بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية و للامانة العلمية هذا البحث هو نواة بحث قمت بتنميته و اعادة جمعه و ترتيبه و تدعيمه بمجموعة ابحاث اخرى مع اضافة بعض الافكار مني
يعتقد النصارى على مر العصور ان كاتب انجيل يوحنا هو الحواري يوحنا بن زبدي تلميذ المسيح
يوحنا هذا هو اخو يعقوب ولدي زبدي الرجل الصياد متى 4 : 21 " ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما."
استدلالات النصارى ان يوحنا هو كاتب هذا الانجيل
يقول القمص عبد المسيح بسيط تحت عنوان " انجيل يوحنا كيف كتب و كيف وصل إلينا "
بعد أن دُونت الأناجيل الثلاثة الولى قبل سنة 70م، دون القديس يوحنا تلميذ الرب والرسول الذى كان أحد التلاميذ الثلاثة المقربين من الرب، بل والتلميذ الذى كان الرب يحبه والذى اتكأ على صدره وقت العشاء، والذى سلمه السيد المسيح والدته وهو على الصليب ليرعاها كأمه. وقد دون الإنجيل فى نهاية القرن الأول الميلادى حيث كان التلميذ الوحيد الباقى من تلاميذ الرب على قيد الحياة، فقد سبق أن وعده الرب بالعمر الطويل
ثم يقول "
ولكننا نؤمن إيمان راسخ مبنى على الحق والواقع ومؤيد بالدليل والبرهان على أن مدون هذا الإنجيل، الرابع، وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا، وبنفسه، سواء كان قد كتبه بقلمه أو أملاه على أحد تلاميذه.
ثم انتقل بعد ذلك لسرد أدلته و التي سنرد عليها بإذن الله
الأدلة الداخلية للإنجيل ."والاستدلال بها ضعيف الا اذا اتينا بشهادة خارجية تشهد له"
يقول قاموس الكتاب المقدس في إثبات كاتب إنجيل يوحنا من داخل الإنجيل نفسه ( وهذا ما يسمى بالأدلة الداخلية ) :
1- كان كاتب الإنجيل يهودياً فلسطينياً، ويظهر هذا من معرفته الدقيقة التفصيلية لجغرافية فلسطين والأماكن المتعددة في أورشليم وتاريخ وعادات اليهود، (يوحنا 1: 21 و 28 و 2: 6 و 3: 23 و 4: 5 و 27 و 5: 2 و 3 و 7: 46-52 و 9: 7 و 10: 22 و 23 و 11: 18 و 18: 28 و 19: 31). ويظهر من الأسلوب اليوناني للإنجيل بعض التأثيرات السامية فيه.
2- كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح ويظهر هذا من استخدامه ضمير المتكلم الجمع (يوحنا 1: 14). وفي ذكر كثير من التفاصيل الخاصة بعمل المسيح ومشاعر تلاميذه (يوحنا 1: 37 و 2: 11 و 17 و 4: 27 و 54 و 9: 2 و 11: 8-16 و 12: 4-6 و 21: 22 و 13: 23-26 و 18: 15 و 19: 26 و 27 و 35 و 20: 8). ويتضح من يوحنا 21: 24 أن كاتب هذا الإنجيل كان واحداً من تلاميذ المسيح.
3- كان كاتب الإنجيل هو (( التلميذ الذي كان يسوع يحبه )) (يوحنا 13: 23 و 19: 26 و 20: 2 و 21: 7 و 20 و 21 وقارن هذه بما جاء في 21: 24). وكان هذا التلميذ هو يوحنا نفسه.
الرد
و هذه الأدلة ضعيفة جدا و لا يعتد بها لما يلي:-
( أولا:استدلالهم بأن الكاتب كان يهوديا)
نقول بأن اليهود في فلسطين كانوا عدد كبير و يوحنا لم يكن اليهودي الوحيد في ذلك الوقت.
و كون أن كاتبي قاموس الكتاب المقدس يحتجون بهذا أنه كان عارفا بتاريخ اليهود و معتقداتهم و عاداتهم ، فهذا لا يفيد في شيء.
فهل كل من عرف معتقدات اليهود و تاريخهم وعاداتهم لزم ان يكون يهوديا.
ألا يوجد من غير اليهود من يعرف أعيادهم ؟؟؟؟
ثم أن من قال ان من قال أن كاتب هذا الإنجيل يقتبس من العهد القديم ، فدل أنه كان يهودياً .
نقول له: هل كل من يقتبس من العهد القديم وجب عندهم أن يكون يهودياً ؟؟؟
لماذا لا يكون كاتب هذا الإنجيل غير يهودي ولكنه متمكن من اللغة العبرية ، كأن يكون متغرب و ويعمل بين اليهود و عاش بينهم لسنين طويلة فتعلم لغتهم و تكلم بها و تعايش مع عاداتهم وتاريخهم ؟؟؟
ثم إن جرانت أحد علماء النصرانية يقول عن كاتب يوحنا " كان نصرانياً، وبجانب ذلك كان هيلينياً، ومن المحتمل أن لا يكون يهودياً، ولكنه شرقي أو إغريقي، ونلمس هذا من عدم وجود دموع في عينيه علامة على الحزن عندما كتب عن هدم مدينة لليهود ".
ثم لو أنّنا اتبعنا نفس طريقتهم سوف نصل أيضاً إلى أن أناجيل الأبوكريفا هي أيضاً كلمة الله ، فسأضرب مثالاً على ذلك من إنجيل بطرس وهو من الأبوكريفا .
إنجيل بطرس ، المقطع الثاني ( 2 ) أيضاً يقتبس من العهد القديم مثل قوله أن جثة الميت لا تبت على الخشبة ( الصليب ) ، وهذه مقتبسة من التثنية ( 21 : 23 ) ، فهذا حسب قولهم يدل أن الكاتب هو يهودي ، لأنه يعرف عادات اليهود .
وكاتب إنجيل بطرس ( 3 ) يعرف أعياد اليهود ، إذا يقول أن هيرودس أسلم المسيح للشعب قبل عيد الفطير .
وأيضاً إنجيل بطرس يصف الأحداث بدقة ، فيصف ما قاله هيرودس وكيف غسلوا أيديهم منه وكيف أسلمه لليهود وكيف لطموه واستهزؤوا به ، ووصف الحوار الدائر بينه وبين اللصين وغيرها كثير ..
فما رأيهم الآن ، هل الكاتب شاهد عيان وأحد التلاميذ ؟؟؟؟
بل أزيدهم من الشعر بيتاً أنّ إنجيل بطرس فيه شهادة أقوى من أدلتهم بكثير ، إذ يشهد لنفسه في الفصل الرابع عشر( 14 ) بكل صراحة أن بطرس هو الكاتب فيقول :
(( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .
فما رأيهم ، ألا يصبح إنجيل بطرس أكثر مصداقية في هوية كاتبه من هوية كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟
فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد الكذب والتلفيق أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .
وها هو إنجيل بطرس يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر :
(( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .
ومع ذلك فهم لا يؤمنوا أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنوا أن هذا الإنجيل قانوني .
وحتى لو قلنا لهم ولكن اسمه موجود بشكل صريح أنه الكاتب ، سيجيبوا أنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، عندها سنقول لهم بأن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق .
نجد يوحنا يكثر ذكر كلمة اليهود و لا يقول الشعب و لنضرب لذلك مثلا
يوحنا 1 : 19 "وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت."
يوحنا 2 : 18 "فاجاب اليهود وقالوا له ايّة آية ترينا حتى تفعل هذا."
يوحنا 5 : 10 "فقال اليهود للذي شفي انه سبت.لا يحلّ لك ان تحمل سريرك."
و غيرها كثير يذكر اليهود و نادرا ما يذكر الشعب الا في مواضع قليلة 3
في حين أن باقي الاناجيل عندما تتكلم عن اليهود تقول الشعب بل إنا لوقا الذي لايذكر أيضا كلمة اليهود إلا قليلا مع انه يوناني لكنه لا يروي الاحداث كشاهد عيان بل كما سلمها اليه الذين كانو منذ البدء معاينين للكلمة و هم بالطبع يهود فهو لهذاينقل كلامهم كما اخبروه و هم يقولون الشعب لانهم من جنس هذا الشعب و لا يقولون اليهود لأنهم لا يصفون من ليس من جنسهم.
ففي لوقا الكثير مثل لوقا 1 : 21 "وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من ابطائه في الهيكل."
و لوقا 3 : 21 "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا.واذ كان يصلّي انفتحت السماء"
و لوقا 8 : 47 "فلما رأت المرأة انها لم تختف جاءت مرتعدة وخرّت له واخبرته قدام جميع الشعب لاي سبب لمسته وكيف برئت في الحال." وغيره الكثير
و كاتب متى الذي يذكر كلمة الشعب كثيرا ولا يذكر كلمة اليهود كما في 4 : 23 "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب..
و يتكلم عن هيرودس عندما اراد قتل يسوع قال متى 14 : 5 "ولما اراد ان يقتله خاف من الشعب.لانه كان عندهم مثل نبي."لم يقل خاف من اليهود وغيرها ايضا كثير
و مرقص كذلك مرقص 11 : 32 "وان قلنا من الناس فخافوا الشعب.لان يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبي."
مرقص 14 : 2 "ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب"
فإذا لو كان يهوديا لقال الشعب لأنه منهم و لا يذكر اليهود لأنه لا يصف مخالفين لجنسه
ثانياً : قولهم ( كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح الكاتب أيّ أنه كان شاهد عيان ) .
وأنا أقول وما هو الدليل
سيقولون( يتحدث عن مشاعر التلاميذ و يروي الاحداث بسهولة و يسر)) .
ولماذا يوجب عندهم أنّ من يصف مشاعر التلاميذ يوجب ضرورة أن يكون واحداً منهم أو أن يكون شاهد عيان ؟؟؟؟
لماذا لا يكون هذا الوصف مما سمعه من بعض الناس فكتبه وأثبته في الإنجيل ؟؟؟
ثم إن لوقا يصف في إنجيله أيضاً ويروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ وتعليقاتهم وأحاسيسهم ، وهو باعترافهم ليس شاهد عيان للأحداث ولا واحداً من التلاميذ الإثني عشر ولم يكن من تلاميذ المسيح على الإطلاق . بل لم يرى المسيح
وكذلك حتى أسفار الأبوكريفا ( الأناجيل والرسائل المزورة كأنجيل مريم وإنجيل توما ) فيها وصف دقيق لأحاسيس وتعليقات التلاميذ ، بل تعليقات المسيح وكلامه وأفعاله بطريقة أفضل و تعبيرات عن الاحاسيس أرفع و مع هذل لا يعترفون بها .
ثم ان يوحنا حسب متى الاصحاح 17 و مرقص 9 و لوقا 9 كان شاهدا لحادثة في غاية الاهمية ألا و هي ظهور موسى و إيليا ليسوع فيوحنا بن زبدي و يعقوب أخوه مع بطرس كانوا شهودا لهذا الحدث المهم و مع ذلك لم يذكره يوحنا في إنجيله فهذا دليل يضعف هذا الاستشهاد خصوصا انه حسب لوقا 9 : 35 انهم في هذا الموقف جاء صوت من السحابة يقول "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا " و يوحنا بحسب زعمهم كتب هذا ليؤمن الناس ان المسيح هو ابن الله (يوحنا 20 : 31)
ثالثاً : ( كان الكاتب هو التلميذ الذي يحبه يسوع ) .
ونحن نسألهم ، ما هو الدليل أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا نفسه ؟؟؟؟
لا يوجد دليل أبداً ، وأنا أطالبهم بإثبات ذلك
ولقد حاولوا إثبات ذلك ولكن كل ما أتوا به هو ضروب من الظن و التخمين الذي لا يفيد.
ونقول لهم ، ولو فرضنا جدلاً أن يوحنا هو التلميذ المحبوب ، فمن أين لكم أنه هو الكاتب ؟؟؟؟
فإن استدلوا بـيوحنا 21 : ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) ، فنقول أنه استدلال باطل
لانه لا يذكر ان التلميذ هو يوحنا بل من الممكن ان يكون بطرس ثم بعدها نجده يقول ونعلم أن شهادته حق من هؤلاء الذين يعلمون.
ثم إن هذه الفقرة كما يقول المحققون دليل على عدم صحة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، إذ هي تتحدث عن يوحنا بصيغة الغائب.
ويرى ويست أن هذه الفقرة كانت في الحاشية، وأضيفت فيما بعد للمتن، وربما تكون من كلمات شيوخ أفسس. ويؤيده بشب غور بدليل عدم وجودها في المخطوطة السينائية.
وأما مقدمة الرهبانية اليسوعية فتقول عنها وعن الفقرة التي بعدها: "تشكلان إضافة يعترف بها جميع المفسرين" .
ويرى العلامة برنت هلمين استرتير في كتابه " الأناجيل الأربعة " أن الزيادات في متن يوحنا وآخره كان الغرض منها " حث الناس على الاعتراف في شأن المؤلف بتلك النظرية التي كان ينكرها بعض الناس في ذلك العصر".
لذلك يجب الإثبات من الأدلة الخارجية على السند المتصل لهذا الإنجيل ، والسند المتصل هو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
وهناك شيء آخر وهو أنه يجب إثبات أن إنجيل يوحنا الذي بين أيدينا هو نفسه ما ينقله التلاميذ دون زيادة أو نقصان ، كأن ينقلوه مشافهة أو يكتبوه كاملاً ثم يقولوا هذا إنجيل يوحنا ، هذا إذا أضفنا شرط التواتر الذي يصل معه الكتاب المقدس إلى المستحيل .
في الحقيقة لو توفرت مثل هذه الشروط فعندها نستطيع أن نخبر بكل ثقة عن هوية الكاتب ، لكن أن نأتي إلى الظنون في بعض العبارات الداخلية ثم نستنتج أنه يهودي لأنه يجيد العبرية ويعرف عادات اليهود ، وأنه من فلسطين لأنه تكلم عن بعض المناطق الجغرافية فيها ، وأنه شاهد عيان لنقله حوار دار بين التلاميذ ثم نخلص إلى أن الكاتب هو يوحنا من خلال هذه الظنون ، فلعمري لو أن هذا دليلاً لما بقيت دعوى عارية عن الدليل ، ولأصبح كل من يدعي شيئاً قادراً على إثباته .
الأدلة الخارجية "أي خارج نص الانجيل "آراء الاباء و شهادتهم و هي التي من المفترض تؤكد صحة الانجيل لنأخذ بما فيه من ادلة داخلية
أولا الآباء الرسوليين
5 – شهادة الآباء الرسوليين .
يقول النصارى أن الآباء القدماء للكنيسة استشهدوا بإنجيل يوحنا كثيراً واقتبسوا منه ، وهذا يدل على أنه كان معروفاً بينهم ، ومن بين هؤلاء الآباء :
(1)- إكليمندس الروماني (95م) : والذي نجد في رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا :
"يتمجد اسم الرب الحقيقي الوحيد " (1:43) مع (يو28:12) " أيها الآب مجد أسمك " (يو3:17) " أنت الإله الحقيقي وحدك "
(2) - رسالة برنابا (حوالي 100م) : تستخدم الرسالة نفس فكر المسيح في حديثه مع نيقوديموس في شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية وبين مجد المسيح على الصليب " فقال لهم موسى : عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل في إيمان بأنه رغم ميتة قادرة أن تعطى حياة وسيخلص في الحال . وفعلوا هكذا . في هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية ، لأن كل الأشياء فيه وله " (17:12) مع (يو14:3) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان " .
(3) - أغناطيوس الأنطاكى : تلميذ القديس بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول في رسالته إلى مجنيسيا (1:7) " وكما كان الرب متحداً مع الآب ولم يفعل شيئاً بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل ، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً بدون الأسقف والقسوس " مع (يو19:5) " لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل "
(4) - كتاب الراعي الهرماس (100-145م) : يستخدم روح وجوهر الإنجيل في قوله " لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه ، الذي هو محبوبه البار هو ابن الله ، هذا هو المخل الوحيد للرب . لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه " (مثل 9 : فصل 7 ) مع (يو6:14) " أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " .
الرد :
إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل يوحنا لا تعني أن يوحنا هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا يوحنا يكتبه أو أن يقولوا أن يوحنا أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنّ كليهما( الآباء وكاتب إنجيل يوحنا ) اقتبس من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان .
.
كما أننا يمكننا عكس الاستدلال هنا عليهم ، ونقول لهم : ماذا لو قيل لكم بل إن الاقتباسات التي استشهدتم بها من كتب الآباء الرسوليين أمثال اكلمندس واغناطيوس ليست مقتبسة من إنجيل يوحنا بل كاتب إنجيل يوحنا هو من اقتبسها من كتب الآباء ، فهل بينكم وبينه فرق ؟؟؟؟
أليس هذا القول أقرب للتصديق مما يقولوا ، وخصوصاً لو أنّ كلامهم صحيح لوجب من هؤلاء الآباء أن يشيروا إلى المصدر ، كأن يقولوا مثلاً ( هذا ما قاله معلمنا يوحنا ) أو ( هذا ما قاله يوحنا في إنجيله ) ولكننا لا نجد مثل هذه الأشياء ، فهذا شيء جدير بالملاحظة .
هذا بالإضافة إلى أنّ اغنطيوس توفي حسب دائرة المعارف الكاثوليكية ما بين ( 98 و 117 بعد الميلاد ) ،
وتقول دائرة المعارف الكتابية في زمن كتابات يوحنا ( هناك الآن اتفاق متزايد في الرأي على أنها ظهرت في نهاية القرن الأول أو في بداية القرن الثاني ) .
ففي هذا إشارة قوية جداً إلى أنّ اغنطيوس لم يعرف إنجيل يوحنا ، ويقودنا إلى الاحتمال بأن كاتب يوحنا اقتبس من اغناطيوس وليس العكس .
ثم لو نظرنا إلى الاقتباس من رسالة برنابا ومقارنتها مع يوحنا لوجدناها في غاية السذاجة ، ولا علاقة بينهما أبداً ، اللهم إلا الحيّة المرفوعة .
فكما ترى عزيزي القارئ أنّ الاستشهاد بهذه الأشياء ما هي إلا تمويه واستخفاف بالعقول .
بردية إيجرتون 2 ( Pap. Egerton 2 )
يقول النصارى : يرى غالبيه العلماء إنّ بردية إيجرتون ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأبعد هذه الآراء رجع بها إلى ما قبل سنه 150 م ، وهذه البردية تحتوي على أربعة نصوص من يوحنا .
الرد :
أولاً : لا يوجد في هذه البردية أيّ ذكر أنّ إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، فما علاقة هذه البردية في كشف هوية الكاتب ؟؟؟
ثانياً : وجود نصوص في هذه البردية مشابهة لنصوص في إنجيل يوحنا لا يثبت شيئاً في هوية الكاتب ، وعلى فرض أنّ هذه البردية اقتبست من إنجيل يوحنا فأقصى ما يمكن أن يُستفاد منها ، هو أن الإنجيل كان موجوداً في ذلك الوقت ليس أكثر ، ولا يمكن إثبات هوية الكاتب من خلالها أبداً ، فضلاً عن أن يذكر اسم يوحنا من الأصل ، فالكلام هنا هو مجرد تمويه ، ومحاولة لتكثير الكلام حتى يظن القارئ أنّ الأدلة كثيرة .
ثالثاً : لقد قلنا سابقاً أن وجود بعض العبارات المتشابهة في المخطوطة أو البردية مع عبارات في الإنجيل ، لا يعني بالضرورة أنها مقتبسة منه ، بل جائز أنهم اقتبسوا من مصدر آخر ، كما أنه من الجائز أن هذه البردية والمخطوطة والإنجيل اقتبسوا من مصدر واحد ، أو أن هذه العبارات المقتبسة هي من الأقوال الشائعة في ذلك الوقت والتي تناقلتها الألسن من شخص لآخر ، فلا يمكن تحميل المسألة فوق ما تحتمل .
رابعاً : لا ننسى أن هذه البردية مجهولة الكاتب .
خامساً : هناك أشياء ذكرت عن المسيح في هذه البردية وليس لها وجود في الأناجيل ، فكيف يُفسر النصارى هذا ؟؟؟
ألا يعني هذا أن هناك مصدراً آخر استقى الكاتب منه معلوماته ؟؟؟
وهذه نبذة عن بعض ما جاء عن المسيح في بردية ايجرتون 2 :
And when they where perplexed at the strange question, Jesus, as he walked, stood on the lip of the Jordan river, stretching out his right hand, filled it with (...) and sowed upon the (...). And the (...) water (...) the (...). And (...) before them, he brought forth fruit (...) much (...) for joy (...)
( Papyrus Egerton 2:Fragment 2 Recto )
الترجمة :
( عندما كانوا محتارين بسبب سؤاله النادر ، ذهب يسوع إلى ضفاف نهر الأردن ، ومدّ يده اليمنى وملأها من (...) وبذر (...) وال (...) ماء (...) ال (...) أمامهم ، وأخرج ثمرا (...) كثيرا (...) للسعادة ).
وطبعاً الذي بين قوسين هو ما سقط من البردية ، وهناك محاولات من العلماء لوضع احتمالات تتوافق مع السياق ، ولكن هذا لا يهم الآن ، المهم أن المعنى العام مفهوم ، وهو أن المسيح سار إلى نهر الأردن وبذر شيئاً ( حبوب مثلاً ) ، ثم أخرج ثمراً ...
فالسؤال الآن : أين توجد هذه القصة في الأناجيل ؟؟؟
ومن أين استقى الكاتب هذه المعلومات ؟؟؟؟
فلو قالوا انه اقتبسها من الإنجيل فنقول لهم أرجوكم دلّونا عليه أين هو ، وفي أيّ الأناجيل وأيّ إصحاح .
إن لوقا الذي تتبع كل شيء من الاول بتدقيق لم يذكر ذل
وإن قالوا اقتبسها من مصدر آخر أو أن هذه الحكاية ربما مما اشتهر على السنة الناس ، نقول عندها : لما لا تقولوا نفس الشيء عن ما اقتبستموه من البردية ؟؟؟؟
مخطوطة جون ريلاندز
( ب 52 : P 52) والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 – 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بين سنه 117 إلى 135م .
طبعاً الكلام على هذه المخطوطة كسابقتها ، فالمخطوطات إجمالاً لا يمكننا من خلالها إثبات اسم الكاتب ، وأقصى ما يمكن الاستفادة منها هو زمن الكتابة لا اسم الكاتب .
بمعنى آخر أن حصولنا على مخطوطة لبعض المقاطع من إنجيل يوحنا تعود لسنة كذا أو سنة كذا ، لا يعني أن الكاتب هو يوحنا ، فالمخطوطة تكشف لنا زمن الكتابة وليس هو هوية الكاتب ، ولا أدري كيف يدرج المسيحيون هكذا أشياء ضمن الأدلة .
ثم أنّ هذه البردية ( ب 52 ) ليس فيها إلا بضعة اعداد من يوحنا فقط
يوستينوس الشهيد ( 100 ، 110 – 165 ) .
يقول النصارى أنّ يوستينوس الشهيد ( جاستين مارتر ) اقتبس كثيراً من إنجيل يوحنا ، وهذا يدل على شهرة هذا الإنجيل .
أولاً : لم يذكر يوستين الشهيد أنه اقتبس هذه الأشياء من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنه اقتبسها من غيره ، أو أنّ هذه العبارات كان مما تناقلها الناس ودرجت بينهم .
ثم أن القديس يوستينوس الشهيد في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً
ثانياً : حتى لو فرضنا جدلاً أنه اقتبسها من إنجيل يوحنا ، فكيف نعرف الكاتب ؟؟؟
فما اقتبسه يوستينوس يؤكد في أحسن أحواله وعلى أعلى تقدير أن يوستين الشهيد اقتبس من الإنجيل ، ولكن السؤال يبقى من هو كاتب هذا الإنجيل ، وهذا ما لم يستطع النصارى إثباته .
ثالثاً : يجب أن لا يغيب عن بالنا أن يوستين هو من مواليد القرن الثاني ( 110 – 165 ب م ) ، يعني أنه لا يعرف يوحنا ولم يلتق به ، ولو فرضنا جدلاً أنه قال بوضوح أن إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، يبقى السؤال مطروحاً : من أين حصل على هذه المعلومة وهو لم ير يوحنا ولا سمع منه ؟؟؟
وهكذا تبقى عندنا حلقة مفقودة لا يمكن تقييمها إلا بمعرفة الواسطة التي عرف بها ذلك ، أما الكلام هكذا بالظنون فلا ينفع ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .
كتب الأبوكريفا وكتب الهراطقة
( وهذه الأدلة سخيفة جداًُ ، ولكن سوف نمر عليها حتى نقلع كل يعلق في أذهانهم من أوهام ، وسوف أضرب مثلين اثنين على نوعية هذه الأمثلة والرد عليها ) .
أ - العظات الكليمندية
يقول النصارى : كتبت العظات الكلمندية في بداية القرن الثاني ، وأشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة " أناجيلنا " ، واقتبت بضع نصوص من إنجيل يوحنا .
نقول : هذا لا ينفع ولا يفيد شيئاً في معرفة الكاتب فقول العظات الكلمندية ( أناجيلنا ) لا يثبت أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا .
ماذا لو قال للنصارى قائل ، بل نستنتج منها أن يوحنا ليس هو الكاتب ، فماذا يجيبوه ؟؟؟
أو ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا العظات الكلمندية على أنها وحي أيضاً وليست أبوكريفا ؟؟؟
أليس هذا الكلام أوجه وأحق بالاعتبار من كلامهم ؟؟؟
استدلال غريب فعلاً ، وما هو إلا محاولة لتكثير الأدلة بأيّ ثمن ، حتى يتوهم من يسمع بذلك أن كاتب إنجيل يوحنا لا يمكن أن يكون مجهول لكثرة الأدلة ، فيظن أنّه لا يمكن أن تكون كلها ضعيفة ، بل ولا بد أن يوجد فيها أدلة قوية .
ب - كتاب البطاركة الأثنى عشر
يقول النصارى ، كتاب البطارقة الذي كتب في بداية القرن الثاني سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية " نور العالم " ، " المخلص " ، " ابن الله " ، " الابن الوحيد " ، " حمل الله " ، " الله الآتي في الجسد " ويقول " الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا .
طبعاً هذا لا يمكن أن يُسمّى دليلاً ولا حتى شبه دليل .
هل إذا ذكر كتاب البطاركة هذه الألقاب نستنتج منها أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي ؟؟؟؟
هل يريدوا منا أن نصدق هذا الكلام المرسل ؟؟؟
وماذا لو سألناهم السؤال السابق :
ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا كتاب البطارقة على أنه وحي أيضاً وليس أبوكريفا ؟؟؟
كتب الإسفار القانونية : هذه الإسفار إنما هي وليده المجامع الكنسية و التي أقرت هذه الإسفار هي تلك المجامع و التي يعتقد النصارى أن قراراتها إلهامية و معصومة لأنها مؤيدة من الروح القدس و هذا ليس بحجة علينا إن كانوا يقولون أنها إلهامية و معصومة نقول لهم هاتوا برهانكم فالاستدلال بقرارات المجامع الكنسية باطل و خصوصا أنها بعد هذه الكتابات بقرون
استدلوا بشهادة اريناوس ( 140 - 202 )
..
فلقد قال اريناوس : ( يوحنا تلميذ السيّد الذي اتكأ على صدره ، نشر بنفسه إنجيلاً أثناء إقامته في افسوس ) .
واريناوس هذا هو تلميذ بولكاربوس ، والأخير هو تلميذ يوحنا ، قالوا وهذا هو السند المتصل لكاتب الإنجيل ، فلا بدّ أن اريناوس نقل هذه المعلومة عن بولكاربوس أستاذه والأخير نقلها عن يوحنا الرسول .
الرد :
لا يمكن الاعتماد على قول اريناوس ، وهو مرفوض لعدة أسباب :
أ – لأنه لم يذكر أنه أخذ هذه المعلومة من بوليكاربوس ، وقولهم لا بد أنه أخذها عن أستاذه قول في غير محله وتأكيد سقيم ، إذ أن هناك احتمالات أخرى ، فيحتمل أنه نقلها عن آخر مجهول لا نعرفه ، أو أنه غلبه الظن والتخمين فكان ذلك من استنتاجه الشخصي ، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن ننهض بهذه الأدلة الواهية لندلل على أن يوحنا هو الكاتب ، بل هذا يحتاج إلى أدلة قاطعة بيّنة لا تحتمل الشك ولا يتطرأ إليها الاحتمال ، وإلا فسدت ، لأنه من المعلوم إن الدليل متى ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال ..
وكونه تلميذ بوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي ( وهو من الهراطقة في نظر الكنيسة ) أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس أيضاً ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف :
( فلورنيوس الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ( .
فهل يقول النصارى أنّ فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟
طبعاً لا أظن أنهم يقولوا به ...
وكذلك لوجب أن بابياس وهو من الآباء الرسوليين الذي كان صاحب بولكاربوس وتلميذ يوحنا الحواري قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الاسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
( ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً ) ( Fragments of Papias - chapter 3 )
والآن نسأل :
أليس بابياس تلميذاً ليوحنا الرسول ؟؟؟
أليس بابياس صديقاً لبولكاربوس ؟؟؟
نعم هو كذلك ، واريناوس نفسه يؤكد ذلك ويقول : " بابياس الذي سمع يوحنا وكان صاحباً لبوليكاربوس " . ( Irenaues A.heresies, Book 5 , ch:33 ) .
فهل يقول النصارى أنّ بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟
أو هل يقولوا أن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟
فحسب قاعدتهم وجب أن يجزموا أنه أخذ هذه المعلومة عن يوحنا أو على أقل تقدير من بولكاربوس الذي بدوره أخذها عن يوحنا الرسول ؟؟؟
لا ، لن يجزموا بذلك و إلا اضطرّوا معها إلى الجزم بتناقض البشيرين متى ويوحنا ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5 ( فطرح - يهوذا- الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) .
وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18 ( فان هذا - يهوذا - اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها )
ولقد أجاب النصارى عن هذا أن بابياس سطحي وساذج ويُخطأ ويهم كثيراً ووصفوا رأيه بأنه رأي شخصي لا يلزمهم ، والعجيب أن شهادة بابياس حول كاتب إنجيل متى تستخدم كدليل معتمد في إثبات أن متى هو الكاتب ، ومن الذين اعتمدوا عليه دائرة المعارف الكتابية وقاموس الكتاب المقدس ومنيس عبد النور في شبهات وهمية ، وأكد شهادته واعتمد عليها كل من اريناؤس واريجانوس .
فهل رأيتم تناقضاً وازدواجية في المعايير أكثر من هذا ؟؟؟
فالمسألة كما يبدو أنها أهواء ، فإن كان كلامه نافعاً فهو حجة دامغة أما إن كان كلامه مضراً فهو سطحي وساذج ورأيه رأي شخصي لا يُلزم أحداً ، مع أنّ قول بابياس هنا ليس رأياً بل هو خبر ورواية .
والعجيب أن النصارى مع كل هذا يجزموا أنّ اريناوس أخذ هذه المعلومة حول كاتب إنجيل يوحنا عن معلّمه بولكاربوس ويتمسكوا بها بالرغم أنه لم يصرح بذلك ، فأوجبوا أن ما يقوله اريناوس هو ما أخذه عن معلمه ، ولكن هل يستطيعوا أن يظلوا متمسكين بقولهم أن كل ما أخبر به اريناوس هو مما أخذه عن بولكاربوس ؟؟؟؟
حسناً اضبطوا هذه النقطة ...
يقرر اريناوس في كتابه الثاني ضد الهراطقة في الفصل الثاني والعشرين ( 22 ) أنّ المسيح – عليه السلام – كان قد جاوز الخمسين سنة عند موته ، ولقد جادل في ذلك ونافح بقوة واستخدم الأدلة والبراهين مثل ( يوحنا 8 : 57 ) لإثبات قوله ، فاليهود قالوا للمسيح ( ليس لك خمسون سنة بعد ، أفرأيت إبراهيم ) ، فخلص إلى أن سنه في هذا الوقت كان فوق الأربعين ، والملفت للنظر أنه صرّح بكل وضوح أن هذه المعلومة حول سن المسيح سلّمها يوحنا الرسول لتلاميذه الذين رافقوه في آسيا وبقوا معه حتى حكم تراجان .
فالآن عزيزي القارئ نرى قولاً صريحاً في أن يوحنا بن زبدي أخبر تلاميذه أنّ المسيح جاوز الخمسين عند موته ، فهل تعلم أنّ الكنيسة ترفض هذا القول بشدة ؟؟؟؟
وتجمع الكنيسة أنّ بدء عمل المسيح عندما كان له نحو ثلاثين سنة ( حسب لوقا 3 : 23 ) ، وأنّ فترة عمله دون أربع سنوات كاملة ، وعلى هذا يكون سن المسيح عند موته لم يتجاوز أربع وثلاثين سنة .
فلقد صرح المؤرخ الشهير يوسيبيوس القيصري ( توفي 340 ) أنّ فترة عمل المسيح على الأرض لم تبلغ أربع سنوات كاملة فلقد قال في كتابه تاريخ الكنيسة ، الجزء الأول ، الفصل العاشر منه :
( وبناء على الوقت المبارك لعمل المخلص يتّضح أنه لم يكن بمجمله أربع سنوات كاملة ) .
Accordingly the whole time of our Saviour's ministry is shown to have been not quite four full years
ولقد خطأت الكنيسة قول اريناوس وقالوا عنه أنه استنتاج شخصي خاطئ مبني على فهم مغلوط بالرغم من أنه يقول بكل وضوح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، وعلّق هارفي على قول اريناوس في الهامش :
( مع الاحترام لهذا التّأكيد العجيب من إيريناؤس , يعلّق هارفي : قد يدرك القارئ هنا الأحرف الغير مرضية للتقليد , حيث أن الحقيقة المجرّدة مضطربة .فمن خلال التّدبّر المبني على التّاريخ الإنجيلي , وبالإضافة إلى شهادة خارجيّة , نجد أنه من المؤكد أن عمل المسيح امتدّ قليلاً فوق ثلاثة سنوات , لكن هنا يصرّح إيريناؤس أن هذا تضمّن أكثر من عشرة سنوات , و يدعو إلى تقليد مبني - كما يقول - من خلال هؤلاء الذين رافقوا الرسول ) .
وكذلك خطأه متى هنري في تفسيره ( سنة 1706 ) ليوحنا ( 8 : 57 ) ، وقرّر أن عمر المسيح يومئذٍ كان اثنين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة .
وجزم تفسير روبرتسون ليوحنا ( 8 : 57 ) أنّ المسيح كان يومئذٍ بين ثلاثين وثلاث وثلاثين ( 30 – 33 ) .
الخلاصة هي أننا نرى بكل وضوح كيف أن الكنيسة والعلماء المسيحيين يخطّئون اريناوس علانية ، بالرغم من أنه يصرح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، ولكنهم رموا بكل هذا جانباً وضربوا به عرض الحائط عندما لم يناسب هواهم .
ثم يأتوا إلى قوله بأن يوحنا كتب إنجيلاً ويجزمون أنه مما أخذه عن بولكاربوس بالرغم أنه لم يصرح أنه أخذ هذه المعلومة عنه.
أليس هذا عجيباً ؟؟؟؟
ما يقول به صراحة أنه أخذه من التلاميذ يكذبونه به ، وما لم يخبر به أنه عن التلاميذ يجزمون أنه مما أخذه عن التلاميذ ....
أليس هذا هو الكيل بمكيالين ؟؟؟
ولماذا لا يقولوا أن قول اريناؤس أن يوحنا كتب إنجيله هو استنتاج شخصي وفهم مغلوط ؟؟؟؟
وخصوصاً أن هذا القول أجدر لأنه لم يصرح بأنه أخذه من أحد ؟؟؟
أم المسألة أهواء ؟؟
أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟؟؟
نعم وما هذه إلا مسألة أهواء ، فما يوافقهم فهو مما أخذه عن التلاميذ وإن لم يصرح هو بذلك ، وما لا يوافقهم فهو من استنتاجه الشخصي وحتى إن صرح بأنه مما نقله التلاميذ عن البشير يوحنا .
إذن ، فالجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعداً عن المنطق والحقيقة .
وألخّص الكلام وأقول :
بين ارناوس ويوحنا حلقة واحدة ، ولكن هذه الحلقة مفقودة ، أي لا يُعرف من هو هذا الحلقة الذي أخبر اريناوس أن يوحنا هو الذي كتب إنجيل يوحنا ، ولا نستطيع أن تقول أن بولكاربوس هو الحلقة هنا ، لأن اريناوس لم يصرح باسم من أخبره بذلك ، فهذا مجرد ظن وتخمين ، ويبقى القول أن بولكاربوس هو من أخبر اريناوس مجرد احتمال ، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال .
فالعقائد لا يمكن أن تبنى على الظن والاحتمالات ، بل تبني على اليقين الثابت .
هذا إذا أخذنا بالاعتبار أنّ بوليكاربوس نفسه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا، وكذلك بابياس ، فيستحيل أنّ تلاميذ يوحنا كبوليكاربوس وبابياس لم يثبت أنهما يعرفا ليوحنا إنجيلاً حتى يأتي من بعدهما ليخبروا بذلك .
و إن قالو أن يوسابيوس القيصري نقل عن اريناوس أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " (جزء3 فصل 2:23 ) .
الرد :
هذا الكلام فيه تدليس كبير لا خفاء فيه ، فبالرجوع إلى تاريخ يوسبيوس المجلد الثالث في الفصل 22 نقرأ الآتي :
( وفي كتابه الثاني ضد الهراطقة يقول التالي : وجميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ السيد في آسيا ، يشهدون أن يوحنا سلمه/ها إليهم . فهو بقى معهم حتى زمن تراجان ) .
وهذا هو النص بالانكليزية :
And all the elders that associated with John the disciple of the Lord in Asia bear witness that John delivered it to them. For he remained among them until the time of Trajan
وكما نرى أنه يقول ( سلمه/ها إليهم ) هكذا بصيغة الغائب ، ولم يقل أبداً أنه سلّمهم الإنجيل ، فما هو هذا الشيء الذي سلّمه يوحنا لتلاميذه ؟؟؟
لقد سلّمهم معلومة عن عمر المسيح عند موته ، وهو أنّ المسيح عاش حتى جاوز الخمسين عاماً ، والدليل على ذلك هو إذا رجعنا إلى الكتاب الثاني لاريناوس ضد الهراطقة فصل 22 نجده يقول حرفياً ( نقل إليهم تلك المعلومة )، وهذا الذي اقتبس منه يوسيبيوس ، وهو نفس ما ذكرناه في الرد على الدليل الثاني ، ونجد أنّ الفصل 22 يدور كله في إثبات أن المسيح عاش حتى تجاوز الخمسين عاماً ، ثم يبرهن قوله بأنّ هذه المعلومة سلّمها يوحنا لتلاميذه ( الشيوخ ) .
فهذا هو كل ما في الأمر ، ولكنهم حاولوا الإيهام هنا أنّ المقصود هو الإنجيل ، وهو تدليس مفضوح .
وهذا النص بالانكليزية لمن أراد أن يتأكد من السياق بنفسه ويعرف كيف أنّ اريناوس يقول ( نقل إليهم تلك المعلومة ) :
On completing His thirtieth year He suffered, being in fact still a young man, and who had by no means attained to advanced age. Now, that the first stage of early life embraces thirty years, and that this extends onwards to the fortieth year, every one will admit; but from the fortieth and fiftieth year a man begins to decline towards old age, which our Lord possessed while He still fulfilled the office of a Teacher, even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information. And he remained among them up to the times of Trajan. Some of them, moreover, saw not only John, but the other apostles also, and heard the very same account from them, and bear testimony as to the [validity of] the statement. Whom then should we rather believe? Whether such men as these, or Ptolemaeus, who never saw the apostles, and who never even in his dreams attained to the slightest trace of an apostle?
عند بلوغه سن الثلاثين عانى كونه في الواقع شابا صغيرا,و الذي لم يبلغ بعد العمر المتقدم. الان هذه هي المرحلة الاولى من حياته متجاوزا الثلاثين الى الاربعين . الكل سيقبلون.لكن من الاربعين الى الخمسين كونه يتقدم الى الكبر. التى كان فيها الرب رابط الجأش مؤديا و ظيفته كمعلم.تماما كما اخبرنا الانجيل و الشيوخ.الذين كانوا ملمين مع يوحنا في آسيا. شاهدين ان يوحنا سلم إليهم تلك المعلومة .و هو بقي معهم حتى حكم تراجان.
ثم باختصار يكملون انهم سمعوا هذه الشهادة من حواريين آخرين .
و قد أُنكر نسبة الإنجيل إلى يوحنا أمام أرينيوس ، فلم ينكر أرينيوس على المنكرين، ويبعد كل البعد أن يكون قد سمع من بوليكارب بوجود إنجيل ليوحنا، ثم لا يدافع عنه.
3 - شهادة ثاوفيلوس "Theophilus"
تقول دائرة المعارف الكتابية : (ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس (أحد المدافعين عن المسيحية – 170 م) ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع. ففي اقتباسه لفقرة من مقدمة الإنجيل، يقول :" وهذا ما نتعلمه من الكتب المقدسة، ومن كل الناس المسوقين بالروح القدس، والذين من بينهم يوحنا ) .
الرد :
هذه العبارة المقتبسة قالها ثاوفيلوس أسقف إنطاكية في الجزء الثاني من كتابه لـ أوتوكيلوس "Autolycus" ، وهي عبارة مرسلة ، فلا يُعرف من أين أخذ ثاوفيلوس هذه المعلومة ، ولم يُخبر هو نفسه من أين ، ولا يُعرف ما إذا كان لقي أحداً من تلاميذ الرسل أم لا ، فشهادته كما قلنا عبارة عن كلام مرسل من غير دليل ، فإذا كنّا طرحنا شهادة اريناوس فمن باب أولى طرح شهادة ثاوفيلوس .
فبعد هذا الكلام علمنا ضعف هذا الاستدلال وسقوطه ، واعلموا أنّ هذا أقصى ما يمكن أن يستدلوا به على كاتب إنجيل يوحنا ، وبالرغم من لم يصح وضعيف جداً وكذلك عجزوا أن يثبتوا سنداً واحداً متصلاً له ، فلم يجدوا إلا هذا السند المنقطع ، فكيف إذا طلبنا منهم التواتر ؟؟؟؟؟
الآراء المضادة من أنفسهم:-
توجهت جهود المحققين لدراسة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، ومعرفة الكاتب الحقيقي له، فقد أنكر المحققون نسبة الإنجيل إلى يوحنا الحواري، واستندوا في ذلك إلى أمور منها :
أن ثمة إنكار قديماً لصحة نسبته إلى يوحنا، وقد جاء هذا الإنكار على لسان عدد من الفرق النصرانية القديمة، منها فرقة ألوجين في القرن الثاني
يقول صاحب كتاب ( رب المجد ) من تاليف جماعة من اللاهوتيين برئاسة عبد الفادي القاهراني : "وجد منكرو لاهوت المسيح أن بشارة يوحنا هي عقبة كؤود، وحجر عثرة في سبيلهم، ففي الأجيال الأولى رفض الهراطقة يوحنا ".
وتقول دائرة المعارف البريطانية: " هناك شهادة إيجابية في حق أولئك الذين ينتقدون إنجيل يوحنا، وهي أنه كانت هناك في آسيا الصغرى طائفة من المسيحيين ترفض الاعتراف بكونه تأليف يوحنا، وذلك في نحو 165م، وكانت تعزوه إلى سرنتهن (الملحد)، ولا شك أن عزوها هذا كان خاطئاً.
و التي أسماها القس " ألوغي " ( معارضة الإنجيل ذي الكلمة ).
لئن كانت أصلية إنجيل يوحنا فوق كل شبهة، فهل كانت مثل هذه الطبقة لتتخذ نحوه أمثال هذه النظريات في مثل هذا العصر، ومثل هذا البلد ؟ لا وكلا ".
ومما يؤكد خطأ نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا أن جاستن مارتر ( القديس يوستينوس الشهيد ) في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً، واقتبس فيلمو - 165م - من إنجيل يوحنا، ولم ينسبه إليه.
وقد استمر إنكار المحققين نسبة هذا الإنجيل عصوراً متلاحقة، فجاءت الشهادات تلو الشهادات تنكر نسبته إلى يوحنا. منها ما جاء في دائرة المعارف الفرنسية : " ينسب إلى يوحنا هذا الإنجيل وثلاثة أسفار أخرى من العهد الجديد، ولكن البحوث الحديثة في مسائل الأديان لا تسلم بصحة هذه النسبة".
ويقول القس الهندي بركة الله في كتابه "لواء الصليب وتزوير الحقائق" : " الحق أن العلماء باتوا لا يعترفون دونما بحث وتمحيص بالنظرية القائلة بأن مؤلف الإنجيل الرابع كان القديس يوحنا بن زبدي الرسول، ونرى النقاد بصورة عامة على خلاف هذه النظرية ".
وتقول دائرة المعارف البريطانية : " أما إنجيل يوحنا، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما، وهما القديسان متى ويوحنا.... وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى، لخبطهم على غير هدى ".
وعند تفحص الإنجيل أيضاً تجد ما يمتنع معه نسبته الإنجيل إلى الحواري يوحنا، فالإنجيل يظهر بأسلوب غنوصي يتحدث عن نظرية الفيض المعروفة عند فيلون الإسكندراني.
لا يمكن لصائد السمك يوحنا أن يكتبه، خاصة أن يوحنا عامي كما وصفه سفر أعمال الرسل " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا " (أعمال 4/13 ).
من كتب إنجيل يوحنا؟
إن بعض المؤرخين ومنهم تشارلز الفريد، وروبرت إيزلز وغيرهما قالوا بأن يوحنا مات مشنوقاً سنة 44م على يد غريباس الأول، وعليه فليس هو مؤلف هذا الإنجيل، إذ أن هذا الإنجيل قد كتب في نهاية القرن الميلادي الأول أو أوائل الثاني
و يؤيد ذلك
وإذا لم يكن يوحنا هو كاتب الإنجيل، فمن هو الكاتب الحقيقي ؟
يجيب القس فهيم عزيز في مدخله إلى الإنجيل: " هذا السؤال صعب، والجواب عنه يتطلب دراسة واسعة غالباً ما تنتهي بالعبارة : لا يعلم إلا الله وحده من الذي كتب هذا الإنجيل ".
وجاء في مدخل الإنجيل أن بعض النقاد " يترك اسم المؤلف، ويصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنائس آسيا ".
وقال مفسر إنجيل يوحنا جون مارش : " ومن المحتمل أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس خلافاً لما هو شائع من أنه يوحنا بن زبدي.. وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة، فقام حينئذ بتسجيل جديد لقصة يسوع ".
وقال المحقق رطشنبدر : " إن هذا الإنجيل كله، وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه، بل صنفها أحد في ابتداء القرن الثاني، ونسبه إلى يوحنا ليعتبره الناس ".
ويوافقه استادلن، ويرى أن الكاتب " طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية ".
وقال يوسف الخوري في " تحفة الجيل " بأن كاتب الإنجيل هو تلميذ يوحنا المسمى بروكلوس.
وقال بعض المحققين ومنهم جامس ماك كينون، واستيريتر في كتابه " الأناجيل الأربعة " بأن يوحنا المقصود هو تلميذ آخر من تلاميذ المسيح، وهو ( يوحنا الأرشد )، وأن أرينوس الذي نسب إنجيل يوحنا إلى ابن زبدي قد اختلط عليه أمر التلميذين.
وذكر جورج إيلتون في كتابه " شهادة إنجيل يوحنا " أن كاتب هذا الإنجيل أحد ثلاثة : تلميذ ليوحنا الرسول أو يوحنا الشيخ ( وليس الرسول ) أو معلم كبير في أفسس مجهول الهوية.
لكن ذلك لم يفت في عضد إيلتون الذي ما زال يعتبر إنجيل يوحنا مقدساً، لأنه " مهما كانت النظريات حول كاتب هذا الإنجيل، فإن ما يتضح لنا جلياً بأن كاتبه كان لديه فكرة الرسول، فإذا كتبه أحد تلاميذه فإنه بلا مراء كان مشبعاً بروحه.. ".
كما ذهب بعض المحققين إلى وجود أكثر من كاتب للإنجيل، منهم كولمان حين قال : " إن كل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأن النص المنشور حالياً ينتمي إلى أكثر من مؤلف واحد، فيحتمل أن الإنجيل بشكله الذي نملكه اليوم قد نشر بواسطة تلاميذ المؤلف، وأنهم قد أضافوا إليه "،
ومثله يقول المدخل لإنجيل يوحنا
ومن هذا كله ثبت أن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري، ولا يعرف كاتبه الحقيقي، ولا يصح بحال أن ننسب العصمة والقداسة لكاتب مجهول لا نعرف من يكون.
يقول السير آرثر فندلاي في كتابه "الكون المنشور" معبراً عن هذا الاختلاف: " إن إنجيل يوحنا ليس له قيمة تستحق الذكر في سرد الحوادث الأكيدة، ويظهر أن محتوياته لعب فيها خيال الكاتب دوراً بعيداً ". (9)
لذا تقول دائرة المعارف الأمريكية: " من الصعب الجمع بين هذا الإنجيل والأناجيل الثلاثة، بمعنى أن لو قدرنا أنها صحيحة لتحتم أن يكون هذا الإنجيل كاذباً ".
كما أن كثيراً من المحققين يعتقدون بأن الإصحاح الأخير ليس من تأليف مؤلف الإنجيل ، يقول كرونيس : " إن هذا الإنجيل كان عشرين باباً فألحقت كنيسة أفسس الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا ". (11)
وهذا ما يعترف به كاتبو مقدمة الرهبانية اليسوعية، إذ اعتبرت الإصحاح العشرين خاتمة للإنجيل، واعتبرت الإصحاح الأخير ملحقاً بالإنجيل، وعنه تقول: "يظهر هذا الفصل الأخير، الوارد بعد خاتمة 20/30-31 بمظهر الملحق، ولا تزال مسألة مصدره موضوع نقاش .. وقد يكون هذا الفصل تكملة أضافها بعض تلاميذ يوحنا".
و يقول فاروق الدملوحي في كتابه تاريخ الاديان صفحة 247 إن فكرة اللوجوس التي جائت من فلاسفة رواقيين و من فلسفة يهودي هو فيلون مستعارة من هذه العقائد على يد القديس جوستين "يوستينيوس الشهيد و يد المؤلف للاسطر الاولى من الانجيل الذي يعزو الى يوحنا
لماذا كتب هذا الانجيل
لما لم يكن في الأناجيل الثلاثة ما يدفع الى الايمان بفكرة التجسد و الفداء، أنشأ هذا الإنجيل ، وهذا المعنى يؤكده جرجس زوين، فيذكر عن أساقفة آسيا أنهم اجتمعوا " والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح، وينادي بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون ".
يقول المفسر يوسف الخوري: " إن يوحنا صنف إنجيله في آخر حياته بطلب من أساقفة كنائس آسيا وغيرها، والسبب : أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح ".
اذا حسب قول النصارى هذا الانجيل كتب لاثبات لاهوت المسيح و للرد على منكري لاهوته
أما نحن فنقول انه كتب لاثبات لاهوت المسيح مخالفة للموحدين الذين هم الاصل.
لكن من هم من انكروا لاهوت المسيح في حياة يوحنا انا لم اجدهم صراحة
و النظرية الاقوى فهي لتأليف قلوب الوثنيين و اباحة الخمر و عدم التغليظ عليهم في الزنا ليدخلوا في المسيحية
و قد دافعوا عن عدم وجودها في أقدم المخطوطات قائلين أن آباء الكنيسة الأولين حذفوا تلك القصة كي لا تستخدم كذريعة للإنحلال الأخلاقي
اما انا فأقول ان الأناجيل الاخرى لم تتهاون في موضوع الزنا و شرب الخمر مثل يوحنا بل إن متىيحرم حتى النظر الى النساء بشهوة فيقول في 5 : 28- 29 "واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك.لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم."
ثم إنه عندما اراد ان يحرم الطلاق شبه المطلقة و الذي يتزوج مطلقة بهذه الصفة الشنيعة كناية عن جرمهم هذا في زعمهم
فيقول في في 5 : 32 "واما انا فاقول لكم ان من طلق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلقة فانه يزني"
إذا هذا الإنجيل كتب لتأليف قلوب الوثنيين و إغرائهم بالدخول في المسيحية إذ لا فرق بينها و بين عقائدهم في زعمهم
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم تامر سلفي tamersalafy
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية و للامانة العلمية هذا البحث هو نواة بحث قمت بتنميته و اعادة جمعه و ترتيبه و تدعيمه بمجموعة ابحاث اخرى مع اضافة بعض الافكار مني
يعتقد النصارى على مر العصور ان كاتب انجيل يوحنا هو الحواري يوحنا بن زبدي تلميذ المسيح
يوحنا هذا هو اخو يعقوب ولدي زبدي الرجل الصياد متى 4 : 21 " ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما."
استدلالات النصارى ان يوحنا هو كاتب هذا الانجيل
يقول القمص عبد المسيح بسيط تحت عنوان " انجيل يوحنا كيف كتب و كيف وصل إلينا "
بعد أن دُونت الأناجيل الثلاثة الولى قبل سنة 70م، دون القديس يوحنا تلميذ الرب والرسول الذى كان أحد التلاميذ الثلاثة المقربين من الرب، بل والتلميذ الذى كان الرب يحبه والذى اتكأ على صدره وقت العشاء، والذى سلمه السيد المسيح والدته وهو على الصليب ليرعاها كأمه. وقد دون الإنجيل فى نهاية القرن الأول الميلادى حيث كان التلميذ الوحيد الباقى من تلاميذ الرب على قيد الحياة، فقد سبق أن وعده الرب بالعمر الطويل
ثم يقول "
ولكننا نؤمن إيمان راسخ مبنى على الحق والواقع ومؤيد بالدليل والبرهان على أن مدون هذا الإنجيل، الرابع، وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا، وبنفسه، سواء كان قد كتبه بقلمه أو أملاه على أحد تلاميذه.
ثم انتقل بعد ذلك لسرد أدلته و التي سنرد عليها بإذن الله
الأدلة الداخلية للإنجيل ."والاستدلال بها ضعيف الا اذا اتينا بشهادة خارجية تشهد له"
يقول قاموس الكتاب المقدس في إثبات كاتب إنجيل يوحنا من داخل الإنجيل نفسه ( وهذا ما يسمى بالأدلة الداخلية ) :
1- كان كاتب الإنجيل يهودياً فلسطينياً، ويظهر هذا من معرفته الدقيقة التفصيلية لجغرافية فلسطين والأماكن المتعددة في أورشليم وتاريخ وعادات اليهود، (يوحنا 1: 21 و 28 و 2: 6 و 3: 23 و 4: 5 و 27 و 5: 2 و 3 و 7: 46-52 و 9: 7 و 10: 22 و 23 و 11: 18 و 18: 28 و 19: 31). ويظهر من الأسلوب اليوناني للإنجيل بعض التأثيرات السامية فيه.
2- كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح ويظهر هذا من استخدامه ضمير المتكلم الجمع (يوحنا 1: 14). وفي ذكر كثير من التفاصيل الخاصة بعمل المسيح ومشاعر تلاميذه (يوحنا 1: 37 و 2: 11 و 17 و 4: 27 و 54 و 9: 2 و 11: 8-16 و 12: 4-6 و 21: 22 و 13: 23-26 و 18: 15 و 19: 26 و 27 و 35 و 20: 8). ويتضح من يوحنا 21: 24 أن كاتب هذا الإنجيل كان واحداً من تلاميذ المسيح.
3- كان كاتب الإنجيل هو (( التلميذ الذي كان يسوع يحبه )) (يوحنا 13: 23 و 19: 26 و 20: 2 و 21: 7 و 20 و 21 وقارن هذه بما جاء في 21: 24). وكان هذا التلميذ هو يوحنا نفسه.
الرد
و هذه الأدلة ضعيفة جدا و لا يعتد بها لما يلي:-
( أولا:استدلالهم بأن الكاتب كان يهوديا)
نقول بأن اليهود في فلسطين كانوا عدد كبير و يوحنا لم يكن اليهودي الوحيد في ذلك الوقت.
و كون أن كاتبي قاموس الكتاب المقدس يحتجون بهذا أنه كان عارفا بتاريخ اليهود و معتقداتهم و عاداتهم ، فهذا لا يفيد في شيء.
فهل كل من عرف معتقدات اليهود و تاريخهم وعاداتهم لزم ان يكون يهوديا.
ألا يوجد من غير اليهود من يعرف أعيادهم ؟؟؟؟
ثم أن من قال ان من قال أن كاتب هذا الإنجيل يقتبس من العهد القديم ، فدل أنه كان يهودياً .
نقول له: هل كل من يقتبس من العهد القديم وجب عندهم أن يكون يهودياً ؟؟؟
لماذا لا يكون كاتب هذا الإنجيل غير يهودي ولكنه متمكن من اللغة العبرية ، كأن يكون متغرب و ويعمل بين اليهود و عاش بينهم لسنين طويلة فتعلم لغتهم و تكلم بها و تعايش مع عاداتهم وتاريخهم ؟؟؟
ثم إن جرانت أحد علماء النصرانية يقول عن كاتب يوحنا " كان نصرانياً، وبجانب ذلك كان هيلينياً، ومن المحتمل أن لا يكون يهودياً، ولكنه شرقي أو إغريقي، ونلمس هذا من عدم وجود دموع في عينيه علامة على الحزن عندما كتب عن هدم مدينة لليهود ".
ثم لو أنّنا اتبعنا نفس طريقتهم سوف نصل أيضاً إلى أن أناجيل الأبوكريفا هي أيضاً كلمة الله ، فسأضرب مثالاً على ذلك من إنجيل بطرس وهو من الأبوكريفا .
إنجيل بطرس ، المقطع الثاني ( 2 ) أيضاً يقتبس من العهد القديم مثل قوله أن جثة الميت لا تبت على الخشبة ( الصليب ) ، وهذه مقتبسة من التثنية ( 21 : 23 ) ، فهذا حسب قولهم يدل أن الكاتب هو يهودي ، لأنه يعرف عادات اليهود .
وكاتب إنجيل بطرس ( 3 ) يعرف أعياد اليهود ، إذا يقول أن هيرودس أسلم المسيح للشعب قبل عيد الفطير .
وأيضاً إنجيل بطرس يصف الأحداث بدقة ، فيصف ما قاله هيرودس وكيف غسلوا أيديهم منه وكيف أسلمه لليهود وكيف لطموه واستهزؤوا به ، ووصف الحوار الدائر بينه وبين اللصين وغيرها كثير ..
فما رأيهم الآن ، هل الكاتب شاهد عيان وأحد التلاميذ ؟؟؟؟
بل أزيدهم من الشعر بيتاً أنّ إنجيل بطرس فيه شهادة أقوى من أدلتهم بكثير ، إذ يشهد لنفسه في الفصل الرابع عشر( 14 ) بكل صراحة أن بطرس هو الكاتب فيقول :
(( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .
فما رأيهم ، ألا يصبح إنجيل بطرس أكثر مصداقية في هوية كاتبه من هوية كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟
فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد الكذب والتلفيق أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .
وها هو إنجيل بطرس يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر :
(( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .
ومع ذلك فهم لا يؤمنوا أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنوا أن هذا الإنجيل قانوني .
وحتى لو قلنا لهم ولكن اسمه موجود بشكل صريح أنه الكاتب ، سيجيبوا أنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، عندها سنقول لهم بأن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق .
ثم إن هذا الكاتب كان لا يعرف مدن اليهود جيدا لانه ذكر أن بيت صيدا في الجليل كما في يوحنا 12 : 21 ""فتقدم هؤلاء الى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل وسألوه قائلين يا سيد نريد ان نرى يسوع" و بيت صيدا لا تقع في منطقة الجليل بل في جولانيتس.و المفروض انه شريك بطرس فعلى الاقل يعرف اين تقع مدينته بالضبط لوقا 10 : 10"وكذلك ايضا يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان .
و لنأخذ نقطة أخرى مهمة نجد يوحنا يكثر ذكر كلمة اليهود و لا يقول الشعب و لنضرب لذلك مثلا
يوحنا 1 : 19 "وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت."
يوحنا 2 : 18 "فاجاب اليهود وقالوا له ايّة آية ترينا حتى تفعل هذا."
يوحنا 5 : 10 "فقال اليهود للذي شفي انه سبت.لا يحلّ لك ان تحمل سريرك."
و غيرها كثير يذكر اليهود و نادرا ما يذكر الشعب الا في مواضع قليلة 3
في حين أن باقي الاناجيل عندما تتكلم عن اليهود تقول الشعب بل إنا لوقا الذي لايذكر أيضا كلمة اليهود إلا قليلا مع انه يوناني لكنه لا يروي الاحداث كشاهد عيان بل كما سلمها اليه الذين كانو منذ البدء معاينين للكلمة و هم بالطبع يهود فهو لهذاينقل كلامهم كما اخبروه و هم يقولون الشعب لانهم من جنس هذا الشعب و لا يقولون اليهود لأنهم لا يصفون من ليس من جنسهم.
