السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لسنا في زمان أبرهة
تأليف: د/ راغب السرجاني
القاهرة، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، ط:1، 1427هـ، 48 ص.
عرض وتحليل
محمد حسن يوسف
لسنا في زمان أبرهة
تأليف: د/ راغب السرجاني
القاهرة، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، ط:1، 1427هـ، 48 ص.
عرض وتحليل
محمد حسن يوسف
تناقش هذه الرسالة مفهوم السلبية في حياتنا المعاصرة، حيث يريد المسلمون – في ظل الظروف العصيبة التي يمرون بها الآن - أن يقومون بممارسة حياتهم المعتادة، باعتبار أن الله سينتصر لهم في نهاية المطاف، تماما مثلما حدث مع أبرهة الأشرم الذي حاول هدم بيت الله الحرام، فقصمه الله تعالى ودمر جيشه بالطير الأبابيل.
يقول المؤلف إن قصة أبرهة معروفة لدى كل الناس ... إنه أبرهة الأشرم الذي جاء بحده وحديده من اليمن ليهدم الكعبة كما يعرف الجميع ... ولما رأى أبرهة عبد المطلب – جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سيد مكة في ذلك الوقت – أجلّه وعظمّه وأكرمه، وأجلسه إلى جواره، وكانت عليه هيبة. وسأله أبرهة قائلا: ما حاجتك؟ فقال عبد المطلب: حاجتي أن يردّ عليّ الملك مائتي بعير أصابها لي!!
قال أبرهة: أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟! فقال عبد المطلب كلمة يعتقد البعض أنها جميلة تدل على اليقين ... قال: " إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه "! وهذا الموقف الذي وقفه عبد المطلب من أبرهة موقف فيه سلبية مقيتة!!
ومع ذلك ... وبعد هذا الموقف السلبي من أهل مكة ... وبعد تفرق أهل مكة في شعاب الجبال ... وبعدما أخلوا مكة لأبرهة ليدخلها بجيوشه وبفيله ... بعد هذا الموقف السلبي نزلت الطير الأبابيل!! نزلت المعجزة الكبرى ... طيور صغيرة ترمي بحجارة من سجيل ... أهلكت جيش أبرهة ومن معه ...
لماذا نزلت الطيور الأبابيل؟ لماذا نزلت لنصرة قوم سلبيين؟ لأن هذه كانت سنة الله – عز وجل – في إهلاك الظالمين ... كانت هذه هي السنة الماضية في إهلاك الظالمين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كان الله – عز وجل – يهلك الظالمين بخارقة ... والمؤمنون لا يرفعون سيفا ولا يشتبكون في قتال.
لكن الله تعالى شرّع سنة جديدة في الطريقة التي يُهلك بها الظالمون بعد خمسين يوما فقط من قصة أبرهة ... وذلك بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كانت حادثة الفيل هي آخر الحوادث التي يُنصر فيها الدين بخارقة ...
نعم ما زالت سنة إهلاك الظالمين باقية ... فهي سنة باقية إلى يوم القيامة ... ولكن الذي تغير مع ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو طريقة الإهلاك ... فالسنة الجديدة هي { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد: 7 ] .
فلابد أن يقدم المسلمون العمل الخالص لله – عز وجل – والصحيح على منهاج النبوة. فإذا قدم المسلمون العمل، أنزل الله – عز وجل – ما يشبه الطير الأبابيل. وبغير جهد وبذل وعطاء ... لن تُرمى حجارة من سجيل ... إنها السنة الجديدة الخاصة بأمة الإسلام ... وهي سنة ماضية إلى يوم القيامة ... لا تبديل لها ولا تحويل ...
إخواني في الله ... نحن لسنا أعز على الله – عز وجل – من نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ... لقد مضت معه هذه السنة في كل حياته ... في غزوة بدر ... وفي غزوة الأحزاب ... بل وحتى في غزوة أحد.
والآن ما العمل مع هذا الوضع الذي تعيشه أمة الإسلام في هذه الأيام؟ إنها ليست مشكلة دولة ... أو مشكلة مجتمع ... أو مشكلة فرد ... إنها مشكلة أمة كاملة ... أمة عاشت سنوات تقود غيرها فإذا بها تُقاد!!
نحن نريد فقها عميقا لأسباب المرض ... وعلاجا شرعيا لها ... والمشكلة في اعتقادي مشكلة فكرية في المقام الأول ... هي مشكلة سوء فهم خطير لكثير من الأصول الثوابت في الإسلام.
نحن نريد توحيد المفاهيم على أساس شرع الله عز وجل. ونريد حركة بهذه المفاهيم وسط أبنائنا وأحبابنا وجيراننا ومجتمعاتنا ... ونريد عملا بكل مفهوم علمنا أنه في دين الله عز وجل.
