سوء خاتمة الملحدين !!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ظل ظليل مسلم اكتشف المزيد حول ظل ظليل
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان أحمد
    مشرفة الأقسام الإسلامية

    • 9 يون, 2006
    • 2427
    • موظفة
    • مسلمة

    #31
    بارك الله فيك أخونا ظل ظليل

    وأقول للأخ الكريم آدم

    أن ذكر مثل هذه القصص عبرة لمن يعتبر

    ولا ندعي أبدا أن من يتطاول على الله يجب أن يمت ملحدا لا, فالله يمن على من يشاء

    ونعلم علم اليقين ولله الحمد والمنة أن الله يمهل , ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    وبالله التوفيق

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق

    • inquisitor
      0- عضو حديث

      • 18 فبر, 2009
      • 27
      • Tajir
      • مسلم

      #32
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      إتق الله و تحرى الصدق و راجع مصادر التاريخ قبل أن تجرح في السلف

      منقول :




      الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ، أول حفيد من أحفاد عبدالملك بن مروان يلي الخلافة ، حيث كان أبوه يزيد بن عبد الملك حين عهد لأخيه هشام بالخلافة من بعده ، قد جعله ولي عهدٍ له ، فلما مات هشام بالرصافة في ربيع الاخر سنة 125 هــ صلي عليه الوليد بن يزيد ، ثم بويع له بالخلافة بعد عمه في نفس اليوم .

      وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الأموية حيث تسارعت المشاكل في كل مكان والأخطر من ذلك أن الإنقسامات حدثت بين أبناء البيت الأموي نفسه واصبح بأسهم بينهم شديد .

      فرغم أن الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند ــ وقد يسر له ذلك كثرة الاموال التي تركها له عمه هشام - الذي اشتهر بجمع المال ــ ورغم انه اشتهر بصفات حسنة وميل الي فعل الخير كما قال ابن كثير الذي يقول :
      ( ثم ان الوليد بن يزيد سار في الناس سيرة حسنة بادئ الرأي وأخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين وزاد في أعطيات الناس ولا سيما اهل الشام والوفود وكان كريما ممدوحا شاعرا مجيدا لا يسأل عن شيئ فيقول لا )

      رغم هذه البداية الطيبة إلا ان الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة أقامها ضده بتدبير بعض ابناء عمومته الاخرين ، هشام وسليمان والحجاج أبناء الوليد بن عبدالملك.

      وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء ، حتي اتهموه انه همّ بأن يشرب الخمر فوق الكعبة عندما أمّرَهُ عمه هشام علي الحج سنة 119هـ كما أُتهم بأنه أهان المصحف الشريف الي غير ذلك من التهم الشنيعة التي الصقها به أبناء البيت الاموي بابن عمهم ، والحقيقة انه بالتكامل والبحث في النصوص اتضح ان هذه التهم مختلقة من اساسها بدافع الحقد والخصومة ، فبعض المصادر التاريخية تروي مايدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة ، فابن الاثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهي الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، ثم يقول : ( وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وانكروه ونفوه عنه ، وقالوا : انه قيل عنه وليس بصحيح ) .

      وروي الطبري و ابن الاثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل ان يقتلوه ، قالوا :
      ( فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه ، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي ، كلمني قال له : من انت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة ، قال : يا أخا السكاسك ،
      ألم ازد في أعطياتكم ؟
      ألم أرفع المؤن عنكم ؟
      ألم اعط فقرائكم ؟
      ألم اخدم زمانكم ؟
      فقال :إنا ما ننقم عليك في أنفسنا ، ولكن ننقم عليك في إنتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح امهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله .
      قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت وأغرقت وإن فيما أُحِلَ لي لسعة عما ذكرت ورجع الي الوراء وأخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان ، ونشر المصحف يقرأ ، ثم قتلوه ، وكان آخر كلامه قبل ان يقتل ، ( اما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم ) .
      فهذا يدل علي ان التهم التي ألصقت بالوليد كانت باطلة أشاعها حوله أعداؤه من أبناء عمومته ، ثم كيف لعاقل أن يصدق بأن الوليد ــ وكان ولي عهد الخليفة وخليفة المسلمين في المستقبل ــ يهم بشرب الخمر فوق الكعبة وهو أمير الحج !
      وهل ضاقت عليه الدنيا حتي لم يجد مكانا يشرب فيه الخمر غير الكعبة ، إن هذا لو حدث من حاكم مسلم في عصرنا هذا لرماه الناس بالحجارة ، فكيف بالوليد ــ خليفة المسلمين ــ وهو في عصر قريب من عصر النبوة والخلافة الراشدة وملئ بالعلماء والصالحين من التابعين .

