ألوهية السيد المسيح
معنى إله:في الإسلام:
الإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبوداً محبوباً لذاته إلا هو, وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد. " 1 "
ومعنى لا إله إلا الله وحده لا شريك له , لا معبود بحق إلا الله ..(وحده) تأكيد للإثبات (لا شريك له) تأكيد للنفى. قال الحافظ: كما قال تعالى وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163] وقال وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 25]. "2 "
في المسيحية: لفظ إله يعني (من يستحق العبادة) أو (سيد- قاضي- نبي).
"إن اسم الإله يُطلق على غيره تعالى، إذا كان مضافاً، أو نكرة. فقال الله لموسى: أجعلك إلهاً لفرعون فخصّصه بفرعون ليوقع عليه الضربات بأمر الله، فيقع الرعب في قلب منه. ويكون هارون نبيَّك يعني يبلّغ عنك كل ما تخبره به. " 3 "
والأمثلة من الكتاب المقدس:
1- موسى دُعي إلها" (خروج 7 :1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ).
2- الشيطان دُعي إلهاً لهذا الدهر (2كو4: 4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ ( الشيطان) قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
3- اليهود آلهة حسب الكتاب المقدس (مز82: 6 "أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم" ).
4- تأكيد السيد المسيح للنص السابق ( يوحنا 10: 34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟).
بذلك يتضح أن لفظ إله لا يعني بالضرورة الله تعالى بل من الممكن أن يكون المقصود بها سيد أو قاضي أو نبي !!.
في اللغة الإنجليزية يتم التفرقة بين إله حقيقي "الله" و"إله غير حقيقي", بوضع الحرف الأول للكلمة كبير "كابيتال" عند الإشارة إلى "الله" God" " ووضع الحرف الأول صغير عند الإشارة إلى "إله" غير حقيقي (سيد,قاضي.) "god" .
معنى كلمة رب:
[ربب] ر ب ب: رَبَّ كل شيء مالكه و الرَّبُ اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا بالإضافة (رب البيت, رب العمل, رب الأسرة,...الخ.)وقد قالوه في الجاهلية للملك. " 4 "
ولا يختلف المفهوم المسيحي عما سبق:
"إذا أُطلقت كلمة «رب» على غير الله أُضيفت، فيُقال «رب كذا». وأما بالألف واللام فهي مختصَّة بالله. ويُفهم هذا من قرائن الكلام، فإذا قيل «رب المشركين» كان المراد منه معبوداتهم الباطلة.....، بخلاف ما إذا قيل «رب المؤمنين» فإنه يُفسَّر بالإله الحقيقي المعبود. " 5 "
معنى رب في الإنجليزية – (مصدر الترجمة) .." الكتاب المقدس تمت ترجمته من العبرية واليونانية إلى الإنجليزية ثم تمت ترجمته من الإنجليزية إلى العربية وغيرها من اللغات"
كلمة رب بالإنجليزية هي "لورد" ( Lord ) وهي لقب أو مرتبة بمعنى "سيد", فيطلق على لاعب كرة مصري مثلا" " لورد الكرة المصرية" و يمنح الإنجليز هذا اللقب " لورد " كنوع من التكريم والتعظيم, كما يطلق على المعلم أو المدرس نفس اللفظ.
وحسب الكتاب المقدس, اللفظ "ربي" أو "سيدي" هو ترجمة لنفس الكلمة بالإنجليزية(My Lord ) ومن الممكن أن توجه إلى شخص أو إلى الله تعالى .
تفرق الترجمة الانجليزية بين الكلمتين "لورد" التي تعني الله و"لورد" التي تعني سيد باستخدام الحرف الكبير في بداية الكلمة "Lord" و"lord".
والأمثلة كما يلي:.
(Psalms 110:1 The LORD said unto my Lord, .......) (KJV).
في الترجمة العربية المشتركة :
(مزمور 110: 1 " قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: (( إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ))").
فكلمة لورد الأولى تم ترجمتها إلى ربي ( الله ) والثانية إلى سيدي( شخص).
