## هل وجود مصادر تاريخيه متعدده تشهد بصلب يسوع تدل على أن هذا حدث يقينا ؟ ##

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أويس القرنى
    2- عضو مشارك
    • 10 مار, 2010
    • 150
    • بشرب شاى
    • مسلم

    ## هل وجود مصادر تاريخيه متعدده تشهد بصلب يسوع تدل على أن هذا حدث يقينا ؟ ##

    1- صلب المسيح ليس هو الحدث التاريخى الوحيد الذى يختلف بخصوصه المسلمون و النصارى :


    من الأمور المعروفه لدى أى مسلم و مسيحى أن هناك الكثير من الإختلافات بين الإسلام و المسيحيه فى الأمور التاريخيه , فكتاب النصارى يخبرهم أن سليمان قد كفر , بينما ينفى القرآن هذا , و كتاب النصارى يخبرهم أن هارون قد صنع العجل لقومه , بينما القرآن ينفى هذا ..... الخ


    لا نريد أن نطيل فى ذكر الإختلافات , فهى عديده و كثيره .


    و لكن هذا يؤدى بنا الى النقطه الثانيه و هى :



    2- لماذا يهتم النصارى بالنقاش فى حادثة الصلب خاصة ؟


    و الجواب على هذا سهل و بسيط , فالنصارى ربطوا بين حادثة الصلب و بين عقيدة الفداء و التخليص من الخطايا , و اذا بطل الصلب بطل الفداء , و لهذا تجد النصارى يناقشون فى قضية صلب المسيح أكثر من غيرها من القضايا محل الإختلاف التاريخى بين الإسلام و المسيحيه .


    و هذا يؤدى بنا الى النقطه الثالثه :


    3- صلب المسيح مجرد حدث تاريخى قبل ورود الاسلام بنفيه , و المشكله فى قوم ضلال رتبوا عليه عقيده :


    بعد أن أتى الوحى فى الإسلام ينفى حادثة الصلب , صار واجبا على كل مسلم أن يؤمن بعدم صلب المسيح , و لكن ماذا عن الناس غير المسلمين قبل الإسلام ؟ هل يجب عليهم أن يؤمنوا بالصلب أم بعدمه ؟


    الجواب أنه لا يجب عليهم أن يؤمنوا بأى شىء , فصلب المسيح مجرد خبر وصل اليهم , يحتمل الصدق أو الكذب , و لا يترتب على التصديق به أو التكذيب به شىء ما , و لعل أحدهم يخرج فيقول " بل يترتب عليه عقيدة الفداء " , فنقول له : إن عقيدة تخليص البشر من الخطايا عن طريق صلب انسان لم يقل بها أحد من الأنبياء , و فكرة المسيح المتألم suffering messiah لم توجد فى الفكر اليهودى مطلقا , بل هى من اختراعات المسيحيه .



    صحيح أنه وجد فى اللاهوت اليهودى الفريسى أن موت البار قد يجلب تكفير الخطايا لأهل بيته أو لأمته , إلا أن بولس الذى كان رجلا فريسيا هو من دفع بهذه العقيده حتى المنتهى و أعطاها شكلا جديدا , و جعل من موت المسيح بحسب ايمانه المسيحى الجديد كفاره عن خطايا العالم أجمع (1)




    و بالتالى لا بد أن نفصل بين " الإيمان بخبر تاريخى " معين يحتمل الصدق أو الكذب , و بين الإيمان ب "خبر تاريخى منضما اليه عقيدة آخرى " اخترعها أناس ضلال و ساروا وراءها , و من سار وراء الضلاله فلا يلومن إلا نفسه , و لا يحق له أن يحمل غيره وزر ضلاله , و على سبيل المثال نحن نجد اليهود يؤمنون أنهم قتلوا يسوع و لكنهم لا يؤمنون أنه المسيح و لا أنه الفادى من الخطايا , و كذلك نقول أن إيمان النصارى بصلب يسوع و ايمانهم بأنه المسيح لا يبرر لهم وقوعهم فى عقيدة باطله هى الفداء و التكفير عن الخطايا عن طريق حادثة الصلب التى جاءهم خبرها .



