لبس يقع فيه الكثيرين بخصوص القديس بولس الرسول

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مؤمن جدا بمسيحيته اكتشف المزيد حول مؤمن جدا بمسيحيته
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر المختار
    14- عضو مخضرم

    • 11 يون, 2009
    • 2570
    • طالب بكلية الآداب قسم الاعلام
    • مسلم

    #16
    فى الواقع فإن بولس فى أحداث يؤكد بنفسه أنه ... نبى كاذب

    على سبيل المثال :
    قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما سأظهر لك به، منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم" ( أع 26: 16-17)

    فى النهاية قُتل بولس ولم ينقذه أحد ... وعلى قارىء هذا النص أن يسلم بشيئين لاثالث لهما وبحقيقتين لاثالث لهما اما أن بولس نبى

    كاذب لفق حكاية ظهور المسيح له واما (وأستغفر الله العظيم) المسيح هو الكاذب ولا يفى بوعوده


    وحتى نفى عن كلامه صفة الوحى فى أكثر من نص وأكد أنه مجرد رأى شخصى مثل :


    وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب .. الخ (كو12-7)

    الذى أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه غباوة فى جسارة الافتخار هذه (17-11)

    ولكنها أكثر غبطة ان لبثت هكذا بحسب رأيى وأظن أنى أنا أيضاً عندى روح الله (40-7)

    يظن أن عنده روح الله !!!!

    والكلام الشخصى فى رسائله مثل هات الجاكيت والقبلات المقدسة ... الخ

    تنبؤه كذباً أن المسيح سيعود فى حياة بولس وتلاميذه :

    فى (تس 4 : 15 -17)

    يقول القمص عبد المسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعى :

    السيد المسيح لتلاميذه " أنا امضي لأعد لكم مكانا وأن مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون انتم أيضا " (يو2:14،3) . وكرر وعده هذا مرات كثيرة . وقد أرتبط إعلانه عن المجيء الثاني بقيامة الأموات والدينونة والحياة معه في الأبدية . وعاش تلاميذه وعاشت الكنيسة الأولى وهى تتوقع أن هذا المجيء ، الثاني ، سيتم في الٌقريب العاجل لدرجة أن القديس بولس توقع أن يكون هذا المجيء في أيامه ، وتوقع أنه سيكون ضمن الأحياء الذين سيخطفون ليلاقوا الرب في الهواء

    " فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلي مجيء الرب لا نسبق الراقدين ، لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب . لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام " (1تس15:-18).
    https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=210891
    { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

    تعليق

    • Eng.Con
      2- عضو مشارك

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ماي, 2009
      • 155
      • اكيد مسلم

      #17


      الذى قال ان بولس كذاب وسيغير الدين المسيحى ويلغى الناموس هو يسوع نفسة .........

      متى -5

      18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ
      وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.


      19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.
      وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.



      والذى نقض الناموس هو بولس .....


      غلاطية 3: 13
      اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ

      وهو الأصغر فعلا ......


      دائرة المعارف الكتابية ..........




      From the Roman family name Paulus, which meant "small" or "humble"
      http://www.behindthename.com/name/paul


      It derives from the Roman family name Paulus which means "small" or "humble
      http://en.wikipedia.org/wiki/Paul_(name)



      The name Paul derives from the Latin paulus meaning “small,” which originated as a Roman surname. The Gaelic forms of Paul are “Pal” and “Pol.”
      http://wiki.name.com/en/Paul


      صدفة غريبة مش كدة


      السؤال ال نفسى اسالة لحضرتك

      لية دايما لما نيجى نتكلم عن نبوة سيدنا محمد .... تقولوا ان يسوع قال


      مرقس 13: 22

      لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا


      لية محدش بيجيب سيرة العدد دة لما نيجى نتكلم عن بولس ؟؟؟؟

      كيف نجمع بين كلام يسوع وبين نبوة بولس ؟؟؟

      ولماذا نبوة بولس اصلا وقد قال يسوع انة اتى ليكمل شريعة موسى ؟؟؟
      وقد انتهت عملية الصلب والفداء وتم تخليص البشر ...!!

      هل فشل يسوع فى اكمالها واستعان ببولس مثلا ؟؟؟

      الملفات المرفقة

      تعليق

      • ابنة صلاح الدين
        مشرفة قسم القضايا التاريخية

        • 14 أغس, 2006
        • 4619
        • موظفة
        • مسلمة

        #18
        هل كان بولس مؤسس المسيحية الأول رسولاً صادقاً أم كان نبياً كاذبا؟!!!
        https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=22158
        فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

        تعليق

        • مؤمن جدا بمسيحيته
          2- عضو مشارك
          • 29 يول, 2006
          • 229

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو عمر المصرى
          نحن لم نعترض على طلبك لتعديل ما رأيته إهانة, فهذ حق اصيل لك في منتدانا.....

          و لكن اعتراضنا على تهديدك بترك المنتدى بالرغم من زعمك انك تثق في المنتدى, فتثقتك تلك لا بد ان تجعلك توقن ان ادارة المنتدى حتماً ستستجيب لطلبك اذا كان موضوعياً
          انا في انتظار رد الادارة وحكمها
          وشكرا

          تعليق

          • أبو أصيل اليمني
            3- عضو نشيط

            • 28 يون, 2007
            • 351

            #20

            الصديق العزيز/ مؤمن جدا بمسيحيته

            سلام الهدى يحل عليك

            في البداية أحييك على محاولتك الجميلة في تصحيح " فكرة" لدى المسلمين عن كتابك المقدس.

            وهو حق مكفول... بل ومطلوب أيضا.

            كما أشكر إخواني المشرفين في هذا المنتدى المبارك على تقبلهم للنقد البناء حتى ولو كان من المخالف , وهذا الموقف منهم يأتي انسجاما مع قوله تعالى:

            " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " – المائدة:8.

            * وارجوا أن تسمح لي هنا أن اظهر لك مدى عمق مشكلة النص الذي ينسب لبولس في رسالته إلى روما وهو النص المثير للجدل, عبر بعض الملاحظات:


            أولا: حصر المشكلة في فهم المسلمين للنص هو قراءة سطحية لتاريخ رسائل بولس . فالمشكلة لا تكمن في فهم النص بقدر ما هي في النص بذاته. فشخصية بولس قد حيرت العالم من بعده. اشتهر بكثرة جداله , واستخدامه للفلسفة لصالح فكرته ( وهذا ليس عيبا ) , واجه بولس العديد من التحديات الداخلية ( في الكنيسة) والخارجية ( الأمم). واضطر في بعض الأوقات إلى إرسال رسائل تعزز رسائل سابقة , وتصحح أفكارا فهمت خطأ. بل وفي الحقيقة يعدل أفكارا سابقة سببت إشكالات .


            بل إن النص هذا نفسه حسب بعض العلماء جاء ردا على فهم خاطئ لكلام بولس في رسالة سابقة :


            " الآن يعالج الرسول مشكلة أخرى مشابهة للأولى ومكمّلة لها، وهي كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الوثنيّين قد استهانوا بكلمات الرسول بولس: "حيث كثرت الخطيّة ازدادت النعمة جدًا"... فحسبوا أن النتيجة الطبيعية لذلك هي أننا نخطئ لكي تزداد النعمة، أو بمعنى آخر لنكن غير أمناء فتتجلي أمانة الله."

            - تفسير العهد الجديد من تفسير وتأمُّلات الآباء الأولين.

            وهذا يدل على مشكلات تتعلق بقدرة الآخرين على فهم نصوص رسائله , في رأيي أن المشكلة لا تكمن فقط في ( سوء النية ) لدى الآخر في فهم النص , بل تكمن في طريقة إيصال الفكرة التي يستخدمها بولس أيضا.

            وسواء كانت إشكالية الآخرين مع بولس فكرية ( جدلية فلسفية ) أو تعبيرية ( ركاكة التعبير) , فالنتيجة واحدة هي : إيصال معنى بطريقة غامضة.


            هذه المقدمة التاريخية البسيطة عن بولس معروفة لدى العلماء , وعلى ضوئها فلا غرابة مطلقا لوجود خلافات حول نصوص في رسائل بولس. فالخلاف طال حتى الكنيسة نفسها حول أفكار بولس.



            ثانيا : بخصوص النص مثار الجدل , فهو كالتالي: " فانه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ." – روما 7:3.

            وقبل الدخول في تفسير ارتجالي للنص , دعنا نتأمل ما يقوله المفسر الكبير ( وليم باركلي ) حول كلام بولس في هذا الإصحاح:


            " في هذه الفقرة يجادل الرسول بولس بطريقة يصعب علينا فهمها , ولكن الفهم يسهل لو أدركنا أن بولس يجادل شخصا يتخيله".



            لاحظ اعتراف المفسر بصعوبة فهم كلام بولس , ولذلك علينا أن نفترض أن بولس كان يجادل شخصا ( يحمل فكرة خاطئة) ويطرح شبهه ويرد عليها.والفكرة الجدلية واضحة في كلام بولس , وبولس عند مناقشته لأفكار معارضيه في هذا النص يستخدم أسلوبا جدليا معروفا , وهو طرح المقدمة المتفق عليها مع المعارض , لكنه يخالفه في الاستنتاج ( النتيجة) طبعا.



            دعونا نلخص هذه الأسلوب الجدلي الذي اعتمده بولس مع معارضيه في هذه الفقرات في جدول بسيط كالتالي:



            لاحظ أن بولس يتفق مع المعارض بشأن المقدمة الجدلية دائما , لكنه يختلف مع معارضه في النتيجة. وبخصوص المقدمة الثالثة ( مثار الجدل) لاحظ إن بولس لم يعترض بالتحديد على فكرة "الكذب من اجل إظهار صدق الله" , لكنه اعترض بالتحديد على النتيجة القائلة" يجب أن لا يعاقبوا".


