بسم الله الرحمن الرحيم
" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ". [ قرآن كريم 3 : 19 ]
الإسلام كلمة تعني بحسب أدبيات القرآن الكريم ومصطلحاته اللغوية: الطاعة والانقياد والتسليم، وهذا المعنى ينطبق ويصدق على دعوة جميع الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم - إذ أن جوهر دعوتهم وهدفها إنما هو الانقياد بالطاعة لرب العالمين، وتسليم الأمر له في كل شيء
لذا فإن المسلم هو من أسلم وجهه خالصا لله جل جلاله ومستعينا ومتوكلا عليه وحده لا شريك له (الموحد).
هكذا نرى نوحاً عليه الصلاة و السلام يقول لقومه : " وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " . أي أمرني ربي أن أكون من المذعنين له بالطاعة المنقادين لأمره ونهيه
وابراهيم واسماعيل عليها السلام يدعوان الله : " رَبَّنَا واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ". أي واجعلنا مستسلمين لأمرك خاضعين لطاعتك
ويعقوب يوصي بنيه فيقول : " فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ". أي مخصلون ومنقادون لله بالطاعة
وموسى عليه السلام يقول لقومه : " يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " . أي إن كنتم مذعنين لله بالطاعة , فعليه توكلوا
والحواريون يقولون للمسيح عيسى عليه السلام : " آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " . أي منقادون لأمر الله ورسوله مطيعون.
إذن فالأنبياء والرسل ما هم إلا حلقات متتالية في سلسلة دعوات كان جوهرها وهدفها الخضوع والانقياد بالطاعة لرب العالمين الواحد دونما شريك .. وهذا هو الإسلام بمعناه العام الشامل.
وببعثة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - صارت كلمة الإسلام علماً ودلالة على الدين الذي جاء به من عند الله ، وكلفه بتبليغ تعاليمه في أصوله وشرائعه للناس كافة ودعوتهم إليه.
و أنتم تعلمون - بأن موسى - عليه السلام - لم يقل في التوراة انه "يهودي" ولم يسم دعوته "باليهودية" ، والمسيح - عليه السلام - لم يقل في الإنجيل انه "مسيحي" ولم يسم دعوته "بالمسيحية" ، بل هي أسماء مبتدعه ليست من عند الله سبحانه وتعالى
إن جميع ما في الأرض من مختلف الديانات، إنما سميت بأسمائها: إما نسبة إلى اسم رجل خاص، أو أمة خاصة، ظهرت الديانة وترعرعت بين ظهرانيها، أو باسم بلد نشأت فيه.
فاليهودية: سميت بهذا الاسم نسبة إلى أرض اليهودية، أو لأنها ظهرت بين ظهراني قبيلة تعرف (بيهوذا) ويسمى أيضاً أتباعها (الموسويين) نسبة إلى موسى - عليه السلام -.
والنصرانية: سميت بهذا الاسم نسبة إلى بلد الناصرة، بلد المسيح - عليه السلام -، وتسمى أيضاً: المسيحية، نسبة إلى المسيح - عليه السلام -، ويسمى أتباعها (المسيحيين)، نسبة إلى المسيح أيضاً.
فالمسيح عليه السلام لم يعرف ديانة اسمها المسيحية بل سميت كذلك بعد رفعه بأعوام و هذا معروف حسب قاموس الكتاب المقدس
وهكذا اشتهرت البوذية - مثلاً - بهذا الاسم نسبة إلى (بوذا)، باني هذه النِّحلة، وكذلك: الزرادشتية أخذت اسمها من حامل لوائها، وهو: زرادشت... وهلم جرا إلا الإسلام ، فإنه لا يستمد اسمه من اسم نبي أو وطن ، بل مشتق من خصيصته الأساس التي لم تفارقه في طور من أطواره طوال تاريخ الإنسانية ، فهو الاستسلام لله تبارك وتعالى
علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة :
إن علاقة الإسلام بالشرائع السماوية في صورتها الأولى هي علاقة تصديق وتأييد كلي ، أما عن علاقته بها في صورتها المنظورة فهي علاقة تصديق لما تبقى من أجزائها الأصلية ، وتصحيح لما طرأ عليها من البدع والإضافات الغريبة عنها.