    4- سؤال للمسلمين : كيف تنفون صلب المسيح و قد شهدت له عدة مصادر مستقله ؟


    سأترك الجواب على هذا للعالم الكبير بارت ايرمان , ففى محاضرة له من سلسلة يسوع التاريخى Historical Jesus يقول بخصوص ورود خبر معين فى أكثر من مصدر ما يلى (2 ) :






    فى أية محكمه , من الأفضل أن يكون لديك شهود كثيرون , عن أن يوجد لديك شاهد واحد و و اذا كان الشهود مستقلين فى كلامهم عن بعضهم البعض , فهذا أفضل , و هو نفس الأمر عندما نبحث فى الأمور التاريخيه,اذا ذكر تقليد معين فى أكثر من مصدر , فهو أكثر قابليه أن يكون صحيحا تاريخيا عن تقليد يوجد فى مصدر واحد....ربما توجد قصه فى مصدر واحد و يتبين أنها الصحيحه , و لكن هذا يحتاج الى العديد من الأدله
    .



    ان لدينا بالفعل عدد من المصادر المستقله , بعضها عن حياة يسوع , و بالتالى فاذا وجد تقليد معين عن يسوع فى أكثر من مصدر , و هذه المصادر أنتجت مستقله عن بعضها , فمعنى هذا أن هذا التقليد ليس أمرا مفبركا فى أحدها , فلو كان مفبركا فى أحدها , فكيف نفسر وجوده فى مصادر أخرى مستقله عنه ؟؟؟




    و أيضا , فإن وجود تقليد معين فى العديد من المصادر يشير الى قدم هذا التقليد , لأن هذه المصادر قد أخذت بالتأكيد من مصدر أقدم




    لا بد ان أؤكد أن الكلام السابق ينطبق فقط على المصادر المستقله عن بعضها البعض , و لا ينطبق على المصادر التى أنتجت معتمدة على بعضها البعض , و على سبيل المثال قصة الرجل الغنى الذى قال له يسوع " بع أملاكك " , هذه القصه توجد فى متى و مرقص و لوقا , و لكن هذه القصه لم تنتج بصوره مستقله , لأن متى و لوقا قد أخذا القصه عن مرقص , و بالتالى فالمصدر الوحيد المستقل هنا هو انجيل مرقص ....اننى لا أزعم أن هذه القصه لم تحدث , و لكنى اقول أنك لا تستطيع ان تدلل على صحة و أصالة هذه القصه باستخدام دليل " المصادر المستقله " بل عليك أن تبحث عن دليل آخر .




    اذن فقاعدة " المصادر المستقله " لا يمكن أن تطبق على أية قصه وردت فى الأناجيل الإزائيه الثلاثه أو وردت فى اثنين منها , لأنها اما أخذت من انجيل مرقص , أو من الوثيقه كيو .




    و فى نفس الوقت كذلك , فإن القصص التى يوجد لها شهادات متعدده ليس بالضروره ان تكون أصيله , بل فقط تزداد احتمالية أن تكون اصيله ليس أكثر , بمعنى أنه لو كان هناك تقليد معين تشهد له عدة مصادر مستقله , فإن هذا يعنى أن هناك "مصدر أقدم" ترجع اليه كل هذه "المصادر المستقله " , و هذا يختلف كلية عن قولنا أن هذا الأمر فعله المسيح فعلا"at the very least , the tradition must be older than all of the sources that recorded it , that's not the same thing as saying it goes all the way back to jesus "




    انتهى الاقتباس






    اذن نقول و نعيد ما قاله بارت ايرمان , أن ورود خبر معين فى أكثر من مصدر لا يعنى بالضروره أن يكون هذا الخبر صحيح بصورة يقينيه , بل فقط تزداد احتمالية صحته ,