بالمثل ترجمتها ترجمة الكاثوليك إلى ( قال الرب لسيدي الملك ), بينما ترجمة سميث فان دايك ترجمة الكلمتين إلى ربي فجاء العدد:
(مزمور 110 : 1.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك.) !!.
وبالطبع باقي التراجم تفسر أن ربي الثانية المقصود بها سيدي أو سيدي الملك.
جاء أيضا" في سفر التكوين قول سارة عن إبراهيم عليه السلام ( سيدي قد شاخ ), ولفظ ( سيدي ) هو ترجمة "لورد " (lord ).
(تكوين 18: 12 فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: (( أَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟ )) ).
( Gen.18: 12 ) Sarah laughed within herself, saying, After I am waxed old shall I have pleasure, my lord being old also? ( KJV).
بذلك كلمة رب حسب الكتاب المقدس, لا تعني بالضرورة أن المقصود بها الله تعالى.
ومع هذا لم يقل السيد المسيح في أي مرة "أنا الله" أو "أنا إله" أو "أنا الرب".
معنى ابن الله وأبناء الله في الكتاب المقدس:جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات كثيرة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيرا" إلى القرب من الله أو إلى كل عبد مخلص لله تعالى ولم يكن هذا التعبير مختصا" بأحد فقد أعطي اللقب ليعقوب وسليمان وآدم وأفرايم وعامة الناس الصالحين أيضا" ! والأمثلة:
1- يعقوب ( اسرائيل ) هو ابن الله البكر:( خروج 4: 22 وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ: ((إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)))
2- أفرايم هو ابن الله البكر: (إرميا 31: 9 أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي.).
(أيهما البكر حسب الكتاب المقدس إسرائيل أم أفرايم ؟!).
3-سليمان هو ابن الله : (صموئيل الثاني 7: 14 أنا أكونُ لَه أبًا وهوَ يكونُ لي اَبنًا.).
4- آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. ( لوقا 3 : 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله )
5- بنو إسرائيل آلهة ( لأنهم ينفذون شرع الله ) وأبناؤه لأنهم أحباؤه (مزامير 82: 6 أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.).
6- الصالحين (متى 5: 45 فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ. ).
7-(متى 5: 48 فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ.).
8- (التثنية 14: 1 أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).
9- (رسالة فيلبي 2: 15 حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).
10-(رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ. ).
كتب شيخ الاسلام ابن تيمية: " ولفظ الابن عندهم في كتبهم يراد به من رباه الله تبارك وتعالى فلا يطلق عندهم في كلام الأنبياء لفظ الابن قط إلا على مخلوق محدث ولايطلق إلا على الناسوت دون اللاهوت فيسمى عندهم إسرائيل ابنا وداود ابنا لله والحواريون كذلك ".
نخرج من ذلك بأن اللقب ابن الله, وابناء الله, وأبانا في السماء, وغيرها غير مختصة بالسيد المسيح بل جاءت بمعنى العباد الصالحين والمقربين لله تعالى.
ولكن من الذي أخرج ابن الله من المعنى المجازي الذي يعني العباد الصالحون بوجه عام, إلى معنى محدد يختص به السيد المسيح بمفرده "ابن الله الوحيد" ؟؟؟!!
بالطبع لم يكن السيد المسيح بل من أخرج المعنى من المجاز ليكون مقصودا" به كل العباد الصالحين إلى معنى يختص بفرد واحد هو يوحنا بقوله:
(يوحنا 3 : 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ... !).
فلم يقل السيد المسيح " أنا ابن الله الوحيد " أو " أنا ابن الله بالمعنى الحرفي" أو "إن أبي الله وأباكم ليس الله" أو " "أنا مولود من الله ".
ما الذي قاله السيد المسيح ؟
أقوال السيد المسيح واضحة ولا تحتاج إلى شرح بل القليل من التأمل في أقواله حسب العهد الجديد نجد أن كل أقواله تشير إلى أن هناك من هو أعظم منه وأرسله وعلمه ويؤيده بالمعجزات ويستجيب له في الدعاء وأعطاه القدرة على المعجزات ولا يستطيع أن يفعل شيئا" بدون مساعدته.
1- ( لوقا 18 : 19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. )
2- (مرقس 12 : 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.)