      علي كل حال اذن الله لدولة بني امية ان تزول وحق عليهم قول الله تعالي :
      (يخربون بيوتهم بايديهم ) ولم نبعد عن الصواب حين قلنا ان مقتل الوليد علي ايدي ابناء عمومته كان بداية النهاية لدولتهم ولم يجتمع لهم كلمة بعده كما حذرهم الوليد نفسه ولقد حاول بعض ابناء بني امية مثل العباس بن الوليد اخو يزيد قائد الثورة علي الوليد ، ومروان بن محمد ان يوقفوا التدهور الذي آل اليه بني أمية وأن يمنعوا الثورة علي الوليد لكنهم فشلوا في ذلك واستطاع الثوار الإحاطة بالوليد في قصره في قرية تسمي البخراء علي بعد أميال من تدمر وقتلوه في أواخر جمادي الآخرة سنة 126 هـ.
      وجاء مقتله دليلا علي حالة الانهيار الذي وصل اليه ابناء البيت الاموي الذين فقدوا كل احساس بالمحافظة علي دولتهم والاخطار التي كانت تحدق بها من كل جانب ولقد سهلوا بعملهم هذا لأعدائهم القضاء علي دولتهم وعليهم جميعا في مدي ثلاثة سنوات بعد مقتل الوليد بن يزيد .
      ـ
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      -انظر ترجمته في تاريخ خليفة بن خياط ص363 وتارخ اليعقوبي جـ 2 ص331 والطبري جـ7 ص8 وسير اعلام النبلاء للذهبي جـ5 ص370
      -الكامل في التاريخ جـ5 ص289 .
      - المصدر السابق جـ 5 ص287 .
      -انظر كتاب الاستاذ الدكتور : عبد الشافي محمد عبد اللطيف .
      -دراسات في تاريخ الدولة الاموية.

      تعليق

      • ظل ظليل
        مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

        • 26 أغس, 2008
        • 3506
        • باحث
        • مسلم

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة inquisitor
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        إتق الله و تحرى الصدق و راجع مصادر التاريخ قبل أن تجرح في السلف

        منقول :




        الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ، أول حفيد من أحفاد عبدالملك بن مروان يلي الخلافة ، حيث كان أبوه يزيد بن عبد الملك حين عهد لأخيه هشام بالخلافة من بعده ، قد جعله ولي عهدٍ له ، فلما مات هشام بالرصافة في ربيع الاخر سنة 125 هــ صلي عليه الوليد بن يزيد ، ثم بويع له بالخلافة بعد عمه في نفس اليوم .

        وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الأموية حيث تسارعت المشاكل في كل مكان والأخطر من ذلك أن الإنقسامات حدثت بين أبناء البيت الأموي نفسه واصبح بأسهم بينهم شديد .

        فرغم أن الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند ــ وقد يسر له ذلك كثرة الاموال التي تركها له عمه هشام - الذي اشتهر بجمع المال ــ ورغم انه اشتهر بصفات حسنة وميل الي فعل الخير كما قال ابن كثير الذي يقول :
        ( ثم ان الوليد بن يزيد سار في الناس سيرة حسنة بادئ الرأي وأخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين وزاد في أعطيات الناس ولا سيما اهل الشام والوفود وكان كريما ممدوحا شاعرا مجيدا لا يسأل عن شيئ فيقول لا )

        رغم هذه البداية الطيبة إلا ان الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة أقامها ضده بتدبير بعض ابناء عمومته الاخرين ، هشام وسليمان والحجاج أبناء الوليد بن عبدالملك.

        وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء ، حتي اتهموه انه همّ بأن يشرب الخمر فوق الكعبة عندما أمّرَهُ عمه هشام علي الحج سنة 119هـ كما أُتهم بأنه أهان المصحف الشريف الي غير ذلك من التهم الشنيعة التي الصقها به أبناء البيت الاموي بابن عمهم ، والحقيقة انه بالتكامل والبحث في النصوص اتضح ان هذه التهم مختلقة من اساسها بدافع الحقد والخصومة ، فبعض المصادر التاريخية تروي مايدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة ، فابن الاثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهي الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، ثم يقول : ( وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وانكروه ونفوه عنه ، وقالوا : انه قيل عنه وليس بصحيح ) .