    و هنا لا بد أن نتذكر شيئا هاما ورد فى انجيل متى , فيقول كاتب هذا الإنجيل بخصوص سرقة جسد يسوع ( متى 28 - 12 الى 15 ) ( فاجتمعوا مع الشيوخ و تشاوروا , و أعطوا العسكر فضة كثيره , قائلين : " قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا و سرقوه و نحن نيام , و اذا سمع ذلك عند الوالى فنحن نستعطفه , و نجعلكم مطمئنين " , فأخذوا الفضه و فعلوا كما علموهم , فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم )






    لاحظ معى كيف يقول كاتب الإنجيل أن قولا ما شاع بين اليهود و انتشر , مع أن كاتب الإنجيل يقول أن هذا كذب .... اذن نعيد مرة ثالثه و نؤكد أن شيوع القول بصلب يسوع بين الناس لا يعنى يقينا أنه حق

    , بل قد تكون كذبة روجها البعض أو تدبيرا الهيا , و هذا ما سنناقشه فى النقطه الأخيره من هذا الموضوع إن شاء الله , و لكن دعونا نتساءل قبل ذلك , هل هناك مصادر أخرى قالت بعدم صلب يسوع , هذا ما سنستعرضه فى النقطه التاليه .







    5- هناك تقاليد قديمة تقول بعدم صلب المسيح :





    يقول بروس ميتزجر (3) :



    اعتقد الباسيليديون أن يسوع قد أعطى سمعان القيروانى صورته , و قد صلب سمعان بدلا منه , بينما كان يسوع يقف بالقرب لا يراه أحد , و كان يضحك من أعدائه ثم صعد الى الأب


    .




    و يقول بارت ايرمان (4) أن بعض المسيحيين قالوا أن المسيح لم يمت








    كما يتحدث بارت ايرمان أيضا عن أحد مخطوطات نجع حمادى الغنوصيه اسمها ( الأطروحه الثانيه ل "سيث " العظيم ) , تتحدث عن صلب سمعان القيروانى بدلا من المسيح , و هو نفس الكلام الذى قالت به أحدى الفرق الغنوصيه المعروفه باسم فرقه " الباسيليديين " (5) .
















    و يقول بارت ايرمان عن فرقة الباسيليديين هذه , أنها كانت تدعى لنفسها نسبا رسوليا , فيقول ايرمان (6) :




    من الطريف , أن المسيحيين الغنوصيين يستطيعون أن يقدموا حججا عقلانيه على أن مصدر رؤاهم يرجع الى رسل المسيح , ف " كليمنت السكندرى" يسجل فى "الستروماتا " , أن " فلانتينوس" كان تلميذا ل " ثيوداس " , الذى يزعم أنه كان تلميذا لبولس , و أن " باسيليدس" درس عند " جلوكيا " , الذى يزعم أنه كان تلميذا لبطرس .
    هذه الروابط ليس موثوقا فيها بدرجه أكثر أو أقل من قوائم الأسقفيه التى ذكرها المؤرخ الأرثوذكسى " يوسابيوس " , الذى يرجع القياده العامه وصولا الى رسل المسيح , من خلال وسائط غير معروفه بشكل كبير .







    دعونا ننتقل الى النقطه الأخيره و هى الخاصه بعقيدة المسلمين بخصوص حادثة الصلب , و قول الله " شبه لهم "






    6- هناك تفسيران ل " شبه لهم " و ليس تفسيرا واحدا :




    يعتقد المسلمون كما يعرف الأصدقاء النصارى , أن المسيح لم يصلب و لم يقتل و لكن " شبه لهم " فما معنى شبه لهم ؟




    فى الواقع هناك تفسير آخر لهذه الآيه بجوار التفسير المشهور بأن الله ألقى شبه المسيح على غيره , فلنتناول أولا التفسير غير المشتهر على ألسنة الناس .




