ماذا تعرف عن مَلكيصادَقَ ؟..
تقليص
X
-
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
[ النحل الآية 125]
وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]
-
سوف أقوم بتحديد السؤال أكثر وأكثر..لماذا في نسخة الأرثوذكس تم كتابة( مَلكيصادَقَ ) هكذا حتة واحدة:
4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: " إنْ أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ " 5السيّدُ يقِفُ عَنْ يَمينِكَ ويُحَطِمُ المُلوكَ يومَ غضَبِهِ.) (110) طبعة الأرثوذكس .
في حين أنه قد تم تجزئتها هكذا ( مَلكي صادَقَ )في البروتستانت:
(4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: " أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكي صادَقَ " 5الرّبُّ عَنْ يَمينِكَ يُحطِمُ في يومَ رَجَزِهِ مُلوكَاً.) (110) طبعة البروتستانت.
أظن الإجابة كدة بقت أسهل صح.دع عنك الرتبة وغير الرتبة..فرتبته كما راينا أعلى من رتبة السيد المسيح..
فمن هو مَلكي صادَقَ هذا..
زهديتعليق
-
لا كده بقت صعبة أكتر !!! ؟؟ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
[ النحل الآية 125]
وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]
تعليق
-
حول ملكيصادق
تمهيد لابد منه:
في الحقيقة الكلام عند ملكيصادق يجرنا بالتبعية إلى الحديث عن ترجمة الكتاب المقدس.
فواقع الأمر أنه لا توجد هذه الشخصية في الكتاب المقدس أصلاً وإنما الحادث هو أن هذه الشخصية الأسطورية ما هي إلا خطأ بيّن في الترجمة..كيف حدث هذا؟..
هذا ما سوف نوضحه في الدراسةالتالية :
أولاً وقيل كل شيء أحب أن أنوه هنا إلى أن الخطأ في الكتاب المقدس يقع على ثلاثة محاور.
المحور الأولى: هناك أخطاء جوهرية تم تداركها في الطبعات الحديثة من الكتاب المقدس، ..وهي كثيرة جداً جداً..
مثال: ماذا لو اكتشف الزوج حين دخوله على زوجته العذراء عدم عذريتها؟.
نجد أنه قد ورد في تثنية 22: 21 نجد أن عقوبتها الرجم.
[21يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. .].
والنص في نسخة الإنترنتhttp://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm
نجده قام بحذف كلمة [قَبَاحَةً] واستبدلها بكلمة [حَماقَةً] وحذف كلمة [بِزِنَاهَا] واستبدلها بكلمة [بِفُجورِها] كالآتي:
[21يُخرِج شُيوخ المدينةِ الفتاةَ إلى بابِ بَيتِ أبيها. وهُناكَ يَرجمُها جميعُ أهلِ مدينتِها بِالحجارةِ حتى تموتَ، لأنَّها اَرْتكَبَت حَماقَةً في بَني إِسرائيلَ بِفُجورِها في بَيتِ أبيها. هكذا تُزيلونَ الشَّرَ مِنْ بَينِكُم ].
المحور الثاني: هناك أخطاء جوهرية تم التلاعب في النص الحديث بحيث لا يتنبه القارئ إلى مثل هذا التلاعب..وهذا من أخطر أنواع التحريف:جاء في تثنية 33: 2
[1وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، 2فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ .].
وتم تعديل النص في نسخة الإنترنت
http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm كالتالي:
[ وهذِهِ هيَ البَركةُ التي بارَكَ بِها موسى، رجلُ اللهِ، بَني إِسرائيلَ قَبلَ موتِهِ، 2فَقالَ: «أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ. .].
فما هو المقصود بقوله« وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ» الواردة في النص السابق؟. ولماذا تم تحريف النص في نسخة الإنترنت وليصبح « وأتى مِنْ رُبى القُدسِ» فهل ربى تعني ربوات؟. أم أن في الأمر إشكال يجب إزالته؟.
ووالله العظيم هذا التحريف المتعمد من [رِبْوَاتِ] إلى [رُبى]..لو تعرفون المقصود من ورائه لحمد كل مسلم ربه العظيم على إسلامه..
عموماً هذه قضية أخرى.
المحور الثالث: هناك أخطاء جوهرية لم تستطع كل القوى تداركها وقهرت هذه الأخطاء الزمان فلم يستطيعوا لها تفسيراً.و ملكيصادق من هذا النوع.
يقول كُتّاب المسيحية حول ترجمة الكتاب المقدس في عجالة سريعة لأنه هناك دراسة كبرى وعميقة حول هذا الموضوع ليس مجالها الآن:
أن أول ترجمة للكتاب المقدس, كان يستعملها اليهود الناطقون باليونانية في بداية العصر المسيحي، وكذلك المسيحيون الأولون.
وتاريخ وضع هذه الترجمة غير واضح، لكن التقليد يعود بها إلى زمن بطليموس فيلادلفوس المصري (285 – 246 ق. م.).
وقد زودنا اكتشاف إدراج البحر الميت أيضاَ بأقدم مخطوطات لأجزاء من العهد القديم اليوناني، ووجد العلماء تشابهاً كبيراً بين هذه المكتشفات ونصوص الترجمة السبعينية المعروفة سابقاً، غير أن وجود الاختلاف فيها، جعل بعض العلماء منهم يعتقد بأن مخطوطات قمران تكشف نصاً أسبق.
