جزاك الله خيرا

أطلت الطريق أخي الكريم .. وفي مقدماتك ما لم تثبته ولا يسلم لك به خصمك ..

والساكن ، حتى لو لم يتحرك ، قد يكون مالكـًا للقدرة على الحركة .. وبلغة " النظار " هنا : يملك بالقوة ثم بالفعل .. فإلزامك لخصمك هنا بأن الساكن لا يتحرك إلا من آخر يحتاج إلى توضيح وبيان.

على أية حال، أنت اعتمدت في كل هذا على أن الحركة مفتقرة إلى من يحركها .. فالقول بأن كل حدث لا بد له من محدث أظهر وأسهل ، والتسليم به أقرب ، والطريق إليه أقصر ..

وافتقار الحركة إلى المحرك أخفى من افتقار الحدث إلى محدث .. ولذلك لا تجد من يوافق على الثانية دون الأولى .. لكن قد تجد من ينكر الأولى مع إقراره بالثانية ..


والمقصود أنه ينبغي في مثل هذه المسائل لزوم ما بينه العلماء طلبـًا للسلامة ..

وبالمناسبة أنصح لإخوتي بأنهم قبل الانشغال باكتشاف الجديد أن ينشغلوا في البداية بما أتى به العلماء قبلهم ، فيعرضونه للناس مختصرًا أو بأسلوب عصري أو بزيادة بيان وما شابه ..

وقد كان هذا دأب أهل العلم .. ففي فترة تحصيل العلم ينشغلون بتلخيص المؤلفات قبلهم وتهذيبها وتجريدها ... الخ .. فإذا اشتد الساعد واستبان الطريق كان الجديد مأمون التحقيق بإذن الله.

وأسأل الله أن يشكر للأخ الكريم منشئ الموضوع اجتهاده وسعيه.

جزاكم الله خيراً أساتذتي الأفاضل ..
لكن .. بصراحة أنا لا أفهم عن ماذا تحديداً يتحدث هذا المثال ( أن أي متحرك لابد وأنه كان ساكناً ) ..
ألا وضحت لنا أستاذنا الكريم / ابن النعمان ؟!
أعتذر عن ازعاجي لجضرتك .. لكن عندي شغف لأفهم هذا الموضوع ..
بارك الله فيك ..
وجزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل /متعلم على نصيحتك الغالية :

أنصح لإخوتي بأنهم قبل الانشغال باكتشاف الجديد أن ينشغلوا في البداية بما أتى به العلماء قبلهم ، فيعرضونه للناس مختصرًا أو بأسلوب عصري أو بزيادة بيان وما شابه ..
وقد كان هذا دأب أهل العلم .. ففي فترة تحصيل العلم ينشغلون بتلخيص المؤلفات قبلهم وتهذيبها وتجريدها ... الخ .. فإذا اشتد الساعد واستبان الطريق كان الجديد مأمون التحقيق بإذن الله.

تسلسل الحوادث يقصد به : أن كل حادث لابد أن يسبقه حادث ويليه حادث ..
بمعنى آخر : الشيء تولد عن شيء سابق وينتج شيئاً تالياً ..
وهذا الكلام منطقياً سليم ..
ولكن قد يفهم منه أن الكون هكذا يسير مع نفسه بلا رقيب ولا خالق لكل شيء ..
وأنه لا منظم ولا مهيمن مسيطر ..
وهي النقطة التى ضغط عليها -بغباء- القائلون بقدم الكون وأزليته ..

والأستاذ نعمان أكرمه الله يريد أن يقضي على فكرة التسلسل (التى هي صحيحة في أصلها - لكن أخطأ الناس في تناولها) بمثال التحرك بعد سكون ..
أي أنه تناول (حدث) نتج (عن حدث) (الحركة الناتجة عن سكون) ..
والأصوب والأقصر طريقاً (حتى لا نفتح الباب لجدال عقيم) هو أن نسأل من أحدث الحدث .. وهو ما أراد الأستاذ متعلم أن يوضحه.
والجملة : جملة غير سليمة لأنه لا يمنع - نظرياً - أن تكون الحركة قوة ذاتية كامنة في الساكن .. لكنها لا تظهر ..


ومن يفهم " تسلسل الحوادث " فهماً صحيحاً ( في ضوء وجود خالق منشيء) يستطيع أن يفهم بجلاء معنى اسمي ( الأول ) و( الآخر )


كتاب متميز في هذا الموضوع : قدم العالم وتسلسل الحوادث
http://mareb.org/showthread.php?t=6959

جزاكم الله خيراً ..

حياكم الله أخوتى وأخواتى الأعزاء ..

هناك مصطلحين يجب أن نفرق بينهما:

القدم والحدوث ..

القدم: بمعنى أن الشىء لا بداية ولا نهاية له ..
الحدوث: بمعنى أن الشىء له بداية ونهاية ..

والكون حادث .. وكل العلوم العصرية تثبت هذه الحقيقة بما لا يدع مجالاً للشك ..

والدليل العقلى على حدوث الكون .. جواز العدم عليه .. وما جاز العدم عليه كان حادثاً لا محاله .. وكان مفتقراً فى وجوده لغيره .. ومهما تسلسلت الحوادث .. فلابد بحكم الضرورة العقلية أن ننتهى قطعاً إلى وجود قديم .. واجب الوجود بذاته ولذاته وهو الله تعالى .. وهو الموجد لكل شىء .. وكان كل شىء غيره حادث لا محاله ..

وفى هذا نسف للسؤال الأبله: من خلق الله .. ؟!

ولذلك يقول الإمام الطحاوى فى كتابه بيان أهل السنة والجماعة: [قديم بلا إبتداء .. دائم بلا إنتهاء .. لا يفنى ولا يبيد .. ولا يكون إلا ما يريد] أهـ .. ويقول أيضاً: [ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه .. لم يزدد بكونهم شيئاً لم يكن قبلهم من صفاته .. وكما كان بصفاته أزلياً كذلك لا يزال عليها أبدياً .. ليس بعد خلق الخلق إستفاد إسم الخالق .. ولا بإحداث البرية إستفاد إسم البارى .. له معنى الربوبية ولا مربوب .. ومعنى الخالقية ولا مخلوق .. وكما أنه محيى الموتى بعدما أحيا إستحق هذا الإسم قبل إحيائهم .. كذلك إستحق إسم الخالق قبل إنشائهم] أهـ ..

وهذا هو معنى إسمى الله تعالى .. الأول والآخر ..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

راجع:

بيان أهل السنة والجماعة .. !!!!!
الله تعالى واجب الوجود .. !!!!!