاصة ؟
لأن كلمة (الكوثر) مشتقة من الكثرة.
وقد عبر هذا الترتيب عن لطيفة رائعة جداً فى هذه السورة.
==========
الثانية : على موقع رابطة الأدب الإسلامى العالمية :
http://www.adabislami.org/Arabic/Bo...28200515&page=2
هناك مقال جميل جداً عن بعض النواحى الإعجازية فى هذه السورة ، للكاتب محمد محمود كالو ، وجدت أنها قد وافقت بعضاً مما لاحظته نتيجة تأملى فى هذه السورة المعجزة وسأنقل هنا بعضاً من هذا المقال بينما أستفيد بباقيه الآخر فى موضعه :
يقول - حفظه الله - (( من إعجاز سورة الكوثر...
)إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر(
هي عشر كلمات...فقط..ولكنها كادت أن تحتوي اللغة العربية كلها...هنا موطن الإعجاز..
كلمات السورة 10 كلمات....
الآية الأولى مؤلفة من 10 حروف غير المكررة:( ا- ن- ع- ط- ي- ك- ل- و- ث- ر).
الآية الثانية...مؤلفة من 10 حروف أيضاً: ( ف- ص- ل- ر- ب- ك- و- ا- ن- ح ).
الآية الثالثة...مؤلفة من 10 حروف أيضاً: ( ا- ن- ش- ك- هـ- و- ل- ب- ت- ر).
ونختم هذه العشريات....بالإشارة إلى أن عدد الحروف التي لم تتكرر إلا مرة واحدة هي أيضاً 10 حروف: ( ع- ط- ي- ث- ف- ص- ح- ش- هـ- ت ).
هل هي الصدفة ؟ ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمياً ؟ )) انتهى.
============
الثالثة : س : لماذا رقم عشرة بصفة خاصة؟
ج : عند العرب وفى علم مصطلح الحديث رقم عشرة هو أول جموع الكثرة ، وهو أول حد المتواتر ، فما دونه آحاد أو مشهور ، بينما عشرة فما فوق فهو يعبر عن الكثرة والتواتر.
وكأن الله سبحانه قد أنزل علينا سورة واحدة قصيرة ولكنها مكتملة العناصر والأركان وهى بمفردها كثيرة وتعبر عن الكثرة.
############################
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل سورة من سور القرآن الكريم تعبر عن وحدة مستقلة بذاتها ، ويكون فيها فكرة تقوم بتبليغها وتدو رحولها. كما يكون لكل سورة علاقة بما قبلها وما بعدها من السور الموجودة فى المصحف الشريف.
وسورة الكوثر التى نحن بصدد دراستها لها موضوع تقوم بتبليغه ألا وهو الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهى سورة العطاء (إنا أعطيناك الكوثر) ولكن نلاحظ أنها ليست هى السورة الوحيدة التى كانت تتحدث عن هذا العطاء وتبشر به.
فقد ذكر الوعد بالعطاء فى سور أخرى مها سورة القلم حيث يقول تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) ) [القلم]
ويقول أيضاً فى سورة الضحى : (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)) [الضحى]
وفى سورة الكوثر يقول : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) [الكوثر].
وإذا تدبرنا هذه الآيات الثلاثة وسورها نجد إشارات عالية جداً:
أولاً : ترتيب هذه السور فى المصحف هو نفس ترتيبها فى النزول : القلم ثم الضحى ثم الكوثر.
ثانياً : أن ترتيب العطاء فى السور الثلاثة يتوافق مع ترتيب السور.
ففى سورة القلم يقول ربنا : (وإن لك لأجراً غير ممنون) ثم فى سورة الضحى يقول : (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ثم فى سورة الكوثر يقول : (إنا أعطيناك الكوثر).
ولنسوق مثالاً من واقعنا لنفهم هذا الكلام.
عندما يقوم أحد الأغنياء باستعمال أو استئجار أحد العمال ليعمل عنده فإنه يقول له : سوف يكون لك (أجراً) كبيراً. وهذا يتشابه مع قوله تعالى : (وإن لك لأجراً غير ممنون) فالأجر هناك غير معرف.
وبعد أن يعمل عنده ويعجب صاحب العمل عمله ، فتشجيعاً له يبشره بقوله : سوف أعطيك أجراً ترض ى عنه وتقر به عينك. وهذا شبيه بقوله تعالى : (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهنا أصبحت السورة أقرب للذهن عن هذا العطاء العظيم.