إن النص العبراني مبدئياً هو الأساس، ويعتمد عليه أكثر من الترجمة السبعينية، وذلك لأن المترجمين ترجموا بحرية في مواضع كثيرة، ورغم هذا يمكن أن نجد حالات حفظ لنا فيها النص اليوناني المترجم قراءات أسلم وأقدم مما في المخطوطات العبرانية الموجودة بين أيدينا وفضلاً عن الترجمة السبعينية كان ثمة عدد من النصوص المترجمة إلى اليونانية قيد الاستعمال خلال القرون الأولي للعصر المسيحي.
فأوريجانوس الإسكندري صنف كتاباً يعرف باسم Hexapla (أي السداسي) وضع فيه النص العبراني والترجمة السبعينية في أعمدة متقابلة مع نصوص ترجمات أكيلا، وسيماخوس، وثيودوشن، وأخيراً تنقيحه هو للنص. وفاقت الترجمة السبعينية غيرها من الترجمات إلا في سفر دانيال حيث حلت ترجمة ثيودوشن محل نص دانيال لركاكة الترجمة في السبعينية. ووضع بعد أوريجانس كل من لوقيان وهسيخيوس، وهما مسيحيان، ترجمتين أخريين للعهد القديم العبراني في اليونانية ومع انتشار المسيحية في البلدان غير الناطقة باليونانية، وضعت ترجمات للكتاب المقدس في اللاتينية والسريانية والقبطية، بإزاء التطور والازدياد في مخطوطات نص العهد الجديد التي نتحدث عنها لاحقاً.
والسؤال المطروح هنا هل خلا الكتاب المقدس من أخطاء جوهرية وقع فيها مترجموه ؟.
وللإجابة عن ذلك السؤال نأخذ أمثلة ثلاثة من الكتاب المقدس نفسه لنرى الإشكاليات التي وقع فيها مترجمو الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى:
المثال الأول:
1ـ في الإصحاح الرابع من سفر أخبار الأيام الأول عدد 17 طبعة البروتستانت والمطبوعة سنة 1822 تجد فراغاً يقدر بثلاث أو أربع كلمات والنص بتمامه كالآتي: (.... 17وبَنو عَزرَةَ: يَثُرُ ومَرَدُ وعافِرُ ويالونُ.... وحبلت بمريم وشَمَّايَ ويِشبَحَ أبي اشتوع ) .
أما النص الحديث فلا يترك فراغاً وانما يُكتب مباشرة هكذا: [17وَبَنُو عَزْرَةَ: يَثَرُ وَمَرَدُ وَعَافِرُ وَيَالُونُ. وَحَبِلَتْ بِمَرْيَمَ وَشَمَّايَ وَيِشْبَحَ أَبِي أَشْتَمُوعَ.].
والمدقق في النص موضوع الدراسة نجد فيه قول الكاتب " وَحَبِلَتْ بِمَرْيَمَ " والسؤال هو من هي تلك التي حَبِلَتْ بِمَرْيَمَ ؟؟.
بالرجوع إلى النص الكاثوليكي العربي نجد أنه يقول:[ 17وبَنو عَزرَةَ: يَثاُرُ وماَرَدُ وعافِرُ ويالونُ. واتخذ ماَرَدُ بِثيَةَ فحبلت بمريم وشَمَّايَ ويِشباَحَ أبي أشتَموعَ ].
وبتية هذه هي الوارد اسمها في السطر الثاني مباشرة:
[ 18هؤلاءِ بَنو بِثيَةَ بِنتِ فِرعَونَ التي أخذها ماَرَدُ.].
وبالرجوع إلى طبعة الأرثوذكس:
( 16وبَنو يَهلَلئيلَ: زيفُ وزيفَةُ وثيريَّا وأسرَئيلُ. 17وبَنو عَزرَةَ: يَثُرُ ومَرَدُ وعافِرُ ويالونُ. وتزَوَّج مَرَدُ بِثيَةَ فولَدَت وشَمَّايَ ويِشبَحَ باني مدينةِ أشتَموعَ. 18هؤلاءِ بَنو بِثيَةَ بِنتِ فِرعَونَ. وولَدَت طارَدُ، اَمرأتُه اليهوديَّةُ، يارَدَ باني مدينةِ جدورَ، وحابَرَ باني سُوكُو، ويَقوتيئيلَ باني زانوحَ. ).
وعليك ملاحظة أن النص الأرثوذكسي تم حذف مريم منه والتي هي مثبتة في النصين البروتستانتي والكاثوليكي.
والواقع أن المترجم أو المحقق الكاثوليكي واجه الفراغ فملأه بالعبارة المستنتجة من السطر الثاني.
وفي الحقيقة لقد تم تدارك الأمر فيما بعد حديثاً جداً في نسخة الإنترنت:
http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm
[17وبَنو عَزرَةَ: يَثُرُ ومَرَدُ وعافِرُ ويالونُ. وتزَوَّج مَرَدُ بِثيَةَ فولَدَت وشَمَّايَ ويِشبَحَ باني مدينةِ أشتَموعَ. 18هؤلاءِ بَنو بِثيَةَ بِنتِ فِرعَونَ. وولَدَت طارَدُ، اَمرأتُه اليهوديَّةُ، يارَدَ باني مدينةِ جدورَ، وحابَرَ باني سُوكُو، ويَقوتيئيلَ باني زانوحَ.]..