ان ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته وكيف ان الإسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الأنبياء .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ". [ قرآن كريم 3 : 19 ]
الإسلام كلمة تعني بحسب أدبيات القرآن الكريم ومصطلحاته اللغوية: الطاعة والانقياد والتسليم، وهذا المعنى ينطبق ويصدق على دعوة جميع الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم - إذ أن جوهر دعوتهم وهدفها إنما هو الانقياد بالطاعة لرب العالمين، وتسليم الأمر له في كل شيء
لذا فإن المسلم هو من أسلم وجهه خالصا لله جل جلاله ومستعينا ومتوكلا عليه وحده لا شريك له (الموحد).
هكذا نرى نوحاً عليه الصلاة و السلام يقول لقومه : " وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " . أي أمرني ربي أن أكون من المذعنين له بالطاعة المنقادين لأمره ونهيه
وابراهيم واسماعيل عليها السلام يدعوان الله : " رَبَّنَا واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ". أي واجعلنا مستسلمين لأمرك خاضعين لطاعتك
ويعقوب يوصي بنيه فيقول : " فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ". أي مخصلون ومنقادون لله بالطاعة
وموسى عليه السلام يقول لقومه : " يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " . أي إن كنتم مذعنين لله بالطاعة , فعليه توكلوا
والحواريون يقولون للمسيح عيسى عليه السلام : " آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " . أي منقادون لأمر الله ورسوله مطيعون.
إذن فالأنبياء والرسل ما هم إلا حلقات متتالية في سلسلة دعوات كان جوهرها وهدفها الخضوع والانقياد بالطاعة لرب العالمين الواحد دونما شريك .. وهذا هو الإسلام بمعناه العام الشامل.
وببعثة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - صارت كلمة الإسلام علماً ودلالة على الدين الذي جاء به من عند الله ، وكلفه بتبليغ تعاليمه في أصوله وشرائعه للناس كافة ودعوتهم إليه.
و أنتم تعلمون - بأن موسى - عليه السلام - لم يقل في التوراة انه "يهودي" ولم يسم دعوته "باليهودية" ، والمسيح - عليه السلام - لم يقل في الإنجيل انه "مسيحي" ولم يسم دعوته "بالمسيحية" ، بل هي أسماء مبتدعه ليست من عند الله سبحانه وتعالى
إن جميع ما في الأرض من مختلف الديانات، إنما سميت بأسمائها: إما نسبة إلى اسم رجل خاص، أو أمة خاصة، ظهرت الديانة وترعرعت بين ظهرانيها، أو باسم بلد نشأت فيه.
فاليهودية: سميت بهذا الاسم نسبة إلى أرض اليهودية، أو لأنها ظهرت بين ظهراني قبيلة تعرف (بيهوذا) ويسمى أيضاً أتباعها (الموسويين) نسبة إلى موسى - عليه السلام -.
والنصرانية: سميت بهذا الاسم نسبة إلى بلد الناصرة، بلد المسيح - عليه السلام -، وتسمى أيضاً: المسيحية، نسبة إلى المسيح - عليه السلام -، ويسمى أتباعها (المسيحيين)، نسبة إلى المسيح أيضاً.
فالمسيح عليه السلام لم يعرف ديانة اسمها المسيحية بل سميت كذلك بعد رفعه بأعوام و هذا معروف حسب قاموس الكتاب المقدس
وهكذا اشتهرت البوذية - مثلاً - بهذا الاسم نسبة إلى (بوذا)، باني هذه النِّحلة، وكذلك: الزرادشتية أخذت اسمها من حامل لوائها، وهو: زرادشت... وهلم جرا إلا الإسلام ، فإنه لا يستمد اسمه من اسم نبي أو وطن ، بل مشتق من خصيصته الأساس التي لم تفارقه في طور من أطواره طوال تاريخ الإنسانية ، فهو الاستسلام لله تبارك وتعالى
علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة :
إن علاقة الإسلام بالشرائع السماوية في صورتها الأولى هي علاقة تصديق وتأييد كلي ، أما عن علاقته بها في صورتها المنظورة فهي علاقة تصديق لما تبقى من أجزائها الأصلية ، وتصحيح لما طرأ عليها من البدع والإضافات الغريبة عنها.
ان ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته وكيف ان الإسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الأنبياء .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين