السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ...
صراحةً إتحيرت وين اضع الموضوع اتمنى من المشرف نقله الى المكان المناسب
قد وعدتكم فى موضوع تلألأ من جبل فاران واتى مع عشرة الاف من القديسين بإنشاء موضوع "هل صحراء فاران هى صحراء مكة
وقد وجدت هذا المقال للأخ عبدالخالق بن جاسم حفظه الله
أشمل وأعم من موضوعى فهو يتحدث ؟؟؟ إقرأ لتعرف
شواهد التاريخ في قدوم النبي إبراهيم إلى مكـة وعرفات
جاء في التوراة بأن إبراهيم عليه السلام حين خرج من مصر الى جنوب كنعان أي جنوب فلسطين اخذ يرتحل من جنوب فلسطين _ محاذاة شمال الحجاز _ الى الجنوب أي الحجاز ((خرج إبراهيم من مصر هو وامرأته وكُل ما كان لهُ. وأخذ يرتحل من الجنوب إلى بيت إيل (أي بيت الله) إلى المكان الذي كان بيته فيه في البداءة)) تكوين 13 / 1- 2، أي إلى أول بيت وضع لعبادة وطاعة الله.
حيث كما هو معروف بأن جنوب كنعان أي جنوب فلسطين هي امتداد طبيعي لصحراء شمال ووسط الحجاز، هذا الامتداد الصحراوي الطبيعي ما بين جنوب كنعان وشمال الحجاز يقعان على نفس خط الطريق الطبيعي والمؤدي الى مكة.. الذي أصبح فيما بعد الخط التجاري من مكة الى بلاد الشام.
وما يدعم ذلك هو تأكيد التوراة على استمرار ارتحال إبراهيم نحو الصحراء في الجنوب وهو خارج من جنوب أرض الكنعانيين ((ثم أخذ يرتحل جنوباً نحو صحراء الجنوب)) تكوين 12: 9، وسياق لفظة: ثم أخذ يرتحل جنوباً (هـ - نجب) أي استمراره في الارتحال نحو صحراء الجنوب في الحجاز إلى حيث قال إبراهيم: ((ربنا إني أسكنتُ من ذريتي بوادٍ غير ذى زرع عند بيتك المحرم)) سورة إبراهيم: 37. إلى مكان أول بيت وضع للناس لعبادة وطاعة الله، أي استمراره في الارتحال إلى (بيت إِيل) بيت الله الذي وضع له في البداءة، أي إلى ((أول بيت وضع للناس للذي ببكة)) آل عمران: 96.
بعد ان أكدت لنا التوراة وكما رأينا فيما سبق عن خروج إبراهيم عليه السلام من جنوب أرض كنعان ونزوله هو وزوجه وابنه عند مكة، فهنا تؤكد لنا بقية رحلته لتثبيت مناسك الحج في مكة:
بيت إيل
وقول التوراة ((ثم انتقل من هناك _ أي من بلوطة مورة _ الى الجبل شرقيّ بيت إيل ونصب خيمته، فكان بيت إيل غربيه وعاي شرقيه)) تكوين 12: 8. هذه الحقيقة تثبت بتناسق مدهش على ورود الخليل مكة وإقامته بها، حيث ان نزوله من جنوب كنعان المحاذية لشمال الحجاز ونزوحه الى مكة، سوف يكون بيت الله على جهته الغربية وجبل عرفة على جهته الشرقية الذي يبعد 12 ميلاً شرقي مكة، حيثُ نصب خيمته بينهما، أي في منى التي تقع بين جبل عرفات وبين بيت الله حيثُ ينصب المسلمون خيامهم هناك.
لأن (بلوطة مورة) التي انتقل منها إبراهيم والتي تلفظ باللغة العبرية (موره) وتأتي بمعنى أرض المريا (الله يرى)، هي بالحقيقة جبل (مروه) في مكة، حيث وجدت فيها هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام وهي من سمت هذه المنطقة بهذا الاسم حين تراءى لها ملاك الله جبرائيل عليه السلام بعد أن سعت سبعة أشواط بين الصفا والمروة، حيث تعتبر المروة هي البقعة التي يختم بها الشوط السابع ؛ لانه من الصفا إلى المروة يعتبر شوطاً ومن المروة إلى الصفا يعتبر شوطاً، وهكذا يكون خاتمة الشوط السابع على المروة التي انتقل منها إبراهيم إلى جبل عرفة حين حج به جبرائيل عليهما السلام كما رأينا سابقا. وفي خاتمة الشوط السابع المروة حين كانت تسعى هاجر دعت ربها هناك طلبا للماء لابنها الرضيع إسماعيل حين شارف على الهلاك بسبب العطش. وهذه الحقيقة أيضاً نأخذها بشهادة التوراة نفسها، حيثُ تخبرنا التوراة ان الله حينما فجر لهاجر وابنها إسماعيل بئر زمزم بعد أن نفد الماء عندها في مكة انها قالت وهي في تلك المنطقة على جبل المروة: ((فنادت هاجر الرب الذي خاطبها: انت إيل رئي، لأنها قالت: هنا حقاً رأيتُ الذي يراني، لذا سميت البئر بئر الحيّ رئي)) تكوين 16: 13.