إلا أن الكاتب مرة أخرى قد نسي أن يضع بعد بثية اسم مريم المعطوف عليها بـ وشماي وجاء النص مباشرة [وتزَوَّج مَرَدُ بِثيَةَ فولَدَت وشَمَّايَ]..وكان يفترض فيه القول [وتزَوَّج مَرَدُ بِثيَةَ فولَدَت مريم وشَمَّايَ ويِشبَحَ باني مدينةِ أشتَموعَ].
وصدق الله العظيم إذ يقول :[ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ].(النساء : 82 ).
المثال الثاني:
ِ2 ـ جاء في المزمور (110: 1 ) الأتي: [ قال الربُّ لِرَبّي ].
ما معنى هذه الجملة ؟ إن أقل ما يقال عنها يزيد الإشكال إشكالاً.. فمن هو الرب الذي يتكلم ومع من يتكلم ؟ ولعل السبب في هذه الترجمة بالذات أنها لم تؤخذ عن النص اليوناني وإنما أخذت عن النص الإنجليزي وبالذات نسخة الملك جيمس، لكون الذين قاموا بهذه الترجمة إلى العربية هم القساوسة والمبشرين الإنجليز والأمريكان حيث تقول الترجمة الإنجليزية المعروفة باسم KING JAMES VERSION ما نصه:{The Lord said unto Lord.} وكلمة (Lord) ترجمت حيث وُجدت إلى (الرب) والمزمور (1:109) من النص الكاثوليكي المعتمد يبتدئ هكذا:
[ قال الربُّ لِسَيَّدي اجلس عن يَميني..] والبديهي من متابعة الترجمة الكاثوليكية ومقارنتها مع غيرها من الترجمة البروتستانتية والأرثوذكسية أن النص العبري المعتمد هو:
[ قال يهوه لأدوناي...]، والسؤال هو من هو الإله المقصود هل هو يهوه ؟ أم هو أدوناي ؟ أم هو إلوهيم ؟ ..
وقراءة النصوص باللغات الأخرى غير العبرية تشير بوضوح إلى اسم كل من الآلهة الثلاث ما عدا النص العربي البروتستانتي، حيث أطلق اسم (الرب) على كل من يهوة وأدوناي واسم الله على إيلوهيم.
فالنص العربي في طبعة الكاثوليك يسمي يهوه (الرب) ما عدا مرة واحدة يستخدم فيها اسم يهوه صراحة في الإصحاح السادس عدد3 من سفر الخروج حيث يقول:
{ ... وأما يهوه فلم أعلنه لهم } ، وأدوناي (سيدي) وإيلوهيم (الله) .
والنص الفرنسي للمزمور الذي نحن بصدده (1:110) كالأتي:
{Oracle de L’ Eternal a moon seigneur} وقارن هذا النص بالنص الإنجليزي: {The Lord said unto Lord.} .
فالنص الفرنسي يسمي (يهوه) L`Eterneو(أدوناي) Seigneur و(إلوهيم) Dieu
أما النص الإنجليزي ( نسخة الملك جيمس ) فإن الكاتب لجأ إلى حيلة أخرى نتيجة لافتقاره هو الأخر إلى مفردات اللغة فهو يسمي (يهوه) LORD باستخدام الأحرف الاستهلالية الكبيرة Capitals في الكلمة كلها، بينما يستخدم كلمة Lord بحرف كبير في البدء فقط والباقي بالأحرف الصغيرة لأجل أدوناي ويطلق اسم God على إيلوهيم.
تلخيصاً لما سبق بالقياس المنطقي 1
ـ إيلوهيم ويهوة هما نفس الإله في المزمور (107) عند الكاثوليك و(108) عند البروتستانت .
2ـ أدوناي هو يهوة ( باقي نصوص العهد القديم )، ولما كان اسم يهوة محرماً عليهم ذكره لذلك استعاضوا عنه بكلمة أدوناي وفي النص الإنجليزي Lord My أي ( سيدي ) وفي النص الفرنسي Seigneur Mon وقياساً فإن إيلوهيم هو يهوة هو أدوناي، لكن المفاجأة انه في المزمور (109) طبعة الكاثوليك و(110) طبعة البروتستانت والأرثوذكس حيث نجد أن يهوة غير أدوناي إذ إن أحدهما يتكلم مع الأخر ؟؟؟...
(4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: " أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ " 5الرّبُّ يقِفُ عَنْ يَمينِكَ ويُهَشِّمُ المُلوكَ يومَ غضَبِهِ. ) (109) طبعة الكاثوليك .
(4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: " إنْ أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ " 5السيّدُ يقِفُ عَنْ يَمينِكَ ويُحَطِمُ المُلوكَ يومَ غضَبِهِ.) (110) طبعة الأرثوذكس .
(4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: " أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكي صادَقَ " 5الرّبُّ عَنْ يَمينِكَ يُحطِمُ في يومَ رَجَزِهِ مُلوكَاً.) (110) طبعة البروتستانت.