وبعد أن يفرغ من العمل الذى أداه على أكمل وجه يقول له سيده : إليك الأجر الذى وعدتك به ها هو. وهذا شبيه بقوله تعالى : (إنا أعطيناك الكوثر) حيث تصبح عملية العطاء رأى عين ومشاهدة.
ونلاحظ ملمحاً مهماً هنا وهو أن القرآن الكريم كان ينزل مفرقاً على مدار ثلاثة وعشرين عاماً فىمناسبات عدة وأحداث متفرقة ، ولكنه عندما جمع بعدما اكتمل نزول الوحى أصبح يمثل هذه التكاملية العجيبة والجميلة والمعجزة. بل أصبح يعبر عن منظومةمعرفية متكاملة ومتوافقة ومنسجمة.
===========
ونظرة أخرى لهذه السور التى نتحدث عنها : القلم - الضحى - الكوثر. سنجد إشارات جميلة جداً تتعلق بموضوع هذه السورة (الكوثر) ألا وهو الانتصار للنبى صلى الله عليه وسلم.
1- سورة القلم مكونة من (52) آية.
2- سورة الضحى مكونة من (11) آية.
3- سورة الكوثر (3) آيات.
ولنتأمل مجموع آيات سورة القلم وسورة الضحى : 52 + 11 = 63 عاماً
وكأن المعنى المراد الإشارة إليه هو أن الله لن يعطى النبى هذه العطية ألا وهى نهر الكوثر إلا بعد انقضاء أجل النبى والذى بلغه بعد ثلاث وستين سنة. فجاءت سورة الكوثر بعد هاتين الآيتين البالغ مجموع آياتهما = 63 آية. فتأمل.
كما أن رقم (3) وهو عدد آيات سورة الكوثر ، يعبر عن أمور تتعلق بحياة النبى صلىالله عليه وسلم.
منها أنها قد تمثل ثلاث مراحل : الأولى حياته قبل البعثة وحياته بعد البعثة فى مكة ثم حياته بعد الهجرة فى المدينة.
كما يمكن أن تشير إلى : مرحلة العبودية (أى قبل البعثة ) ، ومرحلة النبوة (منذ نزول سورة اقرأ وحتى نزول سورة المدثر) ، ومرحلة الرسالة (من أول نزول سورة المدثر ثم بداية الرسالة).
والله أعلم.
#######################
قبل أن أشرع فى الحديث عن الإعجاز البلاغى فى سورة الكوثر ،
فإنى أورد بعض اللطائف اللغوية فى هذه السورة الكريمة ،
ولا أعدها من قبيل الإعجاز ، ولكنها كما قلت هى من اللطائف اللغوية ،
ولكنها عندما تنضم إلا نواحى أخرى فإنه لا يشك المرء فى وجوهها الإعجازية.
وهى باقى المقال الذى اقتبست منه سابقاً للأستاذ / محمد محمد كالو جزاه الله خير
يقول :
[لنتأمل الضمائر:
في اللغة العربية أنواع كثيرة من الضمائر ولكن هل تصدق أن هذه السورة القصيرة جداً (10 كلمات) قد اشتملت على كل أنواع الضمائر:
يقسم أهل اللغة الضمائر بحسب اعتبارات شتى :
باعتبار الظهور والاستتار : فيميزون بين الضمائر البارزة...والضمائر المستترة...وفى سورة الكوثر النوعان:
ضمير مستتر في فعل الأمر(انحر)
ضمير بارز في (أعطيناك).....
باعتبار الاتصال والانفصال: فيميزون بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة...وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير متصل فى (أعطيناك)
ضمير منفصل في (هو الأبتر)
باعتبار المحل الإعرابي : فبعضها في محل رفع ..وبعضها في محل نصب..وبعضها في محل جر...وفى سورة الكوثر....ضمير في محل رفع (نا) فاعل )أعطيناك)
ضمير في محل نصب (ك) مفعول (أعطيناك)
ضمير في محل جر(ك)مجرور(ربك)
باعتبار العدد : ورد في السورة...الضمير المفرد (ك)وضمير الجمع (نا)
باعتبار الخطاب : جاء في سورة الكوثر ضمير المتكلم (نا) وضمير المخاطب ( ك) وضمير الغائب (هو)
لنتأمل الأفعال :
ليس في سورة الكوثر إلا ثلاثة أفعال (أعطى) و(صلى) و(نحر) ولكنها تستحضر.. عدة أنواع:
الأفعال الصحيحة....مثلتها(نحر)
الأفعال المعتلة.....مثلتها(صلى)
الأفعال المجردة....مثلتها(نحر)
الأفعال المزيدة... مثلتها (أعطى)
الأفعال المزيدة.....تصاغ إما بزيادة حرف وإما بتضعيف حرف (أعطى) نموذج للأول (صلى)نموذج للثاني......