3- ( يوحنا 7 : 16 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )
4-( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )
5-( يوحنا 5 : 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. .....).
6- ( يوحنا 13 : 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
7- ( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
8- ( يوحنا 14 : 28 لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )
9-( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
10- ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
11- ( يوحنا 20 : 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
12-( متى 7 : 21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.(
13-( مرقس 13 : 32 وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. )
14-وقال لله وهو يناجيه: ( يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
15- وقال لله (( يوحنا 17 : 4 ..... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
16- وقال لله ((( يوحنا 17 : 8 لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. )
17-وقال لله وهو يناجيه: ( يوحنا 11 : 41-42 وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
18-وقال لله وهو يناجيه وهو يصلي ( لمن يصلي ؟):( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»....42 وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»)
19-وقال لله وهو على الصليب (حسب العهد الجديد ):
( مرقس 15 : 34 وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)
هل الكلمات السابقة كلمات رسول من عند الله تعالى أم كلمات إله ؟
ما الذي كان يجب أن يقوله السيد المسيح أكثر من هذا لينفي ألوهيته ؟
لقد قال أنا إنسان كلمكم بما سمعه من الله وأنا رسول وهناك من أرسلني ولا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا" ولا أعلم عن الساعة شيئا" وصلي وخر على وجهه ساجدا" لله وشكر الله لأنه استجاب لدعائه وأنه أيده بالمعجزات ليؤمنوا أنه رسول من عند الله وقال أنا صاعد إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم !!؟ فمن إله المسيح ومن ربه الذي كان يصلي ويسجد له ؟؟.
إن التبرير بالصفات الإنسانية والإلهية لا يصلح, فلم يقل السيد المسيح أنا لاهوت وناسوت !؟ أو أنا أملك طبيعيتين غير ممتزجتين ولامنفصلتين ؟.
إن القضية التي سنناقشها في هذا الفصل , هي قضية ألوهية السيد المسيح , والسؤال الموجه للنصارى أو الذي يجب أن يوجهوه لقساوستهم هو "كيف عرفتم بألوهية السيد المسيح ؟؟".
من خلال هذا الفصل لن نتحدث عن صحة الكتاب المقدس بل سنجعله مصدرا" موثوقا" به, وذلك لأننا على ثقة كبيرة من أن السيد المسيح لم يقل أنا إله أو أنا الله, ولم يجرؤ أحد أن ينسب له هذا القول !, لأنه لم تتبلور فكرة الألوهية ويتم اكتمالها إلا في أوقات متأخرة بعد كتابة الأناجيل ولم يتم الاعتراف بألوهية السيد المسيح إلا في القرن الرابع الميلادي في مؤتمر "نيقية" كما سبق التوضيح.
كيف عرفتم بألوهية السيد المسيح ؟؟؟
ننتظر الإجابة لتكون: " لقد عرفنا ألوهية السيد المسيح عن طريق" :
أ- أقواله الصريحة.
ب- أقواله المجازية.
ج- أفعاله ومعجزاته.
د- أقوال وأفعال من حوله.
أ- أقواله الصريحة:
س : هل قال السيد المسيح أنا الرب أو أنا الله أو أنا الإله !؟.
ج : لا لم يقل ...
س : لماذا لم يقل أنا الله إن كان هو الله كما تدعون ؟
الجواب المسيحي: إعلان السيد المسيح أنه الله كان سيؤخر عملية الفداء!.
إجابة أخرى مسيحية: هل كان اليهود سيصدقونه إن قال لهم أنا الله ؟ وهل كانوا سيعبدونه ؟ بالطبع لا ولكنهم كانوا سيرجمونه !!.
أي أن الجواب عند النصارى أنه كان خائفا" من أن يعلن أنه هو الله فيتم رجمه بالحجارة فيقتلوه ولا يتم الفداء أو تتعطل عملية الفداء وتخسر البشرية. وهذا المبرر لا داعي للتعليق عليه.
ب- أقواله المجازية.
يقول الجانب المسيحي , لقد عبر السيد المسيح عن لاهوته (ألوهيته) بالعديد من الأماكن تعبيرا" مجازيا" أو تعبيرا" غير صريح وهذه أهم أقواله التي عرفنا منها ألوهيته !!:
1 – يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح ( يوحنا 10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِد)ولذلك فهم منها اليهود أنه يدعي الألوهية فحاولوا أن يرجموه.
كذلك القول ( يوحنا 10 : 38 .. فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه ).
( يوحنا10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».
الرد :
أ- التعبير " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»." يعني الوحدة في الهدف وسبق أن أطلقه السيد المسيح على الحواريين أثناء دعاء السيد المسيح مع الله فقال:
( يوحنا 17 : 21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23 أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.).
فالوحدة لا تتعدى وحدة مجازية في الهدف, وإلا كان جميع الحواريين مع السيد المسيح مع الله أقانيم !!.
ب-نلاحظ أيضا من النص أن الله أرسل السيد المسيح, وأعطاه المجد, وأن السيد المسيح يتوجه لله بالدعاء.
ج- أما القول (وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه) فقد قال السيد المسيح في الأعداد السابقة عن الحواريين: (لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا ) وقال: (أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ ).
د-اليهود قالوا له نرجمك لأنك إنسان وجعلت نفسك إلها" وقد رد عليهم السيد المسيح موضحا لهم ومذكرا" (أن من يحملون كلمة الله من أنبياء ورسل يطلق عليهم آلهة , فقال لهم :ألم يقل عنكم الله أنكم (أيها اليهود ) آلهة وأولاد الله كلكم !!؟).
وهو يقصد, ما جاء في العهد القديم , (مز82: 6"أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم").
2- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح (يوحنا 14 : 9 اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ)
( يوحنا 14 : 8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ ).
الرد :
أصر أحد الحواريين على رؤية الآب ( الآب حسب العهد الجديد هو الله الذي أرسل السيد المسيح ) والسيد المسيح يعلم أن الله لا يراه أحد كما جاء في قول الله حسب العهد القديم (خروج 33: 20- أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ.). والذي أكده يوحنا فقال: ( يوحنا 1 : 18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ).
فجاء رد السيد المسيح ردا" مجازيا" مثل أقواله التالية:
أ-( لوقا 10 : 16 اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»)
ب-( يوحنا 13 : 20 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
ج- ( يوحنا 12 : 44 فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45 وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).
والأقوال كلها لا تحتمل الوحدة أبدا والرؤية من الألفاظ التي تأتي بمعنى الإيمان, مثل "رأيت الحق" و"رأيت الطريق الصواب", ولفظ من أرسلني الذي كرره السيد المسيح في العهد الجديد 34 مرة يغني عن الشرح والتفسير, فالمُرسل غير الرسول.
كذلك جاء في ( رسالة يوحنا الثالثة 1 : 11 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. ) ومن المعروف أن المقصود بالعبارة "فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ " المجاز وليس الحقيقة.
هل كان الحواريون وكتبة الأناجيل يريدون أن يخفوا كل مايشير إلى ألوهية السيد المسيح أم إنهم لم يتبينوا أو يلاحظوا أو يفهموا ألوهيته وهو معهم !!؟؟.
يقول السيد توم هاربر في كتابه "من أجل المسيح":
"في الحقيقة، إن قرأت الإنجيل الذي كتبه مرقس كاملاً وبعناية فإنك ستجد أن التلاميذ كانوا بعيدين كل البعد عن إدراك الألوهية التي نسبت إلى عيسى لاحقاً. إن الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا الأكثر قدرة على التمييز في هذا "الالتباس" قد وُصفوا بأنهم بليدي الذهن وأغبياء بكل معنى الكلمة... يعتقد العلماء أن مرقس قد حرص على إظهار التلاميذ في مظهر سيء نوعاً ما لأنه كان مدركاً لوجود مشكلة خطيرة. إن كان عيسى هو ابن الله في نهاية المطاف, فكيف كان أصحابه المقربون – وهم شهود معجزاته وأمناء أعمق تعاليمه – غير مدركين أبداً من هو حتى وقت متأخر من قيامته؟"
3- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح: («مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ )
( يوحنا 18 : 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».
