لماذا لم يعترض اليهود على نسب المسيح عليه السلام
اجابة هذا السؤال تتلخص في ما سنذكره الان الا وهو لماذا لم يعترض اليهود على النسب ي حياة المسيح لانه لم يكن وقتها انجيل اسمه متى و لا لوقا في زمن المسيح عليه السلام يذكر هذا النسب بل ان لوقا لم يرى المسيح ان كان متى راه كما يزعمون فانه كتب انجيله بعد الصلب كما يزعمون ب اربعين سنة
فلن يعترض اليهود على نسب غير موجود
أما بعد كتابة الاناجيل لماذا لم يعترض اليهود فهذا بسيط جدا لانه لم يكن ايضا ممكنا لهم الحصول على نسخة من الكتاب المقدس و استحالة وجود شخص يحفظ هذا النسب ليجادل به اليهود و اقرأ معي هذه الادلة:-
الاب جون وايتفورد في مقالاته حول التقليد الكنسي وترجمة أسرة الدراسات بكنيسة مار جرجس بالإسكندرية وراجعها وقدم لها الأسقف العام الأنبا رافائيل تحت عنوان كلمات حول التقليد الكنسي صـ50 " فقد كانت هناك صعوبة بالغة في اقتناء نسخ ولو جزء من الأسفار. وذلك كان بسبب قلة الإمكانيات المتاحة وطول الوقت المطلوب لإصدار نسخة من الكتاب المقدس. ولهذا كان قليلون هم الذين يملكون نسخاً من الأسفار. ولكن كانت الأسفار تحفظ بواسطة أشخاص معينين من الكنيسة أو تحفظ في المكان الذي تجتمع فيه الكنسية لتصلى بالإضافة إلى أن اغلب الكنائس لم تكن تملك نسخا كاملة للعهد القديم. ولا بالطبع للعهد الجديد “.
وكان عمل نسخة واحدة من الكتاب المقدس كله يستغرق شهورا عديدة و يحتاج أيضا إلى عدد 170 من جلد العجول أو 300 من جلد الغنم 00 واضح إن الذين يقتنون مثل هذه الكتب كانوا واسعي الثراء أو من كبار العلماء)
و كان ندرة الأوراق الرقوق التي تحتاجها عملية النساخة رغم بهاظة تكلفتها كما سبق إيضاحه 00 كانت من اكبر المشاكل وحتى وصل الأمر انه تم انمحاء إحدى مخطوطات الأسفار لكتابة شيء أخر على ذات الرقوق وهو ما حدث مع النسخة الافرايمية ويجهله الكثير 0 وحول ذلك يقول الأستاذ بالاكليريكية بالقاهرة الدكتور شماس اميل اسحاق ص 42( وسبب تسميته بالمجلد الافرايمي هو إن الكتابة كانت قد بهتت ومحيت في القرن الثاني عشر ولندرة الرقوق في تلك الأيام قام احد النساخ في ذلك القرن بمحو الكتابة القديمة على قدر استطاعته وأعاد استخدامها لنساخة بعض كتابات مار افرايم السرياني المترجمة إلى اليونانية000) وهاتيك الشواهد السالفة يعطيك دلالة اكيدة على أمور غاية في الاهمية :-
1- دلالة اكيدة على كم كان من الصعوبة بمكان الحصول على الرقوق لعمل النسخ قديما
2- ايضا هذا يعطينا دلاله على ان تلك المخطوطات كانت هينة رخيصة على القلوب لانها لم تكن سوى منقولات غير دقيقة عن منقولات اخرى قد تصل الى الاصول او لا تصل ولكن المؤكد انه عبر طريق التنقل بالنسخ اعتورتها الكثير من التحريفات 00
3- الصعوبات البالغة المؤدية لتملك نسخ من الاسفار الامر الذي ادى الى عدم انتشار النسخ بالقرون الاولى...
لم يكن الانجيل مشهورا في القرن الاول وانا اقول و لا الثاني
ثم انه في سنة سبعين ميلادية كان خراب الهيكل و تدمير اورشليم و هذا هو الوقت الذي كتبت فيه الاناجيل تقريبا فلم يكن اليهود في حال يسمح لهم بمناقشة هذا الموضوع
و إليك بعض الادلة الاخرى
وهذا ما قرره الاباء اليسوعيون ايضا في درساتهم اللاهوتية على الكتاب المقدس بالترجمة اليسوعية
ويؤكد ذلك الاباء اليسوعيون في مقدمتهم للكتاب المقدس ((ولم يظهر شأن الاناجيل طوال هذه المدة(منذ الرفع حتى 140 م ) ظهورا واضحا00 كما ظهر الشأن لرسائل بولس00 اجل لم تخلُ مؤلفات الكتبة المسيحيين الاقدمين من شواهد مأخوذة من الاناجيل او تلمح اليها 00 ولكنه كاد ان يكون من العسير كل مرة ان يجزم هل الشواهد مأخوذة من نصوص مكتوبة كانت بين ايدي هؤلاء الكتبة ؟ 0 ام هل اكتفوا باستذكار اجزاء من التقليد الشفهي00 ؟
ومهما يكن من امر. فليس هناك قبل سنة 140م اى شهادة تثبت ان الناس عرفوا مجموعة من النصوص الانجيلية المكتوبة.. ولا يُذكر ان لمؤلَّف من تلك المؤلفات صفة ما يلزم .. فلم يظهر الا في النصف الثاني من القرن الثاني شهادات ازدادت وضوحا على مر الزمن بان هناك مجموعة من الاناجيل وان لها صفة ما تُلزِم. وقد جرى الاعتراف بتلك الصفة على نحو تدريجي.))
