وما قتلوه ما صلبوه ! ( الرد على القس عوض سمعان )

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أَبُو عُبَـيِّدة اكتشف المزيد حول أَبُو عُبَـيِّدة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أَبُو عُبَـيِّدة
    2- عضو مشارك
    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى

    • 30 ديس, 2006
    • 152

    #31
    وبالنسبة للمخطوط السكندري فهو مخطوط ناقص , ومعظم أوراقه تشتمل على العهد القديم , كما توجد فيه كتابات من العهد الجديد , أُخرج معظمها من الكتاب المقدس فيما بعد , مثل رسائل كليمنت , ويشتمل هذا المخطوط على أجزاء ناقصة أيضًا لإنجيلي متَّى ويوحنا ورسائل بولس إلى كورنثوس .

    والمخطوط الإفرائيمي يشتمل على بعض أجزاء العهدين القديم والجديد , وفي القرن الثالث عشر مُسحت العبارات المكتوبة عليه , وكُتب بدلاً منها قصة لشخص اسمه إفرائيم السرياني . ( انظر دائرة المعارف البريطانية 3/579 , ودائرة المعارف الأمريكية 3/652).

    إن الإختلافات والتحريفات الناتجة عن الترجمات والمخطوطات القديمة , كثيرة جدًا , حصرها البعض بالألاف , ولهذا سنتعرض لثلاثة نصوص من العهد الجديد , فيما يخص مسألة الصلب .

    تعليق

    • أَبُو عُبَـيِّدة
      2- عضو مشارك
      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى

      • 30 ديس, 2006
      • 152

      #32

      1- الصليب ! ( مرقس 10 : 21 )

      ( فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له : يعوزك شيء واحد .اذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب ) ( مرقس 10 : 20 ) .


      هذا النص يُعد من أهم النصوص التي يستدل بها النصارى على صحة الفكرة المفترضة عن خلاص البشرية بتجسد الرب في هيئة بشر صُلب من أجل حبه لخلقه !

      لكن علماء الكتاب المقدس أشاروا إلى أن هذا النص دخيل وليس له وجود في أقدم المخطوطات , ولذلك حذف من هذا النص أهم جزئية فيه وهى " تعالى واتبعني حاملاً الصليب " وذلك من الترجمات العربية الحديثة !

      والعجيب في الأمر أن هذه الجملة " تعالى واتبعني حاملاً الصليب " لا تزال موجودة في إنجيل لوقا (18 : 22) وإنجيل متَّى ( 19 : 21 ) بالترجمات العربية الحديثة رغم حذف تلك الترجمات لتلك الجملة من إنجيل مرقس , ولما كان إنجيلا لوقا ومتَّى قد اعتمدا في مادتيهما على مرقس لزم أن تكون هذه الجملة غير موجودة بهما وإلا ازداد الأمر تناقضًا وتضاربًا !


      2- هل صُلب المسيح ؟! متَّى ( 27: 35)

      ( لكي يتم ما قيل بالنبي : اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة... ) متَّى ( 27: 35) .

      يزعم النصارى أن هذه الفقرة تعد نبوءة قالها داود النبي في مزاميره عن صلب المسيح المزعوم , لكن دعواهم تذهب أدراج الرياح أمام ما أثبته علماء الكتاب المقدس أنفسهم , إذ أن هذه الفقرة ليس لها وجود في أقدم المخطوطات اليدوية , ولذلك حُذفت من التراجم العربية الحديثة !


      3- هل قام المسيح من الأموات وارتفع إلى السماء ! ( مرقس 16 : 9-20 )

      ( وبعدما قام باكرًا في أول الإسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين , فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون , فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته لم يصدقوا , وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لإثنين منهم وهما يمشيان منطلقين إلى البرية , وذهب هذان وأخبرًا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين, أخيرًا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام, وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها , من أمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن , وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة , يحملون حيات وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون , ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله , وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة ..آمين).

