الحياة وثقافة الصيانة
بقلم : د. محمد حسن رسمي
مدير مركز دعم القرار
جامعة القاهرة
يعتقد الناس عند الحديث عن الصيانة بأنها تخص صيانة الماكينات أو صيانة القرار وصيانة المشاريع وصيانة كل شيء في الحياة.. أقصد صيانة الحياة لكي تزدهر الحياة ومن عليها.
الغالبية من شعبنا يعيش ثقافة التواكل ويعيش ثقافة القدر ويعيش ثقافة أن كل الأخطاء التي نفعلها أو تفعل فينا من صنع الله, وذلك كله افتراء علي المولي العظيم, لأنه سبحانه وتعالي أعطانا العقل وأعطانا الفكر وأعطانا الارادة لكي نفكر ونعقل ونحسب ثم نتوكل علي الله, تلك هي محورية ثقافة الصيانة
فبدون صيانة, صيانة أي شيء وكل شيء بما فيها الإنسان نفسه, تحدث الكوارث وتحدث الأخطاء كبيرها وصغيرها دون وعي أو ادراك.
والمدقق في الأمر يجد أن كل المنتجات نوعان: أولهما من صنع الخالق, والآخر من صنع الإنسان, ومع كل هذه المنتجات يرفق الصانع دليل الاستخدام والصيانة, أما فيما يخص الانسان فقد أنزل الخالق العظيم كتبه السماوية هدي ودستورا وصيانة للإنسان يهديه ويصونه في الدنيا ويجازيه عن صيانته لنفسه في الآخرة.
والصيانة سلوك وإرادة وذوق وعلم, هي صيانة وقائية( دورية) وعلاجية لها تكلفة ولها عائد, وتكلفتها الكلية هي مجموع تكلفتها الوقائية وتكلفتها العلاجية,
وكلما زادت التكلفة الوقائية قلت العلاجية والعكس غير صحيح, فكلما زادت العلاجية اندثرت الوقائية, وذلك راجع للجهل بقيمتها وثقافتها وخطورتها, وفي الدول المتقدمة فإن الصيانة الوقائية هي مشروعها القومي لمراقبة ومتابعة كل شيء حتي يضمنوا صحته وعافيته وعناصر تطورهم لاستشراف حركة متغيرات مستقبلهم وضبطها في مهدها. بداية من الإنسان حجر زاوية التقدم والتطور والابداع, ومنتهيا بالجماد البنية التحتية للتطور, تتابع صحته في مرحلتي نموه وشيخوخته علي فترات قصيرة بينما مرحلة شبابه علي فترات أطول, وما يقال علي الإنسان يحدث بالنسبة لكل شيء متحرك لان حالته تتغير مع مضي الزمن وحتي أيضا الأشياء غير المتحركة, تتقادم في صمت مع مضي الزمن كالمباني والشوارع والكباري وكابلات الكهرباء وقضبان السكك الحديدية.
وثقافة الصيانة تنمو وتترعرع مع ادراك الحقيقة التي تقول إن معظم الأشياء السابق الحديث عنها هي نظم, وأي نظام هو مجموع من المكونات وكل منها له مواصفات يجب أن تتحقق, وله أداء محدد يجب أن يؤدي ومجموع هذه الأداءات الشامل للنظام.
ومن ثم فإن المحافظة علي استمرارية المواصفة علي حالها وبالتالي أداء المكون يتطلب الرقابة والمتابعة المستمرة لكل المكونات وحتي نضمن جودة الأداء الشامل, أي أن اصطياد الانحراف في مهده حتي لو كان صغيرا ومعالجته تمنع الكوارث( غير الطبيعية).
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...6.htm&DID=9084
بقلم : د. محمد حسن رسمي
مدير مركز دعم القرار
جامعة القاهرة
يعتقد الناس عند الحديث عن الصيانة بأنها تخص صيانة الماكينات أو صيانة القرار وصيانة المشاريع وصيانة كل شيء في الحياة.. أقصد صيانة الحياة لكي تزدهر الحياة ومن عليها.
الغالبية من شعبنا يعيش ثقافة التواكل ويعيش ثقافة القدر ويعيش ثقافة أن كل الأخطاء التي نفعلها أو تفعل فينا من صنع الله, وذلك كله افتراء علي المولي العظيم, لأنه سبحانه وتعالي أعطانا العقل وأعطانا الفكر وأعطانا الارادة لكي نفكر ونعقل ونحسب ثم نتوكل علي الله, تلك هي محورية ثقافة الصيانة
فبدون صيانة, صيانة أي شيء وكل شيء بما فيها الإنسان نفسه, تحدث الكوارث وتحدث الأخطاء كبيرها وصغيرها دون وعي أو ادراك.
والمدقق في الأمر يجد أن كل المنتجات نوعان: أولهما من صنع الخالق, والآخر من صنع الإنسان, ومع كل هذه المنتجات يرفق الصانع دليل الاستخدام والصيانة, أما فيما يخص الانسان فقد أنزل الخالق العظيم كتبه السماوية هدي ودستورا وصيانة للإنسان يهديه ويصونه في الدنيا ويجازيه عن صيانته لنفسه في الآخرة.
والصيانة سلوك وإرادة وذوق وعلم, هي صيانة وقائية( دورية) وعلاجية لها تكلفة ولها عائد, وتكلفتها الكلية هي مجموع تكلفتها الوقائية وتكلفتها العلاجية,
وكلما زادت التكلفة الوقائية قلت العلاجية والعكس غير صحيح, فكلما زادت العلاجية اندثرت الوقائية, وذلك راجع للجهل بقيمتها وثقافتها وخطورتها, وفي الدول المتقدمة فإن الصيانة الوقائية هي مشروعها القومي لمراقبة ومتابعة كل شيء حتي يضمنوا صحته وعافيته وعناصر تطورهم لاستشراف حركة متغيرات مستقبلهم وضبطها في مهدها. بداية من الإنسان حجر زاوية التقدم والتطور والابداع, ومنتهيا بالجماد البنية التحتية للتطور, تتابع صحته في مرحلتي نموه وشيخوخته علي فترات قصيرة بينما مرحلة شبابه علي فترات أطول, وما يقال علي الإنسان يحدث بالنسبة لكل شيء متحرك لان حالته تتغير مع مضي الزمن وحتي أيضا الأشياء غير المتحركة, تتقادم في صمت مع مضي الزمن كالمباني والشوارع والكباري وكابلات الكهرباء وقضبان السكك الحديدية.
وثقافة الصيانة تنمو وتترعرع مع ادراك الحقيقة التي تقول إن معظم الأشياء السابق الحديث عنها هي نظم, وأي نظام هو مجموع من المكونات وكل منها له مواصفات يجب أن تتحقق, وله أداء محدد يجب أن يؤدي ومجموع هذه الأداءات الشامل للنظام.
ومن ثم فإن المحافظة علي استمرارية المواصفة علي حالها وبالتالي أداء المكون يتطلب الرقابة والمتابعة المستمرة لكل المكونات وحتي نضمن جودة الأداء الشامل, أي أن اصطياد الانحراف في مهده حتي لو كان صغيرا ومعالجته تمنع الكوارث( غير الطبيعية).
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...6.htm&DID=9084