    التفسير الأول :



    وقيل إن اليهود لما هموا بقتله عليه السلام فرفعه الله تعالى الى السماء خاف رؤساء اليهود من وقوع الفتنة بين عوامهم فأخذوا إنسانا فقتلوه وصلبوه ولبسوا على الناس وأظهروا لهم أنه هو المسيح وما كانوا يعرفونه إلا بالاسم لعدم مخالطته عليه السلام لهم إلا قليلا وشبه مسندا إلى الجار والمجرور كأنه قيل ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى عليه السلام والمقتول أوفى الأمر على قول من قال لم يقتل أحد ولكن أرجف بقتله فشاع بين الناس أو إلى ضمير المقتول لدلالة إنا قتلنا على أن ثم مقتولا (7)



    و نقرأ أيضا :




    وقال أبو على الجبائى : إن رؤساء اليهود أخذوا إنسانا فقتلوه وصلبوه على موضع عال ولم يمكنوا أحدا من الدنو منه فتغيرت حليته وقالوا : إنا قتلنا عيسى ليوهموا بذلك على عوامهم لأنهم كانوا أحاطوا بالبيت الذي به عيسى عليه السلام فلما دخلوه ولم يجدوه فخافوا أن يكون ذلك سببا لايمان اليهود ففعلوا مافعلوا (8)


    و نقرأ أيضا :



    ويحتمل أن يكون المعنى ولكن شبه لليهود الأولين والآخرين خبر صلب المسيح أي اشتبه عليهم الكذب بالصدق فيكون من باب قول العرب : خيل إليك واختلط على فلان . وليس ثمة شبيه بعيسى ولكن الكذب في خبره شبيه بالصدق واللام على هذا لام الأجل : أي لبس الخبر كذبه بالصدق لأجلهم أي لتضليلهم أي أن كبراءهم اختلقوه لهم ليبردوا غليلهم من الحنق على عيسى إذ جاء بإبطال ضلالاتهم . أو تكون اللام بمعنى على للاستعلاء المجازي كقوله تعالى ( وإن أسأتم فلها ) . ونكتة العدول عن حرف على تضمين فعل شبه معنى صنع أي صنع الأحبار هذا الخبر لأجل إدخال الشبهة على عامتهم (9)



    و نقرأ ايضا :


    ولكن شبه لهم إنما عنى تعالى أن أولئك الفساق الذين دبروا هذا الباطل وتواطؤا عليه هم شبهوا على من قلدهم فأخبروهم أنهم صلبوه وقتلوه وهم كاذبون في ذلك عالمون أنهم كذبة
    (10)






    اذن فبحسب التفسير الأول , يكون اليهود هم الذين أشاعوا خبر صلبهم ليسوع , بعدما رأوا أن الله أنقذه منهم و رفعه الى السماء , و شبهوا هذا الأمر على الناس و خدعوهم , و هذا يذكرنا بالكذبه التى روجوها بين اليهود بحسب كاتب انجيل متى , بأنهم سرقوا جثة يسوع , و يقول كاتب انجيل متى نفسه أن هذا القول قد شاع بين اليهود حتى يومه هذا .


    و لعلك تتساءل لماذا أشاع اليهود ذلك , و الجواب بكل بساطه أن الفكر اليهودى فى ذلك الوقت كان يؤمن أن المسيح القادم سيكون مسيحا قويا يهزم الرومان و يعيد القوه للأمه اليهوديه , و بالتالى فقد رأى اليهود أن أنسب طريقه لنفى المسيانيه عن يسوع , هى أن يشيعوا قتله , و بالتالى يظهر أمام الناس كشخص ضعيف , و بالتالى يقول الناس فى أنفسهم أن يسوع هذا يستحيل أن يكون هو المسيح المنتظر .



