نور الاسلام
ـــــــــــــــــــــــــ
كثيرا ما كان يسألنى النصارى ويقولون لى هل فى الاسلام نور؟
وما هى الفائدة التى حلت على العالم حين جاء الاسلام؟
وما هى الميزة التى تجدونها فى الاسلام ولا تجدونها فى بقية الديانات الاخرى؟
ما هو سر ذلك الضياء فى العقيدة الاسلامية الذى تزعمون ايها المسلمون انه نقل العام من ظلمات الجهل وغياهب الضلال الى نور الحق وصدق الدين؟
وحقيقة كنت اشعر بالحسرة وانا ارى اولئك المغيبين والمضلليين من النصارى الذين وصلوا الى حد من عمى البصيرة جعلتهم لا يميزون بين الحق والباطل او بين النور والظلام.
وكان لابد لكى اجيب عن هذا السؤال ان اتى بجواب غير تقليدى , يثير فيهم التساؤلات ويستفز فى عقولهم الرغبة فى البحث عن الحقيقة , ويدفعهم نحو مراجعة اوراقهم وحساباتهم مرة اخرى,فلعلهم يكتشفوا مدى التضليل الذى يمارس ضدهم عنوة , ولعل الجواب يكون قطرة نحو نزول غيث الهدى عليهم.
وحقيقة ان نور الاسلام الذى جاء ليبدد ظلمات الجهل وانار لنا طريق الصلاح , له ادلة كثيرة تثبته وتبرهن عليه ولكن كما قلت لا يجب ان يكون جوابى مجردا من الادلة العلمية و التجارب الحقيقة التى استطاع بها المسلمون ان ينقلوا العالم نقلة نوعية وحضارية فى الفكر والاخلاق والمعاملات والعقيدة والشريعة.
ولم اجد مثالا افضل على الجواب على ذلك التساؤل إلا بالاتيان بقصة واقعية عايشها المسلمون الاوائل الذين استطاعوا ان يهضموا حقيقة ذلك النور ويدركوه عن علم وبصيرة فانعكس منهم على اولئك الذين كانوا يعيشون فى البهتان والضلال.
وتخيل معى اخى القاريء من الذى دعاه المسلمون الى نور السلام؟
انه ملك , بل وله مملكة يحكمها , ووزراء من رجال الدين والكهنة والبطارقه لا يقطع دونهم رأى ولا يستبد عنهم بمشورة, وفوق كل هذا فهو نصرانى ,له دين يعتنقه ورب يعبده ,حيث يسجد له ويرفع اكف الضراعة له فى صلواته وتسابيحه.
نعم انه النجاشي ملك الحبشه
دعونا نستطلع سويا كيف استطاع المسلمون ان ينقلوا نور الاسلام الى هذا الملك النصرانى ,ويقنعوه بطهارة هذا الدين الجديد واصالة قدسيته وحقيقة رسالته.
لنرى كيف تمكن الصحابى الجليل جعفر ابن ابى طالب من نقل هذا النور الذى يعيشه الى ملك كان يعتقد ان ديانته هى اصل النور ومنبع الحكمة , ولكن لما تقابل النوران غلب نور الحق والاسلام نور الباطل والبهتان فجعله حسيرا.
فعندما نزل المسلمون بارض الحبشة فى هجرة امرهم بها الرسول لكى لا يفتنوا فى دينهم , سألهم النجاشي وقال لهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا ديني ولا دين أحد من هذه الأمم؟
وكان السؤال مفاجئا وغير متوقع ,ولكن استطاع جعفر بن ابى طالب ان ينجح فى الاختبار ويستميل قلب الملك الى حقيقة هذا الدين ومصدر النور الذى انبثق منه , فقل له: أيها الملك، كنا قومًا أهلجاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار،يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه،وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار،والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذفالمحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده, لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاةوالصيام.
فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا،وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل منالخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك.
فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله شيء؟فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي، فاقرأه عليَّ؟فقرأ عليه صدرًا من ( كهيعص(,فبكى والله النجاشي، حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم..
ثم قال النجاشي: إن هذا واللهوالذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة.
ارأيتم يا اخوانى هذه القصة الحية بين دفاتر كتب السيرة التى لا يكاد يوجد مسلم لا يعرفها ولكنه لا يكاد يفطن الى فحواها وقيمتها التاريخية.
انه مثل حى على توصيل النور الاسلامى من مؤمنين صادقين مستنيرين بنور الحق, الى اناس غلب عليهم الضلال .