وبالنظر إلى اللزوم والتعدي (صلى) تحتمل اللزوم......(نحر)تتعدى إلى مفعول واحد..(أعطى)تتعدى إلى أكثر من مفعول...
لنتأمل الأسماء:
نلاحظ ذلك التناسق الجميل بين ما دل على الذات العلية ،وما دل على النبي صلى الله عليه وسلم:
ثلاث كلمات أحالت على الرب عز وجل وهي:(نا)المتصلة بالناسخ (إن)...و(نا)المتصلة بالفعل ( أعطى) و(رب)....ثم نلاحظ.....محل النصب أولاً...ومحل الرفع ثانيا....ثم المجرور.....
ثلاث كلمات...أشارت إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم (ك) ( أعطيناك ) و (ك) (ربك) و (ك) (شانئك)
ولو اعتبرنا الضمير المستتر في (صل) و( انحر)..لحصلنا على الحالات الإعرابية الثلاث....الكاف المنصوبة....في (أعطيناك)..... والمرفوع في (صل)....والمجرور في (ربك)...(لاحظ الترتيب)..
لنتأمل الجمل:
(إنا أعطيناك الكوثر) جملة خبرية.....
(فصل لربك) جملة إنشائية...............فاستوعبت السورة الأسلوبين
(فصل لربك ) جملة فعلية
(إن شانئك هو الأبتر)جملة اسمية......فاستوعبت السورة النوعين......
(فصل لربك) جملة بسيطة....
(إن شانئك هو الأبتر)جملة مركبة...فاستوعبت السورة الشكلين...
يقصد بالجملة البسيطة....ذات الإسناد الوحيد....ويقصد بالجملة المركبة ذات الإسناد المتعدد..ففي جملة (إن شانئك هو الأبتر) إسنادان ..... شانئك... مسند إليه(مبتدأ اسم إن) و ... هو الأبتر...مسند إليه( خبر)..لكن هذا المسند إليه نفسه...جملة أخرى...فيها إسناد...الأبتر إلى الضمير ..هو..قال أبو البقاء العكبري- رحمه الله- في "التبيان":"هو"مبتدأ...أو توكيد...أو فصل.....
ومعنى ذلك...أن جملة...( إن شانئك هو الأبتر) بسيطة باعتبار.....ومركبة باعتبار آخر....
وبالنظر إلى العلاقة بين الجمل....احتوت السورة على العلاقتين الممكنتين : الوصل والفصل..
الفصل...بين جملة ( انحر) والتي تليها ( إن شانئك)
الوصل ..بين جملة (انحر) والتي سبقتها.....
كل هذا...والسورة كلماتها معدودة على رؤوس الأصابع.......
هذا ما ظهر من الإعجاز اللغوي أما ما خفي فهو أعظم وأعظم....]
#####################
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)============================
ملاحظة : الأصل أن القرآن الكريم معجز للإنس و الجن أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة منه. فالأصل إذا ادّعى أحد أنه يستطيع أن يأتى بمثل سورة الكوثر فإنه ملزم أن يأتينا بما ادعى ثم نقوم نحن ببيان الخلل والنقص والعجز الذى اعترى ما ادعى أنه معارض لهذه السورة.
ولكن فى هذا المقام فالأمر مختلف...
=========================
وقد سبق أن أصلنا أصلاً فى مسألة الإعجاز البلاغى فى القرآن مفاده :
أنه لو أزيلت لفظة من القرآن الكريم ودارت عليها لغة العرب لتأتى بأفضل منها أو مثلها لما وجد.
وتطبيقاً لهذه القاعدة فلنبدأ بأولى كلمات هذه السورة الكريمة :
يقول تعالى : (إنا أعطيناك الكوثر)
ولنحاول مع أولى الكلمات وهى قوله تعالى : (إنا)
فهل يوجد فى لغة العرب قاطبة كلمة أخرى تحل محل هذه الكلمة وتقوم بكل ما قامت به من معانى بحيث إذا وضعت تلك مكان هذه لم يكن هناك ثمة فارق بينهما؟
على كل حال أنا سأفترض بعض كلمات ، ومن كان عنده اقتراح لكمات لم أوردها ويظن أنها كذلك فلا مانع من مناقشتها.
- كلمة (إنّا) أصلها ( إننا ) فالنون مدغمة وهى مكونة من جزئين : (إنّ) التوكيدية القريبة من القسم ، و (نا) الفاعلين
و(إنّ) مستقلة ذات قيم بلاغية متعددة :
1- تفيد حسن البدء بالكلام. فوجودها أبلغ وأفيد من حذفها.
2- هى للتوكيد وقريبة من القسم ، بل من العلماء من عدها من أساليب القسم ، وهى تفيد تأكيد ما بعدها.
3- أنها تفيد الوصل والفصل فى نفس الوقت ، بمعنى أنها تفيد وصل ما بعدها بما قبلها ، كما أنها تفيد فصل ما بعدها عما قبلها.
1- الوصل : مفيد فى وصل سورة الكوثر بالسورة التى تسبقها ألا وهى سورة الماعون التى قال ربنا فى فيها :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي
يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
(5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي
يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
(5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
فانظر إلى هذه المقابلة البلاغية الجميلة بين (الذين يمنعون الماعون) وبين (إنا أعطيناك الكوثر) والتقابل فى البلاغة يبرز المعنى ويقويه.
فشتان بين عطاء العبد وعطاء الرب.
كذلك المقابلة (التضاد) بين الذين يمنعون الماعون وبين قوله تعالى (انحر) والمقصود به ذبح الإبل وهى أفضل أموال العرب وأحسن أضاحيهم ، والذى يعبر عن الكرم والجود.
ومن هنا يتضح جمال الربط والترتيب بين هاتين السورتين علاوة على أمور أخرى نذكرها لاحقاً إن شاء الله تعالى.
إذن هذا الحرف (إنّ) قد أفاد الوصل بشكل بليغ.
2- الفصل : بمعنى أن هذه السورة تصلح لأن تكون مستقلة بمعانيها عما سبقتها ، وأنها متكاملة وأنها تصلح فى ذاتها أن تشكل قاعدة مستقلة بنفسها دون حاجة لغيرها.
مثلما تقول مثلاً : إنك رجل قوى. فهنا أنت تؤكد كما أنك تؤصل شيئاً مستقلاً بذاته ، وتخبر عن معلومة لا تحتاج لإضافات أخرى.
======
(نا) وهى للمتكلم الجمع ، وتأتى على لسان المفرد كذلك وفى هذه الحالة تفيد التعظيم ، تعظيم مَن المتكلم؟ نعم فالله هو العظيم ولكن التعظيم هنا ليس لله فحسب ولكن للعطاء أيضاً. ذلك أن الأوصاف التى جاءت لنهر الكوثر وحوضه تبلغ من العظم الشئ الكثير فما بالنا برأى العين. وهذا يحتاج إلى المبالغة فى إبراز عظم هذا العطاء.
= كما أن (نا) تفيد شيئاً آخر ، وهو أنه قد يكون القائم بالفعل متعددون ، وليس واحداً ، بمعنى أن الله قد أمر ملائكته بشق هذا النهر فى الجنة وحوضه فى ساحة العرض يوم القيامة. وتأتى (نا) هنا للدلالة على هذا الأمر ، ولتبين أن خلق الكوثر لم يكن بقوله (كن) فيكون.
ذلك أن هناك من المخلوقات ما يخلقه الله بكن ومن المخلوقات من يخلقه الله بيده ، ومن المخلوقات من يكلف الله غيره بشئ من هذا مثل أمر الله سبحانه لجبريل عليه السلام بنفخ الروح فى مريم ليكون عيسى عليه السلام.
والله ليس محتاجاً لأن يقوم أحد بهذا ، ولكن هذا شرف لمن يؤمر ، ناهيك عن شرف ما يخلقه الله بيده.
وبناءً على هذا يتبين لنا أفضلية (إنا) على (إننى) التى هى أقرب الكلمات التى من الممكن أن تؤدى المطلوب ولكنها لن تقوم بمثل ما قامت (إنا) به.
= ولاحظ معى مسألة تجويدية مهمة وهى عند التقاء (نا) مع حرف الهمزة فى كلمة (أعطيناك) فإنه يتولد ما يسمى بالمد المنفصل ومقداره يتراوح بين حركتين وأربع حركات وست حركات. حسب مستويات القراءة ، فإذا انضم إليها حركة الهمزة فى (إنا) ثم حركتين للنون المشددة صار مجموع الحركات فيها تسع حركات ، وهنا تصبح كلمة (إنا) الصغيرة فى التركيب هى أعظم وأكبر كلمات السورة ، ولم لا أليست هى التى تشير إلى الله.