الرد :
أنبياء الله تعالى وعباده الصالحون ينتظرون جزاء الله تعالى في الآخرة ولا يبحثون عن ملك الدنيا, ولقد قال السيد المسيح نفس القول على الحواريين فقال: ( يوحنا 15 : 19 لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ.)
( يوحنا : 17 : 16 لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. )
4- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح : قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
( يوحنا 8 : 56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».)
الرد :
أ- تكلم العهد الجديد عن " ملكي صادق " بأنه ليس له نهاية ولا بداية وبدون أب وبدون أم وقدم له إبراهيم الزكاة: (عبرانيين 7 : 1 لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3 بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. )
فهل ملكي صادق إله ؟ حسب المقياس السابق فهو أحق بالألوهية .
ب- سليمان عليه السلام جاء عنه بالعهد القديم أنه منذ الأزل !!, ( أمثال 8 : 22 «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23 مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. ).
قال شيخ الإسلام بن تيمية :
فإن قلتم إن كلام سليمان بن داود متأول لأنهما من ولد إسرائيل وليس يجوز أن يكونا قبل الدنيا, قلنا وكذلك قول المسيح أنا قبل الدنيا متأول لأنه من ولد إبراهيم ولا يجوز أن يكون قبل إبراهيم فإن تأولتم تأولنا وإن تعلقتم بظاهر الخبر في المسيح تعلقنا بظاهر الخبر في سليمان وداود وإلا فما الفرق ؟؟.
ج- إذن المقصود بالعبارة السابقة إن صحت !, أن الله تعالى أخبر إبراهيم بمن يأتون من نسله من أنبياء ومنهم السيد المسيح. فهل لو كان السيد المسيح إلها" كما يدعون كان إبراهيم الذي هو نبي الله سيتهلل بأن يرى يومه !؟.
د- الفظ "أنا موجود" ليس غريبا" فجميعنا منذ الأزل موجودون في علم الله تعالى وقد جاء في )إرمياء 1 : 5 [قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ].
هـ- بعد قول السيد المسيح " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " أراد اليهود رجمه فهرب منهم !, فإن كان عنده هذه القدرة على الهرب, لماذا لم يقل لهم أنا الله ؟ أو أنا أقنوم من أقانيم الثالوث ؟! فلم يكن هذا القول ليعطل عملية الفداء بزعمهم, فكل ما كان عليه أن يهرب كما فعل, أو يسوقونه إلى الصليب وتكتمل التضحية والفداء كما يقولون أن هذا سبب نزوله وتجسده !!؟؟.
5 – يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح :«يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».يقول مرقس( 2: 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟»).
الرد:
أ- حسب العهد القديم, لقد أعطى الله للكهنة غفران الذنوب, ولا يزال هذا الأمر ساريا عند آباء الاعتراف في بعض الكنائس, فبعد الاعتراف يصرح الكاهن للمعترف أن ذنبه مغفور!.
( لاويين 4 : 35 وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ.)
(سفر العدد 15 : 25 فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. )
ولقد غفر أشعياء لجميع الشعب فقال( إشعياء 33 : 24 وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. )
ملاحظة: الأفعال ( يغفر ويكفر ويصفح ) هي ترجمة لكلمة واحدة بالإنجليزية (Forgive ), وبالترجمة العربية يتم ترجمتها (غفر) حينما تنسب لله تعالى أو للسيد المسيح بينما يتم ترجمتها (يصفح أو يعفو) حينما تنسب للكهنة. ويمكن مراجعة أي نسخة أجنبية للتحقق من وحدة مصدر الكلمة (Forgive ) والانتقاء في الترجمة !.
