نوح بين التوراة والتنزيل (2)
الكتاب المقدس .. العهد القديم..التوراة .. التكوين.. متى ..الإصحاح السادس
http://www.kitaballah.com/index.htm
من خلال قرأتنا لعديد من القصص ألقرانيه وجدناها تتكلم عن دعوات الأنبياء والرسل مع شعوب المختلفة ...منها كان ترتكب أبشع المعاصي وبأشكال مختلفة تنسبها إلى الله {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف28... ولذلك كان تعملها سلبي اتجاه الدعوة بالمعرضة والتكذيب والعتو والاستكبار عن دعوة الحق فأذاقهم الله الخزي في الدنيا قبل الآخرة والبعض الأخر كان ايجابي من ناحية الاستجابة والتفاعل مع الدعوة.. فالشعوب التي أمنت بربها وتبعت ما جاء به الأنبياء والرسل نجت من الخزي والعار... ومن خلال قرأتنا لكتاب التوراة وجدناه لا ينقل لنا الجانب الديني والدعوي من القصص إنما ينقل حادثه في زمن ما مجرد (فكاهة) أي حادثه للتفكه بها في المجالس العامة دون مغزى تشير إليه.. نقل الفكر الوثني الشركي لأهل الكتاب قصة نوح على شكل خرافة دينيه تحمل الكثير من العبارات الغير عقلانيه وهذا يدل على إن صياغتها من تأليف إنسان ...فكان من واجب التنزيل تصحيح تلك الأفكار الدينية لإزالة الخرافة عنها ... و توضيح الأهداف الدعوية والإيمانية من تلك القصة ..
ففي الجزء الأول من هذا البحث أجرينا مقارنة دعوية بين التوراة والقران ... وعرفنا من خلال تفسير الآيات ألقرانيه هناك فرق واضح بينهما من ناحية إيصال العبر بالآيات والأمثال الدعوية ذات المغزى التعبيري الذي يعطي الآليات المتعددة والتحذيرات المختلفة من الكوارث الطبيعية وعدم تجاهلها .. تشير لنا الآيات وتحذر... على الشعوب إن إلا تؤمن الكارثة مهما طال عليها الزمن.. نتكلم في هذا الجزء لنضع مقارنه أخرى جديدة بين التوراة والقران... أكمل متى الرواية وهو يوصف السفينة كأنها سفينة شحن للمسافرين أو نقل البضائع .. ويظهر من خلال الوصف انه ذهب إلى مكان صناعة السفن .. واخذ يدون ما شاهدة من تصميمات هندسيه وما كانوا يستخدمون من موالد أوليه في صناعة السفن مثل الأخشاب ومادة القار .. كما ذكر إبعاد السفينة وأطوالها وفتحاتها وبواباتها ومساكنها بطوابقها العلوية والوسطية والسفلية فجميع هذه الأوصاف لا تتم إلا بالمشاهدة .. هناك أوصاف غير دقيقه للقصة التي إلفها متى يمكن إن نحصرها في التوضيحات التالية .....