واسترسالاً بالقياس نسأل: من يجلس عن يمين من ؟ ومن هو المتكلم ومن هو المخاطب ؟ هل المخاطب هو بالحقيقة نبي الله داود صاحب المزمور والإلهان، يهوه وأدوناي يجلس أحدهما إلى يمين الأخر دون أن نعرف من منهما إلى اليمين ومن منهما إلى اليسار ؟ ثم من هو مَلكيصادَقَ هذا ؟ هل هو الشخص الذي صادفناه لأول مرة في سفر التكوين الإصحاح الرابع عشر عدد 18، 19 هكذا: [ 17فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لاسْتِقْبَالِهِ، بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ كَسْرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى عُمْقِ شَوَى، الَّذِي هُوَ عُمْقُ الْمَلِكِ. 18وَمَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا. وَكَانَ كَاهِنًا ِللهِ الْعَلِيِّ. 19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ،].أرجو ملاحظة أن كلمة[مَلكيصادِقُ] مكتوبة في النص السابق من مقطعين هكذا[ 18وَمَلْكِي صَادِقُ]..إلا أن النص في نسخة الإنترنت جعلها كلمة واحدة
[17وعِندَ رُجوعِ أبرامَ مُنتَصِرًا على كَدَرلَعَومَرَ والمُلوكِ الذينَ حاربوا معَهُ، خرَج مَلِكُ سدومَ للقائهِ في وادي شَوَى، وهوَ وادي المَلِكِ. 18وأخرَج مَلكيصادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، خبزًا وخمرًا، وكانَ كاهنًا للهِ العليِّ. 19فبارَكَ أبرامَ بِقولِهِ: «مُبارَكٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العليِّ، خالِقِ السَّماواتِ والأرضِ 20وتباركَ الله العليُّ الذي أسلَمَ أعداءَكَ إلى يَدِكَ! » فأعطاهُ أبرامُ العُشْرَ مِنْ كُلِّ شيءٍ.].
وبعد ذلك يغيب مَلكيصادَقَ من العهد القديم ليعود إلى الظهور مرة أخرى في العهد الجديد على لسان (بولس) وهو الحاخام اليهودي المتنصر ( شاؤول الطرسوسي ) في رسالته للعبرانيين الإصحاح الخامس عدد 6ـ10 هكذا:
[ المَسيحُ ما رفَعَ نَفسَهُ إلى هذا المَقامِ، بَلِ الله الذي قالَ لَه: «أنتَ اَبني وأنا اليومَ ولَدتُكَ«. 6وقالَ لَه في مكانٍ آخَرَ: «أنتَ كاهِنِ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ«. 7وهوَ الذي في أيّامِ حياتِهِ البَشَرِيَّةِ رفَعَ الصَّلَواتِ والتَّضَرُّعاتِ بِصُراخِ شَديدٍ ودُموعِ إلى الله القادِرِ أنْ يُخلِّصَهُ مِنَ المَوتِ، فاَستَجابَ لَه لِتَقواهُ. 8وتعَلَّمَ الطاعَةَ، وهوَ الابنُ، بِما عاناهُ مِنَ الألَمِ. 9ولمَّا بلَغَ الكمالَ صارَ مَصدَرَ خَلاصٍ أبَدِيٍّ لِجَميعِ الذينَ يُطيعونَهُ، 10لأنَّ الله دَعاهُ رَئيسَ كَهنَةٍ على رُتبَةِ ملكيصادَقَ. ].
وهكذا فإن مَلكيصادَقَ ذو مركز رفيع سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد ، لكن من هو مَلكيصادَقَ هذا ؟ هل كان موجوداً حقاً ؟ أم هو شخص أسطوري شأنه شأن الكثير من أبطال العهد القديم ؟ أو أنه مجرد خطأ في الترجمة ؟ .
إن أول ما يلفت النظر إليه أنه بدون أصل وبدون نسب ولا بداءة أيام له ولا نهاية حياة، فهو لم يولد، كما أنه حي لا يموت، يقول بولس في رسالته للعبرانيين
عبرانيين 7: 1ـ3 [1لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ» 3بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ.].
[ وكانَ مَلكِيصادَقُ هذا مَلِكَ ساليمَ وكاهِنَ الله العليِّ، خرَجَ لِمُلاقاةِ إبراهيمَ عِندَ رُجوعِهِ بَعدَما هزَمَ المُلوكَ وباركَهُ، 2وأعطاهُ إبراهيمُ العُشْرَ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وتَفسيرُ اَسمِهِ أوَّلاً مَلِكُ العَدلِ، ثُمَ مَلِكُ ساليمَ، أي مَلِكُ السَّلامِ. 3وهوَ لا أبَ لَه ولا أُمَ ولا نسَبَ، ولا لأيَّامِهِ بِداءَةِ ولا لِحياتِهِ نِهايَةِ. ولكِنَّهُ، على مِثالِ اَبنِ الله، يَبقى كاهِنًا إلى الأبَدِ.].
[ 17فشَهادةُ الكِتابِ لَه هِيَ: «أنتَ كاهِنِ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ مَلْكِيصادَقَ«.]عبرانيين 7 : 17
وبالبحث الدقيق سوف نجد أن مَلكيصادَقَ هذا ليس بشخص أسطوري وإنما حقيقة الأمر هو خطأ في الترجمة والنسخ على النحو الذي سنذكره كالأتي:
لقد جرى أول تحرير معروف للعهد القديم في القرن الثالث قبل الميلاد باللغة اليونانية عند القيام بالترجمة المعروفة بالسبعينية.