ومن الحقائق المعروفة لدى علماء التاريخ والآثاريين إن المنطقة التي أطلق عليها كتبة التوراة (بيت إيل) لم تكن معروفة بهذا الاسم أبداً سواء في زمن إبراهيم أو حتى من بعد زمن إبراهيم، انما سماها بذلك كتبة التوراة. حيثُ ان اسمها القديم الذي كانت تدعى به في ذلك الزمن هو ((لوز)) Luz. أي لم يكن هناك في زمن إبراهيم وحتى قبل عصره أو بعده منطقة تسمى ببيت إيل في عموم أرض كنعان، والمنطقة الوحيدة التي كانت تسمى بهذا الاسم هي مكة المكرمة، وهو ما سوف نراه لاحقاً.
ومن المفارقات الاخرى التي انتبهتُ إليها من خلال دراستي لاسفار التوراة _ والتي تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية _ والتي تدعم بأن إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل من أصول عربية _ أي جزيرية _ وانهم هم ذوو الدماء النقية المنتسبة الى إبراهيم دون غيرهم، وانهما أيضاً وصلوا الى مكة وكانوا فيها لبناء بيت الله الحرام، الذي تسميه التوراة ببيت (إِل) أو (إيل) في القصة الخاصة بابراهيم في سفر التكوين، و (إِل) معناه (الله) باللغات الجزرية _ أي الاقوام النازحة من جزيرة العرب والمسماة خطأ بالسامية _ وهي التسمية التي استخدمها الموحدون الحقيقيون. (وإِل أو إلّ ليس ببعيد حين نطقه إيلاه = الله)، هو أنه فقط إبراهيم وهاجر وابنهما إسماعيل كانوا ينطقون اسم الله بلفظة (إيل) أو (بيت إيل) من دون سارة وإسحاق. حيثُ أول ما ولِدَ لإبراهيم ابن من هاجر سماه إسماعيل وبالعبرية (يشماعيل) وهو مكون من مقطعين (يشمع + إيل) أي سمع الله أو يسمع الله، وبنص التوراة: ((وولدت هاجر لإبراهيم ابناً فسماهُ إسماعيل)) تكوين 16: 15. أي ان الله سمع دعوة إبراهيم فرزقه ولداً على الرغم من كبر سنه.
هذا وان دل على شيء، فإنه يثبت بان إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل حينما ينطقون اسم الله تحت لفظة (إيل) = اللاه، بأنهم كانوا في ذلك الزمن الموغل في التاريخ من اصل دم نقي واحد، وبانهما من أصل موطن واحد. وكذلك يثبت لنا بان إبراهيم حينما ينطق (بيت إيل) ويتوجه إليه، وحيثما وجدت أحداثه مع إبراهيم في التوراة، فانه يقصد بيت الله الحرام في مكة حيثُ أقامت هاجر وابنهما إسماعيل عنده، واللذين هما فقط في زمن الخليل من عرفوا بيت الله بهذا الاسم.
والتي أخذ كتبة اليهود وقائع قصتها الحقيقية من الاسماعيليين الذين كانوا منتشرين في تلك المنطقة كحبات الرمل على حد تعبير التوراة، ومن ثم قاموا بنقل وقائعها ومصاديق حقائقها من مكة الى أرض كنعان، بعد تحريفها وتزويرها وصياغتها من جديد بما يتلاءم مع توجهاتهم وتشريعاتهم التي أوجدوها للطائفة التي شكلوها في بابل تحت اسم اليهود ؛ لأنهُ كان من مصلحة كتبة التوراة في العمل على ذلك خدمة لمصالحهم واغراضهم، من اجل خلق جذور لهم في هذه الأرض. ولكي تسهل لهم عملية خداع الطائفة التي شكلوها تحت اسم اليهود في بابل، التي حوت اجناساً من شعوب عدة. ولكي تصفو لهم عملية اغتصاب أرض كنعان وخيراتها بعد ان نووا ان يترغدوا بعيشهم فيها، من دون ان ينازعهم أو يكافحهم أحد من شعوبها الأصليين والشرعيين التي قطنتها وعاشت بها وعمروها منذ الآلاف من السنين، كالكنعانيين والاسماعيليين والفلسطينيين الذين كانوا ممتزجين فيها كشعب واحد.