1- يوصف متى وقوع كارثة قوم نوح في مناطق ساحليه... بينما يذكر القران القصة في مناطق صحراويه جبليه .. والدليل قول ابن نوح ساوي إلى جبل يعصمني من الماء
2- يوصف متى السفينة بأطولها وإبعادها وبحجمها الكبير والواسع على أنها سفينة عملاقه لحمل المسافرين والبضائع ... بينما يذكر القران صغر حجمها بسبب قلة المستقلين لها من الذين امنوا
احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40} إذن جميع ما وصفه متى في الرواية من إحجام وأطول وإبعاد مع الطوابق العليا والسفلى والوسطية غير صحيح
3- كانت صناعة السفينة صناعه ربانيه وبإشراف رباني .. لان الرحلة التي ستقطعها السفينة ليس بسهلة وان أي خلل يقع بها إثناء سيراها هذا يعني هلاك من عليها ..ولاسيما وهي تجري في موج كالجبال .. ربما جميع المواد الأولية التي ذكرها متى التي استخدمت في صناعة السفينة غير حقيقية .. لأنه يوصف مواد أوليه اعتيادية في صناعة السفن... قال الله وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}... إذن.. لابد من ان تكون صناعة السفيه صناعه غير عاديه ... لأنها ستجري في أمواج عاتية... وكانت صناعتها بإشراف رب
اني من قبل الوحي الإلهامي الذي يرشده في استخدام مكوناتها لكي تؤدي دورها بشكل واقعي.. لتحقيق النجاة .. وكان حقا علينا نجي المؤمنين
الكتاب المقدس (التوراة)
13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14 اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15 وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ، وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ. 16 وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17 فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18 وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19 وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. 20 مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. 21 وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا». 22 فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ
القران
انقسمت الدعوة في قوم نوح إلى فريقين فريق امن بالله واليوم الأخر.. وفريق كفر بما جاء به نوح .. تجاهل الفريق المعارض جميع التحذيرات ورفض التغير ...وتمسك بدين إبائهم ..كان القرار النهائي لقومه بان يأتيهم نوح بالعذاب إن كان من الصادقين... كان الفكر الوثني يعتقد إن هذه الأوثان هي التي تحميهم من إي تهديد قد يتعرضون له ... لان قدسيتها تنسب إلى الله .. ولذلك باتت ثقتهم بتلك الأوثان عاليه.. عندما أوكلوا لها حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم وان هذه الثقة أعطتهم الطمأنينة بأنهم لن يصيبهم مكروه ماداموا على عبادتها... كما أعطى ذالك الفكر الغرور النفسي بما يمتلكه من حاله ماديه ورفاهة اقتصاديه كان يعتقدها على انه صاحب أفضليه عند الله.. بفضل الأوثان.. وان مكانتها عند الله هي التي جعلتهم في هذه النعمة... إصر الفكر الوثني على إن هذه النعمة والرفاهية الاقتصادية هي المقياس الديني له .. مجموعة هذه الأمور جعلته يصد عن سبيل لله ويصد عن دعوة الحق ..انتهت الدعوة إلى طريق مسدود ولقد استنفذ نوح جميع الأدلة الإلهية التي قدمها إلى قومه ..حيث تعذر على الدعوة إن تستقطب إي شخص أخر وتضمه إلى قافلة المؤمنين ..تؤكد لنا هذه الآيات إلى نهاية قوم نوح واقتراب يوم الفصل بين الذين امنوا والذين كفروا .. إن الدعوة قد أشرفت على الانتهاء وان عدد الذين امنوا توقف عن الزيادة ولا يمكن إن يزداد عددهم ومهما استمرت الدعوة.. فلا تبتئس.. إي يا نوح لا تكن باسا مما يصيبهم من عذاب أو تحمل في نفسك الآلام على قومك هذا جزائهم بما كانوا يفعلون
