جزاكم الله خيرًا أخانا على التوضيح.

إذا كان الأمر كذلك فمسألتك قريبة بإذن الله.

ميزة هذا النوع من الأبحاث ، أعني الذي يعتمد على دراسة نقدية لكتاب كبير ، أن الباحث لن يشكو من قلة ما يجد من كلام ليقوله .. سيجد الكثير ليقوله ..

وفي المقابل ، مشكلة هذا النوع من الأبحاث ، أن " الوصف " يستغرق أكثر جهد الباحث ، ويشغل الحيز الأكبر حتى من عدد الأوراق .. فإذا جاء الباحث إلى " التعليل والتحليل والنقد " نفد مجهوده أو كاد ، وانقطع نفسه أو قارب على الانقطاع .. فإذا كان المشرف على الرسالة - والمناقشون - على قدر كبير من اليقظة فسيعتبرون الجزء الوصفي ليس ذا قيمة كبيرة ، إذ يستطيع صغار الباحثين القيام به حتى فيما هو أدنى من الماجستير فكيف بالدكتوراه ؟! .. فيطالبون الباحث - ومعهم حق - بالكثير في جانب التعليل والتحليل والنقد ، إذ هذا هو الذي يظهر قدراته البحثية حقـًا ..

ومقصودي أو نصيحتي هنا ، أن تنتهي سريعـًا أخي من الجزء الوصفي ، لأن أمامك جهد شاق ينتظرك في جانب التعليل والتحليل والنقد ، وهو الاختبار الحقيقي لقدراتك البحثية ..

طبعـًا الجزء الوصفي تعرفه .. ستحتاج إلى الكلام على " التفسير التطبيقي " كاتجاه أو مذهب من مذاهب تفسير البايبل عند أهل الكتاب ، لأنه الأصل الذي تولد عنه الكتاب موضوع الرسالة ..

ستحتاج أيضـًا إلى ترجمة وافية لأصحاب هذا التفسير ، لا سيما مكانتهم العلمية ..

هناك طبعـًا الكلام على الطبعات والنسخ والترجمات .. لا أعني للبايبل بل للتفسير الكتاب ..

تقويم علماء الغرب أو العرب للكتاب ..

موقف فرق النصارى من الاتجاه والكتاب ..

إلى آخر ما تعرفه من الجانب الخارجي في الوصف ..

ثم هناك الوصف الداخلي ..

فتحتاج إلى الكلام على أسلوب التفسير .. أعني موقفه من القضايا التفسيرية كيف عالجها ..
تحليله اللغوي ..
كيف تعرض للأحكام والتشريعات ..
موقفه من النبوءات والرموز ..
إلى آخر هذه القضايا ..

تحتاج طبعـًا إلى الكلام على طريقته في التفسير : هل يبدأ بالتحليل اللغوي أم بالأحكام أم بماذا ؟ ..
استرشد هنا - نوعـًا ما - بطريقة الشيخ ( محمد حسين الذهبي ) رحمه الله في كتابه الفذ ( التفسير والمفسرون ) ..

هناك طبعـًا التكرارات الأسلوبية للتفسير .. بمعنى أنك ستجد ظواهر أسلوبية متكررة على طول التفسير .. بعبارة أخرى : هناك أمور وأساليب يدندن التفسير عليها مرارًا وتكرارًا .. لا بد من رصدها في الجانب الوصفي ، وتأخذ حظها من الاهتمام في الجانب الآخر جانب التعليل والتحليل والنقد ..

جانب التعليل والتحليل والنقد ، يتلخص في إجابة السؤال : لماذا فعل كاتبو هذا التفسير ما فعلوا ؟!

فبعد كل وصف تصفه لأمر أو أسلوب أو مسلك ، لا بد أن تتبعه بالكلام على السبب الذي أنتج هذا الأمر أو السلوك الذي وصفته ..

والسبب الذي تحدده لا بد من دليل لك عليه أو قرائن تؤيده وإلا كان رجمـًا بالغيب ..

هذه خطوط عامة .. ولا إخالها تخفى عليكم .. بارك الله فيكم .. ووفقكم ورعاكم .