الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبثت بين جنبات الإنترنت لعلي أجد كتب في الإنقطاع بالجدل فلم أجد مَّن تطرق إلى هذا , فوجدت أنه من اللازم عليّ أن أضع موضوعاً حول الإنقطاع في المناظرة والجدل .. واعتمدت في ذلِك على الكثير من كتب القُدامى ورسائِل المعاصرين .. وإن شاء الله تعالى أشرع بعرض المادة بصورة تتناسَب مع الإنترنت والدعوة والمناظرة عليْه .. وعلى أياً من أحبتنا الكِرام الإسْتفسار عن أي شيء بخصوص هذا الموضوع أن يسأل .. ونتمنى أن تتبنى هذه القاعِدة المنتديات الإسلامية في حواراتها مع المخالفين... لِذا فالموضوع مفتوح للجميع للتعرف والإستفادة , والنقل والتبيين والتوضيح والتعديل والتنقيح.
الإنقطاع في الجدل
تعريفه :
أن لا يتمكن أحد المتناظِرَيْنِ من الإسْتِمرار في نُصْرةِ ما ينافِح من أجْلِهِ ويعجز عن إقامة الحُجة على الغاية التي يُحاور من أجلها نفياً أو إثْباتاً, وأظهر أنواعه هو قوله تعالى "فبُهِت الذي كفر".
و قد عرفه الفراء بقوله :
"الإنقطاع في المناظرة هو: العَجْز عن بلوغ الغرض المطلوب بالمناظرة . وذلك مأخوذ من قولهم: انقطع في السفر: إذا عجِز عن السير وبلوغ الغاية المقصودة به"(1).
وعرفه ابن عقيل في الْوَاضِحِ:
" الانقطاع هو : العَجْز عن إقامة الحُجة في الوجه الذي ابتدأ للمقالة . والإنقطاع في الأصل : هو بيان الإنتفاء عن الشيء ، وذلك أنه لابد من أن يكون انقطاع شيء عن شيء وهو على ضربين :
أحدهما : تباعد شيء عن شيء : كانقطاع طرف الحبل عن جملته ، وإنقطاع الماء عن مجراه .
والآخر : عدم شيء عن شيء : كانقطاع ثاني الكلام عن ماضيه .
وتقدير الانقطاع في الجدل ، على أنه انقطاع القوة عن النصرة للمذهب الذي شرع في نصرته . وذلك أن المسألة تكون مراتبها خمسة ، فيكون مع المجادل قوة على المرتبة الأولى والثانية ، ثم ينقطع فلا يكون له قوة على المرتبة الثالثة وما بعدها من المراتب ، وانقطاع القوة عن الثالثة عجز عن الثانية ، فلذلك قلنا : الانقطاع في الجدل عَجْز عنه ، فكل انقطاع في الجدل عجز عنه ، وليس كل عجز عنه انقطاعا فيه ، وإن كان عاجزاً عنه " (2)
وقد عرفه البلعمي فقال: الانقطاع كإسمه, وحكمه مقتضب من لفظه, وهو قصوره عن بلوغ مغزاه, وعجزه عن إظهار مراده ومبتغاه. (3)
وقال الأستاذ أبو منصور: الإنقطاع عبارة عن العَجْز عن بلوغ الغرض المقصود إما بانتقاله من دليل لم يصححه إلى دليل آخر (4).
وَيَنْقَطِعُ السَّائِلُ بِعَجْزِهِ عَنْ بَيَانِ السُّؤَالِ، وَبَيَانِ طَلَبِ الدَّلِيلِ، وَطَلَبِ وَجْهِهِ - أَيْ وَجْهِ الدَّلِيلِ - , وَطَعْنِهِ فِي دَلِيلِ الْمُسْتَدِلِّ , وَمُعَارَضَتِهِ لِدَلِيلِ الْمُسْتَدِلِّ , وَانْتِقَالِ السَّائِلِ إلَى دَلِيلٍ آخَرَ أَوْ إلَى مَسْأَلَةٍ أُخْرَى قَبْلَ تَمَامِ الْمَسْأَلَةِ الأُولَى (5)
وعرفه الباجي في كتابه الحدود بقوله: "عَجْز أحد المتناظرين عن تصحيح قوله"(6).
أسباب الإنقطاع:
1- الإنقطاع بسبب ضعف المجادل أو المناظر.
