نكمل بأذن الله الحديث عن أبي حنيفة النعمان
مكانة ابو حنيفة" رضي الله عنه "العلمية
فانه ليس بالغريب أن يفترى على الإمام أبو حنيفة " رضي الله عنه "الكذب وذلك امكانة علمية رفيعة ، فقد أخذ من العلوم الشرعية نصيبا وافرا فنبع في العلوم الشرعية ، ولقد كانت له القدرة على الإفتاء والتدريس وحل المشكلات الدقيقة التي تعرض عليه ، وكان له مع ذلكمعرفة في علم الكلام والجدل ، إذ كانت معرفته تلك مرتبطة بنشأته بالكوفة ، حيث كانت موطنا لاهل الاهواء ةالملل والنحل المختلفة ، والفرق المتباينة ، وإذا كان المجتمععلى هذه الشاكلة كثر فيه الجدل والمناظرات حول العقائد . لذلك أنشغل إمام السلفية أبو حنيفة" رضي الله عنه "في بداية طلبة للعلم يعلم الكلام حتى برع فيه ونبغ ، وبلغ فيه مبلغا يشار اليه بالبيان . وكان به يجادل وعنه يناضل ، وكان يرتحل الى البصرة لمناقشةأصحاب الخومات ، وهذا ما يدله قوله " كنت رجلا أعطيت جدلا في الكلام ، فمضى دهر فيه أتردد وبه أخاصم وعنه أناضل ، وكان اصحاب الخصومات والجدل أكثرهم بالبصرة ، فدخلت البصرة نيفا وعشرين مرة .........." وقال قبيصة بن عقبة : " كان الإمام أبو حنيفة " رضي الله عنه "في اول أمره يجادل اهل الاهواء ، حتى صار رأسا في ذلك منضورا اليه ، ثم ترك الجدل ورجع الى الفقه والسنه وصار إماما " وهناك ممن ينتسب الى الحنفية كالماتريدية يقول بأن إمام السلفية أبوحنيفة" رضي الله عنه "لم يترك الكلام تركا كليا بعد ان فضح المتكلمين وأظهر عوراتهم ، وهذا الكلام فيه تخليط لان الإمام اباحنيفة " رضي الله عنه "ترك علم الكلام تركا كليا وصرح بذلك مبينا سبب الترك ، حيث قال : " رأيت المشتعلين بالكلام قاسية قلوبهم ، غليضة أفئدتهم ، لا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة والسلف الصالح ، ولوكان خيرا لاشتغل به السلف الصالحين . " وهذا القول يرد زعم من زعم إن الماتريدية ليست إلا استمرارا لمدرسة الإمام الاعظم ، من غير ان يكون بينهما إلا فرق بسيط ، ولايعتد بة . فكيف يقال ان الماتريدية ليست إلا استمرارا لمدرسة الإمام ابو حنيفة والمتريدية خالفت أبا حنيفة " رضي الله عنه "في نفي كثير من الصفات الإلهية ، والقول بكلام النفسي ، وي مسمى الإيمان وفي مصادر الاستدلال في الاعتقاد ؟
لم ينبع الإمام في الكلام والجدال فحسب ، فحين أرادالله بالإمام خيرا ترك علم الكلام والجدال ، حتى أصبحأمام الفقه في عصره ، ساعده على ذلك ما فطره الله عليه من الذكاء والفطنة والسجايا الحسنة كالصبر والحلم ، وهذه الامور كلها ساعت على نبوغه ، ففاق أقرانه ةالكثير من أهل عصره في هذا العلم ، فكان الناس عيالا عليه ، كما قال الإمام الشافعي " رضي الله عنه "" من أراد أن يعرف الفقه ، فليزم أبا حنيفة وأصحابه ، فإن الناس كلهم عيال عليه في الفقه " . وقال عبد الله بن المبارك : " أبو حنيفة أفقه الناس " ،وقال حفص بن غياث : " كلام أبي حنيقة في الفقه أدق من الشعر " وقد صدق بن غياث ، فمن المسائل الفقهية الدقيقة التي عرضت على أبي حنيفة " رضي الله عنه " ،ما ذكره الصالحي عن وكيع قال " كنا عند أبي حنيفة " رضي الله عنه "فأتته امرأة فقالت : مات أخي وخلف ستمائة دينار ، فأعطوني منها دينارا واحدا ، قال : ومن قسم فريضتكم ؟ قالت : داود الطائي . قال :هو حقك أليس خلف أخوك بنتين ؟ قالت : بلى . قال : وأما ؟ قالت : بلى ، قال : وزوجة ؟ قالت .بلى . قال : واثني عشر أخا واختا واحدة ؟ قالت . بلى ، قال : فإن للبنات الثلثين أربعمائة ، وللام السدس مائة ، وللمرأة الثمن خمسه وسبعين ، ويبقى خمسه وعشرون ،للاخوة أربعةوعشرون لكل أخ ديناران ، ولك دينار ز" لذلك قال الذهبي في فقه أبي حنيفة " رضي الله عنه " : " الإمامة في الفقه ودقائقة مسلمة الى هذا الإمام " وهذا أمر لاشك فيه ثم أستشهد بهذا البيت :
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
اقوال الامام ابو حنيفة " رضي الله عنه "في توحيد الاسماء والصفات :
