هل الحقيقة مطلقة ام نسبية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    هل الحقيقة مطلقة ام نسبية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    هل الحقيقة مطلقة ام نسبية

    يقول الدكتور محمد جابر الانصارى :( يجب أن يكون واضحاً في غاية الوضوح: أن المطلق مطلق، ولكن الفهم البشري والتفسير البشري لأي جانب من جوانب المطلق هو فهم نسبي" ) .(تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها، د. محمد جابر الأنصاري، ص83). وهذا كلام خطير وعليه سوف يحدث اختلاف وتفاوت فى الاراء ووجهات النظر تؤدى بنا وتحتم علينا الاحتكام الى المطلق والثابت كقاضى محايد بينى وبين الطرف الاخر من قبل إن تحوم حوله الكثير من التأويلات و التفسيرات ووجهات النظر الشخصية (تحت الفهم النسبى) التى يمكن إن تجعل الحقيقة المطلقة نسبية أو تفقدها هويتها أو مذاقها ولا يمكن إن تكون الحقيقة كذلك الا بالنسبة للشخص نفسه لانه لو كان الفهم البشرى سوف يغير من وصف الحقيقة من الطلاقة الى النسبية فلن تكون هناك حقيقة انما اراء ووجهات نظر تحتمل الخطا حتى ولو سلمنا بانها صواب فالمهم ما تقوله الحقيقة لا ما يقوله الإنسان الا اذا توافق ما يقوله الإنسان مع ما تقوله الحقيقة وعلى ذلك لابد إن تكون هناك حقيقة مطلقة بجانب وجهة النظر التى تختلف من انسان الى اخر فتكون هناك الحقيقة وهناك وجهة النظر مع الفارق بينهما الذى يجب و يمكن إن يكتشف بسهولة عن طريق الثوابت والبديهيات والا فلن تقوم للحقيقة قائمة , يقول طيب تيزيني فى كتابه افاق فلسفية عربية معاصرة ( النسبية: هي الرأي الذي يقول بأن الحقيقة نسبية وتختلف من فرد إلى آخر، ومن جماعة إلى أخرى، ومن وقت إلى آخر)
    (افاق فلسفية عربية معاصرة، ص329)
    ومن ذلك لا يمكن ان اصف الحقيقة بالنسبية ولا اصفها بالطلاقة الا اذا كانت متوافقة مع القيم والثوابت والبديهيات العقلية غير الخاضعة لوجهات النظر او النزوات والشطحات و الاهواء تحت عنوان الحجج والبراهين لا التفسيرات او التبريرات وبذلك نخرج الحقيقة من دائرة الفهم النسبى فتكون فى منأى عن الانقسام على الذات او الخلط بينها وبين وجهات النظر المريضة و اذا كانت الحقيقة مصدرها هو فم الانسان فقط فلن تخرج عن كونها هراء او سفسطة وجدال عقيم بدون اى شبهة للحقيقة بغض النظر عن الوصف او على احسن الاحوال وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب الا اذا استقبلتها ارضية العقل بل اضطراب واقبلت عليها الفطرة بلا نفور ويمكن ان نتيقن من ذلك اذا اعتبرنا قابلية الفطرة للتشوه وما يترتب على هذا التشوه من الحيود والضلال و رؤية الحق باطل والباطل حق وما يساعد ذلك من تكيف وعصبية وتقليد عن ثقة فى غير محلها الذى يمكن ان يترجم الى وجهات نظر تخدم الشر والشيطان تحت عنوان نسبية الحقيقة .
    "فيجب ان نفصل بين الرأى والحقيقة فاذا قلنا مثلا الشمس تشرق كل يوم من الشرق وتغرب من الغرب: هذه حقيقة مؤكدة لا مجال للجدال فيها، أو على الأقل في ضوء معطياتنا العلمية الراهنة
    بينما اذا قلنا الشمس أقل جمالاً من القمر: فهذه ليست بحقيقة مؤكدة وإنما هي مجرد رأي شخصي أو تأويل ذاتي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ وبالتالي فليس من حقي إجبار الآخرين على اعتناقه أو التصديق عليه وليس من حقي الادعاء بأنه حقيقة منزلة غير منازعة
    وينسحب المنطق نفسه على الكثير من الأمور (الحقائق والآراء) في حياتنا، في الدين والعلم والأدب وفي سائر المجالات" (محمد على ثابت - الحوار المتمدن - العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22
    )
    اما القول بنسبية الحقيقة فهو من اقال الفسوفسطائيون وغيرهم من اهل الضلال " كالبراجماتيون "
    وعلى رأسهم كبيرهم الفيلسوف بروتاغوراس - الذين ظهروا في اليونان ما بين القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد ؛ حيث كانت اليونان تموج بمجموعة من الأفكار والمذاهب المتباينة المتنوعة ؛ فلجؤا لهذا القول في تأييد الآراء المتناقضة ؛ إما شكًا في الجميع ، أو للتخلص من جهد طلب الحقيقة .