مفاهيم تحتاجها الأمة:
1- إن نصر الله يكون بتطبيق شرعه. وتطبيق الشرع يكون على ثلاث مستويات، تشمل الفرد والمجتمع والحاكم، كل له دوره في تطبيق شرع الله.
2- إن أمة الإسلام أمة لا تموت ولن تموت. فلو أُحبط الناس، فلا أمل في القيام ... لابد أن يتيقن المسلمون أن الدولة الأخيرة ستكون دائما لأمة الإسلام ... وأن هذه الأمة لا تموت ... وهي باقية ما بقيت الأرض . ولكن احذروا شيئا في غاية الخطورة: احذروا قاعدة الاستبدال. فإن الله - عز وجل – وإن كان من سنته أن يُهلك القرى الظالمة من غير أمة الإسلام بكاملها ... فإنه مع أمة الإسلام يُمضي قانونا خاصا ... وهو قانون الاستبدال ... فيهلك جيلا فاسدا من المسلمين، وينشئ جيلا صالحا مكانه.
3- إن الأمم الظالمة المعادية للمؤمنين أمم هالكة لا محالة. فأمة الأمريكان أمة هالكة لا محالة إن ظلت على طريقها وعلى منهاجها.
4- الفشل قرين التنازع. فإذا كان المسلمون في مبنى سكني واحد لا يستطيعون أن يتحدوا لإصلاح شئونهم ... فكيف يرجى توحيد بلاد المسلمين؟! إذا كان المسلمون لا يشعرون بروح الفريق في العمل، وفي الشارع، وفي النادي، وفي المصلحة، بل وأحيانا في المسجد!! فكيف لو كان التصارع على إمامة أمة؟!! إذا كان هذا يحدث فكيف تتجمع أمة المسلمين وكيف يتنزل النصر؟!!
5- ما حك جلدك مثل ظفرك، فتول أنت جميع أمرك. النصر – إخواني في الله – بضاعة محلية ... لا يصلح أن يُكتب عليها: صُنع في الصين، أو صُنع في فرنسا، أو صُنع في أمريكا ... ولكن لابد أن يُكتب عليها بوضوح " صُنع في بلاد المسلمين ... صُنع في أمة الإسلام ".
6- " كما تكونوا ... يُوَلَّ عليكم ". " لا تنشغلوا كثيرا بالحديث عن الحكام ... لا تنشغلوا بإلقاء التبعة على أكتافهم وتنسوا أنفسكم ".
7- المخطط الأمريكي في بلاد المسلمين مخطط مسبق. ليس بسبب شخص معين كصدام حسين أو الملا عمر ... وليس بسبب أسلحة تدمير شامل أو غيرها ... كل ما في الأمر هو اتخاذ بعض الذرائع لتجميل الصورة وإرضاء الحلفاء وإسكات الشعوب.
8- أمة الإسلام تملك الكثير. ليس من المقبول شرعا أو عقلا أن تقف دولة فقيرة معدمة مثل كوريا الشمالية هذه الوقفة أمام أمريكا، ولا تستطيع أمة الإسلام أن تقفها. ولنبحث: ماذا في أيدي الشعوب المسلمة؟ الواقع أنها تملك الكثير، مثل: التأثير في الرأي العام المحلي والعالمي، والمقاطعة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي، والايجابية في الانتخابات لاختيار الأصلح، والتربية على هذه المعاني السامية، والإصلاح ومحاربة الفساد، وتحسين الإنتاج وتوجيهه إلى الأصلح والأنفع.
9- " أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي ". كلمة قالها الصديق رضي الله عنه عندما حدثت حروب الردة ... يعبر فيها عن القيام بدوره حتى لو قعد الآخرون. إنها المسئولية الفردية ...
10- إياك والتسويف. لا أقول لك لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ولكن أقول لك: لا تؤجل عمل اللحظة الحالية إلى اللحظة القادمة.
فتلك عشرة كاملة ... لو فهمناها وفهّمناها وتحركنا بها قامت لنا أمة ... ورُفعت لنا راية ... وكُتب لنا نصر وسيادة وتمكين.
وختاما ... أخي وحبيبي ... ورفيقي في طريق الله ... ليست هذه أولى الأزمات التي مرت بأمتنا الإسلامية ... فهناك من المآسي الشيء الكثير التي مرت بأمتنا، مثل حروب الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، واجتياح الصليبيين لبيت المقدس، واستباحة التتار لبلاد الإسلام، وما فعله القرامطة في الحرم المكي!!!
ولكن في كل هذه الأحوال لم تحدث معجزة من السماء بنزول الطير الأبابيل، ولكن تحققت السنة الإلهية المستقرة لهذه الأمة: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد: 7 ] .