        وروي الطبري و ابن الاثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل ان يقتلوه ، قالوا :
        ( فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه ، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي ، كلمني قال له : من انت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة ، قال : يا أخا السكاسك ،
        ألم ازد في أعطياتكم ؟
        ألم أرفع المؤن عنكم ؟
        ألم اعط فقرائكم ؟
        ألم اخدم زمانكم ؟
        فقال :إنا ما ننقم عليك في أنفسنا ، ولكن ننقم عليك في إنتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح امهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله .
        قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت وأغرقت وإن فيما أُحِلَ لي لسعة عما ذكرت ورجع الي الوراء وأخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان ، ونشر المصحف يقرأ ، ثم قتلوه ، وكان آخر كلامه قبل ان يقتل ، ( اما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم ) .
        فهذا يدل علي ان التهم التي ألصقت بالوليد كانت باطلة أشاعها حوله أعداؤه من أبناء عمومته ، ثم كيف لعاقل أن يصدق بأن الوليد ــ وكان ولي عهد الخليفة وخليفة المسلمين في المستقبل ــ يهم بشرب الخمر فوق الكعبة وهو أمير الحج !
        وهل ضاقت عليه الدنيا حتي لم يجد مكانا يشرب فيه الخمر غير الكعبة ، إن هذا لو حدث من حاكم مسلم في عصرنا هذا لرماه الناس بالحجارة ، فكيف بالوليد ــ خليفة المسلمين ــ وهو في عصر قريب من عصر النبوة والخلافة الراشدة وملئ بالعلماء والصالحين من التابعين .

        علي كل حال اذن الله لدولة بني امية ان تزول وحق عليهم قول الله تعالي :
        (يخربون بيوتهم بايديهم ) ولم نبعد عن الصواب حين قلنا ان مقتل الوليد علي ايدي ابناء عمومته كان بداية النهاية لدولتهم ولم يجتمع لهم كلمة بعده كما حذرهم الوليد نفسه ولقد حاول بعض ابناء بني امية مثل العباس بن الوليد اخو يزيد قائد الثورة علي الوليد ، ومروان بن محمد ان يوقفوا التدهور الذي آل اليه بني أمية وأن يمنعوا الثورة علي الوليد لكنهم فشلوا في ذلك واستطاع الثوار الإحاطة بالوليد في قصره في قرية تسمي البخراء علي بعد أميال من تدمر وقتلوه في أواخر جمادي الآخرة سنة 126 هـ.
        وجاء مقتله دليلا علي حالة الانهيار الذي وصل اليه ابناء البيت الاموي الذين فقدوا كل احساس بالمحافظة علي دولتهم والاخطار التي كانت تحدق بها من كل جانب ولقد سهلوا بعملهم هذا لأعدائهم القضاء علي دولتهم وعليهم جميعا في مدي ثلاثة سنوات بعد مقتل الوليد بن يزيد .
        ـ
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        -انظر ترجمته في تاريخ خليفة بن خياط ص363 وتارخ اليعقوبي جـ 2 ص331 والطبري جـ7 ص8 وسير اعلام النبلاء للذهبي جـ5 ص370
        -الكامل في التاريخ جـ5 ص289 .
        - المصدر السابق جـ 5 ص287 .
        -انظر كتاب الاستاذ الدكتور : عبد الشافي محمد عبد اللطيف .
        -دراسات في تاريخ الدولة الاموية.

        بارك الله فيك يا أخي ...