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36}
عندما أوكل الفكر الوثني الشركي دينه إلى أوثان واهية لا تسمع ولا تبصر يبتغي من ورائها العزة.. وان العزة لله جميعا له ما في السماوات والأرض ...انظروا كيف دبر الله سبحانه هلاك قوم نوح وأتيهم العذاب من حيث لم يحتسبوا فمنذ أمر الله سبحانه نوح ببناء السفينة ..بدأت عملية تدبير الخزي لهم من خلال ما هيئه لهم سبحانه من دلائل الهلاك ......لكنهم استبعدوا هلاكهم من خلال البيئة التي يعيشون بها... فمثلا البيئة الصحراوية ذات الإمطار النسبية المحدودة يستبعد سكانها إن يتعرضوا لحالة الغرق لأنهم اعتادوا على هذه النسبة القليلة من الإمطار واستبعدوا إن تتساقط عليه إمطار تغرقهم ..كما إن الشعوب التي تقع على الإمكان الاستوائية أو شبه الاستوائية كذلك تستبعد إن تطولها العواصف الثلجية.. مثل ما حصل مع قوم عاد عندما بعث الله عليهم الريح الباردة فقضت عليهم
هذا مثل توضيحي أخر قبل إن ندخل في تفسير الآيات لكي نستوعب الفكرة من الآية.. لكل شركه مصنعه للسيارات أو الطائرات أو المكائن أو الآلات مختبرات فحص المنتج .. حيث تقوم تلك الشركات المصنعة بوضع إنتاجها في تجارب على ارض الواقع قبل بيعها .. إن الهدف من إخضاع المنتج تحت التأثيرات الفيزيائية والكيمائية.. للحصول على إنتاج حقيقي يطابق جميع الموصفات المطلوبة ... فعندما تتعرض الآلة إلى الفحص ألموقعي تظهر النتائج من خلال الفحص ..إما الفشل وإعادة التصنيع... إما النجاح والاستمرار بالإنتاج.. وفي حالة الفشل تلجا الشركة المصنعة إلى إعادة وتغير خصائص المعادن المستخدمة في تلك الآلة أو خلط مجموعه جديدة من المعادن من اجل إعطاء خصائص ماديه تناسب مع عمل تلك الآلة .. لكي يحصل نوح على سفينة تملك جميع الموصفات المطلوبة في المتانة والأمان و تقوم بدورها الحقيقي في إنقاذ الذين امنوا من الغرق ... اشرف الله سبحانه على صناعة السفينة عن طريق الوحي .. أمر الله نوح ببناء السفينة \حيث قال الله \ وصنع الفلك بأعيننا ووحينا .. إن الله سبحانه لم يترك نوح لوحده يصنع السفينة دون اشرفا رباني والسبب في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن البيئية التي عاش فيها نوح وقومه هي بيئة صحراويه لم تعتاد على صناعة السفن.. إن البيئية الصحراوية جعلتهم غير بارعين في صناعة السفن وهذا يعني إن الله لو ترك نوح يصنع السفينة لوحده أكيد سوف تكون صناعتها فاشلة لأنه لا يملك التجربة في صناعها ... وحتى لو صنعها أكيد سوف تفشل على ارض الواقع عندما تتعرض لتلاطم لأمواج ...ولا سيما.. أنها سوف تسير بموج كالجبال.. ولذلك كانت عملية صناعة السفينة بإشراف رباني ...ولا تعتقدون إن الله وقف بنفسه مشرفا على نوح ..كما يقف المهندس يشرف على مشروعا معين ... إنما الإشراف كان عن طريق الوحي الإلهامي الذي أمره بتصميم السفينة ويرشده باستخدام المواد الأولية التي تكون أكثرا فاعليه على ارض الواقع وخاصه عندما تتعرض إلى أمواج الغرق ... بما إن الله سبحانه خالق كل شي وخبير بكل شيء ... إذن إن الله هو اعلم بخصائص ما خلق ويعلم إي المواد هي أفضل التي ستستخدم في الصناعة ولا تخاطبني في الذين ظلموا أنفسهم أنهم مغرقون
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}