وقد أطلق عليها اسم السبعينية أو الرمز( LXX ) أي الرقم 70 بالأرقام الرومانية
ـ راجع اليهود في العهد اليوناني (330 ـ 166 ق.م ) ـ وقد بقيت مسألة الأصل الذي جرت الترجمة عنه قائمة إلى أن جرت اكتشافات كهوف وادي قمران على البحر الميت فتأكد للباحثين أمر وجود أصل مكتوب خلافاً للاعتقاد السائد أن التوراة كانت تنقل شفهياً، أما النص العبري القانوني المعمول به اليوم فلم ينته تحريره سوى في القرن الثامن للميلاد وكان الاعتقاد السائد أنه أول نص كتب من التوراة بعد انتقالها شفهياً من جيل إلى جيل من رجال الدين اليهود لذلك فإن الدلائل تشير إلى وجود النص المكتوب بين أيدي الكهنة اليهود وقد انتقل من جيل إلى جيل بشكل ما إلى أن حرر بصيغته النهائية المعروفة، وهي بالواقع محاولة لغوية ضخمة أكثر منها تسجيل للنص وبالإضافة إلى جانب اللغة اليونانية جرى تداول التوراة باللغة الآرامية وذلك حسب الحاجات الطقسية لدى الجماعات التي اعتنقت اليهودية من غير المتكلمين بالعبرية، وقد أصبحت هذه التراجم رسمية ومقبولة وثبت بشكلها النهائي في القرن الخامس للميلاد واسم هذه النصوص (ترجوم) من ترجمة فالجيم العبرية تلفظ كالجيم المصرية، وأصبحت النصوص معروفة باسم ترجوم بابل وترجوم أورشليم وأصبح هذا الأخير هو الترجوم الرسمي.
وأضخم عمل في محاولة تثبيت النص النهائي للتوراة هو الترجمة التي قام بها عالم لاهوتي من الإسكندرية اسمه ( أوريجانوس ) أوريجين Origen في حوالي سنة 230 للميلاد وكان يعمل في مدينة قيصرية بفلسطين، إذ حاول بمفرده أن يفصل في أمر تعدد النصوص والترجمات والاختلافات بينها، فكتب خلال عشر سنوات العهد القديم بكامله على أوراق كبيرة تحمل ستة أعمدة متقابلة وقد أطلق عليها اسم " هيكزابلا " أي السداسية HEXAPLA وفيها على التوالي وبشكل متقابل النص العبري ثم النص العبري نفسه ولكن بالأحرف اليونانية وذلك محاولة منه الحفاظ على طريقة النطق بالعبرية ثم ترجمتان معمول بهما في ذلك الزمن (نصوص ترجمات أكيلا، وسيماخوس، )، ثم ترجمة أخرى من وضعه هو والمعروفة بـ ( ثيودوشن)، ثم الترجمة السبعينية. وللأسف قد اندثر هذا العمل الضخم بأكثر من أجزائه وبقيت منه بعض الأقسام في المتاحف. وفاقت الترجمة السبعينية غيرها من الترجمات إلا في سفر دانيال حيث حلت ترجمة ثيودوشن محل نص دانيال لركاكة الترجمة في السبعينية. ووضع بعد أوريجانوس كل من لوقيان وهسيخيوس، وهما مسيحيان، ترجمتين أخريين للعهد القديم العبراني في اليونانية ، ومع انتشار المسيحية في البلدان غير الناطقة باليونانية، وضعت ترجمات للكتاب المقدس في اللاتينية والسريانية والقبطية، بازاء التطور والازدياد في مخطوطات نص العهد الجديد التي نتحدث عنها لاحقاً.
جمع كتب العهد القديم
قصة جمع كتب العهد القديم بها في مجموعة واحدة قانونية، ليست سهلة التحقيق أيضاً لسبب عدم توافر المعلومات. وما لدينا من المعلومات يكفي لمعرفة ما كان يتضمن العهد القديم في المرحلة التي سبقت العصر المسيحي مباشرة. وهذا يتلاءم إلى حد كبير مع ما اعتبره عيسى عليه السلام وتلاميذه كتاباً مقدساً.
ثمة تقليد يهودي قوي يقول إن عزرا الكاتب هو الذي وضع اللائحة القانونية بالأسفار المعترف بها. مع أن لوائح بكتب الشريعة الخمسة وبعض الأنبياء كانت موضوعة قبل زمن عزرا تتضمن لائحة الأسفار القانونية العبرانية ثلاث مجموعات: الشريعة، والأنبياء والكتابات. (وهذه الأخيرة تحوي أيضاً كتب أدب الحكمة وبعض الكتب التاريخية مثل عزرا ونحميا وأخبار الأيام وكتاب نبوي واحد دانيال).
إن مقدمة الكتاب الأبوكريفي يشوع بن سيراخ (حوالي 13. ق. م.) تتضمن إشارة إلي هذه المجموعات الثلاث دون ذكر ما تحويه كل مجموعة. ثم تم اكتشاف نصوص أو مقاطع لكل أسفار العهد القديم في مكتبة قمران ما عدا كتاب أستير (الذي يمكن أن يكتشف بعد) ذكر المؤرخ يوسيفوس من القرن الأول الميلادي وجود 22 سفراً في العهد القديم. واعترف كتاب رؤيا عزرا (حوالي 1.. ب. م.) بوجود 24 سفراً. وهذان الرقمان يتطابقان، هذا إذا كان يوسيفوس جعل سفر راعوث وسفر القضاة وسفر مراثي أرميا ضمن سفر أرميا. إن الأسفار الأربعة والعشرين في اللائحة القانونية العبرانية توازي في عددها الأسفار التسعة والثلاثين التي في التوراة اليونانية (وهذا عائد إلي أن صموئيل والملوك وأخبار الأيام وعزرا ونحميا والأنبياء الصغار وعدد أسفارهم 12 بحسب كل منها سفراً واحداً في التوراة العبرانية).