        من كتاب الكامل في التاريخ جـ 2 ص 246

        ذكرنسب الوليد وبعض سيرته
        هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، يكنى أبا العباس، وأمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي، وهي بنت أخي الحجاج بن يوسف، وأم أبيه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأمها أم كلثوم بنت عبد الله ابن عامر بن كريز، وأم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب؛ فلذلك يقول الوليد:
        نبي لهدى خالي ومن بك خاله ... نبي الهدى يقهر به من بفاخره
        وكان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم، منهمكاً في اللهو والشرقب وسماع الغناء فظهر ذلك من أمره فقتل. ومن جيد شعره ما قاله لما بلغه أن هشاماً يردي خلعه:
        كفرت يداً من منعم لو شكرتها ... جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن
        وقد تقدمت الأبيات الأربعة، وأشعاره حسنة في الغزل والعتاب ووصف الخمر وغي ذلك، وقد أخذ الشعراء معانيه في وصف الخمر فسرقوها وأدخلوها في أشعارهم وخاصة أبو نواس فإنه أكثرهم أخذاً لها.
        قال الوليد: المحبة للغناء تزيد في الشهرة، وتهدم المروءة، وتنوب عن الخمر، وتفعل ما يفعل السكر، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء، فإن الغناء رقية الزنا، وإني لأقول ذلك علي وإنه أحب إلي من كل لذة، وأشهى إلى نفسي من الماء إلى ذي الغلة، ولكن الحق أحق أن يتبع.
        قيل: إن يزيد بن منبه مولى ثقيف مدح الوليد وهنأه بالخلافة، فأمر أن تعد الأبيات ويعطى بكل بيت ألف درهم، فعدت فكانت خمسين بيتاً فأعطي خمسين أف درهم، وهو أول خليفة عد السعر وأعطى بكل بيت ألف درهم.
        ومما شهر عنه أنه فتح المصحف فخرج: واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ ابراهيم:15، فألقاه ورماه بالسهام وقال:
        تهددني بجبار عنيدٍ ... فها أنا ذاك جبار عنيد
        إذا ما جئت ربك يوم حشرٍ ... فقل يا رب مزقني الوليد
        فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيراً حتى قتل.
        ومن حسن الكلام ما قاله الوليد لما مات مسلمة بن عبد الملك، فإن هشاماً قعد للعزاء، فأتاه الوليد وهو نشوان يجر مطرف خز عليه، فوقف على هشام فقال: يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، واحتل الثغر فهوى، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف، " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " البقر:197. فأعرض هشام ولم يحر جواباً، وسكت القوم فلم ينطقوا.
        وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وأنكروه ونفوه عنه وقالوا: إنه قيل عنه والصق به وليس بصحيح. قال المدائن: دخل ابن للغمر بن يزيد أخي الوليد على الرشيد، فقال له: ممن أنت؟ قال: من قريش. قال: من أيها؟ فأمسك، فقال: قل وأنت آمن ولو أنك مروان. فقال: أنا ابن الغمر بن يزيد. فقال: رحم الله عمك الوليد ولعن يزيد الناقص، فإنه قتل خليفة مجمعاً عليه! ارفع حوائجك. فرفعها فقضاها.
        وقال شبيب بن شبية: كنا جلوساً عند المهدي فذكروا الوليد، فقال المهدي: كان زنديقاً، فقام أبو علاثة الفقيه فقال: يا أمير المؤمنين إن الله، عز وجل، أعدل من ان يولي خلافة النبوة وأمر الأمة زنديقاً، لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته، فكان إذا حضرت الصلاة يطرح الثياب التي عليه المطايب المصبغة ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ويؤتى بثياب نظاف بيض فيلبسها ويصلي فيها، فإذا فرع عاد إلى تلك الثياب فلبسها واشتغل بشر به ولهوه، فهذا فعال من لا يؤمن بالله! فقال المهدي: بارك الله عليك يا أبا علاثة!
        ومن كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة جـ 3 ص 485

        وقد رأيت في تاريخ الإسلام في ترجمة الخليفة محمد المهدي بن الرشيد هارون العباسي أنه سأل بعض جلسائه عن أحوال الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي، فقال له بعض من حضر: وما السؤال عنه يا أمير المؤمنين؟! كان رجلا فاسقاً زنديقاً. فلما سمع الخليفة المهدي كلامه نهره وقال له: صه، خلافة الله أجل أن جعلها في زنديق، وأقامه من مجلسه.
        وكان الوليد كما قال الرجل، غير أن المهدي غار على منصب الخلافة، فقال ذلك مع علمه بحال الوليد. فلعمري أين فعل هؤلاء من قول المهدي؟! مع أن خلفاء بني العباس كانوا أشد بغضاً لخلفاء بني أمية من بغض هؤلاء للملك الناصر، غير أن العقول تتفاوت وتتفاضل، والأفعال تدل على شيم الفاعل - انتهى.
        ومن كتاب البداية والنهاية جـ 10 ص 7 و 8 و9

        ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائة فيها كان مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهذه ترجمته هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو العباس الاموي الدمشقي، بويع له بالخلافة بعد عمه هشام في السنة الخالية بعهد من أبيه كما قدمنا.
        وأمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي.
        وكان مولده سنة تسعين، وقيل ثنتين وتسعين، وقيل سبع وثمانين، وقتل يوم
        الخميس لليلتين بقيتا في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، ووقعت بسبب ذلك فتنة عظيمة بين الناس بسبب قتله، ومع ذلك إنما قتل لفسقه، وقيل وزندقته.
        مقتله وزوال دولته كان هذا الرجل مجاهرا بالفواحش مصرا عليها، منتهكا محارم الله عز وجل، لا يتحاشى من معصية.
        وربما اتهمه بعضهم بالزندقة والانحلال من الدين، فالله أعلم، لكن الذي يظهر أنه كان
        عاصيا شاعرا ماجنا متعاطيا للمعاصي، لا يتحاشاها من أحد، ولا يستحي من أحد، قبل أن يلي الخلافة وبعد أن ولي، وقد روي أن أخاه سليمان كان من جملة من سعى في قتله، قال: أشهد أنه كان شروبا للخمر ما جنا فاسقا، ولقد أرادني على نفسي الفاسق.
        وروى ابن عساكر بسنده أن الوليد سمع بخمار صلف بالحيرة فقصده حتى شرب منه ثلاثة أرطال من الخمر، وهو راكب على فرسه، ومعه اثنان من أصحابه، فلما انصرف أمر للخمار بخمسمائة دينار.
        وقال القاضي أبو الفرج: أخبار الوليد كثيرة قد جمعها الاخباريون مجموعة ومفردة، وقد جمعت شيئا من سيرته وأخباره، ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من جرأته وسفاهته وحمقه وهزله ومجونه وسخافة دينه، وما صرح به من الالحاد في القرآن العزيز، والكفر بمن أنزله وأنزل عليه، وقد عارضت شعره السخيف بشعر حصيف، وباطله بحق نبيه شريف، وترجيت رضاء الله عزوجل واستيجاب مغفرته.
        وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا صالح بن سليمان، قال: أراد الوليد بن يزيد الحج وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة الخمر، فهموا أن يفتكوا به إذا خرج، فجاؤوا إلى خالد بن عبد الله القسري فسألوه أن يكون معهم فأبى، فقالوا له: فاكتم علينا، فقال: أما هذا فنعم، فجاء إلى الوليد فقال: لا تخرج فإني أخاف عليك، فقال: ومن هؤلاء الذين تخافهم علي ؟ قال: لا أخبرك بهم.
        قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف بن عمر، قال: وإن بعثت بي إلى يوسف بن عمر، فبعثه إلى يوسف فعاقبه حتى قتله.
        وذكر ابن جرير أنه لما امتنع أن يعلمه بهم سجنه ثم سلمه إلى يوسف بن عمر يستخلص منه أموال العراق فقتله، وقد قيل إن يوسف لما وفد إلى الوليد اشترى منه خالد بن عبد الله القسري بخمسين ألف ألف يخلصها منه، فما زال يعاقبه ويستخلص منه حتى قتله، فغضب أهل اليمن من قتله، وخرجوا على الوليد.
        قال الزبير بن بكار: حدثنا مصعب بن عبد الله قال: سمعت أبي يقول: كنت عند المهدي فذكر الوليد بن يزيد فقال رجل في المجلس: كان زنديقا، فقال المهدي: خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق.
        وقال أحمد بن عمير بن حوصاء الدمشقي: ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا حصين بن الوليد، عن الازهري بن الوليد قال: سمعت أم الدرداء تقول: إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين الشام والعراق مظلوما لم يزل طاعة مستخف بها ودم مسفوك على وجه الارض
        بغير حق.
        قال الامام أبو جعفر بن جرير الطبري:
        قتل يزيد بن الوليد الناقص للوليد بن يزيد قد ذكرنا بعض أمر الوليد بن يزيد وخلاعته ومجانته وفسقه وما ذكر عن تهاونه بالصلوات واستخفافه بأمر دينه قبل خلافته وبعدها.
        فإنه لم يزدد في الخلافة إلا شرا ولهوا ولذة وركوبا للصيد وشرب المسكر ومنادمة الفساق، فما زادته الخلافة على ما كان قبلها إلا تماديا وغرورا،
        ومن كتاب تاريخ الخلفاء الجزء 1 ص 220

        الوليد بن يزيد بن عبد الملك 125هـ ـ 126ه
        الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم : الخليفة الفاسق أبو العباس
        ولد سنة تسعين فلما احتضر أبوه لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي فعقد لأخيه هشام و جعل هذا ولي العهد من بعد هشام فتسلم الأمر عند موت هشام في ربيع الآخر سنة خمس و عشرين و مائة و كان فاسقا شريبا للخمر منتهكا حرمات الله أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه و خرجوا عليه فقتل في جمادى الآخرة سنة ست و عشرين
        و عنه أنه لما حوصر قال : ألم أزد في أعطياتكم ؟ ألم أرفع عنكم المؤن ؟ ألم أعط فقراءكم ؟ فقالوا : ما ننقم عليك في أنفسنا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله و شرب الخمر و نكاح أمهات أولاد أبيك و استخفافك بأمر الله
        و لما قتل و قطع رأسه و جيء به يزيد الناقص نصبه على رمح فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال : بعدا له أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا و لقد راودني على نفسي
        و قال المعافي الجريري : جمعت شيئا من أخبار الوليد و من شعره الذي ضمنه ما فجر به من خرقه و سخافته و ما صرح به من الإلحاد في القرآن و الكفر بالله
        و قال الذهبي لم يصح عن الوليد كفر و لا زندقة بل اشتهر بالخمر و التلوط فخرجوا عليه لذلك
        و ذكر الوليد مرة عند المهدي فقال رجل : كان زنديقا فقال المهدي : مه خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق
        و قال مروان بن أبي حفصة : كان الوليد من أجمل الناس و أشدهم و أشعرهم
        ومن كتاب الأعلام للزركلي جـ 8 ص 123

        الوليد بن يزيد
        (88 - 126 هـ = 707 - 744 م)
        الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس: من ملوك الدولة المروانية بالشام. كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، يعاب بالانهماك في اللهو وسماع الغناء. له شعر رقيق وعلم بالموسيقى. قال أبو الفرج: " له أصوات صنعها مشهورة، وكان يضرب بالعود ويوقع بالطبل ويمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز " وقال السيد المرتضى: " كان مشهورا بالالحاد، متظاهرا بالعناد " وقال ابن خلدون: ساءت القالة فيه كثيرا، وكثير من الناس نفوا ذلك عنه وقالوا إنها من شناعات الاعداء ألصقوها به. ولي الخلافة (سنة 125 هـ بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، فمكث سنة وثلاثة أشهر، ونقم عليه الناس حبه للهو، فبايعوا سرا ليزيد ابن الوليد بن عبد الملك، فنادى بخلع الوليد - وكان غائبا في " الاغدف " من نواحي عمان، بشرقي الاردن - فجاءه النبأ، فانصرف إلى البخراء، فقصده جمع من أصحاب يزيد فقتلوه في قصر النعمان بن بشير. وكان الذي باشر قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك.

        تعليق

        • ظل ظليل
          مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

          • 26 أغس, 2008
          • 3506
          • باحث
          • مسلم

          #34
          راجع

          انتحار ملحد !!!!

          تعليق

          • قلب ينبض بحب الله
            مشرفة عامة

            • 24 سبت, 2010
            • 3429
            • طاعة الله
            • مسلمة

            #35
            كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول عبر التاريخ ؟



            قصة كسرى وقيصر المشهورة مع النبي صلى الله عليه وسلم جديرة بالتأمل، فقد كتب إليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فامتنع كلاهما من الإسلام، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبَّت الله ملكه، وكسرى مزَّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله الله بعد قليل، ومزَّق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة ملك

            وكان من أثر ذلك ما ذكره السهيليُ أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيمًا له، وهم لم يزالوا يتوارثونه، حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة، ثم كان عند سِبْطه، فحدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قُوَّاد المسلمين اجتمع بذلك الملك، فأخرج له الكتاب، فلما رآه استعبر، وسأل أن يمكِّنه من تقبيله، فامتنع.


            ثم ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتابًا قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظِّمه ونكتمه عن النصارى؛ ليدوم الملك فينا.


            وإليكم هذا الخبر العجيب!


            كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام، فقال ابنه عتبة: والله لأنطلقَنَّ إلى محمد ولأوذينَّه في ربه. فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، كفرت بالذي دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى. فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك".


            ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه فقال: يا بُنَيّ، ما قلت له؟ فذكر له ما قاله، فقال: فما قال لك؟ قال: قال: "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك". قال: يا بني، والله ما آمن عليك دعاءه!


            فساروا حتى نزلوا بالشراة وهي أرضٌ كثيرة الأسد، فقال أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي، وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة، والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها. ففعلنا، فجاء الأسد فشمَّ وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد تقبض فوثب وثبة، فإذا هو فوق المتاع، فشمَّ وجهه ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه!! فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا يتفلت من دعوة محمد !!


            وذكر الكتاني في ذيل مولد العلماء (1/139) أنه ظهر في زمن الحاكم رجلٌ سَمَّى نفسه هادي المستجيبين، وكان يدعو إلى عبادة الحاكم، وحُكيَ عنه أنه سبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف، فلما ورد مكة شكاه أهلها إلى أميرها، فدافع عنه، واعتذر بتوبته، فقالوا: مثل هذا لا توبة له! فأَبَى، فاجتمع الناس عند الكعبة وضجُّوا إلى الله، فأرسل الله ريحًا سوداء حتى أظلمت الدنيا، ثم تجلت الظلمة وصار على الكعبة فوق أستارها كهيئة الترس الأبيض له نور كنور الشمس، فلم يزل كذلك ترى ليلاً ونهارًا، فلما رأى أميرُ مكة ذلك أمر بـ"هادي المستجيبين"، فضربَ عنقَهُ وصلبَه.