    يقول الدكتور علي سامي النشار: ( نسبية كل شيء قال بها بروتاغوراس السوفسطائي حين أراد أن ينقد أصول المعرفة "إن الإنسان هو مقياس وجود ما يوجد منها ومقياس وجود ما لا يوجد" ثم أخذ بهذا الشُكاك بعد، فطبقوها على الحد كما طبقوها على نواحي العلم كله، فلم تعد حقيقة من حقائق العلم ثابتة أو مستقرة، بل كل شيء –كما يقول هرقليطس- في تغير مستمر) . ( مناهج البحث عند مفكري الإسلام، ص 191 ) .
    ويقول الدكتور عمر الطباع عن السوفسطائيين: (وكانت هذه الجماعة تنكر وجود حقائق ثابتة، وتدعي أن الحقيقة نسبية). (السلم في علم المنطق للأخضري، ص7 ) .
    - ( لقد عبر بروتاغوراس زعيم السوفسطائيين عن فكرهم في كتابه "عن الحقيقة" الذي فُقد ولم تصلنا منه إلا شذرات قليلة يبدأها بقوله "إن الإنسان معيار أو مقياس الأشياء جميعاً" وفي هذه العبارة القصيرة تكمن الثورة الفكرية للسوفسطائيين في مختلف ميادين الفكر. إنها تعني بالنسبة لنظرية المعرفة أن الإنسان الفرد هو مقياس أو معيار الوجود، فإن قال عن شيء إنه موجود فهو موجود بالنسبة له، وإن قال عن شيء إنه غير موجود فهو غير موجود بالنسبة له أيضاً، فالمعرفة هنا نسبية، أي تختلف من شخص إلى آخر بحسب ما يقع في خبرة الإنسان الفرد الحسية، فما أراه بحواسي فقط يكون هو الموجود بالنسبة لي، وما تراه أنت بحواسك يكون هو الموجود بالنسبة لك، وهكذا ). (مدخل لقراءة الفكر الفلسفي عند اليونان، للدكتور مصطفى النشار، ص70 -71).
    فتعاليمهم - كما يقول مؤلفا " قصة الفلسفة اليونانية - ( تعاليم هدامة لكل نظام اجتماعي ؛ للدين ، للأخلاق ، لكل نظم الدولة ) . ( ص 69) .
    وللزيادة عن السوفسطائيين ؛ انظر : " تاريخ الفلسفة اليونانية " ليوسف كرم ، و " الفلسفة اليونانية : تاريخها ومشكلاتها " لأميرة مطر ( ص 115 ومابعدها ) ، و " تاريخ الفلسفة اليونانية " لماجد فخري ، و " التعريفات " للجرجاني ، و " قصة الإيمان " لنديم الجسر ( ص 36-37) ، و " فلسفة الأخلاق " للدكتور توفيق الطويل ( ص 47-49 ) ، و " مختصر تاريخ الفلسفة " للمختار بنعبد لاوي ( ص 13-14) ، و " الموسوعة الفلسفية " للدكتور عبدالمنعم الحفني ( 482 ومابعدها ) ، و " المعجم الفلسفي " للدكتور مراد وهبة ( ص 444 وما بعدها ) ، و" ربيع الفكر اليوناني " لبدوي ( 165-180) ، و" قصة الفلسفة اليونانية " ( ص 62-72) ، و مقال " السوفسطائيون " لزكي نجيب محمود ، مجلة الرسالة ، صفر ، 1353.