يقتبس العهد الجديد آيات من معظم كتب العهد القديم. هذا يعني أن مجموعة الكتب القانونية التي عرفها يسوع واستعملها هي ذاتها التي استعملها اليهود عامة وكانت معروفة لدى يوسيفوس. أما كتب الأبوكريفا. يقتبس العهد الجديد آيات من معظم كتب العهد القديم. هذا يعني أن مجموعة الكتب القانونية التي عرفها يسوع واستعملها هي ذاتها التي استعملها اليهود عامة وكانت معروفة لدى يوسيفوس. أما كتب الأبوكريفا(وتسمى أيضاً الكتب القانونية الثانية) التي تضمنتها مجموعة الأسفار اليونانية في الترجمة السبعينية، لكن استثنتها التوراة العبرية، فواضح إنها لم تكن معتبرة في مقام أسفار الكتاب المقدس في عصر الرسل، ولم يقتبس منها العهد الجديد بطريقة توحي أنها ذات سلطة. وقد برز بعد ذلك في بعض الأوساط، اعتبار أعلى لهذه الكتب. ولكن حيث اعتبرت أسفار التوراة العبرانية قانونية، لم تعتبر كتب الأبوكريفا من ضمن مجموعة الأسفار القانونية ولو كان الاعتقاد السائد هو أن الترجمة السبعينية قام بها علماء من اليهود إلا أن أمر هؤلاء المترجمين ليس مؤكداً ومع ذلك فإن الترجمة الوحيدة المتفق عليها على أنها من وضع علماء اليهود هي الترجمة إلى اللغة الآرامية والمعروفة باسم ترجوم يوناثان
Targum Jonathan أو بالرمز ( T.J) نسبة إلى الأحرف الأولى من هذه التسمية. وقد وضعت هذه الترجمة أول ما وضعت في القرن الخامس عشر للميلاد.
فالثابت إذن أنه توجد ترجمتان وُضِعتا فقط من النص العبري الرسمي وهما السبعينية إلى اليونانية ومنها إلى باقي اللغات.. وترجوم يوناثان إلى الآرامية من قبل علماء يهود بعد ذلك بسبعة قرون على الأقل. أما الترجمة اللاتينية والتي وضعها القديس يرومينوس Saint Jerome والمسماة الفولجاتا Vulgata والتي أصبحت النص الرسمي لدي الكثلكة العالمية فقد وضعها مترجمها المذكور Saint Jeromeانطلاقاً من النص السبعيني نفسه في أول الأمر ثم قام على تصحيحها أو إعادة ترجمتها استناداً إلى النص العبري، ولكن أي نص عبري هذا طالما أن هذه الترجمة وضعت في العام 406 للميلاد ولم يكن هناك أي نص عبري متوافر ولا يوجد إلا الهيكزابلا الذي وضعه أوريجين والذي لا يُعتبر نصاً قانونياً عند اليهود.
الاختلاف في المخطوطات
يقول علماء المسيحية:
] تختلف مناهج نشر الكتب قديماً اختلافاً بيناً عما هي اليوم.
فلقد كان نسخ المخطوطات يتم غالباً بطريقة الإملاء، حيث يقرأ أحد النساخ النص بصوت عال ويقوم مجموعة منهم بالتدوين، ومن الطبيعي أن يحصل أخطاء في التدوين بسبب خطأ في السمع، هذه الأخطاء النسخية يسهل في الغالب ملاحظتها. وعندما يقوم فرد بنسخ مخطوطة وحده يصبح عرضة لأن يرتكب سهواً أخطاء في النسخ بسبب غلط في قراءته أو انتقال نظره.
كانت المخطوطات في ذلك العصر غالية الثمن لسبب الجهد الكثير الذي يبذل في كتابتها، لذلك نجد المخطوطات محفوظة عند الجماعات، مثل الكنائس، لا عند الأفراد العامة، ولقد استعمل النساخ في زمن الكنيسة الأولى ورق البردي في صنع المخطوطات وإدراج رقوق الجلد، وهذه كانت قيد الاستعمال منذ قرون. لكن ثمة معطيات كافية للاعتقاد بأن المسيحيين الأولين (في القرن الثاني الميلادي) ابتدءوا باستعمال "السفر المجلد" أو شكل الكتاب بدلاً من الدرج الملفوف لسهولة استعماله كمرجع، فقد كان نسخ العهد الجديد بكامله يحتاج إلى عدد من الأدراج، لكن إذا تم النسخ بالخط المتصل يمكن في هذه الحال لمجلد (سفر) واحد أن يحتويه.] .اه .
ـ المرجع قرص مدمج صادر عن جمعية الكتاب المقدس ـ
وهكذا من الواضح أن أي خطأ ورد في الترجمة الأصلية السبعينية قد انتقل بشكل قطعي لا عودة عنه إلى اللغات الأخرى كافة.
وهكذا انتقل ملكيصادق إلى اللغات الأخرى وإلى كتب الأديان والموسوعات وليتخذ لنفسه مركزاً مرموقاً، ولكن لا أحد تمكن من إيجاد نسل له أو سلالة على الرغم من غزارة التفاصيل الأصولية والفرعية لمعظم الأشخاص التوراتيين وللتحقيق انظر سفري العدد وسفر أخبار الأيام وغيرها.