    التفسير الثانى :


    و هو التفسير المشهور بأن الله ألقى شبه المسيح على غيره , و هنا يعترض النصارى بعدة اعتراضات , نوردها باختصار و نرد عليها باختصار :



    الإعتراض الأول : يقول النصرانى أن إلقاء الشبه فيه خداع للناس



    الجواب : إن صلب المسيح مجرد خبر , لا يترتب على الإيمان به عقيدة فى الأصل , فأن يعتقد الناس ذلك أو لا يعتقدوه , الأمر سيان , و لكنك تقول هذا أيها النصرانى لأنك ربطت بين خبر صلب المسيح و بين عقيدة تسمى الفداء و التكفير عن خطايا العالم , فتظن أن الناس لو صدقوا أن يسوع قد صلب , يلزمهم بالتالى أن يصدقوا أنه مات تكفيرا عن الخطايا , و قد شرحنا سابقا أن كلا الأمرين منفصل , و أنهما غير متلازمين بالضروره , و أن بولس هو من طور هذه العقيده بناء على ايمانه الفريسى السابق .

    و لكننا نذكر لك أيضا , أن المفسرين قد قالوا أن القاء الشبه كان على الوجه فقط , و ليس على كل جسد هذا الإنسان , فصار الناس يقولون الوجه وجه عيسى و الجسد ليس جسد عيسى , اقرأ مثلا :


    وقال بعضهم : الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا (11 )



    ألقي على وجهه ولم يلق على جسده شبه جسد عيسى فلما قتلوه ونظروا إليه قالوا : الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره ( 12 )


    فأخذوا المنافق وهو يقول أنا دليلكم فلم يلتفتوا إلى قوله وصلبوه ثم قالوا وجهه يشبه وجه عيسى وبدنه يشبه بدن صاحبنا فإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا وإن كان صاحبنا فأين عيسى ( 13 )


    و لا أريد أن أطيل بذكر أقوال المفسرين فى هذه الجزئيه .



    الاعتراض الثانى : يقول النصرانى أنه لو جاز القاء الشبه , و اختلاط هذا على الناس لارتفع الأمان , و لشك كل انسان فيمن أمامه , فلعله رجل آخر عليه شبه رجل آخر .



    الجواب : هذا الإعتراض من أكثر الإعتراضات إثارة للضحك , فهذا القول من النصرانى عن خوفه أن تكون معجزة القاء الشبه تحدث على الدوام , و بهذا يرتفع الأمان عن المحسوسات , تماما كمن يقول , أنا أخشى أن أركب البحر لأنه قد ينشق الى نصفين فى أى لحظه كما فعل الله لموسى عليه السلام ... يا له من اعتراض مضحك , يا عزيزى المسيحى المعجزه لا تحدث على الدوام , و هذا أمر فعله الله مع نبيه عيسى , و انتهى , و بالتالى اعتراضك هذا ليس له محل من الإعراب .



    الإعتراض الثالث : اذا كان من صلب ليس يسوع , فلماذا لم يصرخ و يقول لكل الناس أنه ليس هو يسوع ؟



    الجواب : هل لو صرخ و قال أنه ليس يسوع كان اليهود سيتركونه ؟ , إنه اعتراض مضحك مثل الإعتراض السابق أيضا , و لكن على أى حال فلنقل لعل أن الله أخذ على لسانه فمنعه أن ينطق بهذا - اذا افترضنا أن هذا الرجل من الكفار - , أو أن هذا الرجل اذا كان مؤمنا فدى المسيح بنفسه و لم يتكلم .