وهذا ما يسمى بالقيمة التعبيرية للكلمة. فالكلمة الطويلة ذات المقاطع المتعددة تختلف فى مغزاها عن تلك الكلمات الصغيرة ذات المقاطع القليلة ،وهذا فى الغالب الأعم.
وشبيه بهذا كلمة (أعطيناك) فإنها تتكون من أربعة مقاطع صوتية هى (أعـْ - طَيـْ - نا - كـَ) فهى تفيد أيضاً عظم العطاء ، كما أنها تحم جرساً جميلاً على الأذن ممايجعل النفوس تتعلق بالقرآن فلا تمله مع التكرار.
كذلك كلمة (الكوثر) التى تتكون من ثلاثة مقاطع صوتية هى : (الْـ - كَوْ - ثَر) فهى تفيد الكثرة معنى ، كما تفيد الكثرة لفظاً.
ويتضح هذا أكثر عندما نتعرض لكلمتى (صلّ - انحر) فالأولى مقطع واحد والثانية مقطعين ، فهما يدلان على القلة لفظاً ومعنى ، وما فائدة هذا من ناحية المعنى ؟
يفيد أن عطاء الله عظيم جداً ، بينما التكاليف الشرعية من صلاة ونحر وغيرها فهى قليلة جداً جداً إذا ما قورنت بعطاء الله ونعمه!
= ومن مميزات كلمة (إنا) عن كلمة (إنى) أن الأولى تفيد الاستعلاء والارتفاع الصوتى عند النطق بها وهذا أجمل لفظاً ومعنى - فى هذا الموضع - وذلك عند الإشارة بـ (إنا) إلى الله العلى الأعلى سبحانه وتعالى.
أما عندما يقول ربنا (إننى أنا الله) فهذه أيضاً تناسب الموضع الذى جاءت فيه وليس (إنا) ذلك أن (إننى) جاءت فى إطار العقيدة والتوحيد فهذا أنسب لها ، أما فى إطار الربوبية والعطاء فـ (إنا) هى الأنسب. فسبحان الذى أحكم كتابه.
= ومن مميزات (إنا) عن ما عداها من الكلمات :
1- أنها تبدأ بحرف الهمزة ، ومعروف تجويدياً أن حرف الهمزة من حروف الحلق وهو حرف شديد بل هو أشد الحروف ويسمى من حروف الجهر ، وهو يعطى دفعة قوية للكلمة. حتى أن بعض القراء يفضلون الوقت برهة قبل النطق بحرف الهمزة حتى يعطى النفس دفعة قوية ،ليعطى الحرف حقه ومستحقه عند النطق به.
2- ثم أن استخدام حرفى نون مدغمتين يعطى الكلمة بهاءً وروعة ذلك أن حرف النون حرف (أغن) والغنة هى صوت جميل لذيذ يخرج من الخيشوم.
3- كما أن المد الناشئ من التقاء (إنا) مع حرف الهمزة فى (أعطيناك) فإنه عبارة عن دفعة هواء تخرج من الجوف وتستمر ستة حركات (6 ثوان) مما يؤدى إلى التفاعل بين المتكلم والكلام الخارج منه ، وتوحى بالرهبة والعظمة وجمال اللفظ.
من هذا العرض السابق يتبين لنا ما ذكرناه سابقاً وهو أنه لو أزيلت كلمة (إنا) من سورة الكوثر ودارت عليها لغة العرب قاطبةلتأتى بأفضل منها أو مثلها لما وجد.
أرجو أن أكون قد بينت شيئاً من الإعجاز البلاغى فى كلمة (إنا) فهذا حدود علمنا وما عند الله أعظم (وما يعلم تأويله إلا الله) .
وسأشرع إن شاء الله تعالى فى الحديث عن كلمة (أعطيناك).
أسأل الله التيسير.
#######################
للاسف:
انتهى الموضوع هنا
لكن هناك رابط لكتاب قيم جدا:
للعلامة الزمخشري رسالة قيمة عن الإعجاز البياني لسورة الكوثر،يمكن تحميلها من هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/34247039/5c547590/____.html
__________________
ان وجد اضافات
ربنا يسهل و انقلها لكم
و شكرا
تعليق