      وكما ذكرنا أن هذه الفقرات ليس لها وجود في أقدم المخطوطات التي يتباهى بها النصارى, ولعل أهم شهادة في هذا الموضوع , هى شهادة القمص متَّى المسكين وهو الذي كان مسؤولاً عن دير الأنبا مقار بمصر , وكان مرشحًا للجلوس على كرسي بطريركية الأقباط الأرثوذكس في مصر والعالم , وذلك حين قال في تفسيره :

      ( نجد في إنجيل ق.مرقس الآيات ( 16 : 1 – 8 ) مسجلة بقلمه وروحه وقد شرحناها . أما الآيات الإثنتا عشرة الباقية ( 16 : 9 – 20 ) فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فُقدت من الإنجيل , وقد أُعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المسمى بأريستون. وهذا التلميذ عاش في القرن الأول . وهذه الآيات الإثنتا عشرة جمعها أريستون من إنجيل ق.يوحنا وإنجيل ق.لوقا ليكمل بها القيامة . وهذه الآيات لم نتعرض لها ولن نشرحها ولكن أُعطينا عوضًا عنها شرحًا مفصلاً لمعنى القيامة وحقيقتها الروحية بل وسرها أيضًا... بهذا يرتاح ضميري إذ أكون قد قدمتُ للقاريء مفهومًا حقيقيًا عن القيامة بما يتناسب مع الجزء الضائع من نهاية إنجيل ق.مرقس , بل ربما يكون هذا القديس البارع قد قصد أن يترك الحديث عن القيامة غير منتهٍ كدعوة منه لقاريء إنجيله أن يمتد بالتأمل الحر في معنى القيامة فوق ما تستطيع الألفاظ والكلمات أن تعبر عنه . هذا هو رأينا في معنى الجزء الناقص من الإصحاح السادس عشر في إنجيل ق.مرقس كما يراه قبطي عاش إنجيل ق.مرقس وأحبه بل عشقه ) ( تفسير الإنجيل بحسب القديس مرقس – الآب متَّى المسكين ص 622 , 631 ) .

      ويقول صفوة مختارة من العلماء الإنجيليين الذين شاركوا في تحرير : " التفسير الحديث للكتاب المقدس " وهم د/منيس عبد النور , د/مكرم نجيب , د/أنور زكي , القس/باقي صدقة , والمحرر المسؤول القس / أندريه زكي : ( إن هذا القسم الذي ندعوه " النهاية الأطول " لإنجيل مرقس , محذوف من بعض المخطوطات , ووُصف بأنه زائف من بعض الكتاب القدامى من أمثال يوسابيوس وجيروم ) ( التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 229 ) .

      وأنقل هنا ما تقوله بعض الترجمات الإنجليزية عن خاتمة إنجيل مرقس :



      New international version :

      The most reliable early manu******s and other ancient witnesses do not have Mark 16:9-20.



      New King James Version :

      16:20 Verses 9-20 are bracketed in NU-Text as not original. They are lacking in Codex Sinaiticus and Codex Vaticanus, although nearly all other manu******s of Mark contain them.

      وهذه الفقرات غير موجودة في أقدم المخطوطات اليدوية كالفاتيكانية والسينائية , وكذلك السريانية والأرمنية الجورجية . وسبب إدراجها في المخطوطات الأحدث , هو أن أحدًا كتبها بيده ليكمل بها الإنجيل ويُروج لفكرة معينة , وكأن صلاحية أمر الزيادة والنقصان في الكتب التي يزعم أصحابها أنها إلهية لكل من هب ودب , حتى وإن كان كما يزعمون أنها من كتابة أحد تلاميذ مرقس فهذا لا يعطيه الحق بأن يُزيد أو يحذف فيما نُسب إلى مرقس الذي لم يعرفه المسيح أصلاً , وإلا تعرض للعقوبة : ( لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب , إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب ) (رؤيا يوحنا 19 : 21 – 22 ) .

      والعقوبة لا تستثني أحدًا , حتى ولو كانوا تلاميذ المسيح عليه السلام !


      يتبع ....