ففي لوقا الكثير مثل لوقا 1 : 21 "وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من ابطائه في الهيكل."
و لوقا 3 : 21 "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا.واذ كان يصلّي انفتحت السماء"
و لوقا 8 : 47 "فلما رأت المرأة انها لم تختف جاءت مرتعدة وخرّت له واخبرته قدام جميع الشعب لاي سبب لمسته وكيف برئت في الحال." وغيره الكثير
و كاتب متى الذي يذكر كلمة الشعب كثيرا ولا يذكر كلمة اليهود كما في 4 : 23 "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب..
و يتكلم عن هيرودس عندما اراد قتل يسوع قال متى 14 : 5 "ولما اراد ان يقتله خاف من الشعب.لانه كان عندهم مثل نبي."لم يقل خاف من اليهود وغيرها ايضا كثير
و مرقص كذلك مرقص 11 : 32 "وان قلنا من الناس فخافوا الشعب.لان يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبي."
مرقص 14 : 2 "ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب"
فإذا لو كان يهوديا لقال الشعب لأنه منهم و لا يذكر اليهود لأنه لا يصف مخالفين لجنسه
ثانياً : قولهم ( كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح الكاتب أيّ أنه كان شاهد عيان ) .
وأنا أقول وما هو الدليل
سيقولون( يتحدث عن مشاعر التلاميذ و يروي الاحداث بسهولة و يسر)) .
ولماذا يوجب عندهم أنّ من يصف مشاعر التلاميذ يوجب ضرورة أن يكون واحداً منهم أو أن يكون شاهد عيان ؟؟؟؟
لماذا لا يكون هذا الوصف مما سمعه من بعض الناس فكتبه وأثبته في الإنجيل ؟؟؟
ثم إن لوقا يصف في إنجيله أيضاً ويروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ وتعليقاتهم وأحاسيسهم ، وهو باعترافهم ليس شاهد عيان للأحداث ولا واحداً من التلاميذ الإثني عشر ولم يكن من تلاميذ المسيح على الإطلاق . بل لم يرى المسيح
وكذلك حتى أسفار الأبوكريفا ( الأناجيل والرسائل المزورة كأنجيل مريم وإنجيل توما ) فيها وصف دقيق لأحاسيس وتعليقات التلاميذ ، بل تعليقات المسيح وكلامه وأفعاله بطريقة أفضل و تعبيرات عن الاحاسيس أرفع و مع هذل لا يعترفون بها .
ثم ان يوحنا حسب متى الاصحاح 17 و مرقص 9 و لوقا 9 كان شاهدا لحادثة في غاية الاهمية ألا و هي ظهور موسى و إيليا ليسوع فيوحنا بن زبدي و يعقوب أخوه مع بطرس كانوا شهودا لهذا الحدث المهم و مع ذلك لم يذكره يوحنا في إنجيله فهذا دليل يضعف هذا الاستشهاد خصوصا انه حسب لوقا 9 : 35 انهم في هذا الموقف جاء صوت من السحابة يقول "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا " و يوحنا بحسب زعمهم كتب هذا ليؤمن الناس ان المسيح هو ابن الله (يوحنا 20 : 31)
ثالثاً : ( كان الكاتب هو التلميذ الذي يحبه يسوع ) .
ونحن نسألهم ، ما هو الدليل أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا نفسه ؟؟؟؟
لا يوجد دليل أبداً ، وأنا أطالبهم بإثبات ذلك
ولقد حاولوا إثبات ذلك ولكن كل ما أتوا به هو ضروب من الظن و التخمين الذي لا يفيد.
ونقول لهم ، ولو فرضنا جدلاً أن يوحنا هو التلميذ المحبوب ، فمن أين لكم أنه هو الكاتب ؟؟؟؟
فإن استدلوا بـيوحنا 21 : ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) ، فنقول أنه استدلال باطل
لانه لا يذكر ان التلميذ هو يوحنا بل من الممكن ان يكون بطرس ثم بعدها نجده يقول ونعلم أن شهادته حق من هؤلاء الذين يعلمون.
ثم إن هذه الفقرة كما يقول المحققون دليل على عدم صحة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، إذ هي تتحدث عن يوحنا بصيغة الغائب.
ويرى ويست أن هذه الفقرة كانت في الحاشية، وأضيفت فيما بعد للمتن، وربما تكون من كلمات شيوخ أفسس. ويؤيده بشب غور بدليل عدم وجودها في المخطوطة السينائية.
وأما مقدمة الرهبانية اليسوعية فتقول عنها وعن الفقرة التي بعدها: "تشكلان إضافة يعترف بها جميع المفسرين" .
ويرى العلامة برنت هلمين استرتير في كتابه " الأناجيل الأربعة " أن الزيادات في متن يوحنا وآخره كان الغرض منها " حث الناس على الاعتراف في شأن المؤلف بتلك النظرية التي كان ينكرها بعض الناس في ذلك العصر".
لذلك يجب الإثبات من الأدلة الخارجية على السند المتصل لهذا الإنجيل ، والسند المتصل هو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
وهناك شيء آخر وهو أنه يجب إثبات أن إنجيل يوحنا الذي بين أيدينا هو نفسه ما ينقله التلاميذ دون زيادة أو نقصان ، كأن ينقلوه مشافهة أو يكتبوه كاملاً ثم يقولوا هذا إنجيل يوحنا ، هذا إذا أضفنا شرط التواتر الذي يصل معه الكتاب المقدس إلى المستحيل .
في الحقيقة لو توفرت مثل هذه الشروط فعندها نستطيع أن نخبر بكل ثقة عن هوية الكاتب ، لكن أن نأتي إلى الظنون في بعض العبارات الداخلية ثم نستنتج أنه يهودي لأنه يجيد العبرية ويعرف عادات اليهود ، وأنه من فلسطين لأنه تكلم عن بعض المناطق الجغرافية فيها ، وأنه شاهد عيان لنقله حوار دار بين التلاميذ ثم نخلص إلى أن الكاتب هو يوحنا من خلال هذه الظنون ، فلعمري لو أن هذا دليلاً لما بقيت دعوى عارية عن الدليل ، ولأصبح كل من يدعي شيئاً قادراً على إثباته .
الأدلة الخارجية "أي خارج نص الانجيل "آراء الاباء و شهادتهم و هي التي من المفترض تؤكد صحة الانجيل لنأخذ بما فيه من ادلة داخلية
أولا الآباء الرسوليين
5 – شهادة الآباء الرسوليين .
يقول النصارى أن الآباء القدماء للكنيسة استشهدوا بإنجيل يوحنا كثيراً واقتبسوا منه ، وهذا يدل على أنه كان معروفاً بينهم ، ومن بين هؤلاء الآباء :
(1)- إكليمندس الروماني (95م) : والذي نجد في رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا :
"يتمجد اسم الرب الحقيقي الوحيد " (1:43) مع (يو28:12) " أيها الآب مجد أسمك " (يو3:17) " أنت الإله الحقيقي وحدك "
(2) - رسالة برنابا (حوالي 100م) : تستخدم الرسالة نفس فكر المسيح في حديثه مع نيقوديموس في شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية وبين مجد المسيح على الصليب " فقال لهم موسى : عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل في إيمان بأنه رغم ميتة قادرة أن تعطى حياة وسيخلص في الحال . وفعلوا هكذا . في هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية ، لأن كل الأشياء فيه وله " (17:12) مع (يو14:3) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان " .
(3) - أغناطيوس الأنطاكى : تلميذ القديس بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول في رسالته إلى مجنيسيا (1:7) " وكما كان الرب متحداً مع الآب ولم يفعل شيئاً بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل ، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً بدون الأسقف والقسوس " مع (يو19:5) " لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل "
(4) - كتاب الراعي الهرماس (100-145م) : يستخدم روح وجوهر الإنجيل في قوله " لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه ، الذي هو محبوبه البار هو ابن الله ، هذا هو المخل الوحيد للرب . لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه " (مثل 9 : فصل 7 ) مع (يو6:14) " أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " .
الرد :
إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل يوحنا لا تعني أن يوحنا هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا يوحنا يكتبه أو أن يقولوا أن يوحنا أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنّ كليهما( الآباء وكاتب إنجيل يوحنا ) اقتبس من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان .
.
كما أننا يمكننا عكس الاستدلال هنا عليهم ، ونقول لهم : ماذا لو قيل لكم بل إن الاقتباسات التي استشهدتم بها من كتب الآباء الرسوليين أمثال اكلمندس واغناطيوس ليست مقتبسة من إنجيل يوحنا بل كاتب إنجيل يوحنا هو من اقتبسها من كتب الآباء ، فهل بينكم وبينه فرق ؟؟؟؟
أليس هذا القول أقرب للتصديق مما يقولوا ، وخصوصاً لو أنّ كلامهم صحيح لوجب من هؤلاء الآباء أن يشيروا إلى المصدر ، كأن يقولوا مثلاً ( هذا ما قاله معلمنا يوحنا ) أو ( هذا ما قاله يوحنا في إنجيله ) ولكننا لا نجد مثل هذه الأشياء ، فهذا شيء جدير بالملاحظة .
هذا بالإضافة إلى أنّ اغنطيوس توفي حسب دائرة المعارف الكاثوليكية ما بين ( 98 و 117 بعد الميلاد ) ،
وتقول دائرة المعارف الكتابية في زمن كتابات يوحنا ( هناك الآن اتفاق متزايد في الرأي على أنها ظهرت في نهاية القرن الأول أو في بداية القرن الثاني ) .
ففي هذا إشارة قوية جداً إلى أنّ اغنطيوس لم يعرف إنجيل يوحنا ، ويقودنا إلى الاحتمال بأن كاتب يوحنا اقتبس من اغناطيوس وليس العكس .
ثم لو نظرنا إلى الاقتباس من رسالة برنابا ومقارنتها مع يوحنا لوجدناها في غاية السذاجة ، ولا علاقة بينهما أبداً ، اللهم إلا الحيّة المرفوعة .
فكما ترى عزيزي القارئ أنّ الاستشهاد بهذه الأشياء ما هي إلا تمويه واستخفاف بالعقول .
بردية إيجرتون 2 ( Pap. Egerton 2 )
يقول النصارى : يرى غالبيه العلماء إنّ بردية إيجرتون ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأبعد هذه الآراء رجع بها إلى ما قبل سنه 150 م ، وهذه البردية تحتوي على أربعة نصوص من يوحنا .
الرد :
أولاً : لا يوجد في هذه البردية أيّ ذكر أنّ إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، فما علاقة هذه البردية في كشف هوية الكاتب ؟؟؟
ثانياً : وجود نصوص في هذه البردية مشابهة لنصوص في إنجيل يوحنا لا يثبت شيئاً في هوية الكاتب ، وعلى فرض أنّ هذه البردية اقتبست من إنجيل يوحنا فأقصى ما يمكن أن يُستفاد منها ، هو أن الإنجيل كان موجوداً في ذلك الوقت ليس أكثر ، ولا يمكن إثبات هوية الكاتب من خلالها أبداً ، فضلاً عن أن يذكر اسم يوحنا من الأصل ، فالكلام هنا هو مجرد تمويه ، ومحاولة لتكثير الكلام حتى يظن القارئ أنّ الأدلة كثيرة .
ثالثاً : لقد قلنا سابقاً أن وجود بعض العبارات المتشابهة في المخطوطة أو البردية مع عبارات في الإنجيل ، لا يعني بالضرورة أنها مقتبسة منه ، بل جائز أنهم اقتبسوا من مصدر آخر ، كما أنه من الجائز أن هذه البردية والمخطوطة والإنجيل اقتبسوا من مصدر واحد ، أو أن هذه العبارات المقتبسة هي من الأقوال الشائعة في ذلك الوقت والتي تناقلتها الألسن من شخص لآخر ، فلا يمكن تحميل المسألة فوق ما تحتمل .
رابعاً : لا ننسى أن هذه البردية مجهولة الكاتب .
خامساً : هناك أشياء ذكرت عن المسيح في هذه البردية وليس لها وجود في الأناجيل ، فكيف يُفسر النصارى هذا ؟؟؟
ألا يعني هذا أن هناك مصدراً آخر استقى الكاتب منه معلوماته ؟؟؟
وهذه نبذة عن بعض ما جاء عن المسيح في بردية ايجرتون 2 :
And when they where perplexed at the strange question, Jesus, as he walked, stood on the lip of the Jordan river, stretching out his right hand, filled it with (...) and sowed upon the (...). And the (...) water (...) the (...). And (...) before them, he brought forth fruit (...) much (...) for joy (...)
( Papyrus Egerton 2:Fragment 2 Recto )
الترجمة :
( عندما كانوا محتارين بسبب سؤاله النادر ، ذهب يسوع إلى ضفاف نهر الأردن ، ومدّ يده اليمنى وملأها من (...) وبذر (...) وال (...) ماء (...) ال (...) أمامهم ، وأخرج ثمرا (...) كثيرا (...) للسعادة ).
وطبعاً الذي بين قوسين هو ما سقط من البردية ، وهناك محاولات من العلماء لوضع احتمالات تتوافق مع السياق ، ولكن هذا لا يهم الآن ، المهم أن المعنى العام مفهوم ، وهو أن المسيح سار إلى نهر الأردن وبذر شيئاً ( حبوب مثلاً ) ، ثم أخرج ثمراً ...
فالسؤال الآن : أين توجد هذه القصة في الأناجيل ؟؟؟
ومن أين استقى الكاتب هذه المعلومات ؟؟؟؟
فلو قالوا انه اقتبسها من الإنجيل فنقول لهم أرجوكم دلّونا عليه أين هو ، وفي أيّ الأناجيل وأيّ إصحاح .
إن لوقا الذي تتبع كل شيء من الاول بتدقيق لم يذكر ذل
وإن قالوا اقتبسها من مصدر آخر أو أن هذه الحكاية ربما مما اشتهر على السنة الناس ، نقول عندها : لما لا تقولوا نفس الشيء عن ما اقتبستموه من البردية ؟؟؟؟
فبطل استدلالهم جملة بهذه البردية ولله الحمد والمنة أولاً وأخرا .
مخطوطة جون ريلاندز
( ب 52 : P 52) والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 – 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بين سنه 117 إلى 135م .
طبعاً الكلام على هذه المخطوطة كسابقتها ، فالمخطوطات إجمالاً لا يمكننا من خلالها إثبات اسم الكاتب ، وأقصى ما يمكن الاستفادة منها هو زمن الكتابة لا اسم الكاتب .
بمعنى آخر أن حصولنا على مخطوطة لبعض المقاطع من إنجيل يوحنا تعود لسنة كذا أو سنة كذا ، لا يعني أن الكاتب هو يوحنا ، فالمخطوطة تكشف لنا زمن الكتابة وليس هو هوية الكاتب ، ولا أدري كيف يدرج المسيحيون هكذا أشياء ضمن الأدلة .
ثم أنّ هذه البردية ( ب 52 ) ليس فيها إلا بضعة اعداد من يوحنا فقط
يوستينوس الشهيد ( 100 ، 110 – 165 ) .
يقول النصارى أنّ يوستينوس الشهيد ( جاستين مارتر ) اقتبس كثيراً من إنجيل يوحنا ، وهذا يدل على شهرة هذا الإنجيل .
