نشرت أخيراً رسالة تثبت أن مسؤولي الفاتيكان كانوا يعرفون بإساءات رجال الدين للأطفال جنسيا منذ عام 1963.
اعداد لؤي محمد : بعث قس أميركي برسالة إلى البابا بول السادس عام 1963 عنونها "مشكلة القس المشكلة" وأشار فيها الى أن الفاتيكان كان على معرفة كاملة بمدى الإساءات الجنسية التي وقعت داخل الكنيسة الكاثوليكية الأميركية قبل ما يقرب من خمسة عقود.
وجاء في الرسالة التي كتبها القس جيرالد فتزجرالد تفاصيل عن مزاعم بإساءات جنسية وقعت في لوس انجليس وفيها حاجج أن أفضل معالجة يمكن القيام بها تجاه القساوسة التي يعتدون على الفتيان والصبيان هو نزع الرتبة الدينية عنهم بدلا من تحويلهم إلى أماكن عمل أخرى مثلما هو الحال في الكنيسة الكاثوليكية منذ فترة طويلة.
وقال القس فتزجرالد في رسالته: "شخصيا، أنا لست متفائلا من عودة هؤلاء القساوسة إلى العمل على الرغم من إدمانهم على الممارسات غير الطبيعية خصوصا اقتراف الذنوب تجاه الصغار...وحيثما يكون هناك مؤشر على التجاوز بسبب طابع الفضيحة الكبير أنا أقترح نزعا كليا للصفة الكهنوتية الممنوحة لهم. وأنا أقول نزعا كليا لأن هؤلاء حينما يحاكمون في محاكم مدنية سيلوم كل العالم غير الكاثوليكي نظام العزوبية باعتباره السبب وراء انحراف هؤلاء الرجال".
وبرزت هذه الرسالة إلى الملأ مع بدء الفاتيكان بمواجهة الانتقادات باعتبارها تغطية ظالمة لفضيحة الاعتداءات الجنسية على الصغار والتي عكستها وسائل الإعلام الأميركي بشكل مكثف. وفي ولاية كنتاكي الأميركية رفع محام يمثل الضحايا دعوى ضد الفاتيكان تطالب بجعل البابا بندكيت السادس عشر يقدم شهادته أمام المحكمة.
وردا على هذه الدعوى بشكل خاص قال رئيس محكمة الفاتيكان غويسيب دالا تور إن البابا بندكيت السادس عشر باعتباره رئيسا لدولة يتمتع بالحصانة ولا يمكن أن يدعى لأداء الشهادة في أي محكمة بما يخص هذه القضية أو تلك.
لكن صحيفة الاندبندنت اللندنية قالت المحامين الممثلين للضحايا في كاليفورنيا يسعون الآن إلى تأكيد أهمية الرسالة الآنفة التي بعثت في عام 1963 إلى البابا بول السادس. وقال المحامي انتوني دوماركو إن "الرسالة تثبت أن مسؤولي الفاتيكان كانوا يعرفون بإساءات رجال الدين قبل عدة عقود وكان عليهم أن يعملوا أكثر لحماية الأطفال".
لكن مسؤولي الفاتيكان في لوس انجليس قالوا إنه من المرجح ألا يكون الأب بول السادس قد قرأ رسالة فتزجرالد. وقال متحدث عن الفاتيكان: "من المؤكد أن المجتمع والكنيسة قد طورا فهما جديدا لأسباب الإساءة الجنسية وكيفية التعامل معها".
http://www.elaph.com/Web/news/2010/4/548948.html