في فلسطين.. نساء يعانقن الإسلام
طرَق على أبواب قلوبهن، فشرعن له الأبواب بكامل حب، صافحنه بقوة، وعقولهن تردد: طال الانتظار وطال الشوق.
بكامل الثقة بدأن في تمزيق صفحات قديمة من أعمارهن وأيامهن، وتركن العنان للإسلام وعبيره في اختراق أفئدتهن وأرواحهن، تعلقن بنبراسه الوهاج وبضوئه الذي لا ينتهي.
"كنت على يقين بأنني وُلدت لأكون مسلمة"، بثقة علت نبرات صوتها، بدأت إيريانا الأوكرانية الأصل حديثها إلينا، وتابعت: "أنا الآن اسمي نور، لقد أكرمني الله بنعمة الإسلام".
بكامل رغبة
وعن قصتها مع اعتناق الإسلام استطردت نور: "كنت أعيش في أوكرانيا، وعلى الرغم من كوني نصرانية فإنني كنت أشعر في داخلي أني إنسانة تبحث عن دين مختلف يعانق الأرواح ويكون بلسما للجروح، كثيرا ما كنت أهرب من الطقوس الدينية وأتحجج بالمرض والتعب. في المرحلة الجامعية صارحني أحد الشباب المسلمين بإعجابه بي وبرغبته في الزواج مني، هذا الشاب كان من فلسطين، وتحديدا من غزة".
وتابعت نور: "في البداية أهلي رفضوا فكرة الزواج، ولكن مع إصراري وافقوا. داخلني إحساس بأن حياتي كلها ستتغير، الجميل أن زوجي قال لي بعد الزواج: "سأدعك تحكمين بنفسك على الإسلام, وعندما استقر بنا المقام في فلسطين بدأ التحول في حياتي. بفضل الله كان زوجي متدينا رائعا، تعلمت على يديه اللغة العربية، ثم كان له الفضل في دخولي الإسلام بكامل رغبة".
مواقف رغبتني في الإسلام
وأكدت نور أن كثيرا من المواقف جعلتها تعتنق الإسلام، حيث قالت: "عندما كنت أبوح لزوجي برغبتي في استئناس الضيوف واستئذانهم منا قبل الزيارة، كان يؤكد لي أن الإسلام ومن قرون عديدة أمر بهذا، بل ذهب إلى ما هو أبعد، حيث قال عز وجل مخاطبا الزائرين: {وإن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}، وفي إحدى المرات أخبرني بأن اللقمة التي يضعها الزوج في فم زوجته تكون له صدقة، فوقفت مليا وأنا أفكر في هذا الدين العظيم. حدثني عن الجنة ونعيمها، عن الإعجاز العلمي للقرآن، ورويدا رويدا وجدت نفسي أعانق الإسلام، وأرتدي ما أمرني الله به، والحمد لله على هذه النعمة".
عانقته بكل جوارحي
"نطقت الشهادتين، ليس بلساني وحسب، بل نطقتهما بكل جوارحي"، بهذه الكلمات بدأت روكسانا الرومانية الأصل، والتي سمَّت نفسها بعد إسلامها فاطمة الزهراء حديثها إلينا، ومضت تُخبرنا عن رحلتها مع الإسلام قائلة: "عندما كنت طفلة في رومانيا لم أشعر بالطمأنينة خاصة عند ذهابي للكنيسة، وأدائي للطقوس الدينية، كان الشعور بالضيق ينتابني خاصة حين أسمع العديد من العبارات التي لا أعي معناها، كنت أتساءل: لماذا خُلقنا؟ وما هدفنا من هذه الحياة؟ وحين اعتنقت الإسلام وجدت كل الإجابات على أسئلتي التي عجزت النصرانية عن الإجابة عليها".
فرحة غامرة
وعن الموقف الذي سبب اعتناقها الإسلام قالت فاطمة الزهراء: "في أحد الأيام وجدت شريطا في سيارتي، فرغبت بسماعه، وشاء الله تعالى أن يكون للداعية الهندي أحمد ديدات، يحتوي على حوار بين المسلمين والنصارى، فكان المسلون يجيبون على كل الأسئلة التي توجه إليهم بأدلة قرآنية وبسلاسة، عكس النصارى الذين عجزوا عن تفسير ما يقومون به من عبادات وغيرها من الأمور، وهو الأمر الذي ولّد داخلي الرغبة للتعرف أكثر عن الإسلام، والحمد لله لقد اعتنقته عن كامل حب واقتناع".
فاطمة طبيبة الأسنان، لم تنسَ دور زوجها الفلسطيني الأصل، والذي تعرفت عليه في رومانيا: "زوجي كان يحمل الإيمان في قلبه، كان حريصا على طاعة الله والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، رغم وجودنا في بلاد غربية، وبفضل الله شجعني وكانت فرحته غامرة بإسلامي".
قراءة معمقة
عائشة كان اسمها قبل الإسلام مريانا، أسلمت بعد أن تعرفت على الدين الإسلامي بعمق، قالت في حديثها إلينا: "أسلمت بعد قراءة معمقة للدين الإسلامي، بقيت أدرسه عن قرب وكثب لمدة زادت عن العام، وبعدها تأكدت وأيقنت أن الإسلام هو الدين الصحيح، وأنه الدين الذي خُلقت من أجل أن أحيا في كنفه ورحابه".
عائشة التي تزوجت من فلسطيني في أثناء دراسته في يوغسلافيا، أكدت أن اعتناقها للإسلام كان سيحدث حتى لو لم تتزوج من مسلم، واستدركت: "دراستي للإسلام كانت قبل تعرفي على زوجي، لا أنكر أن زواجي وإقامتي في فلسطين عمَّقا لدي الكثير من المفاهيم، وقربتني من الإسلام أكثر فأكثر، وشعرت أنه دين الفطرة، ودين المثالية والكمال".
للمسلمين دور
ما المطلوب من المسلمين تجاه من أسلم حديثاً؟؟
سؤال ألقيناه على الدكتور ماهر السوسي أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة الذي أجاب قائلاً: للمسلمين دور مهم تجاه من يدخل الإسلام، وهو العمل على إبراز الصورة الواضحة والحقيقية للإسلام، كما أراده الله -سبحانه وتعالى- الإسلام النقي الذي هو دين الفطرة؛ فلا يحاول من يتعامل مع هؤلاء المسلمين الجدد أن يتشدد في عرضه للإسلام بحال من الأحول، لما ورد في الأثر عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم".
تنوع الوسائل
وأكد الدكتور السوسي أنه من الخطأ أن ندعو كل الناس إلى الإسلام بطريقة واحدة ووسيلة واحدة، وقال: "يجب على الداعية أن يكون على علم بالظروف المحيطة بالمدعوين، وطريقة عيشهم وعاداتهم وتقاليدهم، فيقر ما يتفق مع الإسلام منها، أما ما عارض منها الإسلام فيحاول الإيحاء بألطف الطرق والوسائل بضرورة التخلص منها والبعد عنها، ولا يضر إن تم هذا التغيير بالتدريج".
وحول دور الزوج المسلم مع زوجته غير المسلمة أردف د. السوسي قائلاً: "إن الزوج أقرب اجتماعيا وعاطفيا إلى زوجته، وأكثر التصاقا بها، وهذا يلقي عليه مهام أكثر من غيره؛ حيث إن الإسلام لا يفرض على من تزوج بغير المسلمة أن يلزمها بالإسلام، أو أن يدفعها إلى الإسلام رغما عنها، لقول الله تعالى: {لا إكراه في الدين}، ولكن هو مطالب بدعوتها ونصحها، وذلك يكون على خطوات، والأفضل أن يدعوها بفعله لا بقوله، فإن هذه هي خير وسيلة لدخول هؤلاء الإسلام".
المصدر اسلام اون لاين
http://www.islamonline.net/Arabic/Da...07/01/01.shtml
تعليق