أولاً : لم يذكر يوستين الشهيد أنه اقتبس هذه الأشياء من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنه اقتبسها من غيره ، أو أنّ هذه العبارات كان مما تناقلها الناس ودرجت بينهم .
ثم أن القديس يوستينوس الشهيد في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً
ثانياً : حتى لو فرضنا جدلاً أنه اقتبسها من إنجيل يوحنا ، فكيف نعرف الكاتب ؟؟؟
فما اقتبسه يوستينوس يؤكد في أحسن أحواله وعلى أعلى تقدير أن يوستين الشهيد اقتبس من الإنجيل ، ولكن السؤال يبقى من هو كاتب هذا الإنجيل ، وهذا ما لم يستطع النصارى إثباته .
ثالثاً : يجب أن لا يغيب عن بالنا أن يوستين هو من مواليد القرن الثاني ( 110 – 165 ب م ) ، يعني أنه لا يعرف يوحنا ولم يلتق به ، ولو فرضنا جدلاً أنه قال بوضوح أن إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، يبقى السؤال مطروحاً : من أين حصل على هذه المعلومة وهو لم ير يوحنا ولا سمع منه ؟؟؟
وهكذا تبقى عندنا حلقة مفقودة لا يمكن تقييمها إلا بمعرفة الواسطة التي عرف بها ذلك ، أما الكلام هكذا بالظنون فلا ينفع ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .
كتب الأبوكريفا وكتب الهراطقة
( وهذه الأدلة سخيفة جداًُ ، ولكن سوف نمر عليها حتى نقلع كل يعلق في أذهانهم من أوهام ، وسوف أضرب مثلين اثنين على نوعية هذه الأمثلة والرد عليها ) .
أ - العظات الكليمندية
يقول النصارى : كتبت العظات الكلمندية في بداية القرن الثاني ، وأشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة " أناجيلنا " ، واقتبت بضع نصوص من إنجيل يوحنا .
نقول : هذا لا ينفع ولا يفيد شيئاً في معرفة الكاتب فقول العظات الكلمندية ( أناجيلنا ) لا يثبت أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا .
ماذا لو قال للنصارى قائل ، بل نستنتج منها أن يوحنا ليس هو الكاتب ، فماذا يجيبوه ؟؟؟
أو ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا العظات الكلمندية على أنها وحي أيضاً وليست أبوكريفا ؟؟؟
أليس هذا الكلام أوجه وأحق بالاعتبار من كلامهم ؟؟؟
استدلال غريب فعلاً ، وما هو إلا محاولة لتكثير الأدلة بأيّ ثمن ، حتى يتوهم من يسمع بذلك أن كاتب إنجيل يوحنا لا يمكن أن يكون مجهول لكثرة الأدلة ، فيظن أنّه لا يمكن أن تكون كلها ضعيفة ، بل ولا بد أن يوجد فيها أدلة قوية .
ب - كتاب البطاركة الأثنى عشر
يقول النصارى ، كتاب البطارقة الذي كتب في بداية القرن الثاني سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية " نور العالم " ، " المخلص " ، " ابن الله " ، " الابن الوحيد " ، " حمل الله " ، " الله الآتي في الجسد " ويقول " الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا .
طبعاً هذا لا يمكن أن يُسمّى دليلاً ولا حتى شبه دليل .
هل إذا ذكر كتاب البطاركة هذه الألقاب نستنتج منها أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي ؟؟؟؟
هل يريدوا منا أن نصدق هذا الكلام المرسل ؟؟؟
وماذا لو سألناهم السؤال السابق :
ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا كتاب البطارقة على أنه وحي أيضاً وليس أبوكريفا ؟؟؟
كتب الإسفار القانونية : هذه الإسفار إنما هي وليده المجامع الكنسية و التي أقرت هذه الإسفار هي تلك المجامع و التي يعتقد النصارى أن قراراتها إلهامية و معصومة لأنها مؤيدة من الروح القدس و هذا ليس بحجة علينا إن كانوا يقولون أنها إلهامية و معصومة نقول لهم هاتوا برهانكم فالاستدلال بقرارات المجامع الكنسية باطل و خصوصا أنها بعد هذه الكتابات بقرون
استدلوا بشهادة اريناوس ( 140 - 202 )
..
فلقد قال اريناوس : ( يوحنا تلميذ السيّد الذي اتكأ على صدره ، نشر بنفسه إنجيلاً أثناء إقامته في افسوس ) .
واريناوس هذا هو تلميذ بولكاربوس ، والأخير هو تلميذ يوحنا ، قالوا وهذا هو السند المتصل لكاتب الإنجيل ، فلا بدّ أن اريناوس نقل هذه المعلومة عن بولكاربوس أستاذه والأخير نقلها عن يوحنا الرسول .
الرد :
لا يمكن الاعتماد على قول اريناوس ، وهو مرفوض لعدة أسباب :
أ – لأنه لم يذكر أنه أخذ هذه المعلومة من بوليكاربوس ، وقولهم لا بد أنه أخذها عن أستاذه قول في غير محله وتأكيد سقيم ، إذ أن هناك احتمالات أخرى ، فيحتمل أنه نقلها عن آخر مجهول لا نعرفه ، أو أنه غلبه الظن والتخمين فكان ذلك من استنتاجه الشخصي ، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن ننهض بهذه الأدلة الواهية لندلل على أن يوحنا هو الكاتب ، بل هذا يحتاج إلى أدلة قاطعة بيّنة لا تحتمل الشك ولا يتطرأ إليها الاحتمال ، وإلا فسدت ، لأنه من المعلوم إن الدليل متى ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال ..
وكونه تلميذ بوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي ( وهو من الهراطقة في نظر الكنيسة ) أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس أيضاً ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف :
( فلورنيوس الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ( .
فهل يقول النصارى أنّ فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟
طبعاً لا أظن أنهم يقولوا به ...
وكذلك لوجب أن بابياس وهو من الآباء الرسوليين الذي كان صاحب بولكاربوس وتلميذ يوحنا الحواري قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الاسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
( ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً ) ( Fragments of Papias - chapter 3 )
والآن نسأل :
أليس بابياس تلميذاً ليوحنا الرسول ؟؟؟
أليس بابياس صديقاً لبولكاربوس ؟؟؟
نعم هو كذلك ، واريناوس نفسه يؤكد ذلك ويقول : " بابياس الذي سمع يوحنا وكان صاحباً لبوليكاربوس " . ( Irenaues A.heresies, Book 5 , ch:33 ) .
فهل يقول النصارى أنّ بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟
أو هل يقولوا أن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟
فحسب قاعدتهم وجب أن يجزموا أنه أخذ هذه المعلومة عن يوحنا أو على أقل تقدير من بولكاربوس الذي بدوره أخذها عن يوحنا الرسول ؟؟؟
لا ، لن يجزموا بذلك و إلا اضطرّوا معها إلى الجزم بتناقض البشيرين متى ويوحنا ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5 ( فطرح - يهوذا- الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) .
وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18 ( فان هذا - يهوذا - اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها )
ولقد أجاب النصارى عن هذا أن بابياس سطحي وساذج ويُخطأ ويهم كثيراً ووصفوا رأيه بأنه رأي شخصي لا يلزمهم ، والعجيب أن شهادة بابياس حول كاتب إنجيل متى تستخدم كدليل معتمد في إثبات أن متى هو الكاتب ، ومن الذين اعتمدوا عليه دائرة المعارف الكتابية وقاموس الكتاب المقدس ومنيس عبد النور في شبهات وهمية ، وأكد شهادته واعتمد عليها كل من اريناؤس واريجانوس .
فهل رأيتم تناقضاً وازدواجية في المعايير أكثر من هذا ؟؟؟
فالمسألة كما يبدو أنها أهواء ، فإن كان كلامه نافعاً فهو حجة دامغة أما إن كان كلامه مضراً فهو سطحي وساذج ورأيه رأي شخصي لا يُلزم أحداً ، مع أنّ قول بابياس هنا ليس رأياً بل هو خبر ورواية .
والعجيب أن النصارى مع كل هذا يجزموا أنّ اريناوس أخذ هذه المعلومة حول كاتب إنجيل يوحنا عن معلّمه بولكاربوس ويتمسكوا بها بالرغم أنه لم يصرح بذلك ، فأوجبوا أن ما يقوله اريناوس هو ما أخذه عن معلمه ، ولكن هل يستطيعوا أن يظلوا متمسكين بقولهم أن كل ما أخبر به اريناوس هو مما أخذه عن بولكاربوس ؟؟؟؟
حسناً اضبطوا هذه النقطة ...
يقرر اريناوس في كتابه الثاني ضد الهراطقة في الفصل الثاني والعشرين ( 22 ) أنّ المسيح – عليه السلام – كان قد جاوز الخمسين سنة عند موته ، ولقد جادل في ذلك ونافح بقوة واستخدم الأدلة والبراهين مثل ( يوحنا 8 : 57 ) لإثبات قوله ، فاليهود قالوا للمسيح ( ليس لك خمسون سنة بعد ، أفرأيت إبراهيم ) ، فخلص إلى أن سنه في هذا الوقت كان فوق الأربعين ، والملفت للنظر أنه صرّح بكل وضوح أن هذه المعلومة حول سن المسيح سلّمها يوحنا الرسول لتلاميذه الذين رافقوه في آسيا وبقوا معه حتى حكم تراجان .
فالآن عزيزي القارئ نرى قولاً صريحاً في أن يوحنا بن زبدي أخبر تلاميذه أنّ المسيح جاوز الخمسين عند موته ، فهل تعلم أنّ الكنيسة ترفض هذا القول بشدة ؟؟؟؟
وتجمع الكنيسة أنّ بدء عمل المسيح عندما كان له نحو ثلاثين سنة ( حسب لوقا 3 : 23 ) ، وأنّ فترة عمله دون أربع سنوات كاملة ، وعلى هذا يكون سن المسيح عند موته لم يتجاوز أربع وثلاثين سنة .
فلقد صرح المؤرخ الشهير يوسيبيوس القيصري ( توفي 340 ) أنّ فترة عمل المسيح على الأرض لم تبلغ أربع سنوات كاملة فلقد قال في كتابه تاريخ الكنيسة ، الجزء الأول ، الفصل العاشر منه :
( وبناء على الوقت المبارك لعمل المخلص يتّضح أنه لم يكن بمجمله أربع سنوات كاملة ) .
Accordingly the whole time of our Saviour's ministry is shown to have been not quite four full years
ولقد خطأت الكنيسة قول اريناوس وقالوا عنه أنه استنتاج شخصي خاطئ مبني على فهم مغلوط بالرغم من أنه يقول بكل وضوح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، وعلّق هارفي على قول اريناوس في الهامش :
( مع الاحترام لهذا التّأكيد العجيب من إيريناؤس , يعلّق هارفي : قد يدرك القارئ هنا الأحرف الغير مرضية للتقليد , حيث أن الحقيقة المجرّدة مضطربة .فمن خلال التّدبّر المبني على التّاريخ الإنجيلي , وبالإضافة إلى شهادة خارجيّة , نجد أنه من المؤكد أن عمل المسيح امتدّ قليلاً فوق ثلاثة سنوات , لكن هنا يصرّح إيريناؤس أن هذا تضمّن أكثر من عشرة سنوات , و يدعو إلى تقليد مبني - كما يقول - من خلال هؤلاء الذين رافقوا الرسول ) .
وكذلك خطأه متى هنري في تفسيره ( سنة 1706 ) ليوحنا ( 8 : 57 ) ، وقرّر أن عمر المسيح يومئذٍ كان اثنين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة .
وجزم تفسير روبرتسون ليوحنا ( 8 : 57 ) أنّ المسيح كان يومئذٍ بين ثلاثين وثلاث وثلاثين ( 30 – 33 ) .
الخلاصة هي أننا نرى بكل وضوح كيف أن الكنيسة والعلماء المسيحيين يخطّئون اريناوس علانية ، بالرغم من أنه يصرح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، ولكنهم رموا بكل هذا جانباً وضربوا به عرض الحائط عندما لم يناسب هواهم .
ثم يأتوا إلى قوله بأن يوحنا كتب إنجيلاً ويجزمون أنه مما أخذه عن بولكاربوس بالرغم أنه لم يصرح أنه أخذ هذه المعلومة عنه.
أليس هذا عجيباً ؟؟؟؟
ما يقول به صراحة أنه أخذه من التلاميذ يكذبونه به ، وما لم يخبر به أنه عن التلاميذ يجزمون أنه مما أخذه عن التلاميذ ....
أليس هذا هو الكيل بمكيالين ؟؟؟
ولماذا لا يقولوا أن قول اريناؤس أن يوحنا كتب إنجيله هو استنتاج شخصي وفهم مغلوط ؟؟؟؟
وخصوصاً أن هذا القول أجدر لأنه لم يصرح بأنه أخذه من أحد ؟؟؟
أم المسألة أهواء ؟؟
أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟؟؟
نعم وما هذه إلا مسألة أهواء ، فما يوافقهم فهو مما أخذه عن التلاميذ وإن لم يصرح هو بذلك ، وما لا يوافقهم فهو من استنتاجه الشخصي وحتى إن صرح بأنه مما نقله التلاميذ عن البشير يوحنا .
إذن ، فالجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعداً عن المنطق والحقيقة .
وألخّص الكلام وأقول :
بين ارناوس ويوحنا حلقة واحدة ، ولكن هذه الحلقة مفقودة ، أي لا يُعرف من هو هذا الحلقة الذي أخبر اريناوس أن يوحنا هو الذي كتب إنجيل يوحنا ، ولا نستطيع أن تقول أن بولكاربوس هو الحلقة هنا ، لأن اريناوس لم يصرح باسم من أخبره بذلك ، فهذا مجرد ظن وتخمين ، ويبقى القول أن بولكاربوس هو من أخبر اريناوس مجرد احتمال ، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال .
فالعقائد لا يمكن أن تبنى على الظن والاحتمالات ، بل تبني على اليقين الثابت .
هذا إذا أخذنا بالاعتبار أنّ بوليكاربوس نفسه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا، وكذلك بابياس ، فيستحيل أنّ تلاميذ يوحنا كبوليكاربوس وبابياس لم يثبت أنهما يعرفا ليوحنا إنجيلاً حتى يأتي من بعدهما ليخبروا بذلك .
و إن قالو أن يوسابيوس القيصري نقل عن اريناوس أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " (جزء3 فصل 2:23 ) .
الرد :
هذا الكلام فيه تدليس كبير لا خفاء فيه ، فبالرجوع إلى تاريخ يوسبيوس المجلد الثالث في الفصل 22 نقرأ الآتي :
( وفي كتابه الثاني ضد الهراطقة يقول التالي : وجميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ السيد في آسيا ، يشهدون أن يوحنا سلمه/ها إليهم . فهو بقى معهم حتى زمن تراجان ) .
وهذا هو النص بالانكليزية :
And all the elders that associated with John the disciple of the Lord in Asia bear witness that John delivered it to them. For he remained among them until the time of Trajan
وكما نرى أنه يقول ( سلمه/ها إليهم ) هكذا بصيغة الغائب ، ولم يقل أبداً أنه سلّمهم الإنجيل ، فما هو هذا الشيء الذي سلّمه يوحنا لتلاميذه ؟؟؟
لقد سلّمهم معلومة عن عمر المسيح عند موته ، وهو أنّ المسيح عاش حتى جاوز الخمسين عاماً ، والدليل على ذلك هو إذا رجعنا إلى الكتاب الثاني لاريناوس ضد الهراطقة فصل 22 نجده يقول حرفياً ( نقل إليهم تلك المعلومة )، وهذا الذي اقتبس منه يوسيبيوس ، وهو نفس ما ذكرناه في الرد على الدليل الثاني ، ونجد أنّ الفصل 22 يدور كله في إثبات أن المسيح عاش حتى تجاوز الخمسين عاماً ، ثم يبرهن قوله بأنّ هذه المعلومة سلّمها يوحنا لتلاميذه ( الشيوخ ) .