      تعليق

      • أبو حمزة
        اللجنة العلمية
        مشرف شرف المنتدى

        • 29 مار, 2007
        • 2345
        • مهندس مجاهد
        • مسلم

        #33
        بارك الله فيك موضوع شيق وجميل
        وجعله الله فى ميزان حسناتك
        هداكم الله

        تعليق

        • أَبُو عُبَـيِّدة
          2- عضو مشارك
          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى

          • 30 ديس, 2006
          • 152

          #34
          خامسًا : الرسالة التي رفعها بيلاطس إلى طيبارس قيصر عن صلب المسيح


          يقول القس عوض سمعان : (الرسالة التي رفعها بيلاطس إلى طيبارس قيصر عن صلب المسيح . وقد عثر عليها العلماء الألمان في روما , وأودعوها بأمر البابا بمكتبة الفاتيكان . وهى تحتوى على الأسباب والظروف التي أدت إلى صلب المسيح وقد نشرت ترجمتها في كثير من المجلات .... أما العلماء العصريون الذين يُنكرون أصلية هذه الرسالة فيقولون إن تاريخها يرجع إلى القرن الثاني للميلاد . وحتى لو سلمنا جدلاً بقولهم هذا , فإن الرسالة المذكورة لا تفقد شيئًا من قيمتها الأثرية , لأنها تدل على أي حال على وجود الإعتقاد بصلب المسيح منذ فجر المسيحية , وتحتوي هذه الرسالة على أكثر من ألفي كلمة , خلاصتها : أن بعض الثوار اليهود ألقوا القبض على المسيح وأتوا به إلى بيلاطس . ودون أن يقدموا عنه تهمة يستحق بسببها القتل , أخذوا يصيحون بصوت واحد قائلين : اصلبه ! اصلبه ! , فبذل بيلاطس مجهودًا كبيرًا لإنقاذ المسيح من أيديهم , ولكنه لم يُفلح . وبعد ذلك أراد أن يُقنعهم بالإكتفاء بجلده , لكنهم أصروا على صلبه . وأخيرًا أخذ ماء وغسل يديه قدامهم معلنًا لهم براءته من دم المسيح , ثم أسلمه إليهم , فأخذوه بعنف وصلبوه وفي أثناء وجوده على الصليب , ظهرت في السماء سحب سوداء كثيفة . فارتعب معظم الناس وقرعوا على صدروهم ندمًا وحسرة .. وقبيل الغروب أقبل على بيلاطس رجل هرم من أرماثا يُدعى يوسف , وطلب أن يسمح له بدفن جسد المسيح , فسمح له بيلاطس ) ( قضية صلب المسيح ص 15 , 16 ) .

          ما من شك في أن هذه اللغة التي قيل أن بيلاطس سطر بها رسالته إلى القيصر هى اللغة التي تتكلم بها الأناجيل والرسائل المسيحية عن المسيح وأحداث الصلب والقيامة , ونحن لا نرى أي قيمة لهذه الرسالة , فهى لا تقوي عقيدة ولا يقوم عليها إيمان , فما جاء فيها هو عين ما جاء في الأناجيل التي هى متناقضة في متنها وساقطة في سندها , فالمحك في هذا الأمر هو الأناجيل التي زعمت صلب المسيح , أما ما جاء بعدها من رسائل تزعم ذلك , فذلك مصدره ما جاء في الأناجيل والتي أثبتنا أنها ليست حجة . ثم ما هو الدليل على صحة هذه الرسالة ونسبتها إلى بيلاطس ؟! فأولى لكم إذًا قبول إنجيل برنابا الذي يُنسب إلى أحد قديسيكم والذي فيه أن المسيح لم يُصلب !

          فبيلاطس هذا كان عدوًا للمسيح , فكيف نثق في كلامه , بل الأولى تكذيبه في أى دعوى يزعمها عن السيد المسيح عليه السلام حتى لو ثبتت صحة نسبت هذه الرسالة إليه, فأعداء الأنبياء على مر العصور هم مصدر الكذب والإفتراءات والشائعات , بل إن بيلاطس هذا وفقًا لما في الأناجيل كان يعلم أن المسيح بريء من التهم الموجهة إليه ورغم هذا سلم المسيح لليهود ليصلبوه , ولم ينفعه غسل يديه في الماء معلنًا براءته من دم المسيح ( انظر التفسير التطبيقي ص 2043 ) .

          ولهذا جاء في رسالة بعنوان : " موت بيلاطس الذي أدان يسوع " في كتاب "أسفار الكتاب المقدس الضائعة" ص 279-281 : أن بيلاطس مات أحقر ميتة نتيجة خيانته , حيث جاء في هذه الرسالة أنه ذبح نفسه بخنجره , وعندما علم القيصر طيباريوس قال : حقًا لقد مات أحقر ميتة حتى أن يديه لم تصفحا عنه , ولم يكتف القيصر بذلك , بل ربطه بكتلة كبيرة من الحجر فأُغرق به في نهر التيبر ( الذي تقع عليه روما ) , وجاء أيضًا في هذه الرسالة أن الأرواح الشريرة والقذرة كانت ترتع مبتهجة في جسده القذر .

          والقس عوض سمعان لم ينقل لنا نص الرسالة التي يستدل بها , بل نقل ما يوافق دعوى الأناجيل المتناقضة , وذلك لأن الرسالة في نهايتها تزعم أن بيلاطس مات شهيدًا !

          جاء في الرسالة التي يستدل بها القس عوض سمعان في نهايتها : ( قال القيصر طيباريوس : أيها المتمرد الأكبر , عندما رأيت مثل تلك العجائب الكبيرة التي فعلها ذلك الرجل , فلماذا تجرأت إذًا على ما فعلته ؟ إن تجاسرك على فعل ذلك الشر , قد جعلك خربت كل العالم ..

          قال بيلاطس : أيها الملك والحاكم المطلق . إني لست مذنبًا في تلك الأعمال , ولكن الذنب يقع على عاتق جماهير اليهود .
          ولقد قرر قيصر استجواب بيلاطس ثانية , ثم أمر الكابتن البيوس , بقطع رأس بيلاطس قائلاً : بما أنه أمسك الرجل المستقيم الذي يدعى المسيح فإنه سوف يُقتل بنفس الطريقة , ولا يجد له مخلصًا .

          وعندما جاء بيلاطس إلى المكان , فإنه صلى في صمت قائلاً : يا رب , لا تهلكني مع العبريين الأشرار , لأنن ما كنت أمد يدي إليك إلا بسبب الأمة اليهودية العاصية ..

          رب لا تهلكني لأجل خطيتي هذه , ولا من أجل الشر الكائن في يارب , وفي أمتك بروكلا ( زوجته ) التي تقف في ساعة موتي هذه ..

          ولما انتهى بيلاطس من صلاته , جاء صوت من السماء قائلاً : سوف تدعوك كل الأجيال وعشائر الأمم مباركًا , لأنه فيك تحقق كل ما نطق به الأنبياء - !!- ..

          ثم قطع الكامل رأس بيلاطس , وتسلمها ملاك الرب . وعندما رأت بروكلا زوجته الملاك نازلاً يتسلم رأسه , فإنها وقد امتلأت بالفرح , أسلمت الروح ودفنت مع زوجها ) (أسفار الكتاب المقدس الضائعة ص 277-279 ) .

          (The Lost Books Of The Bible : The World Publishing Combany, ClevlandAnd New York, 1926 ) .

          لقد جعلت الرسالة التي يستدل بها القس عوض سمعان ويؤمن أنها دليل تاريخي على صلب المسيح من بيلاطس شهيدًا نطقت برسالته الأنبياء , وتتقرب الأمم إلى خالقها بواسطة قاتله ؟!

          ولهذا لم ينقل الرسالة كاملة لعلمه أن ما في نهايتها يُشكك في صحتها بأكملها , فهل يقبل النصارى هذا الدليل التاريخي على صلب المسيح ؟!

          فإن وافقتم فهنيئًا لكم على لغز جديد زاد دينكم تناقضًا وتضاربًا !


          يتبع .....