واول ما بدأوا بجمعه هي رسائل بولس ولم تكن مقدسة من قبل فيقول عنها الاباء اليسوعيون
((وانها انتشرت انتشارا واسعا سريعا لما كان للرسول بولس من الشهرة . ومع ما كان لتلك النصوص من الشان فليس هناك قبل اول القرن الثاني اى شهادة تثبت ان هذه النصوص كانت تعد اسفارا مقدسة لها من الشان ما للكتاب المقدس)) .....
يقول مقدم الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس(وما كان بد من ان تثار ذات يوم مسالة المكانة العائدة لهذه المؤلفات الجديدة وان حظى التقليد الشفهي في اول الامر بمكانة افضل كثيرا مما كان للوثائق المكتوبة0 ويبدو ان المسيحيين حتى ما يقرب من سنة 150م تدرجوا من حيث لم يشعروا بالامر الا قليلا جدا0 الى الشروع في انشاء مجموعة جديدة من الاسفار المقدسة 0 واغلب الظن انهم جمعوا في بدء امرهم رسائل بولس واستعملوها في حياتهم الكنسية و لم تكن غاياتهم قط ان يؤلفوا ملحقا بالكتاب المقدس بل كانوا يدعون الاحداث توجههم)
- ومن هنا يمكن للباحث اخذ هذا التاريخ 150م كبداية لتقسيم مراحل تدوين الكتاب المقدس سواء في عهده الجديد او من حيث ضمه الى العهدالقديم0
- وقد ذكر نورتن في مؤلفه "الاسناد" ط1837 بوسطن ج 1 ( و نقلا عن اكهارن " لا نجد ثمة اشارة الى الاناجيل الثلاثة متى ومرقس ولوقا قبل اواخر القرن الثاني ثم ان الذي ذكر هذه الاناجيل اول الامر كان هو أيريناوس عام 200م تقريبا وأورد بعضا من الدلائل على عددها00 ثم كان اكليمندس السكندري عام 216م فبذل مجهودا كبيرا جدا في هذا الامر00" ) 0وقد ذكر شيئا قريبا من هذا يوسابيوس القيصري في تاريخ الكنيسة في الفصل الثامن من الكتاب الخامس ثم كان ضم انجيل يوحنا الا ان كتابات يوحنا كان حولها كثير النزاعات :00
ثم ان شرح تيموثاوس الاولى 1 : 4 "ولا يصغوا الى خرافات وانساب لا حد لها تسبب مباحثات دون بنيان الله الذي في الايمان." يتكلم أن اليونانيين يأتون بأنساب تصلهم بمن لهم قرابة بالالهة و انهم من عائلة ملوكية الهية للتفاخر ثم يقول عن اليهود كانوا يأتون بأنساب تعود بهم الى لاوي أو الى يهوذا ثم يقول المفسر تادرس يعقوب ملطي و هذه محاولات صعبة جدا.اذا لن يعترض اليهود على نسب وصل اليهم بعد رفع المسيح بأكثر من مئة سنة او يزيد و هو زمن ظهور الانجيل.(تفسير انطونيوس فكري)
كان من الصعوبة الحصول على شجرة انساب وقت بولس و الاناجيل كتبت بعد رسائل بولس كما هو معلوم فما بالكم على ما هو بعد الرفع باكثر من 150 سنة
و الخلاصة لم يعترض اليهود زمن المسيح لعدم وجود انجيل متى او انجيل لوقا زمن المسيح
و لم يعترضوا بعد المسيح لعدم انتشار هذا الانجيل و صعوبة الحصول عليه أصلا
أما في حياة المسيح هناك من اعترض عليه مثل قولهم له أين هو أبوك كما في يوحنا 8 : 19 و من تفاسير هذا العدد "هم بسؤالهم عن ابيه الارضي ينكرون اباه السماوي" فهناك انكار له و لنسبهو هذه دعوتهم له – لعنهم الله و قبحهم – بأنه ابن غير شرعي و غيره في الاناجيل كلمزهم له بقولهم اننا لم نولد من زنا
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق