بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على من يهاجمون د. وديع أحمد
" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم : ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ
بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" آل عمران:64
أبلغني بعض الأخوة أن هناك موقعا على النت خصصه صاحبه (أو أصحابه) للرد علي ما نشرته عن قصة تحولي من النصرانية للإسلام، وتخيلت أنه سيكون هناك حوارا موضوعيا بيننا. فلما جئ لي بما ُكتب وجدت الكثير من التجريح الشخصي والقليل جدا مما هو موضوعي ويمكن الرد عليه ببساطة لأنه مغلوط من أساسه. ولم يقتصر التجريح على شخصي المتواضع وإنما امتد لنبينا الكريم محمد [صلعم] مما يغري بالانحدار بالرد إلى غياهب آثمة. وبما أنني أصبحت مسلما أدين بدين الحق وأتمثل بخلقه القويم فقد نأيت بنفسي عن هذا واتبعت قوله تعالى بأن نجادل أهل الكتاب "بالتي هي أحسن" وبأن ندعو إلى الله "بالحكمة والموعظة الحسنة" عسى أن يجعل الله فيه خيرا كثيرا.
الرد على التشكيك والتجريح في شخصي
1. رغم أنني نشرت اسمي وأشرت إلى الكثير من الأماكن والأسماء الحقيقية التي عشت فيها ومعها أثناء مسيحيتي إلا أن صاحبنا لم يذكر شيئا عن نفسه فهو يخاف أن نعرف عنه شيئا ولذلك سنشير له في كلامنا بـ "المجهول"، فهل هو شخص وهمي (كما اتهمني)؟ أم أنهم جماعة من الجبناء يهاجمون فقط من وراء الستار؟
2. أول ما لفت نظري أن هذا المجهول يشكك في مسيحيتي فلا يصدق أنني كنت يوما مسيحيا، لذلك فسأذكر له ما يثبت عكس ذلك وعلى من يريد التحقق أن يقابل الأشخاص الذين سأذكر أسماءهم والتأكد منهم أن كل ما أقوله صحيح، ولو لم أكن أعلم أن هناك إرهابيين حقيقيين بين النصارى يخطفون ويقتلون من ينير الحق قلبه منهم، لو لم أعلم هذا لذكرت لكم اسمي وعنواني كاملين.
3. اسمي الأصلي هو "وديع"[1] وقد نشأت في حارة المنصور من شارع محرم بك بالإسكندرية وكان أبي عضوا بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس بشارع عثمان بن عفان بمحرم بك وقد أدخلني منذ أن كان عمري ستة أعوام في شمامسة كنيسة العذراء مريم بمحرم بك وهناك تربيت في مدارس الأحد على سموم التطرف المسيحي فنشأت أكره المسلمين وأحتقرهم منذ نعومة أظافري. وكان راعي الكنيسة أيامها القمص مرقص باسيليوس الذي كان يعبد المال ويأخذ نصف إيراد الصناديق لنفسه ويعطي الباقي للبطريركية وقد بنى عمارتين في محرم بك من هذا المال. وكان له زميل قريب لأمي هو القس صموئيل عبده الذي كان غنيا في الأصل. وحدث أن تشاجر القسيسان على تقسيم النقود فأسرع القمص للبطريركية ودفع الرشاوى هناك ليتم نقل القس صموئيل حيث تم نقله إلى كنيسة المستشفى القبطي وهو يقيم في نفس شارعها. واختار القمص مرقص من الكنيسة شابا طيبا (حتى يبقى مطيعا له) وغنيا (حتى لا يقاسمه نقود الصناديق) ليجعله قسيسا ووقع اختياره على مهندس زراعي مدلل وعاطل عن العمل اسمه ماهر وصفي كان لا يدخل الكنيسة للصلاة ولكن يجلس على بابها يراقب البنات وكان أبوه وأمه أغنياء يملكون عدة عمارات أمام المستشفى القبطي ويكثرون من التبرعات للقمص مرقص، وبسرعة تم تحويل ماهر هذا إلى قسيس وأصبح اسمه القس مكسيموس وصفي فكان قسيسا جاهلا لا يعرف كيف يدخل هيكل الكنيسة (بقدمه اليسرى أم اليمنى) ولا كيف يدور بالبخور داخل الكنيسة (من اليمين أم من اليسار) ولا يحفظ كلمة واحدة من صلاة القداس التي كنت أحفظها عن ظهر قلب باللغتين العربية والقبطية فأخذني القس في السر لأدرس له في بيته وأحفظه القداس وصرنا أصدقاء فقام بترقيتي لأكون أستاذا في مدارس الأحد بالكنيسة والتي كان يرأسها وقتها ابن القمص (الأستاذ فؤاد زكي) والذي أصبح بعد ذلك القس إيليا زكي راعي كنيسة العذراء بفلمنج وقد أخذني معه هناك لكي أنشئ فرقة الشمامسة لهذه الكنيسة. نعود للقمص مرقص الذي انشغل بإدارة أمواله فأخذ يبحث عن قسيس ثالث يساعده في رعاية شعب محرم بك تنطبق عليه نفس مواصفات ماهر وصفي وقد جاءته فرصة ذهبية عندما حضر له تاجر خيش شديد الثراء يشكو ابنه علام حنا بسطا المهندس الزراعي العاطل الذي يريد الزواج ضد رغبة أبيه والذي هرب للدير. أسرع القمص مع التاجر الثري للدير قبل أن يتم ترسيم الابن راهبا ويمتنع خروجه من الدير، وكعادته أخذ القمص ثمن المشعار وأقنع الابن المصر على الزواج قبل الحصول على وظيفة بالعودة معه ليرسمه قسيسا وبذلك يكون قد وجد العمل ويستطيع الزواج وبالفعل حدث ذلك وأصبح الابن هو القس دوماديوس الذي تزوج من محبوبته وازدادت تبرعات أسرته للكنيسة وللقمص الراعي الكبير. وبالطبع كان دوماديوس أجهل من مكسيموس وكان لا يطيق اللغة القبطية وقد شن حربا على كل من يتعلم هذه اللغة (وكنت منهم) وكان يقول إنها ليست شرطا لدخول الفردوس. وعُرف عن دوماديوس حبه الشديد للبنات وبحجة "سر الاعتراف" كان يدخل بيوتنا في أي وقت ليأخذ اعتراف البنات فقط وتسبب هذا في حدوث الكثير من المشاكل له مع الرجال والشباب. مات القمص مرقص وتم دفنه داخل الكنيسة في حجرة البواب بولس الذي غضب لذلك فترك الكنيسة وذهب لدير العذراء (السريان) في وادي النطرون حيث أنه لم يكن له أهل. في ذلك الوقت انتقلنا لسكن جديد في شارع النعم من شارع الرصافة أمام قسم محرم بك ودخلت كلية الطب وبدأت ألاحظ تغيرات شديدة في أبي تجاه الكنيسة ورجالها وتجاه المسيحية ذاتها.
4. يقول المجهول في كلامه أنه حسب القانون في مصر فإن التبشير (يعني التنصير) ممنوع تماما وبالتالي فلا توجد جماعات تبشيرية مسيحية. وأرد فأقول إن أساس القانون المصري هو القانون الفرنسي الذي لا يتدخل في الدين وفي الوقت الحالي فإننا ننفذ القانون الأمريكي والكل يعلم كم التبشير الذي دخل مصر تحت هذه العباءة. وأنا أقسم بالله [2]خالق السماوات والأرض ومن فيهما إن أبي حكى لنا مرارا ما كانوا يفعلونه مع فقراء المسلمين في قرى أبيس وفي طلمبات المكس وفي نجع العرب من تقديم الاغراءات بالمال والملابس والعلاج والتعليم (بل والنساء) لكي يرتد هؤلاء عن دينهم. وقد تعرضت أنا نفسي لمثل هذه الإغراءات فكان مما عُرض عليّ إرسالي لأي مستشفى كبير في أمريكا ومنحي آلاف الدولارات شهريا [وليس كما يدعي صديقنا المجهول 30 ألف دولار كدفعة واحدة فقط تقدمها السعودية لكل مسيحي أقدم على الإسلام وهو كلام عار تماما من الصحة حيث يسير السعوديون خلف الأمريكان ولا يعطون أي اهتمام لمن أسلم]. أقول لصديقنا المجهول إنني لم أحصل على مليم واحد لإسلامي ولكني أحمد الله الذي هداني للصراط القويم ولو أعطيت لي كنوز الأرض فلن أحيد عنه لأنها لا تضاهي حلاوة الإيمان الحقيقي. لقد كنت طبيبا ناجحا ماديا وعندي عمل حكومي وعيادة خاصة وميراث من أسرتي فخسرت كل هذا بدخولي في الإسلام. لقد استقلت من عملي الحكومي وهربت لفترة من الإسكندرية بسبب محاولات قتلي التي لم تحميني فيها الشرطة فضاعت عيادتي التي استغل صاحب العقار غيابي فلعب لعبة قانونية قذرة سلب بها الشقة مني. وحين أردت أن أتزوج امرأة مسلمة أكمل بها ديني لم أكن أمتلك أي شئ اللهم إلا وظيفة بعقد تدر عليّ أقل من نصف راتبي السابق فسكنت في شقة متواضعة بالأرياف وعملت "جمعية" حتى أتمكن من شراء حجرة نوم بسيطة وتنازلت زوجتي وأهلها عن كل طلباتهم وحقوقهم حينما علموا بحقيقة ظروفي رغم أن زوجتي تصغرني بالعديد من السنوات. يا أستاذ مجهول أنت تتهمني أولا بأنني لم أكن مسيحيا وإنما مسام يهاجم دينكم، ثم تناقض نفسك بعدها وتقول أنني لم أسلم حبا في الإسلام وإنما جريا وراء الإغراءات المادية ، فأين هي الإغراءات التي تتحدث عنها في ما ذكرت؟؟
الرد على التجريح في كلام أبي مع أسرته عن انحراف الكنيسة
1. يقول صديقنا المجهول: يا كذاب باشا الاعتراف سر من أسرار الكنيسة الأرثوذكسية ولو كنت أصلا تعرف الإنجيل وفتحته فستجد… وأرد فأقول: بل أنت الذي لم تفهم كتابك فقد جاء فيه "لا تصنع لك صورة أو تمثالا ..لا تسجد لهن ولا تعبدهن. بل للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" وهكذا جاء الأمر الإلهي واضحا ليشتمل أولا النهي عن صناعة الصور والتماثيل سدا لباب الاعتقاد في قداستهم وعبادتهم، ثم جاء النهي عن السجود لها وعبادتها، وأخيرا جاء الأمر بالسجود لله وحده وعبادته هو وحده. والآن رد عليّ يا أستاذ مجهول: هل هناك صلاة للمسيحيين في الكنائس أو البيوت إلا للصور والتماثيل؟
2. أما عن "سر الاعتراف" فهو ليس قاصرا على الكنيسة الأرثوذكسية فقط ولكنه موجود لدي كل الطوائف المسيحية ولكن بصور مختلفة: فالبروتستانتي يمكن أن يعترف لأي إنسان يثق فيه، أما الكاثوليكي فيجب أن يكون اعترافه للكاهن الذي يجلس مختبئا بينه وبين الجالس على كرسي الاعتراف ستارة فلا يرى أحدهما الآخر، وعند الأرثوذكس تجلس البنت ملتصقة بالكاهن داخل حجرة مغلقة ويضع يده حول كتفها بينما تحكي هي قصتها فتقول: يا أبونا أنا سرقت وكذبت وزنيت..إلخ فيقوم الكاهن بوضع الصليب عليها ويقول "محالل مبارك من فم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس" فتصير طاهرة ! هكذا بكل بساطة ففم هذا الكاهن المُنجس بشرب الخمر صار هو فم الثالوث الأقدس (الذين هم نفسهم الرب الواحد؟؟؟) ولما كان أمر الغفران سهل فما أسهل العودة لنفس الخطايا من جديد.
3. كتب أبي في مذكراته عن انحراف الكنائس عن الدين الحقيقي -والكلام التالي بالنص وما بين قوسين تعليقات لي- [بعد أيام قسطنطين (أي وقت ظهور الإسلام) دخل الفساد إلى الكنيسة ودخلت طقوس كثيرة مستجدة في العبادات وتطورت الأمور حتى أُدخلت عبادة القديسين وإقامة الصور والأيقونات في الكنائس. وأخذ سلطان أسقف رومية يزداد يوما وراء يوم فرقى نفسه من أسقف إلى رئيس أساقفة ثم إلى بابا (بطرك) وأدعى لنفسه سلطان أسقف عام على كل الكنائس المسيحية وتثبت بالسلطان المدني وأدعى لنفسه سلطان الملك ثم تطاول أكثر فجعل من نفسه نائب المسيح على الأرض وصار الملوك يقبلون يديه ثم قدميه ولا يصيروا ملوكا إلا بعد أن يلبسهم التاج بيديه وكانوا يخافون من غضبه فمن غضب عليه البابا لا يطيعه شعبه لأن عامة الناس أصبحوا يؤمنون بأن البابا له سلطان حرمانهم من دخول الفردوس (سلطان الشجب أو الحرم) وكل من مات وهو محروم من البابا لا يدخل الفردوس! وانتشى البابا وأتباعه بالسلطة فأخذوا يسلبون الشعب حريته وأملاكه في مقابل العماد وغفران الخطايا والمسحة الأخيرة (دهن المتوفى بالزيت المقدس) والخلاص من المطهر (مكان تعذيب الخطاة قبل إدخالهم الفردوس)، وهذا يطابق ما جاء في دانيال 7:20/ رؤيا 13: 6-7، 17: 3-4. وقد تم انتزاع كل الكتب المقدسة (الأناجيل والتوراة) من أيدي العامة لأن من مبادئ البابا أن "الجهالة هي أم التقوى". وقد سقط العالم المسيحي كله في هذه الورطة لأن "كل الأرض تعجبت وراء الوحش" فكل من خالف البابا وجه نحوه جيش كبير من الرومان أعمل فيهم القتل والتعذيب وطردوهم من ديارهم. ونتيجة لهذا الطغيان ظهر الكثير ممن قاوموا فساد الباباوات وانحراف الكنيسة مثل يوحنا وكليف إنجلترا وغيرهم وقد وقع عليهم اضطهاد شديد وقـُتل الكثيرين من أتباعهم في حروب المسيحية الضارية].
4. كان أبي كثيرا ما يكلمنا ونحن صغار عن انحرافات الكنيسة عن دين الله الحقيقي الذي جاء به المسيح ومن قبله موسى عليهما السلام. ولما صرت طالبا في الثانوي حدثت في بيتنا ظواهر عجيبة أرعبتنا وأخبرنا أبي بأن سببها شيطان من الجن دخل بيتنا. وقد أخذ أبي يحضر الكاهن وراء الآخر ويعطيه النقود لكي يصلي ويطلق البخور في الشقة ولكن هذا الشيطان لم يتركنا فقرر أبي أن نترك الشقة وكان في ضيق شديد لأن موقعها ممتاز وإيجارها رخيص جدا وقد أنفق الكثير على الكهنة بلا جدوى وحدث في يوم أن جاءنا أحدهم وبينما هو يصلي ويطلق البخور صاح فيه أبي: لماذا لا يقرب الشيطان شقة جارنا المسلم؟ هل لأنه لا يغلق الراديو عن محطة القرآن؟ هل أفعل مثله؟ فصرخ فيه الكاهن: أنت ناوي تكفر؟ فطرده أبي وانتقلنا إلى شقة في شارع الرصافة. ومنذ ذلك الوقت لاحظت تغيرات واضحة في أبي فهجر الكنائس وأصبح لا يقبل أيدي الكهنة ولا يقرأ في الإنجيل ولا يتناول الخبز والخمر واستمر هكذا حتى مات. وبعدها وجدت في داخل إنجيله ورق بخط يده دوّن فيه الكثير من الاعتراضات على أخطاء في الأناجيل ولما سألت بعض الكهنة عنها فوجئت بأنهم يعرفونها ولا يجدون ردا عليها ولكنهم يبررونها بتعدد ترجمات الأناجيل. كانت هذه صدمة كبيرة لي لأنني كنت مسيحيا مؤمنا ومتيقنا (مثل باقي المسيحيين) من أن كلام الأناجيل مقدس ومكتوب بالوحي المباشر من أحد أجزاء إله المسيحيين (الروح القدس) إلى تلاميذ يسوع. كانت صدمة كبرى لي وتسلل الشك إلى نفسي وبدأت أبحث عن الحقيقة.
الرد على ما قاله المجهول عن المسيح عيسى بن مريم
أنا لم أترك المسيح (كما تدعي) ولكنني تركت عبادته إلى عبادة خالق المسيح وخالق أمه وخالق كل ما في هذا الكون: الله الواحد الأحد. هل قرأت الكلام المنسوب إلى عيسى في أناجيلك واستوعبته جيدا قبل أن تهاجمني؟ تعال معي نستعرض النذر اليسير منه:
في إنجيل يوحنا تكرر كثيرا قوله " أنا لا أقدر أن أفعل شيئا من نفسي" "كلامي الذي أقوله ليس لي بل للذي أرسلني" "الذي يؤمن لا يؤمن بي بل بالذي أرسلني". وكان المسيح يصلي لله قائلا "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" أي أن الحياة في الفردوس الأبدي تتطلب أن يؤمنوا في حياة المسيح أنه لا إله إلا الله وأن المسيح رسوله الذي أرسله لهم.
وعلى صفحات إنجيل لوقا نجد أن المسيح قد تكرر منه ترك الناس وصرف التلاميذ والصعود إلى الجبل منفردا حيث يقضي الليل كله في الصلاة (انظر لوقا:6)، فهل كان المسيح يتعبد لله خالقه أم ماذا؟ اسأل نفسك ماذا كان يقول طوال الليل في صلاته؟ هل كان يقول : أنا إله؟!! وفي آخر صفحة من هذا الإنجيل يأتي أن المسيح قد تم "إصعاده" إلى السماء، أي أنه لم يصعد بقوته ولا برغبته، فهل الذي لا يستطيع أن يصعد للسماء بقوته يُعبد على أنه إله؟ وهل المفعول به في مثل هذا الموقف الجليل يمكن أن يكون ربا خالقا؟!
وفي إنجيل مرقص تجد المسيح ينادي بإنجيل يحمله في يده ويشير إليه قائلا لليهود: "آمنوا بهذا الإنجيل" "أينما يُكرز بهذا الإنجيل"، فأين إنجيل المسيح هذا؟؟ تقول بعض دراسات علماء المسيحية أن المسيح (عليه السلام) قد استأمن تلميذه بطرس على إنجيله (كما جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية) ويقولون أنه محفوظ في الفاتيكان وممنوع من النشر بحجة أن الناس لن يفهموه! ولكنني أقول أنه إذا كان هذا الكلام صحيحا فمنع النشر جاء لأن تعاليم إنجيل المسيح لا تتفق مطلقا مع ما يتبعه المسيحيون الآن ولا مع عقائد بطاركة العصر الحالي. وهذا الإنجيل ليس شيئا معنويا (البشارة) كما يدعي البعض الآخر من علماء المسيحية فقد أنزله الله على عيسى على الجبل بعد أن صام 40 يوما (تماما مثل ما حدث مع سلفه موسى عليهما السلام عند نزول التوراة)، لو لم يكن هذا الإنجيل شيئا ماديا ملموسا يراه القوم لتساءل من حول المسيح: أين هذا الإنجيل الذي تشير إليه وتكلمنا عنه وتأمرنا بالإيمان به؟ ولكن أحدا منهم لم يفعل ذلك.
وفي رؤيا يوحنا التي قيل أنها حدثت بعد إصعاد المسيح بسبعين عاما (وقيل بأكثر من 170 عاما في مصادر أخرى)، جاء في أول سطر في هذه الرؤيا قول يوحنا " إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله". وفي آخر الإصحاح الثالث يقول المسيح " من يغلب فسوف أجعله في هيكل إلهي وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي النازلة من عند إلهي". هاهو المسيح بعد أعوام طويلة من إصعاده يعترف صراحة أنه عبد لله ويعترف بألوهية الله عليه ولم يقل أن الله هو المسيح كما يدعون!
وفي قصة الصلب في الأناجيل كلها يتوسل المسيح إلى الله أن ينقذه من الموت والتعذيب على يد اليهود وقد أرسل الله له "ملائكة تقوية"، فهل يحتاج الإله الحق لمن يقويه؟ حتى بولس (مؤسس خرافة عبادة المسيح) يقول في رسالته للعبرانيين 5: 7 "الذي في أيام جسده - إذ قدم بصراخ شديد ودموع - طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمع له لأجل تقواه" فهو يقر هنا أن المسيح قد تضرع لله لينقذه من الصلب فنجاه (أي أنه إنسان يستغيث بخالقه وأنه لم يمت على الصليب)، ويضيف بولس في رسالته لأهل كولوس 1: 15 "بكر كل خليقة" أي أن المسيح أول مخلوق. ويتكلم في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيوس 15: 21 " كل واحد في رتبته - المسيح أولا ثم الذين للمسيح في مجيئه وبعد ذلك النهاية - متى سلّم الملك لله - حينئذ الابن نفسه (المسيح) سيخضع للذي أخضع له الكل، كل يكون الله الكل في الكل". معنى كلام بولس أن المسيح لم يأت طائعا مختارا ليموت فداءا عن البشر (كما تزعمون) ولما شعر باقتراب اليهود منه ليعذبوه ويقتلوه ارتعب وخاف إلى درجة البكاء والصراخ والتوسل لله الوحيد القادر على أن ينقذه من هذا المصير المؤلم، ولما كان المسيح تقيا يخاف الله ويعمل بطاعته فقد استجاب الله له وأنقذه من غدر اليهود، وفي يوم القيامة سيقيم الله المسيح من الموت قبل المؤمنين برسالته وحينئذ يكون الملك كله لله وحدة لا شريك له (الله هو الكل في الكل). ويقول بولس في رسالته إلى أفسس 1: 17[إن الله هو إله المسيح يسوع] أو بمعنى آخر فإن المسيح هو عبد الله.
*وأمام إصرارك على أن الناس كانت تنادي المسيح بلفظ "رب" أو "ابن الله" فأحيلك مرة أخرى لكتابك الذي يبدو أنك تجهله أو لا تفهمه، فقد جاء في "عهد جديد بشواهد" يوحنا1: 38 أن كلمة "رب" في العبرانية تعني "معلم". وجاء في أيوب1: 6 أن الملائكة هم "أبناء الله". وجاء في خروج أن الله قال لموسى "إني قد جعلتك إلها لفرعون" ثم قال له "أنت تكون إلها لهارون أخيك وهو يكون نبيك". وفي صموئيل الثاني 7 أن الله دعا سليمان "وهو يكون ابني وأنا أبوه". فلماذا يا ترى لم تعبدوا كل هؤلاء؟ لماذا تجاهلتم كل تلك النصوص المجازية ولكنكم تمسكتم بحرفية نص مجازي واحد وبنيتم عليه عقيدة؟؟؟
*وأذكرك بأول سطور جاءت في إنجيل لوقا [إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها الذين كانوا معاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا أيضا إذا قد تتبعت كل شئ من الأمل بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاؤفيليس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به]. أين الوحي؟؟إنها مجرد مجموعة من الخطابات والرسائل يرسلها شخص إلى صديق له، والعجيب أن "لوقا" هذا الذي ينسبون إليه أحد الأناجيل شخص مجهول لا يدري أحد من هو ولم يكن من تلاميذ المسيح ولا حتى معاصرا له!! لنستكمل يا أستاذ مجهول قراءتنا فنجد في لوقا3: 23 [ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما يُظن ابن يوسف بن هالي..] فهل يمكن أن يكون الوحي الرباني غير متأكد مما يقول فيكتب حسب الظن وبالتقريب؟؟؟ وطبعا لأن الأناجيل عبارة عن قصص ورسائل متبادلة بين الأصدقاء تكتب بلا وحي سماوي فكان لابد من وجود الأخطاء والتناقضات في الأحداث فها هما إنجيلي متى ولوقا يختلفان في 37 اسما من أجداد المسيح حتى النبي داود عليهما السلام، ثم هاهما يختلفان أيضا مع التوراة نفسها في أجداد داود! فهل نحن حقا في حاجة إلى ‘مراجعة النسخ القديمة من الأناجيل والموجودة في المتاحف’ كما يقول المجهول؟ هل هذه الأخطاء يمكن أن تـُحل؟
أقول لك يا أستاذ مجهول إنكم تركتم إنجيل المسيح ودعوته الحقيقية واتبعتم خرافات بولس المتضاربة فانقسمتم إلى عشرات(بل مئات) الطوائف كل واحدة منها تستند لجزء من كلام بولس وتكفر الطوائف الأخرى ليصدق فيكم قول الله تعالى "وما بعضهم بتابع قبلة بعض" و "فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"، ولو لم يكن كلام القرآن صحيحا لاتحدت تلك الطوائف المسيحية (ولو ظاهريا) في أي وقت طوال الخمسة عشر قرنا الماضية ليثبتوا أن كلام القرآن خاطئ ولكن ذلك لم ولن يحدث لأنه كتاب الله الصادق الذي تتحقق كل كلمة فيه ولو كره المشركون.
الرد على المزاعم حول دخول المصريين الإسلام بالقوة
يقول المجهول إن المسلمين اغتصبوا مصر من المسيحيين بعد أن عذبوهم ليجبروهم على الإسلام ولأجل ذلك يلبس القساوسة والرهبان ملابس سوداء وهم لن يخلعوها إلا بعد انتهاء الاحتلال الإسلامي لمصر (كما يزعمون). وردا على ما ذكرت في موقعي من أن المسيحيين يعلمون أولادهم كره المسلمين والتطرف في مدارس الأحد، يقول "ما أعتقدش أننا بنربي مجاهدين". وأرد على ذلك فأقول:
1. عملت أنا شخصيا طويلا في مدارس الأحد وتعلمت هذا الكلام ثم قمت بتعليمه ولقد رأيت بعيني الأسلحة في الدير وحضرت مع الرهبان تدريبات للرماية ورأيت كنائس حديثة وهي تـُبنى وكيف تحصن مثل القلاع وكيف أن بها مخازن سرية على أعماق كبيرة، فهل تستطيع إنكار ذلك؟
2. أعرف شخصيا عشرات الشباب من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 14 - 40 سنة كلهم دخلوا الإسلام برضاهم التام ولم يجبرهم أحد أو يعذبهم أو يخطفهم كما تزعمون، بالعكس فالخطف والتعذيب يتم من طرفكم لمن هداه الله لدين الحق واقتنع به والكل يعلم كيف يهرب هؤلاء ويختبئون خوفا على حياتهم منكم بعد أن تخلت الحكومة عن حمايتهم وتركتكم ترهبونهم وتأخذونهم قسرا للأديرة حيث يحدث ما يحدث لهم.
3. هاجمت الوثيقة العُمرية التي أمّن بها عمر بن الخطاب أهل القدس حين فتحها وأهل كل بلد فتحها المسلمون في عهده، هاجمت الوثيقة دون أن تكلف نفسك عناء قراءتها ليتبين لنا أسلوبك الذي يعتمد على النعرات الكاذبة والتحيز السافر دون طرق الحقيقة. أنقل لك فيما يلي نص الوثيقة كما أوردته كاتبة مسيحية هي كارين أرمسترونج في كتابها "القدس": [هذا ما أعطى عبد الله عُمر أهل … من الأمان: أعطاهم أمانا لأنفسهم ولأموالهم وكنائسهم، أن لا يسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنقص منها ولا من شئ من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار منهم أحد. وعلى أهل … أن يُعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يُخرجوا منها اللصوص والروم، فمن خرج منها من الروم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ومن أقام منهم فهو آمن وعليه ما على أهل المصر من الجزية. ولا يؤخذ منهم شئ حتى يحصدوا حصادهم. وعليهم أن يتركوا سلاحهم ويوفر لهم المسلمون الحماية العسكرية نظير دفع الجزية وهي دينار كل علم عن كل أسرة وكل من يدخل البلد ويدفع الجزية يدخل في عهد الذمة طوال مدة اقامته. ولا يُسمح لهم بالبناء دون إذن ولا ترتفع كنائسهم لتطاول المساجد مع إعطائهم حريتهم في العبادة بدون إظهار الصلبان في الطرقات أو رفع صوت الأجراس]. وقد سمح عُمر بنفس الحريات لليهود بالمساواة مع النصارى، والجزية التي يدفعونها أقل من زكاة المال التي يدفعها المسلمون وقد أعفى منها الشيوخ والأرامل ومن لا يقدر على الكسب وأعطاهم من بيت مال المسلمين. هل في هذه الوثيقة أي تطرف أو عنف كما تدعي؟ اقرأ يا أخي العهد القديم لترى الفرق حيث كانت الأوامر لقادة الجيوش بحرق المدن والتنكيل بأهلها وعدم ترك شئ حي فيها من إنسان أو حيوان أو نبات!
4. أقول لك لو كان المسلمون قد اغتصبوا مصر بالأسلوب الذي تدعيه أو متبعين تعليمات العهد القديم ما بقي فيها مسيحي واحد، فوجودك حتى الآن تتبجح على الإسلام وعلى أشرف خلق الله لهو أكبر دليل على كذب ادعاءاتك. اقرأ التاريخ من مصادر محايدة وموثقة لتعلم أن الأرثوذكس في مصر عاشوا أسوأ عصور الاضطهاد تحت حكم المسيحيين الرومان (الكاثوليك) فكانوا يعذبون ويقتلون منهم الآلاف كل يوم ففروا للصحاري وأسسوا الأديرة والرهبنة فلما جاء المسلمون رفعوا عنهم هذا القهر وحرّروهم وطردوا الرومان وأعادوا البلاد للمصريين ولم يجبروا أحدا منهم على الدخول في الإسلام. اقرأ معي ما يقوله المؤرخ المسيحي هـ. سانت ل. ل. موسيس في كتابه "ميلاد العصور الوسطى" [ أقام العرب المسلمون في مصر دولة تتصف بالسماحة والتسامح المطلق مع باقي الأديان ولم ينشروا عقائدهم بالقوة ولكنهم تركوا رعاياهم أحرارا في ممارسة عقائدهم شريطة أداء الجزية المفروضة، فقام المسيحيون باعتناق الإسلام رويدا رويدا] [وكان الاضطهاد الروماني وكثرة الضرائب والقهر الديني المسيحي لشعبي مصر والشام سببا في ضياع ولاء المسيحيين للدولة البيزنطية المسيحية ومساعدتهم للمسلمين، كما قام الرومان بمذابح بشعة ضد اليهود لتنصيرهم بالإكراه] [وقد عرض الإمبراطور البيزنطي عقيدة روما في المسيح (الطبيعتين والمشيئتين) على سكان مصر والشام المؤمنين بعقيدة الطبيعة الواحدة فرفضوها، فأنزل بهم الرومان أشد أنواع التنكيل، وعندما انتصر المسلمون على الروم ساد الفرح بين الشعوب المسيحية الشرقية واعتبروا أن هذا هو عقاب السماء لكفار روما وهراطقة خلقيدونيا من الكاثوليك]. وعن دخول الإسلام مصر يضيف الكاتب في موضع آخر [استولى المسلمون على حصن بابليون الذي يقع قرب القاهرة الحديثة عام 641م وذلك بدون إراقة نقطة دم واحدة أو تدمير ممتلكات وبعد عام تم فتح الإسكندرية بمقتضى معاهدة ، ثم تم بعد ذلك إخضاع مصر كلها سلميا. وقد كانت سياسة المسلمين في كل فتوحاتهم هي عزل المسلمين عن باقي سكان البلاد فلذلك اختار عمرو بن العاص موقعا جديدا لينشئ فيه عاصمة للمسلمين في مصر (الفسطاط وهي مصر القديمة حاليا) تماما كما فعلوا في العراق وانشئوا الكوفة عاصمة إسلامية بدلا من المدائن الفارسية].
الرد على موضوع الجزية وفرضها على أهل الكتاب
1. يعترض المجهول على ما جاء في سورة التوبة من فرض للجزية على اليهود والنصارى في بلاد المسلمين. أقول له حين تمسك المسلمون بكتابهم أسسوا حضارة سمحة يشهد لها التاريخ سادت العالم لقرون طويلة حتى القرن 18 وظلت آخر خلافة إسلامية (الدولة العثمانية) مصدر رعب لأوروبا حتى نجحوا في تفكيكها من الداخل وحشد الجميع لحربها من الخارج في أوائل القرن 20. ولكن حين انقلب المسلمون لترف الدنيا فتركوا كتابهم وتمسكوا بالتجارة والزرع وتخلوا عن الجهاد (جهاد النفس وجهاد الأعداء) انهاروا حتى صاروا طعاما للكفار. وأثناء سيادة المسلمين تركوا اليهود والمسيحيين أحرارا في بلادهم والدليل القاطع على سماحة وعدالة الإسلام المطلقة هو وجود أهل كتاب أثرياء في بلاد المسلمين، وأنت خير من يعلم كم الفقراء بين مسلمي مصر وكم الأثرياء بين أقباطها!
2. لقد شرع الله قتال أهل الكفر لإزالة سلطانهم عن الناس فيكون الناس أحرارا في اعتناق العقيدة التي يؤمنون بها، والمسلمون ممنوعون من قهر أحد على الدخول في الإسلام (كما كان يفعل المسيحيون الرومان) وذلك بنص القرآن الكريم "لا إكراه في الدين" وإليك ما تقوله كاتبة مسيحية (كارين أرمسترونج) في كتابها "القدس" غي هذا الصدد [لم تشهد مدينة القدس في تاريخها الدموي الطويل سلاما إلا في مرحلتين: حين فتحها عمر بن الخطاب وحين أعاد صلاح الدين الأيوبي فتحها. وتحت ظل هذا الحكم الإسلامي عاشت الديانات الإبراهيمية الثلاثة في سلام] [وقديما حين ساد اليهود فلسطين غاب البر والتراحم عن أورشليم اليهودية الحشمونية حتى أن اليهود الفريسيين (المتدينين) شعروا بالاغتراب وطلبوا من الغزاة الرومان أن يعزلوا ملوك اليهود لأن الحكم الأجنبي أفضل كثيرا من حكم أولئك اليهود الأشرار] [حينما جاء المسيحيون إلى القدس في عهد قسطنطين لم يكتفوا بالقتال فيما بينهم ولكنهم قاموا بطرد اليهود والوثنيين بالقوة من المدينة بزعم أنها مدينة مسيحية مقدسة، وكان الرهبان الذين استوطنوا صحراء يهوذا هم أشد الناس عداوة لليهود فكانوا ينكلون بهم ويقتلوهم ولذلك رحب اليهود بالفرس حين جاءوا لغزو القدس وقدموا لهم كل المعاونات العملية. أما في عهد المسلمين فقد سمحوا لليهود بدخول المدينة وسمحوا لهم بالاستقرار فيها جنبا لجنب مع المسيحيين والمسلمين فكان هذا التراحم العملي المبني على لُب رسالة القرآن وهو العدالة الاجتماعية، كان هو الأساس الذي تمت عليه أسلمة القدس] [ لما وصل الصليبيون القدس دمروا العلاقات بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة وعاشت القدس الصليبية في صراع دموي ولم تزدهر الحياة المدنية في العهد الصليبي على الإطلاق لأن روح الكراهية للآخرين كانت متأصلة في الجنود الصلبيين فقاموا بقتل كل اليهود المسلمين والمسيحيين الشرقيين الذين صادفوهم في طرقات القدس وحتى داخل مساجدهم ومعابدهم وكنائسهم، ثم انقلبوا بعد ذلك على أنفسهم فحاربوا بعضهم البعض مدفوعين بسموم الحقد الديني ففقدوا دولتهم واستمر صراعهم حتى العصر الحالي في صورة نزاعات دينية بين الطوائف المسيحية وخلافات حول قبر المسيح والأديرة] (تحول الدين إلى وثنية تجعل القبر هو الهدف وتربط المكان بفكرة الإله). [وفي عام 1096 تم تنظيم أول حملة صليبية بحجة تحرير القدس من الإسلام وفي عام 1099 دخل الصليبيون القدس وذبحوا كل المسلمين واليهود وساروا بين جثث القتلى بالتراتيل إلى كنائسهم ورفضوا دفن الموتى فتحولت المدينة إلى مستودع للجثث المتعفنة ثم أصدروا قانونا يمنع المسلمين واليهود والمسيحيين الشرقيين من دخول المدينة وحوّلوا قبة الصخرة إلى كنيسة والمسجد الأقصى إلى معسكر للجنود ومعبد اليهود إلى مقر للبابا. وفي عام 1110م هاجم بلدوين ملك اللاتين عكا وحيفا وطرابلس وقيصرية وذبح كل المسلمين ونهب ممتلكاتهم ودمر مساجدهم وقد ظلوا يحتلون تلك الأماكن حتى فتح صلاح الدين القدس دون إراقة نقطة دم واحدة وقام بتطهير قبة الصخرة والمسجد الأقصى ورفض مصادرة أملاك البطرك الماجن الثري هرقل ملتزما بالاتفاق المبرم عند فتح القدس وعاد التسامح بين المسلمين واليهود والمسيحيين الشرقيين وباقي طوائفهم ليرفرف على المدينة من جديد].
الرد على إدعاء سب النصارى في مساجد مصر
1. منهاج المسلم الصحيح في التعامل مع النصارى هو ما جاء في الآية 46 من سورة العنكبوت، يقول تعالى : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون". والآية لا تحتاج لتفسير فنحن المسلمون مأمورون ألا نتجادل مع أهل الكتاب فيما يحدث الشقاق والبغضاء وأن يكون كلامنا معهم بالحُسنى لأنهم أهل كتاب نعترف به ولأننا كلنا نعبد نفس الرب ونسلم له أنفسنا.
2. حينما ذكرت أن هناك محاضرات منتظمة في الكنائس تهاجم الإسلام ومحمد صلعم، لم ينف المجهول ذلك وإنما زعم أن جميع مساجد مصر لا تكف عن شتم النصارى. وأقول له إن مساجد مصر كلها أصبحت ملك الحكومة فهي تتبع وزارة الأوقاف وتخضع لرقابة لصيقة من جهاز أمن الدولة، والحكومة المصرية الآن تسمي الأمريكان واليهود "أصدقاء" وتعمل ألف حساب لما تسميه "الوحدة الوطنية" فيراقب أمن الدولة جميع شيوخ وخطباء المساجد رقابة يومية وقد أصبحوا كلهم من المعينين بوزارة الأوقاف يتقاضون رواتبهم من الدولة ولا يجرؤ أحدهم على أن ينطق حتى آية من القرآن تتكلم عن النصارى فتدعوهم لعبادة الله الواحد وترك عبادة المخلوق فما بالك بـسبهم (كما تدّعي). وإذا حدث وتكلم أحد منهم بجرأة عن أي موضوع يخص النصارى فإنه يختفي وينضم لآلاف المعتقلين من المسلمين أو يعزل ولا يُسمح له بالخطابة. أما على جانبكم فليس للدولة أي رقابة فالكنيسة هي التي تعين الكهنة وتوجههم فيما يقولون وخطبكم لا تذاع في الميكروفونات فلا يعرف العامة ما تقولون داخل كنائسكم ولا يُعتقل منكم أحد فكل المعتقلين من المسلمين فقط وكأنه لا يوجد متطرف مسيحي واحد. وقصتي الراهب المشلوح ومسرحية كنيسة محرم بك في الإسكندرية لهما أكبر دليل على جهل الدولة بما يحدث داخل الكنائس والأديرة . فهل بعد هذا مازلت تدّعي أننا الذين نهاجمكم في المساجد أم انتم الذين تشتموننا وتدبرون لنا المكائد وتعملون في الظلام بعيدا عن أعين الرقابة ؟
3. ويحضرني في هذا المقام واقعة تبين أسلوب الخداع الذي يتبعه نصارى مصر في تعاملهم مع المسلمين فيظهرون خلاف ما يبطنون، فقد سألت أمي البطرك (شنودة) في أحد دروسه الأسبوعية التي كان يلقيها على المسيحيين بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، سألته عن موضوع "تحديد النسل" فقال لها بالحرف الواحد: كل امرأة مسيحية يجب عليها ألا تحرم ابنها من أخ ومن أخت ولا تحرم ابنتها من أخت (أي أن الأسرة المسيحية المثالية يجب أن يكون فيها على الأقل 4 أطفال). ثم خرج بعدها البطرك أمام وسائل الإعلام ليعلن أن المسيحية تشجع تحديد النسل (يقصد طبعا نسل المسلمين فقط!). ولقد كان ينصحنا نحن شباب الكنيسة مرارا وتكرارا أن "نكون حكماء كالحيات" وهو قول أعتقد أنه منسوب زورا للمسيح، فالحية لا تعرف إلا الغدر والخيانة والقتل وأعتقد أيضا أن هذا ما يعنيه البطرك فالمسيحي عليه أن يضمر الغدر تحت ثياب الوداعة حتى تحين الفرصة. وكان البطرك يقول دائما إنه لن يدخل القدس إلا مع شيخ الأزهر ثم يدعو المسيحيين في الخفاء لتأسيس شركات سياحة تنظم لهم رحلات يومية منتظمة من كاتدرائية العباسية إلى القدس اليهودية لدعم اليهود حتى يأخذوا المسجد الأقصى من المسلمين ويعيدون يناء الهيكل المزعوم فيعود المسيح (حسب زعمهم).
4. وأختم هذا المقام بواقعة تبين حقيقة "المسيحيين أصحاب الفضيلة المضطهدين في مصر" كما يزعمون. كان لابنتي صديقة لها في مدرسة الرحمة المسيحية الخاصة بالإسكندرية ارتدت طرحة على رأسها في شهر رمضان فمنعتها إدارة المدرسة من الدخول وحينما أصر والديّ الطفلة على موقفهم رفضت المدرسة التراجع بالنسبة لتلك البنت ولكل من يريد ارتداء غطاء للرأس من البنات المسلمات بالمدرسة وقام كثير من الأهالي بنقل أولادهم من المدرسة وضحت المدرسة بما يدفعه هؤلاء من رسوم تعصبا لعدم ظهور أي مظهر إسلامي بالمدرسة المسيحية. يحدث هذا في مصر (وليس في فرنسا) وبها أكثر من 90% من السكان مسلمين، ويحدث هذا في مدرسة "الرحمة"، لاحظ التناقض بين الاسم والفعل، فهل هذه هي "الرحمة والتسامح المسيحيين" والتي صدعوا آذاننا بها؟ بالله عليكم من هو المتعصب والمتطرف؟ هناك واقعة أكثر عمقا حيث منعت مدرسة الراهبات الفرنسيسكان الطالبات المحجبات من دخول المدرسة فلجأن للقضاء فحكم لصالحهن فتدخل السيد قنصل فرنسا بنفوذه لإيقاف تنفيذ حكم القضاء ولاستئنافه وبالضغط على أولياء أمور الطالبات فقام المصرين منهم بنقل بناتهن لمدارس أخرى وخلع من بقي الحجاب. هذه هي حرية العقيدة في بلد مسلم، ويتحدثون بعد ذلك عن التسامح وقبول "الآخر"!! وقد كنت طرفا في واقعة حدثت في بداية السبعينات من القرن 20م حينما جاء لوكيل البطرخانة القمص أنسطاس الصموئيلي بعض الشباب المسيحي المعترض على وجود آيات قرآنية في كتب اللغة العربية وطالبوا أن يوصل صوتهم للبابا شنودة ليتدخل لدي الحكومة لحذف هذه الآيات من المنهج. وقد دارت مناقشة لذلك فسألت القمص:هل لو أصبحنا نحن المسيحيين الذين نحكم، هل كنا سنجبر المسلمين على وجود الدين المسيحي في كتب الدراسة؟ قال: نعم بل وأكثر من ذلك، إن إحدى مدارس اللغات تجبر التلاميذ المسلمين على حضور قداس الأحد في كنيسة المدرسة وإلا فقدوا درجات، و هذه بداية طيبة! هذه هي أفكار من يتباكون أمام العالم عن اضطهادهم بينما هم قمة التعصب. لقد لقـّب الكاتب المسيحي ميلاد حنا المسيحيين في مصر بـ "الأقلية السعيدة المحظوظة" فهم يحصلون على إجازات مدفوعة الأجر في أيام كثيرة جعلوها أعياد ولا تحتفل بها أي طائفة مسيحية أخرى في العالم، ولهم ساعتان كل يوم أحد يتغيبون فيهم بدعوى الصلاة في الكنائس وهما مدفوعتا الأجر أيضا، وهم يقيمون كنائس كبيرة محصنة في كل مكان، ولهم حرية عقيدة يحسدهم عليها المسلمون أنفسهم (الذين يُعتقلون إذا ما تجاوزوا الخطوط الحمراء)، ومعظم أثرياء مصر وثروتها في أيديهم، كل هذا ويصرخون أنهم مضطهدون وأننا متعصبون ضدهم!!
الرد على القول بأن المسلمين يرهبون بلاد العالم بسيوفهم
لن أدافع هنا عن الإسلام دين السلام والمحبة ولكني سأشير لما قاله كاهن مسيحي (جلال دوس) في كتابه "الإنذار الأخير للكرة الأرضية" عن الإرهاب الحقيقي في عالم اليوم ومن يحركه من وراء الستار. يذكر القس أن الوحوش الثلاثة المذكورين في رؤيا يوحنا والذين يساعدون التنين (الشيطان) هم: بابا روما (النمر) وهو الوحش الأكبر الذي يريد أن يسجد العالم كله له، والوحش الثاني (الخروف) هو أمريكا التي تأمر الجميع أن يضعوا علامة (الصليب) على يدهم اليمنى أو على جبهتهم وتقوم بقتل كل من لا يسجد للوحش الأكبر ولا يضع العلامة، والوحش الثالث هو الأمم المتحدة التي تنفذ خطط الوحشين السابقين تحت ستار الشرعية الدولية. ويقول القس جلال دوس أن البروتستانتية الأمريكية قد ارتدت عن المسيحية الصحيحة وأنها تستعين بقوانين مدنية وبقوتها العسكرية لفرض معتقداتها الدينية الخاطئة وتطبقها على كل من لا يعبد المسيح (يعني المسلمين) وإلا يكون مصيرهم هو التعذيب والقتل. ويضيف القس قائلا [ لما فسدت الكنيسة الأولى (الرومانية) بالانصراف عن بساطة الإنجيل وقبلت شعائر وثنية فقدت روح الله وقوته فاستعانت بالسلطان لكي تتحكم في عقول الناس وظهرت "البابوية" فصارت الكنيسة تتحكم في سلطات الدولة وتستغلها لتحقيق مآرب رجال الدين الخاصة وتقوم بقتل المخالفين لها بحجة "الهرطقة" (الكُفر). ويخبرنا الإنجيل أنه قبل مجيء المسيح مرة ثانية ستسود حالة من الانحطاط الديني تشبه حالة القرون الأولى فيزداد الفجور. فها هي كنائس الولايات المتحدة تفرض سلطانها على الدولة وتستغلها لفرض دينها بالقوة وتتحول أمريكا لنفس صورة الحكم الكهنوتي الروماني القديم الذي ترأسه البابا وتعاقب كل المخالفين لدينها بالعقوبات المدنية بمساعدة الأمم المتحدة وبالغزو العسكري المباشر إذا استلزم الأمر]. ما رأيك أيها المجهول في هذا؟ هل المسلمون هم الذين يرهبون العالم مع قلة حيلتهم أم من يشعلون الحروب والنزاعات؟
الرد على الزعم بتناقضات القرآن
ذكر المجهول أن القرآن متناقض وأقول له أن المسيحيين يحرمون لمس القرآن أو الاستماع لآياته خوفا من أن يقتنع أحدهم به وأن كهنتهم يخدعون البسطاء فيذكرون لهم نصف آية وكلام بعيد عن موضعه ليثبتوا لهم هذا التناقض. وأرد فأقول إنه ينطبق عليكم قول الله سبحانه في الكفار الذين كذّبوا القرآن دون أن يعرفوا ما فيه " بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله". أقول لهذا المجهول الذي يدّعي أنه يفهم المسيحية: بل إن الأناجيل هي التي تمتلئ بالأخطاء والتناقضات وسأذكر هنا بعض ما أورده كاتب مسيحي (القس منيس عبد النور) في كتاب له (شبهات وهمية) طبعة عام 1998 والذي نشرته كنيسة الدوبارة بجاردن سيتي/ القاهرة ، وقد ذكر القس هذه الشبهات ولم يقدم لها ردا مقنعا:
1. جاء في إنجيل مرقص 16: 5 أنه كان على قبر المسيح ملاك واحد وجاء في إنجيل يوحنا 20: 12 أنهما ملاكين اثنين. قال منيس: لا يوجد تناقض، كل ما في الأمر إن إحداهما أوسع من الأخرى!!
2. أعمال الرسل 9: 7 "يسمعون الصوت ولا يرون أحد"، أعمال الرسل 12: 9 عن نفس الموقف "نظروا النور ولم يسمعوا الصوت". قال منيس: الأولى تعني في اللغة اليونانية وصول الصوت إلى الأذن والثانية تعني فهم الكلام. جميل، ماذا إذن عن الرؤية؟ لقد تجاهل منيس الكلام عنها تماما.
3. الاختلاف في أسماء أجداد المسيح بين إنجيلي متى ولوقا في 37 اسما. يقول منيس إنهم كانوا أحيانا ينسبون الابن لوالد أمه وأحيانا لأبيه الطبيعي. والد السيدة مريم اسمه "عمران" في القرآن و"يواقيم" في تاريخ النصارى وهذين الاسمين لم يردا في أي إنجيل والمفروض عكس ذلك بأن تتبع المرأة اسم زوجها.
4. جاء في إنجيل متى2 أن المسيح وأبويه أقاموا في بيت لحم سنتين بعد مولده ثم جاء المجوس فهاجروا إلى مصر (وظلوا فيها حتى بلغ يسوع 8 سنوات، حسب تاريخ النصارى). أما إنجيل لوقا فكان له رأي آخر فيقول أنه بعد أن طهرت مريم من النفاس (40 يوما) ذهبوا للهيكل في أورشليم ثم رجعوا إلى الناصرة وعاش فيها المسيح حتى سن 12 سنة وكان يتردد على أورشليم في كل عيد!
5. جاء في متى 3: 14 أن يوحنا عرف المسيح ثم نزل الروح على المسيح، وفي متى 11: 3 أنه بعد سنوات أرسل يوحنا تلميذين إلى المسيح يسألانه: هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر؟! أما في يوحنا1: 33 فقد جاء أن يوحنا لم يعرف المسيح إلا بعد نزول الروح على المسيح وحينئذ شهد يوحنا أن المسيح هو الرسول المنتظر الذي أرسله الله!!
6. متى4: 5 الشيطان حمل المسيح إلى سقف الهيكل ثم إلى جبل عالي جدا، لوقا4: 5 الشيطان حمل المسيح إلى جبل عالي جدا ثم إلى سقف الهيكل!
7. قال المسيح في متى 5: 9 "طوبى لصانعي السلام" ولكنه في نفس الإنجيل متى10: 34 عاد ليناقض نفسه (حسب زعمهم) ويقول"ما جئت لألقي سلاما بل سيفا، لأني جئت لأفرق بين الابن وأبيه..".
8. قال المسيح في متى5: 17 "لا يسقط حرف من الناموس (يعني التوراة) حتى يكون الكل (يعني القرآن)"، وفي لوقا "زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة من الناموس". بينما يزعم بولس في رسالته إلى أهل غلاطية 4: 10 ورسالته إلى العبرانيين(اليهود)7: 18 أن المسيح قد جاء لإبطال الوصية الأولى (التوراة) لضعفها وعدم نفعها (ويسير معظم المسيحيين على نهج بولس هذا حتى اليوم)!!
9. في إنجيل يوحنا 2: 14 قال المسيح عن هيكل سليمان "انقضوا هذا الهيكل وأنا أبنيه في ثلاثة أيام"، بينما جاء في متى26: 61 "جاء شاهديّ زور وقالا أن المسيح قال انقضوا هذا الهيكل وأنا أبنيه في ثلاثة أيام"!! فهل نسي الوحي المسيحي ما قاله ليوحنا فقال عكسه لمتى؟!!
10. إنكار بطرس أنه يعرف المسيح اختلف تماما في الأناجيل الأربعة: فهل كلمته جارية أم جاريتين؟ وهل كانت المحادثة في ساحة الدار أم أسفله أم في داخله؟ ولماذا اختلف كلام بطرس في كل إنجيل عن الآخر رغم أنه موقف واحد؟ وهل كان صياح الديك مرة واحدة أم مرتين؟
ولمن أراد أن يستزيد فقد كتبت أربعة مجلدات عن التناقضات في الأناجيل وسيجري نشرها بالموقع تباعا.
هل الأناجيل هي كلام الله حقا؟
1. يقول القس صموئيل مشرقي في كتابه "عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه" [نقول من باب الترجيح (أي أنه غير متأكد) أن بعض أتباع المسيح قد بدءوا في كتابة هذه الكتب (يقصد الأناجيل) عنه عن طريق جمع مجموعات من أقواله وأفعاله لأجل استعمالهم الشخصي ، ثم بدأت هذه القصص التي تـُروى عن المسيح تـُجمع في كتب صغيرة كانت نواة لعدة أناجيل من الممكن أن تكون قد بلغت مائة إنجيل. وكان على الكنيسة أن تفحص هذه الأناجيل حيث تمت المصادقة (موافقة البطاركة والكهنة) على هذه القصص الأربع فقط بعد أن ثبت قانونيتها (أي قانونية هذه؟؟؟) واعتبرت فاتحة (العهد الجديد) وتم الاعتراف بقدسيتها، وقد رفضت الكنيسة الاعتراف بغيرها من الأناجيل (مثل إنجيلي توما وبرنابا) وتقررت قانونية كتب العهد الجديد بعد أن كانت كتب العهد القديم قد تقررت بمعرفة المجمع اليهودي على يد عزرا الكاتب (قبل المسيح بعدة قرون) وتم وضع كل هذه الكتب في قائمة واحدة في مجمع نيقية عام 325م]. لقد ضم اجتماع نيقية هذا أكثر من أربعة آلاف رجل دين مسيحي جمعهم ملك الرومان الكافر قسطنطين الذي لم يكن يعرف لغة المجتمعين ولا اللغة التي كـُتبت بها الأناجيل ولم يدخل المسيحية إلا قبل موته بلحظات، وكان الهدف الذي جمع كل هؤلاء من أجله هو توحيد شعوب مملكته على دين واحد وكتاب واحد، وهو هدف سياسي بحت لا دخل لأي دين أو إيمان فيه. وقد تم في هذا المجمع اختيار الكتب التي تتفق مع العقيدة الوثنية الرومانية وتم جعل يوم الأحد (يوم الشمس) -وهو المقدس لدي الوثنيين- تم جعله اليوم المقدس للدولة الرومانية كلها (بدلا من يوم السبت الذي ينص عليه الناموس). ولم يستمر الاجتماع إلا أسبوعا واحدا (لا يكفي للفحص الدقيق لكل الأناجيل المعروضة) ولم يوافق على هذه القرارات إلا 318 بطركا وكاهنا (من أصل أربعة آلاف) كانت لهم أطماع سلطوية وكانوا بهذه الموافقة يستندون إلى سلطان ملك الرومان القوي في التخلص من معارضيهم وقتلهم، وهو ما حدث فمن لحظة انتهاء المجمع بدأ القتال الطائفي الطاحن والذي استمر حتى يومنا هذا.
2. هذه هي قصة جمع "القصص التي تـُروى عن المسيح" والتي صارت "أناجيلا مقدسة" يُتعبد بها! ويا ليت الأمر توقف عند هذا ولكن التحريف (التحسينات والإضافات والحذوفات) استمر فكل فترة يقوم البطاركة بإحداث تغييرات في النص وعندي ثلاث طبعات لا يفرق بينها أكثر من 50 عاما والخلافات بينها لا حصر لها (الكتاب المقدس والإنجيل بشواهد وكتاب الحياة) أبسطها تغيير لقب المسيح من "مُعلـّم" إلى "رب"!! وتعالى معي لتطالع ما تقوله عالمة مسيحية (إلين هوايت) في كتابها "الصراع العظيم" عن موضوع استمرار التحريف هذا [إن منطق الكنيسة الكاثوليكية هو القيام بمنع نشر التوراة والإنجيل لقرون طويلة وتحريم قراءتهما أو حيازتهما على عامة الناس لأن بالكتاب الكثير مما يخالف تعليمات الكنيسة والكهنة] ، [وقد قام الرهبان بتزوير الكتاب في آخر القرن الثامن لتثبيت سلطان أساقفة روما]، [قبل اختراع المطابع في القرن 16م كانت نسخ الكتاب نادرة وكان حجمها كبير بحيث يصعب حفظها وكانت باهظة الثمن بحيث لا بقدر على شرائها إلا الأغنياء، وقد ساعد ذلك كله رجال كنيسة روما في أغراضهم (أي تغيير النص لمصلحتهم)]، [لم يكن موجودا في القرن 8م إلا مختارات من إنجيلي متى ويوحنا فقط، فقام البعض بإضافة شروحات لآياتهما]، [إن التفسير الخيالي الغامض للكتاب والنظريات الكثيرة المتضاربة الخاصة بالعقيدة لهي من صنع خصمنا العظيم (تقصد بابا روما)، كما أن النفور والشقاق القائم بين مختلف الطوائف المسيحية برجع إلى حد كبير لعادة تحريف الكتاب السائدة لأجل تدعيم نظريات تتفق وأهوائهم]، [في القرن 16م كانت التوراة من ترجمة ديكلف مأخوذة عن النص اللاتيني الملئ بالأخطاء وكان ثمن النسخة المخطوطة باهظا جدا فلا بقدر على اقتنائها إلا الأثرياء وكان اقتناؤها محظورا بشدة بأمر الكنيسة وذلك قبل ظهور لوثر عام 1526م. وكان أراسمس قد نشر ترجمته اليونانية واللاتينية للأناجيل وقام بطبعها بعد أن أصلح الكثير من الأخطاء الواردة في الترجمات السابقة]؟؟؟ [وبعد عام 1780م سادت الطقوس وحلت مكان روح الورع في الكنيسة وانغمس الكهنة في الأمور الدنيوية وأهملوا تعليم الناس عن المجيء الثاني للمسيح وبالتحريف حُجبت الأقوال الإلهية الخاصة بهذا كله حتى أنها نـُسيت تماما].
3. وكنت قبل إسلامي أتعجب من الأخطاء الواضحة الموجودة في اِلأناجيل وأسأل عنها القساوسة فيعطونني إجابات غير شافية أو يعجزون عن الرد كلية. فمثلا كيف يمكن أن يجهل الوحي النصراني (وهو رباني حسب اعتقادهم) مكان سطر في كتابهم استشهد به في موضع آخر؟! فقد استشهد في إنجيل متى 27 بقصة قال إنها في كتاب إرميا بينما هي في الحقيقة في كتاب زكريا. لن أتحدث هنا عن المحاولات اليائسة لتطويع القصة لتثبت أن صلب المسيح مذكور في الكتب القديمة ولا عن التحريف الذي طال القصة لتطويعها، ولكنني أركز فقط على خطأ من كتب هذا الكلام في ذكر الموضع الصحيح لنص يستشهد به، وهو قطعا خطأ بشري فحاشا لله أن يخطئ "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله". جاء في متى 27 أن قصة شنق يهوذا لنفسه قد تم التنبؤ بها من قبل في كتاب إرميا [..حينئذ تم ما قيل بإرميا (أي تمت الواقعة التي كانت قد ذُكرت في كتاب إرميا) النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب]. ونعود للعهد القديم فنجد أن القصة ذُكرت في زكريا 11: 12 (وليس في إرميا؟؟؟) حيث قال زكريا لليهود[إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا، فوزنوا أجرتي ثلاثين قطعة من الفضة، فقال ليّ الرب: ألقها إلى الفخاري (أي الذي يصنع أواني الفخار) الثمن الكريم الذي ثمنوني به، فأخذت الثلاثين قطعة من الفضة وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب ثم قصفت عصاي لأنقض الإخاء بين بني يهوذا وبني إسرائيل].
4. ولكي لا أطيل عليك سأعطيك خلافا ثانيا وهو عن اختراع عقيدة التعميد (وهي التنصير أو التطهير حسب يوحنا11: 55). سنتغاضى عن الأسلوب الركيك وعن انعدام المعنى وسنركز فقط على التناقض بين نصين في نفس الصفحة من نفس الإنجيل. جاء في يوحنا3: 22[وجاء يسوع وكان يُعمّد] ثم في يوحنا3: 23 [..وحدثت مباحثة بين تلاميذ يوحنا واليهود من جهة التطهير (= التعميد) فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له يا معلم هو ذا الذي كان معك (يقصدون المسيح) يُعمّد الناس والجميع يأتون إليه]، ثم جاء في يوحنا4: 1[فلما علم الرب أن الفريسيين (علماء اليهود) سمعوا أن يسوع يُعمّد أكثر من يوحنا]، وأخيرا جاء في يوحنا4: 2[مع أن يسوع نفسه لم يكن يُعمّد أحد]؟؟؟ هل تفهم شئ من هذه اللخبطة؟ هل يمكن أن يكون هذا التناقض الواضح أصله رباني وليس بشري؟؟
4. تعالى يا أستاذ مجهول نطالع ما كتبتموه بأيديكم في كتبكم عن الله (جل وعلّى) وليحكم كل ذي عقل إذا كان هذا كلام الله حقا عن نفسه:
(أ) في تكوين 6 كتبتم أن أبناء الله (الملائكة) رأوا أن بنات الناس جميلات فتزوجوهن وأنجبوا منهم رجالا جبابرة فحزن الرب أنه خلق الإنسان وتأسف في قلبه!! (ب) في تكوين 18 جاء أن الملائكة أبلغوا الله بخطايا سدوم وعمورة فقرر أن ينزل بنفسه ليتأكد من صحة ما أبلغوه به!!
(ج) في خروج4: 24 نجد قصة غريبة فبعد أن أرسل الله موسى إلى فرعون، ثم تمثل الرب له في صورة رجل وهو في الطريق وحاول أن يقتل موسى، فأسرعت صفورة (زوجة موسى) إلى ابنها وختنته بقطعة حجر وأخذت الجلدة الزائدة المقطوعة من عضو ذكر ابنها ومست بدمها أرجل الرجل (الرب!!) الذي هاجم زوجها وخطبته لنفسها عريسا بالدم (حسب شريعة الكفار الذين يعبدون الشيطان) فوافق الرجل (الرب) وترك زوجها (موسى)! ما هذا الكفر اللامعقول؟!