            وذكر القاضي عياض في الشفا (2/218) قصة عجيبة لساخرٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم! وذلك أن فقهاء القيروان وأصحابَ سحنون أفتوا بقتل إبراهيم الفزاري، وكان شاعرًا متفننًا في كثير من العلوم، وكان يستهزئ بالله وأنبيائه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر القاضي يحيى بن عمر بقتله وصلبه، فطُعن بالسكين وصُلب مُنكسًا. وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُفعت خشبته، وزالت عنها الأيدي استدارت وحوَّلته عن القبلة، فكان آيةً للجميع، وكبَّر الناسُ، وجاء كلبٌ فولغ في دمه!!


            وحكى الشيخ العلامة أحمد شاكر أن خطيبًا فصيحًا مفوهًا أراد أن يثني على أحد كبار المسئولين؛ لأنه احتفى بطه حسين، فلم يجد إلا التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال في خطبته: جاءه الأعمى، فما عبس وما تولى!!


            قال الشيخ أحمدُ: ولكن الله لم يَدَعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين -وبعد أن كان عاليًا منتفخًا، مستعزًّا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء- رأيته مهينًا ذليلاً، خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار!!


            وذكروا أن رجلاً ذهب لنيل الشهادة العليا من جامعة غربية، وكانت رسالتُهُ متعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان مشرفُهُ شانئًا حانقًا، فأبى أن يمنحه الدرجة حتى يضمِّن رسالته انتقاصًا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، فضعفت نفسه، وآثر الأولى على الآخرة. فلما حاز شهادته ورجع إلى دياره، فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ.


            لا إله إلا الله..


            صدق الله {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].
            وليُعلمْ أن كفاية الله لنبيه ممن استهزأ به أو آذاه ليست مقصورة على إهلاك هذا المعتدي بقارعة أو نازلة، بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة متعددة..


            فقد يكفيه الله عز وجل بأن يسلط على هذا المستهزئ المعتدي رجلاً من المؤمنين يثأر لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما حصل في قصة كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، واليهودية التي كانت تشتمُ النبي صلى الله عليه وسلم، فخنقها رجل حتى ماتت ، وأم الولد التي قتلها سيِّدها الأعمى لما شتمت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل إذ قتله معاذٌ ومعوّذٌ لأنه كان يسبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخُطْميةِ التي هجت النبي صلى الله عليه وسلم فانتدب لها رجل من قومها ، وأبي عَفَكٍ اليهودي الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم فاقتصّه سالم بن عمير ، وأنسِ بن زُنَيم الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم فشجَّه غلام من خزاعة ، وسلامِ بن أبي الحقيق إذ ثأر للنبي صلى الله عليه وسلم منه عبدُ الله بن عتيك وصحبه .


            ولعل أغرب وأعجب وأطرف ما وقفت عليه في هذا الباب ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مؤلفه المشهور (الصارم المسلول على شاتم الرسول)، قال رحمه الله: وقد ذكروا أن الجن الذين آمنوا به، كانت تقصد من سبَّه من الجن الكفار فتقتله، فيقرها على ذلك، ويشكر لها ذلك !

            ونُقل عن أصحاب المغازي أن هاتفًا هتف على جبل أبي قبيس بشِعْرٍ فيه تعريض بالنبي صلى الله عليه وسلم، فما مرت ثلاثة أيام حتى هتف هاتف على الجبل يقول:



            نحن قتلنا في ثلاثٍ مِسعرا *** إذ سفه الحق وسنَّ المنكرا

            قنَّعتُهُ سيفًا حسامًا مبتـرا *** بشتمـه نبينـا المطهـرا



            ومسعرٌ -كما في الخبر- اسم الجني الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم.
            ومن صور كلاءة الله لنبيه ممن تعرض له بالأذى أن يحولَ بين المعتدي وبين ما أراد بخوفٍ يقذفه في قلبه، أو ملكٍ يمنعه مما أراد.. وقد روي أن غورث بن الحرث قال: لأقتلَنَّ محمدًا. فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له: أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به. فأتاه فقال: يا محمد، أعطني سيفك أشمُّه. فأعطاه إياه، فرعدت يده، فسقط السيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حال الله بينك وبين ما تريد" .

            ومثل ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره من أن أبا جهل قال لقومه: واللات والعزى لئن رأيت محمدًا يصلي، لأطأَنَّ على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكصُ على عقبيه، ويتقي بيديه! فقيل: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقًا من نار وهولاً وأجنحةً! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا" .