وكذلك تثبت لنا هذه الحقائق بان القبلة الحقيقية هي بيت الله الحرام الكعبة الشريفة في مكة المكرمة.. قبلة إبراهيم وإسماعيل وهاجر وإسحاق والنبيين من بعدهم.. أساس وقاعدة التوحيد الاولى.
وكان بنو إسماعيل في الحجاز وحيث ما كانوا ينتشرون في أرض الجزيرة العربية وإلى حد العصر الإسلامي ينطقون الله ويدعوه باسم (إِل = اللاه = الله) التي كانت أحدى اللهجات العربية (الجزرية / السامية) القديمة وهو ما سوف نراه فيما يأتي، تماماً كما قرأ القرآن الكريم بسبعة أحرف أي سبع لهجات وقد أجاز تلاوتها كلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولكن مع الأسف الشديد أن جميع علماء اللغة والتاريخ من المسلمين والاخباريين لم يكونوا يعرفون شيئاً علمياً دقيقاً من اللغات (الجزيرية / السامية) القديمة، كالأكدية والبابلية والعبرية القديمة والآرامية وغيرها من اللغات واللهجات معرفة صحيحة، فنشأ عن ذلك أنهم لم يوفقوا إلى بيان المعاني الدقيقة التي يؤديها كثير من الكلمات العربية في أصل وضعها ونشأتها، فنشأ عن ذلك أيضاً وقوعهم في أغلاط فاحشة في ما يتعلق بفهم اشتقاق وأصل الكلمات.
عن أبي سعيد السيرافي: (الإِل = إِل) قيل هو من أسماء الله عزّ وجلّ. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه، لما تلي عليه سَجع مُسيلمة الكذاب، قال: (إن هذا لشَيءٌ ما جاء من إِلّ ولا برَ فأين ذهب بكم، أي من ربوبية) أي لم يَجئ من الأصل الذي جاء منه القرآن، أي من الله سبحانه وتعالى. لهذا عن ابن سيده قال: و (الإِل = إِل) هو الله عزّ وجلّ، انظر (ابن منظور، لسان العرب، مادة ألل). فكما نلاحظ بإن (إِل) كان اسماً معروفاً للدلالة على الله جل جلاله منذ آدم عليه السلام وعهد إبراهيم الخليل وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل وذريته من بعده وإلى حد عصر الإسلام. ولكون (الإِلَّ = إِلَّ) كانت تدل لدى العرب قديماً منذ زمن إبراهيم عليه السلام وحتى عصر الإسلام على الله جلّ جلاله فقد اتخذوها لقدسيتها كذلك للدلالة على القسم (الحِلْف والعَهْد)، وقد وردت في القرآن الكريم مرتين ((لاَ يرقبون فِيكُم إِلاَّ ولاَ ذمَّةً، لاَ يرقبونَ في مُؤمِنٍ إِلاَّ ولاَ ذِمَّةً وأُولئِكَ هُمُ المُعتدونَ)) سورة التوبة: 8 – 10.
وكما رأينا سابقاً بأن من اسماء جبل عرفة قديماً كان يسمى (جبل الال) = جبل الله. قال أبو طالب في قصيدته المشهورة: ((وبالمشعر الأقصى إذا قصدوا له إلال إلى تلك الشراج القوابل))، وقال النابغة: ((بمُصطبحات من لصَاف وثبَرة.. يزرنَ ألالاً سَيرهُنَّ التدافعُ)). بل هناك الكثير من الأسماء العربية قبل الإسلام من تسمت بـ(إِل = إيل) قال ابن الكلبـي: كل اسم فـي العرب آخره إِلّ أَو إِيل فهو مضاف إِلـى الله عز وجل ؛ كَشُرَحْبِـيل وشَرَاحيل وشِهْمِيل، لهذا نجد ان جبل عرفة كان يسمى من زمن إبراهيم ولحد عصر ما قبل الإسلام وبعده بـ(جبل الال) = (اللَّ) = (الله) أي جبل الله. لهذا فان الجبل المقدس الذي قصده إبراهيم وانطلق إليه من (بلوطة موره / جبل المروة) هو جبل الرحمة (عرفات) الذي يكون بيت الله العتيق الكعبة الشريفة (بيت إيل) غربيه.