- قال الامام ابو حنيفة " رضي الله عنه ": لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف ، وهو قول اهل السنة والجماعة ، وهو يغضب ويرضى ولا يقال : غضبه عقوبته ، ورضاه ثوابه . ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . حي قادر سميع بصيرعالم ، يد الله فوق أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": وله يد ووجه ونفس كما ذكرالله تعالى في القرآن . فما ذكره الله تعالى في القرآن ، من ذكرالوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ، ولا يقال : إن يده قدرته أو نعمته ، لان فيه إبطال الصفة ، وهو قول أهل القدر والاعتزال ..........
قال البزدوي : العلم نوعان علم التوحيد والصفات ، وعلم الشرائع والاحكام . والاصل في النوع الاول هو التمسك بالكتاب والسنه ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنة والجماعة ، وهو الذي علي أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة " رضي الله عنه "وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم . وقد صنف أبو حنيفة " رضي الله عنه "في كتاب الفقه الاكبر ، وذكر فيه إ ثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه " : لا ينبغي لاحد أن ينطق في ذات الله بشئ . بل يصفه بما وصف به نفسه ، ولا يقول فيه برأيه شيئا تبارك الله تعالى رب العالمين .
- سئل الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه "عن النزول الالهي ، فقال : ينزل بلا كيف .
قال الملا علي القاري بعد ذكره قول الامام مالك " الاستواء معلوم والكيف مجهول ......." . اختاره إمامنا الاعظم – أبو حنيفة " رضي الله عنه "– وكذا كل ما ورد من الايات والاحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوهما من الصفات . فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة ، إذ تعقل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها . فإذا كان ذلك غير معلوم ، فكيف يعقل لهم كيفية الصفات . والعصمة النافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ، بل يثبت له الاسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات ، فيكون إثباتك منزها عن التشبيه ، ونفيك منزها عن التعطيل . فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشبه . ومن قال استواء ليس كمثله شئ فهو الموحد المنزه .
قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ولايقال إن يده قدرته أو نعمته لان فيه إبطال صفة ، وهو قول أهل القدر والاعتزال .
قال الالوسي الحنفي : أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الاعلام وأساطين الاسلام الامساك عن التأويل مطلقا مع نفي التشبيه والتجسيم . منهم الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه "، والامام مالك " رضي الله عنه "، والامام أحمد " رضي الله عنه "، والامام الشافعي " رضي الله عنه "، ومحمد بن الحسن ، وسعد بن معاذ المروزي ، وعبد الله بن المبارك ، وابو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري ، واسحاق بن راهويه ، ومحمد بن اسماعيل البخاري ، وابو داود السجستاني ( رضى الله عنهم ) .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ولا يشبه شيئا من الاشياء من خلقه ، ولا يشبهه شئ من خلقه ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ..........
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": لايوصف الله تعالى بصفات المخلوقين .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": وصفاته الذاتية والفعلية . اما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والارادة ، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والانشاء والابداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولايزال بأسمائه وصفاته .
- قال الامام أبو حنفية " رضي الله عنه ": ولم يزل فاعلا بفعله ، والفعل صفة في الازل ، والفاعل هو الله تعالى ، والفعل صفة في الازل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": من قال لا أعرف ربي في السماء ام في الارض فقد كفر ، وكذا من قال إنه على العرش ، ولا ادري العرش أفي السماء ام في الارض .