            وعن ابن عباس -رضي الله عنه- أن رجالاً من قريش اجتمعوا في الحجر، ثم تعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف أن لو قد رأوا محمدًا لقد قمنا إليه مقام رجل واحد فقتلناه قبل أن نفارقه، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك لقد تعاهدوا لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل واحد إلا قد عرف نصيبه من دمك. فقال: "يا بنية أتيني بوضوء"، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد..


            فلما رأوه قالوا: ها هو ذا. وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم منهم إليه رجل، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام على رءوسهم، وأخذ قبضةً من التراب ثم قال: "شاهت الوجوه"، ثم حصبهم بها، فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصا حصاةٌ إلا قُتل يوم بدر كافرًا .


            لا إله إلا الله..


            صدق الله {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}.


            ومن صور حماية الله لنبيه، وكفايته إياه استهزاء المستهزئين - أن يصرف الشتيمة والذم والاستهزاء إلى غيره، فإذا بالشاتم يريد أن يشتمه فيشتم غيره من حيث لا يشعر!!
            قال صلى الله عليه وسلم: "ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمَّمًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد".
            قال ابن حجر: كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمونه باسم الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمّم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم. ومذمم ليس اسمه، ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم مصروفًا إلى غيره!



            لا إله إلا الله..


            صدق الله {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}.


            ومن صور الحماية الربانية أن يغيِّر الله السنن الكونية؛ صيانةً لنبيه صلى الله عليه وسلم، ورعاية له.
            وشاهد ذلك قصةُ الشاةِ المسمومة، فهذه زينب بنت الحارث جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم بشاة مشوية دسَّتْ فيها سمًّا كثيرًا، فلما لاك النبي صلى الله عليه وسلم منها مضغةً لم يسغها، وقال: "إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم"! ثم دعا باليهودية، فاعترفت.
            فانظر كيف خرم الله السنن الكونية من جهتين:


            أولاهما: أنه لم يتأثر صلى الله عليه وسلم بالسم الذي لاكه.
            وثانيتهما: أن الله أنطقَ العظم، فأخبره عليه الصلاة والسلام بما فيه.
            ومن صور الكفاية الربانية لنبي الهدى صلى الله عليه وسلم ممن آذاه أن يقذف الله في قلب هذا المؤذي المعتدي - الإسلامَ، فيئوب ويتوب، حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ماله وولده ووالده والناس أجمعين!!
            ومن أعجب الأمثلة في ذلك قصة أبي سفيان بن الحارث أخي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، وكان يألف النبي صلى الله عليه وسلم أيام الصبا وكان له تِرْبًا، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم عاداه أبو سفيان عداوةً لم يعادها أحدًا قط، وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجا أصحابه.. ثم شاء الله أن يكفي رسوله صلى الله عليه وسلم لسان أبي سفيان وهجاءه، لا بإهلاكه وإنما بهدايته!!

            قال أبو سفيان عن نفسه: ثم إن الله ألقى في قلبي الإسلام، فسرت وزوجي وولدي حتى نزلنا بالأبواء، فتنكرتُ وخرجتُ حتى صرت تلقاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ملأ عينيه مني أعرض عني بوجهه إلى الناحية الأخرى، فتحولت إلى ناحية وجهِهِ الأخرى.
            قالوا: فما زال أبو سفيان يتبعُهُ، لا ينزلُ منزلاً إلا وهو على بابه ومعه ابني جعفر وهو لا يكلمه، حتى قال أبو سفيان: والله ليأذنن لي رسول له أو لآخذن بيد ابني هذا حتى نموت عطشًا أو جوعًا. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لهما فدخلا عليه. فسبحان من حوَّل العداوة الماحقة إلى حب وتذلُّل، وملازمة للباب طلبًا للرضا!!


            لا إله إلا الله..


            صدق الله {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}.


            المصدر : موقع قصة الإسلام الدكتور راغب السرجانى




            وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
            إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            مواضيع من نفس المنتدى الحالي

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة محب المصطفى, 1 سبت, 2014, 12:47 ص
            ردود 339
            24,487 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة فارس الميـدان
            ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 21 أغس, 2012, 11:40 م
            ردود 316
            44,890 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة سعدون محمد1
            بواسطة سعدون محمد1
            ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 19 أكت, 2014, 04:34 م
            ردود 179
            159,184 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
            ابتدأ بواسطة قلب ينبض بحب الله, 28 أكت, 2012, 07:11 م
            ردود 154
            17,806 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة أحمد.
            بواسطة أحمد.
            ابتدأ بواسطة Technology, 7 أكت, 2015, 09:56 ص
            ردود 121
            14,635 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة فارس الميـدان
            يعمل...