          تعليق

          • أَبُو عُبَـيِّدة
            2- عضو مشارك
            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى

            • 30 ديس, 2006
            • 152

            #35
            الأدلة التاريخية على عدم صلب المسيح عليه السلام



            ذكر جورج سايل الإنجليزي في ترجمته للقرآن الكريم في سورة آل عمران ص 38 : أن السيرنثيين ( Cerinthians ) والكربوكرانتيين ( Carbocratians ) وهم من أقدم فرق النصارى قالوا أن المسيح لم يُصلب وإنما صُلب واحد أخر من تلاميذ المسيح يُشبهه تمامًا.وذكر أن طائفة الباسيليديين ( Basilildians ) كانت تؤمن أن المسيح لم يُصلب وصُلب مكانه سمعان القيراوني الذي تقول الأناجيل أنه حمل الصليب ( متَّى 27 : 32 ) .

            وتقول دائرة المعارف البريطانية مجلد 16 ص 656 : أن بارباس الذي كان محكومًا عليه بالإعدام كان يسمى يسوع أيضًا في أقدم تراجم المسيح فحذف النصارى هذا الإسم ! وهذا الرجل كان محكومًا عليه بالإعدام كما جاء في إنجيل لوقا ( 23 :18 – 19): "فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا وأطلق لنا باراباس , ذاك كان قد طُرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل " .

            ويذكر معجم أكسفورد للكنيسة ص 409 : أن الفرقة الدوسيتية ( Docetists ) أو المتحيلة . أنكر أصحابها صلب المسيح , وقالوا : إن الله سلمه من الصلب , والذي صُلب مكانه ذلك التلاميذ الخائن يهوذا الإسخريوطي , أو حامل الصليب سمعان القيرواني .

            يقول كاتب إنجيل مرقس عن المصلوب : " بعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الإرجوان وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه . فسخروا رجلاً كان أتيًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو ألكسندروس وروفس ليحمل صليبه .. وكانت الساعة الثالثة فصلبوه"(مرقس 15 : 20-25 ) .

            ويقول دنيس نينهام أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة " بليكان " في تفسيره لهذه الفقرات من إنجيل مرقس ص 422 : " من الواضح أن الكنيسة التي كتب لها القديس مرقس إنجيله كانت تعرف هذين الشخصين ( ألكسندروس ورفس ) جيدًا , ولهذا لم يكن هناك داع للحديث عنهما بأكثر من ذلك . ويبدو أن الغرض من هذه الفقرة هو ضمان صحة القصة التي تقول بأن سمعان قد حمل الصليب , وما من شك في أن أحد الأسباب في الحفاظ على هذه التفاصيل الشخصية في الإنجيل , كان الغرض منه تذكير القراء بأن لديهم مصدرًا للمعلومات عن الصلب جدير بالثقة ..
            ولعل السبب في حذف هذه الرواية والخاصة بحمل سمعان القيراوني للصليب من إنجيل يوحنا , هو أنه في الوقت الذي كُتب فيه الأنجيل الرابع (100-125م) كان الإدعاء بأن سمعان قد حل محل يسوع وصلب بدلاً منه , لا يزال ساريًا في الدوائر الغنوسطية التي كانت لها الشهرة فيما بعد " ( تفسير إنجيل مرقس – لدنيس ننهام ص 422 ) .

            لقد حصر المحققون من النصارى أسماء هذه الفرق التي كانت تُؤمن بأن المسيح لم يُصلب وصُلب آخر عوضًا عنه , وهذا بعضهم : الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون .

            وهذه الفرق أقدم فرق النصارى على الإطلاق , فهى أقدم حتى من شواهد القبور التي استشهد بها القس عوض سمعان !
            فانظر كيف انحرفوا عن الصراط , وتركوا أقوال هذه الفرق من أجل التحزب لعقيدة الكفارة والفداء والتي سنناقشها في الجزء الثاني من هذا الكتاب إن شاء الله .

            لقد زعم القس عبد المسيح بسيط في كتابه " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ؟ " أن هذه الفرق ليست من الفرق المسيحية لأنها كانت تؤمن بتعدد الألهة !