    وفي العصر الحديث :
    تلقف أصحاب المذهب " البراجماتي " هذه الفلسفة ؛ لأنها تناسب مذهبهم النفعي المصلحي المتلون :
    - ( ليس من شك لدى أحد الآن أن بروتاجوراس هو الجد الأول للبراجماتيين المعاصرين؛ سواء على المستوى الفلسفي، أو على المستوى الحياتي؛ إذ لا يمكن فهم أقوال هؤلاء البراجماتيين معزولة عن آراء جدهم الأكبر ، فحينما يقول وليم جميس: "إن الحقيقي ليس سوى النافع الموافق المطلوب في سبيل تفكيرنا تماماً، كما أن الصواب ليس سوى الموافق النافع المطلوب في سبيل مسلكنا" و"أن المطلق ليس صحيحاً على أي نحو" . فهل يمكن أن نشك لحظة في أنه وأقرانه يمثلون بروتاغوراس العصر الحالي؟! لقد كان شيللر –وهو أحد كبار الفلاسفة البراجماتيين- على حق حينما كتب كتاب " why protagoras not plato معلناً أن بروتاغوراس هو جدهم الأول ) . (فلاسفة أيقظوا العالم، د. مصطفى النشار، ص 77).
    - (إن المذهب البراجماتي حين يقرر أن مقياس صحة الأفكار يتوقف على نتائجها، فهو بذلك يجعل الحقيقة نسبية غير ثابتة، أي تتغير وفقاً للظروف وأحوال الأفراد والمجتمعات ) . (تطور الفكر الغربي، لمجموعة من الباحثين، ص 424).
    - البراجماتية (تعيد إلى ذاكرة التاريخ نسبية السوفسطائية التي تزعم أن الفرد مقياس كل شيء). (أعلام الفلسفة الحديثة، د. رفقي زاهر، ص 171).
    - ( الفلسفة البراجماتية تتلخص اليوم في أفكار موجزة ؛ من أشهرها : .. الحقائق نسبية ، ولايمكن الوصول إلى حقيقة مطلقة ) . ( مقال : الطريق إلى العقلية الأمريكية ، محمد فالح الجهني ، مجلة المعرفة ، شوال 1425). ( وانظر : قصة الفلسفة اليونانية ، ص 71).
    واخيرا لو اعتبرا الحقيقة نسبية فلن يكون هناك وجهات النظر واذا اعتبرنا وجهات النظر فيجب إن تكون الحقيقة مطلقة و منفصلة عن الاراء الشخصية أو بمعنى اخر يجب إن يكون هناك حد فاصل بين الحقيقة ووجهات النظر ولا يمكن إن يكون هذا الحد محكوم بالانسان نفسه وخصوصا اذا اعتبرنا اهواءه ونزواته وما يحيط به من فساد و ضلال وغيرهما من الاشياء ذات التأثير السلبى و التى يمكن إن تشوشر على فطرته وتبعده عن الثوابت والقيم المستقلة والمنفصلة عن كل ذلك (النزوات والاهواء والتكيف مع الفساد) وعلى ذلك يجب إن تنسب الاشياء الى الحقيقة لا الحقيقة الى الاشياء والمقصود بالحقيقة هنا هو خلاصة ما توافق مع الثوابت والبديهيات العقلية ومكنون الحواشى الفطرية والالهام الالهى , ومن هذه الاشياء التى يجب إن تنسب الى الحقيقة هو القول نفسه بنسبية الحقيقة لانه لن يخرج عن كونه وجة نظر تحتمل الخطأ أو الصواب
    فلا يمكن إن يكون الشىء جميلا وقبيحا فى نفس ذاته بل يمكن إن يكون قبيحا بالنسبة لشخص وجميلا بالنسبة للاخر اما بالنسبة لنفس الذات لا يمكن إن يكون الا شىء واحدا اما حسن واما قبيح وكل ما يهمنا هو حقيقة الذات و اذا كانت الحقيقة ليست كذلك فسوف تفقد ذاتيتها الى الابد
    تقول قاعدة ديكارت المشهورة في الاستدلال على اليقين بالشك ( أنا أفكر ، فأنا إذن موجود ) . (مبادىء الفلسفة - ديكارت )
    وهي تعبير عما قرره علماء المسلمين في المنطق والفلسفة ، من أنه توجد مجموعة معلومات يقينية قطعية عند كل إنسان ، هي رأسمال الانسان الفطري لكسب معلومات حديدة ..
    ورأس المال هذه حقائق يقينية مطلقة ، مثل أنك موجود ، وأن الكل أكبر من الجزء ، وأن الكون مخلوق .. الخ.
    أما نتائج تفكيرنا التي نحصل عليها بواسطة توظيف المعلومات وترتيبها لتوليد معلومات جديدة ( العمليات الذهنية والعقلية ) فقد تكون حقائق مطلقة وقد تكون نسبية ..