            1- فهل كان بولس يقصد : "كلا , إن الكذب مرفوض وأنهم سوف يعاقبون؟؟"

            2- أم كان يقصد : " نعم كذب البشر يظهر عظمة الله , ولكن هذا لا يعني أن عمل الشر فقط هو الذي يظهر عظمة الله , وهذا لا يعني أننا ندعوا الناس لفكرة أن عمل السيئات يأتي بالخيرات "؟؟؟


            ويستشف صحة الرأي الثاني من قوله بعد ذلك مباشرة : " "أما كما يفترى علينا وكما يزعم قوم أننا نقول لنفعل السيآت لكي تأتي الخيرات."



            وبالتالي فإن بولس موافق على المقدمة الجدلية القائلة : " أن الكذب لمجد الله يظهر عظمة الله".



            تكمن المشكلة أصلا مع بولس في تعريفه لمعنى الكذب في الأساس. فبينما يرى أن هدفه كان شريفا ( مجد الله) عندما أقدم على عمل ما , يرى الآخرون انه كان يمارس نوعا ما من الكذب , يمكننا أن نقترب أكثرا من مفهومه للكذب في ( 1 كورنثوس9) :

            1- فاني إذ كنت حرا ( غير مقيد بالتزام ) من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. (19)

            2- فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود.وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. (20)

            3- وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس.مع أني لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس للمسيح. لأربح الذين بلا ناموس (21)

            4- صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء . (22)

            5- صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوما. (22)


            هنا يدافع بولس عن بعض أعماله التي ظاهرها أنها نفاقا وكذبا , بينما هي ( في وجهة نظره الدفاعية ) كانت لهدف الكرازة والخلاص للبشر ( مجد الله).يظهر بوضوح أن الكثيرين يختلفون مع بولس في تعريفه للكذب والى أي مدى يمكن استخدامه لمصلحة الخلاص والتبشير.



            ثالثا: لماذا تخلى بولس عن ضمير الجمع في النص ( مثار الجدل) وتحدث بضمير المتكلم فجأة؟؟؟


            لقد كان بولس يتحدث قبل النص وبعده يتحدث بضمير الجمع الذي لا يفيد شخصا محددا , وإنما يفيد نقاش حول الفكرة فقط :

            1- فماذا إن كان قوم لم يكونوا أمناء.أفلعل عدم أمانتهم يبطل أمانة الله. ( 3 )


            2- ولكن إن كان إثمنا يبيّن بر الله فماذا نقول ألعل الله الذي يجلب الغضب ظالم.أتكلم بحسب الإنسان. ( 5 )


            3- فماذا إذا.أنحن أفضل.كلا البتة.لأننا قد شكونا أن اليهود واليونانيين أجمعين تحت الخطية. ( 9 )




            فانتقال بولس إلى الحديث بضمير المتكلم فجأة له ما يبرره بالطبع.



            * فهل كان بولس يدافع عن رأي سابق له يقول بصحة المقدمة الجدلية السابقة ؟ كما هي عادته في إرسال رسائل بعد رسائل للتأكيد على فكرة معينة.


            * أم كان بولس يوضح عملا خاطئا قام به يوما ما ( لمجد الله) ويدافع عن نفسه؟؟ حيث كان يضطر كثيرا للدفاع عن نفسه أمام معارضيه.


            الشيء الوحيد الواضح من هذا كله أن النص يتسم بفكرة مشوشة , وتعبير ركيك لا يظهر غرض الكاتب بوضوح. فلو كانت التهمة للآخرين هي عدم الفهم الصحيح لنص بولس , فهذا مرده بالحقيقية إلى تاريخ لاهوت بولس الدفاعي , وغموض النص التعبيري.


            ملاحظة أخيرة: يفترض بعض العلماء أن قول بولس هذا جاء على لسان الرجل ( المعارض) الذي يطرح الشبهة. ولكن هذا الرأي يضعفه بشدة قول بولس في الفقرة السابقة : " ولكن إن كان إثمنا يبيّن بر الله فماذا نقول ألعل الله الذي يجلب الغضب ظالم.أتكلم بحسب الإنسان. " – 5. ففي هذه الفقرة السابقة يصرح بوضوح أن انتهى من اقتباس كلام المعترض بقوله: " أتكلم بحسب الإنسان " بمعنى " كما يقول هذا الشخص ( المعارض)" , ثم يستأنف بولس كلامه بعد ذلك في الرد والتوضيح.
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو أصيل اليمني; 31 مار, 2010, 07:06 م. سبب آخر: تعديل بسيط

            تعليق

            • د. نيو
              مشرف عام

              • 24 أغس, 2009
              • 2594
              • مسلم

              #21
              فى البدء:
              كل ستة و انت طيب

              و بعدين :

              باريت تعرف تساعدنى و تعرف ترد على اسئلتى تاى عملت لها موضوع و لك الشكر:


              بسم الله الرحمن الرحيم

              شاؤول الطرسوسى

              بولس الرسول

              مؤسس المسيحية الحقيقية..


              اكن له الاحترام (لان الاسلام علمنا ذلك)



              لكن عندى بعض الأسئلة:


              1- لو البابا شنوده سلمك رسالة مهمة جدا :هل من الائق ان تذهب مارينا للاستجمام عدة أيام ثم توصل بعدها الرسالة؟؟؟؟

              ################


              2-لو جدلا كف كل المدمنين و المتطرفين و الاباحيين عن شرورهم دفعة واحدة فى كل العالم فكيف تصف هذا الحدث ؟؟؟

              أعتقد انك سوف تقول:
              حدث سعيد طبعا!!!


              ##############



              3-لو أنك ممثل عن ادارة النادى الأهلى فى مفاوضات ما :هل يجوز ان تتحدث بمبادئ خارجة عن مبادئ النادى؟؟؟؟

              #####################



              4-لو أنك رئيس مصلحة ما :هل يجوز أن تتطاول على من سبقوك من الرؤساء و تتهمهم بالرياء دون دليل؟؟


              ###############

              5-لو أن أحدا مد اليك يد العون :هل من الوفاء أن تقطعها؟؟؟

              ###################

              6- (فرضا):

              لو تم تقديم قرار طعن فى دستورية قانون الضرائب العقارية الجديد الى المحكمة الدستورية العليا........

              هل من المعقول ان يبت قاضى( يملك قرية سياحية او مدينة استثمارية)
              .. فى مثل هذة القضية مهما كانت حياديته ؟؟؟؟؟؟؟
              أعتقد انك ستتفق معى فى ان السلطات لن تقبل من مثل هذا القاضى بالذات الحكم!!!!


              ##############################

              للاجابة:

              اعتقد ان الاجوبة هى لدى القديس بولس والكتاب المقدس:

              للتوضيح:


              ج1 :



              نجد ان بعد حادثة دمشق قضى القديس بولس (1000) يوم فى العربية (مات خلالها الكثيرممن كانوا يحتاجون الى التخليص) بدون سبب واضح!!!!
              ولا يذكر الكتاب المقدس (اى شىء) اكرر(اى شىء) عما كان يعمله هناك
              لست ادرى مدى لياقة الذهاب الى العربية 1000 يوم مع وضع اوامر المسيح فى قائمة الانتظار!!!!!!!!!!!!
              [*]غلاطية1: 17 و لا صعدت الى اورشليم الى الرسل الذين قبلي بل انطلقت الى العربية ثم رجعت ايضا الى دمشق
              1: 18 ثم بعد ثلاث سنين صعدت الى اورشليم لاتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما


              ################

              ج2 :

              -يقول القديس بولس فى كورنثوس: 7: 1 و اما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمس امراة
              7: 2 و لكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امراته و ليكن لكل واحدة رجلها
              [*]يفهم من السابق أن الأصل عنده هو عدم الزواج الذى جدلا لو كل المؤمنين طبقوه سيؤدى الى هلاكهم عن بكرة ابيهم(الذى هو حدث غير سعيد طبعا)ز على عكس الأمثلة السابقة لأن ببساطة التعليمات الصحيحة نافعة سواء طبقها الاحاد أو الجماعة كلها


              ##############

              ج3 :


              3-السيد المسيح دعى الى المحبة


              «لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،


              3) إنجيل لوقا 6: 35
              بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيمًا وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ


              بينما نجد القديس بولس يدعو الى العكس

              العكس تماما:

              نجدة يدعوا الى(((الاناثيما)))

              والتى تعنى ((اللعنة))....

              نعم ...((االعنة))

              ولست ادرى لماذا لم يترجموها!!!!!!!!!!!!
              يعنى ترجموا دا كله وعند دى تعبوا؟؟؟؟؟
              ولا عشان يحافظوا على إيمان المؤمنين البسطاء(البسطاء قوى) الى ميستحملوش الحاجات دى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


              1) رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 16: 22
              إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا! مَارَانْ أَثَا.

              2) رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1: 8
              وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!
              ((
              3) رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1: 9
              كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!


              ##################

              ج4&5 :

              رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 13
              وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضًا، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ!


              ادى رد الجميل بتاع القديس بولس!!!!!!!

              برنابا الذى لولا توسطه بين القديس بولس وبين التلاميذ لصار بولس انسانا مدانا خاطئا كما حكم عليه القديس يعقوب منذ البدء؟؟؟؟؟؟؟؟


              كلمة الرياء دى مش كلمة صغيرة يستهان بها!!!!!

              انها بدون شك اشد سبة لكل مبشر بأى ايدولوجية دينية؟؟؟؟؟

              الرياء هو العمل من اجل الناس لا الرب!!!!!!

              ما اشدها من سبة!!!!!!!

              لو انك رجل كبير السن ومريض

              وهناك شاب مفتول العضلات يتردد من حين لاخر لخدمتك

              وفجاءة..................

              طلع انو بيجى عشان خاطر بنتك الشابة الحسناء

              وطلع كان بيستغفلك.....

              ساعتها:

              هتكافئه ولا هتعاقبه؟؟؟؟؟

              اعتقد انك ستعاقبه اشد العقوبة (طبعا انا أحسن الظن برجولتك)



              فما بالك بالرب؟؟؟؟؟؟

              الذى لا يغفل عن شىء؟؟؟؟

              وطلع برنابا بيعمل من اجل السمعة وال...............

              والرب يقول فيه:

              سفر أعمال الرسل 13: 2
              وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ».