و (عاي) التي تذكرها التوراة _ بقعتها تعرف اليوم باسم ((التل)) _ في فلسطين التي تلفظ بالتصويت العبري (عي) أو (هـ عي) باستخدام أداة التعريف العبرية (الهاء) ؛ لم تكن تعرف بهذا الاسم قديماً اطلاقاً مثلها مثل (بيت إيل) و (بلوطة موره). حيث ان كلمة (عي) أو (هـ عي) العبرية تأتي بمعنى ((كومة خراب)) أو ((أنقاض))، وإنما سماها بذلك كتبة التوراة حين كتابتهم لأباطيل اسفارهم في زمن سيطرتهم ونفوذهم ايام كورش وسيدتهم الأولى أستير. لكونها كانت مدينة مطمورة لم يكن يوجد لها من أثر سوى اطلالها الآثارية، فأراد كتبة التوراة بتحريفهم ووضعهم لهذه الاسماء الوهمية وربطها بإبراهيم في أرض كنعان، بعد أن سمعوا وأخذوا وقائع قصصها الحقيقية من بني إسماعيل الذين كانوا منتشرين في تلك المنطقة.
هيع
أما قول التوراة بان ((ه - عي شرقيه)) أي كانت جهة الشرق حين استمرار ارتحال إبراهيم من جنوب صحراء فلسطين (كنعان) إلى مكة المكرمة، تصف لنا بتناسق مدهش وجود إبراهيم في مكة وعرفات. حيث هناك منطقة كانت قرية قديمة جداً على الطريق من المدينة إلى مكّة تسمى (هيع) تكون شرقي النازل إلى مكة. ومن المعروف لدى علماء اللغات بأن التصرف في حروف الثلاثي بالتقديم والتأخير شائع جداً في اللغات الجزيرية / السامية. لذا فإن كلمة (ه - عي) هي نفسها (ه - يع)، و (الهيع) (الهيعة) والتي تسمت في العصر الإسلامي بـ(الـمَهْيع، والمهيعة) هي الـجحفةُ. وفي الحديث: وانْقُل حُمَّاها إِلـى مهيعة ؛ مَهيعة: اسم الـجُحفة وهي ميقاتُ أَهلِ الشام، وبها غَدير خُمَ ؛ وسُمّيت الجحفَة لأن السيولَ اجتحَفتها، أي خربتها، لهذا نجد معنى كلمة (عي: ه - عي) العبرية تعني كومة خراب، وهو ما يدل بوضوح أن كتبة التوراة نقلوا قصة إبراهيم ومكة من بني إسماعيل، ووضعوها على أرض كنعان لغرض معين كما بينا ذلك سابقاً.
وقال السكري: الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة، والجحفة أول الغور إلى مكة. وذكر ابن الكَلبي: أن العماليق أَخرجوا بني عَبِيل، وهم إخوة عاد فنزلوا الجحفَة، وكان اسمها مهيعَة (ه - يع، ه - عي) فجاءَهُم السيلُ، فاجتحفهم، فسُمّيت الجُحفَة. وبنو عي (عيا) حي من جرم ؛ وجرم هي قبيلة (جرهم) التي سكنت مكة وحواليها زمن نبي الله إسماعيل عليه السلام. يقول الأزهري: بنو أعيا ينُسب إليهم أعيوي أو عيوي وهم حَيٌّ من العرب، أي بطن من أسد، وهو أعيا أخو فقعس ابن طريف. و (العَيُّ) أو (عَيُّ) كما هو معروف لدى العرب قديماً ولدى الاخباريين والنسابة هو ابنُ عدنان أخو معد، الذي سكن هو وذريته المنطقة التي سموها باسمهم (عَيُّ) والتي تسمت لاحقاً بالجحفة أو المهيعة، ومن المعروف أن العدنانيين سكنوا مكة وما حواليها وينسبون إلى إبراهيم وابنهِ إسماعيل.
لذا نجد (ه - عي)، (ه - يع) التي ذكرت في التوراة لم يكن لها أي ذكر في عموم بلاد كنعان أبداً وإطلاقاً، بل كانت منطقة قديمة جداً ومعروفة في أرض الجزيرة العربية على بعد ثلاث مراحل شرقي النازل من صحراء جنوب الشام فلسطين يريد مكة. والتي كانت من زمن إبراهيم عليه السلام التي جعلها حدود الحرم المكي وإلى حد عصرنا هذا، بوابة النازل من الشام يريد مكة المكرمة وميقات إحرام حجهم للبيت العتيق.
* باحث وكاتب في الدراسات الاسلامية والتاريخية
المصدر صحيفة عكاظ
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ...
لكم مني أجمل تحية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ...