وبالفعل وجد النور بهذه الطريقة قلبا يصغى اليه وهو قلب الملك النصرانى بل وجعله يقسم على حماية المسلمين الذين عرفوه هذا النور من اى عدو يريد ان ينال منهم او يكيد بهم.
ليت الامر توقف على ذلك , بل امتد النور ليشمل قلب ذلك الملك النصرانى فطغى على نور ايمانه القديم وجعله يتجه بقلبه وعقله لعبادة الله الحق فأمن واسلم وحينما مات صلى المسلمون عليه صلاة الجنازة الواجبة لكل مسلم.
انه نور الايمان ونور التعاليم التى شقت قلب ذلك الرجل فانقذته من نير العبودية للبشر والجأته الى عبادة رب البشر.
وبهذا يثبت قول الله تعالى عن حقيقة نور هذا الدين فقال(الله ولى الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)البقرة 257
(قل هل يستوى الاعمى والبصير ام هل تستوى الظلمات والنور)الرعد 16
ولو لاحظنا الاية السابقة لوجدنا الله ذكر الظلمات على صيغة الجمع والنور على صيغة المفرد , وكأن طرق الظلمات كثيرة متعددة وسبل الضلال لها وسائل متنوعه ومتشعبه, اما نور الله فهو طريق واحد ليس له طرق اخرى او وجهات مختلفه.
(وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)الانعام153
ولكن هل سألت نفسك اخى المسلم ما هو منبع هذا النور , وما هو مصدر ذلك السبيل ؟
لتفتخر بدينك اخى المسلم ولترفع رأسك فخرا وزهوا لهذا المنبع الذى انبثق منه نور هذا الدين.........فمصدر النور الذى تعيش فيه هو خالق النور وصانع النور والهادى الى النور..........انه الله.
(الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء....)النور 36
(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)النور 40
وقد علمنا النبى ان ندعو الله كى يمليء قلوبنا بهذا النور العظيم حيث قال فى الحديث(اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا)
فهلا ادركتم ايها المسلمون حقيقة نور هذا الدين؟
وهلا حمدتم الله على هذا النور؟
الحمد لله الذى هدانا الى نور دينه ونور شريعته ونور رسوله.
ـــــــــــــــــــــــــ
كثيرا ما كان يسألنى النصارى ويقولون لى هل فى الاسلام نور؟
وما هى الفائدة التى حلت على العالم حين جاء الاسلام؟
وما هى الميزة التى تجدونها فى الاسلام ولا تجدونها فى بقية الديانات الاخرى؟
ما هو سر ذلك الضياء فى العقيدة الاسلامية الذى تزعمون ايها المسلمون انه نقل العام من ظلمات الجهل وغياهب الضلال الى نور الحق وصدق الدين؟
وحقيقة كنت اشعر بالحسرة وانا ارى اولئك المغيبين والمضلليين من النصارى الذين وصلوا الى حد من عمى البصيرة جعلتهم لا يميزون بين الحق والباطل او بين النور والظلام.
وكان لابد لكى اجيب عن هذا السؤال ان اتى بجواب غير تقليدى , يثير فيهم التساؤلات ويستفز فى عقولهم الرغبة فى البحث عن الحقيقة , ويدفعهم نحو مراجعة اوراقهم وحساباتهم مرة اخرى,فلعلهم يكتشفوا مدى التضليل الذى يمارس ضدهم عنوة , ولعل الجواب يكون قطرة نحو نزول غيث الهدى عليهم.
وحقيقة ان نور الاسلام الذى جاء ليبدد ظلمات الجهل وانار لنا طريق الصلاح , له ادلة كثيرة تثبته وتبرهن عليه ولكن كما قلت لا يجب ان يكون جوابى مجردا من الادلة العلمية و التجارب الحقيقة التى استطاع بها المسلمون ان ينقلوا العالم نقلة نوعية وحضارية فى الفكر والاخلاق والمعاملات والعقيدة والشريعة.
ولم اجد مثالا افضل على الجواب على ذلك التساؤل إلا بالاتيان بقصة واقعية عايشها المسلمون الاوائل الذين استطاعوا ان يهضموا حقيقة ذلك النور ويدركوه عن علم وبصيرة فانعكس منهم على اولئك الذين كانوا يعيشون فى البهتان والضلال.
