وما قتلوه وما صلبوه !
( الرد على القس عوض سمعان في كتابه : " قضية صلب المسيح بين مؤيد ومعارض " )
( الرد على القس عوض سمعان في كتابه : " قضية صلب المسيح بين مؤيد ومعارض " )
مقدمة
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مسبب الأسباب , ويا مفتح الأبواب , ويا دليل الحائرين , توكلت عليك يا رب العالمين , وأفوض أمري إلى الله, إن الله بصير بالعباد .
أما بعد ,,
فلقد جعل الله تبارك وتعالى التوبة والأعمال الصالحات مدار نجاة الإنسان , فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره , ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره , وقد ذكر الله تبارك وتعالى في جميع الكتب السماوية , أن كل نفس بما كسبت رهينة , والإنسان مسؤول على أعماله في الدنيا , ولن يغني مولى عن مولى شيئًا , ولن تغفر الخطايا إلا بالتوبة !
وقد زعم قوم , أن الإيمان بصلب بشر فداءً عن بقية البشر - المغضوب عليهم بسبب ذنب بشر - لهو مدار النجاة في الدنيا والآخرة !
وقد كذَّب دعواهم كتابهم الذي يدينون به , ويزعمون أن فيه أصل هذه العقيدة , التي نسبت إلى الله تبارك وتعالى الذل والضعف والهوان , تعالى الله عما يصفون !
ولهذا رأيت أن أعرض بعض الأدلة النقلية والعقلية والتاريخية على فساد هذه العقيدة , وبيان زيفها وكذبها , والأمر لا يخرج عن المناقشة الهادفة , والحوار البناء .
ولقد ألف العديد من الباحثين المسيحيين في هذه العقيدة على مر الزمان , العديد من الكتب والأبحاث , ورأينا استشهادهم من القرآن الكريم بعد ليِّ آياته الكريمة التي أنكرت واستنكرت عقائد النصرانية , وتحريفها عن مواضعها , على صحة معتقد " الصلب والفداء " , فكان لا بد من الرد على تلك الكتب والأبحاث بنفس الكيفية , لكن دون الخروج عن حدود الأدب , بل طرح كلام ربنا الذي أنزله على نبينا صلى الله عليه وسلم, حين قال تعالى حكاية عن نبينا عيسى عليه الصلاة والسلام : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}النساء157.
داعمًا هذا الطرح بأدلة نقلية وعقلية وتاريخية , فأسأل الله جل وعلا أن يوفقني في عرض الموضوع بشتى جوانبه , فالمسلم له رأي هام في هذه القضية , فلقد شغلت هذه القضية جزء كبيرًا من القرآن الكريم ( أي عقيدة الخلاص ) .
وصلى الله وبارك وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين ,,
تعليق