صراحةً إتحيرت وين اضع الموضوع اتمنى من المشرف نقله الى المكان المناسب
قد وعدتكم فى موضوع تلألأ من جبل فاران واتى مع عشرة الاف من القديسين بإنشاء موضوع "هل صحراء فاران هى صحراء مكة
وقد وجدت هذا المقال للأخ عبدالخالق بن جاسم حفظه الله
أشمل وأعم من موضوعى فهو يتحدث ؟؟؟ إقرأ لتعرف
شواهد التاريخ في قدوم النبي إبراهيم إلى مكـة وعرفات
جاء في التوراة بأن إبراهيم عليه السلام حين خرج من مصر الى جنوب كنعان أي جنوب فلسطين اخذ يرتحل من جنوب فلسطين _ محاذاة شمال الحجاز _ الى الجنوب أي الحجاز ((خرج إبراهيم من مصر هو وامرأته وكُل ما كان لهُ. وأخذ يرتحل من الجنوب إلى بيت إيل (أي بيت الله) إلى المكان الذي كان بيته فيه في البداءة)) تكوين 13 / 1- 2، أي إلى أول بيت وضع لعبادة وطاعة الله.
حيث كما هو معروف بأن جنوب كنعان أي جنوب فلسطين هي امتداد طبيعي لصحراء شمال ووسط الحجاز، هذا الامتداد الصحراوي الطبيعي ما بين جنوب كنعان وشمال الحجاز يقعان على نفس خط الطريق الطبيعي والمؤدي الى مكة.. الذي أصبح فيما بعد الخط التجاري من مكة الى بلاد الشام.
وما يدعم ذلك هو تأكيد التوراة على استمرار ارتحال إبراهيم نحو الصحراء في الجنوب وهو خارج من جنوب أرض الكنعانيين ((ثم أخذ يرتحل جنوباً نحو صحراء الجنوب)) تكوين 12: 9، وسياق لفظة: ثم أخذ يرتحل جنوباً (هـ - نجب) أي استمراره في الارتحال نحو صحراء الجنوب في الحجاز إلى حيث قال إبراهيم: ((ربنا إني أسكنتُ من ذريتي بوادٍ غير ذى زرع عند بيتك المحرم)) سورة إبراهيم: 37. إلى مكان أول بيت وضع للناس لعبادة وطاعة الله، أي استمراره في الارتحال إلى (بيت إِيل) بيت الله الذي وضع له في البداءة، أي إلى ((أول بيت وضع للناس للذي ببكة)) آل عمران: 96.
بعد ان أكدت لنا التوراة وكما رأينا فيما سبق عن خروج إبراهيم عليه السلام من جنوب أرض كنعان ونزوله هو وزوجه وابنه عند مكة، فهنا تؤكد لنا بقية رحلته لتثبيت مناسك الحج في مكة:
بيت إيل
وقول التوراة ((ثم انتقل من هناك _ أي من بلوطة مورة _ الى الجبل شرقيّ بيت إيل ونصب خيمته، فكان بيت إيل غربيه وعاي شرقيه)) تكوين 12: 8. هذه الحقيقة تثبت بتناسق مدهش على ورود الخليل مكة وإقامته بها، حيث ان نزوله من جنوب كنعان المحاذية لشمال الحجاز ونزوحه الى مكة، سوف يكون بيت الله على جهته الغربية وجبل عرفة على جهته الشرقية الذي يبعد 12 ميلاً شرقي مكة، حيثُ نصب خيمته بينهما، أي في منى التي تقع بين جبل عرفات وبين بيت الله حيثُ ينصب المسلمون خيامهم هناك.
لأن (بلوطة مورة) التي انتقل منها إبراهيم والتي تلفظ باللغة العبرية (موره) وتأتي بمعنى أرض المريا (الله يرى)، هي بالحقيقة جبل (مروه) في مكة، حيث وجدت فيها هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام وهي من سمت هذه المنطقة بهذا الاسم حين تراءى لها ملاك الله جبرائيل عليه السلام بعد أن سعت سبعة أشواط بين الصفا والمروة، حيث تعتبر المروة هي البقعة التي يختم بها الشوط السابع ؛ لانه من الصفا إلى المروة يعتبر شوطاً ومن المروة إلى الصفا يعتبر شوطاً، وهكذا يكون خاتمة الشوط السابع على المروة التي انتقل منها إبراهيم إلى جبل عرفة حين حج به جبرائيل عليهما السلام كما رأينا سابقا. وفي خاتمة الشوط السابع المروة حين كانت تسعى هاجر دعت ربها هناك طلبا للماء لابنها الرضيع إسماعيل حين شارف على الهلاك بسبب العطش. وهذه الحقيقة أيضاً نأخذها بشهادة التوراة نفسها، حيثُ تخبرنا التوراة ان الله حينما فجر لهاجر وابنها إسماعيل بئر زمزم بعد أن نفد الماء عندها في مكة انها قالت وهي في تلك المنطقة على جبل المروة: ((فنادت هاجر الرب الذي خاطبها: انت إيل رئي، لأنها قالت: هنا حقاً رأيتُ الذي يراني، لذا سميت البئر بئر الحيّ رئي)) تكوين 16: 13.
