بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقيت من أكثر من أخ كريم - في هذا المنتدى المبارك وغيره الكثير - لوماً على استخدامي كلمة "مسيحي" بدلاً من "نصراني". قبل كل شيء، لابد أن أوضح أن من عاتبني بالحسنى ومن لامني وقرعني بالنسبة لي -كلاهما- ممن أحسن إلي ونصحني في الله كما يأمرنا ديننا. فلكم جميعاً كل احترامي وتقديري. جمعنا الله يوم القيامة في ظله.
لكني إخوتي في الله أحببت أن أوضح وجهة نظري، والتي كالعادة تحتمل الخطأ أكثر مما تحتمل الصواب. وسأدخل في صلب الموضوع إن شاء الله.
كل من عاتبني على استخدام كلمة "مسيحي" كان يقول بشكل أو بآخر أني أنسبهم للمسيح - عليه وعلى محمد أفضل الصلوات وأتم التسليمات - وأن الله تعالى لم يذكرهم في كتابه إلا بكلمة "النصارى". ومن هنا - كما يرى إخوتي في الله - على المسلم أن يخاطبهم بهذا اللفظ لا غيره.
وقفت أمام التعليق الأول، إذا قلت "مسيحي" فقد نسبته للمسيح عليه السلام وهو منه براء. لكن هل هذا صحيح؟ إذن هل إن ناديت من يسمون أنفسهم بـ "القرآنيين" - والقرآن الكريم منهم براء - فهل أنا أنسبهم إلى القرآن الكريم؟ وهل إن أنا ناديت أحد المسلمين العصاة وهو يفعل الذنب بالمسلم، هل أكون أنسبه ومعصيته إلى الإسلام؟ أو إن قلت - كما قال ربنا جل في علاه - "ربيون" على بعض اليهود، فهل أنا أنسبهم إلى الرب جل وعلى، إلخ...؟ أظن أن هذا لا ينطبق. فمن يعلم، قد يظهر علينا غداً جماعة تسمي نفسها المحمديون. فهل أرتكب إثماً لمناداتي لهم بما يسمون به أنفسهم؟
من جهة أخرى، فإن كل من قرأ كتاب النصارى يعرف أن المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام ليس المسيح الوحيد في كتابهم. فكلمة مسيح كانت تطلق على كل شخص مبارك - بل وحتى على الأواني إذا دهنت. والأدهى من ذلك أن كتابهم يقول بأن هناك مسحاء كفرة!
باختصار، كلمة مسيح عندهم تطلق على أي شخص - أو شيء - له سلطة. وفي علمي القليل، لم يرد في كتاب الله تعالى ما يقول أن عيسى، عليه وعلى محمد أفضل الصلوات والتسليمات، هو المسيح "الوحيد". بل على العكس. فرسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئنا بأمر جلل في كثير من الأحاديث الشريفة الصحيحة، ألا وهو قدوم المسيح الدجال. ومن دراستي في النصرانية، أستطيع أن أقول بنسبة تأكيد عالية أن "مسيحيوا" اليوم يعبدون هذا المسيح الدجال بعد أن تم تلبيس قصته في قصة نبي الله - لكن هذا موضوع آخر.
باختصار، لا أرى - والله تعالى أعلى وأعلم - أني آثم من هذا الوجه. ومن فضلكم من لديه علم بغير ما أقول فليصوبني وجزاه الله عني كل خير.
أما الجزء الآخر، أن الله تعالى وصفهم في محكم كتابه بلفظ "نصارى"، فبرجوعي للآيات الكريمة ارتأيت - والله تعالى أعلى وأعلم - أن هذا غير صحيح! الآيات الكريمة تقول:
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
سورة المائدة
ثم...
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)
سورة المائدة
الله تعالى يقول أنهم هم من قالوا عن أنفسهم أنهم نصارى. بل إن المدقق ليعجب من مناداته تعالى لليهود مباشرة باليهود "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ"، ثم عند الكلام على النصارى يقول تعالى "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ". ألم يستوقفكم هذا الأمر إخوتي الكرام؟ من يتحدث عنهم المولى جل وعلى هم من يقولون إنهم نصارى. فهل يقول المسيحيون أنهم نصارى؟ إذن لماذا التعميم ونسب الوصف للخالق العليم؟ هل فاتتني آية تقول بغير ذلك؟
ثم هل تنطبق هذه الأوصاف "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ" على الموجودين اليوم وهم يديرون رحى الحرب على الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟
من جديد، أنا لست من أهل العلم، ورأيي لا قيمة له. إنما هو اجتهاد مقصر، وأرجو ألا يأخذ به أحد دون الرجوع لأهل العلم والتيقن قبل كل شيء. لكني أعلم أن أهل العلم بالمنتدى كثيرون بفضل الله، لهذا أرجو منهم التفضل على طلبة العلم المقصرين أمثالي برأيهم الصائب إن شاء الله.