يظهر تدبير الله سبحانه وتعالى بشكل واضح دون شعور ألظلمه من قوم نوح بقرب نهايتهم ..وبالرغم من كل الأدلة الواضحة التي قدمها الله لهم من خلال بناء السفينة.. والتهديد والوعيد الذي جاء به نوح على لسان ربه ... لكنهم تجاهلوا ووضعوا أصابعهم في أذانهم .. إن من أسباب عدم اخذ المشركين من قوم نوح التهديدات محل الجد هي البيئة التي يعشون بها .. فكانوا يعتقدون.. استحالة وصول الإمطار الغزيرة إلى مناطقهم .. كما إن الخديعة الفكرية والغرور بدين الأوثان وما ينسبونه إلى الله من أكاذيب نقلها تاريخهم وتراثهم الديني هو الذي أوهمهم بأنهم على حق.. كان اعتراف نوح لهم بان الله هو الذي يأتيهم بالعذاب زاد في أنفسهم اطمئنانا إن الله لا يهلكهم لأنهم كانوا ينسبون عبادهم إلى الله ...بينما يصنع نوح السفينة كلما مر عليه نفرا من قومه سخروا منه وضحكوا مما يصنع وهنا السخرية ناجمة من عدم قناعة احد الطرفين بالطرف الأخر .. فكانت السخرية هي الاستخفاف بالعقل.. ولكن العاقبة لمن تكرس قوله على ارض الواقع ونجي من الخزي العظيم
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38}
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36} وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37} وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{39}
الكتاب المقدس .. العهد القديم..التوراة .. التكوين.. متى ..الإصحاح السادس
http://www.kitaballah.com/index.htm
من خلال قرأتنا لعديد من القصص ألقرانيه وجدناها تتكلم عن دعوات الأنبياء والرسل مع شعوب المختلفة ...منها كان ترتكب أبشع المعاصي وبأشكال مختلفة تنسبها إلى الله {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف28... ولذلك كان تعملها سلبي اتجاه الدعوة بالمعرضة والتكذيب والعتو والاستكبار عن دعوة الحق فأذاقهم الله الخزي في الدنيا قبل الآخرة والبعض الأخر كان ايجابي من ناحية الاستجابة والتفاعل مع الدعوة.. فالشعوب التي أمنت بربها وتبعت ما جاء به الأنبياء والرسل نجت من الخزي والعار... ومن خلال قرأتنا لكتاب التوراة وجدناه لا ينقل لنا الجانب الديني والدعوي من القصص إنما ينقل حادثه في زمن ما مجرد (فكاهة) أي حادثه للتفكه بها في المجالس العامة دون مغزى تشير إليه.. نقل الفكر الوثني الشركي لأهل الكتاب قصة نوح على شكل خرافة دينيه تحمل الكثير من العبارات الغير عقلانيه وهذا يدل على إن صياغتها من تأليف إنسان ...فكان من واجب التنزيل تصحيح تلك الأفكار الدينية لإزالة الخرافة عنها ... و توضيح الأهداف الدعوية والإيمانية من تلك القصة ..
ففي الجزء الأول من هذا البحث أجرينا مقارنة دعوية بين التوراة والقران ... وعرفنا من خلال تفسير الآيات ألقرانيه هناك فرق واضح بينهما من ناحية إيصال العبر بالآيات والأمثال الدعوية ذات المغزى التعبيري الذي يعطي الآليات المتعددة والتحذيرات المختلفة من الكوارث الطبيعية وعدم تجاهلها .. تشير لنا الآيات وتحذر... على الشعوب إن إلا تؤمن الكارثة مهما طال عليها الزمن.. نتكلم في هذا الجزء لنضع مقارنه أخرى جديدة بين التوراة والقران... أكمل متى الرواية وهو يوصف السفينة كأنها سفينة شحن للمسافرين أو نقل البضائع .. ويظهر من خلال الوصف انه ذهب إلى مكان صناعة السفن .. واخذ يدون ما شاهدة من تصميمات هندسيه وما كانوا يستخدمون من موالد أوليه في صناعة السفن مثل الأخشاب ومادة القار .. كما ذكر إبعاد السفينة وأطوالها وفتحاتها وبواباتها ومساكنها بطوابقها العلوية والوسطية والسفلية فجميع هذه الأوصاف لا تتم إلا بالمشاهدة .. هناك أوصاف غير دقيقه للقصة التي إلفها متى يمكن إن نحصرها في التوضيحات التالية .....