(د) في مزمور 82 من مزامير داود [الله قائم في مجمع (معبد) الله في وسط الآلهة (أي آلهة هذه؟؟) يقضي (يحكم): حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار (تنصفونهم)، سلاه (سبحان الله). اقضوا للذليل واليتيم، أنصفوا المسكين والبائس، نجّوا المسكين والفقير، من يد الأشرار أنقذوا. لا يعلمون لا يفهمون (يعني الآلهة) في الظلمة يمشون، تتزعزع كل أسس الأرض (من قوتهم). أنا (الله) قلت أنكم آلهة وبنو العلّي كلكم، لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون. قم يا الله ِدن الأرض لأنك أنت تمتلك كل الأمم]. ما هذا التخريف الذي ينسبونه لله (سبحانه وتعالى)؟ يقولون أن الله وقف في وسط معبده يحكم بين الآلهة (أي آلهة هؤلاء؟؟) ويعاتبهم: حتى متى تحكمون بالظلم وتنصفون الأشرار؟(ما هو قدر سلطان هؤلاء الآلهة؟) ثم ينصحهم بالعدل ثم يسبهم ولكن بعد ذلك يشهد لهم أنهم آلهة وأنهم أبناؤه وأنهم سوف يموتون. وأخيرا يطالب نفسه أن يقوم للدينونة فهو يمتلك العالم كله!! هل هذا كلام معقول؟؟
(هـ) في إنجيل يوحنا 10: 34 يأتي ذكر موقف يدافع فيه المسيح عن نفسه لأن اليهود اتهموه بأنه ابن زنا وليس مثلهم ابن من أبناء الله (يوحنا8: 41)، وكان المفروض أن يرد المسيح عليهم ويقول أنه مثلهم "ابن الله"ولكن كاتب الإنجيل تجرأ وذكر على لسان المسيح قوله "أنا والآب واحد" (أي أنه المسيح هو الله)، ولكن الكاتب وقع في أخطاء بعد ذلك فضحت كذبه في هذه المقولة فقد كتب أن اليهود أخذوا حجارة وهمّوا برجم المسيح فأخذ يستعطفهم [أعمال حسنة كثيرة أريتكم من عند أبي، فبسبب أي عمل منها ترجمونني؟] فقالوا [لأنك وأنت إنسان تجعل نفسك مساويا لله. أجابهم يسوع: أليس مكتوبا في ناموسكم: أنا قلت أنكم آلهة؟ إن قال: آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله ، ولا يمكن أن يُنقض المكتوب، فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني ابن الله]. ولو استعرضنا العبارة لوجدنا فيها تناقضا واضحا وأخطاء كثيرة جاءت من الحذف والإضافة للنص الأصلي: 1- جملة "أنا قلت أنكم آلهة" لم ترد في ناموس موسى وإنما في مزامير داود وكون المسيح يخطئ في الاستدلال بها لهو أول دليل على أن هذا ليس كلامه فهو نبي من الله لا ينطق عن الهوى. 2- المسيح يناقض نفسه فيقول أن الأعمال الحسنة التي أتى بها هي من عند الله (أي أنه ليس مساويا للآب كما سبق وقيل على لسانه). 3- المسيح يناقض نفسه مرة أخرى فيقول عن نفسه "الذي قدسه الله وأرسله إلى العالم" فهو هنا مفعول به وهو مرسل من قبل الله وليس مساويا له. 4- المسيح يختم بتناقض ثالث يؤكد فيه أنه "ابن الله" مثله مثل باقي اليهود (فهو ليس واحدا مع الله). 5- العجيب أن كاتب الإنجيل جعل المسيح يقول على اليهود أنهم "آلهة" وأكد ذلك بقوله "ولا يمكن أن يُنقض المكتوب". هل يمكن أن يخاطب الله ‘الكهنة الأشرار من اليهود’ بقوله أنهم آلهة لأنهم يحكمون بكتاب الله؟ هل نسي الكاتب أن في النص الأصلي من مزامير داود يصفهم الله بأنهم "لا يعلمون لا يفهمون، في الظلمة يتمشون"؟؟ إن المسيحيين الذين يتهموننا في أخلاقنا وفي نبينا محمد -صلعم- هم الذين اتهموا المسيح بالجهل والتخريف ثم عبدوه وهم الذين جعلوا لله شركاء في ملكوته من الكهنة الأشرار!! هل هذا منطق؟؟
5. وحتى حدث هام وأساسي في العقيدة المسيحية وهو الزعم بـ"صلب المسيح" فقد اختلفت وتناقضت فيه الأناجيل الربعة لتؤكد أنها ليست كلام الله وأنه قد طالها التحريف الشديد وغير المتقن. (أ) ففي إنجيل متى زعموا أن المسيح قال أنه سوف يُصلب ويموت ويُدفن ويظل في باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاثة ليالي، وجاء في إنجيل لوقا أنه دُفن صباح السبت بينما أكد إنجيل يوحنا أنه قام قبل فجر الأحد ليكون بذلك قد ظل مدفونا ليلتان ويوم واحد فقط! (ب) يوم الصلب: يوحنا قال أنه قبل عيد الفصح بيومين، بينما أجمعت الأناجيل الثلاثة الأخرى أنه كان بعد عيد الفصح بأيام. (ج) ساعة الصلب: يوحنا قال أنه بدأ بعد الساعة السادسة بفترة طويلة (لأن المسيح ظل في المحاكمة حتى السادسة ثم خرج من قصر الملك سائرا يحمل الصليب حتى وصل للجبل خارج المدينة)، أما مرقص فقد ذكر أن الصلب تم قبل الساعة الثالثة، في حين أن متى ولوقا قالا أنه حدث قبل السادسة!!. (د) على الصليب: قال متى "أعطوه خلا فشرب"، وقال مرقص "أعطوه خمرا فشرب"، أما لوقا ويوحنا فلم يذكرا أن المسيح قد أعطي شيئا وهو على الصليب!!. (هـ) حول الصليب: قال متى ومرقص أنه لم يوجد أحد، بينما قال لوقا أنه كان هناك نساء كثيرات وتلاميذ وقفوا من بعيد، وجاء في يوحنا أنه هو وأم يسوع وخالته وقفوا تحت الصليب وكلمهم يسوع!! أين هو الوحي الرباني الصحيح في كل هذا؟؟
6. لقد ضاعت ثقتي تماما في التوراة والأناجيل من كثرة الأخطاء والتناقضات والاختلافات فيها والتي لم أجد لها تفسيرا مقنعا لدي كبار القساوسة. لقد أوجز الكاتب المسيحي "موريس بوكاي" في كتابه "الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة" هذا فقال [إن أسفار الكتاب المقدس قد وقعت في خلط كبير وأخطاء تاريخية وعلمية فاحشة مما يُقطع بأنها كـُتبت بأيدي تؤلف من نفسها ولكنها حتى لا تـُحسن هذا التأليف]. ولم يستطع العلاّمة صموئيل مشرقي (رئيس الطائفة الإنجيلية وقتها) أن برد بكلمة موضوعية على هذا النقد اللاذع لموريس بوكاي فلجأ للتشكيك في شخصه.
الرد على تهكم المجهول على حديث رسول الله "ملعون من نكح يده"
لم يكلف المجهول نفسه عناء فتح أي قاموس لغة عربية ليعرف أن النكاح يعني الخطبة للزواج أو الجماع، ورسولنا الكريم - في حثه على مكارم الأخلاق - لعن عادة الاستمناء (العادة السرية) لما لها من مضار جسدية ونفسية وأخلاقية فالذي يمارسها يتخيل النساء اللائى يقابلهن أو يعرفهن في أوضاع جنسية ليثير نفسه فيكون وكأنه زنا بهن في خياله عن طريق نكاح يده. وهذا الفعل يشجع الشاب على مداومة النظر للنساء والبنات واشتهاءهن ومنهن نساء أسرته وقريباته، فهل هذا فعل محمود؟ وهل يحب أحدنا أن يحدث ذلك مع بنات عائلته؟ وهل عندما ينهانا الرسول عن هذا الفعل الشائن يُهاجم بلا هوادة؟ وهل في حديثه ما يسئ للإسلام؟ لقد جعل الإسلام الزواج هو السبيل الصحيح لتفريغ شهواتنا وحث عليه ويسره وسهله ليسمو بالإنسان وليقطع الطريق على مثل هذه الأفعال التي تضر ولا تنفع.
الرد على التشكيك في نبوة محمد صلي الله عليه وسلـّم
انزلق المجهول لسب رسولنا الكريم محمد وعاد ليذكر هذه القصة الوهمية التي اخترعها المسيحيون بأن هذا الراهب "بحيرا" الذي كان يعيش في الشام هو الذي علّم النبي القرآن وأصول الدين الإسلامي. لقد رد القرآن في بلاغة وإيجاز منذ 14 قرنا على مثل هذه الادعاءات فقال تعالى في النحل: 103" ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" وفي نفس السورة: 116 "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون"، فكيف يكون القرآن بمثل هذه البلاغة والإحكام بينما من يزعمون أن من علّمه للنبي أعجمي لا يعرف العربية والنبي نفسه أُميّ ؟ وكيف يـُفلح محمد وأتباعه ويستمر دينه يترعرع طوال 14 قرنا وقد قرر الله حقيقة تاريخية لا تقبل المناقشة ألا وهي أن كل من يكذب بالنبوة لا يفلح؟ لقد أقر المسيح نفسه هذه الحقيقة حين سأله أتباعه عن كيفية معرفة النبي الصادق من الكاذب فقال " من ثمارهم تعرفونهم - فإن الشجرة الجيدة تصنع أثمارا جيدة والشجرة الرديئة لا يمكن أن تصنع أثمارا جيدة"، ولو نظرنا لمحمد صلعم لنجده قد صنع أحسن الثمار فقد حول شعوبا وأمما كاملة كانت همجية وتعبد الأصنام والبشر إلى عبادة الله الواحد وإلى الصيام وإلى إخراج الزكاة وإلى الصلاة والعبادة و إلى إتباع مكارم الأخلاق. دعنا نتذكر كيف كانت أحوال شعوب الجزيرة العربية والترك والمجوس والهنود والفرس قبل الإسلام وبعد دخولهم فيه (لا تنظر لأحوال كثبر من هذه الشعوب الآن فقد تخلت عن مكارم دينها الحق واتبعت زخارف الدنيا تماما مثل ما فعل الغرب برسالة المسيح السمحة واليهود برسالة موسى فأصبحوا جميعا ينتمون اسما فقط لأديانهم).
2. لقد انسقت يا سيد مجهول وراء تعصبك الأعمى وأخذت تسب خير خلق الله بأقذع الألفاظ فهل تصدق أن معبودك موصوف في كتبكم التي كتبتموها بأيديكم ثم قدستموها بأنه "نعجة" و "شاه تـُساق إلى الذبح صامتة"؟!
3. إنك تقول إنه جاء في الإنجيل عبارة "لا تصدقوا كل روح (يعني وحي) بل امتحنوا الأرواح هل هي من عند الله". ولأنك تجهل حتى دينك فإنك لم تعرف أن ما ذكرته ليس من صلب الإنجيل ولكنه من رسالة يوحنا الأولى 4: 2، ولأنك متعصب أعمى فقد تناسيت أن تذكر بقية الجملة وهي مهمة جدا "كل روح يعترف أن يسوع جاء في الجسد فهو من الله"، ولو عرفت معناها الحقيقي لآمنت بالله وبمحمد وبالقرآن الكريم وإليك هذا المعنى: إذا جاء إنسان يقول أن الله يوحي إليه وأن من ضمن ما يـُوحى به أن المسيح قد جاء بالفعل وأنه إنسان له جسد، إذا أقر الموحى إليه بهذا فوحيه قطعا من عند الله. وبناء على هذا فاليهود الحاليين ليسوا على دين الله لأنهم لا يعترفون بيسوع ولا بأنه المسيح وهم ينتظرون مسيحا آخر لم يأت بعد، والمسيحيين الحاليين ليسوا أيضا على دين الله لأنهم يجعلون المسيح إلها وليس إنسانا له جسد (حتى خرافة بولس بأن يسوع إله تجسد في صورة إنسان لا تتمشى مع قول يوحنا الذي يقول "من الله" أي أن يسوع مرسل من الله)، ويبقى المسلمون فقط هم من يقرون بأن عيسى (عليه السلام) هو رسول بشري إنسان مُرسل من الله، وعليه فطبقا لكتابكم أنتم فقد وجب عليكم الإيمان بالإسلام.
4. جاء في كتبكم أن النبي الكاذب (الذي يزعم أن الله مرسله وهو ليس برسول من الله ) يفضحه الله في حياته وأنه يهلكه هو وأهله وأتباعه خلال عام واحد من دعواه الكاذبة [إرميا14: 15/ 23: 25-34/ 29: 31] وأن النبي الكاذب يقول كلاما لا يحدث [تثنية18: 20] وأن رسالته وعمله يختفيان تماما بينما تبقى رسالة النبي الصادق ولا تـُهدم [أعمال الرسل5: 32]، فماذا منهما يا ترى ينطبق على محمد صلعم؟
5. وإذا كنت تجهل كتابك ومعانيه فسأبصرك ببعض النبوءات التي جاءت فيه (رغم الحذوفات والتعديلات المتعددة والمتعمدة لإخفاء هذه الحقيقة) عن نبي يأتي من بعد عيسى من نسل إسماعيل ويعيش في أرض إسماعيل.
(أ) يتكلم موسى في تثنية 18: 13-22 عن نبي آخر يرسله الله من اخوة بني إسرائيل (أي من بني إسماعيل) ويكون مثل موسى في كل شئ (أي أنه يكون له شريعة وكتاب) ويكون أميا يحفظ الرسالة (القرآن) التي يعطيها الله له "وأجعل كلامي في فمه".
(ب) جاء في تثنية 33: 1 "أقبل الرب من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ في جبل فاران" وتعني أن موسى جاءته الرسالة في سيناء والمسيح ولد في ساعير (أرض يهوذا) ومحمد خاتم المرسلين ظهر في مكة (جبل فاران وهي أرض إسماعيل كما جاء في التوراة نفسها).
(ج) في حبقوق3: 2 "الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران - سلاه) وكلا من تيمان وفاران في الجزيرة العربية و"سلاه" تعني "سبحان الله".
(د) جاء في المزامير بعض النبوءات التي تشير لمحمد صلعم: في مزمور 2 هناك إشارة للنبي الذي يعطيه الله مُلك الشعوب فيحارب الكفار ويسحقهم (ولم يحارب نبي خارج شعبه إلا محمدا صلعم)،وفي مزمور 18:32 "تحفظني رأسا للأمم … أحمدك يا رب في الأمم … من سماع الأذن يسمعون لي" وقد تسيد الإسلام العالم قرونا طويلة وكان (ومازال) أتباع محمد يحفظون رسالته ويتردد صوت آذانهم وحمدهم لله في أرجاء العالم كله، وفي مزمور 40 جاء الكلام عن النبي الذي يبشر بين " الجماعة العظيمة" وهذه الجماعة إشارة إلى نسل إسماعيل كما ورد في التوراة (تكوين21: 17-20)، في مزامير 45/68/72/102/118 إشارات متعددة للنبي الذي يحارب في سبيل نشر رسالة الله في شعوب أخرى كثيرة ويتزوج بنات الملوك.
(هـ) جاء الحديث في إشعيا 9 عن "الشعب الجالس في الظلمة (أي بلا رسالة من الله) والذي "أبصر نورا عظيما" أي جاءته خاتم الرسالات وأن هذا الشعب يأتي في نسل هاجر وهو تفسير العلماء لعبارة "لكي لا يكون ظلام للتي عليها ضيق(يُقصد بها هاجر)".
(و) في إشعيا 21 كلام عن الصحراء المجاورة للبحر (جزيرة العرب) التي يأتي فيها الوحي فيكون مثل الزوابع والعاصفة ويأتي "راكب الجمال" ويكسر التماثيل ويكون من نسل إسماعيل (دومة هو ابن إسماعيل وأرض تيماء هي أرض إسماعيل ، انظر تكوين25: 13) ويهزم مشركي العرب نسل قيدار (أي أهل مكة). وفي إشعيا 28 يُذكر نبي يتحدث بلغة تخالف لغة اليهود ومحمد صلعم تحدث بالعربية وليس العبرانية ولا الآرامية (لغة المسيح وتلاميذه). وفي إشعيا 42 يُذكر "عبد الله" الذي "اختاره الله" "ليخرج الحق للأمميين" أي إلى الشعوب غير اليهودية (أما المسيح فقد أرسل "لخراف بني إسرائيل الضالة" فقط) والذي "لا يكل حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته" والمعروف أن المسيح مات (كما يزعمون) مقهورا على الصليب وكان أتباعه لا يتجاوزون المائة ثم قام بعدها وصُعّد للسماء دون أن يفعل شيئا ، أما محمد عليه أفضل الصلوات فلم يمت إلا والجزيرة العربية كلها مسلمة وخالية من الكفار وبدأ زحف الفتوحات الإسلامية لخارجها فسمع عنه سادة الأرض وقتها الروم والفرس وزالت دولهم على يدي أتباعه صلعم.
(ز) جاء في إنجيل يوحنا 1: 20-25 أنه حينما أتى علماء اليهود ليوحنا المعمدان سألوه عن ثلاثة أنبياء ينتظرونهم (وهم بالترتيب إيليا ثم المسيح ثم "النبي" - هكذا ذُكروا في كتابهم-)، أما إيليا فقد قال لهم المسيح أنه يوحنا "الذي أتى بروح وقوة في الحق أمام الملوك"، وأما المسيح فهو عيسى بن مريم، فمن هو "النبي"؟ (جاء ذكره معرفا بـ"ال " كدليل على أنه شخص يعرفونه من كتبهم أو أن له صفات ذكرت بعد هذه الكلمة تدل عليه وتم حذفها - مثل النبي الأمي أو العربي-) فمن هو النبي الذي جاء بعد عيسى غير محمد صلعم؟ وقد تأكد هذا حينما اختلف اليهود في شخص يسوع: هل هو "المسيح" أم "النبي"؟ وحدث شقاق كبير بسبب هذا الاختلاف (يوحنا7: 40-43).
(ح) في إنجيل يوحنا16: 5-12 يقول المسيح لتلاميذه [إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، أما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع (من عند الله) يتكلم به ويخبركم بأمور آتية]. فالمسيح يخبركم عن رسول إنسان (وليس إله كما تزعمون لأنه "لا يتكلم من نفسه") وهو أعظم من المسيح (لأنه "يرشدكم إلى جميع الحق" و "يخبركم بأمور آتية" وهي أشياء لم يستطع المسيح أن يفعلها) وهو نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب يأخذ الوحي شفاهة ويخبر الناس به شفاهة أيضا (يتكلم بكل ما يسمع )، فمن يا ترى جاء بعد المسيح وتنطبق عليه كل هذه الصفات غير محمد صلى الله عليه وسلم؟؟
6. وقد جاء في التوراة أن النبي الكاذب يتكلم عن أشياء لا تحدث، فإذا ما طبقنا هذا على القرآن وجدناه صادقا في كل ما تنبأ به:
(أ) انتصار الروم بعد عدة سنوات من اندحارهم أمام الفرس (سورة الروم).
(ب) بناء المسجد الأقصى في بيت المقدس والمسجد الحرام في مكة ويكونا تحت حكم المسلمين (سورة الإسراء).
(ج) إكرام الله لمكة لتكون بلدا آمنا تأتيها الثمرات من كل مكان بينما تشتعل الصراعات في الأماكن القريبة منها (البقرة: 126).
(د) استمرار الكفار في صرف أموالهم في محاربة الإسلام ["ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم"] وهزيمتهم في النهاية (وقد تحقق ذلك في زوال دولتي الروم والفرس على يد المسلمين الأوائل وفي اندحار التتار بعد أن مزقوا العالم كله وفي هزيمة الغزاة الصليبيين وأخيرا في انهيار سيطرة إمبراطوريتي إنجلترا وفرنسا الاستعماريتين وقريبا إن شاء الله في تداعي القطب الأمريكي الأوحد). ارجع إلى الأنفال:36، التوبة: 34.
(هـ) انتشار الإسلام وثباته أمام كراهية اليهود والنصارى وسيطرتهم على مقاليد الأمور في العالم الحديث وفشلهم في القضاء على الإسلام حتى يوم القيامة (البقرة 100/ النور 55/ التوبة 33)، وهاهو الغرب يعترف بأن الإسلام هو أكثر الديانات انتشارا في الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر 2001م.
(و) تحدي الله للخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن المُـعجز ورغم التقدم التكنولوجي المذهل للغرب وتضافر جهود أعداء الإسلام وتعاون منافقي المسلمين مع هؤلاء، رغم كل هذا فقد فشلوا طوال 14 قرنا ولن يفلحوا حتى تقوم الساعة (البقرة 23-24/ الإسراء 88).
(ز) استمرار الفـُرقة بين طوائف اليهود والنصارى وعدم اتفاقهم لا على طبيعة المسيح ولا على قبلة واحدة ولا على كتاب واحد وغير ذلك من الخلافات الجوهرية (البقرة 113، 145، 176/ النساء 156/ المائدة 14، 64- 65/ هود 110).
(ح) خوفهم الدائم من المسلمين (الحشر13- 14) فها هم يتهمونهم بالإرهاب ويعدون العدد والعتاد لمواجهة شعوب بسيطة ويظلون في رعب دائم منهم.
7. وفي سورة هود الكثير من الحجج المقنعة يسوقها الله لمن يُكذّب بنبوة محمد (صلعم) منها تحدي الكفار أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن الذي يزعمون أن النبي الأمي قد اخترعه، ومنها أن كل من يزعم بالكذب أنه نبي الله فسيفشل في النهاية في كل ما صنعه في الدنيا ، أما من هو على علم بشرائع من سبقه من رسل الله وكتبهم وآمن بها فهو رسول الله حقا، ومنها أن من افترى الكذب على الله فهو يصد الناس عن عبادة الله ولا يقوم بدعوتهم لعبادته تعالى، ومنها أن من يزعم أن الوحي يأتيه فسيناقض نفسه ويكتشف من حوله في النهاية كذبه وفساده، وغير ذلك الكثير من الحجج. وقد روي الله في تلك السورة قصة ابن نوح الذي رفض طاعة أبيه فهلك في الطوفان ، وورود هذه القصة تحديدا في موضع تأكيد نبوة محمد - صلعم- (وهي قصة سقطت من كتب النصارى فجاءت فيها في صورة إشارة عابرة غامضة تثير عجب من يقرأها) لهو تأكيد لهذه النبوة وإثبات بأن مصدر هذا القرآن هو الله سبحانه وتعالى وليس محمد (كما يدّعون).
لماذا يرفضون الإسلام ويحاربونه؟
1. يقول جورج برنارد شو في كتابه "المسيح ليس مسيحيا" : [نحن الإنجليز أسعد حظا من الفرنسيين لأن الأغلبية الساحقة من رعايا مستعمراتنا من المسلمين وهم ذوي ديانة عصرية خاصة ورفيعة، وهي تقوم بمثابة عامل وقائي لهم ضد المسيحية الخلاصية (يعني تلك التي أسسها بولس) فالديانة المحمدية قال عنها نابليون في آخر حـُكمه "إنها خير دين يصلح للتطبيق السياسي الحديث"، وهي ديانة كانت ستبدو كمسيحية مُستصلـَحة لو أن محمدا بشـّر برسالته بين مسيحيي القرن 17 بدلا من العرب الذين كانوا يعبدون الأحجار، لذلك تجد أن الناس اليوم لا تترك دين محمد لأجل الانضمام لدين "كالفن"(مسيحية البروتستانت الحديثة) لأنك أيها المسيحي لا تقدم لهم إلا دينا ساذجا وأدبيات يهودية بصفتها نسخة مُحسّـنة من الأدبيات الهندوسية فتكون مثل الذي يقدم مصابيح قديمة عوضا عن مصابيح أقدم في سوق تكون فيه المصابيح الأقدم هي الأغلى ثمنا! وأحيانا يكون الجمع بين مسلم ويسوع أسهل من الجمع بين بريطاني ويسوع لأن تعاليم يسوع الأصلية لا يوجد فيها ما لا يمكن أن يوافق عليه المسلم وقد حدثت فيها الكثير من التعديلات والإضافات حتى أنه لو جاء المسيح الآن ودخل كنيسة -أي كنيسة - فلن يعرف ما هو دينهم!]
2. ويقول ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى في أجوبة النصارى" [ليس عجبا ألا يؤمن اليهود والنصارى بالإسلام لأن اليهود رأوا أعظم المعجزات من نبي الله عيسى ولم يؤمنوا به، ولأن النصارى ما زالوا ينكرون نبوة نوح وإبراهيم ولوط -عليهم السلام. وفي عهد كل نبي كان الأكثرون هم المكذبين وعلى هذا الأساس فإن كثرة المكذبين بنبوة محمد ليست إلا دليلا على صدقه. فإذا أضفت لذلك وجود ملايين المسلمين في كل دول العالم التي تتحدث مختلف اللغات بالرغم من تحريم ترجمة القرآن لوجدت في هذا معجزة عظيمة].
3. ومع كل هذا يحاربون الإسلام، فلماذا؟
= إنهم يخافون من القرآن الذي فضح أعمالهم وتحريفهم لكتبهم ثم نسبتها لله .
= إن القساوسة يخافون من فقدان سلطانهم فلا توجد رئاسة دينية في الإسلام فهم يدفعون تابعيهم بعيدا عن هذا الدين القيم لأنهم لا يريدون أن يتساووا بالناس بعد أن نهبوا أموالهم وجعلوهم يخافون منهم ويسجدون لهم ويعبدونهم وسيضيع كل هذا مع الإسلام (التوبة:31-34).
= إنهم يكرهون الإسلام لأنه نسخ كتبهم وهم لا يفهمون أنه نسخ فقط الإضافات والتعديلات التي أدخلها البشر ولكنه يشتمل على كل ما جاء في كتبهم الأصلية الصحيحة وأضعاف أضعافه من الخير والصلاح. إن اليهودي والنصراني يحسد المسلم لأن عنده كتاب يشتمل على كل شئ في العبادات والمعاملات والأحكام والشرائع والمواريث وغيرها بينما كتبهم ينقصها كل هذا.
= إنهم يرفضون الإسلام لأن الكبرياء والغرور متأصلين فيهم فتأخذهم العزة بالإثم ويعتقدون أنهم شعب الله المختار وما عداهم لا يرقي لمستوى البشر.
= إنهم يرفضون الإسلام لأنهم يتمسكون بتقاليد آبائهم ورؤسائهم ويعطون الأخيرين العصمة فما يقوله البطاركة والكهنة والرهبان هو أساس دينهم وما يُعرضون عنه مُحرّم لديهم، وهو أساس للدين رفضه المسيح (متى 15: 3-6) وكان من نتيجته أنهم تجرءوا على يسوع نفسه وجعلوا من أجداده من هم من نسل الزنا!
= إنهم يرفضون الإسلام لأن فيه فروض (من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها) وفيه التزامات (في الزي وفي المعاملات) وفيه محرمات (الخمر والخنزير والربا والميسر والصور والتماثيل والمجون والخلاعة) بينما دينهم فيه تحرر كامل من كل هذا. والعجب العجاب بعد كل هذا أنهم يحتقرون المسلمين الذين يتنزهون عن مثل هذه النجاسات التي يتبعونها!
الرد على اتهام الإسلام بعدم وجود عقيدة فيه
1. أدعو صديقنا المجهول الذي أعماه التعصب أن ينظر حوله في أحوال المسلمين ليتأكد أنهم جميعا يؤمنون بعقيدة واحدة ثابتة، وأدعوه لقراءة كتب المستشرقين الأجانب الذين لم يجرؤ أحدهم على الادعاء بعدم وجود "عقيدة إسلامية" ولكن بعضهم أشار إلى أن هذه العقيدة مأخوذة من التوراة، والحقيقة أن العقيدتان متشابهتان في بعض النواحي ولكنهما تختلفان في كثير من الأمور الجوهرية ومرجع هذا التشابه أن العقيدة اليهودية الأصلية والعقيدة الإسلامية مصدرهما واحد هو الله أما العقيدة اليهودية الحالية فقد طرأ عليها الكثير من التغييرات البشرية على مر السنين ومن هنا جاءت الاختلافات.
2. أما العقيدة الإسلامية فهي تنقسم لثلاث درجات:
(ا) الإسلام وهو يقوم على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا هو رسول الله ، والصلاة خمس مرات يوميا لله وحده، وإخراج الزكاة بأنواعها لمستحقيها (زكاة مال وفطر وزروع وحلي وغيرها)، وصوم شهر رمضان كاملا إيمانا واحتسابا لوجه الله تعالى صياما عن المعاصي فضلا عن الطعام والشراب، وأخيرا الحج لبيت الله تعالى في مكة وذلك لمن استطاع إليه سبيلا.
(ب) الإيمان وهو درجة أعلى ويعني ما استقر في القلب وصدقه العمل قولا وفعلا، ويشمل الإيمان بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العـُـلّى واليوم الآخر والثواب والعقاب لكل البشر، والإيمان بالملائكة (وأنهم منزهين عن الخطأ ويخضعون لله في طاعة كاملة)، والإيمان بالأنبياء والرسل كلهم بلا تفريق (وأنهم كلهم معصومين من الكبائر دون غيرهم من البشر)، والإيمان بالقدر (خيره وشره) وأنه من عند الله، والإيمان بالجنة والنار وأنهما حق.
(ج) الإحسان وهو درجة أعلى من الإيمان ويعني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك.
3. وتشتمل العقيدة الإسلامية على أمور أخرى شتى منها حب الله (وهذا يتضمن الخوف من غضبه وعقابه مع الطمع في رحمته وعفوه وثوابه) والإيمان بالله وبصفاته (فهو الرب المدبر المتصرف في الكون كله الملك الواحد الأحد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد والذي ليس كمثله شئ ولم يره أحد) والإيمان بالملائكة والجن والشيطان (فالملائكة أطهار مخلوقين من نور والجن من النار والشيطان من الجن) و الإيمان بالجنة والنار ( فالجنة كان فيها آدم فعصي ربه هو وزوجه فأهبطهما منها للأرض وهي دار الثواب والسعادة الأبدية لمن آمن وعمل صالحا في الدنيا، والنار هي دار الشقاء والعقاب لمن خالف تعاليم الله وأوامره ونواهيه) و الإيمان باليوم الآخر (وهو يوم العدل ويوم الحساب لكل مخلوقات الله ولا يفلت منه أحد وقد صفهم الله فجعل الأنبياء والرسل في المقدمة يليهم الصديقين والصالحين والشهداء ثم المحسنين فالمؤمنين فالمسلمين ثم العُصاة فالفجار وأخيرا المنافقين في الدرك الأسفل ثم تحاسب سائر المخلوقات بعد هذا).
الرد على الزعم بأن محمد (صلى الله عليه وسلم) هو "ضد المسيح" المذكور في رسائل بولس
حينما كنت أسأل القساوسة قديما عن تبرير انتصار محمد وانتشار دينه واستمراره رغم أن الله وعد في التوراة بإهلاك كل نبي كاذب وإبادة دعوته وأتباعه ، كان القساوسة يبررون لي ذلك بأن الله يريد أن يختبر المسيحيين ولم أكن أقتنع بهذا الرد. وأخيرا جاء المجهول ليلقي باتهام هزيل يزعم فيه أن محمدا هو من جاء ذكره في رسائل بولس بـ "ضد المسيح" الذي سوف يُضل العالم! وهذا الاتهام يدل على الجهل الشديد من جانب المجهول بكتاب دينه فضد المسيح هذا سيدعو الناس لعبادته هو شخصيا وليس لعبادة الله وهو سيجيء في آخر الزمان وهو المسيح الدجال. وهناك قس سويسري مسيحي متعصب(داني فيرا) يقول أن المقصود بضد المسيح هو بابا روما في كل العصور، ويضيف في كتابه "هل العذراء مريم حية أم ميتة؟" [إن بابا روما يجدف على الله (أي يقول كـُـفرا) وهو الوحش الذي سوف يتحكم في العالم بمساعدة جيوش الأمريكان ويقتل كل معارضيه. أيها الأحباء أنا أؤمن أن العذراء مريم المزيفة التي منشأها الشيطان ستظهر في صورة جسمانية قريبا للعالم وسينخدع المسيحيون بهذه الألعوبة من ألاعيب الشيطان وربما تقدم ابنها يسوع المزيف أيضا إلى العالم وهو في الحقيقة الشيطان نفسه والذي سيجعل الأمر يبدو كما لو أن المسيح قد جاء فعلا وسوف يظهر كمخلوق مهيب ينبعث منه نور يبهر الأبصار (رؤيا يوحنا1: 13-15) وسيسجد المسيحيون أمامه وستظهر قدرنه على شفاء الأمراض ولكن شعب الله لن يمكنه من تضليلهم (أيقصد المسلمين؟ فالمسيحيون قد سجدوا له بالفعل!) وستظهر أشياء خارقة مثل ظهور صليب أحمر وثني في السماء على شكل حرف "تي" رمز الصنم تموز]. وفي شرح الرؤيا فإن القس يؤكد أن "الوحش المحارب" لشعب الله هو الكثلكة الرومانية وأن "النبي الكذاب" هو البروتستانتية المرتدة التي تعبد مريم والصور والتماثيل فتهيئ الناس لعبادة الشيطان وأن "ضد المسيح" هو النظام الكاثوليكي وعلى رأسه بابا روما. وأضيف فأقول أن الأرثوذكس (مثلهم في ذلك مثل المسلمين) يؤمنون أن المسيح عيسى سوف ينزل في آخر الزمان ليقتل المسيح الدجال. وقد أخطأ المجهول مرة أخرى حين هاجم استخدامي لكلمة "الجنة" وقال إن المسيحيون لا يعترفون بها، وأرد فأقول إنه جاء في أول كتاب "التكوين" أن آدم قد خرج من الجنة ووعده الله أن يعيده إليها (أي هو ونسله من المؤمنين).