إن أصبت فبتوفيق من الله وفضل، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقيت من أكثر من أخ كريم - في هذا المنتدى المبارك وغيره الكثير - لوماً على استخدامي كلمة "مسيحي" بدلاً من "نصراني". قبل كل شيء، لابد أن أوضح أن من عاتبني بالحسنى ومن لامني وقرعني بالنسبة لي -كلاهما- ممن أحسن إلي ونصحني في الله كما يأمرنا ديننا. فلكم جميعاً كل احترامي وتقديري. جمعنا الله يوم القيامة في ظله.
لكني إخوتي في الله أحببت أن أوضح وجهة نظري، والتي كالعادة تحتمل الخطأ أكثر مما تحتمل الصواب. وسأدخل في صلب الموضوع إن شاء الله.
كل من عاتبني على استخدام كلمة "مسيحي" كان يقول بشكل أو بآخر أني أنسبهم للمسيح - عليه وعلى محمد أفضل الصلوات وأتم التسليمات - وأن الله تعالى لم يذكرهم في كتابه إلا بكلمة "النصارى". ومن هنا - كما يرى إخوتي في الله - على المسلم أن يخاطبهم بهذا اللفظ لا غيره.
وقفت أمام التعليق الأول، إذا قلت "مسيحي" فقد نسبته للمسيح عليه السلام وهو منه براء. لكن هل هذا صحيح؟ إذن هل إن ناديت من يسمون أنفسهم بـ "القرآنيين" - والقرآن الكريم منهم براء - فهل أنا أنسبهم إلى القرآن الكريم؟ وهل إن أنا ناديت أحد المسلمين العصاة وهو يفعل الذنب بالمسلم، هل أكون أنسبه ومعصيته إلى الإسلام؟ أو إن قلت - كما قال ربنا جل في علاه - "ربيون" على بعض اليهود، فهل أنا أنسبهم إلى الرب جل وعلى، إلخ...؟ أظن أن هذا لا ينطبق. فمن يعلم، قد يظهر علينا غداً جماعة تسمي نفسها المحمديون. فهل أرتكب إثماً لمناداتي لهم بما يسمون به أنفسهم؟
من جهة أخرى، فإن كل من قرأ كتاب النصارى يعرف أن المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام ليس المسيح الوحيد في كتابهم. فكلمة مسيح كانت تطلق على كل شخص مبارك - بل وحتى على الأواني إذا دهنت. والأدهى من ذلك أن كتابهم يقول بأن هناك مسحاء كفرة!
باختصار، كلمة مسيح عندهم تطلق على أي شخص - أو شيء - له سلطة. وفي علمي القليل، لم يرد في كتاب الله تعالى ما يقول أن عيسى، عليه وعلى محمد أفضل الصلوات والتسليمات، هو المسيح "الوحيد". بل على العكس. فرسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئنا بأمر جلل في كثير من الأحاديث الشريفة الصحيحة، ألا وهو قدوم المسيح الدجال. ومن دراستي في النصرانية، أستطيع أن أقول بنسبة تأكيد عالية أن "مسيحيوا" اليوم يعبدون هذا المسيح الدجال بعد أن تم تلبيس قصته في قصة نبي الله - لكن هذا موضوع آخر.
باختصار، لا أرى - والله تعالى أعلى وأعلم - أني آثم من هذا الوجه. ومن فضلكم من لديه علم بغير ما أقول فليصوبني وجزاه الله عني كل خير.
أما الجزء الآخر، أن الله تعالى وصفهم في محكم كتابه بلفظ "نصارى"، فبرجوعي للآيات الكريمة ارتأيت - والله تعالى أعلى وأعلم - أن هذا غير صحيح! الآيات الكريمة تقول:
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
سورة المائدة
ثم...
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)
سورة المائدة
الله تعالى يقول أنهم هم من قالوا عن أنفسهم أنهم نصارى. بل إن المدقق ليعجب من مناداته تعالى لليهود مباشرة باليهود "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ"، ثم عند الكلام على النصارى يقول تعالى "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ". ألم يستوقفكم هذا الأمر إخوتي الكرام؟ من يتحدث عنهم المولى جل وعلى هم من يقولون إنهم نصارى. فهل يقول المسيحيون أنهم نصارى؟ إذن لماذا التعميم ونسب الوصف للخالق العليم؟ هل فاتتني آية تقول بغير ذلك؟
ثم هل تنطبق هذه الأوصاف "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ" على الموجودين اليوم وهم يديرون رحى الحرب على الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟
من جديد، أنا لست من أهل العلم، ورأيي لا قيمة له. إنما هو اجتهاد مقصر، وأرجو ألا يأخذ به أحد دون الرجوع لأهل العلم والتيقن قبل كل شيء. لكني أعلم أن أهل العلم بالمنتدى كثيرون بفضل الله، لهذا أرجو منهم التفضل على طلبة العلم المقصرين أمثالي برأيهم الصائب إن شاء الله.
إن أصبت فبتوفيق من الله وفضل، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
تعليق