1- يوصف متى وقوع كارثة قوم نوح في مناطق ساحليه... بينما يذكر القران القصة في مناطق صحراويه جبليه .. والدليل قول ابن نوح ساوي إلى جبل يعصمني من الماء
2- يوصف متى السفينة بأطولها وإبعادها وبحجمها الكبير والواسع على أنها سفينة عملاقه لحمل المسافرين والبضائع ... بينما يذكر القران صغر حجمها بسبب قلة المستقلين لها من الذين امنوا
احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40} إذن جميع ما وصفه متى في الرواية من إحجام وأطول وإبعاد مع الطوابق العليا والسفلى والوسطية غير صحيح
3- كانت صناعة السفينة صناعه ربانيه وبإشراف رباني .. لان الرحلة التي ستقطعها السفينة ليس بسهلة وان أي خلل يقع بها إثناء سيراها هذا يعني هلاك من عليها ..ولاسيما وهي تجري في موج كالجبال .. ربما جميع المواد الأولية التي ذكرها متى التي استخدمت في صناعة السفينة غير حقيقية .. لأنه يوصف مواد أوليه اعتيادية في صناعة السفن... قال الله وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}... إذن.. لابد من ان تكون صناعة السفيه صناعه غير عاديه ... لأنها ستجري في أمواج عاتية... وكانت صناعتها بإشراف رب
اني من قبل الوحي الإلهامي الذي يرشده في استخدام مكوناتها لكي تؤدي دورها بشكل واقعي.. لتحقيق النجاة .. وكان حقا علينا نجي المؤمنين
الكتاب المقدس (التوراة)
13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14 اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15 وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ، وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ. 16 وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17 فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18 وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19 وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. 20 مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. 21 وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا». 22 فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ
القران
انقسمت الدعوة في قوم نوح إلى فريقين فريق امن بالله واليوم الأخر.. وفريق كفر بما جاء به نوح .. تجاهل الفريق المعارض جميع التحذيرات ورفض التغير ...وتمسك بدين إبائهم ..كان القرار النهائي لقومه بان يأتيهم نوح بالعذاب إن كان من الصادقين... كان الفكر الوثني يعتقد إن هذه الأوثان هي التي تحميهم من إي تهديد قد يتعرضون له ... لان قدسيتها تنسب إلى الله .. ولذلك باتت ثقتهم بتلك الأوثان عاليه.. عندما أوكلوا لها حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم وان هذه الثقة أعطتهم الطمأنينة بأنهم لن يصيبهم مكروه ماداموا على عبادتها... كما أعطى ذالك الفكر الغرور النفسي بما يمتلكه من حاله ماديه ورفاهة اقتصاديه كان يعتقدها على انه صاحب أفضليه عند الله.. بفضل الأوثان.. وان مكانتها عند الله هي التي جعلتهم في هذه النعمة... إصر الفكر الوثني على إن هذه النعمة والرفاهية الاقتصادية هي المقياس الديني له .. مجموعة هذه الأمور جعلته يصد عن سبيل لله ويصد عن دعوة الحق ..انتهت الدعوة إلى طريق مسدود ولقد استنفذ نوح جميع الأدلة الإلهية التي قدمها إلى قومه ..حيث تعذر على الدعوة إن تستقطب إي شخص أخر وتضمه إلى قافلة المؤمنين ..تؤكد لنا هذه الآيات إلى نهاية قوم نوح واقتراب يوم الفصل بين الذين امنوا والذين كفروا .. إن الدعوة قد أشرفت على الانتهاء وان عدد الذين امنوا توقف عن الزيادة ولا يمكن إن يزداد عددهم ومهما استمرت الدعوة.. فلا تبتئس.. إي يا نوح لا تكن باسا مما يصيبهم من عذاب أو تحمل في نفسك الآلام على قومك هذا جزائهم بما كانوا يفعلون
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36}