الرد على القول بعدم وجود خلافات جوهرية بين الطوائف المسيحية
1. عندما تكلمت عن تكفير كل طائفة مسيحية للآخرين واعتبار أنها هي فقط على الحق وباقي الطوائف في ضلال (وذلك بأمر ومباركة بطرك كل طائفة)، رد عليّ المجهول فقال: لا يوجد تكفير بين الطوائف ولكن فقط بعض الاختلافات في الشكل والمضمون! وتكلم (كذبا) عن الاتفاق بين الكاثوليك والأرثوذكس، ولم يذكر شيئا طبعا عن باقي الطوائف. يا أستاذ مجهول لقد شاهد العالم كله زيارة بابا روما السابق يوحنا بولس السابع لمصر في العهد القريب وكيف تجاهله بطرك الأرثوذكس شنودة وأتباعه حتى أنه لم يجد كنيسة يصلي فيها فقام مرافقوه باستئجار الصالة المغطاة لإستاد القاهرة ليقيم فيها صلواته، هل تتذكر هذا أم نسيته؟
2. لقد كتب العلاّمة القس صموئيل مشرقي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر في عام 1988 في كتابه "عصمة الكتاب" يقول [والمجمع المسكوني الثاني للفاتيكان (1963) أفاد بأن "أسفار العهد القديم تحتوي على شوائب وشئ من البطلان" مع أن الفاتيكان ليسوا أوصياء على المسيحية ولا على الكتب المقدسة، بل إنهم الأصل في إدخال "التقليد" واعتباره مصدرا آخر للوحي بجانب الكتاب المقدس، ويعتبرونه (أي التقليد) كلام الله المنقول شفهيا (من تلاميذ المسيح للباباوات)، ولذلك فقد تمسكت وثيقة هذا المجمع بالكتاب المقدس والتقليد بصفتهما المصدرين اللذين يوصلان إلينا الوحي، وقد جعلنا هذا لا نطمئن إليهم ولا إلى شهادتهم هذه، فإذا أضفنا إلى ذلك ما جاء بالوثيقة نفسها من تنازل الفاتيكان عن مبادئ المسيحية في سبيل مصالحة الأديان الأخرى (يعني اليهود والمسلمين) إثباتا للأخوة العالمية وأبوة الله للجميع، وقد زاد هذا من عدم اطمئنانا لتصريحاتهم. وقد قررت تلك الوثيقة "النظر إلى الدين الإسلامي بتقدير لأنه يقوم على عبادة الله الواحد ويؤمن أن المسيح نبي ويكرّم أمه مريم العذراء ويؤمن المسلمون بيوم القيامة والدينونة والثواب والعقاب". ولأجل نفس السبب فقد قام الفاتيكان بتبرئة اليهود من قتل المسيح].
أقول للمجهول: ألا يعتبر هذا الكلام تكفيرا من البروتستانت للكاثوليك؟
3. إذا لم يقنعك هذا الكلام فها هي وليمة أخرى من كتاب القس السويسري داني فيرا الذي سبق الإشارة إليه فتحت عنوان "الأم والطفل-المعبودان الكبيران" (يعني مريم ويسوع) كتب في كتابه "هل العذراء مريم حية أم ميتة؟" [وفي بلدان أوروبا التي تطور فيها النظام البابوي (الكاثوليكي) أكثر من غيرها، حدث أن اختفت كل مظاهر عبادة الله الأبدي الغير منظور وصارت الأم والطفل هما الهدفين الكبيرين للعبادة، تماما مثل ما كان يحدث في بابل الوثنية حيث كانت تتم عبادة تماثيل لطفل رضيع في حضن أمه[3] ومثل ما عبد المصريون القدماء إيزيس والطفل حورس ومثل ما عبدت روما الوثنية فورتونا وطفلها جوبيتر ومثل ما كانت عبادة الأم سيريس وابنها في اليونان القديمة. وحتى في التبت والصين فقد وجدت بعثات الرهبان اليسوعيين مثيلا وثنيا يُعبد بإخلاص ويقابل العذراء وطفلها. إنني أشعر بالغثيان كلما تذكرت أنني كنت أصلي للأصنام (يعني صور وتماثيل مريم والمسيح) وللأموات ( يعني القديسين) وأنني كنت أتبع هذه الطقوس الوثنية الموجودة في الكنيسة حتى اليوم. إن البابوية هي الوثنية مرتدية رداء المسيحية فهم قد فرضوا عبادة الطفل يسوع ثم أوجبوا عبادة أمه ورفعوها لدرجة الله مثل ابنها بل وجعلوها مفضلة في العبادة عن يسوع نفسه ]. أسأل المجهول: هل تريد تكفيرا صريحا للمسيحية الحالية أكثر من هذا؟ وهل هذا هو مجرد اختلاف في الشكل والمضمون (كما قلت أنت) أم هو تمزيق كامل من طائفة لعقيدة طائفة أخرى تمزيقا أقوى من أي تكفير؟
4. يقول المجهول أن ما بين الطوائف المسيحية "مجرد خلاف في الرأي" ويستشهد بقول المسيح "من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يُدان". وردا على هذا أستشهد بما قاله نفس القس السويسري تحت عنوان "شهادة شخصية فيما يتعلق بأسرار الكنيسة" ["السر" هو اصطلاح كاثوليكي روماني يعبر عن علاقة يتقرب الله من خلالها إلينا فيدخل في حياتنا. وهناك أسرار مسيحية كثيرة منها سر معمودية الأطفال وسر حضور المسيح المعبود جسديا في القربان (الخبز) وسر الكهنوت وسر الاعتراف وغيرها. فإذا ما طالعت الصحف وجدتها تغص بأخبار الممارسات الفاسقة والمحرمة للكهنة مثل الشذوذ الجنسي وعشق الأطفال والاعتداء عليهم وانتشار الإيدز بينهم (كما قال بولس عنهم في رسالته الأولى لتيموثاؤس 4: 1). أما معمودية الأطفال فلا وجود لها في الكتاب ولكن العقيدة الكاثوليكية تزعم أن أي مولود يولد وارثا خطيئة آدم وذنوبه ودينونته (عقابه) وعند موته على حالته هذه سيهلك إلى الأبد (أي سيخلد في النار). هذه هي عقيدة الخطيئة الأصلية لآدم التي تورث لنسل آدم ولا تنتهي وتـُمحى إلا بالمعمودية. ولكن إذا لم يكن لهذه العقيدة أصل في الكتاب، فمن أين يا ترى نشأت ودخلت المسيحية؟ إن أصلها يعود لبابل الوثنية وهي من ضمن الأسرار الكلدانية حيث أنه يُطلب من كل من يريد الانضمام للعقيدة أن يتقدم للمعمودية كرمز لطاعته العمياء الكاملة وكان الوثنيون يُعمدون أطفالهم برشهم بالماء أو بتغطيسهم في مياه البحيرات والأنهار بعد مولدهم]. وأضيف أنا فأقول إن التعميد كان موجودا عند اليهود تحت اسم "التطهير" كما يذكر إنجيل يوحنا في إصحاحه الثالث وهو ما فعله يوحنا (يحيي بن زكريا) بالمسيح وكما فعل تلاميذ يوحنا مع اليهود (أعمال الرسل). ويكمل داني فيرا [أما ذبيحة القداس (الخبر والخمر) وحلول المسيح في القربان بحيث يصير الخبز هو جسد المسيح والخمر هي دمه على المذبح كضحية مقدمة إلى الله تكفيرا عن خطايا الناس، ووفقا للعقيدة الكاثوليكية فإن هذا الفعل يماثل الذبيحة المقدمة على الصليب (أي صلب المسيح). هذه العقيدة الكاثوليكية تقع في تناقض صريح مع الإنجيل ومع كلام بولس (رسالة بولس للعبرانيين9: 24-28) ومع كلام بطرس (رسالته الأولى3: 18) وتناقض قول المسيح نفسه (حسب يوحنا19: 30). ونتساءل : هل يتجرأ الكاهن ويخلق خالقه إلا إذا كان كافرا؟ إنها هي بعينها عقيدة عبادة الزهرة الآشورية في بابل القديمة، وتقديم الكاهن المسيحي كعكة مدورة تماثل عبادة الشمس عند المصريين القدماء، ومن المذهل أنك تجد نفس هذه العقيدة عند بني إسرائيل بعد أن ارتدوا عن عبادة الله].
5. لم أجد لأكذوبة الفداء (تعذيب وموت المسيح على الصليب كفارة عن خطية آدم) أصلا في كتب النصارى اللهم هذيان بولس المضلل الذي حاد بالمسيحية عن أصولها اليسوعية. بل على العكس هناك ما يناقض تلك الأكذوبة في الكتاب المقدس فقد جاء في لاويين (10: 17/ 16: 30/ 17: 11) أن الله أمر البشر بتقديم الذبائح لتكفير خطاياهم وقال لهم أن نتيجة تقديم هذه الذبائح أنهم "من جميع خطاياهم يطهرون أمام الرب" ، كما جاء في خروج34: 6-7 أن الله يغفر لمن يشاء بمجرد أن يشاء وفي أي وقت يشاء. إذن ما هو الداعي لهذه التمثيلية الهزلية غير المنطقية التي اخترعوها وألصقوها بالمسيح ثم عبدوه بعدها؟ ولقد زادوا الطين بلّة بأن أعطوا لأي كاهن (حتى لو كان فاسقا) القدرة على غفران الخطايا لأي إنسان بمجرد أن يقول له "مغفورة لك خطاياك" فتـُغفر تلك الخطايا في السماء فورا! إذا كانت هذه من قدرات أي قسيس فكيف لا تكون من قدرة الله العلّي القدير؟! هل يلزم له أن يتحول إلى نطفة تنمو داخل رحم امرأة فيخرج من فرجها (بجوار فتحات بولها وبرازها) مع المخاض كطفل وليد يهزأ به وبأمه الناس ويهرب منهم ثم يعود ليكبر ويكرز بدعوته فيبصق الكفار في وجهه ويضربونه ويطاردونه ثم يقبضون عليه ويجرونه مع الصليب الذي يُصلب عليه وهم يستهزئون به ويعذبونه على الصليب حتى يُسلم روحه (علما بأن الشيطان هو الذي يقبض الأرواح في اعتقادات المسيحيين)؟؟ هل يلزم كل هذا من أجل غفران خطية واحدة لعبد واحد؟؟ إن الكتاب المقدس يؤكد أن الله أخذ أخنوخ (تكوين5:24) وإيليا (ملوك ثاني2:11) أحياء إلى السماء بجسدهم قبل هذا الفداء المزعوم بمئات السنين، مع أن المسيحيين يزعمون أن كل الصالحين الدين ماتوا قبل المسيح قد دخلوا الجحيم تحت قبضة إبليس حتى مات المسيح على الصليب ثم خدع الشيطان وقبض عليه ونزل إلى الجحيم وحرر كل الأنبياء والصالحين! أيـُكذّبون حتى نصوص كتابهم الصريحة ويصدقون خرافات واختراعات البطاركة والرهبان؟؟
الرد على الزعم بأن محمدا (صلعم) اقتبس القرآن من التوراة
أخذ المجهول يشرح كيف أن الله ضحى بالمسيح لفداء الناس من ميراث خطيئة آدم وأن هذا "الضعيف المُهان" إنما أهين بسبب تلك الخطيئة، ثم زعم أن الإسلام يوافق على ذلك حيث أن الله وعد بإرسال يسوع المُخلّص -ويعني الذي يُصلب- لأجل تخليص البشرية ، ولم يقدم لنا المجهول أي دليل على زعمه هذا! ثم تكلم عن نبوءات العهد القديم عن المسيح ولم يذكر لنا نبوءة واحدة منها! ولم يرد على قولي بأن الله لعن الصليب والمصلوب كما جاء في كتابهم "تثنية". وأخيرا لم يعط المجهول ردا واضحا على ما ذكرته عن عجز العالم المسيحي واليهودي (رغم إمكاناتهما) على تقويض رسالة محمد وذلك لعظمتها واكتفى بالزعم بأنه (صلى الله عليه وسلم) قد اقتبس القرآن الكريم من التوراة وأخذ يسب نبينا العظيم ويقول أنه حلل الخمر والدعارة في الجنة ويكيل له (صلعم) الشتائم. وأرد على ذلك فأقول:
1. إن ما تسميه أيها المجهول "اقتباسا" لهو أقوى دليل على صدق محمد (صلعم) لأن ما جاء به ما هو إلا استمرار للعمل بشريعة الله في التوراة، وشريعة الله واحدة لا تتغير ولا تتبدل لأن الله واحد لا يتغير ولا يتبدل وشريعته في صحف إبراهيم هي نفسها شريعته في توراة موسى وهي ذاتها شريعة القرآن الكريم. وكالعادة سأرد عليك من كتابكم، فلقد أقسم المسيح عليه السلام في الإنجيل على الاستمرار بالعمل بشريعة الله في التوراة حتى يوم القيامة وأمركم باتباعها ولكنكم رفضتم تنفيذ أوامر المسيح رغم عبادتكم له! ألا تصدقون ما قاله في كتبكم؟؟ ألم يكن المسيح هو الذي قال في إنجيل لوقا [زوال الأرض والسماء أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس]؟؟ألم يقل في أناجيل متى ومرقص [السماء والأرض تزولان ولا يسقط حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس (شريعة الله في التوراة) حتى يكون الكل] وليس المقصود بالكل الإنجيل (كما تزعمون) فالإنجيل هو كتاب المسيح ذاته ، ولكن المقصود كتاب آخر يأتي بعده ويجمع الكل فيه (وهو القرآن الذي يحوي الشريعة الكاملة الخاتمة). ألم يأمركم المسيح عليه السلام في متى 23 أن تحفظوا التوراة وتعملوا بشريعتها بقوله [على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون (علماء التوراة) فكل ما قالوا لكم أن تفعلوه فافعلوه واحفظوه]؟؟ لقد فرض المسيح على كل من يتبعه أن ينفذ شريعة النبي موسى فإذا بهم يتركونها ويعبدوه هو (المسيح)! لقد فعلوا مثلما فعل اليهود من قبلهم حينما كذّبوا موسى ورفضوا التوراة فكان لابد من أن يرسل الله رسولا من بعدهم يكون خاتما للأنبياء ويرسل معه كتابا كاملا يحتوي على شريعة الله الحقيقية التي أخفى اليهود الكثير منها وزادوا عليها من عندهم والتي أنكرها النصارى بالكامل.
2. إن كتابكم بين أيديكم يحوي التوراة والأناجيل وستجد فيه الكثير من الاتفاق بين ما بقي من شريعة التوراة مع القرآن، ونحن -كمسلمين- لا ننكر هذا وإنما نؤكده كدليل على وحدة المصدر وهو الله سبحانه وتعالى، وأسوق بعض الأمثلة للتدليل على هذا الاتفاق:
(أ) في قضية التوحيد تجد في تثنية 4،5 تحريما للحلف بغير الله وتحريما للصور والتماثيل.
(ب) تجد في لاويين 11: 9 تحريما للخمر والخنزير والدم والربا.
(ج) في لاويين 18: 1 تحريم لكشف العورة.
(د) في خروج19: 10 أوامر بتطهير الثياب والجسد بعد معاشرة النساء، وفي تثنية23: 9 نجد الاغتسال من الحدث.
(هـ) جاء حد قطع اليد في لاويين25: 12، وحد رجم الزاني وفاعل اللواط والفاعل مع الحيوان في لاويين20: 1.
(و) في لاويين 20:27 جاء تحليل تعدد الزوجات بلا حدود (وكان معمولا به في بداية المسيحية حتى جاء الإسلام وحدده بأربعة زوجات فقط) وتحليل الطلاق بلا حدود (وكان أيضا معمولا به حتى حدده الإسلام بثلاث طلقات فقط).
(ز) قتل كل من قتل (جاء القرآن بالتخفيف في حالة القتل غير العمد بالعفو مع قبول الدية) والقصاص في الجروح (خففه القرآن بعفو المجروح).
ورغم أن كل هذا منصوص عليه في كتبهم إلا أن معظم اليهود وكل النصارى قد رفضوه فانطبق عليهم قول كتابهم إرميا8: 8 [إن شريعة الرب حوّلها قلم الكتبة الكاذب إلى الكذب] وإرميا23: 36[أما وحي الرب فلا تذكروه لأنكم قد حرّفتم كلام الله الحيّ].
3. إذا كان ما ادّعاه المجهول صحيحا من أن الإسلام قد حلل الخمر والشذوذ والدعارة فلماذا إذن يموت النصارى رعبا من تطبيق الشريعة الإسلامية؟؟ أقول لك أيها المجهول إن رعبكم مصدره أنكم تخافون من أن تـُحرموا مما اعتدتم عليه من الفسوق تحت حماية أكاذيب الفداء والاعتراف والغفران، هذه هي طباعكم المُنحلة والتي سوف يحرمكم منها شرع الله فيُقتل الزاني والشاذ ويُجلد السكران وتـُحرّم الخمر والميسر. إنك أيها المجهول تستنكر وجود الخمر في الجنة الإسلامية (مع أنها تختلف عن خمر الدنيا فلا تـُسكر و لا مضار لها) مع أن المسيح (عليه السلام) قد وعد تلاميذه أن يأكلوا الخروف المشوي ويشربوا الخمر معه على مائدته في ملكوته السماوي الذي أعدّه الله له في الدار الآخرة (راجع متى26: 29، مرقص14: 25، لوقا 22: 15-29)، ألا تصدق إلهك ولا كتابك؟؟
الرد على مهاجمتي بسبب إعجابي بالقرآن والأحاديث الشريفة قبل إسلامي
كتبت أنني كنت أغار من عذوبة أسلوب القرآن وبلاغته وكنت أجده أجمل وأعظم من الكلام الركيك المذكور في الأناجيل فهاجمني المجهول لقولي هذا وأخذ يكيل السباب لنبي الإسلام ويستهزئ بي واستشهد بآية من القرآن (الزمر:22) فذكرها مغلوطة (إما عمدا وإما جهلا وهي عادة معظم النصارى عند مهاجمة القرآن) وأحب أن أشرح له أن عبارة "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله" تعني أن الله قد توعد من لم تلين قلوبهم بذكر الله وهم على العكس ممن أنار الله قلوبهم بالإيمان وشرح صدرهم للإسلام فآمنوا واهتدوا. وقد زعم المجهول أيضا أن ابن كثير قد ذكر تناقضات كثيرة في سورة المائدة في القرآن ولكنه لم يذكر مثالا واحدا من تلك التناقضات إما لأنه جاهل وإما لأنه كاذب ومدعي، وقد طالعت تفسير ابن كثير فلم أجد في أي من مجلداته ما زعمه المجهول ولكنه ربما لم يفهم أن من عظمة القرآن وإعجازه أن يكون لمعظم آياته أكثر من تفسير واحد لتلائم كل عصر وزمان. وُأذكـّر المجهول أن ابن كثير مجرد تفسير عالم جليل لنصوص القرآن، أما النص نفسه فيستحيل أن يتناقض لأنه وحي إلهي لم يمسسه التحريف فقد حفظه الله، وأما نصوص كتبكم (وليس تفسيراتها) فتزخر بالتناقضات التي لا تعد ولا تحصى لأن من كتبها وعدّلها كلهم من البشر(راجع مقالي أعلاه المعنون "الرد على الزعم بتناقضات القرآن"). وقد افترى المجهول على الإسلام بغير علم في 3 نقاط أرد عليها:
1) المؤلفة قلوبهم: هم الذين أسلموا حديثا برغبتهم وهم يعلمون تماما أن من يرتد عن الإسلام بعد الدخول فيه يُقتل، فهُم بإسلامهم هذا أصبحوا أحرص على هذا الدين من حياتهم ذاتها. وهم بدخولهم في الإسلام قد تخلّوا عن أموالهم وممتلكاتهم التي تركوها خلفهم لأهلهم الكفار، فلذلك أمرنا الله في القرآن أن نعطيهم نصيبا من أموال الزكاة بما يعينهم على نفقة الحياة وحتى تستقر أحوالهم المعيشية، وطبعا هذا شئ مختلف تماما عن إغراء الناس بالمال للدخول في دين الله.
2) رضاعة الكبار : هي حالة خاصة نزلت في بداية الإسلام تصرّف فيها النبي بالعُرف المتـّبع في شرع العرب والذي أخذوه عن دين إبراهيم عليه السلام، وذلك كله قبل أن يُنزل الله على النبي أحكام الرضاعة والتبني. القصة أن هناك امرأة تبنـّت ولدا فلما كبر في بيتها (وكانت هي وزوجها قد دخلا في الإسلام) أصبح زوجها يغار منه، فلجأت للنبي -صلعم- ليحل لها المشكلة فأذن لها أن ترضعه من لبنها في إناء ليصير ابنها من الرضاعة فلا يغار زوجها ويطرده من البيت، وكان الأبناء بالتبني والأخوة في الرضاعة لهم نفس حقوق أبناء الأسرة الفعليين (البيولوجيين) عند العرب الجاهليين. فجاء بعد ذلك حكم الإسلام لينسخ كل هذا وليحرم التبني تماما ويقصر الأخوة في الرضاعة على من يرضع من ثدي الأم على الأقل خمس رضعات مشبعات خلال العامين الأولين من العمر فقط.
3) زواج النبي من زينب ابنة عمه بعد طلاقها من زيد أخذ النبي زيدا وهو طفل فأعتقه وتبناه فلما كبر تقدم لخطبة زينب ابنة عم النبي، ولم تكن زينب تحبه ولكنها تزوجته طاعة لرسول الله صلعم، فلما عاشرته زادت بغضا له وشعر زيد بهذا فذهب للرسول عازما طلاقها ولكن الرسول أمره أن يصبر ويمسك عليه زوجته فلا يطلقها. ونزل جبريل بالوحي على النبي يخبره بأن يتزوج زينب بعد طلاقها لأن الله يعلم ما سيحدث بأن الطلاق سيقع لا محالة ولأن زينب من أصل كريم ولكن ليس لها من يعولها. وقد أثار هذا الأمر لغط الكلام بين الناس لأنهم كانوا يدعون زيدا أنه ابن محمد ولا يصح أن يتزوج الرجل من طليقة أو أرملة ابنه. وقد نزلت الآية الكريمة بالحكم القاطع في هذا الشأن وجاء زواج محمد من زينب ليكون أول تنفيذ عملي لهذا الحكم، فقد حرّم الله التبني فهو مجرد كلام للناس باللسان يؤدي لظلم الأبناء الأصليين للأسرة في الإرث ويوقع البغضاء بين أفراد الأسرة وينتج عنه تحريمات في الزواج لا يقرها الشرع، وكنتيجة لتحريم التبني اللفظي هذا أصبح من حق المسلم الزواج من مطلقة أي شاب كان مُتبنى. وقد نفـّذ النبي هذا الحكم عمليا فكان قدوة للمسلمين في تحريم التبني والزواج من زوجات الأدعياء. وهي قصة عادية جدا تناولها الكفار بالغمز واللمز والإضافات الباطلة ليهزءوا من رسول الله ولكنك متى استعرضتها هكذا تجد أنه لا عيب فيها إطلاقا.
عقائد مسيحية معاصرة تناهض روح المسيحية
توجز الكاتبة المسيحية إلين هوايت في كتابها "الصراع العظيم" هذه العقائد فيما يلي:
1- خداع الشيطان للمسيحيين بجعلهم يعتقدون في مناجاة الأرواح وتسميتهم لذلك بـ "معجزات القديسين".
2- التعاليم المغلوطة والتي ليس لها أساس من الكتاب المقدس والمتفشية في كل الكنائس.
3- إدعاء العصمة للبطاركة أو الباباوات (لم ولن يخطئ).
4- حق غفران خطايا الشعب للقساوسة والأساقفة والبطاركة (وقد أدى هذا إلى استسهال ارتكاب الخطايا فغفرانها سهل حيث أن كل ما هو مطلوب أن يجثو أمام الكاهن - ممثل الله على الأرض- ويعترف له ويقدم لذلك بعض الهدايا فيتحرر من الشرور فيقوي ذلك قلبه لينطلق لشرور أشد).
5- بدعة القداس وهو طقس مؤثر جدا عبارة عن عرض جميل يشتمل على موسيقى عذبة وغناء خلاب وترانيم الجوقة الساحرة يُقدم وسط هياكل فخمة مزينة بالتماثيل الرائعة والزخارف البديعة فيسحر الناس ويخدعهم ويسكت عندهم صوت الضمير والعقل ويظنون به أن الكنيسة هي باب السماء.
6- عبادة التماثيل وتقديس الأيقونات وبقايا القديسين والتوسل إليهم.
7- الله صار إنسانا (تجسد الإله في صورة إنسان) وهو ما ينفيه اثنان من أنبيائهم في كتابهم، حيث يقول بلعام بن باعوراء في عدد 23: 19 وصموئيل في صموئيل الأول 15: 29 [إن الله ليس إنسانا ولا ابن إنسان].
الرد على حقيقة الظهورات المريمية
في حين اعترض المجهول على ما ذكرته عن الرؤيا التي رأيت فيها رسول الله (صلعم) وعن شفائي بآيات القرآن الكريم، أخذ يزعم أن ظهور طيف مريم العذراء ومعجزات القديسين تؤكد صدق المسيحية وأن اعتراضات المسلمين عليها لهو دليل على تخلفهم! وكالعادة شهد شاهد من أهلها، فها هو القس جلال دوس يصدر كتابا تحت عنوان "هل الظهورات المريمية حقيقة أم لا؟" أنقل منه ما يلي [لو كان للإنسان بعد موته صفة عدم الموت لما كنا بحاجة إلى المسيح أو إنجيله] وهو بهذا يرد على الاعتقاد الخاطئ لكثير من المسيحيين بأن مريم والقديسين لا يزالون أحياء ولديهم القدرة على تصريف أمور البشر مثل منحهم الشفاء والرزق والإنجاب وغير ذلك. وبعضد القس موقفه بالاستشهاد بكلام بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاؤس 6: 16 [الله هو وحده الذي له عدم الموت والذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه]. ويستكمل القس حديثه فيتساءل: على أي أساس بنى المسيحيون اعتقادهم بأن مريم قد أقامها الله بعد موتها ونقلها إلى السماء الثالثة؟ ويجيب أنه لا يوجد دليل واحد من الكتاب المقدس يؤيد هذا الاعتقاد، بل إن الكتاب يقول في أعمال 24: 15 وفي يوحنا5: 25 أن قيامة الأموات من الأبرار والآثمين وانتقالهم إلى السماء ستكون بعد المجيء الثاني للمسيح وليس قبل ذلك، وفي الكتاب أيضا أنه لم يستثنى من هذا إلا أخنوخ وإيليا حيث تم رفعهم أحياء إلى السماء. إذن فمريم قد ماتت ودُفنت ولن تقوم قبل اقتراب الساعة. وعن حقيقة الظهورات المريمية يقول جلال دوس [ جاء في رسالة بولس الثانية إلى كورنثوس 11: 14 أن "الشيطان يُغيّر شكله" وعلى هذا يمكن أن يتمثل الشيطان في صورة مريم لكي يجذب الناس إلى شخصها المحبب ليبعدهم رسالة يسوع وعن الإنجيل لأنه "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس - وهو الإنسان يسوع" تيموثاؤس الأول2: 5. لقد استطاع الشيطان التقمص في صورة مريم لأجل ترسيخ الضلالات السائدة في عقول الناس مستغلا المكانة السامية التي تحظى بها السيدة مريم عند المسلمين. وليس من سبيل المصادفة أن يكون أول ظهور لمريم في القرن العشرين في قرية "فاطمة" بالبرتغال]. وعن تجربتي الشخصية فأقول إنه عند الزعم بظهور العذراء في كنيسة الزيتون عام 1968 كان عمري 15 عاما وأتذكر أنهم سألوا البطرك كيرلس السادس لماذا لم يذهب لرؤية طيف العذراء بالكنيسة المذكورة؟ فأجاب برد دبلوماسي [ولماذا أذهب غليها وهي تأتيني في كل يوم] وهو في الواقع لا يؤمن بما حدث بل ربما كان طرفا في تلك الخدعة التي قيل أن الروس اخترعوها لرفع الروح المعنوية للمصريين بعد نكسة 1967 ولعلمهم بحب المسلمين لمريم وتقديس المسيحيين لها. وأتذكر أنني سافرت أيامها مع أسرتي للقاهرة وتوجهنا للكنيسة المذكورة وسهرنا هناك الليالي لم نشاهد فيها إلا خيالا لنور أبيض يتحرك يمينا ويسارا وكأنه جاء من كشاف قوي قريب من أحد المنازل المحيطة بالكنيسة، ولم تحدث أي معجزات وعدنا بخيبة أمل كبيرة.
الرد على وجود وقائع تسئ للإسلام من قبل المسلمين
أقول للمجهول إن أبناء كل دين فيهم الصالح وفيهم الطالح والمسلم الذي يسئ التصرف لا يجب أن يُؤخذ هذا على دينه فقد ارتكب الخطأ لأنه بعُد عن دينه وليس بسبب دينه، فالدين الإسلامي لا يحض أبدا على الفساد أو التعصب أو الإرهاب (كما يدّعون) وإنما هو دين محبة وتسامح وحب وسلام (فكلمة الإسلام نفسها مشتقة من السلام)، والدين المسيحي لا يدعو إلى الشذوذ والجنس والعربدة وإلا لهاجم المسلمون المسيحيين بنفس السلاح وذكـٌروهم بما تزخر به الصحف والأفلام الأجنبية من انحرافات رجال الكنيسة. وفي مصر فإن قصة الراهب برسوم المحرقي ليست ببعيدة عن الأذهان فقد قام (بمساعدة أخيه) بتصوير نفسه مع النساء الأثرياء وهو يزني بهن داخل هيكل كنيسة الدير وكان يبتزهن بعد ذلك بتهديدهن بفضحهن بأشرطة الفيديو المصورة لهن، وقد افتضح أمره بواسطة رئيس الدير الذي كان يريد مشاركته أفعاله الدنيئة وكان قد طلب منه 1/2 كيلو من الذهب ليتكتم على ما يفعله بالدير، وقد انتشرت شرائط الراهب الجنسية بالسوق وكان الشريط يباع بمائة جنيه في البداية. فهل المسيحية تحض على مثل هذه القذارة ؟ وهل يمكن أن نأخذ الدين نفسه بأفعال من ينتسبون إليه؟ الإجابة على كلا السؤالين هي بالطبع "لا".
الخاتمة
في النهاية أود أن أشكر هذا المجهول الذي أتاح ليّ الفرصة لإعادة مطالعة الكثير من الكتب التي لم أفتحها من مدة طويلة للرد على بذاءاته وادعاءاته ، وأدعو الله أن يهديه هو ومن حوله وكل من في الأرض جميعا.
" فذكـّر إن نفعت الذكرى * سيذّكر من يخشى ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى".
========================
[1]احتفظت بهذا الاسم عمدا لكي يعرف كل من يسمع عني إنني كنت مسيحيا وأسلمت والحمد لله على تلك النعمة ما بقي لي من عمر، ولم أنكر نفسي أمام أقاربي وأصدقائي النصارى.
[2]أنا أقسم بالله ولا أقسم مثلكم بالصليب الملعون في التوراة هو والمصلوب عليه "المعلق ملعون من الله فلا تنجسن أرضك" تثنية20: 22 وفي قول بولس في غلاطيه3: 13"مكتوب في التوراة ملعون كل من علق على خشبه" وهي في التوراة السامرية "ملعون المصلوب على الصليب". كما أنني لا أقسم بالكنيسة حيث تعبد الخمر على أنها دم المسيح البريء منكم.
[3]الأم والطفل في الديانات الكلدانية البابلية هما سميراميس وتموز وكان الصنم الأخير يُدعى بنفس الأسماء التي يُدعى بها المسيح الآن (مثل قولهم عن المسيح "أدوناي" وهو نفس اسم تموز "أدونيس" الذي كان يُعبد لأنه الوسيط ورئيس عهد نعمة أي "ميثرا").
منقول
الرد على من يهاجمون د. وديع أحمد
" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم : ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ
بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" آل عمران:64
أبلغني بعض الأخوة أن هناك موقعا على النت خصصه صاحبه (أو أصحابه) للرد علي ما نشرته عن قصة تحولي من النصرانية للإسلام، وتخيلت أنه سيكون هناك حوارا موضوعيا بيننا. فلما جئ لي بما ُكتب وجدت الكثير من التجريح الشخصي والقليل جدا مما هو موضوعي ويمكن الرد عليه ببساطة لأنه مغلوط من أساسه. ولم يقتصر التجريح على شخصي المتواضع وإنما امتد لنبينا الكريم محمد [صلعم] مما يغري بالانحدار بالرد إلى غياهب آثمة. وبما أنني أصبحت مسلما أدين بدين الحق وأتمثل بخلقه القويم فقد نأيت بنفسي عن هذا واتبعت قوله تعالى بأن نجادل أهل الكتاب "بالتي هي أحسن" وبأن ندعو إلى الله "بالحكمة والموعظة الحسنة" عسى أن يجعل الله فيه خيرا كثيرا.
الرد على التشكيك والتجريح في شخصي
1. رغم أنني نشرت اسمي وأشرت إلى الكثير من الأماكن والأسماء الحقيقية التي عشت فيها ومعها أثناء مسيحيتي إلا أن صاحبنا لم يذكر شيئا عن نفسه فهو يخاف أن نعرف عنه شيئا ولذلك سنشير له في كلامنا بـ "المجهول"، فهل هو شخص وهمي (كما اتهمني)؟ أم أنهم جماعة من الجبناء يهاجمون فقط من وراء الستار؟
2. أول ما لفت نظري أن هذا المجهول يشكك في مسيحيتي فلا يصدق أنني كنت يوما مسيحيا، لذلك فسأذكر له ما يثبت عكس ذلك وعلى من يريد التحقق أن يقابل الأشخاص الذين سأذكر أسماءهم والتأكد منهم أن كل ما أقوله صحيح، ولو لم أكن أعلم أن هناك إرهابيين حقيقيين بين النصارى يخطفون ويقتلون من ينير الحق قلبه منهم، لو لم أعلم هذا لذكرت لكم اسمي وعنواني كاملين.
3. اسمي الأصلي هو "وديع"[1] وقد نشأت في حارة المنصور من شارع محرم بك بالإسكندرية وكان أبي عضوا بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس بشارع عثمان بن عفان بمحرم بك وقد أدخلني منذ أن كان عمري ستة أعوام في شمامسة كنيسة العذراء مريم بمحرم بك وهناك تربيت في مدارس الأحد على سموم التطرف المسيحي فنشأت أكره المسلمين وأحتقرهم منذ نعومة أظافري. وكان راعي الكنيسة أيامها القمص مرقص باسيليوس الذي كان يعبد المال ويأخذ نصف إيراد الصناديق لنفسه ويعطي الباقي للبطريركية وقد بنى عمارتين في محرم بك من هذا المال. وكان له زميل قريب لأمي هو القس صموئيل عبده الذي كان غنيا في الأصل. وحدث أن تشاجر القسيسان على تقسيم النقود فأسرع القمص للبطريركية ودفع الرشاوى هناك ليتم نقل القس صموئيل حيث تم نقله إلى كنيسة المستشفى القبطي وهو يقيم في نفس شارعها. واختار القمص مرقص من الكنيسة شابا طيبا (حتى يبقى مطيعا له) وغنيا (حتى لا يقاسمه نقود الصناديق) ليجعله قسيسا ووقع اختياره على مهندس زراعي مدلل وعاطل عن العمل اسمه ماهر وصفي كان لا يدخل الكنيسة للصلاة ولكن يجلس على بابها يراقب البنات وكان أبوه وأمه أغنياء يملكون عدة عمارات أمام المستشفى القبطي ويكثرون من التبرعات للقمص مرقص، وبسرعة تم تحويل ماهر هذا إلى قسيس وأصبح اسمه القس مكسيموس وصفي فكان قسيسا جاهلا لا يعرف كيف يدخل هيكل الكنيسة (بقدمه اليسرى أم اليمنى) ولا كيف يدور بالبخور داخل الكنيسة (من اليمين أم من اليسار) ولا يحفظ كلمة واحدة من صلاة القداس التي كنت أحفظها عن ظهر قلب باللغتين العربية والقبطية فأخذني القس في السر لأدرس له في بيته وأحفظه القداس وصرنا أصدقاء فقام بترقيتي لأكون أستاذا في مدارس الأحد بالكنيسة والتي كان يرأسها وقتها ابن القمص (الأستاذ فؤاد زكي) والذي أصبح بعد ذلك القس إيليا زكي راعي كنيسة العذراء بفلمنج وقد أخذني معه هناك لكي أنشئ فرقة الشمامسة لهذه الكنيسة. نعود للقمص مرقص الذي انشغل بإدارة أمواله فأخذ يبحث عن قسيس ثالث يساعده في رعاية شعب محرم بك تنطبق عليه نفس مواصفات ماهر وصفي وقد جاءته فرصة ذهبية عندما حضر له تاجر خيش شديد الثراء يشكو ابنه علام حنا بسطا المهندس الزراعي العاطل الذي يريد الزواج ضد رغبة أبيه والذي هرب للدير. أسرع القمص مع التاجر الثري للدير قبل أن يتم ترسيم الابن راهبا ويمتنع خروجه من الدير، وكعادته أخذ القمص ثمن المشعار وأقنع الابن المصر على الزواج قبل الحصول على وظيفة بالعودة معه ليرسمه قسيسا وبذلك يكون قد وجد العمل ويستطيع الزواج وبالفعل حدث ذلك وأصبح الابن هو القس دوماديوس الذي تزوج من محبوبته وازدادت تبرعات أسرته للكنيسة وللقمص الراعي الكبير. وبالطبع كان دوماديوس أجهل من مكسيموس وكان لا يطيق اللغة القبطية وقد شن حربا على كل من يتعلم هذه اللغة (وكنت منهم) وكان يقول إنها ليست شرطا لدخول الفردوس. وعُرف عن دوماديوس حبه الشديد للبنات وبحجة "سر الاعتراف" كان يدخل بيوتنا في أي وقت ليأخذ اعتراف البنات فقط وتسبب هذا في حدوث الكثير من المشاكل له مع الرجال والشباب. مات القمص مرقص وتم دفنه داخل الكنيسة في حجرة البواب بولس الذي غضب لذلك فترك الكنيسة وذهب لدير العذراء (السريان) في وادي النطرون حيث أنه لم يكن له أهل. في ذلك الوقت انتقلنا لسكن جديد في شارع النعم من شارع الرصافة أمام قسم محرم بك ودخلت كلية الطب وبدأت ألاحظ تغيرات شديدة في أبي تجاه الكنيسة ورجالها وتجاه المسيحية ذاتها.
4. يقول المجهول في كلامه أنه حسب القانون في مصر فإن التبشير (يعني التنصير) ممنوع تماما وبالتالي فلا توجد جماعات تبشيرية مسيحية. وأرد فأقول إن أساس القانون المصري هو القانون الفرنسي الذي لا يتدخل في الدين وفي الوقت الحالي فإننا ننفذ القانون الأمريكي والكل يعلم كم التبشير الذي دخل مصر تحت هذه العباءة. وأنا أقسم بالله [2]خالق السماوات والأرض ومن فيهما إن أبي حكى لنا مرارا ما كانوا يفعلونه مع فقراء المسلمين في قرى أبيس وفي طلمبات المكس وفي نجع العرب من تقديم الاغراءات بالمال والملابس والعلاج والتعليم (بل والنساء) لكي يرتد هؤلاء عن دينهم. وقد تعرضت أنا نفسي لمثل هذه الإغراءات فكان مما عُرض عليّ إرسالي لأي مستشفى كبير في أمريكا ومنحي آلاف الدولارات شهريا [وليس كما يدعي صديقنا المجهول 30 ألف دولار كدفعة واحدة فقط تقدمها السعودية لكل مسيحي أقدم على الإسلام وهو كلام عار تماما من الصحة حيث يسير السعوديون خلف الأمريكان ولا يعطون أي اهتمام لمن أسلم]. أقول لصديقنا المجهول إنني لم أحصل على مليم واحد لإسلامي ولكني أحمد الله الذي هداني للصراط القويم ولو أعطيت لي كنوز الأرض فلن أحيد عنه لأنها لا تضاهي حلاوة الإيمان الحقيقي. لقد كنت طبيبا ناجحا ماديا وعندي عمل حكومي وعيادة خاصة وميراث من أسرتي فخسرت كل هذا بدخولي في الإسلام. لقد استقلت من عملي الحكومي وهربت لفترة من الإسكندرية بسبب محاولات قتلي التي لم تحميني فيها الشرطة فضاعت عيادتي التي استغل صاحب العقار غيابي فلعب لعبة قانونية قذرة سلب بها الشقة مني. وحين أردت أن أتزوج امرأة مسلمة أكمل بها ديني لم أكن أمتلك أي شئ اللهم إلا وظيفة بعقد تدر عليّ أقل من نصف راتبي السابق فسكنت في شقة متواضعة بالأرياف وعملت "جمعية" حتى أتمكن من شراء حجرة نوم بسيطة وتنازلت زوجتي وأهلها عن كل طلباتهم وحقوقهم حينما علموا بحقيقة ظروفي رغم أن زوجتي تصغرني بالعديد من السنوات. يا أستاذ مجهول أنت تتهمني أولا بأنني لم أكن مسيحيا وإنما مسام يهاجم دينكم، ثم تناقض نفسك بعدها وتقول أنني لم أسلم حبا في الإسلام وإنما جريا وراء الإغراءات المادية ، فأين هي الإغراءات التي تتحدث عنها في ما ذكرت؟؟
الرد على التجريح في كلام أبي مع أسرته عن انحراف الكنيسة
1. يقول صديقنا المجهول: يا كذاب باشا الاعتراف سر من أسرار الكنيسة الأرثوذكسية ولو كنت أصلا تعرف الإنجيل وفتحته فستجد… وأرد فأقول: بل أنت الذي لم تفهم كتابك فقد جاء فيه "لا تصنع لك صورة أو تمثالا ..لا تسجد لهن ولا تعبدهن. بل للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" وهكذا جاء الأمر الإلهي واضحا ليشتمل أولا النهي عن صناعة الصور والتماثيل سدا لباب الاعتقاد في قداستهم وعبادتهم، ثم جاء النهي عن السجود لها وعبادتها، وأخيرا جاء الأمر بالسجود لله وحده وعبادته هو وحده. والآن رد عليّ يا أستاذ مجهول: هل هناك صلاة للمسيحيين في الكنائس أو البيوت إلا للصور والتماثيل؟
2. أما عن "سر الاعتراف" فهو ليس قاصرا على الكنيسة الأرثوذكسية فقط ولكنه موجود لدي كل الطوائف المسيحية ولكن بصور مختلفة: فالبروتستانتي يمكن أن يعترف لأي إنسان يثق فيه، أما الكاثوليكي فيجب أن يكون اعترافه للكاهن الذي يجلس مختبئا بينه وبين الجالس على كرسي الاعتراف ستارة فلا يرى أحدهما الآخر، وعند الأرثوذكس تجلس البنت ملتصقة بالكاهن داخل حجرة مغلقة ويضع يده حول كتفها بينما تحكي هي قصتها فتقول: يا أبونا أنا سرقت وكذبت وزنيت..إلخ فيقوم الكاهن بوضع الصليب عليها ويقول "محالل مبارك من فم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس" فتصير طاهرة ! هكذا بكل بساطة ففم هذا الكاهن المُنجس بشرب الخمر صار هو فم الثالوث الأقدس (الذين هم نفسهم الرب الواحد؟؟؟) ولما كان أمر الغفران سهل فما أسهل العودة لنفس الخطايا من جديد.
3. كتب أبي في مذكراته عن انحراف الكنائس عن الدين الحقيقي -والكلام التالي بالنص وما بين قوسين تعليقات لي- [بعد أيام قسطنطين (أي وقت ظهور الإسلام) دخل الفساد إلى الكنيسة ودخلت طقوس كثيرة مستجدة في العبادات وتطورت الأمور حتى أُدخلت عبادة القديسين وإقامة الصور والأيقونات في الكنائس. وأخذ سلطان أسقف رومية يزداد يوما وراء يوم فرقى نفسه من أسقف إلى رئيس أساقفة ثم إلى بابا (بطرك) وأدعى لنفسه سلطان أسقف عام على كل الكنائس المسيحية وتثبت بالسلطان المدني وأدعى لنفسه سلطان الملك ثم تطاول أكثر فجعل من نفسه نائب المسيح على الأرض وصار الملوك يقبلون يديه ثم قدميه ولا يصيروا ملوكا إلا بعد أن يلبسهم التاج بيديه وكانوا يخافون من غضبه فمن غضب عليه البابا لا يطيعه شعبه لأن عامة الناس أصبحوا يؤمنون بأن البابا له سلطان حرمانهم من دخول الفردوس (سلطان الشجب أو الحرم) وكل من مات وهو محروم من البابا لا يدخل الفردوس! وانتشى البابا وأتباعه بالسلطة فأخذوا يسلبون الشعب حريته وأملاكه في مقابل العماد وغفران الخطايا والمسحة الأخيرة (دهن المتوفى بالزيت المقدس) والخلاص من المطهر (مكان تعذيب الخطاة قبل إدخالهم الفردوس)، وهذا يطابق ما جاء في دانيال 7:20/ رؤيا 13: 6-7، 17: 3-4. وقد تم انتزاع كل الكتب المقدسة (الأناجيل والتوراة) من أيدي العامة لأن من مبادئ البابا أن "الجهالة هي أم التقوى". وقد سقط العالم المسيحي كله في هذه الورطة لأن "كل الأرض تعجبت وراء الوحش" فكل من خالف البابا وجه نحوه جيش كبير من الرومان أعمل فيهم القتل والتعذيب وطردوهم من ديارهم. ونتيجة لهذا الطغيان ظهر الكثير ممن قاوموا فساد الباباوات وانحراف الكنيسة مثل يوحنا وكليف إنجلترا وغيرهم وقد وقع عليهم اضطهاد شديد وقـُتل الكثيرين من أتباعهم في حروب المسيحية الضارية].
4. كان أبي كثيرا ما يكلمنا ونحن صغار عن انحرافات الكنيسة عن دين الله الحقيقي الذي جاء به المسيح ومن قبله موسى عليهما السلام. ولما صرت طالبا في الثانوي حدثت في بيتنا ظواهر عجيبة أرعبتنا وأخبرنا أبي بأن سببها شيطان من الجن دخل بيتنا. وقد أخذ أبي يحضر الكاهن وراء الآخر ويعطيه النقود لكي يصلي ويطلق البخور في الشقة ولكن هذا الشيطان لم يتركنا فقرر أبي أن نترك الشقة وكان في ضيق شديد لأن موقعها ممتاز وإيجارها رخيص جدا وقد أنفق الكثير على الكهنة بلا جدوى وحدث في يوم أن جاءنا أحدهم وبينما هو يصلي ويطلق البخور صاح فيه أبي: لماذا لا يقرب الشيطان شقة جارنا المسلم؟ هل لأنه لا يغلق الراديو عن محطة القرآن؟ هل أفعل مثله؟ فصرخ فيه الكاهن: أنت ناوي تكفر؟ فطرده أبي وانتقلنا إلى شقة في شارع الرصافة. ومنذ ذلك الوقت لاحظت تغيرات واضحة في أبي فهجر الكنائس وأصبح لا يقبل أيدي الكهنة ولا يقرأ في الإنجيل ولا يتناول الخبز والخمر واستمر هكذا حتى مات. وبعدها وجدت في داخل إنجيله ورق بخط يده دوّن فيه الكثير من الاعتراضات على أخطاء في الأناجيل ولما سألت بعض الكهنة عنها فوجئت بأنهم يعرفونها ولا يجدون ردا عليها ولكنهم يبررونها بتعدد ترجمات الأناجيل. كانت هذه صدمة كبيرة لي لأنني كنت مسيحيا مؤمنا ومتيقنا (مثل باقي المسيحيين) من أن كلام الأناجيل مقدس ومكتوب بالوحي المباشر من أحد أجزاء إله المسيحيين (الروح القدس) إلى تلاميذ يسوع. كانت صدمة كبرى لي وتسلل الشك إلى نفسي وبدأت أبحث عن الحقيقة.
الرد على ما قاله المجهول عن المسيح عيسى بن مريم
أنا لم أترك المسيح (كما تدعي) ولكنني تركت عبادته إلى عبادة خالق المسيح وخالق أمه وخالق كل ما في هذا الكون: الله الواحد الأحد. هل قرأت الكلام المنسوب إلى عيسى في أناجيلك واستوعبته جيدا قبل أن تهاجمني؟ تعال معي نستعرض النذر اليسير منه:
في إنجيل يوحنا تكرر كثيرا قوله " أنا لا أقدر أن أفعل شيئا من نفسي" "كلامي الذي أقوله ليس لي بل للذي أرسلني" "الذي يؤمن لا يؤمن بي بل بالذي أرسلني". وكان المسيح يصلي لله قائلا "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" أي أن الحياة في الفردوس الأبدي تتطلب أن يؤمنوا في حياة المسيح أنه لا إله إلا الله وأن المسيح رسوله الذي أرسله لهم.
وعلى صفحات إنجيل لوقا نجد أن المسيح قد تكرر منه ترك الناس وصرف التلاميذ والصعود إلى الجبل منفردا حيث يقضي الليل كله في الصلاة (انظر لوقا:6)، فهل كان المسيح يتعبد لله خالقه أم ماذا؟ اسأل نفسك ماذا كان يقول طوال الليل في صلاته؟ هل كان يقول : أنا إله؟!! وفي آخر صفحة من هذا الإنجيل يأتي أن المسيح قد تم "إصعاده" إلى السماء، أي أنه لم يصعد بقوته ولا برغبته، فهل الذي لا يستطيع أن يصعد للسماء بقوته يُعبد على أنه إله؟ وهل المفعول به في مثل هذا الموقف الجليل يمكن أن يكون ربا خالقا؟!
وفي إنجيل مرقص تجد المسيح ينادي بإنجيل يحمله في يده ويشير إليه قائلا لليهود: "آمنوا بهذا الإنجيل" "أينما يُكرز بهذا الإنجيل"، فأين إنجيل المسيح هذا؟؟ تقول بعض دراسات علماء المسيحية أن المسيح (عليه السلام) قد استأمن تلميذه بطرس على إنجيله (كما جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية) ويقولون أنه محفوظ في الفاتيكان وممنوع من النشر بحجة أن الناس لن يفهموه! ولكنني أقول أنه إذا كان هذا الكلام صحيحا فمنع النشر جاء لأن تعاليم إنجيل المسيح لا تتفق مطلقا مع ما يتبعه المسيحيون الآن ولا مع عقائد بطاركة العصر الحالي. وهذا الإنجيل ليس شيئا معنويا (البشارة) كما يدعي البعض الآخر من علماء المسيحية فقد أنزله الله على عيسى على الجبل بعد أن صام 40 يوما (تماما مثل ما حدث مع سلفه موسى عليهما السلام عند نزول التوراة)، لو لم يكن هذا الإنجيل شيئا ماديا ملموسا يراه القوم لتساءل من حول المسيح: أين هذا الإنجيل الذي تشير إليه وتكلمنا عنه وتأمرنا بالإيمان به؟ ولكن أحدا منهم لم يفعل ذلك.
وفي رؤيا يوحنا التي قيل أنها حدثت بعد إصعاد المسيح بسبعين عاما (وقيل بأكثر من 170 عاما في مصادر أخرى)، جاء في أول سطر في هذه الرؤيا قول يوحنا " إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله". وفي آخر الإصحاح الثالث يقول المسيح " من يغلب فسوف أجعله في هيكل إلهي وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي النازلة من عند إلهي". هاهو المسيح بعد أعوام طويلة من إصعاده يعترف صراحة أنه عبد لله ويعترف بألوهية الله عليه ولم يقل أن الله هو المسيح كما يدعون!
وفي قصة الصلب في الأناجيل كلها يتوسل المسيح إلى الله أن ينقذه من الموت والتعذيب على يد اليهود وقد أرسل الله له "ملائكة تقوية"، فهل يحتاج الإله الحق لمن يقويه؟ حتى بولس (مؤسس خرافة عبادة المسيح) يقول في رسالته للعبرانيين 5: 7 "الذي في أيام جسده - إذ قدم بصراخ شديد ودموع - طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمع له لأجل تقواه" فهو يقر هنا أن المسيح قد تضرع لله لينقذه من الصلب فنجاه (أي أنه إنسان يستغيث بخالقه وأنه لم يمت على الصليب)، ويضيف بولس في رسالته لأهل كولوس 1: 15 "بكر كل خليقة" أي أن المسيح أول مخلوق. ويتكلم في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيوس 15: 21 " كل واحد في رتبته - المسيح أولا ثم الذين للمسيح في مجيئه وبعد ذلك النهاية - متى سلّم الملك لله - حينئذ الابن نفسه (المسيح) سيخضع للذي أخضع له الكل، كل يكون الله الكل في الكل". معنى كلام بولس أن المسيح لم يأت طائعا مختارا ليموت فداءا عن البشر (كما تزعمون) ولما شعر باقتراب اليهود منه ليعذبوه ويقتلوه ارتعب وخاف إلى درجة البكاء والصراخ والتوسل لله الوحيد القادر على أن ينقذه من هذا المصير المؤلم، ولما كان المسيح تقيا يخاف الله ويعمل بطاعته فقد استجاب الله له وأنقذه من غدر اليهود، وفي يوم القيامة سيقيم الله المسيح من الموت قبل المؤمنين برسالته وحينئذ يكون الملك كله لله وحدة لا شريك له (الله هو الكل في الكل). ويقول بولس في رسالته إلى أفسس 1: 17[إن الله هو إله المسيح يسوع] أو بمعنى آخر فإن المسيح هو عبد الله.
*وأمام إصرارك على أن الناس كانت تنادي المسيح بلفظ "رب" أو "ابن الله" فأحيلك مرة أخرى لكتابك الذي يبدو أنك تجهله أو لا تفهمه، فقد جاء في "عهد جديد بشواهد" يوحنا1: 38 أن كلمة "رب" في العبرانية تعني "معلم". وجاء في أيوب1: 6 أن الملائكة هم "أبناء الله". وجاء في خروج أن الله قال لموسى "إني قد جعلتك إلها لفرعون" ثم قال له "أنت تكون إلها لهارون أخيك وهو يكون نبيك". وفي صموئيل الثاني 7 أن الله دعا سليمان "وهو يكون ابني وأنا أبوه". فلماذا يا ترى لم تعبدوا كل هؤلاء؟ لماذا تجاهلتم كل تلك النصوص المجازية ولكنكم تمسكتم بحرفية نص مجازي واحد وبنيتم عليه عقيدة؟؟؟
*وأذكرك بأول سطور جاءت في إنجيل لوقا [إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها الذين كانوا معاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا أيضا إذا قد تتبعت كل شئ من الأمل بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاؤفيليس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به]. أين الوحي؟؟إنها مجرد مجموعة من الخطابات والرسائل يرسلها شخص إلى صديق له، والعجيب أن "لوقا" هذا الذي ينسبون إليه أحد الأناجيل شخص مجهول لا يدري أحد من هو ولم يكن من تلاميذ المسيح ولا حتى معاصرا له!! لنستكمل يا أستاذ مجهول قراءتنا فنجد في لوقا3: 23 [ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما يُظن ابن يوسف بن هالي..] فهل يمكن أن يكون الوحي الرباني غير متأكد مما يقول فيكتب حسب الظن وبالتقريب؟؟؟ وطبعا لأن الأناجيل عبارة عن قصص ورسائل متبادلة بين الأصدقاء تكتب بلا وحي سماوي فكان لابد من وجود الأخطاء والتناقضات في الأحداث فها هما إنجيلي متى ولوقا يختلفان في 37 اسما من أجداد المسيح حتى النبي داود عليهما السلام، ثم هاهما يختلفان أيضا مع التوراة نفسها في أجداد داود! فهل نحن حقا في حاجة إلى ‘مراجعة النسخ القديمة من الأناجيل والموجودة في المتاحف’ كما يقول المجهول؟ هل هذه الأخطاء يمكن أن تـُحل؟
أقول لك يا أستاذ مجهول إنكم تركتم إنجيل المسيح ودعوته الحقيقية واتبعتم خرافات بولس المتضاربة فانقسمتم إلى عشرات(بل مئات) الطوائف كل واحدة منها تستند لجزء من كلام بولس وتكفر الطوائف الأخرى ليصدق فيكم قول الله تعالى "وما بعضهم بتابع قبلة بعض" و "فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"، ولو لم يكن كلام القرآن صحيحا لاتحدت تلك الطوائف المسيحية (ولو ظاهريا) في أي وقت طوال الخمسة عشر قرنا الماضية ليثبتوا أن كلام القرآن خاطئ ولكن ذلك لم ولن يحدث لأنه كتاب الله الصادق الذي تتحقق كل كلمة فيه ولو كره المشركون.
الرد على المزاعم حول دخول المصريين الإسلام بالقوة
يقول المجهول إن المسلمين اغتصبوا مصر من المسيحيين بعد أن عذبوهم ليجبروهم على الإسلام ولأجل ذلك يلبس القساوسة والرهبان ملابس سوداء وهم لن يخلعوها إلا بعد انتهاء الاحتلال الإسلامي لمصر (كما يزعمون). وردا على ما ذكرت في موقعي من أن المسيحيين يعلمون أولادهم كره المسلمين والتطرف في مدارس الأحد، يقول "ما أعتقدش أننا بنربي مجاهدين". وأرد على ذلك فأقول:
1. عملت أنا شخصيا طويلا في مدارس الأحد وتعلمت هذا الكلام ثم قمت بتعليمه ولقد رأيت بعيني الأسلحة في الدير وحضرت مع الرهبان تدريبات للرماية ورأيت كنائس حديثة وهي تـُبنى وكيف تحصن مثل القلاع وكيف أن بها مخازن سرية على أعماق كبيرة، فهل تستطيع إنكار ذلك؟
2. أعرف شخصيا عشرات الشباب من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 14 - 40 سنة كلهم دخلوا الإسلام برضاهم التام ولم يجبرهم أحد أو يعذبهم أو يخطفهم كما تزعمون، بالعكس فالخطف والتعذيب يتم من طرفكم لمن هداه الله لدين الحق واقتنع به والكل يعلم كيف يهرب هؤلاء ويختبئون خوفا على حياتهم منكم بعد أن تخلت الحكومة عن حمايتهم وتركتكم ترهبونهم وتأخذونهم قسرا للأديرة حيث يحدث ما يحدث لهم.
3. هاجمت الوثيقة العُمرية التي أمّن بها عمر بن الخطاب أهل القدس حين فتحها وأهل كل بلد فتحها المسلمون في عهده، هاجمت الوثيقة دون أن تكلف نفسك عناء قراءتها ليتبين لنا أسلوبك الذي يعتمد على النعرات الكاذبة والتحيز السافر دون طرق الحقيقة. أنقل لك فيما يلي نص الوثيقة كما أوردته كاتبة مسيحية هي كارين أرمسترونج في كتابها "القدس": [هذا ما أعطى عبد الله عُمر أهل … من الأمان: أعطاهم أمانا لأنفسهم ولأموالهم وكنائسهم، أن لا يسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنقص منها ولا من شئ من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار منهم أحد. وعلى أهل … أن يُعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يُخرجوا منها اللصوص والروم، فمن خرج منها من الروم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ومن أقام منهم فهو آمن وعليه ما على أهل المصر من الجزية. ولا يؤخذ منهم شئ حتى يحصدوا حصادهم. وعليهم أن يتركوا سلاحهم ويوفر لهم المسلمون الحماية العسكرية نظير دفع الجزية وهي دينار كل علم عن كل أسرة وكل من يدخل البلد ويدفع الجزية يدخل في عهد الذمة طوال مدة اقامته. ولا يُسمح لهم بالبناء دون إذن ولا ترتفع كنائسهم لتطاول المساجد مع إعطائهم حريتهم في العبادة بدون إظهار الصلبان في الطرقات أو رفع صوت الأجراس]. وقد سمح عُمر بنفس الحريات لليهود بالمساواة مع النصارى، والجزية التي يدفعونها أقل من زكاة المال التي يدفعها المسلمون وقد أعفى منها الشيوخ والأرامل ومن لا يقدر على الكسب وأعطاهم من بيت مال المسلمين. هل في هذه الوثيقة أي تطرف أو عنف كما تدعي؟ اقرأ يا أخي العهد القديم لترى الفرق حيث كانت الأوامر لقادة الجيوش بحرق المدن والتنكيل بأهلها وعدم ترك شئ حي فيها من إنسان أو حيوان أو نبات!
4. أقول لك لو كان المسلمون قد اغتصبوا مصر بالأسلوب الذي تدعيه أو متبعين تعليمات العهد القديم ما بقي فيها مسيحي واحد، فوجودك حتى الآن تتبجح على الإسلام وعلى أشرف خلق الله لهو أكبر دليل على كذب ادعاءاتك. اقرأ التاريخ من مصادر محايدة وموثقة لتعلم أن الأرثوذكس في مصر عاشوا أسوأ عصور الاضطهاد تحت حكم المسيحيين الرومان (الكاثوليك) فكانوا يعذبون ويقتلون منهم الآلاف كل يوم ففروا للصحاري وأسسوا الأديرة والرهبنة فلما جاء المسلمون رفعوا عنهم هذا القهر وحرّروهم وطردوا الرومان وأعادوا البلاد للمصريين ولم يجبروا أحدا منهم على الدخول في الإسلام. اقرأ معي ما يقوله المؤرخ المسيحي هـ. سانت ل. ل. موسيس في كتابه "ميلاد العصور الوسطى" [ أقام العرب المسلمون في مصر دولة تتصف بالسماحة والتسامح المطلق مع باقي الأديان ولم ينشروا عقائدهم بالقوة ولكنهم تركوا رعاياهم أحرارا في ممارسة عقائدهم شريطة أداء الجزية المفروضة، فقام المسيحيون باعتناق الإسلام رويدا رويدا] [وكان الاضطهاد الروماني وكثرة الضرائب والقهر الديني المسيحي لشعبي مصر والشام سببا في ضياع ولاء المسيحيين للدولة البيزنطية المسيحية ومساعدتهم للمسلمين، كما قام الرومان بمذابح بشعة ضد اليهود لتنصيرهم بالإكراه] [وقد عرض الإمبراطور البيزنطي عقيدة روما في المسيح (الطبيعتين والمشيئتين) على سكان مصر والشام المؤمنين بعقيدة الطبيعة الواحدة فرفضوها، فأنزل بهم الرومان أشد أنواع التنكيل، وعندما انتصر المسلمون على الروم ساد الفرح بين الشعوب المسيحية الشرقية واعتبروا أن هذا هو عقاب السماء لكفار روما وهراطقة خلقيدونيا من الكاثوليك]. وعن دخول الإسلام مصر يضيف الكاتب في موضع آخر [استولى المسلمون على حصن بابليون الذي يقع قرب القاهرة الحديثة عام 641م وذلك بدون إراقة نقطة دم واحدة أو تدمير ممتلكات وبعد عام تم فتح الإسكندرية بمقتضى معاهدة ، ثم تم بعد ذلك إخضاع مصر كلها سلميا. وقد كانت سياسة المسلمين في كل فتوحاتهم هي عزل المسلمين عن باقي سكان البلاد فلذلك اختار عمرو بن العاص موقعا جديدا لينشئ فيه عاصمة للمسلمين في مصر (الفسطاط وهي مصر القديمة حاليا) تماما كما فعلوا في العراق وانشئوا الكوفة عاصمة إسلامية بدلا من المدائن الفارسية].
الرد على موضوع الجزية وفرضها على أهل الكتاب
1. يعترض المجهول على ما جاء في سورة التوبة من فرض للجزية على اليهود والنصارى في بلاد المسلمين. أقول له حين تمسك المسلمون بكتابهم أسسوا حضارة سمحة يشهد لها التاريخ سادت العالم لقرون طويلة حتى القرن 18 وظلت آخر خلافة إسلامية (الدولة العثمانية) مصدر رعب لأوروبا حتى نجحوا في تفكيكها من الداخل وحشد الجميع لحربها من الخارج في أوائل القرن 20. ولكن حين انقلب المسلمون لترف الدنيا فتركوا كتابهم وتمسكوا بالتجارة والزرع وتخلوا عن الجهاد (جهاد النفس وجهاد الأعداء) انهاروا حتى صاروا طعاما للكفار. وأثناء سيادة المسلمين تركوا اليهود والمسيحيين أحرارا في بلادهم والدليل القاطع على سماحة وعدالة الإسلام المطلقة هو وجود أهل كتاب أثرياء في بلاد المسلمين، وأنت خير من يعلم كم الفقراء بين مسلمي مصر وكم الأثرياء بين أقباطها!
2. لقد شرع الله قتال أهل الكفر لإزالة سلطانهم عن الناس فيكون الناس أحرارا في اعتناق العقيدة التي يؤمنون بها، والمسلمون ممنوعون من قهر أحد على الدخول في الإسلام (كما كان يفعل المسيحيون الرومان) وذلك بنص القرآن الكريم "لا إكراه في الدين" وإليك ما تقوله كاتبة مسيحية (كارين أرمسترونج) في كتابها "القدس" غي هذا الصدد [لم تشهد مدينة القدس في تاريخها الدموي الطويل سلاما إلا في مرحلتين: حين فتحها عمر بن الخطاب وحين أعاد صلاح الدين الأيوبي فتحها. وتحت ظل هذا الحكم الإسلامي عاشت الديانات الإبراهيمية الثلاثة في سلام] [وقديما حين ساد اليهود فلسطين غاب البر والتراحم عن أورشليم اليهودية الحشمونية حتى أن اليهود الفريسيين (المتدينين) شعروا بالاغتراب وطلبوا من الغزاة الرومان أن يعزلوا ملوك اليهود لأن الحكم الأجنبي أفضل كثيرا من حكم أولئك اليهود الأشرار] [حينما جاء المسيحيون إلى القدس في عهد قسطنطين لم يكتفوا بالقتال فيما بينهم ولكنهم قاموا بطرد اليهود والوثنيين بالقوة من المدينة بزعم أنها مدينة مسيحية مقدسة، وكان الرهبان الذين استوطنوا صحراء يهوذا هم أشد الناس عداوة لليهود فكانوا ينكلون بهم ويقتلوهم ولذلك رحب اليهود بالفرس حين جاءوا لغزو القدس وقدموا لهم كل المعاونات العملية. أما في عهد المسلمين فقد سمحوا لليهود بدخول المدينة وسمحوا لهم بالاستقرار فيها جنبا لجنب مع المسيحيين والمسلمين فكان هذا التراحم العملي المبني على لُب رسالة القرآن وهو العدالة الاجتماعية، كان هو الأساس الذي تمت عليه أسلمة القدس] [ لما وصل الصليبيون القدس دمروا العلاقات بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة وعاشت القدس الصليبية في صراع دموي ولم تزدهر الحياة المدنية في العهد الصليبي على الإطلاق لأن روح الكراهية للآخرين كانت متأصلة في الجنود الصلبيين فقاموا بقتل كل اليهود المسلمين والمسيحيين الشرقيين الذين صادفوهم في طرقات القدس وحتى داخل مساجدهم ومعابدهم وكنائسهم، ثم انقلبوا بعد ذلك على أنفسهم فحاربوا بعضهم البعض مدفوعين بسموم الحقد الديني ففقدوا دولتهم واستمر صراعهم حتى العصر الحالي في صورة نزاعات دينية بين الطوائف المسيحية وخلافات حول قبر المسيح والأديرة] (تحول الدين إلى وثنية تجعل القبر هو الهدف وتربط المكان بفكرة الإله). [وفي عام 1096 تم تنظيم أول حملة صليبية بحجة تحرير القدس من الإسلام وفي عام 1099 دخل الصليبيون القدس وذبحوا كل المسلمين واليهود وساروا بين جثث القتلى بالتراتيل إلى كنائسهم ورفضوا دفن الموتى فتحولت المدينة إلى مستودع للجثث المتعفنة ثم أصدروا قانونا يمنع المسلمين واليهود والمسيحيين الشرقيين من دخول المدينة وحوّلوا قبة الصخرة إلى كنيسة والمسجد الأقصى إلى معسكر للجنود ومعبد اليهود إلى مقر للبابا. وفي عام 1110م هاجم بلدوين ملك اللاتين عكا وحيفا وطرابلس وقيصرية وذبح كل المسلمين ونهب ممتلكاتهم ودمر مساجدهم وقد ظلوا يحتلون تلك الأماكن حتى فتح صلاح الدين القدس دون إراقة نقطة دم واحدة وقام بتطهير قبة الصخرة والمسجد الأقصى ورفض مصادرة أملاك البطرك الماجن الثري هرقل ملتزما بالاتفاق المبرم عند فتح القدس وعاد التسامح بين المسلمين واليهود والمسيحيين الشرقيين وباقي طوائفهم ليرفرف على المدينة من جديد].
الرد على إدعاء سب النصارى في مساجد مصر
1. منهاج المسلم الصحيح في التعامل مع النصارى هو ما جاء في الآية 46 من سورة العنكبوت، يقول تعالى : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون". والآية لا تحتاج لتفسير فنحن المسلمون مأمورون ألا نتجادل مع أهل الكتاب فيما يحدث الشقاق والبغضاء وأن يكون كلامنا معهم بالحُسنى لأنهم أهل كتاب نعترف به ولأننا كلنا نعبد نفس الرب ونسلم له أنفسنا.
2. حينما ذكرت أن هناك محاضرات منتظمة في الكنائس تهاجم الإسلام ومحمد صلعم، لم ينف المجهول ذلك وإنما زعم أن جميع مساجد مصر لا تكف عن شتم النصارى. وأقول له إن مساجد مصر كلها أصبحت ملك الحكومة فهي تتبع وزارة الأوقاف وتخضع لرقابة لصيقة من جهاز أمن الدولة، والحكومة المصرية الآن تسمي الأمريكان واليهود "أصدقاء" وتعمل ألف حساب لما تسميه "الوحدة الوطنية" فيراقب أمن الدولة جميع شيوخ وخطباء المساجد رقابة يومية وقد أصبحوا كلهم من المعينين بوزارة الأوقاف يتقاضون رواتبهم من الدولة ولا يجرؤ أحدهم على أن ينطق حتى آية من القرآن تتكلم عن النصارى فتدعوهم لعبادة الله الواحد وترك عبادة المخلوق فما بالك بـسبهم (كما تدّعي). وإذا حدث وتكلم أحد منهم بجرأة عن أي موضوع يخص النصارى فإنه يختفي وينضم لآلاف المعتقلين من المسلمين أو يعزل ولا يُسمح له بالخطابة. أما على جانبكم فليس للدولة أي رقابة فالكنيسة هي التي تعين الكهنة وتوجههم فيما يقولون وخطبكم لا تذاع في الميكروفونات فلا يعرف العامة ما تقولون داخل كنائسكم ولا يُعتقل منكم أحد فكل المعتقلين من المسلمين فقط وكأنه لا يوجد متطرف مسيحي واحد. وقصتي الراهب المشلوح ومسرحية كنيسة محرم بك في الإسكندرية لهما أكبر دليل على جهل الدولة بما يحدث داخل الكنائس والأديرة . فهل بعد هذا مازلت تدّعي أننا الذين نهاجمكم في المساجد أم انتم الذين تشتموننا وتدبرون لنا المكائد وتعملون في الظلام بعيدا عن أعين الرقابة ؟
3. ويحضرني في هذا المقام واقعة تبين أسلوب الخداع الذي يتبعه نصارى مصر في تعاملهم مع المسلمين فيظهرون خلاف ما يبطنون، فقد سألت أمي البطرك (شنودة) في أحد دروسه الأسبوعية التي كان يلقيها على المسيحيين بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، سألته عن موضوع "تحديد النسل" فقال لها بالحرف الواحد: كل امرأة مسيحية يجب عليها ألا تحرم ابنها من أخ ومن أخت ولا تحرم ابنتها من أخت (أي أن الأسرة المسيحية المثالية يجب أن يكون فيها على الأقل 4 أطفال). ثم خرج بعدها البطرك أمام وسائل الإعلام ليعلن أن المسيحية تشجع تحديد النسل (يقصد طبعا نسل المسلمين فقط!). ولقد كان ينصحنا نحن شباب الكنيسة مرارا وتكرارا أن "نكون حكماء كالحيات" وهو قول أعتقد أنه منسوب زورا للمسيح، فالحية لا تعرف إلا الغدر والخيانة والقتل وأعتقد أيضا أن هذا ما يعنيه البطرك فالمسيحي عليه أن يضمر الغدر تحت ثياب الوداعة حتى تحين الفرصة. وكان البطرك يقول دائما إنه لن يدخل القدس إلا مع شيخ الأزهر ثم يدعو المسيحيين في الخفاء لتأسيس شركات سياحة تنظم لهم رحلات يومية منتظمة من كاتدرائية العباسية إلى القدس اليهودية لدعم اليهود حتى يأخذوا المسجد الأقصى من المسلمين ويعيدون يناء الهيكل المزعوم فيعود المسيح (حسب زعمهم).
4. وأختم هذا المقام بواقعة تبين حقيقة "المسيحيين أصحاب الفضيلة المضطهدين في مصر" كما يزعمون. كان لابنتي صديقة لها في مدرسة الرحمة المسيحية الخاصة بالإسكندرية ارتدت طرحة على رأسها في شهر رمضان فمنعتها إدارة المدرسة من الدخول وحينما أصر والديّ الطفلة على موقفهم رفضت المدرسة التراجع بالنسبة لتلك البنت ولكل من يريد ارتداء غطاء للرأس من البنات المسلمات بالمدرسة وقام كثير من الأهالي بنقل أولادهم من المدرسة وضحت المدرسة بما يدفعه هؤلاء من رسوم تعصبا لعدم ظهور أي مظهر إسلامي بالمدرسة المسيحية. يحدث هذا في مصر (وليس في فرنسا) وبها أكثر من 90% من السكان مسلمين، ويحدث هذا في مدرسة "الرحمة"، لاحظ التناقض بين الاسم والفعل، فهل هذه هي "الرحمة والتسامح المسيحيين" والتي صدعوا آذاننا بها؟ بالله عليكم من هو المتعصب والمتطرف؟ هناك واقعة أكثر عمقا حيث منعت مدرسة الراهبات الفرنسيسكان الطالبات المحجبات من دخول المدرسة فلجأن للقضاء فحكم لصالحهن فتدخل السيد قنصل فرنسا بنفوذه لإيقاف تنفيذ حكم القضاء ولاستئنافه وبالضغط على أولياء أمور الطالبات فقام المصرين منهم بنقل بناتهن لمدارس أخرى وخلع من بقي الحجاب. هذه هي حرية العقيدة في بلد مسلم، ويتحدثون بعد ذلك عن التسامح وقبول "الآخر"!! وقد كنت طرفا في واقعة حدثت في بداية السبعينات من القرن 20م حينما جاء لوكيل البطرخانة القمص أنسطاس الصموئيلي بعض الشباب المسيحي المعترض على وجود آيات قرآنية في كتب اللغة العربية وطالبوا أن يوصل صوتهم للبابا شنودة ليتدخل لدي الحكومة لحذف هذه الآيات من المنهج. وقد دارت مناقشة لذلك فسألت القمص:هل لو أصبحنا نحن المسيحيين الذين نحكم، هل كنا سنجبر المسلمين على وجود الدين المسيحي في كتب الدراسة؟ قال: نعم بل وأكثر من ذلك، إن إحدى مدارس اللغات تجبر التلاميذ المسلمين على حضور قداس الأحد في كنيسة المدرسة وإلا فقدوا درجات، و هذه بداية طيبة! هذه هي أفكار من يتباكون أمام العالم عن اضطهادهم بينما هم قمة التعصب. لقد لقـّب الكاتب المسيحي ميلاد حنا المسيحيين في مصر بـ "الأقلية السعيدة المحظوظة" فهم يحصلون على إجازات مدفوعة الأجر في أيام كثيرة جعلوها أعياد ولا تحتفل بها أي طائفة مسيحية أخرى في العالم، ولهم ساعتان كل يوم أحد يتغيبون فيهم بدعوى الصلاة في الكنائس وهما مدفوعتا الأجر أيضا، وهم يقيمون كنائس كبيرة محصنة في كل مكان، ولهم حرية عقيدة يحسدهم عليها المسلمون أنفسهم (الذين يُعتقلون إذا ما تجاوزوا الخطوط الحمراء)، ومعظم أثرياء مصر وثروتها في أيديهم، كل هذا ويصرخون أنهم مضطهدون وأننا متعصبون ضدهم!!
الرد على القول بأن المسلمين يرهبون بلاد العالم بسيوفهم
لن أدافع هنا عن الإسلام دين السلام والمحبة ولكني سأشير لما قاله كاهن مسيحي (جلال دوس) في كتابه "الإنذار الأخير للكرة الأرضية" عن الإرهاب الحقيقي في عالم اليوم ومن يحركه من وراء الستار. يذكر القس أن الوحوش الثلاثة المذكورين في رؤيا يوحنا والذين يساعدون التنين (الشيطان) هم: بابا روما (النمر) وهو الوحش الأكبر الذي يريد أن يسجد العالم كله له، والوحش الثاني (الخروف) هو أمريكا التي تأمر الجميع أن يضعوا علامة (الصليب) على يدهم اليمنى أو على جبهتهم وتقوم بقتل كل من لا يسجد للوحش الأكبر ولا يضع العلامة، والوحش الثالث هو الأمم المتحدة التي تنفذ خطط الوحشين السابقين تحت ستار الشرعية الدولية. ويقول القس جلال دوس أن البروتستانتية الأمريكية قد ارتدت عن المسيحية الصحيحة وأنها تستعين بقوانين مدنية وبقوتها العسكرية لفرض معتقداتها الدينية الخاطئة وتطبقها على كل من لا يعبد المسيح (يعني المسلمين) وإلا يكون مصيرهم هو التعذيب والقتل. ويضيف القس قائلا [ لما فسدت الكنيسة الأولى (الرومانية) بالانصراف عن بساطة الإنجيل وقبلت شعائر وثنية فقدت روح الله وقوته فاستعانت بالسلطان لكي تتحكم في عقول الناس وظهرت "البابوية" فصارت الكنيسة تتحكم في سلطات الدولة وتستغلها لتحقيق مآرب رجال الدين الخاصة وتقوم بقتل المخالفين لها بحجة "الهرطقة" (الكُفر). ويخبرنا الإنجيل أنه قبل مجيء المسيح مرة ثانية ستسود حالة من الانحطاط الديني تشبه حالة القرون الأولى فيزداد الفجور. فها هي كنائس الولايات المتحدة تفرض سلطانها على الدولة وتستغلها لفرض دينها بالقوة وتتحول أمريكا لنفس صورة الحكم الكهنوتي الروماني القديم الذي ترأسه البابا وتعاقب كل المخالفين لدينها بالعقوبات المدنية بمساعدة الأمم المتحدة وبالغزو العسكري المباشر إذا استلزم الأمر]. ما رأيك أيها المجهول في هذا؟ هل المسلمون هم الذين يرهبون العالم مع قلة حيلتهم أم من يشعلون الحروب والنزاعات؟
الرد على الزعم بتناقضات القرآن
ذكر المجهول أن القرآن متناقض وأقول له أن المسيحيين يحرمون لمس القرآن أو الاستماع لآياته خوفا من أن يقتنع أحدهم به وأن كهنتهم يخدعون البسطاء فيذكرون لهم نصف آية وكلام بعيد عن موضعه ليثبتوا لهم هذا التناقض. وأرد فأقول إنه ينطبق عليكم قول الله سبحانه في الكفار الذين كذّبوا القرآن دون أن يعرفوا ما فيه " بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله". أقول لهذا المجهول الذي يدّعي أنه يفهم المسيحية: بل إن الأناجيل هي التي تمتلئ بالأخطاء والتناقضات وسأذكر هنا بعض ما أورده كاتب مسيحي (القس منيس عبد النور) في كتاب له (شبهات وهمية) طبعة عام 1998 والذي نشرته كنيسة الدوبارة بجاردن سيتي/ القاهرة ، وقد ذكر القس هذه الشبهات ولم يقدم لها ردا مقنعا:
1. جاء في إنجيل مرقص 16: 5 أنه كان على قبر المسيح ملاك واحد وجاء في إنجيل يوحنا 20: 12 أنهما ملاكين اثنين. قال منيس: لا يوجد تناقض، كل ما في الأمر إن إحداهما أوسع من الأخرى!!
2. أعمال الرسل 9: 7 "يسمعون الصوت ولا يرون أحد"، أعمال الرسل 12: 9 عن نفس الموقف "نظروا النور ولم يسمعوا الصوت". قال منيس: الأولى تعني في اللغة اليونانية وصول الصوت إلى الأذن والثانية تعني فهم الكلام. جميل، ماذا إذن عن الرؤية؟ لقد تجاهل منيس الكلام عنها تماما.
3. الاختلاف في أسماء أجداد المسيح بين إنجيلي متى ولوقا في 37 اسما. يقول منيس إنهم كانوا أحيانا ينسبون الابن لوالد أمه وأحيانا لأبيه الطبيعي. والد السيدة مريم اسمه "عمران" في القرآن و"يواقيم" في تاريخ النصارى وهذين الاسمين لم يردا في أي إنجيل والمفروض عكس ذلك بأن تتبع المرأة اسم زوجها.
4. جاء في إنجيل متى2 أن المسيح وأبويه أقاموا في بيت لحم سنتين بعد مولده ثم جاء المجوس فهاجروا إلى مصر (وظلوا فيها حتى بلغ يسوع 8 سنوات، حسب تاريخ النصارى). أما إنجيل لوقا فكان له رأي آخر فيقول أنه بعد أن طهرت مريم من النفاس (40 يوما) ذهبوا للهيكل في أورشليم ثم رجعوا إلى الناصرة وعاش فيها المسيح حتى سن 12 سنة وكان يتردد على أورشليم في كل عيد!
5. جاء في متى 3: 14 أن يوحنا عرف المسيح ثم نزل الروح على المسيح، وفي متى 11: 3 أنه بعد سنوات أرسل يوحنا تلميذين إلى المسيح يسألانه: هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر؟! أما في يوحنا1: 33 فقد جاء أن يوحنا لم يعرف المسيح إلا بعد نزول الروح على المسيح وحينئذ شهد يوحنا أن المسيح هو الرسول المنتظر الذي أرسله الله!!
6. متى4: 5 الشيطان حمل المسيح إلى سقف الهيكل ثم إلى جبل عالي جدا، لوقا4: 5 الشيطان حمل المسيح إلى جبل عالي جدا ثم إلى سقف الهيكل!
7. قال المسيح في متى 5: 9 "طوبى لصانعي السلام" ولكنه في نفس الإنجيل متى10: 34 عاد ليناقض نفسه (حسب زعمهم) ويقول"ما جئت لألقي سلاما بل سيفا، لأني جئت لأفرق بين الابن وأبيه..".
8. قال المسيح في متى5: 17 "لا يسقط حرف من الناموس (يعني التوراة) حتى يكون الكل (يعني القرآن)"، وفي لوقا "زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة من الناموس". بينما يزعم بولس في رسالته إلى أهل غلاطية 4: 10 ورسالته إلى العبرانيين(اليهود)7: 18 أن المسيح قد جاء لإبطال الوصية الأولى (التوراة) لضعفها وعدم نفعها (ويسير معظم المسيحيين على نهج بولس هذا حتى اليوم)!!
9. في إنجيل يوحنا 2: 14 قال المسيح عن هيكل سليمان "انقضوا هذا الهيكل وأنا أبنيه في ثلاثة أيام"، بينما جاء في متى26: 61 "جاء شاهديّ زور وقالا أن المسيح قال انقضوا هذا الهيكل وأنا أبنيه في ثلاثة أيام"!! فهل نسي الوحي المسيحي ما قاله ليوحنا فقال عكسه لمتى؟!!
10. إنكار بطرس أنه يعرف المسيح اختلف تماما في الأناجيل الأربعة: فهل كلمته جارية أم جاريتين؟ وهل كانت المحادثة في ساحة الدار أم أسفله أم في داخله؟ ولماذا اختلف كلام بطرس في كل إنجيل عن الآخر رغم أنه موقف واحد؟ وهل كان صياح الديك مرة واحدة أم مرتين؟
ولمن أراد أن يستزيد فقد كتبت أربعة مجلدات عن التناقضات في الأناجيل وسيجري نشرها بالموقع تباعا.
هل الأناجيل هي كلام الله حقا؟
1. يقول القس صموئيل مشرقي في كتابه "عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه" [نقول من باب الترجيح (أي أنه غير متأكد) أن بعض أتباع المسيح قد بدءوا في كتابة هذه الكتب (يقصد الأناجيل) عنه عن طريق جمع مجموعات من أقواله وأفعاله لأجل استعمالهم الشخصي ، ثم بدأت هذه القصص التي تـُروى عن المسيح تـُجمع في كتب صغيرة كانت نواة لعدة أناجيل من الممكن أن تكون قد بلغت مائة إنجيل. وكان على الكنيسة أن تفحص هذه الأناجيل حيث تمت المصادقة (موافقة البطاركة والكهنة) على هذه القصص الأربع فقط بعد أن ثبت قانونيتها (أي قانونية هذه؟؟؟) واعتبرت فاتحة (العهد الجديد) وتم الاعتراف بقدسيتها، وقد رفضت الكنيسة الاعتراف بغيرها من الأناجيل (مثل إنجيلي توما وبرنابا) وتقررت قانونية كتب العهد الجديد بعد أن كانت كتب العهد القديم قد تقررت بمعرفة المجمع اليهودي على يد عزرا الكاتب (قبل المسيح بعدة قرون) وتم وضع كل هذه الكتب في قائمة واحدة في مجمع نيقية عام 325م]. لقد ضم اجتماع نيقية هذا أكثر من أربعة آلاف رجل دين مسيحي جمعهم ملك الرومان الكافر قسطنطين الذي لم يكن يعرف لغة المجتمعين ولا اللغة التي كـُتبت بها الأناجيل ولم يدخل المسيحية إلا قبل موته بلحظات، وكان الهدف الذي جمع كل هؤلاء من أجله هو توحيد شعوب مملكته على دين واحد وكتاب واحد، وهو هدف سياسي بحت لا دخل لأي دين أو إيمان فيه. وقد تم في هذا المجمع اختيار الكتب التي تتفق مع العقيدة الوثنية الرومانية وتم جعل يوم الأحد (يوم الشمس) -وهو المقدس لدي الوثنيين- تم جعله اليوم المقدس للدولة الرومانية كلها (بدلا من يوم السبت الذي ينص عليه الناموس). ولم يستمر الاجتماع إلا أسبوعا واحدا (لا يكفي للفحص الدقيق لكل الأناجيل المعروضة) ولم يوافق على هذه القرارات إلا 318 بطركا وكاهنا (من أصل أربعة آلاف) كانت لهم أطماع سلطوية وكانوا بهذه الموافقة يستندون إلى سلطان ملك الرومان القوي في التخلص من معارضيهم وقتلهم، وهو ما حدث فمن لحظة انتهاء المجمع بدأ القتال الطائفي الطاحن والذي استمر حتى يومنا هذا.
2. هذه هي قصة جمع "القصص التي تـُروى عن المسيح" والتي صارت "أناجيلا مقدسة" يُتعبد بها! ويا ليت الأمر توقف عند هذا ولكن التحريف (التحسينات والإضافات والحذوفات) استمر فكل فترة يقوم البطاركة بإحداث تغييرات في النص وعندي ثلاث طبعات لا يفرق بينها أكثر من 50 عاما والخلافات بينها لا حصر لها (الكتاب المقدس والإنجيل بشواهد وكتاب الحياة) أبسطها تغيير لقب المسيح من "مُعلـّم" إلى "رب"!! وتعالى معي لتطالع ما تقوله عالمة مسيحية (إلين هوايت) في كتابها "الصراع العظيم" عن موضوع استمرار التحريف هذا [إن منطق الكنيسة الكاثوليكية هو القيام بمنع نشر التوراة والإنجيل لقرون طويلة وتحريم قراءتهما أو حيازتهما على عامة الناس لأن بالكتاب الكثير مما يخالف تعليمات الكنيسة والكهنة] ، [وقد قام الرهبان بتزوير الكتاب في آخر القرن الثامن لتثبيت سلطان أساقفة روما]، [قبل اختراع المطابع في القرن 16م كانت نسخ الكتاب نادرة وكان حجمها كبير بحيث يصعب حفظها وكانت باهظة الثمن بحيث لا بقدر على شرائها إلا الأغنياء، وقد ساعد ذلك كله رجال كنيسة روما في أغراضهم (أي تغيير النص لمصلحتهم)]، [لم يكن موجودا في القرن 8م إلا مختارات من إنجيلي متى ويوحنا فقط، فقام البعض بإضافة شروحات لآياتهما]، [إن التفسير الخيالي الغامض للكتاب والنظريات الكثيرة المتضاربة الخاصة بالعقيدة لهي من صنع خصمنا العظيم (تقصد بابا روما)، كما أن النفور والشقاق القائم بين مختلف الطوائف المسيحية برجع إلى حد كبير لعادة تحريف الكتاب السائدة لأجل تدعيم نظريات تتفق وأهوائهم]، [في القرن 16م كانت التوراة من ترجمة ديكلف مأخوذة عن النص اللاتيني الملئ بالأخطاء وكان ثمن النسخة المخطوطة باهظا جدا فلا بقدر على اقتنائها إلا الأثرياء وكان اقتناؤها محظورا بشدة بأمر الكنيسة وذلك قبل ظهور لوثر عام 1526م. وكان أراسمس قد نشر ترجمته اليونانية واللاتينية للأناجيل وقام بطبعها بعد أن أصلح الكثير من الأخطاء الواردة في الترجمات السابقة]؟؟؟ [وبعد عام 1780م سادت الطقوس وحلت مكان روح الورع في الكنيسة وانغمس الكهنة في الأمور الدنيوية وأهملوا تعليم الناس عن المجيء الثاني للمسيح وبالتحريف حُجبت الأقوال الإلهية الخاصة بهذا كله حتى أنها نـُسيت تماما].
3. وكنت قبل إسلامي أتعجب من الأخطاء الواضحة الموجودة في اِلأناجيل وأسأل عنها القساوسة فيعطونني إجابات غير شافية أو يعجزون عن الرد كلية. فمثلا كيف يمكن أن يجهل الوحي النصراني (وهو رباني حسب اعتقادهم) مكان سطر في كتابهم استشهد به في موضع آخر؟! فقد استشهد في إنجيل متى 27 بقصة قال إنها في كتاب إرميا بينما هي في الحقيقة في كتاب زكريا. لن أتحدث هنا عن المحاولات اليائسة لتطويع القصة لتثبت أن صلب المسيح مذكور في الكتب القديمة ولا عن التحريف الذي طال القصة لتطويعها، ولكنني أركز فقط على خطأ من كتب هذا الكلام في ذكر الموضع الصحيح لنص يستشهد به، وهو قطعا خطأ بشري فحاشا لله أن يخطئ "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله". جاء في متى 27 أن قصة شنق يهوذا لنفسه قد تم التنبؤ بها من قبل في كتاب إرميا [..حينئذ تم ما قيل بإرميا (أي تمت الواقعة التي كانت قد ذُكرت في كتاب إرميا) النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب]. ونعود للعهد القديم فنجد أن القصة ذُكرت في زكريا 11: 12 (وليس في إرميا؟؟؟) حيث قال زكريا لليهود[إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا، فوزنوا أجرتي ثلاثين قطعة من الفضة، فقال ليّ الرب: ألقها إلى الفخاري (أي الذي يصنع أواني الفخار) الثمن الكريم الذي ثمنوني به، فأخذت الثلاثين قطعة من الفضة وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب ثم قصفت عصاي لأنقض الإخاء بين بني يهوذا وبني إسرائيل].
4. ولكي لا أطيل عليك سأعطيك خلافا ثانيا وهو عن اختراع عقيدة التعميد (وهي التنصير أو التطهير حسب يوحنا11: 55). سنتغاضى عن الأسلوب الركيك وعن انعدام المعنى وسنركز فقط على التناقض بين نصين في نفس الصفحة من نفس الإنجيل. جاء في يوحنا3: 22[وجاء يسوع وكان يُعمّد] ثم في يوحنا3: 23 [..وحدثت مباحثة بين تلاميذ يوحنا واليهود من جهة التطهير (= التعميد) فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له يا معلم هو ذا الذي كان معك (يقصدون المسيح) يُعمّد الناس والجميع يأتون إليه]، ثم جاء في يوحنا4: 1[فلما علم الرب أن الفريسيين (علماء اليهود) سمعوا أن يسوع يُعمّد أكثر من يوحنا]، وأخيرا جاء في يوحنا4: 2[مع أن يسوع نفسه لم يكن يُعمّد أحد]؟؟؟ هل تفهم شئ من هذه اللخبطة؟ هل يمكن أن يكون هذا التناقض الواضح أصله رباني وليس بشري؟؟
4. تعالى يا أستاذ مجهول نطالع ما كتبتموه بأيديكم في كتبكم عن الله (جل وعلّى) وليحكم كل ذي عقل إذا كان هذا كلام الله حقا عن نفسه:
(أ) في تكوين 6 كتبتم أن أبناء الله (الملائكة) رأوا أن بنات الناس جميلات فتزوجوهن وأنجبوا منهم رجالا جبابرة فحزن الرب أنه خلق الإنسان وتأسف في قلبه!! (ب) في تكوين 18 جاء أن الملائكة أبلغوا الله بخطايا سدوم وعمورة فقرر أن ينزل بنفسه ليتأكد من صحة ما أبلغوه به!!
(ج) في خروج4: 24 نجد قصة غريبة فبعد أن أرسل الله موسى إلى فرعون، ثم تمثل الرب له في صورة رجل وهو في الطريق وحاول أن يقتل موسى، فأسرعت صفورة (زوجة موسى) إلى ابنها وختنته بقطعة حجر وأخذت الجلدة الزائدة المقطوعة من عضو ذكر ابنها ومست بدمها أرجل الرجل (الرب!!) الذي هاجم زوجها وخطبته لنفسها عريسا بالدم (حسب شريعة الكفار الذين يعبدون الشيطان) فوافق الرجل (الرب) وترك زوجها (موسى)! ما هذا الكفر اللامعقول؟!
(د) في مزمور 82 من مزامير داود [الله قائم في مجمع (معبد) الله في وسط الآلهة (أي آلهة هذه؟؟) يقضي (يحكم): حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار (تنصفونهم)، سلاه (سبحان الله). اقضوا للذليل واليتيم، أنصفوا المسكين والبائس، نجّوا المسكين والفقير، من يد الأشرار أنقذوا. لا يعلمون لا يفهمون (يعني الآلهة) في الظلمة يمشون، تتزعزع كل أسس الأرض (من قوتهم). أنا (الله) قلت أنكم آلهة وبنو العلّي كلكم، لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون. قم يا الله ِدن الأرض لأنك أنت تمتلك كل الأمم]. ما هذا التخريف الذي ينسبونه لله (سبحانه وتعالى)؟ يقولون أن الله وقف في وسط معبده يحكم بين الآلهة (أي آلهة هؤلاء؟؟) ويعاتبهم: حتى متى تحكمون بالظلم وتنصفون الأشرار؟(ما هو قدر سلطان هؤلاء الآلهة؟) ثم ينصحهم بالعدل ثم يسبهم ولكن بعد ذلك يشهد لهم أنهم آلهة وأنهم أبناؤه وأنهم سوف يموتون. وأخيرا يطالب نفسه أن يقوم للدينونة فهو يمتلك العالم كله!! هل هذا كلام معقول؟؟
(هـ) في إنجيل يوحنا 10: 34 يأتي ذكر موقف يدافع فيه المسيح عن نفسه لأن اليهود اتهموه بأنه ابن زنا وليس مثلهم ابن من أبناء الله (يوحنا8: 41)، وكان المفروض أن يرد المسيح عليهم ويقول أنه مثلهم "ابن الله"ولكن كاتب الإنجيل تجرأ وذكر على لسان المسيح قوله "أنا والآب واحد" (أي أنه المسيح هو الله)، ولكن الكاتب وقع في أخطاء بعد ذلك فضحت كذبه في هذه المقولة فقد كتب أن اليهود أخذوا حجارة وهمّوا برجم المسيح فأخذ يستعطفهم [أعمال حسنة كثيرة أريتكم من عند أبي، فبسبب أي عمل منها ترجمونني؟] فقالوا [لأنك وأنت إنسان تجعل نفسك مساويا لله. أجابهم يسوع: أليس مكتوبا في ناموسكم: أنا قلت أنكم آلهة؟ إن قال: آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله ، ولا يمكن أن يُنقض المكتوب، فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني ابن الله]. ولو استعرضنا العبارة لوجدنا فيها تناقضا واضحا وأخطاء كثيرة جاءت من الحذف والإضافة للنص الأصلي: 1- جملة "أنا قلت أنكم آلهة" لم ترد في ناموس موسى وإنما في مزامير داود وكون المسيح يخطئ في الاستدلال بها لهو أول دليل على أن هذا ليس كلامه فهو نبي من الله لا ينطق عن الهوى. 2- المسيح يناقض نفسه فيقول أن الأعمال الحسنة التي أتى بها هي من عند الله (أي أنه ليس مساويا للآب كما سبق وقيل على لسانه). 3- المسيح يناقض نفسه مرة أخرى فيقول عن نفسه "الذي قدسه الله وأرسله إلى العالم" فهو هنا مفعول به وهو مرسل من قبل الله وليس مساويا له. 4- المسيح يختم بتناقض ثالث يؤكد فيه أنه "ابن الله" مثله مثل باقي اليهود (فهو ليس واحدا مع الله). 5- العجيب أن كاتب الإنجيل جعل المسيح يقول على اليهود أنهم "آلهة" وأكد ذلك بقوله "ولا يمكن أن يُنقض المكتوب". هل يمكن أن يخاطب الله ‘الكهنة الأشرار من اليهود’ بقوله أنهم آلهة لأنهم يحكمون بكتاب الله؟ هل نسي الكاتب أن في النص الأصلي من مزامير داود يصفهم الله بأنهم "لا يعلمون لا يفهمون، في الظلمة يتمشون"؟؟ إن المسيحيين الذين يتهموننا في أخلاقنا وفي نبينا محمد -صلعم- هم الذين اتهموا المسيح بالجهل والتخريف ثم عبدوه وهم الذين جعلوا لله شركاء في ملكوته من الكهنة الأشرار!! هل هذا منطق؟؟
5. وحتى حدث هام وأساسي في العقيدة المسيحية وهو الزعم بـ"صلب المسيح" فقد اختلفت وتناقضت فيه الأناجيل الربعة لتؤكد أنها ليست كلام الله وأنه قد طالها التحريف الشديد وغير المتقن. (أ) ففي إنجيل متى زعموا أن المسيح قال أنه سوف يُصلب ويموت ويُدفن ويظل في باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاثة ليالي، وجاء في إنجيل لوقا أنه دُفن صباح السبت بينما أكد إنجيل يوحنا أنه قام قبل فجر الأحد ليكون بذلك قد ظل مدفونا ليلتان ويوم واحد فقط! (ب) يوم الصلب: يوحنا قال أنه قبل عيد الفصح بيومين، بينما أجمعت الأناجيل الثلاثة الأخرى أنه كان بعد عيد الفصح بأيام. (ج) ساعة الصلب: يوحنا قال أنه بدأ بعد الساعة السادسة بفترة طويلة (لأن المسيح ظل في المحاكمة حتى السادسة ثم خرج من قصر الملك سائرا يحمل الصليب حتى وصل للجبل خارج المدينة)، أما مرقص فقد ذكر أن الصلب تم قبل الساعة الثالثة، في حين أن متى ولوقا قالا أنه حدث قبل السادسة!!. (د) على الصليب: قال متى "أعطوه خلا فشرب"، وقال مرقص "أعطوه خمرا فشرب"، أما لوقا ويوحنا فلم يذكرا أن المسيح قد أعطي شيئا وهو على الصليب!!. (هـ) حول الصليب: قال متى ومرقص أنه لم يوجد أحد، بينما قال لوقا أنه كان هناك نساء كثيرات وتلاميذ وقفوا من بعيد، وجاء في يوحنا أنه هو وأم يسوع وخالته وقفوا تحت الصليب وكلمهم يسوع!! أين هو الوحي الرباني الصحيح في كل هذا؟؟
6. لقد ضاعت ثقتي تماما في التوراة والأناجيل من كثرة الأخطاء والتناقضات والاختلافات فيها والتي لم أجد لها تفسيرا مقنعا لدي كبار القساوسة. لقد أوجز الكاتب المسيحي "موريس بوكاي" في كتابه "الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة" هذا فقال [إن أسفار الكتاب المقدس قد وقعت في خلط كبير وأخطاء تاريخية وعلمية فاحشة مما يُقطع بأنها كـُتبت بأيدي تؤلف من نفسها ولكنها حتى لا تـُحسن هذا التأليف]. ولم يستطع العلاّمة صموئيل مشرقي (رئيس الطائفة الإنجيلية وقتها) أن برد بكلمة موضوعية على هذا النقد اللاذع لموريس بوكاي فلجأ للتشكيك في شخصه.
الرد على تهكم المجهول على حديث رسول الله "ملعون من نكح يده"
لم يكلف المجهول نفسه عناء فتح أي قاموس لغة عربية ليعرف أن النكاح يعني الخطبة للزواج أو الجماع، ورسولنا الكريم - في حثه على مكارم الأخلاق - لعن عادة الاستمناء (العادة السرية) لما لها من مضار جسدية ونفسية وأخلاقية فالذي يمارسها يتخيل النساء اللائى يقابلهن أو يعرفهن في أوضاع جنسية ليثير نفسه فيكون وكأنه زنا بهن في خياله عن طريق نكاح يده. وهذا الفعل يشجع الشاب على مداومة النظر للنساء والبنات واشتهاءهن ومنهن نساء أسرته وقريباته، فهل هذا فعل محمود؟ وهل يحب أحدنا أن يحدث ذلك مع بنات عائلته؟ وهل عندما ينهانا الرسول عن هذا الفعل الشائن يُهاجم بلا هوادة؟ وهل في حديثه ما يسئ للإسلام؟ لقد جعل الإسلام الزواج هو السبيل الصحيح لتفريغ شهواتنا وحث عليه ويسره وسهله ليسمو بالإنسان وليقطع الطريق على مثل هذه الأفعال التي تضر ولا تنفع.
الرد على التشكيك في نبوة محمد صلي الله عليه وسلـّم
انزلق المجهول لسب رسولنا الكريم محمد وعاد ليذكر هذه القصة الوهمية التي اخترعها المسيحيون بأن هذا الراهب "بحيرا" الذي كان يعيش في الشام هو الذي علّم النبي القرآن وأصول الدين الإسلامي. لقد رد القرآن في بلاغة وإيجاز منذ 14 قرنا على مثل هذه الادعاءات فقال تعالى في النحل: 103" ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" وفي نفس السورة: 116 "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون"، فكيف يكون القرآن بمثل هذه البلاغة والإحكام بينما من يزعمون أن من علّمه للنبي أعجمي لا يعرف العربية والنبي نفسه أُميّ ؟ وكيف يـُفلح محمد وأتباعه ويستمر دينه يترعرع طوال 14 قرنا وقد قرر الله حقيقة تاريخية لا تقبل المناقشة ألا وهي أن كل من يكذب بالنبوة لا يفلح؟ لقد أقر المسيح نفسه هذه الحقيقة حين سأله أتباعه عن كيفية معرفة النبي الصادق من الكاذب فقال " من ثمارهم تعرفونهم - فإن الشجرة الجيدة تصنع أثمارا جيدة والشجرة الرديئة لا يمكن أن تصنع أثمارا جيدة"، ولو نظرنا لمحمد صلعم لنجده قد صنع أحسن الثمار فقد حول شعوبا وأمما كاملة كانت همجية وتعبد الأصنام والبشر إلى عبادة الله الواحد وإلى الصيام وإلى إخراج الزكاة وإلى الصلاة والعبادة و إلى إتباع مكارم الأخلاق. دعنا نتذكر كيف كانت أحوال شعوب الجزيرة العربية والترك والمجوس والهنود والفرس قبل الإسلام وبعد دخولهم فيه (لا تنظر لأحوال كثبر من هذه الشعوب الآن فقد تخلت عن مكارم دينها الحق واتبعت زخارف الدنيا تماما مثل ما فعل الغرب برسالة المسيح السمحة واليهود برسالة موسى فأصبحوا جميعا ينتمون اسما فقط لأديانهم).
2. لقد انسقت يا سيد مجهول وراء تعصبك الأعمى وأخذت تسب خير خلق الله بأقذع الألفاظ فهل تصدق أن معبودك موصوف في كتبكم التي كتبتموها بأيديكم ثم قدستموها بأنه "نعجة" و "شاه تـُساق إلى الذبح صامتة"؟!
3. إنك تقول إنه جاء في الإنجيل عبارة "لا تصدقوا كل روح (يعني وحي) بل امتحنوا الأرواح هل هي من عند الله". ولأنك تجهل حتى دينك فإنك لم تعرف أن ما ذكرته ليس من صلب الإنجيل ولكنه من رسالة يوحنا الأولى 4: 2، ولأنك متعصب أعمى فقد تناسيت أن تذكر بقية الجملة وهي مهمة جدا "كل روح يعترف أن يسوع جاء في الجسد فهو من الله"، ولو عرفت معناها الحقيقي لآمنت بالله وبمحمد وبالقرآن الكريم وإليك هذا المعنى: إذا جاء إنسان يقول أن الله يوحي إليه وأن من ضمن ما يـُوحى به أن المسيح قد جاء بالفعل وأنه إنسان له جسد، إذا أقر الموحى إليه بهذا فوحيه قطعا من عند الله. وبناء على هذا فاليهود الحاليين ليسوا على دين الله لأنهم لا يعترفون بيسوع ولا بأنه المسيح وهم ينتظرون مسيحا آخر لم يأت بعد، والمسيحيين الحاليين ليسوا أيضا على دين الله لأنهم يجعلون المسيح إلها وليس إنسانا له جسد (حتى خرافة بولس بأن يسوع إله تجسد في صورة إنسان لا تتمشى مع قول يوحنا الذي يقول "من الله" أي أن يسوع مرسل من الله)، ويبقى المسلمون فقط هم من يقرون بأن عيسى (عليه السلام) هو رسول بشري إنسان مُرسل من الله، وعليه فطبقا لكتابكم أنتم فقد وجب عليكم الإيمان بالإسلام.
4. جاء في كتبكم أن النبي الكاذب (الذي يزعم أن الله مرسله وهو ليس برسول من الله ) يفضحه الله في حياته وأنه يهلكه هو وأهله وأتباعه خلال عام واحد من دعواه الكاذبة [إرميا14: 15/ 23: 25-34/ 29: 31] وأن النبي الكاذب يقول كلاما لا يحدث [تثنية18: 20] وأن رسالته وعمله يختفيان تماما بينما تبقى رسالة النبي الصادق ولا تـُهدم [أعمال الرسل5: 32]، فماذا منهما يا ترى ينطبق على محمد صلعم؟
5. وإذا كنت تجهل كتابك ومعانيه فسأبصرك ببعض النبوءات التي جاءت فيه (رغم الحذوفات والتعديلات المتعددة والمتعمدة لإخفاء هذه الحقيقة) عن نبي يأتي من بعد عيسى من نسل إسماعيل ويعيش في أرض إسماعيل.
(أ) يتكلم موسى في تثنية 18: 13-22 عن نبي آخر يرسله الله من اخوة بني إسرائيل (أي من بني إسماعيل) ويكون مثل موسى في كل شئ (أي أنه يكون له شريعة وكتاب) ويكون أميا يحفظ الرسالة (القرآن) التي يعطيها الله له "وأجعل كلامي في فمه".
(ب) جاء في تثنية 33: 1 "أقبل الرب من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ في جبل فاران" وتعني أن موسى جاءته الرسالة في سيناء والمسيح ولد في ساعير (أرض يهوذا) ومحمد خاتم المرسلين ظهر في مكة (جبل فاران وهي أرض إسماعيل كما جاء في التوراة نفسها).
(ج) في حبقوق3: 2 "الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران - سلاه) وكلا من تيمان وفاران في الجزيرة العربية و"سلاه" تعني "سبحان الله".
(د) جاء في المزامير بعض النبوءات التي تشير لمحمد صلعم: في مزمور 2 هناك إشارة للنبي الذي يعطيه الله مُلك الشعوب فيحارب الكفار ويسحقهم (ولم يحارب نبي خارج شعبه إلا محمدا صلعم)،وفي مزمور 18:32 "تحفظني رأسا للأمم … أحمدك يا رب في الأمم … من سماع الأذن يسمعون لي" وقد تسيد الإسلام العالم قرونا طويلة وكان (ومازال) أتباع محمد يحفظون رسالته ويتردد صوت آذانهم وحمدهم لله في أرجاء العالم كله، وفي مزمور 40 جاء الكلام عن النبي الذي يبشر بين " الجماعة العظيمة" وهذه الجماعة إشارة إلى نسل إسماعيل كما ورد في التوراة (تكوين21: 17-20)، في مزامير 45/68/72/102/118 إشارات متعددة للنبي الذي يحارب في سبيل نشر رسالة الله في شعوب أخرى كثيرة ويتزوج بنات الملوك.
(هـ) جاء الحديث في إشعيا 9 عن "الشعب الجالس في الظلمة (أي بلا رسالة من الله) والذي "أبصر نورا عظيما" أي جاءته خاتم الرسالات وأن هذا الشعب يأتي في نسل هاجر وهو تفسير العلماء لعبارة "لكي لا يكون ظلام للتي عليها ضيق(يُقصد بها هاجر)".
(و) في إشعيا 21 كلام عن الصحراء المجاورة للبحر (جزيرة العرب) التي يأتي فيها الوحي فيكون مثل الزوابع والعاصفة ويأتي "راكب الجمال" ويكسر التماثيل ويكون من نسل إسماعيل (دومة هو ابن إسماعيل وأرض تيماء هي أرض إسماعيل ، انظر تكوين25: 13) ويهزم مشركي العرب نسل قيدار (أي أهل مكة). وفي إشعيا 28 يُذكر نبي يتحدث بلغة تخالف لغة اليهود ومحمد صلعم تحدث بالعربية وليس العبرانية ولا الآرامية (لغة المسيح وتلاميذه). وفي إشعيا 42 يُذكر "عبد الله" الذي "اختاره الله" "ليخرج الحق للأمميين" أي إلى الشعوب غير اليهودية (أما المسيح فقد أرسل "لخراف بني إسرائيل الضالة" فقط) والذي "لا يكل حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته" والمعروف أن المسيح مات (كما يزعمون) مقهورا على الصليب وكان أتباعه لا يتجاوزون المائة ثم قام بعدها وصُعّد للسماء دون أن يفعل شيئا ، أما محمد عليه أفضل الصلوات فلم يمت إلا والجزيرة العربية كلها مسلمة وخالية من الكفار وبدأ زحف الفتوحات الإسلامية لخارجها فسمع عنه سادة الأرض وقتها الروم والفرس وزالت دولهم على يدي أتباعه صلعم.
(ز) جاء في إنجيل يوحنا 1: 20-25 أنه حينما أتى علماء اليهود ليوحنا المعمدان سألوه عن ثلاثة أنبياء ينتظرونهم (وهم بالترتيب إيليا ثم المسيح ثم "النبي" - هكذا ذُكروا في كتابهم-)، أما إيليا فقد قال لهم المسيح أنه يوحنا "الذي أتى بروح وقوة في الحق أمام الملوك"، وأما المسيح فهو عيسى بن مريم، فمن هو "النبي"؟ (جاء ذكره معرفا بـ"ال " كدليل على أنه شخص يعرفونه من كتبهم أو أن له صفات ذكرت بعد هذه الكلمة تدل عليه وتم حذفها - مثل النبي الأمي أو العربي-) فمن هو النبي الذي جاء بعد عيسى غير محمد صلعم؟ وقد تأكد هذا حينما اختلف اليهود في شخص يسوع: هل هو "المسيح" أم "النبي"؟ وحدث شقاق كبير بسبب هذا الاختلاف (يوحنا7: 40-43).
(ح) في إنجيل يوحنا16: 5-12 يقول المسيح لتلاميذه [إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، أما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع (من عند الله) يتكلم به ويخبركم بأمور آتية]. فالمسيح يخبركم عن رسول إنسان (وليس إله كما تزعمون لأنه "لا يتكلم من نفسه") وهو أعظم من المسيح (لأنه "يرشدكم إلى جميع الحق" و "يخبركم بأمور آتية" وهي أشياء لم يستطع المسيح أن يفعلها) وهو نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب يأخذ الوحي شفاهة ويخبر الناس به شفاهة أيضا (يتكلم بكل ما يسمع )، فمن يا ترى جاء بعد المسيح وتنطبق عليه كل هذه الصفات غير محمد صلى الله عليه وسلم؟؟
6. وقد جاء في التوراة أن النبي الكاذب يتكلم عن أشياء لا تحدث، فإذا ما طبقنا هذا على القرآن وجدناه صادقا في كل ما تنبأ به:
(أ) انتصار الروم بعد عدة سنوات من اندحارهم أمام الفرس (سورة الروم).
(ب) بناء المسجد الأقصى في بيت المقدس والمسجد الحرام في مكة ويكونا تحت حكم المسلمين (سورة الإسراء).
(ج) إكرام الله لمكة لتكون بلدا آمنا تأتيها الثمرات من كل مكان بينما تشتعل الصراعات في الأماكن القريبة منها (البقرة: 126).
(د) استمرار الكفار في صرف أموالهم في محاربة الإسلام ["ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم"] وهزيمتهم في النهاية (وقد تحقق ذلك في زوال دولتي الروم والفرس على يد المسلمين الأوائل وفي اندحار التتار بعد أن مزقوا العالم كله وفي هزيمة الغزاة الصليبيين وأخيرا في انهيار سيطرة إمبراطوريتي إنجلترا وفرنسا الاستعماريتين وقريبا إن شاء الله في تداعي القطب الأمريكي الأوحد). ارجع إلى الأنفال:36، التوبة: 34.
(هـ) انتشار الإسلام وثباته أمام كراهية اليهود والنصارى وسيطرتهم على مقاليد الأمور في العالم الحديث وفشلهم في القضاء على الإسلام حتى يوم القيامة (البقرة 100/ النور 55/ التوبة 33)، وهاهو الغرب يعترف بأن الإسلام هو أكثر الديانات انتشارا في الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر 2001م.
(و) تحدي الله للخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن المُـعجز ورغم التقدم التكنولوجي المذهل للغرب وتضافر جهود أعداء الإسلام وتعاون منافقي المسلمين مع هؤلاء، رغم كل هذا فقد فشلوا طوال 14 قرنا ولن يفلحوا حتى تقوم الساعة (البقرة 23-24/ الإسراء 88).
(ز) استمرار الفـُرقة بين طوائف اليهود والنصارى وعدم اتفاقهم لا على طبيعة المسيح ولا على قبلة واحدة ولا على كتاب واحد وغير ذلك من الخلافات الجوهرية (البقرة 113، 145، 176/ النساء 156/ المائدة 14، 64- 65/ هود 110).
(ح) خوفهم الدائم من المسلمين (الحشر13- 14) فها هم يتهمونهم بالإرهاب ويعدون العدد والعتاد لمواجهة شعوب بسيطة ويظلون في رعب دائم منهم.
7. وفي سورة هود الكثير من الحجج المقنعة يسوقها الله لمن يُكذّب بنبوة محمد (صلعم) منها تحدي الكفار أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن الذي يزعمون أن النبي الأمي قد اخترعه، ومنها أن كل من يزعم بالكذب أنه نبي الله فسيفشل في النهاية في كل ما صنعه في الدنيا ، أما من هو على علم بشرائع من سبقه من رسل الله وكتبهم وآمن بها فهو رسول الله حقا، ومنها أن من افترى الكذب على الله فهو يصد الناس عن عبادة الله ولا يقوم بدعوتهم لعبادته تعالى، ومنها أن من يزعم أن الوحي يأتيه فسيناقض نفسه ويكتشف من حوله في النهاية كذبه وفساده، وغير ذلك الكثير من الحجج. وقد روي الله في تلك السورة قصة ابن نوح الذي رفض طاعة أبيه فهلك في الطوفان ، وورود هذه القصة تحديدا في موضع تأكيد نبوة محمد - صلعم- (وهي قصة سقطت من كتب النصارى فجاءت فيها في صورة إشارة عابرة غامضة تثير عجب من يقرأها) لهو تأكيد لهذه النبوة وإثبات بأن مصدر هذا القرآن هو الله سبحانه وتعالى وليس محمد (كما يدّعون).
لماذا يرفضون الإسلام ويحاربونه؟
1. يقول جورج برنارد شو في كتابه "المسيح ليس مسيحيا" : [نحن الإنجليز أسعد حظا من الفرنسيين لأن الأغلبية الساحقة من رعايا مستعمراتنا من المسلمين وهم ذوي ديانة عصرية خاصة ورفيعة، وهي تقوم بمثابة عامل وقائي لهم ضد المسيحية الخلاصية (يعني تلك التي أسسها بولس) فالديانة المحمدية قال عنها نابليون في آخر حـُكمه "إنها خير دين يصلح للتطبيق السياسي الحديث"، وهي ديانة كانت ستبدو كمسيحية مُستصلـَحة لو أن محمدا بشـّر برسالته بين مسيحيي القرن 17 بدلا من العرب الذين كانوا يعبدون الأحجار، لذلك تجد أن الناس اليوم لا تترك دين محمد لأجل الانضمام لدين "كالفن"(مسيحية البروتستانت الحديثة) لأنك أيها المسيحي لا تقدم لهم إلا دينا ساذجا وأدبيات يهودية بصفتها نسخة مُحسّـنة من الأدبيات الهندوسية فتكون مثل الذي يقدم مصابيح قديمة عوضا عن مصابيح أقدم في سوق تكون فيه المصابيح الأقدم هي الأغلى ثمنا! وأحيانا يكون الجمع بين مسلم ويسوع أسهل من الجمع بين بريطاني ويسوع لأن تعاليم يسوع الأصلية لا يوجد فيها ما لا يمكن أن يوافق عليه المسلم وقد حدثت فيها الكثير من التعديلات والإضافات حتى أنه لو جاء المسيح الآن ودخل كنيسة -أي كنيسة - فلن يعرف ما هو دينهم!]
2. ويقول ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى في أجوبة النصارى" [ليس عجبا ألا يؤمن اليهود والنصارى بالإسلام لأن اليهود رأوا أعظم المعجزات من نبي الله عيسى ولم يؤمنوا به، ولأن النصارى ما زالوا ينكرون نبوة نوح وإبراهيم ولوط -عليهم السلام. وفي عهد كل نبي كان الأكثرون هم المكذبين وعلى هذا الأساس فإن كثرة المكذبين بنبوة محمد ليست إلا دليلا على صدقه. فإذا أضفت لذلك وجود ملايين المسلمين في كل دول العالم التي تتحدث مختلف اللغات بالرغم من تحريم ترجمة القرآن لوجدت في هذا معجزة عظيمة].
3. ومع كل هذا يحاربون الإسلام، فلماذا؟
= إنهم يخافون من القرآن الذي فضح أعمالهم وتحريفهم لكتبهم ثم نسبتها لله .
= إن القساوسة يخافون من فقدان سلطانهم فلا توجد رئاسة دينية في الإسلام فهم يدفعون تابعيهم بعيدا عن هذا الدين القيم لأنهم لا يريدون أن يتساووا بالناس بعد أن نهبوا أموالهم وجعلوهم يخافون منهم ويسجدون لهم ويعبدونهم وسيضيع كل هذا مع الإسلام (التوبة:31-34).
= إنهم يكرهون الإسلام لأنه نسخ كتبهم وهم لا يفهمون أنه نسخ فقط الإضافات والتعديلات التي أدخلها البشر ولكنه يشتمل على كل ما جاء في كتبهم الأصلية الصحيحة وأضعاف أضعافه من الخير والصلاح. إن اليهودي والنصراني يحسد المسلم لأن عنده كتاب يشتمل على كل شئ في العبادات والمعاملات والأحكام والشرائع والمواريث وغيرها بينما كتبهم ينقصها كل هذا.
= إنهم يرفضون الإسلام لأن الكبرياء والغرور متأصلين فيهم فتأخذهم العزة بالإثم ويعتقدون أنهم شعب الله المختار وما عداهم لا يرقي لمستوى البشر.
= إنهم يرفضون الإسلام لأنهم يتمسكون بتقاليد آبائهم ورؤسائهم ويعطون الأخيرين العصمة فما يقوله البطاركة والكهنة والرهبان هو أساس دينهم وما يُعرضون عنه مُحرّم لديهم، وهو أساس للدين رفضه المسيح (متى 15: 3-6) وكان من نتيجته أنهم تجرءوا على يسوع نفسه وجعلوا من أجداده من هم من نسل الزنا!
= إنهم يرفضون الإسلام لأن فيه فروض (من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها) وفيه التزامات (في الزي وفي المعاملات) وفيه محرمات (الخمر والخنزير والربا والميسر والصور والتماثيل والمجون والخلاعة) بينما دينهم فيه تحرر كامل من كل هذا. والعجب العجاب بعد كل هذا أنهم يحتقرون المسلمين الذين يتنزهون عن مثل هذه النجاسات التي يتبعونها!
الرد على اتهام الإسلام بعدم وجود عقيدة فيه
1. أدعو صديقنا المجهول الذي أعماه التعصب أن ينظر حوله في أحوال المسلمين ليتأكد أنهم جميعا يؤمنون بعقيدة واحدة ثابتة، وأدعوه لقراءة كتب المستشرقين الأجانب الذين لم يجرؤ أحدهم على الادعاء بعدم وجود "عقيدة إسلامية" ولكن بعضهم أشار إلى أن هذه العقيدة مأخوذة من التوراة، والحقيقة أن العقيدتان متشابهتان في بعض النواحي ولكنهما تختلفان في كثير من الأمور الجوهرية ومرجع هذا التشابه أن العقيدة اليهودية الأصلية والعقيدة الإسلامية مصدرهما واحد هو الله أما العقيدة اليهودية الحالية فقد طرأ عليها الكثير من التغييرات البشرية على مر السنين ومن هنا جاءت الاختلافات.
2. أما العقيدة الإسلامية فهي تنقسم لثلاث درجات:
(ا) الإسلام وهو يقوم على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا هو رسول الله ، والصلاة خمس مرات يوميا لله وحده، وإخراج الزكاة بأنواعها لمستحقيها (زكاة مال وفطر وزروع وحلي وغيرها)، وصوم شهر رمضان كاملا إيمانا واحتسابا لوجه الله تعالى صياما عن المعاصي فضلا عن الطعام والشراب، وأخيرا الحج لبيت الله تعالى في مكة وذلك لمن استطاع إليه سبيلا.
(ب) الإيمان وهو درجة أعلى ويعني ما استقر في القلب وصدقه العمل قولا وفعلا، ويشمل الإيمان بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العـُـلّى واليوم الآخر والثواب والعقاب لكل البشر، والإيمان بالملائكة (وأنهم منزهين عن الخطأ ويخضعون لله في طاعة كاملة)، والإيمان بالأنبياء والرسل كلهم بلا تفريق (وأنهم كلهم معصومين من الكبائر دون غيرهم من البشر)، والإيمان بالقدر (خيره وشره) وأنه من عند الله، والإيمان بالجنة والنار وأنهما حق.
(ج) الإحسان وهو درجة أعلى من الإيمان ويعني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك.
3. وتشتمل العقيدة الإسلامية على أمور أخرى شتى منها حب الله (وهذا يتضمن الخوف من غضبه وعقابه مع الطمع في رحمته وعفوه وثوابه) والإيمان بالله وبصفاته (فهو الرب المدبر المتصرف في الكون كله الملك الواحد الأحد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد والذي ليس كمثله شئ ولم يره أحد) والإيمان بالملائكة والجن والشيطان (فالملائكة أطهار مخلوقين من نور والجن من النار والشيطان من الجن) و الإيمان بالجنة والنار ( فالجنة كان فيها آدم فعصي ربه هو وزوجه فأهبطهما منها للأرض وهي دار الثواب والسعادة الأبدية لمن آمن وعمل صالحا في الدنيا، والنار هي دار الشقاء والعقاب لمن خالف تعاليم الله وأوامره ونواهيه) و الإيمان باليوم الآخر (وهو يوم العدل ويوم الحساب لكل مخلوقات الله ولا يفلت منه أحد وقد صفهم الله فجعل الأنبياء والرسل في المقدمة يليهم الصديقين والصالحين والشهداء ثم المحسنين فالمؤمنين فالمسلمين ثم العُصاة فالفجار وأخيرا المنافقين في الدرك الأسفل ثم تحاسب سائر المخلوقات بعد هذا).
الرد على الزعم بأن محمد (صلى الله عليه وسلم) هو "ضد المسيح" المذكور في رسائل بولس
حينما كنت أسأل القساوسة قديما عن تبرير انتصار محمد وانتشار دينه واستمراره رغم أن الله وعد في التوراة بإهلاك كل نبي كاذب وإبادة دعوته وأتباعه ، كان القساوسة يبررون لي ذلك بأن الله يريد أن يختبر المسيحيين ولم أكن أقتنع بهذا الرد. وأخيرا جاء المجهول ليلقي باتهام هزيل يزعم فيه أن محمدا هو من جاء ذكره في رسائل بولس بـ "ضد المسيح" الذي سوف يُضل العالم! وهذا الاتهام يدل على الجهل الشديد من جانب المجهول بكتاب دينه فضد المسيح هذا سيدعو الناس لعبادته هو شخصيا وليس لعبادة الله وهو سيجيء في آخر الزمان وهو المسيح الدجال. وهناك قس سويسري مسيحي متعصب(داني فيرا) يقول أن المقصود بضد المسيح هو بابا روما في كل العصور، ويضيف في كتابه "هل العذراء مريم حية أم ميتة؟" [إن بابا روما يجدف على الله (أي يقول كـُـفرا) وهو الوحش الذي سوف يتحكم في العالم بمساعدة جيوش الأمريكان ويقتل كل معارضيه. أيها الأحباء أنا أؤمن أن العذراء مريم المزيفة التي منشأها الشيطان ستظهر في صورة جسمانية قريبا للعالم وسينخدع المسيحيون بهذه الألعوبة من ألاعيب الشيطان وربما تقدم ابنها يسوع المزيف أيضا إلى العالم وهو في الحقيقة الشيطان نفسه والذي سيجعل الأمر يبدو كما لو أن المسيح قد جاء فعلا وسوف يظهر كمخلوق مهيب ينبعث منه نور يبهر الأبصار (رؤيا يوحنا1: 13-15) وسيسجد المسيحيون أمامه وستظهر قدرنه على شفاء الأمراض ولكن شعب الله لن يمكنه من تضليلهم (أيقصد المسلمين؟ فالمسيحيون قد سجدوا له بالفعل!) وستظهر أشياء خارقة مثل ظهور صليب أحمر وثني في السماء على شكل حرف "تي" رمز الصنم تموز]. وفي شرح الرؤيا فإن القس يؤكد أن "الوحش المحارب" لشعب الله هو الكثلكة الرومانية وأن "النبي الكذاب" هو البروتستانتية المرتدة التي تعبد مريم والصور والتماثيل فتهيئ الناس لعبادة الشيطان وأن "ضد المسيح" هو النظام الكاثوليكي وعلى رأسه بابا روما. وأضيف فأقول أن الأرثوذكس (مثلهم في ذلك مثل المسلمين) يؤمنون أن المسيح عيسى سوف ينزل في آخر الزمان ليقتل المسيح الدجال. وقد أخطأ المجهول مرة أخرى حين هاجم استخدامي لكلمة "الجنة" وقال إن المسيحيون لا يعترفون بها، وأرد فأقول إنه جاء في أول كتاب "التكوين" أن آدم قد خرج من الجنة ووعده الله أن يعيده إليها (أي هو ونسله من المؤمنين).
الرد على القول بعدم وجود خلافات جوهرية بين الطوائف المسيحية
1. عندما تكلمت عن تكفير كل طائفة مسيحية للآخرين واعتبار أنها هي فقط على الحق وباقي الطوائف في ضلال (وذلك بأمر ومباركة بطرك كل طائفة)، رد عليّ المجهول فقال: لا يوجد تكفير بين الطوائف ولكن فقط بعض الاختلافات في الشكل والمضمون! وتكلم (كذبا) عن الاتفاق بين الكاثوليك والأرثوذكس، ولم يذكر شيئا طبعا عن باقي الطوائف. يا أستاذ مجهول لقد شاهد العالم كله زيارة بابا روما السابق يوحنا بولس السابع لمصر في العهد القريب وكيف تجاهله بطرك الأرثوذكس شنودة وأتباعه حتى أنه لم يجد كنيسة يصلي فيها فقام مرافقوه باستئجار الصالة المغطاة لإستاد القاهرة ليقيم فيها صلواته، هل تتذكر هذا أم نسيته؟
2. لقد كتب العلاّمة القس صموئيل مشرقي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر في عام 1988 في كتابه "عصمة الكتاب" يقول [والمجمع المسكوني الثاني للفاتيكان (1963) أفاد بأن "أسفار العهد القديم تحتوي على شوائب وشئ من البطلان" مع أن الفاتيكان ليسوا أوصياء على المسيحية ولا على الكتب المقدسة، بل إنهم الأصل في إدخال "التقليد" واعتباره مصدرا آخر للوحي بجانب الكتاب المقدس، ويعتبرونه (أي التقليد) كلام الله المنقول شفهيا (من تلاميذ المسيح للباباوات)، ولذلك فقد تمسكت وثيقة هذا المجمع بالكتاب المقدس والتقليد بصفتهما المصدرين اللذين يوصلان إلينا الوحي، وقد جعلنا هذا لا نطمئن إليهم ولا إلى شهادتهم هذه، فإذا أضفنا إلى ذلك ما جاء بالوثيقة نفسها من تنازل الفاتيكان عن مبادئ المسيحية في سبيل مصالحة الأديان الأخرى (يعني اليهود والمسلمين) إثباتا للأخوة العالمية وأبوة الله للجميع، وقد زاد هذا من عدم اطمئنانا لتصريحاتهم. وقد قررت تلك الوثيقة "النظر إلى الدين الإسلامي بتقدير لأنه يقوم على عبادة الله الواحد ويؤمن أن المسيح نبي ويكرّم أمه مريم العذراء ويؤمن المسلمون بيوم القيامة والدينونة والثواب والعقاب". ولأجل نفس السبب فقد قام الفاتيكان بتبرئة اليهود من قتل المسيح].
أقول للمجهول: ألا يعتبر هذا الكلام تكفيرا من البروتستانت للكاثوليك؟
3. إذا لم يقنعك هذا الكلام فها هي وليمة أخرى من كتاب القس السويسري داني فيرا الذي سبق الإشارة إليه فتحت عنوان "الأم والطفل-المعبودان الكبيران" (يعني مريم ويسوع) كتب في كتابه "هل العذراء مريم حية أم ميتة؟" [وفي بلدان أوروبا التي تطور فيها النظام البابوي (الكاثوليكي) أكثر من غيرها، حدث أن اختفت كل مظاهر عبادة الله الأبدي الغير منظور وصارت الأم والطفل هما الهدفين الكبيرين للعبادة، تماما مثل ما كان يحدث في بابل الوثنية حيث كانت تتم عبادة تماثيل لطفل رضيع في حضن أمه[3] ومثل ما عبد المصريون القدماء إيزيس والطفل حورس ومثل ما عبدت روما الوثنية فورتونا وطفلها جوبيتر ومثل ما كانت عبادة الأم سيريس وابنها في اليونان القديمة. وحتى في التبت والصين فقد وجدت بعثات الرهبان اليسوعيين مثيلا وثنيا يُعبد بإخلاص ويقابل العذراء وطفلها. إنني أشعر بالغثيان كلما تذكرت أنني كنت أصلي للأصنام (يعني صور وتماثيل مريم والمسيح) وللأموات ( يعني القديسين) وأنني كنت أتبع هذه الطقوس الوثنية الموجودة في الكنيسة حتى اليوم. إن البابوية هي الوثنية مرتدية رداء المسيحية فهم قد فرضوا عبادة الطفل يسوع ثم أوجبوا عبادة أمه ورفعوها لدرجة الله مثل ابنها بل وجعلوها مفضلة في العبادة عن يسوع نفسه ]. أسأل المجهول: هل تريد تكفيرا صريحا للمسيحية الحالية أكثر من هذا؟ وهل هذا هو مجرد اختلاف في الشكل والمضمون (كما قلت أنت) أم هو تمزيق كامل من طائفة لعقيدة طائفة أخرى تمزيقا أقوى من أي تكفير؟
4. يقول المجهول أن ما بين الطوائف المسيحية "مجرد خلاف في الرأي" ويستشهد بقول المسيح "من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يُدان". وردا على هذا أستشهد بما قاله نفس القس السويسري تحت عنوان "شهادة شخصية فيما يتعلق بأسرار الكنيسة" ["السر" هو اصطلاح كاثوليكي روماني يعبر عن علاقة يتقرب الله من خلالها إلينا فيدخل في حياتنا. وهناك أسرار مسيحية كثيرة منها سر معمودية الأطفال وسر حضور المسيح المعبود جسديا في القربان (الخبز) وسر الكهنوت وسر الاعتراف وغيرها. فإذا ما طالعت الصحف وجدتها تغص بأخبار الممارسات الفاسقة والمحرمة للكهنة مثل الشذوذ الجنسي وعشق الأطفال والاعتداء عليهم وانتشار الإيدز بينهم (كما قال بولس عنهم في رسالته الأولى لتيموثاؤس 4: 1). أما معمودية الأطفال فلا وجود لها في الكتاب ولكن العقيدة الكاثوليكية تزعم أن أي مولود يولد وارثا خطيئة آدم وذنوبه ودينونته (عقابه) وعند موته على حالته هذه سيهلك إلى الأبد (أي سيخلد في النار). هذه هي عقيدة الخطيئة الأصلية لآدم التي تورث لنسل آدم ولا تنتهي وتـُمحى إلا بالمعمودية. ولكن إذا لم يكن لهذه العقيدة أصل في الكتاب، فمن أين يا ترى نشأت ودخلت المسيحية؟ إن أصلها يعود لبابل الوثنية وهي من ضمن الأسرار الكلدانية حيث أنه يُطلب من كل من يريد الانضمام للعقيدة أن يتقدم للمعمودية كرمز لطاعته العمياء الكاملة وكان الوثنيون يُعمدون أطفالهم برشهم بالماء أو بتغطيسهم في مياه البحيرات والأنهار بعد مولدهم]. وأضيف أنا فأقول إن التعميد كان موجودا عند اليهود تحت اسم "التطهير" كما يذكر إنجيل يوحنا في إصحاحه الثالث وهو ما فعله يوحنا (يحيي بن زكريا) بالمسيح وكما فعل تلاميذ يوحنا مع اليهود (أعمال الرسل). ويكمل داني فيرا [أما ذبيحة القداس (الخبر والخمر) وحلول المسيح في القربان بحيث يصير الخبز هو جسد المسيح والخمر هي دمه على المذبح كضحية مقدمة إلى الله تكفيرا عن خطايا الناس، ووفقا للعقيدة الكاثوليكية فإن هذا الفعل يماثل الذبيحة المقدمة على الصليب (أي صلب المسيح). هذه العقيدة الكاثوليكية تقع في تناقض صريح مع الإنجيل ومع كلام بولس (رسالة بولس للعبرانيين9: 24-28) ومع كلام بطرس (رسالته الأولى3: 18) وتناقض قول المسيح نفسه (حسب يوحنا19: 30). ونتساءل : هل يتجرأ الكاهن ويخلق خالقه إلا إذا كان كافرا؟ إنها هي بعينها عقيدة عبادة الزهرة الآشورية في بابل القديمة، وتقديم الكاهن المسيحي كعكة مدورة تماثل عبادة الشمس عند المصريين القدماء، ومن المذهل أنك تجد نفس هذه العقيدة عند بني إسرائيل بعد أن ارتدوا عن عبادة الله].
5. لم أجد لأكذوبة الفداء (تعذيب وموت المسيح على الصليب كفارة عن خطية آدم) أصلا في كتب النصارى اللهم هذيان بولس المضلل الذي حاد بالمسيحية عن أصولها اليسوعية. بل على العكس هناك ما يناقض تلك الأكذوبة في الكتاب المقدس فقد جاء في لاويين (10: 17/ 16: 30/ 17: 11) أن الله أمر البشر بتقديم الذبائح لتكفير خطاياهم وقال لهم أن نتيجة تقديم هذه الذبائح أنهم "من جميع خطاياهم يطهرون أمام الرب" ، كما جاء في خروج34: 6-7 أن الله يغفر لمن يشاء بمجرد أن يشاء وفي أي وقت يشاء. إذن ما هو الداعي لهذه التمثيلية الهزلية غير المنطقية التي اخترعوها وألصقوها بالمسيح ثم عبدوه بعدها؟ ولقد زادوا الطين بلّة بأن أعطوا لأي كاهن (حتى لو كان فاسقا) القدرة على غفران الخطايا لأي إنسان بمجرد أن يقول له "مغفورة لك خطاياك" فتـُغفر تلك الخطايا في السماء فورا! إذا كانت هذه من قدرات أي قسيس فكيف لا تكون من قدرة الله العلّي القدير؟! هل يلزم له أن يتحول إلى نطفة تنمو داخل رحم امرأة فيخرج من فرجها (بجوار فتحات بولها وبرازها) مع المخاض كطفل وليد يهزأ به وبأمه الناس ويهرب منهم ثم يعود ليكبر ويكرز بدعوته فيبصق الكفار في وجهه ويضربونه ويطاردونه ثم يقبضون عليه ويجرونه مع الصليب الذي يُصلب عليه وهم يستهزئون به ويعذبونه على الصليب حتى يُسلم روحه (علما بأن الشيطان هو الذي يقبض الأرواح في اعتقادات المسيحيين)؟؟ هل يلزم كل هذا من أجل غفران خطية واحدة لعبد واحد؟؟ إن الكتاب المقدس يؤكد أن الله أخذ أخنوخ (تكوين5:24) وإيليا (ملوك ثاني2:11) أحياء إلى السماء بجسدهم قبل هذا الفداء المزعوم بمئات السنين، مع أن المسيحيين يزعمون أن كل الصالحين الدين ماتوا قبل المسيح قد دخلوا الجحيم تحت قبضة إبليس حتى مات المسيح على الصليب ثم خدع الشيطان وقبض عليه ونزل إلى الجحيم وحرر كل الأنبياء والصالحين! أيـُكذّبون حتى نصوص كتابهم الصريحة ويصدقون خرافات واختراعات البطاركة والرهبان؟؟
الرد على الزعم بأن محمدا (صلعم) اقتبس القرآن من التوراة
أخذ المجهول يشرح كيف أن الله ضحى بالمسيح لفداء الناس من ميراث خطيئة آدم وأن هذا "الضعيف المُهان" إنما أهين بسبب تلك الخطيئة، ثم زعم أن الإسلام يوافق على ذلك حيث أن الله وعد بإرسال يسوع المُخلّص -ويعني الذي يُصلب- لأجل تخليص البشرية ، ولم يقدم لنا المجهول أي دليل على زعمه هذا! ثم تكلم عن نبوءات العهد القديم عن المسيح ولم يذكر لنا نبوءة واحدة منها! ولم يرد على قولي بأن الله لعن الصليب والمصلوب كما جاء في كتابهم "تثنية". وأخيرا لم يعط المجهول ردا واضحا على ما ذكرته عن عجز العالم المسيحي واليهودي (رغم إمكاناتهما) على تقويض رسالة محمد وذلك لعظمتها واكتفى بالزعم بأنه (صلى الله عليه وسلم) قد اقتبس القرآن الكريم من التوراة وأخذ يسب نبينا العظيم ويقول أنه حلل الخمر والدعارة في الجنة ويكيل له (صلعم) الشتائم. وأرد على ذلك فأقول:
1. إن ما تسميه أيها المجهول "اقتباسا" لهو أقوى دليل على صدق محمد (صلعم) لأن ما جاء به ما هو إلا استمرار للعمل بشريعة الله في التوراة، وشريعة الله واحدة لا تتغير ولا تتبدل لأن الله واحد لا يتغير ولا يتبدل وشريعته في صحف إبراهيم هي نفسها شريعته في توراة موسى وهي ذاتها شريعة القرآن الكريم. وكالعادة سأرد عليك من كتابكم، فلقد أقسم المسيح عليه السلام في الإنجيل على الاستمرار بالعمل بشريعة الله في التوراة حتى يوم القيامة وأمركم باتباعها ولكنكم رفضتم تنفيذ أوامر المسيح رغم عبادتكم له! ألا تصدقون ما قاله في كتبكم؟؟ ألم يكن المسيح هو الذي قال في إنجيل لوقا [زوال الأرض والسماء أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس]؟؟ألم يقل في أناجيل متى ومرقص [السماء والأرض تزولان ولا يسقط حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس (شريعة الله في التوراة) حتى يكون الكل] وليس المقصود بالكل الإنجيل (كما تزعمون) فالإنجيل هو كتاب المسيح ذاته ، ولكن المقصود كتاب آخر يأتي بعده ويجمع الكل فيه (وهو القرآن الذي يحوي الشريعة الكاملة الخاتمة). ألم يأمركم المسيح عليه السلام في متى 23 أن تحفظوا التوراة وتعملوا بشريعتها بقوله [على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون (علماء التوراة) فكل ما قالوا لكم أن تفعلوه فافعلوه واحفظوه]؟؟ لقد فرض المسيح على كل من يتبعه أن ينفذ شريعة النبي موسى فإذا بهم يتركونها ويعبدوه هو (المسيح)! لقد فعلوا مثلما فعل اليهود من قبلهم حينما كذّبوا موسى ورفضوا التوراة فكان لابد من أن يرسل الله رسولا من بعدهم يكون خاتما للأنبياء ويرسل معه كتابا كاملا يحتوي على شريعة الله الحقيقية التي أخفى اليهود الكثير منها وزادوا عليها من عندهم والتي أنكرها النصارى بالكامل.
2. إن كتابكم بين أيديكم يحوي التوراة والأناجيل وستجد فيه الكثير من الاتفاق بين ما بقي من شريعة التوراة مع القرآن، ونحن -كمسلمين- لا ننكر هذا وإنما نؤكده كدليل على وحدة المصدر وهو الله سبحانه وتعالى، وأسوق بعض الأمثلة للتدليل على هذا الاتفاق:
(أ) في قضية التوحيد تجد في تثنية 4،5 تحريما للحلف بغير الله وتحريما للصور والتماثيل.
(ب) تجد في لاويين 11: 9 تحريما للخمر والخنزير والدم والربا.
(ج) في لاويين 18: 1 تحريم لكشف العورة.
(د) في خروج19: 10 أوامر بتطهير الثياب والجسد بعد معاشرة النساء، وفي تثنية23: 9 نجد الاغتسال من الحدث.
(هـ) جاء حد قطع اليد في لاويين25: 12، وحد رجم الزاني وفاعل اللواط والفاعل مع الحيوان في لاويين20: 1.
(و) في لاويين 20:27 جاء تحليل تعدد الزوجات بلا حدود (وكان معمولا به في بداية المسيحية حتى جاء الإسلام وحدده بأربعة زوجات فقط) وتحليل الطلاق بلا حدود (وكان أيضا معمولا به حتى حدده الإسلام بثلاث طلقات فقط).
(ز) قتل كل من قتل (جاء القرآن بالتخفيف في حالة القتل غير العمد بالعفو مع قبول الدية) والقصاص في الجروح (خففه القرآن بعفو المجروح).
ورغم أن كل هذا منصوص عليه في كتبهم إلا أن معظم اليهود وكل النصارى قد رفضوه فانطبق عليهم قول كتابهم إرميا8: 8 [إن شريعة الرب حوّلها قلم الكتبة الكاذب إلى الكذب] وإرميا23: 36[أما وحي الرب فلا تذكروه لأنكم قد حرّفتم كلام الله الحيّ].
3. إذا كان ما ادّعاه المجهول صحيحا من أن الإسلام قد حلل الخمر والشذوذ والدعارة فلماذا إذن يموت النصارى رعبا من تطبيق الشريعة الإسلامية؟؟ أقول لك أيها المجهول إن رعبكم مصدره أنكم تخافون من أن تـُحرموا مما اعتدتم عليه من الفسوق تحت حماية أكاذيب الفداء والاعتراف والغفران، هذه هي طباعكم المُنحلة والتي سوف يحرمكم منها شرع الله فيُقتل الزاني والشاذ ويُجلد السكران وتـُحرّم الخمر والميسر. إنك أيها المجهول تستنكر وجود الخمر في الجنة الإسلامية (مع أنها تختلف عن خمر الدنيا فلا تـُسكر و لا مضار لها) مع أن المسيح (عليه السلام) قد وعد تلاميذه أن يأكلوا الخروف المشوي ويشربوا الخمر معه على مائدته في ملكوته السماوي الذي أعدّه الله له في الدار الآخرة (راجع متى26: 29، مرقص14: 25، لوقا 22: 15-29)، ألا تصدق إلهك ولا كتابك؟؟
الرد على مهاجمتي بسبب إعجابي بالقرآن والأحاديث الشريفة قبل إسلامي
كتبت أنني كنت أغار من عذوبة أسلوب القرآن وبلاغته وكنت أجده أجمل وأعظم من الكلام الركيك المذكور في الأناجيل فهاجمني المجهول لقولي هذا وأخذ يكيل السباب لنبي الإسلام ويستهزئ بي واستشهد بآية من القرآن (الزمر:22) فذكرها مغلوطة (إما عمدا وإما جهلا وهي عادة معظم النصارى عند مهاجمة القرآن) وأحب أن أشرح له أن عبارة "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله" تعني أن الله قد توعد من لم تلين قلوبهم بذكر الله وهم على العكس ممن أنار الله قلوبهم بالإيمان وشرح صدرهم للإسلام فآمنوا واهتدوا. وقد زعم المجهول أيضا أن ابن كثير قد ذكر تناقضات كثيرة في سورة المائدة في القرآن ولكنه لم يذكر مثالا واحدا من تلك التناقضات إما لأنه جاهل وإما لأنه كاذب ومدعي، وقد طالعت تفسير ابن كثير فلم أجد في أي من مجلداته ما زعمه المجهول ولكنه ربما لم يفهم أن من عظمة القرآن وإعجازه أن يكون لمعظم آياته أكثر من تفسير واحد لتلائم كل عصر وزمان. وُأذكـّر المجهول أن ابن كثير مجرد تفسير عالم جليل لنصوص القرآن، أما النص نفسه فيستحيل أن يتناقض لأنه وحي إلهي لم يمسسه التحريف فقد حفظه الله، وأما نصوص كتبكم (وليس تفسيراتها) فتزخر بالتناقضات التي لا تعد ولا تحصى لأن من كتبها وعدّلها كلهم من البشر(راجع مقالي أعلاه المعنون "الرد على الزعم بتناقضات القرآن"). وقد افترى المجهول على الإسلام بغير علم في 3 نقاط أرد عليها:
1) المؤلفة قلوبهم: هم الذين أسلموا حديثا برغبتهم وهم يعلمون تماما أن من يرتد عن الإسلام بعد الدخول فيه يُقتل، فهُم بإسلامهم هذا أصبحوا أحرص على هذا الدين من حياتهم ذاتها. وهم بدخولهم في الإسلام قد تخلّوا عن أموالهم وممتلكاتهم التي تركوها خلفهم لأهلهم الكفار، فلذلك أمرنا الله في القرآن أن نعطيهم نصيبا من أموال الزكاة بما يعينهم على نفقة الحياة وحتى تستقر أحوالهم المعيشية، وطبعا هذا شئ مختلف تماما عن إغراء الناس بالمال للدخول في دين الله.
2) رضاعة الكبار : هي حالة خاصة نزلت في بداية الإسلام تصرّف فيها النبي بالعُرف المتـّبع في شرع العرب والذي أخذوه عن دين إبراهيم عليه السلام، وذلك كله قبل أن يُنزل الله على النبي أحكام الرضاعة والتبني. القصة أن هناك امرأة تبنـّت ولدا فلما كبر في بيتها (وكانت هي وزوجها قد دخلا في الإسلام) أصبح زوجها يغار منه، فلجأت للنبي -صلعم- ليحل لها المشكلة فأذن لها أن ترضعه من لبنها في إناء ليصير ابنها من الرضاعة فلا يغار زوجها ويطرده من البيت، وكان الأبناء بالتبني والأخوة في الرضاعة لهم نفس حقوق أبناء الأسرة الفعليين (البيولوجيين) عند العرب الجاهليين. فجاء بعد ذلك حكم الإسلام لينسخ كل هذا وليحرم التبني تماما ويقصر الأخوة في الرضاعة على من يرضع من ثدي الأم على الأقل خمس رضعات مشبعات خلال العامين الأولين من العمر فقط.
3) زواج النبي من زينب ابنة عمه بعد طلاقها من زيد أخذ النبي زيدا وهو طفل فأعتقه وتبناه فلما كبر تقدم لخطبة زينب ابنة عم النبي، ولم تكن زينب تحبه ولكنها تزوجته طاعة لرسول الله صلعم، فلما عاشرته زادت بغضا له وشعر زيد بهذا فذهب للرسول عازما طلاقها ولكن الرسول أمره أن يصبر ويمسك عليه زوجته فلا يطلقها. ونزل جبريل بالوحي على النبي يخبره بأن يتزوج زينب بعد طلاقها لأن الله يعلم ما سيحدث بأن الطلاق سيقع لا محالة ولأن زينب من أصل كريم ولكن ليس لها من يعولها. وقد أثار هذا الأمر لغط الكلام بين الناس لأنهم كانوا يدعون زيدا أنه ابن محمد ولا يصح أن يتزوج الرجل من طليقة أو أرملة ابنه. وقد نزلت الآية الكريمة بالحكم القاطع في هذا الشأن وجاء زواج محمد من زينب ليكون أول تنفيذ عملي لهذا الحكم، فقد حرّم الله التبني فهو مجرد كلام للناس باللسان يؤدي لظلم الأبناء الأصليين للأسرة في الإرث ويوقع البغضاء بين أفراد الأسرة وينتج عنه تحريمات في الزواج لا يقرها الشرع، وكنتيجة لتحريم التبني اللفظي هذا أصبح من حق المسلم الزواج من مطلقة أي شاب كان مُتبنى. وقد نفـّذ النبي هذا الحكم عمليا فكان قدوة للمسلمين في تحريم التبني والزواج من زوجات الأدعياء. وهي قصة عادية جدا تناولها الكفار بالغمز واللمز والإضافات الباطلة ليهزءوا من رسول الله ولكنك متى استعرضتها هكذا تجد أنه لا عيب فيها إطلاقا.
عقائد مسيحية معاصرة تناهض روح المسيحية
توجز الكاتبة المسيحية إلين هوايت في كتابها "الصراع العظيم" هذه العقائد فيما يلي:
1- خداع الشيطان للمسيحيين بجعلهم يعتقدون في مناجاة الأرواح وتسميتهم لذلك بـ "معجزات القديسين".
2- التعاليم المغلوطة والتي ليس لها أساس من الكتاب المقدس والمتفشية في كل الكنائس.
3- إدعاء العصمة للبطاركة أو الباباوات (لم ولن يخطئ).
4- حق غفران خطايا الشعب للقساوسة والأساقفة والبطاركة (وقد أدى هذا إلى استسهال ارتكاب الخطايا فغفرانها سهل حيث أن كل ما هو مطلوب أن يجثو أمام الكاهن - ممثل الله على الأرض- ويعترف له ويقدم لذلك بعض الهدايا فيتحرر من الشرور فيقوي ذلك قلبه لينطلق لشرور أشد).
5- بدعة القداس وهو طقس مؤثر جدا عبارة عن عرض جميل يشتمل على موسيقى عذبة وغناء خلاب وترانيم الجوقة الساحرة يُقدم وسط هياكل فخمة مزينة بالتماثيل الرائعة والزخارف البديعة فيسحر الناس ويخدعهم ويسكت عندهم صوت الضمير والعقل ويظنون به أن الكنيسة هي باب السماء.
6- عبادة التماثيل وتقديس الأيقونات وبقايا القديسين والتوسل إليهم.
7- الله صار إنسانا (تجسد الإله في صورة إنسان) وهو ما ينفيه اثنان من أنبيائهم في كتابهم، حيث يقول بلعام بن باعوراء في عدد 23: 19 وصموئيل في صموئيل الأول 15: 29 [إن الله ليس إنسانا ولا ابن إنسان].
الرد على حقيقة الظهورات المريمية
في حين اعترض المجهول على ما ذكرته عن الرؤيا التي رأيت فيها رسول الله (صلعم) وعن شفائي بآيات القرآن الكريم، أخذ يزعم أن ظهور طيف مريم العذراء ومعجزات القديسين تؤكد صدق المسيحية وأن اعتراضات المسلمين عليها لهو دليل على تخلفهم! وكالعادة شهد شاهد من أهلها، فها هو القس جلال دوس يصدر كتابا تحت عنوان "هل الظهورات المريمية حقيقة أم لا؟" أنقل منه ما يلي [لو كان للإنسان بعد موته صفة عدم الموت لما كنا بحاجة إلى المسيح أو إنجيله] وهو بهذا يرد على الاعتقاد الخاطئ لكثير من المسيحيين بأن مريم والقديسين لا يزالون أحياء ولديهم القدرة على تصريف أمور البشر مثل منحهم الشفاء والرزق والإنجاب وغير ذلك. وبعضد القس موقفه بالاستشهاد بكلام بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاؤس 6: 16 [الله هو وحده الذي له عدم الموت والذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه]. ويستكمل القس حديثه فيتساءل: على أي أساس بنى المسيحيون اعتقادهم بأن مريم قد أقامها الله بعد موتها ونقلها إلى السماء الثالثة؟ ويجيب أنه لا يوجد دليل واحد من الكتاب المقدس يؤيد هذا الاعتقاد، بل إن الكتاب يقول في أعمال 24: 15 وفي يوحنا5: 25 أن قيامة الأموات من الأبرار والآثمين وانتقالهم إلى السماء ستكون بعد المجيء الثاني للمسيح وليس قبل ذلك، وفي الكتاب أيضا أنه لم يستثنى من هذا إلا أخنوخ وإيليا حيث تم رفعهم أحياء إلى السماء. إذن فمريم قد ماتت ودُفنت ولن تقوم قبل اقتراب الساعة. وعن حقيقة الظهورات المريمية يقول جلال دوس [ جاء في رسالة بولس الثانية إلى كورنثوس 11: 14 أن "الشيطان يُغيّر شكله" وعلى هذا يمكن أن يتمثل الشيطان في صورة مريم لكي يجذب الناس إلى شخصها المحبب ليبعدهم رسالة يسوع وعن الإنجيل لأنه "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس - وهو الإنسان يسوع" تيموثاؤس الأول2: 5. لقد استطاع الشيطان التقمص في صورة مريم لأجل ترسيخ الضلالات السائدة في عقول الناس مستغلا المكانة السامية التي تحظى بها السيدة مريم عند المسلمين. وليس من سبيل المصادفة أن يكون أول ظهور لمريم في القرن العشرين في قرية "فاطمة" بالبرتغال]. وعن تجربتي الشخصية فأقول إنه عند الزعم بظهور العذراء في كنيسة الزيتون عام 1968 كان عمري 15 عاما وأتذكر أنهم سألوا البطرك كيرلس السادس لماذا لم يذهب لرؤية طيف العذراء بالكنيسة المذكورة؟ فأجاب برد دبلوماسي [ولماذا أذهب غليها وهي تأتيني في كل يوم] وهو في الواقع لا يؤمن بما حدث بل ربما كان طرفا في تلك الخدعة التي قيل أن الروس اخترعوها لرفع الروح المعنوية للمصريين بعد نكسة 1967 ولعلمهم بحب المسلمين لمريم وتقديس المسيحيين لها. وأتذكر أنني سافرت أيامها مع أسرتي للقاهرة وتوجهنا للكنيسة المذكورة وسهرنا هناك الليالي لم نشاهد فيها إلا خيالا لنور أبيض يتحرك يمينا ويسارا وكأنه جاء من كشاف قوي قريب من أحد المنازل المحيطة بالكنيسة، ولم تحدث أي معجزات وعدنا بخيبة أمل كبيرة.
الرد على وجود وقائع تسئ للإسلام من قبل المسلمين
أقول للمجهول إن أبناء كل دين فيهم الصالح وفيهم الطالح والمسلم الذي يسئ التصرف لا يجب أن يُؤخذ هذا على دينه فقد ارتكب الخطأ لأنه بعُد عن دينه وليس بسبب دينه، فالدين الإسلامي لا يحض أبدا على الفساد أو التعصب أو الإرهاب (كما يدّعون) وإنما هو دين محبة وتسامح وحب وسلام (فكلمة الإسلام نفسها مشتقة من السلام)، والدين المسيحي لا يدعو إلى الشذوذ والجنس والعربدة وإلا لهاجم المسلمون المسيحيين بنفس السلاح وذكـٌروهم بما تزخر به الصحف والأفلام الأجنبية من انحرافات رجال الكنيسة. وفي مصر فإن قصة الراهب برسوم المحرقي ليست ببعيدة عن الأذهان فقد قام (بمساعدة أخيه) بتصوير نفسه مع النساء الأثرياء وهو يزني بهن داخل هيكل كنيسة الدير وكان يبتزهن بعد ذلك بتهديدهن بفضحهن بأشرطة الفيديو المصورة لهن، وقد افتضح أمره بواسطة رئيس الدير الذي كان يريد مشاركته أفعاله الدنيئة وكان قد طلب منه 1/2 كيلو من الذهب ليتكتم على ما يفعله بالدير، وقد انتشرت شرائط الراهب الجنسية بالسوق وكان الشريط يباع بمائة جنيه في البداية. فهل المسيحية تحض على مثل هذه القذارة ؟ وهل يمكن أن نأخذ الدين نفسه بأفعال من ينتسبون إليه؟ الإجابة على كلا السؤالين هي بالطبع "لا".
الخاتمة
في النهاية أود أن أشكر هذا المجهول الذي أتاح ليّ الفرصة لإعادة مطالعة الكثير من الكتب التي لم أفتحها من مدة طويلة للرد على بذاءاته وادعاءاته ، وأدعو الله أن يهديه هو ومن حوله وكل من في الأرض جميعا.
" فذكـّر إن نفعت الذكرى * سيذّكر من يخشى ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى".
========================
[1]احتفظت بهذا الاسم عمدا لكي يعرف كل من يسمع عني إنني كنت مسيحيا وأسلمت والحمد لله على تلك النعمة ما بقي لي من عمر، ولم أنكر نفسي أمام أقاربي وأصدقائي النصارى.
[2]أنا أقسم بالله ولا أقسم مثلكم بالصليب الملعون في التوراة هو والمصلوب عليه "المعلق ملعون من الله فلا تنجسن أرضك" تثنية20: 22 وفي قول بولس في غلاطيه3: 13"مكتوب في التوراة ملعون كل من علق على خشبه" وهي في التوراة السامرية "ملعون المصلوب على الصليب". كما أنني لا أقسم بالكنيسة حيث تعبد الخمر على أنها دم المسيح البريء منكم.
[3]الأم والطفل في الديانات الكلدانية البابلية هما سميراميس وتموز وكان الصنم الأخير يُدعى بنفس الأسماء التي يُدعى بها المسيح الآن (مثل قولهم عن المسيح "أدوناي" وهو نفس اسم تموز "أدونيس" الذي كان يُعبد لأنه الوسيط ورئيس عهد نعمة أي "ميثرا").
منقول
تعليق