- قال الامام ابو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبجه ؟ قال : إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الارض ، فقال رجل : أرأيت قول الله تعالى :{ وهو معكم } – سورة الحديد :الاية4- قال : هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه .
- قال الامام ابو حنيفة " رضي الله عنه ": والقرآن غير مخلوق .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ونقر بان الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة .
أقوال الامام أبي حنيفة " رضي الله عنه "في القدر :
- جاء رجل الى الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه "يجادله في القدر، فقال له : ( أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس ، كلما إزداد نظرا إزداد تحيرا ) .
- يقول الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ( وكان الله تعالى في الازل بالاشياء قبل كونها ) .
- وقال : ( يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوما ، ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده ، ويعلم الله تعالى الموجود في حالة وجوده موجودا ، ويعلم كيف يكون فناؤه ) .
- يقول الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ( وقدره في اللوح المحفوظ ) .
- وقال : ( ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب ، فقال القلم : ماذا أكتب يارب ؟ فقال الله تعالى : اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة ، لقوله تعالى {وكل شئ فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر } )
- وقال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ( لايكون شئ في الدنيا ولا في الاخرة إلا بمشيئته )
- ويقول الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": (خلق الله الاشياء لا من شئ ) .
- وقال : ( وكان الله تعالى خالقا قبل ان يخلق ) .
- وقال : ( نقر بأن العبد مع اعماله وإقراره ومعرفته مخلوق ، فلما كان الفاعل مخلوقا ، فأفعاله أولى أن يكون مخلوقة ) .
- وقال : (جميع افعال العباد من الحركة والسكون : كسبهم ، والله تعالى خالقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ) .
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": (وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة والله تعالى خلقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ، والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره ، والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته ، لابمحبته ولا برضاه ولا بأمره ) .
- وقال : ( خلق الله تعالى الخلق سليما من الكفر والايمان ، ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم ، فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى أياه ، وآمن من أمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له ).........والصواب : خلق الله تعالى الخلق على فطرة الاسلام ،
- كما سيبينه الامام أبو حنيفة" رضي الله عنه "في قوله الاتي : وقال : ( واخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر ، فجعلهم عقلاء ، فخاطبهم وأمرهم بالايمان ، فأقروا له بالربوبية ، فكان ذلك منهم إيمانا ، فهم يولدون على تلك الفطرة ، ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير ، ومن آمن وصدق فقدثبت عليه وداوم ) .
- وقال : ( وهو الذي قدر الاشياء وقضاها ، ولا يكون في الدنيا ولا في الاخرة شئ إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ، وكتبه في اللوح المحفوظ ) .
- وقال : ( ولم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الايمان ، ولكن خلقهم اشخاصا ، والايمان والكفر فعل العباد ، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره ، فإذا آمن بعد ذلك ، فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير لنيتغير علمه ) .
أقوال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه "في الايمان :
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ( والايمان هو الاقرار والتصديق ) .
- وقال : ( الايمان إقرار باللسان ، وتصديق بالجنان ، والإقرار وحده لايمكن إيمانا ).
- وقال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ( والايمان لايزيد ولا ينقص ) . قلت : قوله في عدم زيادة الايمان الايمان ونقصانه ، وقوله في مسمى الايمان ، وان العمل خارج عن حقيقة الايمان .........قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه "في الايمان وبين عقيدة سائر أئمة الاسلام - مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم – والحق معهم ، وقول أبي حنيفة " رضي الله عنه "مجانب للصواب . وهو مأجور في الحالين ، وقد ذكرابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة " رضي الله عنه "رجع عن قوله. والله اعلم .
اقوال الامام أبي حنيفة " رضي الله عنه "في الصحابة :
- قال الامام أبو حنيفة " رضي الله عنه ": ( لانذكر أحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير ) .
- وقال : ( ولانتبرأ من أحد من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا نوالي أحدا دون أحد ) .
- ويقول : (مقام احدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة ، خير من عمل أحدنا جميع عمره ، وان طال ) .
- وقال : ( ونقر بأن أفضل هذه الامة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين .
- وقال : (افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم إلا بذكر جميل ) .