    الإعتراض الرابع : لماذا لم ينقذ الله المسيح بطريقة أخرى ؟



    الجواب : أولا , لا يصح أن يقال لله لم فعلت هذا الأمر بهذه الطريقه و لم تفعله بطريقة أخرى ؟ فمثل هذا السؤال لا يوجه لله الحكيم ... ثانيا : لو أخفى الله المسيح فجأة عن الناس لربما قال الناس أن يسوع الذى كان يقول أنه نبى قد هرب , فيفتنون , و يظنون أنه نبى كاذب , لأنه لو كان صادقا لما هرب , بعكس ما لو قيل أن اليهود أمسكوه و قتلوه , فهذا لا يوقع الناس فى الفتنه , فكم من نبى قتله قومه ....و كذلك لو رفعه الله أمام الناس الى السماء , فهذا ما يسميه العلماء " الإلجاء " و هو أن تبلغ المعجزة حدا يرغم الناس ارغاما على الإيمان , و مثل هذا الإيمان لا يريده الله , فالله يؤيد أنبياءه بالمعجزات التى تثبت صدقهم , و لكنها فى نفس الوقت تترك المساحه لحرية الإنسان أن يصدق أو يكذب ... و أيضا ربما لو رفع الله المسيح الى السماء أمام أعين الناس لكانت فتنة عظيمه خصوصا فى جو الثقافه اليونانيه الفاسده التى كانت منتشره فى تلك الأيام , فيكون هذا سببا فى فساد اعتقادهم , و يدفعهم هذا الى الغلو فى المسيح و رفعه فوق مقام البشريه .



    فظهر مما سبق أن أنسب شىء كان هو القاء شبه المسيح و شيوع أمر قتله كان هو الخيار الذى لا يثير فتنة , فقتل المسيح لن يختلف عن قتل أى نبى سابق , و لن يثير عند الناس فتنة من أى نوع .





    و آخر دعوانا , أن الحمد لله رب العالمين

    ___________________________



    (1) راجع شرح هذه النقطه فى كتاب " محاضرات عن تأثير بولس على نشأة المسيحيه "Lectures on the influence of the apostle Paul on the development of Christianity


    صفحة 61 و 62 و 63 .لأستاذ اللاهوت الألمانى أوتو فليدرر Otto Pfliederer .






    (2 ) المحاضره التاسعه من سلسلة دروس بارت ايرمان عن يسوع التاريخى التابعه ل The Teaching company ..... ملحوظه بارت ايرمان ذكر فى المحاضره العاشره مصادر عديده تتحدث عن قتل يسوع , و أنه من الصعب أن يلفق المسيحيون مثل هذه القصه , لأن المسيح المنتظر فى الفكراليهودى هو مسيح قوى , و بالتالى فمن الصعب أن يخترع المسيحيون قصة تخالف هذا الفهم اليهودى ..... و لكننا كمسلمين نتساءل , ماذا لو كان اليهود هم الذين اخترعوا هذه القصه لينفوا المسيانيه عن يسوع ؟ تماما كما اخترعوا قصة سرقة جثة يسوع و أشاعوها بين اليهود بحسب اعتراف كاتب انجيل متى .... و أيضا نؤكد على ما قلناه فى الموضوع بالأعلى أن المصادر المتعدد تزيد من احتمالية وقوع هذا الأمر فقط , و لكنها لا تفيد اليقين الجازم .






    (3) Bruce Metzger , Canon of the new testament , page 79




    (4) Bart D Ehrman , Lost christianities , page 2





    (5) Bart D Ehrman , Lost christianities , page 187 , 188





    (6) Bart D Ehrman , Orthodox Corruption of the scriptures , page 22





    (7) ( تفسير أبى السعود 2- 251)




    (8 ) ( روح المعانى 6 - 10 )




    (9 ) ( التحرير و التنوير 1- 1056 )






    (10) ) الفصل فى الملل 1-55(





    (11 ) ( تفسير البيضاوى 1 - 276 )





    ( 12 ) ( الوجيز للواحدى 1- 300 )




    ( 13 ) ( تفسير ابى السعود 2 - 24 )




  • fares_273
    مشرف منتدى النصرانيات

    • 10 أبر, 2008
    • 4178
    • موظف
    • مسلم

    #2
    جزاكم الله خيرا



    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ديس, 2024, 02:21 ص
    ردود 2
    20 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 17 ديس, 2024, 02:02 ص
    ردود 0
    13 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
    ردود 5
    64 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة الفقير لله 3
    بواسطة الفقير لله 3
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
    ردود 11
    136 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
    ردود 3
    76 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    يعمل...