    فالحقيقة المطلقة موجودة ، وهي الصواب الذي لا يحتمل الخطأ .. والحقيقة النسبية موجودة أيضا ، وهي الصواب الذي يحتمل الخطأ
    .
    فالعقل السليم يصدر حكما قطعيا على وجود الاشياء, بناء على مجموعة المعلومات اليقينية القطعية عند كل إنسان ، التى هي رأسمال الانسان الفطري لكسب معلومات حديدة و حكما ظنيا على تفسيرها بناء نتائج تفكيرنا التي نحصل عليها بواسطة توظيف المعلومات وترتيبها لتوليد معلومات جديدة ( العمليات الذهنية والعقلية ) فقد تكون حقائق مطلقة وقد تكون نسبية.
    مثلا : حقيقة أن الكل أكبر من الجزء ، أمر ثابت على كل حال مادام الكل كلا والجزء جزءً .. في كل العلوم ، وفي كل العصور من آدم الى أن يرث الله الارض ومن عليها، ثم في الآخرة ..
    إلا أن تنقلب طبيعتهما فلا يعودان كلا وجزء .
    والحقائق الرياضية البسيطة ثابتة أيضا، مثل أن (2 + 2 = 4 ) فما دام العدد والجمع لهما هذا المعنى ، فالنتيجة ثابتة .. أما إذا تغير معنى العدد أو معنى الجمع ، فهو أمر آخر لا ينقض ثبات القاعدة ..
    وأوضح من ذلك قاعدة : أن الشئ لا يمكن أن يكون موجودا وغير موجود في آن واحد في مكان واحد في ظروف واحدة .. وهوقاعدة استحالة التناقض ، وهي ثابتة في كل الحالات ، وبديهية عند كل إنسان مع توجد مع نمو عقله .. فعندما تعطي طفلك شيئا في يده ، ثم تأخذه من يده ، وتسأله أين هو ؟ لا يفتش عليه في يده ..
    ولو قلت له : هو في يدك وليس فيها ، لم يقبل . لان عقله يحكم بأن التناقض مستحيل !!
    إن هذه المجموعة من المعلومات الثابتة رأس مال موهوب من الله تعالى لكل إنسان ، وموهوب له معها قدرة على الاتجار فيها ، لكسب مجهولات جديدة .. بمايسمى عملية التفكير والاستدلال .. ومن هذه العملية ينتج الصح والخطأ، وتتولد الحقائق النسبية ، وليس من البديهيات .
    اذن لا بد للانسان أن يؤمن بوجود حقائق مطلقة ثابتة في كل الاحوال.. وهي المسماة في علم المنطق بالبديهيات الاولية ( لا الثانوية)
    مثلا عندما نريد الاستدلال على خلق لعالم نقول :
    العالم متغير ، وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
    فقد استعملنا مقدمتين بديهيتين ، ووصلنا بهما الى نتيجة جديدة هي ربح يضاف الى معلوماتنا .
    وهذا الربح - وهو هنا صحيح - قد يتطرق اليه الخطأ فتكون النتيجة صحيحة بنظرنا وليست كذلك في الواقع .. وهذه نسميها نسبية .
    يتبع
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    #2
    لا يمكن الانفكاك عن الثوابت

    لا يمكن الانفكاك عن الثوابت

    واخيرا لا يمكن لاى انسان على ظهر الارض إن ينكر وجود الثوابت سواء كانت عقلية أو كونية أو انسانية فلو دققنا فى اى جماعة من البشر فسوف نجد اجتماعها حتماعلى بعض الثوابت , ((قد نكون هذه الثوابت هى الامور المشتركة فيما بينهم مع امكان إن تكون مناقضة لثوابت اخرى))
    فمثلا المسيحيون يتفقون على رؤية واحدة لشخص المسيح
    بينما اصحاب الديانات السماوية مع الاختلاف الشديد الحادث بينهم يتفقون مثلا على حدوث الخطيئة من ادم
    اما اذا ذهبنا الى العالم اجمع فسوف نجده متفق على الثوابت الكونية والبديهيات العقلية التى لا يمكن إن يختلف عليها اثنان أو اكثر
    وهذا يجعلنا نقول ما دام هناك مجتمعات تكون هناك ثوابت واذا كان هناك ثوابت تكون هناك مجتمعات
    فأذا قسمنا هذه الثوابت نجد انها تتردد بين النسبى كالثوابت الانسانية بين الفرق و الشيع البشرية المتفقة على رأى واحد والناتجة بدورها عن اختلاف وجهات النظر والاراء حول ثوابت اخرى ..هذا الاختلاف هو الذى ادى الى نشوء هذه الفرق والشيع نتيجة اتفاقها على بعض وجهات النظر ورفض البعض الاخر والمطلق وهو مكنون الحواشى الفطرية و البديهيات العقلية .