              اما بطرس ايضا فلم ينج من اساءات القديس بولس:

              رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 14
              لكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»

              لا تعليق؟؟!!


              ##############

              ج6 :

              لا يمكن قبول حكم من شخص هو نفسه طرف فى ذات القضية؟؟؟؟؟؟؟
              كيف؟؟؟؟؟؟
              لايمكن......ابدا!!!!!!!!

              القديس بولس كان له موقف شخصى من النساء

              فكيف نقبل احكامه بخصوص الزواج و الطلاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟

              يمكن كان عنده مشكلة أو مريض او حاجات تانيه لكنها لا تليق بشخص مثل القديس بولس

              احكامه التى تتسبب فى الاف القضايا فى المحاكم الى ملهاش حل غير..........

              انتو عارفينو!!!!!!!

              يا اما الجواز المدنى(العلمانى)ذى ما فى اوربا او امريكا!!!!!!!

              وسوف اسوق بعض الادلة على ان القديس بولس كان له موقف شخصى من النساء عامة:

              1- ان القديس بولس ظل بدون زواج حتى حادثة دمشق 34 أو 36 م

              ................

              2- الاصحاح ال 11 من رسالة كورنثوس الاولى:

              : 5 و اما كل امراة تصلي او تتنبا و راسها غير مغطى فتشين راسها لانها و المحلوقة شيء واحد بعينه

              11: 6 اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها و ان كان قبيحا بالمراة ان تقص او تحلق فلتتغط

              11: 7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله و مجده و اما المراة فهي مجد الرجل

              11: 8 لان الرجل ليس من المراة بل المراة من الرجل

              11: 9 و لان الرجل لم يخلق من اجل المراة بل المراة من اجل الرجل


              ارجو قراءة الاصحاح كاملا حتى لا اتهم بالمونتاج!!!!

              .....................

              -

              أ

              و ايضا:
              [LIST][*]لاحظ التناقض المضحك التالى[*]أ-[*]1: 22 و لكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح
              1: 23 غير انهم كانوا يسمعون ان الذي كان يضطهدنا قبلا يبشر الان بالايمان الذي كان قبلا يتلفه
              1: 24 فكانوا يمجدون الله في [*]ب-اعمال 9[*]: 27 فاخذه برنابا و احضره الى الرسل و حدثهم كيف ابصر الرب في الطريق و انه كلمه و كيف جاهر في دمشق باسم يسوع
              9: 28 فكان معهم يدخل و يخرج في اورشليم و يجاهر باسم الرب يسوع
              9: 29 و كان يخاطب و يباحث اليونانيين فحاولوا ان يقتلوه


              [*]كيف؟؟؟

              [*]كيف كان يجاهر ويخاطب ونجده ايضا غير معروف؟؟؟؟؟!!!!!!!

              #############

              [*]وكمان :[*]يقول القديس يعقوب :[*]2: 17 هكذا الايمان ايضا ان لم يكن له اعمال ميت في ذاته [*]20 و لكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت
              2: 21 الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح
              2: 22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله و بالاعمال اكمل الايمان



              ]بينما يقول القديس بولس فى:

              غلاطية:[*]2: 16 اذ نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح امنا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس لانه باعمال الناموس لا يتبرر جسد ما


              قولوا:
              لا اله الا الله....تفلحوا



              ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

              تعليق

              • د. نيو
                مشرف عام

                • 24 أغس, 2009
                • 2594
                • مسلم

                #22
                معلش يا اخى:

                لو كان عندك رد على موضوعى التانى الى كنت عملة باسم د, بيبو
                بسم الله الرحمن الرحيم
                أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام


                أحيانا التوضيح يفسد المعنى الصريح


                ببساطة...أقدم لكم ألى هدية فى الوجود....(الحقيقة)


                من مؤلفات و ترجمات الخورى (الكاثوليكى )بولس الفغالى:


                دورى سوف يقتصر على بعض التعليقات البسيطة باللون الأحمر


                و أترك للأخوة التعليق........


                لقد تعمدت نقل الموضوعات كاملة حتى لا أتهم بالمونتاج(القصقصه):




                1-


                بولس ورسائله يوم الـخميس الفصل التاسع والعشرون: الرسائل البولسيّة الثانية :



                الفصل التاسع والعشرون


                الرسائل البولسيّة الثانية


                إن رسائل بولس الأصيلة، هي أقدم كتابات العهد الجديد، وقد دُوّنت بين سنة 50 وسنة 64 أو ،67 سنة موته. ولكن حتى قبل أن تدرك هذا الوضع القانوني، كانت أقدمَ أدب مسيحيّ. لا نعرف عددها بالضبط، لأن عددًا منها قد ضاع(1)، ولأننا لا نستطيع أن نميّز بدقّة، بين تلك التي حُفظت لنا، الرسائلَ الأصيلة، والرسائل التي استعارت اسم بولس. فعند موت بولس قاربت رسائله العشر(و ليس14 ان لم يكن أكثر). إذن، قبل تدوين الأناجيل، ظهرت مجموعة صغيرة من الكتابات المسيحية. ثم صارت مرجعًا يرجعون إليه، بشكل تدريجيّ. وجاءت الجماعات المسيحية تستقي منه معلومات، وتبحث فيه عن حلول لأسئلة طُرحت عليها. وقبل أن تأخذ وضع كتاب مسيحيّ بشكل مطلق، كانت منذ ذلك الوقت مجموعة مكوّنة يرجعون إليها.
                وبولس نفسه عاد كثيرًا في كتاباته، إلى الكتاب المقدّس كما عرفته اليهوديّة، إما بإيرادات صريحة، وإمّا بتلميحات. ومنذ القرن الأول وُجدت شهادات تقول إنهم كانوا يعودون إلى بولس. وأعطي عن ذلك مثلين. نجد الأول في 2تس التي أعتبَرُها مع عدد كبير من الشرّاح المعاصرين، أنها استعارت اسم بولس. يقول الكاتب إلى قرّائه: ((لا تتزعزعوا سريعًا عن ذهنكم ولا ترتاعوا، لا بوحي نبوي ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منّا فتجعلكم تظنّون أن يوم الربّ قد حضر)) (2تس 2: 2). ونقرأ في نهاية الرسالة أيضًا: ((السلام بيدي، أنا بولس، هكذا أوقّع كل رسالة. وهكذا أكتب)) (2تس 3: 17). مثل هذا الكلام يدفعنا إلى القول بأن 2 تس استعارت اسم بولس. وفي الوقت عينه، يدلّ على أن بولس صار يوم دوّنت هذه الرسالة، المنشئ الأوّل للرسائل في العالم المسيحيّ. وعُرفت رسائل أخرى لبولس، وانتشرت. فعادت إليها الجماعات المسيحيّة، وهذا أمر لا شكّ فيه.
                والمثل الثاني الذي هو معروف هو مقطع من 2 بط يذكر الرسائل البولسية. ((واحسبوا أناة ربنا خلاصًا، كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضًا بحسب الحكمة المعطاة له. وهذا ما يقوله أيضًا في جميع الرسائل التي يتكلّم فيها عن هذه الأمور. فيها أشياء عسيرة الفهم يحرّفها الجهّال وضعفاء النفوس، كما يفعلون في سائر الكتب المقدّسة، لهلاك نفوسهم)) (2 بط 3: 15-16). إذا كان الجدال لا يزال قائمًا بالنسبة إلى 2تس، فبالنسبة إلى 2بط، لم يعد من جدال تقريبًا: إن توافقًا واسعًا من الشرّاح يعتبرأن هذه الرسالة استعارت اسم بطرس،(بالمرة) ويرى أنها تعود إلى سنة 130(2). فالطريقة التي بها صارت الرسائل البولسيّة مرجعًا هي واضحة هنا أكثر ممّا في 2تس. تحدّث الكاتب عنها، وجعلها بجانب ((سائر الكتب))، أي الكتاب المقدس بعهده القديم. فدخلت في نواة القانون المسيحي الذي كان موجودًا في ذلك الوقت.
                ونتائج هذا الوضع الفريد في الأدب المسيحي، هو أن بولس سيقتدى به كما اقتُدي بأجلّ النصوص في العهد القديم. وكانت كتاباتٌ امتدادًا لكتاباته. فدوّن تلاميذه ((رسائل)) وجعلوا ما دوّنوه تحت اسمه. ذاك هو المبدأ الذي يتكلّم عن الرسائل البولسيّة الثانية.


                1 - اعتبارات عامة حول استعارة الاسم في الكتابة
                قبل أن ندرس بتفصيل أكثر، مسألةَ الرسائل البولسيّة الثانيّة، يجدر بنا أن نلقي نظرة عامة إلى استعارة الاسم في الكتابة. هذه الظاهرة التي انتشرت انتشارًا واسعًا في عالم البحر المتوسط القديم، تضايق الباحثَ المعاصر الذي يهتمّ اهتمامًا خاصًا بالملكيّة الأبديّة ويشعر ببعض الاحتقار تجاه مؤلّفات تقلّدُ من سبقها. أتكلّم هنا بشكل خاص عن العالم الغربي.
                ولكن الوضع بدا مختلفًا في العالم القديم. فقد نُفرط إن قلنا إن الملكية الأدبيّة لم تكن موجودة. فالمزاحمات بين الكتّاب ظلّت مشهورة. مثلاً، تلك التي جعلت المواجهة بيت شاعرين يونانيين كاد الواحد يعاصر الآخر، هما ايسخيليس(3) واوريبيديس(4). ورأت رومة خطر الاقتداء بالكتّاب الكبار يتّخذ حجمًا مقلقًا، فاتّخذت الدولة اجراءات قانونيّة في القرن الأول المسيحيّ تضع حدًا لهذه الظاهرة. ومهما يكن من أمر، فتلاميذ الخطباء والفلاسفة العظام اعتادوا أن ينشروا باسم معلّميهم مؤلّفات حسبوها التعبيرَ الأمين لهؤلاء المعلّمين. والأمر معروف بالنسبة إلى أفلاطون(5).
                وهذه الظاهرة التي انتشرت في العالم اليوناني والرومانيّ، وُجدت أيضًا وبشكل أوسع في العهد القديم، الذي هو مجموعة كتُب ارتبطت بجماعة لم يوقّعها أغلبية كاتبيها. فداود هو أبو المزامير. وقد جعل التقليد تحت اسمه عددًَا كبيرًا من المزامير المئة والخمسين. وكان سليمان الحكيمَ الحكيمَ، فصار كاتب سفر الجامعة والأمثال وبعض الكتب الأخرى. بل صار صاحب سفر الحكمة (حكمة سليمان) الذي دُوّن في اليونانيّة قبل بداية المسيحيّة ببعض عقود من الزمن.
                وبعبارة أخرى،(ركز فى الى جاى) ورغم التحفّظات التي نربطها بهذه التأكيدات، فتلميذ يكتب ويختبئ وراء اسم معلّمه، ليس كاتبًا مزيّفًا، إلاّ إذا توخى من كتابته أن يمنح لتعاليمه الشخصيّة سلطة لا يحقّ له بها. بل إن من مدّ فكر المعلّم، دلّ على تكريمه وعلى خصب فكره حتّى بعد موته.(هالولويا ...يعنى ممكن نعتبر تفسيرات البابا شنودة فى وطنى مثل :فى الليل على فراشى ..زاصحاحا تاسعا للنشيد.......)




