أ. ف. ب.
GMT 16:00:00 2010 الجمعة 23 أبريل
"لماذا لم يتم وضعهم في السجن؟" سؤال يشكّل محور حياة بادي دويل الذي قرّر في سن الـ 38 الكشف عن المعاناة التي عاشها في إصلاحيَّة تابعة للكنيسة الإيرلنديَّة، حيث بدأت رحلة تعرّضه لإعتداءات جنسيَّة متكررّة .. من راهبات .
دبلن: ال بادي دويل الذي قرر في سن ال38 ان يكشف المعاناة التي واجهها بعد ان ادخل في سن الرابعة الى اصلاحيَّة تابعة للكنيسة الايرلنديَّة حيث تعرض بانتظام لاعتداءات جنسيَّة، "لو تكلمنا لكنا خاطرنا بالتعرض لعقوبة اشدّ".
توفيت ام بادي بعد اصابتها بالسرطان، وانتحر والده تحت انظاره، وحين نظر القضاء في ملفه في 1955 قرر وضعه في معهد متخصص للايتام، لعدم وجود ولي امر يرعاه، وارسل حين كان عمره اربع سنوات الى اصلاحيَّة في كابوكين حيث تعرض لانتهاكات جنسيَّة وجسديَّة وعقليَّة.
بيد ان الخوف كان يتملك الاطفال ويمنعهم من التحدث عن معاناتهم، وقال دويل لوكالة فرانس برس "لم يكن بامكاننا حتى ان نحلم بالخوض في ذلك، ولو قلنا اي شيء بهذا الخصوص نتعرض للضرب، ويمكن ان نحرم من الغذاء، ومن اي تواصل مع باقي الاطفال. ولذلك فقد كنا نغض الطرف".
وأضاف "لقد ساد الصمت" ولفت إلى أنَّ الكنسية ذات السلطة المطلقة عتّمت على الموضوع وفرضت طوقًا محكمًا على الضحايا
لماذا صمتت إيرلندا عن إعتداءات رجال الدين على الأطفال؟
وحين بلغ الثامنة من العمر، اصيب بادي بداء الوهن او توتر العضلات، وتم نقله من مستشفى ديني الى آخر حيث تعرض لاعمال عنف اخرى وخضع ل "عمليَّات جراحيَّة". وقال بادي "لقد دخلت المستشفى وانا امشي على قدميّ، وخرجت منه على كرسي نقَّال" ولم يعد بامكانه استخدام رجليه.
ولزم الضحية الصَّمت حتى سن ال 38، "حين جلست امام حاسوبي وقلت له "ساروي لك حكاية"، وكتب كتابًا عنوانه "كتيبة الله" صدر في 1990، و"قال انه كتاب مثير ونشره امر بالغ الخطورة"، ورفعت دار نشر مستقلَّة التَّحدي وتولَّت الامر، واصبح بادي بذلك اول من كشف عن هذه الفضيحة، غير ان الكتاب "لم يجد آذانًا صاغية (..) حيث رفضت العقليَّة الايرلنديَّة تصديقه"، كما قال.
وما زاد الريبة في رواية بادي، حديثه عن تعرضه لاعتداءات جنسيَّة من راهبات يشرفن على شؤون الاصلاحيَّة التي وضع فيها، وليس من قبل رجال. وقال "ان عددًا كبيرًا من النَّاس لم يكن يتصوَّر ان امراة يمكن ان تقترف مثل هذه الفظاعات".
غير ان الكتاب سريعًا ما لاقى نجاحًا كبيرًا، الامر الذي ادى في نهاية المطاف الى اثارة الاهتمام الاعلامي الواسع الذي نشهده حاليًّا باعتداءات الكنيسة على اطفال، غير ان الاضواء لم تسلَّط بالكامل على هذه السنوات السوداء في ايرلندا.
ويرى بادي دويل ان "الانكار" مستمر لهذه الجرائم، وهو يتساءل في غضب "لماذا لم يتمّ وضعهم (جلادوه) في السجن؟" ويضيف "انها عمليَّات اغتصاب لاطفال، وهذه جرائم خطرة، يجب ان يحالوا جميعهم بمن فيهم البابا، على القضاء".
وكان كشف رجل أميركي من ولاية "إلينوي"، عن إقامته دعوى قضائية ضد الفاتيكان والبابا بندكتس السادس عشر، متهمًا إياهما بـ"التغطية على وقائع تحرش جنسي"، لأحد القساوسة في مدرسة تابعة للكنيسة الكاثوليكية في ولاية "ويسكونسن."
وذكر المدعي أنه كان ضحية تحرش من جانب الأب لورنس ميرفي، بينما كان طالبًا في مدرسة "سانت جون للصم"، وفقًا لما جاء في مذكرة الدعوى، التي تضمنت مطالبة الفاتيكان بالكشف عن أسماء الآلاف من قساوسة الكنيسة الكاثوليكية، "متورطين في اعتداءات جنسية." ورفض المتحدث باسم الفاتيكان، فيدريكو لومباردي، التعليق على القضية.
وتعرضت الكنيسة الكاثوليكية لهزة قوية بسبب "مزاعم" الاعتداء على الأطفال على نطاق واسع، من قبل رجال الدين الكاثوليك في أيرلندا، إلى جانب المئات من الناس الذين يقولون إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في ألمانيا والنمسا وهولندا، إلى جانب مزاعم تطال البابا نفسه.
وكان البابا قد تعهد يوم الاربعاء "باتخاذ اجراءات" ازاء الاعتداء على الأطفال من قبل القساوسة، في تصريحاته المباشرة للمرة الأولى حول الادعاءات الأخيرة. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الفاتيكان أنه بصدد إرساء قواعد وضوابط لإصلاح نظامه بشأن التعامل مع اتهامات الاعتداء الجنسي، المتورط فيها كهنة في الكنائس، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل تتعلق بتلك الضوابط.
http://www.elaph.com/Web/news/2010/4/555151.html