ب- السيد المسيح لم يقل ( أنا غفرت لك ), بل قال مَغْفُورَةٌ فلا يوجد فاعل في الجملة, بل الفاعل يعود على الله تعالى. فقد كان يكلم جماعة من المؤمنين، ولم تكن له حاجة أن يثبت لهم أن غفَّار الذنوب هو الله, ولكن تصيَّدَ له بعض اليهود هذه الجملة وقالوا في أنفسهم («لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») فلم يكن هناك اتفاق بين اليهود على أنه يدعي غفران الذنوب. فضلا عن إنه كان في الهيكل يُعلمهم دينهم، ويصحِّح لهم عقيدتهم، فهو لم يأت بدين جديد: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ج- توجه السيد المسيح بالدعاء إلى الله في أوقات آخرى طالبا" من الله أن يغفر الخطايا فقال:
(متى 6 : 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)
د- دعى السيد المسيح لليهود بالمغفرة حسب العهد الجديد وقت الصلب المزعوم فقال:
( لوقا 23 : 34 فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»)
فلم يقل أنا غفرت لهم, بل طلب من الله أن يغفر لهم!!.
سؤال: (إن كان اعتقاد النصارى أن المصلوب هو الله, فهل يعتقدون أن الله (عندهم) استجاب لنفسه عندما دعى نفسه أن يغفر لليهود!!؟ فيصبح اليهود الذين صلبوه في الجنة !؟).
6- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح:(«أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ)
( يوحنا 14 : 5 قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.)
الرد:
إن أي نبي مرسل من الله هو الطريق إلى الله تعالى, لقد كرر السيد المسيح تعبير "الذي أرسلني" 34 مرة في الأربعة أناجيل, ولم يذكر مرة واحدة أي لفظ يميزه عن باقي الأنبياء.
إن الطريق والحياة والقيامة ليسوا من أسماء الله تعالى, وإن الطريق ليس نهاية المطاف بل هو وسيلة للوصول إلى الله تعالى, ولقد بين السيد المسيح أنه هو الطريق إلى الآب فقال " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي", فالسيد المسيح هو الطريق لمن أرسله.
وقد قال السيد المسيح: ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.)
7 – يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح:( ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضا)ً.
( مرقس 2 : 27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28 إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».)
الرد:
علمنا أن كلمة رب تعني "سيد" أو "معلم" أو "صاحب", وهي ترجمة "لورد" بالإنجليزية ( Lord).
ولقد استنكر اليهود من أن تلامذة السيد المسيح يعملون في السبت المحرم العمل فيه, فقال السيد المسيح
( ابن الإنسان هو رب السبت أيضا), ولقب "ابن الإنسان" تكرر على لسان السيد المسيح في الأربعة أناجيل 80 مرة, وهو التعبير المعتاد عن البشرية ونفي الألوهية, فلماذا كررها السيد المسيح كل هذا التكرار ؟, كررها لأنه يعلم من الله تعالى أنهم سيعبدونه باطلا" !! فقد قال:
( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
هل عجز السيد المسيح طوال وقته ودعوته لمدة ثلاث سنوات من أن يصرح تصريحا" واضحا", حتى ولو كان على الصليب كما يدعون, أو بعد قيامته كما يزعمون ؟
هل عجز في أي موضع أو وقت أن يقول "أنا الله وسأصعد إلى الله لأننا أقنومان وثالثنا الروح القدس"!؟هل عجز أن يقول "أنا رب العالمين"؟ أو " أنا كلمة الله المتجسدة" ؟
هل عجز أن يقول "أنا أتيت من أجل خطيئة آدم" ؟
ما الذي كان المطلوب أن يقوله أكثر من هذا لينفي الألوهية ؟؟
( انا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه, وباطلا" يعبدونني, وإني أصعد إلى أبي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ, وأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ولاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).
بسم الله الرحمن الرحيم "وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)" المائدة.
1- شيخ الإسلام بن تيمية- اقتضاء الصراط المستقيم
2- فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد.عبد الرحمن بن حسن آل شيخ.ص 38
3- شبهات وهمية حول سفر الخروج . القس منيس عبد النور
4- مختار الصحاح للرازي.. باب ربب.
5- القس منيس عبد النور - شبهات وهمية حول سفر الخروج
6- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- الجزء الثاني - فصل في معنى الاب.
7 - (للمزيد - لماذا لم يقل المسيح أنا الله- ص 1 عبد المسيح بسيط أبو الخير- كاهن كنيسة العذراء بمسطرد).
8- من أجل المسيح، ص 59 - For Christ’s Sake, pp. 59
9 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – بن تيمية.
تعليق