نحن لسنا في زمان أبرهة ...
نحن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبغير شرعه صلى الله عليه وسلم، فلا نصر ولا فوز ولا نجاة. دين الله واضح لا غموض فيه ... قواعد شرعية معلومة ... وسنن إلهية ثابتة ... إن سار عليها المسلمون فازوا في دنياهم وأخراهم ... وإن أبوا ... فلا يلومنَّ إلا أنفسهم ... )))
يقول المؤلف إن قصة أبرهة معروفة لدى كل الناس ... إنه أبرهة الأشرم الذي جاء بحده وحديده من اليمن ليهدم الكعبة كما يعرف الجميع ... ولما رأى أبرهة عبد المطلب – جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سيد مكة في ذلك الوقت – أجلّه وعظمّه وأكرمه، وأجلسه إلى جواره، وكانت عليه هيبة. وسأله أبرهة قائلا: ما حاجتك؟ فقال عبد المطلب: حاجتي أن يردّ عليّ الملك مائتي بعير أصابها لي!!
قال أبرهة: أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟! فقال عبد المطلب كلمة يعتقد البعض أنها جميلة تدل على اليقين ... قال: " إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه "! وهذا الموقف الذي وقفه عبد المطلب من أبرهة موقف فيه سلبية مقيتة!!
ومع ذلك ... وبعد هذا الموقف السلبي من أهل مكة ... وبعد تفرق أهل مكة في شعاب الجبال ... وبعدما أخلوا مكة لأبرهة ليدخلها بجيوشه وبفيله ... بعد هذا الموقف السلبي نزلت الطير الأبابيل!! نزلت المعجزة الكبرى ... طيور صغيرة ترمي بحجارة من سجيل ... أهلكت جيش أبرهة ومن معه ...
لماذا نزلت الطيور الأبابيل؟ لماذا نزلت لنصرة قوم سلبيين؟ لأن هذه كانت سنة الله – عز وجل – في إهلاك الظالمين ... كانت هذه هي السنة الماضية في إهلاك الظالمين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كان الله – عز وجل – يهلك الظالمين بخارقة ... والمؤمنون لا يرفعون سيفا ولا يشتبكون في قتال.
لكن الله تعالى شرّع سنة جديدة في الطريقة التي يُهلك بها الظالمون بعد خمسين يوما فقط من قصة أبرهة ... وذلك بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كانت حادثة الفيل هي آخر الحوادث التي يُنصر فيها الدين بخارقة ...
نعم ما زالت سنة إهلاك الظالمين باقية ... فهي سنة باقية إلى يوم القيامة ... ولكن الذي تغير مع ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو طريقة الإهلاك ... فالسنة الجديدة هي { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد: 7 ] .
فلابد أن يقدم المسلمون العمل الخالص لله – عز وجل – والصحيح على منهاج النبوة. فإذا قدم المسلمون العمل، أنزل الله – عز وجل – ما يشبه الطير الأبابيل. وبغير جهد وبذل وعطاء ... لن تُرمى حجارة من سجيل ... إنها السنة الجديدة الخاصة بأمة الإسلام ... وهي سنة ماضية إلى يوم القيامة ... لا تبديل لها ولا تحويل ...
إخواني في الله ... نحن لسنا أعز على الله – عز وجل – من نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ... لقد مضت معه هذه السنة في كل حياته ... في غزوة بدر ... وفي غزوة الأحزاب ... بل وحتى في غزوة أحد.
والآن ما العمل مع هذا الوضع الذي تعيشه أمة الإسلام في هذه الأيام؟ إنها ليست مشكلة دولة ... أو مشكلة مجتمع ... أو مشكلة فرد ... إنها مشكلة أمة كاملة ... أمة عاشت سنوات تقود غيرها فإذا بها تُقاد!!
نحن نريد فقها عميقا لأسباب المرض ... وعلاجا شرعيا لها ... والمشكلة في اعتقادي مشكلة فكرية في المقام الأول ... هي مشكلة سوء فهم خطير لكثير من الأصول الثوابت في الإسلام.
نحن نريد توحيد المفاهيم على أساس شرع الله عز وجل. ونريد حركة بهذه المفاهيم وسط أبنائنا وأحبابنا وجيراننا ومجتمعاتنا ... ونريد عملا بكل مفهوم علمنا أنه في دين الله عز وجل.
مفاهيم تحتاجها الأمة:
1- إن نصر الله يكون بتطبيق شرعه. وتطبيق الشرع يكون على ثلاث مستويات، تشمل الفرد والمجتمع والحاكم، كل له دوره في تطبيق شرع الله.