ومن الحقائق المعروفة لدى علماء التاريخ والآثاريين إن المنطقة التي أطلق عليها كتبة التوراة (بيت إيل) لم تكن معروفة بهذا الاسم أبداً سواء في زمن إبراهيم أو حتى من بعد زمن إبراهيم، انما سماها بذلك كتبة التوراة. حيثُ ان اسمها القديم الذي كانت تدعى به في ذلك الزمن هو ((لوز)) Luz. أي لم يكن هناك في زمن إبراهيم وحتى قبل عصره أو بعده منطقة تسمى ببيت إيل في عموم أرض كنعان، والمنطقة الوحيدة التي كانت تسمى بهذا الاسم هي مكة المكرمة، وهو ما سوف نراه لاحقاً.
ومن المفارقات الاخرى التي انتبهتُ إليها من خلال دراستي لاسفار التوراة _ والتي تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية _ والتي تدعم بأن إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل من أصول عربية _ أي جزيرية _ وانهم هم ذوو الدماء النقية المنتسبة الى إبراهيم دون غيرهم، وانهما أيضاً وصلوا الى مكة وكانوا فيها لبناء بيت الله الحرام، الذي تسميه التوراة ببيت (إِل) أو (إيل) في القصة الخاصة بابراهيم في سفر التكوين، و (إِل) معناه (الله) باللغات الجزرية _ أي الاقوام النازحة من جزيرة العرب والمسماة خطأ بالسامية _ وهي التسمية التي استخدمها الموحدون الحقيقيون. (وإِل أو إلّ ليس ببعيد حين نطقه إيلاه = الله)، هو أنه فقط إبراهيم وهاجر وابنهما إسماعيل كانوا ينطقون اسم الله بلفظة (إيل) أو (بيت إيل) من دون سارة وإسحاق. حيثُ أول ما ولِدَ لإبراهيم ابن من هاجر سماه إسماعيل وبالعبرية (يشماعيل) وهو مكون من مقطعين (يشمع + إيل) أي سمع الله أو يسمع الله، وبنص التوراة: ((وولدت هاجر لإبراهيم ابناً فسماهُ إسماعيل)) تكوين 16: 15. أي ان الله سمع دعوة إبراهيم فرزقه ولداً على الرغم من كبر سنه.
هذا وان دل على شيء، فإنه يثبت بان إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل حينما ينطقون اسم الله تحت لفظة (إيل) = اللاه، بأنهم كانوا في ذلك الزمن الموغل في التاريخ من اصل دم نقي واحد، وبانهما من أصل موطن واحد. وكذلك يثبت لنا بان إبراهيم حينما ينطق (بيت إيل) ويتوجه إليه، وحيثما وجدت أحداثه مع إبراهيم في التوراة، فانه يقصد بيت الله الحرام في مكة حيثُ أقامت هاجر وابنهما إسماعيل عنده، واللذين هما فقط في زمن الخليل من عرفوا بيت الله بهذا الاسم.
والتي أخذ كتبة اليهود وقائع قصتها الحقيقية من الاسماعيليين الذين كانوا منتشرين في تلك المنطقة كحبات الرمل على حد تعبير التوراة، ومن ثم قاموا بنقل وقائعها ومصاديق حقائقها من مكة الى أرض كنعان، بعد تحريفها وتزويرها وصياغتها من جديد بما يتلاءم مع توجهاتهم وتشريعاتهم التي أوجدوها للطائفة التي شكلوها في بابل تحت اسم اليهود ؛ لأنهُ كان من مصلحة كتبة التوراة في العمل على ذلك خدمة لمصالحهم واغراضهم، من اجل خلق جذور لهم في هذه الأرض. ولكي تسهل لهم عملية خداع الطائفة التي شكلوها تحت اسم اليهود في بابل، التي حوت اجناساً من شعوب عدة. ولكي تصفو لهم عملية اغتصاب أرض كنعان وخيراتها بعد ان نووا ان يترغدوا بعيشهم فيها، من دون ان ينازعهم أو يكافحهم أحد من شعوبها الأصليين والشرعيين التي قطنتها وعاشت بها وعمروها منذ الآلاف من السنين، كالكنعانيين والاسماعيليين والفلسطينيين الذين كانوا ممتزجين فيها كشعب واحد.