فما هو الصحيح إذن ؟ وكيف حصل الخطأ ؟.
الإجابة باختصار:
إن اللغة العبرية لغة بسيطة جداً وفقيرة من ناحية الصرف والنحو والاشتقاق ولا تحوي أية أحرف علة، وإلى زمن قريب نسبياً لم تكن تحوي أية حركات صوتية أو نقاط على الحروف، لذلك فإن قراءة أي نص لاسيما النصوص التي سبقت تحسين اللغة وضبطها كانت تختلف بين قارئ وأخر مثلها مثل قراءة أي نص عربي سابق لاستخدام نقاط الحروف الفوقية والتحتية، وعليه فمترجم النص العبري السبعيني هو أحد اثنين: إما عبري يتكلم اليونانية، أو أنه يوناني يتكلم العبرية، وهو على الأغلب من الفئة الأخيرة، وعلى الرغم من الدقة المتناهية التي نشاهدها في الترجمة السبعينية فإن أي خطأ جرى تثبيته في الترجمة التي اعْتُمِدَت قد انتقل إلى اللغات الأخرى وإلى القرون اللاحقة دون أي أمل في الرجوع إليه لإصلاحه، وهذا ما جرى على الأغلب في كلمة ملكيصادق والتي تكتب بالعبرية من مقطعين وليس مقطعاً واحداً (ملك صدق) إلى اليوم، ولعل الكلمتين التصقتا مع بعضهما في النص الذي جرت الترجمة السبعينية منه فأشكل الأمر على المترجم اليوناني وعوضاً عن ترجمتها { الملك الصادق الملك المسالم ( أو ملك السلم ) كما ترجمها ترجوم يوناثان إلى اللغة الآرمية من الأصل الذي يقول ( ملك صدق ملك شلم ) فقد ترجمها إلى (مَلكيصادِقُ، مَلِكُ شاليمَ) مما جعل المتأخرين من المترجمين والعلماء التوراتيين يعتقدون أن (شاليم) هي أورشليم أي القدس، وإن الملك هذا هو ملك أورشليم، لكن الواقع هو أنه لم تكن هناك أية مدينة اسمها أورشليم في عهد الخليل عليه الصلاة والسلام حيث أتى ذكر ملكيصادق لأول مرة في سفر التكوين الإصحاح الرابع عشر عدد 17ـ 20 هكذا:
[17وعِندَ رُجوعِ أبرامَ مُنتَصِرًا على كَدَرلَعَومَرَ والمُلوكِ الذينَ حاربوا معَهُ، خرَج مَلِكُ سدومَ للقائهِ في وادي شَوَى، وهوَ وادي المَلِكِ. 18وأخرَج مَلكيصادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، خبزًا وخمرًا، وكانَ كاهنًا للهِ العليِّ. 19فبارَكَ أبرامَ بِقولِهِ: «مُبارَكٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العليِّ، خالِقِ السَّماواتِ والأرضِ 20وتباركَ الله العليُّ الذي أسلَمَ أعداءَكَ إلى يَدِكَ! » فأعطاهُ أبرامُ العُشْرَ مِنْ كُلِّ شيءٍ.].
أما المزمور المنسوب إلى داود عليه السلام :
(4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: " أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ " 5الرّبُّ يقِفُ عَنْ يَمينِكَ ويُهَشِّمُ المُلوكَ يومَ غضَبِهِ. ) (109) طبعة الكاثوليك والأرثوذكس.
فإن تفسيره صعب جداً لأنه من المعروف تاريخياً أن مدينة أورشليم سميت هكذا ولأول مرة على ما نعلم في الأسفار الخمسة الأولى من التوراة التي جرى تأليفها بشبه إجماع من العلماء واليهود منهم بصفة خاصة في القرن السادس قبل الميلاد أثناء السبي البابلي ومنها انتقلت إلى اللغات الأوربية عن طريق اليونانية واللاتينية لتصبح جيروزاليم Jerusalem وبالعبرية يروشالايم، وكان اسم المدينة قبل ذلك وفي الزمن الأقرب إلى إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام هو قادش أي المقدسة ومنها أتت التسمية العربية بيت المقدس أو القدس، وهي مدينة يبوس التي سكنها اليبوسيون أحفاد سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.
أما الإشارات الأخرى لملكيصادق في رسالة القديس بولس إلى العبرانيين فليست سوى صفات رفيعة للسيد المسيح عليه السلام أطلقها بالعبرية الحاخام المتنصر وهو يوجه الكلام إلى بني جلدته محاولاً إقناعهم بالانضمام إلى الدين الجديد الذي هو تكملة للدين اليهودي، والمترجم في هذه الحالة أيضاً وحفاظاً منه على وحدة النص عاد إلى ما سبق ومن سبقه وكتبها ملكيصادق.