2- إن أمة الإسلام أمة لا تموت ولن تموت. فلو أُحبط الناس، فلا أمل في القيام ... لابد أن يتيقن المسلمون أن الدولة الأخيرة ستكون دائما لأمة الإسلام ... وأن هذه الأمة لا تموت ... وهي باقية ما بقيت الأرض . ولكن احذروا شيئا في غاية الخطورة: احذروا قاعدة الاستبدال. فإن الله - عز وجل – وإن كان من سنته أن يُهلك القرى الظالمة من غير أمة الإسلام بكاملها ... فإنه مع أمة الإسلام يُمضي قانونا خاصا ... وهو قانون الاستبدال ... فيهلك جيلا فاسدا من المسلمين، وينشئ جيلا صالحا مكانه.
3- إن الأمم الظالمة المعادية للمؤمنين أمم هالكة لا محالة. فأمة الأمريكان أمة هالكة لا محالة إن ظلت على طريقها وعلى منهاجها.
4- الفشل قرين التنازع. فإذا كان المسلمون في مبنى سكني واحد لا يستطيعون أن يتحدوا لإصلاح شئونهم ... فكيف يرجى توحيد بلاد المسلمين؟! إذا كان المسلمون لا يشعرون بروح الفريق في العمل، وفي الشارع، وفي النادي، وفي المصلحة، بل وأحيانا في المسجد!! فكيف لو كان التصارع على إمامة أمة؟!! إذا كان هذا يحدث فكيف تتجمع أمة المسلمين وكيف يتنزل النصر؟!!
5- ما حك جلدك مثل ظفرك، فتول أنت جميع أمرك. النصر – إخواني في الله – بضاعة محلية ... لا يصلح أن يُكتب عليها: صُنع في الصين، أو صُنع في فرنسا، أو صُنع في أمريكا ... ولكن لابد أن يُكتب عليها بوضوح " صُنع في بلاد المسلمين ... صُنع في أمة الإسلام ".
6- " كما تكونوا ... يُوَلَّ عليكم ". " لا تنشغلوا كثيرا بالحديث عن الحكام ... لا تنشغلوا بإلقاء التبعة على أكتافهم وتنسوا أنفسكم ".
7- المخطط الأمريكي في بلاد المسلمين مخطط مسبق. ليس بسبب شخص معين كصدام حسين أو الملا عمر ... وليس بسبب أسلحة تدمير شامل أو غيرها ... كل ما في الأمر هو اتخاذ بعض الذرائع لتجميل الصورة وإرضاء الحلفاء وإسكات الشعوب.
8- أمة الإسلام تملك الكثير. ليس من المقبول شرعا أو عقلا أن تقف دولة فقيرة معدمة مثل كوريا الشمالية هذه الوقفة أمام أمريكا، ولا تستطيع أمة الإسلام أن تقفها. ولنبحث: ماذا في أيدي الشعوب المسلمة؟ الواقع أنها تملك الكثير، مثل: التأثير في الرأي العام المحلي والعالمي، والمقاطعة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي، والايجابية في الانتخابات لاختيار الأصلح، والتربية على هذه المعاني السامية، والإصلاح ومحاربة الفساد، وتحسين الإنتاج وتوجيهه إلى الأصلح والأنفع.
9- " أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي ". كلمة قالها الصديق رضي الله عنه عندما حدثت حروب الردة ... يعبر فيها عن القيام بدوره حتى لو قعد الآخرون. إنها المسئولية الفردية ...
10- إياك والتسويف. لا أقول لك لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ولكن أقول لك: لا تؤجل عمل اللحظة الحالية إلى اللحظة القادمة.
فتلك عشرة كاملة ... لو فهمناها وفهّمناها وتحركنا بها قامت لنا أمة ... ورُفعت لنا راية ... وكُتب لنا نصر وسيادة وتمكين.
وختاما ... أخي وحبيبي ... ورفيقي في طريق الله ... ليست هذه أولى الأزمات التي مرت بأمتنا الإسلامية ... فهناك من المآسي الشيء الكثير التي مرت بأمتنا، مثل حروب الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، واجتياح الصليبيين لبيت المقدس، واستباحة التتار لبلاد الإسلام، وما فعله القرامطة في الحرم المكي!!!
ولكن في كل هذه الأحوال لم تحدث معجزة من السماء بنزول الطير الأبابيل، ولكن تحققت السنة الإلهية المستقرة لهذه الأمة: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد: 7 ] .
نحن لسنا في زمان أبرهة ...
نحن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبغير شرعه صلى الله عليه وسلم، فلا نصر ولا فوز ولا نجاة. دين الله واضح لا غموض فيه ... قواعد شرعية معلومة ... وسنن إلهية ثابتة ... إن سار عليها المسلمون فازوا في دنياهم وأخراهم ... وإن أبوا ... فلا يلومنَّ إلا أنفسهم ... )))
تعليق