وكذلك تثبت لنا هذه الحقائق بان القبلة الحقيقية هي بيت الله الحرام الكعبة الشريفة في مكة المكرمة.. قبلة إبراهيم وإسماعيل وهاجر وإسحاق والنبيين من بعدهم.. أساس وقاعدة التوحيد الاولى.
وكان بنو إسماعيل في الحجاز وحيث ما كانوا ينتشرون في أرض الجزيرة العربية وإلى حد العصر الإسلامي ينطقون الله ويدعوه باسم (إِل = اللاه = الله) التي كانت أحدى اللهجات العربية (الجزرية / السامية) القديمة وهو ما سوف نراه فيما يأتي، تماماً كما قرأ القرآن الكريم بسبعة أحرف أي سبع لهجات وقد أجاز تلاوتها كلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولكن مع الأسف الشديد أن جميع علماء اللغة والتاريخ من المسلمين والاخباريين لم يكونوا يعرفون شيئاً علمياً دقيقاً من اللغات (الجزيرية / السامية) القديمة، كالأكدية والبابلية والعبرية القديمة والآرامية وغيرها من اللغات واللهجات معرفة صحيحة، فنشأ عن ذلك أنهم لم يوفقوا إلى بيان المعاني الدقيقة التي يؤديها كثير من الكلمات العربية في أصل وضعها ونشأتها، فنشأ عن ذلك أيضاً وقوعهم في أغلاط فاحشة في ما يتعلق بفهم اشتقاق وأصل الكلمات.
عن أبي سعيد السيرافي: (الإِل = إِل) قيل هو من أسماء الله عزّ وجلّ. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه، لما تلي عليه سَجع مُسيلمة الكذاب، قال: (إن هذا لشَيءٌ ما جاء من إِلّ ولا برَ فأين ذهب بكم، أي من ربوبية) أي لم يَجئ من الأصل الذي جاء منه القرآن، أي من الله سبحانه وتعالى. لهذا عن ابن سيده قال: و (الإِل = إِل) هو الله عزّ وجلّ، انظر (ابن منظور، لسان العرب، مادة ألل). فكما نلاحظ بإن (إِل) كان اسماً معروفاً للدلالة على الله جل جلاله منذ آدم عليه السلام وعهد إبراهيم الخليل وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل وذريته من بعده وإلى حد عصر الإسلام. ولكون (الإِلَّ = إِلَّ) كانت تدل لدى العرب قديماً منذ زمن إبراهيم عليه السلام وحتى عصر الإسلام على الله جلّ جلاله فقد اتخذوها لقدسيتها كذلك للدلالة على القسم (الحِلْف والعَهْد)، وقد وردت في القرآن الكريم مرتين ((لاَ يرقبون فِيكُم إِلاَّ ولاَ ذمَّةً، لاَ يرقبونَ في مُؤمِنٍ إِلاَّ ولاَ ذِمَّةً وأُولئِكَ هُمُ المُعتدونَ)) سورة التوبة: 8 – 10.
وكما رأينا سابقاً بأن من اسماء جبل عرفة قديماً كان يسمى (جبل الال) = جبل الله. قال أبو طالب في قصيدته المشهورة: ((وبالمشعر الأقصى إذا قصدوا له إلال إلى تلك الشراج القوابل))، وقال النابغة: ((بمُصطبحات من لصَاف وثبَرة.. يزرنَ ألالاً سَيرهُنَّ التدافعُ)). بل هناك الكثير من الأسماء العربية قبل الإسلام من تسمت بـ(إِل = إيل) قال ابن الكلبـي: كل اسم فـي العرب آخره إِلّ أَو إِيل فهو مضاف إِلـى الله عز وجل ؛ كَشُرَحْبِـيل وشَرَاحيل وشِهْمِيل، لهذا نجد ان جبل عرفة كان يسمى من زمن إبراهيم ولحد عصر ما قبل الإسلام وبعده بـ(جبل الال) = (اللَّ) = (الله) أي جبل الله. لهذا فان الجبل المقدس الذي قصده إبراهيم وانطلق إليه من (بلوطة موره / جبل المروة) هو جبل الرحمة (عرفات) الذي يكون بيت الله العتيق الكعبة الشريفة (بيت إيل) غربيه.