وهكذا تصبح الترجمة الصحيحة بعد أن يستقيم النص وفقاً للترجمة الآرمية المعروفة باسم ترجوم يوناثان Targum Jonathan:
[ 18وأخرَج ( الملك العادل الملك المسالم ) ـ مَلكيصادِقُ ـ، مَلِكُ شاليمَ، خبزًا وخمرًا، وكانَ كاهنًا للهِ العليِّ.] تك 14 :18
والملك المسالم هنا هو الملك بارع ملك سدوم انظر سفر التكوين 14: 2
[ كانَ في أيّامِ أمرافَلَ مَلِكِ شِنْعارَ، وأريوكَ مَلِكِ الآسارَ، وكَدرْلعومرَ مَلِكِ عيلامَ، وتدعالَ مَلِكِ جوييمَ، 2أنَّهم حارَبوا بارَعَ مَلِكَ سدومَ، وبرشاعَ مَلِكَ عَمورةَ، وشَنآبَ مَلِكَ أدمةَ، وشمئيبرَ مَلِكَ صَبُوييمَ، ومَلِكَ بالَعَ وهيَ صوغَرُ. 3هؤلاءِ جميعًا حشَدوا رِجالَهُم في وادي السِّدِّيمِ وهوَ البحرُ المَيْتُ. 4كانوا خاضِعينَ لِكَدَرْلعَومَرَ اَثنتي عَشْرَةَ سنَةً، وفي السَّنةِ الثَّالثةَ عَشْرةَ ثاروا علَيهِ. 5وفي السَّنةِ الرَّابعةَ عشْرَةَ جاءَ كَدرْلَعَومَرُ والملوكُ حُلفاؤُهُ، فأخضَعوا الرَّفَائيِّينَ في عَشتَاروتَ قَرنايمَ، والزُّوزيِّينَ في هَامَ، والإيميِّين في شَوَى قِريتايِم، 6والحوريِّينَ في جبَلِهم سَعيرَ حتى سَهلِ فارانَ على حُدودِ الصَّحراءِ].
وفي سفر التكوين 14: 17 ـ 20
[17 وعِندَ رُجوعِ أبرامَ مُنتَصِرًا على كَدَرلَعَومَرَ والمُلوكِ الذينَ حاربوا معَهُ، خرَج مَلِكُ سدومَ للقائهِ في وادي شَوَى، وهوَ وادي المَلِكِ. 18وأخرَج مَلكيصادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، خبزًا وخمرًا، وكانَ كاهنًا للهِ العليِّ. 19فبارَكَ أبرامَ بِقولِهِ: «مُبارَكٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العليِّ، خالِقِ السَّماواتِ والأرضِ 20وتباركَ الله العليُّ الذي أسلَمَ أعداءَكَ إلى يَدِكَ! » فأعطاهُ أبرامُ العُشْرَ مِنْ كُلِّ شيءٍ. ].
وفي العصور الأولى من المسيحية كتب الكثير من رجال الدين من اليهود عدداً كبيراً من التعليقات والشروح التوراتية والتلمودية والمعروفة باسم مدراش وذلك عن ملكيصادق محاولين إيجاد مخرج أو تفسير لهذه الشخصية الغامضة، مما جعلنا نعتقد أن الخطأ لم يكن فقط في الترجمة بل في كتابة النص العبري الأساسي إذ التصقت الكلمتان وأصبحتا اسما لشخص مجهول وليست صفة لملك سدوم وهو الملك بارع وعليه فيكون الذي كتب الكلمة الخطأ هو يوناثان الآرامي.والمفاجأة الآن:
هل ترجوم يوناثان Targum Jonathan هل هذا هو اسمه حقاً ؟ أم أنه خطأ وأن الأمر خطأ ولم يعد بالإمكان إصلاحه تماماً مثل ما حدث مع ملكيصادق.
وحقيقة الأمر هو أن اليهود كانوا قد وضعوا عدة تراجم أو ( ترجوم ) إلى الآرمية وكان أشهرها ترجومان الأول ( ترجوم بابل ) والثاني ( ترجوم أورشليم ) واعتبر الأخير ـ ترجوم أورشليم ـ وهو الأكثر دقة وهو الترجوم الرسمي المعتمد إلا أنه قد اتخذ لنفسه اسم ترجوم يوناثان Targum Jonathan نتيجة لخطأ في الترجمة يعود إلى القرن الرابع عشر للميلاد، حيث وضع أحد الكتبة على هامش النص الحرفين Tj رمزاً إلى اسمه باللاتينية Targum Jerushalaimi لكن كاتباً أخر لم يسعفه ذكاؤه عند إكمال المهمة فكتب توضيحاً للرمز الذي كان قد كتبه سلفه أنه Targum Jonathan أي ترجوم يوناثان وقهر الخطأ القرون هو الأخر وبقي إلي يومنا هذا.
للمزيد راجع الموسوعة البريطانية في فصل Biblical Literature .
هذا والله ولي التوفيق
زهديتعليق
-
رااااااااااااااااااائع
جزاك الله خيراالـ SHARKـاويإستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!تعليق
-
موضوع ذو صِلَة .. وفيها سبقنا الأخ معاذ بالمفاجأة .... المُشار إليها في الرسالة 3, 4 ...
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=10141"يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوىرحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي*******************موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)********************"وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "(ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )تعليق
مواضيع ذات صلة
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 يوم
|
ردود 0
52 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
||
جدول بمتوسط عدد الاختلافات في الكلمة الواحدة في المخطوطات اليونانية للعهد الجديد لكل سفر
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 يوم
|
ردود 0
14 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
||
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 أسابيع
|
ردود 0
99 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
||
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 26 أغس, 2024, 04:22 م
|
ردود 0
48 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
||
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 22 أغس, 2024, 05:40 ص
|
ردود 0
51 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
تعليق