            ولا أريد أن أبحث مزاعم القس عبد المسيح بسيط في كتابه " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟ " , فلي وقفة مع هذا الكتاب إن شاء الله , لكن الذي أُحب أن أُبينه للقس عبد المسيح بسيط : أن هذه الفرق من أقدم الفرق التي أمنت بالمسيحية , ولن تُجمع كل هذه الفرق على شيء باطل أبدًا , ثم أقول حتى لو لم تكن هذه الفرق مسيحية صرفة , فأنتم إرتضيتم أقوال أهل الأوثان من اليونانيين والرومان فأصبحوا عندكم عدولاً تأخذون منهم ما يقولون عن صلب المسيح , فكيف بهذه الفرق التي أمنت بالمسيحية وجعلتها دستورها في هذه الحياة ؟!

            أما عن قول القس عبد المسيح بسيط أن هذه الفرق كانت تؤمن بتعدد الألهة ولهذا لا يُؤخذ منهم قول , فهذا ما يضرب المرء من العجب كفًا بكف لتصوره , وذلك لأنه لا فارق بينكم وبينهم في هذا الأمر , فأنتم أيضًا تؤمنون بتعدد الإلهة , وتقولون بتعدد يقبل التوحيد , وتوحيد يقبل التعدد , فأنتم ارتضيتم أقوال أهل الأوثان , بل ارتضيتم أقوال اليهود في تلمودهم وهم ألدُّ عدو للمسيح عليه السلام , أفلا ترتضون أقوال هذه الفرق من باب أولى ؟!

            إن الناظر الخبير في تواريخ كتابة الأناجيل والرسائل , يرى بونًا شاسعًا بينها وبين المسيح عليه السلام وحياته على هذه الأرض , فما جاء فيها لا يُمكن أن يكون شهادة صحيحة عن حياة المسيح عليه السلام خاصة وهذه التناقضات العديدة في مسألة الصلب تملأها كما بيناها . يقول " ارنست دي بوش " الألماني في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة " ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح ، لا في أصول النصرانية الأصلية .

            ويقول ملمن في كتابه "تاريخ الديانة المسيحية" : " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن ".

            ولقد اجتهد المحققون على مر العصور في معرفة من الذي صُلب عوضًا عن المسيح عليه السلام إستنادًا إلى أقوال هذه الفرق التى ذكرناها ومن خلال القراءة المتأنية في أسفار اليهود والنصارى القانونية والغير قانونية , ولعل أرجح الأقوال في هذه المسألة أن المصلوب هو يهوذا الإسخريوطي على النحو الذي ذكرناه .

            ولهذا تجد أقوال متعددة للصحابة والتابعين من أهل الإسلام إستنادًا إلى أقوال فرق النصارى سالفة الذكر , فتعدد الروايات عن هوية المصلوب إنما يرجع لهذا السبب . وقد قال وهب بن منبه عن المصلوب : " هو يهوذا الذي أسلمه , ودل عليه , وهو الذي اسمه في الإنجيل يهوذا الإسخريوطي " . وهذا أرجح الأقوال كما ذهب أهل العلم لغزارة علم وهب بن منبه بالإسرائيليات , وقد ذكر ابن كثير والطبري رحمهما الله أن بعض فرق النصارى كانت تزعم أن يهوذا الإسخريوطي قد صُلب عوضًا عن المسيح عليه السلام جزاءً وفاقًا.( انظر تفسير ابن كثير 1/576 , وتفسير الطبري 6/15 وغيرهما ) . وقد ذكر برنابا في إنجيله وأكد أن المصلوب هو يهوذا .

            وسيكون لي مزيد بيان في هذا الأمر من خلال ردي على القس عبد المسيح بسيط إن شاء الله تعالى , خاصة وأنه أخذ يكذب ويدلس ويحرف في النقل عن كتب التفاسير المعتبرة عند المسلمين في كتابه : " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ؟! " .
            وعلى هذا نقول : أنه لا يوجد إجماع بين النصارى على صلب المسيح عليه السلام , وأما ما احتكموا إليه من أناجيل ورسائل وشهادات وثنية , فقد بيَّنا بطلان الإستشهاد بها , ويبقى الأمر كما الله تعالى : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}النساء157.