وتخيل معى اخى القاريء من الذى دعاه المسلمون الى نور السلام؟
انه ملك , بل وله مملكة يحكمها , ووزراء من رجال الدين والكهنة والبطارقه لا يقطع دونهم رأى ولا يستبد عنهم بمشورة, وفوق كل هذا فهو نصرانى ,له دين يعتنقه ورب يعبده ,حيث يسجد له ويرفع اكف الضراعة له فى صلواته وتسابيحه.
نعم انه النجاشي ملك الحبشه
دعونا نستطلع سويا كيف استطاع المسلمون ان ينقلوا نور الاسلام الى هذا الملك النصرانى ,ويقنعوه بطهارة هذا الدين الجديد واصالة قدسيته وحقيقة رسالته.
لنرى كيف تمكن الصحابى الجليل جعفر ابن ابى طالب من نقل هذا النور الذى يعيشه الى ملك كان يعتقد ان ديانته هى اصل النور ومنبع الحكمة , ولكن لما تقابل النوران غلب نور الحق والاسلام نور الباطل والبهتان فجعله حسيرا.
فعندما نزل المسلمون بارض الحبشة فى هجرة امرهم بها الرسول لكى لا يفتنوا فى دينهم , سألهم النجاشي وقال لهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا ديني ولا دين أحد من هذه الأمم؟
وكان السؤال مفاجئا وغير متوقع ,ولكن استطاع جعفر بن ابى طالب ان ينجح فى الاختبار ويستميل قلب الملك الى حقيقة هذا الدين ومصدر النور الذى انبثق منه , فقل له: أيها الملك، كنا قومًا أهلجاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار،يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه،وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار،والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذفالمحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده, لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاةوالصيام.
فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا،وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل منالخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك.
فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله شيء؟فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي، فاقرأه عليَّ؟فقرأ عليه صدرًا من ( كهيعص(,فبكى والله النجاشي، حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم..
ثم قال النجاشي: إن هذا واللهوالذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة.
ارأيتم يا اخوانى هذه القصة الحية بين دفاتر كتب السيرة التى لا يكاد يوجد مسلم لا يعرفها ولكنه لا يكاد يفطن الى فحواها وقيمتها التاريخية.
انه مثل حى على توصيل النور الاسلامى من مؤمنين صادقين مستنيرين بنور الحق, الى اناس غلب عليهم الضلال .
وبالفعل وجد النور بهذه الطريقة قلبا يصغى اليه وهو قلب الملك النصرانى بل وجعله يقسم على حماية المسلمين الذين عرفوه هذا النور من اى عدو يريد ان ينال منهم او يكيد بهم.
ليت الامر توقف على ذلك , بل امتد النور ليشمل قلب ذلك الملك النصرانى فطغى على نور ايمانه القديم وجعله يتجه بقلبه وعقله لعبادة الله الحق فأمن واسلم وحينما مات صلى المسلمون عليه صلاة الجنازة الواجبة لكل مسلم.
انه نور الايمان ونور التعاليم التى شقت قلب ذلك الرجل فانقذته من نير العبودية للبشر والجأته الى عبادة رب البشر.
وبهذا يثبت قول الله تعالى عن حقيقة نور هذا الدين فقال(الله ولى الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)البقرة 257
(قل هل يستوى الاعمى والبصير ام هل تستوى الظلمات والنور)الرعد 16
ولو لاحظنا الاية السابقة لوجدنا الله ذكر الظلمات على صيغة الجمع والنور على صيغة المفرد , وكأن طرق الظلمات كثيرة متعددة وسبل الضلال لها وسائل متنوعه ومتشعبه, اما نور الله فهو طريق واحد ليس له طرق اخرى او وجهات مختلفه.
(وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)الانعام153
ولكن هل سألت نفسك اخى المسلم ما هو منبع هذا النور , وما هو مصدر ذلك السبيل ؟
لتفتخر بدينك اخى المسلم ولترفع رأسك فخرا وزهوا لهذا المنبع الذى انبثق منه نور هذا الدين.........فمصدر النور الذى تعيش فيه هو خالق النور وصانع النور والهادى الى النور..........انه الله.
(الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء....)النور 36
(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)النور 40
وقد علمنا النبى ان ندعو الله كى يمليء قلوبنا بهذا النور العظيم حيث قال فى الحديث(اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا)
فهلا ادركتم ايها المسلمون حقيقة نور هذا الدين؟
وهلا حمدتم الله على هذا النور؟
الحمد لله الذى هدانا الى نور دينه ونور شريعته ونور رسوله.
ملحوظه/هذا الموضوع منقول بنفس العنوان من منتدى المسيح عبد الله