                3 - 2تس والاسكاتولوجيا
                إن الضرورة (وذى ما انتو عارفين :الضرورات تبيح المحذورات)التي أحسّت بها الكنائس لتكتب في امتداد القديس بولس، وُلدت من مسائل جديدة طُرحت على الحياة المسيحيّة، فلم يعالجها الرسول نفسه ولا الكتابات المسيحيّة اللاحقة مثل الأناجيل الازائية وأعمال الرسل. ومن هذه المسائل بلبلاتٌ حصلت في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني. ونحن نجد آثارًا عنها في رسالة يهوذا ورسالة بطرس الثانية. واجهت الكنيسة صعوبات داخليّـة وخارجيّـة بعد انتشار متنام للانجيل في حوض البحر المتوسّـط وفي الشرق الأوسط كله. ومن هذه الصعوبات اضطهاد دوميسيانس. كان الأولَ بين اضطهادات نظّمها الامبراطور فتوسّعت توسّعًا كبيرًا. بدأت في رومة نفسها سنة 93، فوصلت إلى أسرة الامبراطور بالذات، ساعة تعاطف أعضاء العائلة مع المسيحية أو اليهوديّة. وامتدّ الاضطهاد فوصل إلى آسية الصغرى وفلسطين، وكوّن في مخيّلة المسيحيين صورة عن قوى تُعارض مُلك المسيح. والمثلُ المشهور جدًا هو وحش سفر الرؤيا. كانوا يظنّون أن الشيطان سيهاجم الكنائس بعنف، وأن النهاية صارت قريبة. فنتج عن كل هذا اضطرابات بدأت مع انتظار خائف وجامد لكوارث مقبلة، وانتهت بالكسل والمجون.
                نجد هذا الوضع في خلفيّة 2تس التي ندّدت تنديدًا بتصرّف أشخاص يعيشون على حساب الآخرين (2تس 3: 8-12).: ((من لا يريد أن يعمل، لا يحقّ له أن يأكل... فهؤلاء نوصيهم ونناشدهم في الربّ يسوع أن يشتغلوا بهدوء ويأكلوا من خبز كسبوه بأنفسهم)).
                ولكن بأية وسائل نوجّه هذه التحذيرات الضروريّة؟(يا ترى اذاى؟؟؟) نعود إلى كاتب مسيحيّ كرّس رسالة للمسائل الاسكاتولوجيّة: هو بولس في الرسالة الأولى إلى التسالونيكيين. فانبرى كاتب نجهل اسمه. عاش بلا شك في جماعة طُرحت فيها هذه المسائل المشار إليها بشدّة، فدوّن رسالة ثانية إلى التسالونيكيين وجعلها تحت سلطة المعلّم. هي براهين عديدة تؤكّد أننا أمام مؤلَّف مقلَّد. ففي مقاطع عديدة،(امال لية بتضحكوا على البسطاء وتسموها رسالة بولس ..زقولولهم الحقيقة بقى) تكتفي الرسالة بأن تستعيد نصّ 1تس بألفاظ قريبة جدًا. وهكذا يكون الكاتب في الحقّ ويتحاشى الخطأ(أمال ليه ظهرت الحواشى؟؟؟). ثم أضافت هذه الرسالة إلى كل هذا، عناصرَ جديدة أخذتها من الوضع الجديد وهي: البطالة والمجون. إن هذا الوضع الذي عرفته الكنيسة في نهاية القرن الأول، جعلها تغرق في الاضطرابات. لهذا، حثَّت 2تس المؤمنين على تصرّف أخلاقيّ أكثر تطلّبًا. كما قدَّمت مقطعًا عن الاسكاتولوجيا، هو حضّ على الاعتدال والرجاء. ستأتي نهاية الأزمنة. هذا ما لا شكّ فيه. ولكنها لا تأتي في الحال. فلماذا نتوقّف عن الحركة والعمل؟ وقدّم كاتب الرسالة قراءة لعلامات الأزمنة، بدت بشكل استعراض لاضطرابات انتشرت في الكنيسة، ونحن نوجزها كما يلي: إن العلامات السابقة لنهاية العالم ليست بعدُ هنا.
                هذا المقطع الذي لا يخلو من ارتباط مع تعليم رسالة يهوذا ورسالة بطرس الثانية والمدرسة اليوحناويّة، نقرأه في 2تس 2: 1-12 الذي يقدّم لائحة عن العلامات السابقة للنهاية. بعضها يُدعى بألفاظ مجرّدة: الكفر أو الجحود والارتداد(6). الشرّ أو اللاناموس أو المعصية(7). هذه اللفظة الأخيرة ستتوضّح بعض الشيء في عبارة ((سر المعصية)) (أو سرّ الإثمّ) في آ 7. ويصوّر الكاتب ما يتوقّعه من ثوران في نشاط إبليس (آ 9-10). ويدعو الشخص السرّي، الذي يتميّز عن إبليس، كما يبدو، ((رجل المعصية)) (آ 3)، ((ابن الهلاك))(8) (آ 3)، أو بشكل أبسط ((الكافر))(9). ربّما يتماهى عدوّ الله هذا الذي ينشر سلطانه الشّرير في السنوات التي تسبق نهاية العالم، مع ذاك الذي تسمّيه الكتابات اليوحناويّة ((ضد المسيح))، المناوئ للمسيح، المسيح الدجّال(10). غير أن يوحنا يختلف عن 2تس، فيستعمل اللفظة بعض المرات، في صيغة الجمع.
                نستطيع بلا شكّ أن نحاول كشف هويّة هذا الكاتب الملهم الذي فكّر بأن يقدّم شقيقة صغيرة للرسالة الأولى إلى التسالونيكي، مكرّسة لمسائل مشابهة، وذلك بعد عشرات السنين. ولكن المحاولة لا تستحقّ كل هذا التعب. أولاً، طُرحت أسماء عديدة ولم يفرض اسمٌ نفسه. ثم إن مثل هذا البحث يخون بشكل من الأشكال الروح التي أشرفت على تدوين الرسالة(بجد ...حلوة). فبما أن الكنيسة بمجملها اعتُبرت ككاتب أكثر أهميّة من الافراد، رأت النورَ الكتبُ التي استعارت أسماء الرسل. فلماذا نبحث عبثًا عن اسم يطمئن عقول المعاصرين ولا يحمل فائدة إلى معرفة أصولنا.


                4 - الرسائل الرعائيّة وتنظيم الكنائس
                قبل اضطهاد دوميسيانس والقلاقل التي حرّكها هذا الاضطهاد لدى المسيحيين، طُرحت في الكنائس مسألة أقل مأساوية، هي مسألة التنظيم. فمنذ السنوات 80-85، زُرعت في حوض المتوسط الشرقيّ مدنٌ توزّعت فيها جماعات مسيحيّة ذات أهميّة بحيث لا يمكن اهمالها. أسّس بولس نفسُه عددًا كبيرًا منها، في آسية الصغرى وفي اليونان (نحن لا نقدّم لائحة عنها). وأسّس تلاميذ الرسول جماعات أخرى. نعرف منهم ابفراس في كولسي (كو 1: 7). وبين معاوني بولس الذين ظلّوا أمناء له، نذكر اثنين: الاول تيموتاوس الذي كان من لسترة في ليكأونية. تحدّد موقعُه الحضاريّ (ففاق بولس) على حدود عالمين: كانت أمه يهوديّة. وكان والده وثنيًا. هذا ما نقرأ في أع 16: 1. أرسله بولس إلى كورنتوس باسمه، منذ برزت الصعوبات (1كور 4: 17)، وضمّه إليه حين دوّن عددًا من رسائله (2كور، فل، كو، 1تس، فلم). وحسب شهادة سفر الأعمال، كان بولس يتركه في مدينة بشّرها، ليمضي إلى مكان آخر. فكانت مهمّة تيموتاوس تثبيت عمل الرسالة وتدعيمه. اذن، كان هذا التلميذ ذاك الذي يتابع العمل. ويُطرح سؤال: هل وجَّه إليه بولس رسالة من رسائله؟ لا تزال المسألة موضوع جدال(2000سنه ولسه!!). فيمكن أن 2تم كانت في الأصل بطاقة وجّهها بولس إلى معاونه الأمين، كانت بقدر فلم أو أطول منها بقليل(11).
                أما تيطس، فقد كان له، على ما يبدو، مهمّات محدّدة. لم يتحدّث عنه سفر الأعمال، بل بولس في رسائله. قالت غل 2: 3 إنه لم يكن مختونًا. وهذا يعني أن دمًا يهوديًا لا يسري في عروقه. نجده خاصة في كورنتوس حيث أرسله بولس خلال الأزمة التي كانت في أساس ((الرسالة في الدموع)) والفصول الأولى في 2كور. يظهر أن عمله هناك كان جيّدًا، لأن بولس استطاع أن يفرح، في 2كور 7: 6-7، بالأخبار الطيّبة التي حملها إليه. فكتب عنه في 2كور 8: 23: ((أما تيطس فهو رفيقي ومعاوني عندكم)).
                والآن، كيف نستطيع أن نعيد بناء المسيرة التي تقود إلى تدوين 1تم، تي، وكتابة ملحقات أضيفت إلى 2تم؟ بطريقة تشبه تلك التي صوّرناها سابقًا بالنسبة إلى 2تس. فبقدر ما أخذت الكنيسة في الانتشار، وجب عليها الانتقال من مرحلة الخلق والانشاء إلى مرحلة التنظيم. فرُتّبت خدم اختلفت عن تلك التي عرفناها في 1كور 12: 28، وقد جاءت شبيهة في جزء منها بخدم عرفتها المجامع اليهوديّة في الشتات: أساقفة، شمامسة، أرامل، كهنة أو قسس(12). غير أن هذا الوضع الجديد كان محتاجًا إلى جذور. فوُجدت طوعًا عند بولس الذي كلّف تيموتاوس وتيطس بمهمّات لارسوليّة بحصر المعنى. وجاءت الرسائل التي استعارت اسم بولس وتوجّهت إلى هذا التلميذ وذاك، فصوّرت تنظيم هذه الوظائف.
                هل كانت لتيطس وتيموتاوس علاقة شخصيّة بهذا الأمر؟ جوابنا هو كلا، بلا شكّ. فالرسائل التي وُجهت إليهما تعكس، على ما يبدو، وضعًا يعود إلى السنوات 80-90. فمن المعقول أن يكونا غادرا هذه الدنيا. ولكن قربهما من رسول الأمم، أتاح لاسمهما أن ينتقل إلى السلف فتَميّز عن اسم مسيحيين آخرين عاشوا في القرن الأول، لأنهما تسلّما في ((خدعة أدبيّة)) رسائل لم نعرف اسم كاتبها، ولكنها استندت إلى سلطة بولس.