            نهاية الجزء الأول ويليه الجزء الثاني

            عن عقيدة الكفارة والفداء






            المراجع والمصادر


            1- القرآن الكريم .
            2- كتب السنة .
            3- تفسير القرآن العظيم – الحافظ / ابن كثير .
            4- جامع البيان في تأويل القرآن – للعلامة / ابن جرير الطبري .
            5- الكتاب المقدس ( الفانديك ) .
            6- الكتاب المقدس ( كتاب الحياة ) .
            7- الكتاب المقدس ( الترجمة العربية المشتركة ) .
            8- الكتاب المقدس ( الترجمة الكاثوليكية ) .
            9- التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – لمجموعة من العلماء الإنجيلين .
            10- تفسير العهد الجديد – وليم باركلي .
            11- التفسير الحديث للكتاب المقدس - لمجموعة من العلماء الإنجيلين .
            12- تفسير الإنجيل بحسب القديس مرقس – الآب متَّى المسكين .
            13- ثقتي في الكتاب المقدس – جوش مكدويل .
            14- عقيدة الصلب والفداء – العلامة / محمد رشيد رضا .
            15- سلسلة الهدى والنور – الدكتور / منقذ السقار .
            16- قضية صلب المسيح بين مؤيد ومعارض – القس / عوض سمعان .
            17- المسيح في مصادر العقائد المسيحية – لواء مهندس / أحمد عبد الوهاب .
            18- تاريخ اليهود – للمؤرخ اليهودي / يوسيفوس .
            19- تاريخ الكنيسة – للمؤرخ النصراني / يوسابيوس القيصري .
            20- ثم يقولون هذا من عند الله ! – مهندس / محمود سعد مهران .
            21- الصلب والتثليث في ميزان الإسلام – الدكتور / عمر بن عبد العزيز .
            22- حياة قسطنطين العظيم - للمؤرخ النصراني / يوسابيوس القيصري .
            23- البرهان المبين في تحريف أسفار السابقين - لواء مهندس / أحمد عبد الوهاب .
            24- خلاصة تاريخ المسيحية في مصر – لجنة التاريخ القبطي .


            * المصادر الإنجليزية :

            1- مؤلفات اللواء مهندس / أحمد عبد الوهاب سالفة الذكر .
            2- المسيحية ( النصرانية ) دراسة وتحليل – بحث مميز لفضيلة العلامة / ساجد مير رئيس الجمعية المركزية لأهل الحديث بباكستان وإشراف الأستاذ العلامة / إحسان إلهي ظهير عليه رحمات الله , وقام بترجمة البحث من الإنجليزية قسم الترجمة بدار السلام للنشر والتوزيع , الرياض – السعودية .
            3- موقع التراجم الإنجليزية واليونانية والعبرية للكتاب المقدس على شبكة المعلومات الدولية:
            http://www.biblegateway.com/versions/
            4- موقع جريدة التايمز البريطانية على شبكة المعلومات الدولية :
            http://www.timesonline.co.uk/article...811332,00.html


            * الصحف والمصادر الإعلامية ( الدوريات ) :

            1- جريدة الدستور المصرية العدد 30 - الإصدار الثاني – الأربعاء 12 أكتوبر 2005م-9رمضان 1426هـ.
            2- مجلة الأزهر عدد ربيع الأول 1427 هـ - إبريل 2006 .

            تعليق

            • أَبُو عُبَـيِّدة
              2- عضو مشارك
              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى

              • 30 ديس, 2006
              • 152

              #36
              نسخة مزيدة ومنقحة للبحث على ملف ورد :
              وما قتلوه وما صلبوه1.zip
              الملفات المرفقة

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
              ردود 5
              48 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة الفقير لله 3
              بواسطة الفقير لله 3
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
              ردود 11
              112 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
              ردود 3
              66 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ماي, 2024, 01:27 ص
              ردود 0
              41 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 5 ماي, 2024, 03:09 ص
              ردود 0
              38 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
              يعمل...