و (عاي) التي تذكرها التوراة _ بقعتها تعرف اليوم باسم ((التل)) _ في فلسطين التي تلفظ بالتصويت العبري (عي) أو (هـ عي) باستخدام أداة التعريف العبرية (الهاء) ؛ لم تكن تعرف بهذا الاسم قديماً اطلاقاً مثلها مثل (بيت إيل) و (بلوطة موره). حيث ان كلمة (عي) أو (هـ عي) العبرية تأتي بمعنى ((كومة خراب)) أو ((أنقاض))، وإنما سماها بذلك كتبة التوراة حين كتابتهم لأباطيل اسفارهم في زمن سيطرتهم ونفوذهم ايام كورش وسيدتهم الأولى أستير. لكونها كانت مدينة مطمورة لم يكن يوجد لها من أثر سوى اطلالها الآثارية، فأراد كتبة التوراة بتحريفهم ووضعهم لهذه الاسماء الوهمية وربطها بإبراهيم في أرض كنعان، بعد أن سمعوا وأخذوا وقائع قصصها الحقيقية من بني إسماعيل الذين كانوا منتشرين في تلك المنطقة.
هيع
أما قول التوراة بان ((ه - عي شرقيه)) أي كانت جهة الشرق حين استمرار ارتحال إبراهيم من جنوب صحراء فلسطين (كنعان) إلى مكة المكرمة، تصف لنا بتناسق مدهش وجود إبراهيم في مكة وعرفات. حيث هناك منطقة كانت قرية قديمة جداً على الطريق من المدينة إلى مكّة تسمى (هيع) تكون شرقي النازل إلى مكة. ومن المعروف لدى علماء اللغات بأن التصرف في حروف الثلاثي بالتقديم والتأخير شائع جداً في اللغات الجزيرية / السامية. لذا فإن كلمة (ه - عي) هي نفسها (ه - يع)، و (الهيع) (الهيعة) والتي تسمت في العصر الإسلامي بـ(الـمَهْيع، والمهيعة) هي الـجحفةُ. وفي الحديث: وانْقُل حُمَّاها إِلـى مهيعة ؛ مَهيعة: اسم الـجُحفة وهي ميقاتُ أَهلِ الشام، وبها غَدير خُمَ ؛ وسُمّيت الجحفَة لأن السيولَ اجتحَفتها، أي خربتها، لهذا نجد معنى كلمة (عي: ه - عي) العبرية تعني كومة خراب، وهو ما يدل بوضوح أن كتبة التوراة نقلوا قصة إبراهيم ومكة من بني إسماعيل، ووضعوها على أرض كنعان لغرض معين كما بينا ذلك سابقاً.
وقال السكري: الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة، والجحفة أول الغور إلى مكة. وذكر ابن الكَلبي: أن العماليق أَخرجوا بني عَبِيل، وهم إخوة عاد فنزلوا الجحفَة، وكان اسمها مهيعَة (ه - يع، ه - عي) فجاءَهُم السيلُ، فاجتحفهم، فسُمّيت الجُحفَة. وبنو عي (عيا) حي من جرم ؛ وجرم هي قبيلة (جرهم) التي سكنت مكة وحواليها زمن نبي الله إسماعيل عليه السلام. يقول الأزهري: بنو أعيا ينُسب إليهم أعيوي أو عيوي وهم حَيٌّ من العرب، أي بطن من أسد، وهو أعيا أخو فقعس ابن طريف. و (العَيُّ) أو (عَيُّ) كما هو معروف لدى العرب قديماً ولدى الاخباريين والنسابة هو ابنُ عدنان أخو معد، الذي سكن هو وذريته المنطقة التي سموها باسمهم (عَيُّ) والتي تسمت لاحقاً بالجحفة أو المهيعة، ومن المعروف أن العدنانيين سكنوا مكة وما حواليها وينسبون إلى إبراهيم وابنهِ إسماعيل.
لذا نجد (ه - عي)، (ه - يع) التي ذكرت في التوراة لم يكن لها أي ذكر في عموم بلاد كنعان أبداً وإطلاقاً، بل كانت منطقة قديمة جداً ومعروفة في أرض الجزيرة العربية على بعد ثلاث مراحل شرقي النازل من صحراء جنوب الشام فلسطين يريد مكة. والتي كانت من زمن إبراهيم عليه السلام التي جعلها حدود الحرم المكي وإلى حد عصرنا هذا، بوابة النازل من الشام يريد مكة المكرمة وميقات إحرام حجهم للبيت العتيق.
* باحث وكاتب في الدراسات الاسلامية والتاريخية
المصدر صحيفة عكاظ
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ...
لكم مني أجمل تحية .
تعليق