فهذا هو كل ما في الأمر ، ولكنهم حاولوا الإيهام هنا أنّ المقصود هو الإنجيل ، وهو تدليس مفضوح .
وهذا النص بالانكليزية لمن أراد أن يتأكد من السياق بنفسه ويعرف كيف أنّ اريناوس يقول ( نقل إليهم تلك المعلومة ) :
On completing His thirtieth year He suffered, being in fact still a young man, and who had by no means attained to advanced age. Now, that the first stage of early life embraces thirty years, and that this extends onwards to the fortieth year, every one will admit; but from the fortieth and fiftieth year a man begins to decline towards old age, which our Lord possessed while He still fulfilled the office of a Teacher, even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information. And he remained among them up to the times of Trajan. Some of them, moreover, saw not only John, but the other apostles also, and heard the very same account from them, and bear testimony as to the [validity of] the statement. Whom then should we rather believe? Whether such men as these, or Ptolemaeus, who never saw the apostles, and who never even in his dreams attained to the slightest trace of an apostle?
عند بلوغه سن الثلاثين عانى كونه في الواقع شابا صغيرا,و الذي لم يبلغ بعد العمر المتقدم. الان هذه هي المرحلة الاولى من حياته متجاوزا الثلاثين الى الاربعين . الكل سيقبلون.لكن من الاربعين الى الخمسين كونه يتقدم الى الكبر. التى كان فيها الرب رابط الجأش مؤديا و ظيفته كمعلم.تماما كما اخبرنا الانجيل و الشيوخ.الذين كانوا ملمين مع يوحنا في آسيا. شاهدين ان يوحنا سلم إليهم تلك المعلومة .و هو بقي معهم حتى حكم تراجان.
ثم باختصار يكملون انهم سمعوا هذه الشهادة من حواريين آخرين .
و قد أُنكر نسبة الإنجيل إلى يوحنا أمام أرينيوس ، فلم ينكر أرينيوس على المنكرين، ويبعد كل البعد أن يكون قد سمع من بوليكارب بوجود إنجيل ليوحنا، ثم لا يدافع عنه.
3 - شهادة ثاوفيلوس "Theophilus"
تقول دائرة المعارف الكتابية : (ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس (أحد المدافعين عن المسيحية – 170 م) ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع. ففي اقتباسه لفقرة من مقدمة الإنجيل، يقول :" وهذا ما نتعلمه من الكتب المقدسة، ومن كل الناس المسوقين بالروح القدس، والذين من بينهم يوحنا ) .
الرد :
هذه العبارة المقتبسة قالها ثاوفيلوس أسقف إنطاكية في الجزء الثاني من كتابه لـ أوتوكيلوس "Autolycus" ، وهي عبارة مرسلة ، فلا يُعرف من أين أخذ ثاوفيلوس هذه المعلومة ، ولم يُخبر هو نفسه من أين ، ولا يُعرف ما إذا كان لقي أحداً من تلاميذ الرسل أم لا ، فشهادته كما قلنا عبارة عن كلام مرسل من غير دليل ، فإذا كنّا طرحنا شهادة اريناوس فمن باب أولى طرح شهادة ثاوفيلوس .
فبعد هذا الكلام علمنا ضعف هذا الاستدلال وسقوطه ، واعلموا أنّ هذا أقصى ما يمكن أن يستدلوا به على كاتب إنجيل يوحنا ، وبالرغم من لم يصح وضعيف جداً وكذلك عجزوا أن يثبتوا سنداً واحداً متصلاً له ، فلم يجدوا إلا هذا السند المنقطع ، فكيف إذا طلبنا منهم التواتر ؟؟؟؟؟
الآراء المضادة من أنفسهم:-
توجهت جهود المحققين لدراسة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، ومعرفة الكاتب الحقيقي له، فقد أنكر المحققون نسبة الإنجيل إلى يوحنا الحواري، واستندوا في ذلك إلى أمور منها :
أن ثمة إنكار قديماً لصحة نسبته إلى يوحنا، وقد جاء هذا الإنكار على لسان عدد من الفرق النصرانية القديمة، منها فرقة ألوجين في القرن الثاني
يقول صاحب كتاب ( رب المجد ) من تاليف جماعة من اللاهوتيين برئاسة عبد الفادي القاهراني : "وجد منكرو لاهوت المسيح أن بشارة يوحنا هي عقبة كؤود، وحجر عثرة في سبيلهم، ففي الأجيال الأولى رفض الهراطقة يوحنا ".
وتقول دائرة المعارف البريطانية: " هناك شهادة إيجابية في حق أولئك الذين ينتقدون إنجيل يوحنا، وهي أنه كانت هناك في آسيا الصغرى طائفة من المسيحيين ترفض الاعتراف بكونه تأليف يوحنا، وذلك في نحو 165م، وكانت تعزوه إلى سرنتهن (الملحد)، ولا شك أن عزوها هذا كان خاطئاً.
تقول دائره المعارف الامريكيه:" ان انجيل يوحنا الذي انتسب صوابا او خطا الي:التلميذ الذي كان يسوع يحبه يعتبر الانجيل المحبوب للكثيرين , بيد ان العلماء يجادلون فيه باعتباره جزءا من: مشكله يوحنا. و لهذا الجدل اسباب قويه منها
و هناك مشكله الاصحاح الاخير (رقم 21) من الانجيل . ان القاري العادي يستطيع ان يري ان الانجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الاصحاح العشرين الذي يقول" واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم اذا امنتم حياه باسمه."
لكن السؤال عن هذه الطبقة المسيحية البالغة في كثرة عددها إلى أن رآه سانت اييفانيوس جديرة بالحديث الطويل عنها في ( 374 - 377م )و هناك مشكله الاصحاح الاخير (رقم 21) من الانجيل . ان القاري العادي يستطيع ان يري ان الانجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الاصحاح العشرين الذي يقول" واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم اذا امنتم حياه باسمه."
و التي أسماها القس " ألوغي " ( معارضة الإنجيل ذي الكلمة ).
لئن كانت أصلية إنجيل يوحنا فوق كل شبهة، فهل كانت مثل هذه الطبقة لتتخذ نحوه أمثال هذه النظريات في مثل هذا العصر، ومثل هذا البلد ؟ لا وكلا ".
ومما يؤكد خطأ نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا أن جاستن مارتر ( القديس يوستينوس الشهيد ) في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً، واقتبس فيلمو - 165م - من إنجيل يوحنا، ولم ينسبه إليه.
وقد استمر إنكار المحققين نسبة هذا الإنجيل عصوراً متلاحقة، فجاءت الشهادات تلو الشهادات تنكر نسبته إلى يوحنا. منها ما جاء في دائرة المعارف الفرنسية : " ينسب إلى يوحنا هذا الإنجيل وثلاثة أسفار أخرى من العهد الجديد، ولكن البحوث الحديثة في مسائل الأديان لا تسلم بصحة هذه النسبة".
ويقول القس الهندي بركة الله في كتابه "لواء الصليب وتزوير الحقائق" : " الحق أن العلماء باتوا لا يعترفون دونما بحث وتمحيص بالنظرية القائلة بأن مؤلف الإنجيل الرابع كان القديس يوحنا بن زبدي الرسول، ونرى النقاد بصورة عامة على خلاف هذه النظرية ".
وتقول دائرة المعارف البريطانية : " أما إنجيل يوحنا، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما، وهما القديسان متى ويوحنا.... وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى، لخبطهم على غير هدى ".
وعند تفحص الإنجيل أيضاً تجد ما يمتنع معه نسبته الإنجيل إلى الحواري يوحنا، فالإنجيل يظهر بأسلوب غنوصي يتحدث عن نظرية الفيض المعروفة عند فيلون الإسكندراني.
لا يمكن لصائد السمك يوحنا أن يكتبه، خاصة أن يوحنا عامي كما وصفه سفر أعمال الرسل " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا " (أعمال 4/13 ).
من كتب إنجيل يوحنا؟
إن بعض المؤرخين ومنهم تشارلز الفريد، وروبرت إيزلز وغيرهما قالوا بأن يوحنا مات مشنوقاً سنة 44م على يد غريباس الأول، وعليه فليس هو مؤلف هذا الإنجيل، إذ أن هذا الإنجيل قد كتب في نهاية القرن الميلادي الأول أو أوائل الثاني
و يؤيد ذلك
ان الكلام عن يوحنا (التلميذ ) بضمير الغائب و بعد ذلك النص يقول و نعلم ان شهادته حق من هؤلاء الذين يعلموا ان شهادته حق ؟؟؟هل كتب يوحنا ذلك بنفسه؟؟؟ كلا طبعا لانهم يستعملوا ضمير الغائب هو و لا نعرف من هم الذين يعلموا ان شهادته حق و لماذا نصدقهم ؟؟؟؟
و تأمل معى العدد 23 الذى يسبق العدد السابق مباشرة :
22 قال له يسوع ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك .اتبعني انت .
23 فذاع هذا القول بين الاخوة ان ذلك التلميذ لا يموت .ولكن لم يقل له يسوع انه لا يموت .بل ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك
معنى العدد الاخير ان يوحنا مات فعلا و انتهى امره و الكتبة يبرروا سبب موته لانه يبدو كان عندهم اعتقاد انه لن يموت حسب كلام يسوع له فى العدد 22 و هذا يرجح ان يوحنا لم يكتب هذا الجزء بيده ابدا و كذلك العدد 19 : 35 الذى يتحدث ايضا بضمير الغائب :
35 والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم .
و تأمل معى العدد 23 الذى يسبق العدد السابق مباشرة :
22 قال له يسوع ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك .اتبعني انت .
23 فذاع هذا القول بين الاخوة ان ذلك التلميذ لا يموت .ولكن لم يقل له يسوع انه لا يموت .بل ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك
معنى العدد الاخير ان يوحنا مات فعلا و انتهى امره و الكتبة يبرروا سبب موته لانه يبدو كان عندهم اعتقاد انه لن يموت حسب كلام يسوع له فى العدد 22 و هذا يرجح ان يوحنا لم يكتب هذا الجزء بيده ابدا و كذلك العدد 19 : 35 الذى يتحدث ايضا بضمير الغائب :
35 والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم .
وإذا لم يكن يوحنا هو كاتب الإنجيل، فمن هو الكاتب الحقيقي ؟
يجيب القس فهيم عزيز في مدخله إلى الإنجيل: " هذا السؤال صعب، والجواب عنه يتطلب دراسة واسعة غالباً ما تنتهي بالعبارة : لا يعلم إلا الله وحده من الذي كتب هذا الإنجيل ".
وجاء في مدخل الإنجيل أن بعض النقاد " يترك اسم المؤلف، ويصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنائس آسيا ".
وقال مفسر إنجيل يوحنا جون مارش : " ومن المحتمل أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس خلافاً لما هو شائع من أنه يوحنا بن زبدي.. وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة، فقام حينئذ بتسجيل جديد لقصة يسوع ".
وقال المحقق رطشنبدر : " إن هذا الإنجيل كله، وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه، بل صنفها أحد في ابتداء القرن الثاني، ونسبه إلى يوحنا ليعتبره الناس ".
ويوافقه استادلن، ويرى أن الكاتب " طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية ".
وقال يوسف الخوري في " تحفة الجيل " بأن كاتب الإنجيل هو تلميذ يوحنا المسمى بروكلوس.
وقال بعض المحققين ومنهم جامس ماك كينون، واستيريتر في كتابه " الأناجيل الأربعة " بأن يوحنا المقصود هو تلميذ آخر من تلاميذ المسيح، وهو ( يوحنا الأرشد )، وأن أرينوس الذي نسب إنجيل يوحنا إلى ابن زبدي قد اختلط عليه أمر التلميذين.
وذكر جورج إيلتون في كتابه " شهادة إنجيل يوحنا " أن كاتب هذا الإنجيل أحد ثلاثة : تلميذ ليوحنا الرسول أو يوحنا الشيخ ( وليس الرسول ) أو معلم كبير في أفسس مجهول الهوية.
لكن ذلك لم يفت في عضد إيلتون الذي ما زال يعتبر إنجيل يوحنا مقدساً، لأنه " مهما كانت النظريات حول كاتب هذا الإنجيل، فإن ما يتضح لنا جلياً بأن كاتبه كان لديه فكرة الرسول، فإذا كتبه أحد تلاميذه فإنه بلا مراء كان مشبعاً بروحه.. ".
كما ذهب بعض المحققين إلى وجود أكثر من كاتب للإنجيل، منهم كولمان حين قال : " إن كل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأن النص المنشور حالياً ينتمي إلى أكثر من مؤلف واحد، فيحتمل أن الإنجيل بشكله الذي نملكه اليوم قد نشر بواسطة تلاميذ المؤلف، وأنهم قد أضافوا إليه "،
ومثله يقول المدخل لإنجيل يوحنا
ومن هذا كله ثبت أن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري، ولا يعرف كاتبه الحقيقي، ولا يصح بحال أن ننسب العصمة والقداسة لكاتب مجهول لا نعرف من يكون.
يقول السير آرثر فندلاي في كتابه "الكون المنشور" معبراً عن هذا الاختلاف: " إن إنجيل يوحنا ليس له قيمة تستحق الذكر في سرد الحوادث الأكيدة، ويظهر أن محتوياته لعب فيها خيال الكاتب دوراً بعيداً ". (9)
لذا تقول دائرة المعارف الأمريكية: " من الصعب الجمع بين هذا الإنجيل والأناجيل الثلاثة، بمعنى أن لو قدرنا أنها صحيحة لتحتم أن يكون هذا الإنجيل كاذباً ".
كما أن كثيراً من المحققين يعتقدون بأن الإصحاح الأخير ليس من تأليف مؤلف الإنجيل ، يقول كرونيس : " إن هذا الإنجيل كان عشرين باباً فألحقت كنيسة أفسس الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا ". (11)
وهذا ما يعترف به كاتبو مقدمة الرهبانية اليسوعية، إذ اعتبرت الإصحاح العشرين خاتمة للإنجيل، واعتبرت الإصحاح الأخير ملحقاً بالإنجيل، وعنه تقول: "يظهر هذا الفصل الأخير، الوارد بعد خاتمة 20/30-31 بمظهر الملحق، ولا تزال مسألة مصدره موضوع نقاش .. وقد يكون هذا الفصل تكملة أضافها بعض تلاميذ يوحنا".
يقوله جون مارش فى مقدمة تفسيره لانجيل يوحنا تحت عنوان "استحالة التوكيد " يقول باختصار غير مخل بالمعنى :
حين ناتى لمناقشة المشاكل المعقدة التى تتعلق بالانجيل الرابع (يوحنا ) و كاتبه نجد انه من المناسب و المفيد ان نعترف مقدما بانه توجد مشكلة للتعريف (بالانجيل و كاتبه ) لا يمكن ايجاد حل مؤكد لها .