    واذا اختلفت الثوابت الانسانية من مجموعة الى اخرى فلا ثقة الا فى الثوابت الكونية والعقلية المطلقة اى التى ليس لها علاقة بهوى النفس الانسانية وما يحيط بها أو يؤثر عليها حتى ولو طرحنا هوى النفس سوف نفتقر الى الثقة فى المعطيات التى لا يمكن إن نحصل عليه الا اذا تماشت هذه المعطيات مع الثوابت والقيم السابقة ولم تناقضها أو تشذ عنها حتى نكون فى منأى عن الحيود عن الحق أو الضلال .
    ونلاحظ إن اهمية الثوابت الكونية والعقلية نابع من
    اهمية الثوابت الاخرى بشكل عام فلا يمكن إن نعطى الاهمية للثوابت الانسانية بينما ننزعها
    من الثوابت العقلية والكونية واذا كانت هذه الثوابت غير ذات اهمية فتلك الثوابت ايضا سوف تكون كذلك والعكس صحيح .
    اذا كان هناك ثوابت لبعض الامم البشرية مشتركة فيما بينها فسوف يكون من الطبيعى إن تكون هناك ثوابت اخرى مشتركة لكل امة على حدة ولكن من الملاحظ والجدير بالاهتمام إن الثوابت الاولى لا تتناقض مع الثوابت الثانية فمثلا المسيحيون مع تعدد مللهم يتفقون على ثابت مشترك فيما بينهم وهو شخص المسيح ومن الطبيعى إن تكون لكل ملة ايضا ثوابت مشتركة اخرى فيما بين افرادها فهل تناقض الثابت العام ((المسيح)) مع الثوابت الخاصة بكل ملة لم يحدث ذلك وهذا شىء فطرى ينزع اليه الإنسان بلا تكلف ولو دقق الإنسان مرة اخرى سوف يجد إن فطرته التى املت عليه ذلك كشرط لعدم الضلال ((عدم التناقض بين الثوابت العامة والثوابت الخاصة )) إن تركها على طبيعتها الاولى سوف تملى عليه ايضا عدم التناقض بين الثوابت الاولى ((العقلية والكونية )) وبين الاثوابت الاخرى ((وجهات النظر المشتركة بين المجموعات البشرية )) كشرط اساسى ايضا لعدم الضلال والا فالحادث يمكن إن يتخيله الإنسان لو اختلفت كل الطوائف المسيحية على شخص المسيح فى نفس الوقت الذى اتفقت فيه على اشياء اخرى على ما اعتقد لن يكون هناك حظيرة للمسيحية فكل ملة سوف تصبح دين مختلف ((ضلال نسبى مقنع للمسيحيين )) ونسأل الله الهداية وعلى ذلك عدم الحيود عن الحق يتطلب عدم مناقضة الثوابت الاولى ((الثوابت العقلية والكونية)) لاى ثوابت اخرى والا فالحادث بالقياس ايضا ضلال مطلق للبشر وهذا يعطى للثوابت السابقة ((العقلية والكونية)) اهمية كبرى من جانب اخر .