أ) لنقصان علمه بفنون الجدل والنظار (كأن لا يعرف كيف يضع الأدلة أو يرتبها في مواضعها في السؤال والجواب).
ب) أو لنقصان علمه بحجج مذهبه (ولو كان بارعاً بفنون الجدل).
ب) أو لنقصان علمه بحجج مذهبه (ولو كان بارعاً بفنون الجدل).
2- الإنقطاع بسبب ضعف المذهب أو المقالة التي ينصرها المناظر.
صُوَرُ الإنقطاع :
أ) صور تتعلق بالمسؤول
ب) صور تتعلق بالسائل
ج) صور تتعلق بالسائل والمسئول.
ب) صور تتعلق بالسائل
ج) صور تتعلق بالسائل والمسئول.
أ ) وانقطاع المسؤول بسبعة اشياء (7) :
أولها: بالعجز عن بيان المذهب.
الثاني: بالعجز عن بيان الدليل.
الثالث: بالعجز عن الإنفصال عن المعارضة.
الرابع: بجحده مذهبَه.
الخامس: بجحده ما ثُبِت بإجماع أو نص.
السادس: بالإنتقال.
السابع: بتخليط كلامه بما لا يُفهم.
الثاني: بالعجز عن بيان الدليل.
الثالث: بالعجز عن الإنفصال عن المعارضة.
الرابع: بجحده مذهبَه.
الخامس: بجحده ما ثُبِت بإجماع أو نص.
السادس: بالإنتقال.
السابع: بتخليط كلامه بما لا يُفهم.
وقال الصيرفي (8):
الإنقطاع من المجيب ما دام السائل مطالِبا يكون إما :
1) بالخروج من مسألة إلى مسألة عن جواب ما سأل عنه, أو
2) بالإعتراف بأن لا جواب عنده, أو
3) كون ما يدفعه عدله على نفسه إما جحد الضرورة أو سمع أو غير ذلك من الأصول, أو
4) السكوت عن الجواب بعد أن أخذ فيه.
الإنقطاع من المجيب ما دام السائل مطالِبا يكون إما :
1) بالخروج من مسألة إلى مسألة عن جواب ما سأل عنه, أو
2) بالإعتراف بأن لا جواب عنده, أو
3) كون ما يدفعه عدله على نفسه إما جحد الضرورة أو سمع أو غير ذلك من الأصول, أو
4) السكوت عن الجواب بعد أن أخذ فيه.
ب) وانقطاع السائل بثمانية أشياء (9):
الأول: بالعجز عن بيان السؤال.
الثاني: بالعجز عن المطالبة بالدليل.
ولثالث: بالعجز عن المطالبة بتقرير الدليل.
الرابع: بالعجز عن المعارضة.
الخامس: بالعجز عن المنع من الترجيح.
السادس: بالانتقال عما شرَع فيه قبل إتمامه.
السابع: بجحد ما ثبت بنص أو إجماع.
الثامن: بتخليط كلامه على وجه لا يُفهم.
ولثالث: بالعجز عن المطالبة بتقرير الدليل.
الرابع: بالعجز عن المعارضة.
الخامس: بالعجز عن المنع من الترجيح.
السادس: بالانتقال عما شرَع فيه قبل إتمامه.
السابع: بجحد ما ثبت بنص أو إجماع.
الثامن: بتخليط كلامه على وجه لا يُفهم.
ج ) وانقطاع يشترك فيه السائل والمسؤول معاً (10):
1- أن يسكت سكوت حيرة، من غير عذر.
2- أن يتشاغل بذكر حديث أو شعر أو نحوهما.
3- أن يغضب في غير موضع الغضب.
4- أن يقوم في غير موضع القيام.
5- أن يُسفِّه خصمه.
3- أن يغضب في غير موضع الغضب.
4- أن يقوم في غير موضع القيام.
5- أن يُسفِّه خصمه.
من علامات الإنقطاع الموهمة بأنها حُجة:
1- جحد الضرورة : مثاله أن يقول : " إن هذا الشيخ وُجِدَ هكذا في هذا الطوْر من الكهولةِ دون أن يمر على مراحل الطفولة والصبا والشباب".