عندما أوكل الفكر الوثني الشركي دينه إلى أوثان واهية لا تسمع ولا تبصر يبتغي من ورائها العزة.. وان العزة لله جميعا له ما في السماوات والأرض ...انظروا كيف دبر الله سبحانه هلاك قوم نوح وأتيهم العذاب من حيث لم يحتسبوا فمنذ أمر الله سبحانه نوح ببناء السفينة ..بدأت عملية تدبير الخزي لهم من خلال ما هيئه لهم سبحانه من دلائل الهلاك ......لكنهم استبعدوا هلاكهم من خلال البيئة التي يعيشون بها... فمثلا البيئة الصحراوية ذات الإمطار النسبية المحدودة يستبعد سكانها إن يتعرضوا لحالة الغرق لأنهم اعتادوا على هذه النسبة القليلة من الإمطار واستبعدوا إن تتساقط عليه إمطار تغرقهم ..كما إن الشعوب التي تقع على الإمكان الاستوائية أو شبه الاستوائية كذلك تستبعد إن تطولها العواصف الثلجية.. مثل ما حصل مع قوم عاد عندما بعث الله عليهم الريح الباردة فقضت عليهم
هذا مثل توضيحي أخر قبل إن ندخل في تفسير الآيات لكي نستوعب الفكرة من الآية.. لكل شركه مصنعه للسيارات أو الطائرات أو المكائن أو الآلات مختبرات فحص المنتج .. حيث تقوم تلك الشركات المصنعة بوضع إنتاجها في تجارب على ارض الواقع قبل بيعها .. إن الهدف من إخضاع المنتج تحت التأثيرات الفيزيائية والكيمائية.. للحصول على إنتاج حقيقي يطابق جميع الموصفات المطلوبة ... فعندما تتعرض الآلة إلى الفحص ألموقعي تظهر النتائج من خلال الفحص ..إما الفشل وإعادة التصنيع... إما النجاح والاستمرار بالإنتاج.. وفي حالة الفشل تلجا الشركة المصنعة إلى إعادة وتغير خصائص المعادن المستخدمة في تلك الآلة أو خلط مجموعه جديدة من المعادن من اجل إعطاء خصائص ماديه تناسب مع عمل تلك الآلة .. لكي يحصل نوح على سفينة تملك جميع الموصفات المطلوبة في المتانة والأمان و تقوم بدورها الحقيقي في إنقاذ الذين امنوا من الغرق ... اشرف الله سبحانه على صناعة السفينة عن طريق الوحي .. أمر الله نوح ببناء السفينة \حيث قال الله \ وصنع الفلك بأعيننا ووحينا .. إن الله سبحانه لم يترك نوح لوحده يصنع السفينة دون اشرفا رباني والسبب في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن البيئية التي عاش فيها نوح وقومه هي بيئة صحراويه لم تعتاد على صناعة السفن.. إن البيئية الصحراوية جعلتهم غير بارعين في صناعة السفن وهذا يعني إن الله لو ترك نوح يصنع السفينة لوحده أكيد سوف تكون صناعتها فاشلة لأنه لا يملك التجربة في صناعها ... وحتى لو صنعها أكيد سوف تفشل على ارض الواقع عندما تتعرض لتلاطم لأمواج ...ولا سيما.. أنها سوف تسير بموج كالجبال.. ولذلك كانت عملية صناعة السفينة بإشراف رباني ...ولا تعتقدون إن الله وقف بنفسه مشرفا على نوح ..كما يقف المهندس يشرف على مشروعا معين ... إنما الإشراف كان عن طريق الوحي الإلهامي الذي أمره بتصميم السفينة ويرشده باستخدام المواد الأولية التي تكون أكثرا فاعليه على ارض الواقع وخاصه عندما تتعرض إلى أمواج الغرق ... بما إن الله سبحانه خالق كل شي وخبير بكل شيء ... إذن إن الله هو اعلم بخصائص ما خلق ويعلم إي المواد هي أفضل التي ستستخدم في الصناعة ولا تخاطبني في الذين ظلموا أنفسهم أنهم مغرقون
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}
يظهر تدبير الله سبحانه وتعالى بشكل واضح دون شعور ألظلمه من قوم نوح بقرب نهايتهم ..وبالرغم من كل الأدلة الواضحة التي قدمها الله لهم من خلال بناء السفينة.. والتهديد والوعيد الذي جاء به نوح على لسان ربه ... لكنهم تجاهلوا ووضعوا أصابعهم في أذانهم .. إن من أسباب عدم اخذ المشركين من قوم نوح التهديدات محل الجد هي البيئة التي يعشون بها .. فكانوا يعتقدون.. استحالة وصول الإمطار الغزيرة إلى مناطقهم .. كما إن الخديعة الفكرية والغرور بدين الأوثان وما ينسبونه إلى الله من أكاذيب نقلها تاريخهم وتراثهم الديني هو الذي أوهمهم بأنهم على حق.. كان اعتراف نوح لهم بان الله هو الذي يأتيهم بالعذاب زاد في أنفسهم اطمئنانا إن الله لا يهلكهم لأنهم كانوا ينسبون عبادهم إلى الله ...بينما يصنع نوح السفينة كلما مر عليه نفرا من قومه سخروا منه وضحكوا مما يصنع وهنا السخرية ناجمة من عدم قناعة احد الطرفين بالطرف الأخر .. فكانت السخرية هي الاستخفاف بالعقل.. ولكن العاقبة لمن تكرس قوله على ارض الواقع ونجي من الخزي العظيم
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38}
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36} وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37} وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{39}
تعليق