    تعليق

    • ابن النعمان
      7- عضو مثابر
      حارس من حراس العقيدة

      • 22 فبر, 2010
      • 1222
      • اخصائي تحاليل طبية
      • مسلم

      #3
      العدل داخل هذا الاطار


      العدل داخل هذا الاطار

      واذا ناقشنا كل ذلك من خلال العدل يمكننا ان نفصل بين نسبية الحقيقة وبين طلاقتها ببساطة شديدة ويمكننا إن نبدأ فى ذلك بهذا السؤال
      هل العدل نسبى ام مطلق ؟ هل يمكن ان يكون هناك نوعين من العدل عدل الهي وعدل بشرى ؟ واذا كان هناك نوعين من العدل الا يجب ان يكون الأفضل والادق هو العدل الالهى الى مالا نهاية ؟ واذا كان هناك نوعين من العدل افلا يعد ذلك نقضا للعدل لان من العدل ان يكون العدل واحد مطلق لا يقيده شئ هوى ذات او زلات او غير ذلك من غايات ليست متعلقة بالعدل أو غيره من القيم هل يمكن ان أصوغ قانون لكل إنسان على حدة او اقتصر بتطبيق القانون على احد دون الآخر واذا كان لكل انسان قانون فكيف يتم الحكم فى المنازعات هل يتم طبقا لقانوني ام طبقا لقانونه ففى هذه الحالة سوف يرى كل انسان ان قانونه بالنسبة اليه هو الحسن وقانون الآخر هو القبيح والعكس صحيح واذا حدث ذلك فلن يتم حسم اى قضية من القضايا بوجه خاص او اى مسالة من المسائل بوجه عام لذلك لابد ان يكون العدل مطلق وفى نفس الوقت ثابت فطرى ومستقل عن هوى الذات بحيث اذا كان هناك نتيجة متعلقة بالعدل لا يختلف عليها اثنان حتى وان اختلف الزمان والمكان ولكي تفهم ذلك اذا كان هناك جمال نسببى متعلق بالحواس كحاسة البصر فهناك جمال مطلق متعلق ايضا بنفس هذه الحاسة والجمال النسبى المتعلق بشىء ما معناه ان هذا الشىء جميلا بالنسبة لشخص وقبيحا بالنسبة لشخص اخر اما الجمال المطلق فلا يمكن ان يختلف عليه اثنان ولو قست ما تكلمنا عنه بالنسبة لحاسة البصر لكلا من لحاستى الادراك والتمييز تجد ايضا ان هناك الحسن النسبى المتعلق بشىء معين عند بعض الافراد وهناك القبح النسبى المتعلق بنفس هذا الشىء عند البعض الاخر اى ان هذا الشىء حسن عند البعض وقبيح عند البعض الاخر مع انه واحد ومن الطبيعى ان الحكم الذى يكون مرجوعه الى الحسن النسبى او القبح النسبى لا ياخذ به فى الكلام عن حقائق الاشياء وخصوصا كما قلنا اذا كان الامر متعلق بالمصير الابدى للإنسان اوبالمفهوم الصحيح لبعض الأشياء المرتبطة بذلك كالعدل اما الذى ياخذ به شيئان فقط وهما الحسن المطلق الذى لا يمكن ان يختلف عليه اى اثنان و القبح المطلق الذى ايضا لا يمكن ان يختلف عليه اى اثنان وايضا العدل المطلق الذى لا يمكن ان يختلف عليه اثنان فى النتائج المترتبة على مفهومه او حقيقته وذلك لا يكون الا عن طريق الثوابت العقلية والإنسانية المجردة والمستقلة استقلالا تاما ومطلقا حتى عن ذاتية الإنسان نظرا لميل بعض البشر الخاطئ وتكيفهم فى بعض الاحيان مع الفساد وبذلك لابد ان يكون العدل من الثوابت الفطرية فيكون مطلق وليس نسبى وبالتالى يجب إن تكون الحقيقة المترتب عليها المصير الابدى للانسان مطلقة ايضا وليست نسبية ومن كل ما سبق نحصل على ان العدل ليس له علاقة باى قانون الا اذ اكان وسيلة لتحقيق غايته ((وعليه يجب إن تكون الحقيقة ايضا مطلقة وليس لها علاقة باى وجهة نظر)) وقبل الحديث عن هذا القانون يجب ان ابحث عن معنى ومفهوم العدل فاذا كان من مفهوم العدل المساواة فيجب ان يكون هذا المفهوم مغلف ومحمى من سوء الفهم او اللعب بالألفاظ ثم يتم البحث بعد ذلك عن قانون يحقق هذه الغاية اى المساواة لفظا ومعنى مما يؤكد ان المفهوم يكون هو السابق للقانون وبذلك يؤخذ طلاقته والحقيقة كذلك

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 3 أغس, 2024, 03:38 م
      ردود 4
      152 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة فارس الميـدان
      ابتدأ بواسطة الكاتب عزالدين بن راشو, 29 يول, 2022, 09:44 ص
      ردود 0
      79 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الكاتب عزالدين بن راشو
      ابتدأ بواسطة أحمد محمدالألفى, 31 ماي, 2022, 07:13 م
      ردود 0
      62 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة أحمد محمدالألفى
      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 26 فبر, 2022, 01:32 م
      ردود 0
      53 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عادل خراط
      بواسطة عادل خراط
      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 24 سبت, 2021, 08:29 م
      ردود 11
      126 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عادل خراط
      بواسطة عادل خراط
      يعمل...