2- نقض الجملة بالتفصيل فيما بعد .. كأن يقول : " كل الكتاب هو من الوحي, وكل آية لبولس في الكتاب هي من الوحي".. ثم يقول فيما بعد " هذه الآية لبولس في الكتاب ليست من الوحي"
3- ترك إجراء العلة في المعلول ( التناقض) كأن يقول المسيحي: " هذا نبي كاذب لزواجه بأكثر من امرأة" فيقال له " إذاً نوح وابراهيم وموسى , أنبياء كذبة حسب قولِك لزواج أكثر من امراة" .. فيمتنع عن القول بذلِك .. فيلزمه التناقُض والإنقطاع.
4- تحكم السائِل على المستدل وأمثلته:
أ ) المطالبة بالإستزادة في غير موضع الزيادة .. كأن يرد المستدل بدليل عقلي صحيح , فيطالبه السائِل بدليل آخر نصي ..!! , فهنا السائِل منقطِعٌ لأنه قد ثبت الصحة بدليل فأراد الإستزادة من الأدلة لتوكيد الصحة وهي زيادة غير مُلْزِمة للمجيب , إلا إن بين السائِل أن ما اعتمد عليه خصمه في الدليل الأول اغترار لا يوجب ثِقة.. أو شغب وإيهام لطريق الحجة من غير حقيقة وعلى السائِل تبيين وإظهار هذا التشغيب.
ب) الزام المسئول بما لا يلزم في طرق العلم والصحة ... كأن يجيب المسئول بدليل نصي صحيح , فيقول السائِل لا أقبل في الصحة إلا دليل عقلي .. والعكس ..!
5- تكرير المعنى على اختلاف العبارة ..
أ) بانقطاع السائِل بتكرير سؤاله ولو بعبارةٍ مختلفة , لإخفاء انقطاعِهِ وإظهار وكأن المجيب لم يجِب على السؤال .. فعلى المجيب أن يقول للسائِل , قد مضى الجواب عن هذا وهو كذا وكذا... وتكرارُك إما يكون عن زيادة تحتاج جوابها , أو عن إنقطاع.
ب) بانقطاع المجيب بتكرار كلام خارجٍ عن الجواب .. لإخفاء انقطاعِهِ والإيهام بأنه يكرر جواب السؤال.. فعلى السائِل أن يسأله أين الجواب على ما سُئِلت؟.. فإن كان عندك جواب وإلا فأفْصِح عن الإنقطاع.
ب) بانقطاع المجيب بتكرار كلام خارجٍ عن الجواب .. لإخفاء انقطاعِهِ والإيهام بأنه يكرر جواب السؤال.. فعلى السائِل أن يسأله أين الجواب على ما سُئِلت؟.. فإن كان عندك جواب وإلا فأفْصِح عن الإنقطاع.
6- انقطاع المجيب على جواب السؤال بهل .. الذي يستلزم الإيجاب بنعم أو لا ..
أ) إما بالإمتناع عن الجواب تماماً أو
ب) بالهروب الى زيادات وتفصيلات لا تتناسب مع جواب السؤال بهل (أي : نعم أو لا) ..
ب) بالهروب الى زيادات وتفصيلات لا تتناسب مع جواب السؤال بهل (أي : نعم أو لا) ..
ج) أو بزعم أن السؤال فيه حجر وإيهام وهو ليس كذلِك... وإن زعم المجيب أن السؤال فيه إيهام فعليه بإعادة صياغة السؤال بما يزيل الوهم ثم يجيب بنعم او لا .. لا أن يتملص من الجواب نهائِياً.
________________________________________
(1) العدة في أصول الفقه 5/1535 .
(2) الواضح في أصول الفقه 1/483- 484
(2) الواضح في أصول الفقه 1/483- 484
(3) البحر المحيط 4/307
(4) البحر المحيط 4/307
(5) شرح الكوكب المنير 4/378
(6) الحدود في الأصول 1/79.
(7) العدة في أصول الفقه 5/1535 .
(8) البحر المحيط 4/307
(9) العدة في أصول الفقه 5/1535 .
(10) أبو الخطاب في التمهيد 4/250
(4) البحر المحيط 4/307
(5) شرح الكوكب المنير 4/378
(6) الحدود في الأصول 1/79.
(7) العدة في أصول الفقه 5/1535 .
(8) البحر المحيط 4/307
(9) العدة في أصول الفقه 5/1535 .
(10) أبو الخطاب في التمهيد 4/250
تعليق