                5 - الرسالة إلى أفسس ووحدة الشعبين
                إن عناصر التوازي التي اكتشفناها بين 1تس و2تس، والتي دلّت على أن الثانية قلّدت الأولى، تبدو أيضًا أكثر وضوحًا بين كو وأف. وهذه العناصر لافتة بشكل كبير، بحيث إننا نستطيع أن نرتّب النصّين بشكل متواز، وذلك بالنسبة إلى مقاطع كاملة(13). ولوائح المقاطع المتوازية التي نجدها في ترجمات الكتاب المقدس الحديثة مدهشة(14). نستطيع أن نشرح هذا الوضع الأدبيّ بثلاث رسمات تاريخيّة ممكنة: إما ترتبط أف بالرسالة إلى كولسي، وإما ترتبط كو بالرسالة إلى أفسس، وإما تألفت كو وأف في مدرسة بولسيّة واحدة(15) واستقلّت الواحدة عن الأخرى على المستوى الأدبي. يبدو أن مجمل الشرّاح يأخذون بالحلّ الأوّل(16)، الذي يستند إلى سمة نصوصيّة هامّة، وهي أنه لا يرد في أقدم المخطوطات (للرسالة إلى أفسس) إشارة إلى الذين أرسلت إليهم(17). هذا الوضع النصوصي الأصليّ، جعل الشرّاح يقدّمون فرضيّة تقول إن أف التي أرسلت منها أكثر من نسخة إلى كنيسة أفسس، لم تدوَّن من أجل كنيسة محدّدة، بل اتخذت وضع رسالة دوّارة بحيث تُقرأ في أكثر من جماعة، من النمط عينه، في منطقة واحدة. ولنا عن هذه الظاهرة شهادة أخرى في العهد الجديد: فالرسالة إلى كولسي تشير إلى وجود رسالة إلى اللاودكيين. فعلى الجماعتين في كولسي ولاودكية أن يتبادلا الرسالتين اللتين استلمتاهما (كو 4: 16).
                أما بالنسبة إلى العلاقة بين أف وكو، فنحن نأخذ بالفرضيّة التالية: توجّهت كو إلى جماعة مسيحيّة جاءت كلها من العالم الوثنيّ(18). ومن المعقول جدًا أن يكون بولس نفسه هو الذي كتبها، فجاءت خاتمةً كرونولوجيّة للفكر البولسيّ في نقطتين رئيسيتين.
                أولاً، هي تدلّ على كرستولوجيا رفيعة تقدّم عن المسيح رؤية كونيّة شاملة، في نهاية الزمن كما في بدايته (كو 1: 15-16). هو رأس كل سلطان وكل قدرة سماويّة (2: 10). هو رأس الجسد الذي هو الكنيسة (1: 18). هو سرّ الله الخفيّ منذ البدايات والذي كُشف الآن (4: 3)(19). ونلاحظ أيضًا أن لفظ ((كنيسة))، استُعمل هنا في صيغة المفرد ليدلّ على مجموعة المسيحيين، ساعة استُعمل في الرسائل السابقة، لكلام عن الكنائس المحلّية الخاصّة. وهكذا كانت خطوة هامّة منذ الرسائل الكبرى في خط الشمول والكونيّة.
                ثانيًا، تقدّم كو رؤية موحّدة جدًا عن العالم المخلّص، عن مصالحة أتمّها المسيح بين الله والبشر، ترافقت مع مصالحة بين الفئتين اللتين تكوّنت منهما البشرية، وذلك بحسب النظرة اليهوديّة: الفئة الأولى، اليهود. والفئة الثانية، اللايهود أو الوثنيون. لقد استخلص النشيد، في كو، من فكرة المصالحة، تطبيقًا جديدًا بالنسبة إلى الرسائل الكبرى، هي فكرة مصالحة إجماليّة بين البشر بعضهم مع بعض، وبين البشر والله. ((شاء الله أن يُحلّ فيه الملء كله، وأن يصالح به وله كل شيء، في الأرض كما في السماوات، فبدمه على الصليب حقّق السلام)) (كو 1: 19-20)(20).
                غير أن هذا الغنى اللاهوتي في الرسالة إلى كولسي، لم يكن ليصل إلى جميع الكنائس، لأن الرسالة جاءت جوابًا على وضع متأزّم عرفته جماعة محدّدة: يبدو أن الكولسيين قبلوا المسيح بأنه الربّ حقًا. هذا صحيح. ولكنهم جعلوه ربًا بين أرباب آخرين. بالإضافة إلى ذلك، أخضعوا حياتهم لمجموعة من المحرّمات لا تتوافق مع الحريّة المسيحيّة: ((لا تلمس، لا تذق هذا، لا تمسك هذا. وهي كلها أشياء تزول بالاستعمال. نعم، هي أحكام وتعاليم بشرية)) (كو 2: 21-22). ندّد صاحب كو بهذا الموقف. ولكن رؤساء الكنيسة لم يرضوا بأن يجعلوا من رسالة تحمل عددًا من التحذيرات، رسالة دوّارة لدى جماعات غير معنيّة بهذه الأمور. لهذا، جاءت فكرة رفيعة تقوم بالانطلاق من كو لتأليف رسالة أكثر حياديّة، رسالة تخلّصت ممّا يتعلّق بانحرافات كولسي، رسالة تقدر أن تصل إلى مجمل الكنائس المسيحيّة الآتية من العالم الوثنيّ، لكي تنعم بالغنى الذي تضمّنه النصّ الأساسيّ، نص كو. مثلُ هذه الرسالة تستطيع أن تنتقل من كنيسة إلى كنيسة فتقدّم جوهر الفكر البولسي وقد بلغ إلى ملء نضوجه.
                نستطيع أن نستعيد بعض مقاطع من كو لكي نرى ماذا صارت إليه في أف. المثل الأول نقرأه في كلام عن المسيح الرأس في كو 1: 18: ((هو رأس الجسد الذي هو *********). وكتبت أف 1: 22 في موازاة هذا النص: ((وجعل [الله) كل شيء تحت قدميه [قدمي المسيح]، وجعله، فوق كل شيء، رأسًا للكنيسة التي هي جسده وملء ذاك الذي يملأ كل شيء في كل شيء)). جاء الفكر في أف أكثر تفصيلاً. فلم يقل فقط من هو المسيح بالنسبة إلى الكنيسة، بل أيضًا من هو بالنسبة إلى الله الذي جعله (أعطاه كهدية) للبشر، وأيضًا من هو بالنسبة إلى جميع الكائنات بما فيها القوى السماويّة. كانت ربوبيّّة المسيح شاملة جدًا منذ الرسالة إلى كولسي، فاتّسعت شموليّتها أيضًا في الرسالة إلى أفسس.
                والمثل الثاني يكشف أيضًا الطريقة التي به استعادت الرسالة نصًا من رسالة أخرى: توجّه صاحب كو إلى قرّائه بالكلمات التالية (1: 21- 22).
                (21) وأنتم الذين كنتم فيما مضى، غرباء، أنتم الذين دلّت أعمالكم الشريرة على عداوة عميقة،
                (22) ها إن الله صالحكم الآن بفضل جسد ابنه البشريّ، بموته...
                هذا المقطع الذي جاء موجزًا في تعبيره، قد توسّعت فيه أف كما يلي (2: 21-16):
                (12) فاذكروا أنكم كنتم فيما مضى من دون مسيح، بعيدين عن رعيّة اسرائيل، غرباء عن عهود الله ووعده، لا رجاء لكم ولا إله في هذا العالم.
                (13) أما الآن، فأنتم الذين كنتم فيما مضى بعيدين، صرتم قريبين يوم المسيح.
                (14) فهو (المسيح) سلامنا: جعل ما كان مقسومًا، واحدًا. في بشريّته هدم الحاجز الذي يفصل بينهما: العداوة.
                (15) ألغى الشريعة ووصاياها مع أحكامها. وهكذا أراد أن ينطلق من اليهودي والوثنيّ (اللايهوديّ) ليخلق في شخصه انسانًا واحدًا جديدًا، بعد أن أحلّ السلام.
                (16) ويصالحهما كليهما مع الله في جسد واحد، بصليبه: فقتل العداوة.
                من الواضح أن نص أف يعطي دورًا كبيرًا جدًا للمسيح. فهو ليس فقط ذاك الذي به تمّت المصالحة، بل أيضًا ذاك الذي أتمّها في شخصه. ثم عبَّر النصّ عن التقارب بين فئتي البشريّة، بصور قويّة جدًا: هُدم جدار العداوة. لم يعد اليهود من جهة واللايهود من جهة أخرى، بل هناك شعب وحيد واحد وقد توحّد منذ الآن. هذا ما يصل بنا إلى عبارة مشهورة لا نجد ما يقابلها في كو: ((هناك جسد واحد وروح واحد، مثلما دعاكم الله إلى رجاء واحد: ربّ واحد، إيمان واحد، معموديّة واحدة. إله واحد وأبٌ للجميع. يسود على الكل، يعمل بالكل، ويقيم في الكل)) (أف 4: 4-6). قبل ذلك الوقت، لم يعبّر كتاب من العهد الجديد، بمثل هذه القوّة، عن وحدة الكون في الله وفي المسيح. كانت هذه الوحدة نبتة صغيرة في كو، فوجدت في أف قوّة ووضوحًا في التعبير له بليغ الأثر.


                6 - الحواشي:(لاحظ ان احنا ما زلنا بنكلم عن كلام الرب) شكل آخر من الرسائل البولسيّة الثانية
                إذن، أعيدت قراءة القديس بولس، وأعيد تفسيره. فأنتجت هذه الظاهرة خمس أو ست رسائل بولسيّة ثانية،(اعادة انتاج كلمة الرب هههه)
                أدخلتها الكنيسة في قانونها، معتبرة (وهذا أمر نعود إليه) أنها تستحق الاكرام الذي تنعم بها رسائل صدرت مباشرة من يد الرسول. غير أننا لا نستطيع أن ننهي هذه النظرة الاجماليّة دون أن نشير إلى شكل آخر من الرسائل البولسيّة الثانية: هو نصّ محدّد وقصير. لهذا نعتبره غير موفّق. نحن هنا أمام حواش أدرجها الكتبة في النصوص ليجعلوها تتجاوب تجاوبًا أفضل مع وضع الكنائس التي تقرأها. عندئذ نجد نصًا بولسيًا صحّحه أناس ابتعدوا عنه كثيرًا في الزمن. ونعطي على ذلك مثلين نقرأهما في الرسالة الأولى إلى كورنتوس.
                نقرأ في 1كور 14: 33 ب-35: ((كما في جميع كنائس القديسين، لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه لا يجوز لهنَّ التكلّم، وعليهنّ أن يخضعن كما تقول الشريعة. فإن أردن أن يتعلّمن شيئًا، فليسألن أزواجهنَّ في البيت، لأنه عيب على المرأة أن تتكلّم في *********). هذا النصّ الذي يتعارض مع النسويّة(21) هو في أصل بغضاء عنيفة تشعر بها النساء تجاه بولس. لا شكّ في أن هذا النصّ يبدو جذريًا إلى حدّ يجعل الانسان يرتعش غضبًا. ولكنه ليس من بولس. هذا ما لا شكّ فيه. وأنا لا أقول هذا الكلام لكي أرضي النساء. فنحن، على ما يبدو، أمام حاشية أقحمها كاتب في الحقبة الآبائيّة. ولماذا هذا الاستنتاج؟ لأنه لو كان من بولس لعارض الرسول نفسه بشكل فادح. فقد كتب هو نفسه في 1كور 11: 5: ((كل امرأة تصلّي أو تتنبّأ وهي مكشوفة الرأس تهين رأسها)). لا شكّ في أنه يليق بالمرأة أن تغطّي رأسها. ولكن يقال بأنها تصلّي. وفي القديم، كانت الصلاة في الجماعة تُتلى بصوت عال. وقيل أيضًا أنها تتنبّأ. فكيف تتنبّأ دون أن تفتح فمها، ودون أن تتكلّم؟ فإن كان بولس فرض على المرأة بعض قواعد في اللياقة داخل الجماعة، فهو لم يتوخَّ من المرأة أن تسكت. والأمر بالصمت الذي يُفرض على النساء في 1كور 14، التي تستعمل أيضًا لفظة ((شريعة)) في معنى يختلف كل الاختلاف عن معناها البولسي العادي، هو أيضًا حاشية أقحمها كاتب: نسخَ رسالةَ بولس، فأدخل في النصّ ممارسة عرفتها كنيسته المحلّية، وهكذا أعطى قوّة لممارسة جاءت بعد القرن الأول.
                وهناك أيضًا حاشية ذات نتائج أقل أهميّة، أقحمت في 1كور 15: 56، في وسط توسّع حول الموت والقيامة: ((شوكة الموت هي الخطيئة، وقوّة الخطيئة هي الشريعة)). لماذا ذُكرت هنا الخطيئة والشريعة، دون أي رباط بالسياق؟ هذا ما يشبه بعض المواضيع التي توسّعت فيها روم. أدخلها في هذا المقطع، كاتبٌ تغذّى بالتعليم البولسيّ فأراد أن يفاخر بمعرفته لفكر بولس. هل نحن أمام تأنّق ناسخ؟ هذا ما لا نعرفه.
                (كانت ناقصه رياء)غير أن هذا النهج يدلّ على أن المسيحيين أحسّوا منذ زمن طويل بالحاجة إلى التوسّع في الفكر البولسيّ، لأنه متشعّب ولأنه يدفع القارئ طوعًا إلى تفسيره.




                خاتمة
                إن الحضارة الحديثة التي اغتذت بالعقلانيّة والدقّة، لا ترضى باسم مستعار. لهذا، يصعب عليها أن تقارب مؤلَّفًا لاأصيلاً دون فكر مسبق ينطبع بطابع الرفض. والخطّ الذي قدّمناه داخل الرسائل البولسيّة الثانية، قد يكون عملَ (هذا ما نرجوه على الأقل) على تبديل بعض الآراء. لا شكّ في أن بعض أساليب الاقتباس والتقليد تعطي نتيجة سقيمة تبعث على الحزن. فإن كانت حاشية 1كور 15: 33ب-35 إضافة جعلها كاتب في النصّ، فقد أساءت مدة طويلة إلى القديس بولس وإلى حياة الكنيسة التي استندت إلى سلطة بولس لتبرّر موقفها المعارض للنسويّة بما في هذا الموقف من شكّ.
                ولا شكّ أيضًا في أن الرسائل الرعائيّة تبدو بعض المرّات ضعيفة بالنسبة إلى الرسائل التي دوّنها بولس نفسه. غير أن الحياة تمرّ عبر حقبات مختلفة،(بمعنى ان الزمن جه على كلمة الرب هى كمان ...دنيا) ويجب أن نقبل بهذا الاختلاف. فحقبات التأسيس غير حقبات التنظيم. ولكن الاثنين ضروريتان. ظلَّ بولس منسيًا بعض الوقت خلال القسم الأكبر من القرن الثاني، وهذا أمر نفهمه. فهذا القرن الذي عرف اضطهادات قاسية، والذي انطبع بمسافة اتسعت يومًا بعد يوم، بين الكنيسة والمجمع، كانت له اهتمامات غير التبرير بالشريعة.
                ولكن حين يتيح الاسم المستعار كتابة نصّ من مستوى الرسالة إلى أفسس، فلا يمكننا إلاّ أن نبتهج بهذه الظاهرة(ليه بقى؟؟؟). فالرسالة إلى كولسيّ تبدو في حجمها الصغير مسودّة بسيطة تجاه عظمة شقيقتها (الرسالة إلى أفسس) التي جاءت بعدها. ثم إن الكنيسة لم تخلط يومًا بين المسائل المتعلّقة باسم مستعار وتلك المتعلّقة بقانونيّة نصّ من النصوص. وهذا أمر تحمد عليه. فلو فعلت غير ذلك، لحرمنا من أشعيا الثاني وأشعيا الثالث، ومن حكمة سليمان. ولحُرمنا من انجيلين على الأقل، من انجيل متى وانجيل يوحنا. هما يغرزان جذورهما في أرض بذرها الرسولان، ولكنهما ليسا من عمل الرسولين. فلنحمد الروح القدس الذي ألهم كتّابًا لا نعرف أسماءهم فدوّنوا ما دوّنوا من أجل خير الكنيسة والعالم.
                نقل النصّ إلى العربيّة
                الخوري بولس الفغالي
                Michel Quesnel. Le Deutéropaulinisme







                2-


                بولس ورسائله يوم الثلاثاء الفصل الثالث عشر: نزع السُطُر عن اللغة الإسكاتولوجية :



                الفصل الثالث عشر



                نزع السُطُر عن اللغة الإسكاتولوجية
                ا تس 4: 13 - 18


                السُطُرة التي تُجمع سُطُر هي كلمة مُستحدثة تعني رواية بعض نصوص الكتاب المقدس باسلوب تصويري يستند إلى الصور الأدبية المعروفة؛ علينا ان نُميّز بين السُطُرة والأسطورة، (عشان منتلخبطش)فالأسطورة تروي أخباراً خرافية وخيالية لا تمتّ إلى الواقع بصلة في حين ان السُطُرة تتضمّن في طيّات اخبارها المصوّرة تعليماً لاهوتياً عميقاً.
                في رسالته الأولى إلى اهل تسالونيكي ( ا تس 4: 13-18)، استعان القديس بولس بالسُطُر ليشرح مجيء المسيح الإسكاتولوجي وذلك باستعماله بعض الصور الجليانية؛ سنعرض في البداية وصف بولس السُطُري لمجيء المسيح ثمّ سنحاول ان نتعرّف إلى المصادر التي استقى منها الرسول ليعرض وصفه السُطُري؛ هكذا نستطيع ان نفهم المعنى اللاهوتي لظهور الرب وتجلّيه امام المؤمنين؛ في النهاية، سنتوقّف عند بعض النتائج الرعوية التي يتضمّنها هذا النص.


                أولاً: الوصف السُطُري لمجيء المسيح
                تساءل اهل تسالونيكي حول مصير موتاهم، فوجّه بولس اليهم رسالته الأولى مُوضحاً مصير الأحياء والأموات ساعة مجيء الرب.
                يُميّز بولس بين جيلين: جيل الراقدين(1) الذين ماتوا بالرب في تسالونيكي، وجيل الأحياء الذي يضمّ بولس والمؤمنين الباقين معه على قيد الحياة؛ يبدو ان بولس يريد القول ان مجيء المسيح الثاني سيحدث في وقت قريب جداً: عند تجلّي الرب في السماء سيكون الأموات اوفر حظاً من الأحياء، لأنهم سيُلاقون الرب الآتي قبل المؤمنين الأحياء. استعان بولس في تحليله ببعض الصور الرؤيوية، فظهرت السُطُر في تعليمه؛ وبالفعل سترافق
                مجيء المسيح الأمور التالية: يهتف رئيس الملائكة ويُنفخُ في بوق الله ، فيقوم الأموات اولاً للقاء المسيح (آ 16) ويُخطف الأحياء في السُحب لملاقاة الرب في الهواء (آ 17).
                يؤكّد بولس انه يُعطي تعليمه حول مجيء المسيح الثاني استناداً إلى قول الرب(2) ( آ 15)؛ نحن نعلم ان الإنجيليين لم يذكروا هذا الوصف الاحتفالي لمجيء المسيح ولقاء المؤمنين به، فمن اين وصل قول الرب إلى بولس؟ هل يستند بولس إلى تعليم الأناجيل(3) بشكل عام؟ هل يستشهد بولس بكلام قاله المسيح ووصل اليه عبر احد التقاليد التي يجهلها الإنجيليون؟ هل يستند بولس إلى وحي(4) ناله من المسيح القائم من بين الأموات؟ هل هو كلام نبوي نابع من الكنيسة؟
                ما يمكننا ان نقوله هو ان هذا الوصف لمجيء المسيح يستند بشكل اساسي إلى وحي شخصيّ ناله الرسول من المسيح القائم من بين الأموات؛ غير انه لا يمكن الاعتبار ان المسيح قال حرفياً هذا الكلام والبرهان على ذلك وجود كلمة نحن في آ 17؛ فلو كان المسيح يتكلّم لكان من المفروض ان يتوجّه إلى المستمعين بصيغة المخاطب: ((أنتم))؛ كذلك نجد عبارة ((الرب نفسه)) ( آ 16) بصيغة الغائب وهذا يُؤكّد ان بولس لا ينقل نفس الكلمات التي تفوّه بها يسوع. هذا يعني أن وصف بولس السُطُري المتعلّق بمجيء المسيح هو موهبة خاصة نالها الرسول من المسيح القائم من بين الأموات، غير أنّ بولس عبّر عن الوحي الإلهي باسلوب سُطُري تصويري يستند بشكل اساسي على ثقافته المتعددة الجوانب. هنا نتساءل: من أين استوحى بولس وصفه السُطُري لمجيء المسيح؟
                ولكن إذا كان بولس يستند في وصف مجيء المسيح إلى وحي شخصي، كان من المفروض (كان المفروض بقى!!)أن يشير إلى ذلك الأمر بصراحة كما فعل في الرسالة الأولى إلى اهل كورنتوس التي اشرنا اليها آنفاً، حيث يميّز بولس بين كلام الرب وتعاليمه الخاصة ( 1 كور 7: 10، 12؛ رج غل 2: 2).
                ثانياً: المصادر التي استقى منها بولس وصفه السطري لمجيء المسيح
                انّ ولادة بولس في طرسوس لها تأثير كبير على ثقافته، إذ تعرّف هناك على الثقافة اليونانية وعلى التيارات الفلسفية؛ حين تطرّق الرسول إلى مجيء المسيح، من الطبيعي ان يستعين ببعض المعطيات التي يستقيها من الثقافة اليونانية. ولكنّ بولس هو يهودي في الولادة ( غل 2: 15) وقد تعلّم على يد جملائيل (أع 22: 3) طريقة الاستشهاد بالكتب المقدسة وكيفية تطبيقها على واقع الحال. سنحاول ان نعرض مدى تأثير الثقافة اليونانية والديانة اليهودية على وصف بولس السُطُري لمجيء المسيح.


                1 ـ استيحاء بولس من الثقافة اليونانية
                يبدو ان بولس قد تصوّر مجيء المسيح على مثال الاستقبالات الاحتفالية التي كانت المدن اليونانية(5) تشهدها اثناء زيارة الملوك او الأباطرة الرومان لها. اننا نلاحظ انّ كلمة المجيء (باروسيا(6) هي غائبة عن الترجمة السبعينية ولا نجد ما يقابلها في التوراة العبرية؛ غير انّ الأدباء اليونان استعملوا بكثافة هذه الكلمة حين يجري الحديث عن زيارة الأباطرة أو الملوك للمدن اليونانية؛ كما أننا نجد كلمة أخرى في وصف بولس السُطري وهي ملاقاة (ابانتيسين) وهذه الكلمة هي خاصة بتلك الاستقبالات التي اشرنا اليها. حين زار نيرون(7) مدينة كورنثية، خرج أهل المدينة إلى لقائه باحتفال مهيب، وتخليداً لهذا المجيء العظيم، صكّوا النقود واعلنوا بداية حقبة جديدة.
                كان بولس، بدون شكّ، على اطلاع بهذه الاستقبالات الاحتفالية، لذلك تصوّر ظهور الرب وتجلّيه على مثال هذه اللقاءات الفرحة: حين يأتي المسيح من السماء ويقترب من المدن الأرضية، سيخرج المؤمنون إلى ملاقاته ليستقبلوه باحتفال.
                لا يمكننا ان ننفي تأثير الحضارة اليونانية (الوثنية)على تفكير بولس، غير ان تعليم الرسول حول مجيء المسيح الثاني لا ينطبق تماماً على استقبال المدن اليونانية للأباطرة؛ اثناء الزيارات، كانت هذه المدن تستقبل العظماء في شوارعها المزينة وكانت تٌقام المآدب وتُمنح الحريات ولكنّ تصوير بولس لمجيء المسيح لا يُشير إلى مجيء الرب إلى الأرض؛ يقول الرسول انّ المؤمنين سيذهبون على السحب لملاقاة الرب في الهواء دون ان تكون هناك اشارة إلى اصطحاب المسيح الآتي في طريق العودة إلى المدن الأرضية. هل استقى بولس تعليمه من الحضارة اليهودية؟




                2 ـ نقاط التقارب مع الرؤى اليهودية
                ان معرفة بولس بالكتب المقدسة لها تأثير واضح على تعليمه حول مجيء المسيح، فالوصف السُطُري لمجيء المسيح يتضمّن عناصر عديدة مأخوذة من العهد القديم ومن الكتب الرؤيوية المنحولة.
                مما لا شكّ فيه ان بولس يصف مجيء المسيح على خلفية ظهور الله في سيناء (خر19: 10- 18؛ تث 33: 2)؛ ينزل الله من السماء إلى جبل سيناء فيصعد الشعب العبراني للقائه على الجبل؛ يذكر هذا المقطع من سفر الخروج البوق والغيوم ونزول الرب واقتراب الشعب من مكان اللقاء، وهذا يؤكّد وجود تقارب بين حادثة سيناء(8) ومجيء المسيح.
                من ناحية أخرى نلاحظ انّ الاختطاف العجائبي(9) نحو المناطق السماوية هو امر معروف في الكتب الرؤيوية وقد طبّقه بولس على خبرته الروحية في 2 كور 12: ،2 4.
                كذلك يحتلّ البوق دوراً مهماً في ظهورات الله، فلا يمكن الكلام عن ظهور المسيح دون ذكر البوق(10)، غير ان البوق لا يلعب نفس الدور في ظهورات المسيح(11) . ونلاحظ دوراً مهماً للملائكة(21) في وصف بولس لمجيء المسيح، فالمسيح سينزل من السماء عند انطلاق صوت رئيس الملائكة المجهول الهوية(13)؛ يظهر رئيس الملائكة بكثافة في الكتب اليهودية المنحولة(14)، كما ان الكتب الرؤيوية تذكر عادة الملائكة حملة الأبواق(15). وتُشكّل الغيوم بدورها جزءاً من الأسلوب الجلياني خاصة بما يختصّ بمجيء ابن الإنسان المُستوحى من نبوءة دانيال(16)؛ ان الغيوم هي وسائل نقل تنقل المؤمنين إلى الهواء ليلاقوا الرب هناك.
                باختصار نقول ان التقارب بين تعليم بولس حول مجيء المسيح وبين حادثة سيناء والكتب الرؤيوية هو واضح كما عرضنا أعلاه؛ ولكننا نجد اعتراضاً على هذا التقارب، فالغيوم في سيناء لا تنقل الناس إلى لقاء الرب، بل هي تغطي الشعب الصاعد إلى الجبل. ان الرسول الذي أراد الكلام عن مجيء المسيح، قد استعان بعدة عناصر خاصة بالكتب الرؤيوية اليهودية التي تتكلّم باستمرار عن الملائكة حملة الأبواق، والغيوم وغيرها، واستوحى الرسول أيضاً من الحضارة اليونانية فظهر تعليمه في لوحة غنية امتزج فيها الوصف السُطُري بالتفكير الشخصي الموُحى.(كوكتيل..هههه)




                ثالثاً: توضيح بولس حول مجيء الرب في الرسالة الثانية إلى اهل تسالونيكي
                أحدثت الرسالة الأولى إلى اهل تسالونيكي بلبلة بين بعض المؤمنين الذين تبنّوا موقفاً مغلوطاً ومفهوماً خاطئاً لتعليم بولس حول مجيء المسيح؛ وبالفعل انتشرت الفكرة القائلة ان يوم الرب قد دنا من رسالة أو نبوءة أو قول منسوب إلى بولس (2 تس 2: 2). لن نتطرّق إلى صحة نسبة الرسالة الثانية إلى اهل تسالونيكي إلى بولس ولا إلى سنة كتابتها ولكننا نقول ان المؤمنين في تسالونيكي لم يفهموا كلام بولس على حقيقته، ولم يستطيعوا ان يميّزوا السُطُر التي وردت في كلامه؛ عرفت الكنيسة الأولى انبياءها الذين كانوا يتنبّأون (1 كور14: 3 - 4، 26 - 30) ومن المحتمل ان يكون احد هؤلاء الأنبياء قد شرح مجيء الرب بطريقة توحي انه قريب جداً؛ حين وقعت البلبلة، انبرى بولس يصحّح الخطأ المنتشر في تسالونيكي، فكتب رسالته الثانية إلى هذه الكنيسة عارضاً تعليمه بشكل واضح وموسّع عن مجيء الرب في حين انه كان قد تطرّق إليه بشكل عابر في الرسالة الأولى.
                يمكننا أن نعتبرأن الرسول حاول أن ينزع السُطُر عن لغته الإسكاتولوجية التي استعان بها ليشرح مجيء المسيح الثاني ولكنّ شرح بولس اللاحق لا يخلو من التعابير الرؤيوية المأخوذة من الرؤى اليهودية: ان مجيء المسيح ستسبقه احداث معروفة وظاهرة يمكننا ان نشعر بها وهي الكفر وظهور رجل المعصية. ان الزمن الحاضر ليس زمن رجل المعصية لأن الوقت لم يحن ولأن العائق يعوق رجل المعصية من الظهور، فيجب أن ننتظر زوال العائق.
                لن يكون مجيء المسيح قريباً لذلك يجب أن ننتظر فترة ملحوظة من الزمن. أضحى تعليم الرسول واضحاً، ولكنّ المشكلة ما تزال هي هي، لأنّ توضيح بولس اللاحق لرسالته الأولى يستند على الأسلوب الرؤيوي، فالرسول يستعين بالصور الجليانية في رسالته الثانية؛ وإذا اخذنا بعين الإعتبار ان متى شرح، هو بدوره، مجيء المسيح بواسطة الصور الرؤيوية السطرية ( مت 24: 30- 31)، فهذا دليل ان كتّاب العهد الجديد لم يستطيعوا ان يتصوّروا مجيء المسيح دون الاستعانة بالصور الرؤيوية المعروفة التي تتضمنّ في طياتها السُطُر.


                رابعاً: الإسكاتولوجيا ام الكريستولوجيا في وصف مجيء المسيح السطري
                انّ الأسلوب التصويري السُطُري الذي استعمله بولس في وصف مجيء المسيح الثاني، يُوحي لنا، للوهلة الأولى، ان وجهة التعليم هي إسكاتولوجية، وكأنّ الرسول يريد ان يصف وصفاً دقيقاً الأحداث السابقة والمرافقة لهذا المجيء؛ غير انّ القراءة الدقيقة لتعليم الرسول تكشف انّ الكريستولوجيا هي التي تشغل باله. انّ نقطة انطلاق بولس في تحليله ترتكز على موت المسيح وقيامته (آ 14)؛ انّ موضوع الإيمان الذي يجري الحديث عنه، هو الإيمان بيسوع الذي مات ثمّ قام، فالموت يرتدي قوة خلاصية في اطار التبشير بقيامة المسيح (1 كور 15: 3). كذلك نلاحظ انّ الذين ماتوا في تسالونيكي هم موتى في المسيح (آ 16): ان الموت في يسوع يعني المرور به كونه الوسيط(71) لِنِعَم الخلاص.
                من جهة اخرى نجد امراً يلفت انتباهنا وهو انّ بولس حين يصف ذهاب الأحياء والأموات إلى لقاء الرب، لا يقول لنا اين ينتهي المسار الذي يسلكه هؤلاء المؤمنون ولا يشير إلى الدينونة في نهاية هذا المسار الذي يقود المؤمنين للقاء الرب؛ بعد اللقاء بالمسيح الآتي من السماء، يقول بولس: ((هكذا نكون مع الرب دائماً أبداً)) (آ 17): لا يريد الرسول ان يصف المكان الذي سيُقيم فيه الذاهبون للقاء الرب، بل يصف بولس الحالة التي سيكون بها المؤمنون بعد هذا اللقاء، وهذا دليل ان بولس يهتمّ بإقامة المؤمنين مع المسيح اكثر من تشديده على كيفية ذهابهم للقاء الرب(18). هكذا لا نستطيع ان نركّز انتباهنا على البوق والملائكة وكيفية اختطاف المؤمنين في الغيوم، لأنّ الرسول يدعونا إلى الإيمان بانّ الرب سيأتي شخصياً للقاء المؤمنين الذاهبين للإقامة معه.
                ان التشديد على قيامة المسيح في هذا النص، وعلى ضرورة الموت بيسوع والإقامة الدائمة معه في الهواء هي امور تؤكّد ان هدف بولس التعليمي في هذا النص ليس إسكاتولوجياً بل هو هدف كريستولوجي، فالإسكاتولوجيا تبدو وكأنّها نتيجة لها ارتباط وثيق بقيامة المسيح التي تُشكّل الضمانة لقيامة المؤمنين ولقائهم بالرب.


                خامسًا: الوجهة الرعائية في تعليم بولس
                ان الهدف التعليمي للوصف السطري لمجيء المسيح ترافقه وجهة رعائية، لأن غاية الرسول هي تهدئة قلق المؤمنين في تسالونيكي حول مصير موتاهم؛ ان الحزن الذي وقع فيه اهل تسالونيكي يجعل هؤلاء المرتدّين إلى الإيمان يُشبهون سائر الناس الذين لا رجاء لهم. من الطبيعي أن يحزن المؤمنون على فقد موتاهم، ولكن عليهم أن يحزنوا في الإطار الذي سيرسمه لهم الرسول، وهذا الإطار يحمل رسالة عزاء: حين يعرف المؤمنون مصير موتاهم عند مجيء المسيح سيتحوّل حزنهم إلى رجاء بلقاء المسيح والبقاء معه دائماً. هذا ما دفع بولس لكي يختم تحليله بقوله: ((فليشدّد بعضكم بعضاً بهذا الكلام)) (آ 18)؛ يهدّئ بولس قلق المسيحيين في تسالونيكي وفي الكنيسة على مرّ العصور من خلال كلام التعزية الذي ينقله اليهم، فيظهر الرسول راعياً حقيقياً يسهر على تنظيم حياة الجماعة على ضوء الإيمان بيسوع المسيح القائم من بين الأموات. لا يجب ان تحزن كنيسة تسالونيكي على موتاها في إطار خال من الرجاء، لأن مصير الراقدين سيكون بقرب الله والرب يسوع فلا ضرورة للحزن، بل يجب ان يكون في تسالونيكي رجاء بقيامة الموتى ليعيشوا الحياة الدائمة مع المسيح القائم من بين الأموات.
                بعد ان يَطمَئِنّ اهل تسالونيكي إلى مصير موتاهم، عليهم بدورهم أن يعزّوا بعضهم بعضاً بواسطة الكلمات التي تعلّموها. لا يهتمّ بولس بوصف مجيء المسيح الإحتفالي، بل يركّز اهتمام القرّاء على نصائح هدفها تشجيع وتعزية المؤمنين الذين يعيشون في الحداد؛ لقد استعمل بولس السطر في خدمة الأهداف الرعوية.


                خاتمة
                ان وصف بولس السُطُري لمجيء المسيح ينطوي على مستويين: المستوى الأول هو تعليمي يتضمّن تحليل الرسول حول موضوع قيامة المسيح وقيامة المؤمنين به وذهابهم إلى لقائه في مجيئه الثاني، والمستوى الثاني تصويري يتضمّن السُطُر التي استعان بها بولس للوصول إلى هدفه التعليمي؛ امتزج المستويان فظهرا سوية في لوحة رائعة. انّ نزع السُطُر عن اللغة الإسكاتولوجية يقضي بان نُميّز بين هذين المستويين لكي نصل، من خلال السُطُر التي استعملها بولس، إلى وجهة النص الكريستولوجية التي يريد الرسول ان يعلّمها لقرّائه، وهذا ما حاولنا ان نظهره في عرضنا. لا ريب انّ نزع السُطُر يساعدنا على فهم معظم نصوص العهد الجديد التي تستعمل هذا الأسلوب التصويري السُطُري.
                الخوري نعمة الله خوري






                الموقع فيه الكثير والكثير بخصوص كورنثوس و العبرانين لمن يريد المزيد............




                وفى النهاية :


                أختم بقول الله تعالى: سورة البقرة: آية : 79


                فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ

                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 ماي, 2024, 12:38 م.


                قولوا:
                لا اله الا الله....تفلحوا



                ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                تعليق

                • راجي عفو ربي
                  0- عضو حديث
                  • 31 مار, 2010
                  • 3
                  • طالب
                  • مسلم

                  #23
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
                  انا الذي اسال الله
                  ان ينير بصيرتك الي طريق الحق
                  وان يهديك الي اتباع المنهج الصحيح

                  تعليق

                  • الفضة
                    مشرفة عامة

                    • 9 سبت, 2008
                    • 2093
                    • مسلمة

                    #24
                    رد: لبس يقع فيه الكثيرين بخصوص القديس بولس الرسول

                    جزاكم الله خيرا
                    أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                    أشفق على النصارى الحيارى !
                    كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                    الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                    تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                    موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                    فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                    أورثوذوكسي يعترف !
                    د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                    كل يوم اية و تفسيرها
                    حقيقة المنتديات المسيحية !
                    بولس الدجال
                    لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                    التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                    فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                    حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                    سؤال للطلبة النصارى
                    كشف عوار شبهات الكفار
                    محنة الثالوث مع مزمور 2
                    النصارى في لحظة صدق نادرة !



                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 13 ساعات
                    ردود 0
                    4 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 14 ساعات
                    ردود 3
                    9 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 14 ساعات
                    ردود 0
                    5 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                    رد 1
                    10 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                    ردود 0
                    5 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    يعمل...