الثناء على أبي حنيفة " رضي الله عنه ":
أبونعيم الحافظ قال : حدثنا محمد بن ابراهيم بن علي ، قال : سمعث حمزه بن علي البصري يقول : سمعت الشافعي " رضي الله عنه "يقول ( الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه ) وقال حرمله بن يحيى : سمعت محمد بن ادريس الشافعي يقول ( من أراد أن يتبحر في الفقه ، فهو عيال على أبي حنيفة ) . قال : وسمعته – يعني الشافعي – يقول ( كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ) .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 6 / 404 ) قال حفص بن غياث ( كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر ، لايعيبه إلا جاهل ) وقال الذهبي أيضا : وروي عن الاعمش أنه سئل عن مسألة ، فقال ( إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت ، وأظنه بورك له في علمه ) وقال جرير : قال لي مغبرة ( جالس أبا حنيفة تفقه ، فإن ابراهيم النخعي لو كان حيا لجالسه ) قلت – الذهبي -: ( الامامة في الفقه ودقائقه ، مسلمة الى هذا الامام . وهذا أمر لا شك فيه ) . انتهى .
وقال الذهبي عنه ( برع في الرأي ، وساد أهل زمانه في التفقه ، وتفريع المسائل ، وتصدر للاشتغال ، وتجرج به الاصحاب ) . ثم قال ( وكان معدودا في الاجواد الاسخياء ، والاولياء الاذكياء ، مع الدين والعبادة والتهد وكثرة التلاوة ، وقيام الليل رضى الله عنه ) .
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (10 /110 ) الامام أبو حنيفة ....... فقيه العراق ، وأحد أئمة الاسلام ، والسادة الاعلام وأحد أركان العلماء ، وأحد الائمة الاربعة اصحاب المذاهب المتبوعة ، وهو أقدمهم وفاة ) . وقال ابن العماد في شذرات الذهب ( 1 / 228 ) ( وكان من أذكياء بني آدم . جمع الفقه والعبادة ، والورع والسخاء . وكان لايقبل جوائز الدولة ، بل ينفق ويؤثر من كسبه ) . ويروى عن سفيان الثوري – كما في الفقيه والمتفقه ( 2 /73 ) قوله ( كان أبو حنيفة أفقه أهل الارض في زمانه ) .
وقال محمد بن مزاحم : سمعت ابن المبارك يقول ( أفقه الناس أبو حنيفة ، ما رأيت في الفقه مثله ). وقال ابن المبارك ايضا ( لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس ) .
قال علي بن عاصم : لو وزن علم الامام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه ، لرجح عليهم .
كان يحيى بن سعيد يختار قوله في الفتوى ، وكان يحيى يقول : لا نكذب الله ! ما سمعنا أحسن م رأي أبي حنيفة ، وقد أخذنا باكثر أقواله . وقال عبد الله بن المبارك : لولا أن الله أعانني بأبي حنيفه وسفيان الثوري لكنت كسائر الناس . وقال في الشافعي : رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته . وقال الشافعي : من أراد الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ، وم أراد السير فهوعيال على محمد بن إسحاق ، ومن أراد الحديث فهو عيال على مالك ، ومن أراد التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان .
وقال عبد الله بن داود الحريبي : ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم لابي حنيفة ،لحفظه الفقه والسنن عليهم . وقال سفيان الثوري وابن المبارك : كان أبو حنيفة أفقه أهل الارض في زمانه . وقال أبو نعيم : كان صاحب غوص في المسائل . وقال مكي بن ابراهيم : كان أعلم أهل الارض .
وفاته :
ذكر ابن الاهدل أن أبا جعفر المنصور نقله الى بغداد ليوليه القضاء فأبى ، فحلف أبو حنيفة " رضي الله عنه "ان لا يفعل ، فأمر بحبسه وقيل أنه كان يرسل اليه في الحبس أنك إن أحببت وقبلت ما طلبت منك لاخرجنك من الحبس ولاكرمنك ، فأبى ، فأمر بان يخرج كل يوم فيضرب عشرة أسواط فكان يخرج به كل يوم فيضرب فأكثر الدعاء فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات في الحبس مبطونا سنه 150 هجريه ، فأخرجت جنازته وكثر بكاء الناس عليه وصلى عليه خمسون الفا في مقابر الخيزران في بغداد .
____________________
المصدر :
من سيرة الإمام أبو حنيفة الدكتور صباح قاسم الامامي
____________________
المصدر :
من سيرة الإمام أبو حنيفة الدكتور صباح قاسم الامامي
الحمد لله
وللحديث بقيه عن شخصية إسلاميه جديده
وللحديث بقيه عن شخصية إسلاميه جديده
تعليق