الحقيقة لم تنم عيناي ليلة أمس عندما خطر على بالى ليالي الجيش "الجهاديه" الأولى وظللت طوال الليل أضحك على ماحدث لى فى ليالى معسكر التدريب .
فقد أخذونا كما يقال من الدار للنار .... كان من الطبيعى أن تسلم نفسك للمركز فيسلمونك المللابس وتأخذ اجازه اسبوع لتظبيطها "تقيفها" على مقاسك ولكن هذا لم يحدث فى حال دفعتنا أخذنا زمبه متينه وطلبوا منا البقاء فى المعسكر مباشرة
يا اخوانا عاوزين نظبط اللبس ... أبدااااااااااااااا
المهم ظل كل العساكر يبدلون مع ملابسهم حتى يحصلوا على مقاسهم مباشر والعبد لله كان مقاسه تمام فقد كنت "أكبر" مقاس وقليل هم من يطلبوه. فلم اجد صعوبه فى إيجاده
اما الحذاء "البياده" فقد كان مشكلتى الوحيده فقد كان ضيقا جدا فقطعته إربا فأصبح مريح مثل "الصندل" تماما يتدلى لسانه كالمشنوق ..... وكلما طلبوا منى بعد ذلك شراء حذاء جديد أرد "هو أنا هصرف ع الجيش يا أفندم؟" أبويا فقير هاتوا لى واحد تانى فيصمتوا.
المهم سلمنا امرنا لله ونزلنا تانى يوم للطوابير فكانت مجهده وممله وأخوكم مش واخد على البهدله.
فطلبت تحويل للمستشفى لأن عندى إسهال ... وفى المستشفى قابلت زميل قالى بتستهبل إسهال إيه قول عندك مغص كلوى عشان تاخد اجازه.
المهم فعلت ماقاله لى ومشيت معسكر التدرريب إعفاء من الخدمات والطوابير ... بإختصار كنت ملك
وكنت امضى وقتى فى لعب الطاوله مع حضرة الصول والشاويشيه الذين يتناوبون من الطوابير للعب مع العبد لله .... و كانت كل امنيتهم أن يغلبوا العبد لله لكن هيهات.
فكنت شبه معتقل فى إستراحتهم أكل أطايب الطعام وليس الطبخة السوده (باذنجان شبه المسقعه) والعدس الأصفر المقدمه للجنود. اما طعامهم فكان احلى من طعام الظباط أنفسهم فحضرة الصول فى ذلك الوقت فى نظر الجندى البسيط كان لايقل أهمية عن سيادة اللواء. وعلى سبيل المجامله كان لامانع احيانا من أن أتغلب لهم دور وسط اللعب لإرضائهم وتمنيتهم بالفوز يوما ما.
لكن ليس كل مايتمنى المرء يدركه
ففى يوم أرادوا اخذ عساكر لملئ مدرجات ملعب كرة القدم فى مباراه للزمالك فى بطولة أفريقيا ... وبكل أسف كان الجميع مزوغ فقامت الدنيا ولم تقعد
ويوم السبت عند عودتنا الفجر علمنا بالمصاب وجرى كل واحد يبحث عن واسطه أو تصريح اجازه أو اجازه مرضى .... اما اخوكم فأنقطعت به السٌبل .... محدش عبره فقد كان الجميع مشدودين
المهم كان علينا تقبل العقاب "المخفف جدا" بصدر رحب وكان "الزحف" حوالى ساعتين فيما يسمى بدائرة قتال وسط لكزات الشاويش والصول وشتائمهم وشمس أكتوبر الساطعه.
المهم بدأنا الزحف والعرق يتساقط والإجهاد يتزايد ....... وشاء ربكم أن ينجد اخوكم فقد تقطع البنطلون من عند الفخد فكان طوق النجاة. فصرخت باعلى صوتى آىىىى .... قالوا مالك ياعسكرى .... ققلت الغضروف رجع لى مش قادر اتحرك (وكان إصابه قديمه من أيام لعب كرة السله) ..... يعنى إيه غضروف؟ .... قلت ماسمعتوش عن الغضروف الذى إعتزل "الخطيب" بسببه؟
ومن يومها كانوا يسموننى "قائد فريق المعوقين" فى المركز
كنت أتشمس فى المعسكر لا شغله ولا مشغله ...... وتمردت على الصولات الذين خذلونى يوم "الزحف" العظيم وأمتنعت عن لعب الطاوله معهم مهما كانت المغريات من الطعام اللهم إلا ما احب وبدأت الاعبهم على مزاجى انا وليس على مزاجهم.
نسيت أن أاقول لكم أن عمى كان لواء فى مكان حساس جدا يخشاه (المكان) كل من يسمع إسمه .... وكان هذا مايقوى ظهرى احيانا ...... لكن لأنى لا احب الواسطه قررت ألا أستخدمه للتزويغ ....... ولكن لامانع من ان أستخدم إسمه احيانا للترهيب حال إحساسى بالخطر
مرت االايام والليالى الطوال على هذه الشاكلة حتى دعانى زميل لنزهه فى ليل القاهرة وعشاء فاخر فى سيدنا الحسين. فرحبت جدا ممنيا نفسى بـ "ليلة لا تنسى"
وهذا ماحدث: ..........
فاصل ونواصل
تعليق