من كان هذا اليوحنا الذى قيل انه المؤلف اين عاش لمن من الجمهور كان يكتب انجيله اى المصادر كان يعتمد عليها متى كتب مصنفه حول كل ذلك توجد احكام متباينة لا يرقى اى منها الى مرتبة التوكيد .
و يستمر جون مارش و يقول اعتقد انه خلال السنوات العشر الاخيرة من القرن الاول قام شخص يدعى يوحنا من الممكن ان يكون يوحنا مرقص و ليس كما هو شائع يوحنا بن زبدى قام بكتابة شكل جديد لقصة يسوع اختص بها طائفة معينة "
حين ناتى لمناقشة المشاكل المعقدة التى تتعلق بالانجيل الرابع (يوحنا ) و كاتبه نجد انه من المناسب و المفيد ان نعترف مقدما بانه توجد مشكلة للتعريف (بالانجيل و كاتبه ) لا يمكن ايجاد حل مؤكد لها .
من كان هذا اليوحنا الذى قيل انه المؤلف اين عاش لمن من الجمهور كان يكتب انجيله اى المصادر كان يعتمد عليها متى كتب مصنفه حول كل ذلك توجد احكام متباينة لا يرقى اى منها الى مرتبة التوكيد .
و يستمر جون مارش و يقول اعتقد انه خلال السنوات العشر الاخيرة من القرن الاول قام شخص يدعى يوحنا من الممكن ان يكون يوحنا مرقص و ليس كما هو شائع يوحنا بن زبدى قام بكتابة شكل جديد لقصة يسوع اختص بها طائفة معينة "
و يقول فاروق الدملوحي في كتابه تاريخ الاديان صفحة 247 إن فكرة اللوجوس التي جائت من فلاسفة رواقيين و من فلسفة يهودي هو فيلون مستعارة من هذه العقائد على يد القديس جوستين "يوستينيوس الشهيد و يد المؤلف للاسطر الاولى من الانجيل الذي يعزو الى يوحنا
لماذا كتب هذا الانجيل
لما لم يكن في الأناجيل الثلاثة ما يدفع الى الايمان بفكرة التجسد و الفداء، أنشأ هذا الإنجيل ، وهذا المعنى يؤكده جرجس زوين، فيذكر عن أساقفة آسيا أنهم اجتمعوا " والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح، وينادي بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون ".
يقول المفسر يوسف الخوري: " إن يوحنا صنف إنجيله في آخر حياته بطلب من أساقفة كنائس آسيا وغيرها، والسبب : أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح ".
اذا حسب قول النصارى هذا الانجيل كتب لاثبات لاهوت المسيح و للرد على منكري لاهوته
أما نحن فنقول انه كتب لاثبات لاهوت المسيح مخالفة للموحدين الذين هم الاصل.
لكن من هم من انكروا لاهوت المسيح في حياة يوحنا انا لم اجدهم صراحة
و النظرية الاقوى فهي لتأليف قلوب الوثنيين و اباحة الخمر و عدم التغليظ عليهم في الزنا ليدخلوا في المسيحية
فيسوع فى انجيل يوحنا يعلن ان من ياكله يحيا به !!!!!!
يوحنا 6 : 56
فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.
54 من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير.
55 لان جسدي ماكل حق ودمي مشرب حق.
56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وانا فيه.
57 كما ارسلني الآب الحي وانا حيّ بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي.
و قصة اكل الاله و شرب دمه قصة وثنية معروفة و هى من انفرادات كاتب انجيل يوحنا الذى كتب انجيله فى مدينة افسس مدينة عريقة فى الوثنية و الفجور و شرب الخمر و الزنا كما سنعرف بعد قليل و لكن نوضح هنا ان يسوع يعرض نفسه للاكل مثلما كان بفعل الوثنيين مع الهتهم .
و تكملة الكلام فى نفس الاصحاح تقول :
قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم
60 فقال كثيرون من تلاميذه اذ سمعوا ان هذا الكلام صعب. من يقدر ان يسمعه.
هل يصدق احد ان يسوع قال هذا الكلام الوثنى امام الناس فى المجمع و فى كفر ناحوم معقل اليهود ؟؟ و الامر غريب حتى ان كاتب انجيل يوحنا نفسه جعل التلاميذ يقولون بعد ان سمعوا هذا الكلام قالوا ان هذا كلام صعب من يقدر ان يسمعه طبعا لا احد سمعه و لا احد قاله هذه اضافات كاتب انجيل يوحنا لتكملة صورة يسوع الاخر الذى يريد ان يمرره و من يصدقه هو المسئول عن نفسه !!!!!. اله الخمر عند الاغريق . راجع مرة اخرى
يوحنا 6 : 56
فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.
54 من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير.
55 لان جسدي ماكل حق ودمي مشرب حق.
56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وانا فيه.
57 كما ارسلني الآب الحي وانا حيّ بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي.
و قصة اكل الاله و شرب دمه قصة وثنية معروفة و هى من انفرادات كاتب انجيل يوحنا الذى كتب انجيله فى مدينة افسس مدينة عريقة فى الوثنية و الفجور و شرب الخمر و الزنا كما سنعرف بعد قليل و لكن نوضح هنا ان يسوع يعرض نفسه للاكل مثلما كان بفعل الوثنيين مع الهتهم .
و تكملة الكلام فى نفس الاصحاح تقول :
قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم
60 فقال كثيرون من تلاميذه اذ سمعوا ان هذا الكلام صعب. من يقدر ان يسمعه.
هل يصدق احد ان يسوع قال هذا الكلام الوثنى امام الناس فى المجمع و فى كفر ناحوم معقل اليهود ؟؟ و الامر غريب حتى ان كاتب انجيل يوحنا نفسه جعل التلاميذ يقولون بعد ان سمعوا هذا الكلام قالوا ان هذا كلام صعب من يقدر ان يسمعه طبعا لا احد سمعه و لا احد قاله هذه اضافات كاتب انجيل يوحنا لتكملة صورة يسوع الاخر الذى يريد ان يمرره و من يصدقه هو المسئول عن نفسه !!!!!. اله الخمر عند الاغريق . راجع مرة اخرى
و ايضا كاتب هذا الانجيل يدعو لتحليل شرب الخمر و لا يمنع الزنا واليك التفصيل
موضوع تحويل الماء الى خمر التى جعلها كاتب انجيل يوحنا اول معجزات يسوع على زعمه فما هى الا اضافة شيطانية غير مقبولة اطلاقا وضعت لتحليل الخمر و تأمل معى هذا النص :
وقال له. كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن.
هذا قول رئيس المتكأ و هو كما واضح رجل سكير يعرف ان تقديم الخمر الردىء يكون بعد ان يسكر المدعون بالخمر الجيد و لايستطيعوا التمييز بين الجيد و الردىء تخيل هذا الكلام فى كتاب مقدس يعلم السكارى ان الخمور الرديئة تقدم بعد الجيدة التى تسكر الشاربين اولا و هذه المعلومات لا يعرفها الا رواد الحانات و المواخير المنتشرة جدا فى مدينة افسس فى هذا الوقت و لا تقال ابدا فى كتاب مقدس ناهيك على ان تكون اول معجزات يسوع .!!!!!!
ثم يقول كاتب هذا الانجيل و هو بالمناسبة من مدينة افسس اكثر المدن انحلالا فى هذا العصر يقول :
11 هذه بداءة الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده فآمن به تلاميذه .
اول المعجزات التى قام بها يسوع تحويل الماء الى الخمر و اظهر مجده و لا فخر هنا الامر واضح هذه نصوص شيطانية وضعها من يريد للرذيلة ان تنتشر و هذا الزنديق جعل ام المسيح السيدة مريم الصديقة هى التى تخبره بعدم وجود خمر كأنها هى التى تدعوه الى التصرف و كانها هى المسئولة عن تقديم الخمر لهؤلاء السكارى و هذا قول قبيح جدا لا اعرف كيف يقبلوا هم هذا النص ؟؟؟؟؟؟ .
" ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر."
و يسوع هنا رد عليها اغرب رد يقوله انسان ( ناهيك عن نبى او نصف اله ) الى امه قال لها :
4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة. لم تأت ساعتي بعد .
و لم نسمع عن احد دعا امه امرأة ابدا من قبل و لم نفهم حكاية لم تأت ساعتى بعد ؟؟ و اذا كانت ساعته لم تأت بعد لماذا حول الماء الى خمر و من اجود انواع الخمور على حسب شهادة رئيس المتكأ ؟؟؟؟؟؟.
نقطة أخرى كاتب هذا الانجيل كتب قصة المرأة الزانية و هي القصة التى ينفرد بها يوحنا مثل موضوع الخمر .
فحسب الناموس يجب أن ترجم هذه المرأة لكن كاتب هذا الإنجيل عطل الرجم و زعم أن المسيح سامحها و قال لها لا تفعلي ذلك مرة ثانية كما في يوحنا 8 : 3 – 10 ليبين لمن كتب لهم هذا ان المسيحية لا تعاقب على الزنا بهذا العقاب الرادع..
وهناك امرأة زانية اخرى مصيبتها افدح لان يسوع لم يعلق ابدا على ارتكابها هذه الفاحشة سواء سلبا او ايجابا بل هو الى الايجاب اقرب تأمل النص في يوحنا 4
16 قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا.
17 اجابت المرأة وقالت ليس لي زوج. قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.
18 لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق.
19 قالت له المرأة يا سيد ارى انك نبي.
يسوع يقول" والذى لك الان ليس زوجك" بدون تعليق بل مستمر معها فى الحديث كأن هذا امر عادى و هذه المرأة تركت جرتها و ذهبت الى المدينة و قالت :
29 هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح.
أذاعت الخبر فى المدينة و قالت هلموا انظروا انسان قال لى عن كل ما فعلت فى الحرام و ما ارتكبته من زنا هذا ما قالته المرأة موضوع الزنا فى هذا الانجيل موضوع عادى و المرأة لا تجد حرجا فى ان تعلن ذلك لكل الناس و لا يوجد عقاب او حتى زجر أقصى كلمة هى "لا تعودي لذلك " .
ثم يجيء كاتب هذا الإنجيل الذي يدعو إلى الفسق و الفجور يطلق على السيدة مريم الصديقة لقب امرأة مثل المرأة الزانية الأولى و الثانية .
و اختم هنا بالقول ان دائرة المعارف الكاثوليكية تقول ان نص كاتب انجيل يوحنا عن المرأة الزانية مفبرك و غير موجود فى معظم النسخ القديمة موضوع تحويل الماء الى خمر التى جعلها كاتب انجيل يوحنا اول معجزات يسوع على زعمه فما هى الا اضافة شيطانية غير مقبولة اطلاقا وضعت لتحليل الخمر و تأمل معى هذا النص :
وقال له. كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن.
هذا قول رئيس المتكأ و هو كما واضح رجل سكير يعرف ان تقديم الخمر الردىء يكون بعد ان يسكر المدعون بالخمر الجيد و لايستطيعوا التمييز بين الجيد و الردىء تخيل هذا الكلام فى كتاب مقدس يعلم السكارى ان الخمور الرديئة تقدم بعد الجيدة التى تسكر الشاربين اولا و هذه المعلومات لا يعرفها الا رواد الحانات و المواخير المنتشرة جدا فى مدينة افسس فى هذا الوقت و لا تقال ابدا فى كتاب مقدس ناهيك على ان تكون اول معجزات يسوع .!!!!!!
ثم يقول كاتب هذا الانجيل و هو بالمناسبة من مدينة افسس اكثر المدن انحلالا فى هذا العصر يقول :
11 هذه بداءة الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده فآمن به تلاميذه .
اول المعجزات التى قام بها يسوع تحويل الماء الى الخمر و اظهر مجده و لا فخر هنا الامر واضح هذه نصوص شيطانية وضعها من يريد للرذيلة ان تنتشر و هذا الزنديق جعل ام المسيح السيدة مريم الصديقة هى التى تخبره بعدم وجود خمر كأنها هى التى تدعوه الى التصرف و كانها هى المسئولة عن تقديم الخمر لهؤلاء السكارى و هذا قول قبيح جدا لا اعرف كيف يقبلوا هم هذا النص ؟؟؟؟؟؟ .
" ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر."
و يسوع هنا رد عليها اغرب رد يقوله انسان ( ناهيك عن نبى او نصف اله ) الى امه قال لها :
4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة. لم تأت ساعتي بعد .
و لم نسمع عن احد دعا امه امرأة ابدا من قبل و لم نفهم حكاية لم تأت ساعتى بعد ؟؟ و اذا كانت ساعته لم تأت بعد لماذا حول الماء الى خمر و من اجود انواع الخمور على حسب شهادة رئيس المتكأ ؟؟؟؟؟؟.
نقطة أخرى كاتب هذا الانجيل كتب قصة المرأة الزانية و هي القصة التى ينفرد بها يوحنا مثل موضوع الخمر .
فحسب الناموس يجب أن ترجم هذه المرأة لكن كاتب هذا الإنجيل عطل الرجم و زعم أن المسيح سامحها و قال لها لا تفعلي ذلك مرة ثانية كما في يوحنا 8 : 3 – 10 ليبين لمن كتب لهم هذا ان المسيحية لا تعاقب على الزنا بهذا العقاب الرادع..
وهناك امرأة زانية اخرى مصيبتها افدح لان يسوع لم يعلق ابدا على ارتكابها هذه الفاحشة سواء سلبا او ايجابا بل هو الى الايجاب اقرب تأمل النص في يوحنا 4
16 قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا.
17 اجابت المرأة وقالت ليس لي زوج. قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.
18 لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق.
19 قالت له المرأة يا سيد ارى انك نبي.
يسوع يقول" والذى لك الان ليس زوجك" بدون تعليق بل مستمر معها فى الحديث كأن هذا امر عادى و هذه المرأة تركت جرتها و ذهبت الى المدينة و قالت :
29 هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح.
أذاعت الخبر فى المدينة و قالت هلموا انظروا انسان قال لى عن كل ما فعلت فى الحرام و ما ارتكبته من زنا هذا ما قالته المرأة موضوع الزنا فى هذا الانجيل موضوع عادى و المرأة لا تجد حرجا فى ان تعلن ذلك لكل الناس و لا يوجد عقاب او حتى زجر أقصى كلمة هى "لا تعودي لذلك " .
ثم يجيء كاتب هذا الإنجيل الذي يدعو إلى الفسق و الفجور يطلق على السيدة مريم الصديقة لقب امرأة مثل المرأة الزانية الأولى و الثانية .
و قد دافعوا عن عدم وجودها في أقدم المخطوطات قائلين أن آباء الكنيسة الأولين حذفوا تلك القصة كي لا تستخدم كذريعة للإنحلال الأخلاقي
اما انا فأقول ان الأناجيل الاخرى لم تتهاون في موضوع الزنا و شرب الخمر مثل يوحنا بل إن متىيحرم حتى النظر الى النساء بشهوة فيقول في 5 : 28- 29 "واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك.لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم."
ثم إنه عندما اراد ان يحرم الطلاق شبه المطلقة و الذي يتزوج مطلقة بهذه الصفة الشنيعة كناية عن جرمهم هذا في زعمهم
فيقول في في 5 : 32 "واما انا فاقول لكم ان من طلق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلقة فانه يزني"
إذا هذا الإنجيل كتب لتأليف قلوب الوثنيين و إغرائهم بالدخول في المسيحية إذ لا فرق بينها و بين عقائدهم في زعمهم
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم تامر سلفي tamersalafy
تعليق