هل إفتدانا المسيح على الصليب ؟؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ام مريم مسلمة اكتشف المزيد حول ام مريم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ام مريم
    6- عضو متقدم

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 20 ديس, 2006
    • 960
    • مسلمة

    هل إفتدانا المسيح على الصليب ؟؟

    : مبررات صلب المسيح عند النصارى

    أما كان صلب أحد هؤلاء كفارة أولى من صلب الإله ؟

    لكن نرى أن شرط النصارى في براءة الفادي من الذنب لم يتحقق حتى بالمسيح رغم أنه وضع له، فالمسيح عندهم جسد أرضي ويكتنفه حلول إلهي، وهم حين يقولون بالصلب فإن أحداً منهم لا يقول بصلب الإله، لكن بصلب الناسوت، وناسوت المسيح جاءه من مريم التي هي أيضاً حاملة للخطيئة، فالمسيح بجسده الفادي الحامل للخطيئة وراثة لا يصلح أن يكون فادياً، فإن زعمت النصارى بأن مريم قد تطهرت من خطيئتها بوسيلة ما من غير حاجة للفداء، فلم لا يطهر جميع الناس بهذه الوسيلة !

    وإن قال النصارى بأن المسيح طهر بالتعميد الذي عمده يوحنا المعمدان وعمره ثلاثون سنة، فقد قالوا بحلول الإله في جسد خاطئ، ويلويقول النصارى: إن الله أراد برحمته أن يخلص الأرض من اللعنة التي أصابتها بسبب معصية آدم، لكن عدله يأبى إلا أن يعاقب أصحاب الذنب، فكيف المخرج للتوفيق بين العدل والرحمة ؟

    يلخص أوغسطينوس المسألة بأن الله رحيم ولا يريد أن يغير قوانين المحكمة، وفيها أن الموت عقوبة عادلة لهذه الخطيئة الأصلية، فاتخذ حيلة ينجي بها عباده، فيموتون ثم يحيون من جديد، فتعود إليهم حريتهم بعد حياتهم الجديدة.

    ولما كانت إماتة الناس جميعاً تتعارض مع قانون الطبيعة وسنن الكون، فكان لابد من شخص معصوم من الذنب الأصلي يعاقبه الله بموته، ثم يبعثه، فيكون موته بمثابة موت البشرية وعقوبتها، وقد اختار الله ابنه لهذه المهمة.

    ويقول القس لبيب ميخائيل: " إن الله الرحيم هو أيضاً إله عادل، وإن الله المحب هو أيضاً إله قدوس يكره الخطيئة، وإذا تركزت هذه الصورة في أذهاننا.... سندرك على الفور أن صفات الله الأدبية الكاملة لا يمكن أن تسمح بغفران الخطية دون أن تنال قصاصها... فإن الصليب يبدو أمامنا ضرورة حتمية للتوفيق بين عدل الله ورحمته ".

    ويؤكد هذه المعاني عوض سمعان في كتابه " فلسفة الغفران " بقوله: " لو كان في الجائز أن تقل عدالة الله وقداسته عن رحمته ومحبته اللتين لا حد لهما، فإن من مستلزمات الكمال الذي يتصف به، أن لا يتساهل في شيء من مطالب عدالته وقداسته، وبما أنه لا يستطيع سواه إيفاء مطالب هذه وتلك، إذن لا سبيل للخلاص من الخطيئة ونتائجها إلا بقيامه بافتدائنا بنفسه ".

    فالمسيح المتأنس غير مولود من الخطيئة، ومسارٍ لقيمة جميع الناس، فكان الفدية التي اصطلح فيها الله مع الإنسانية.

    ويقول حبيب جرجس في كتابه "خلاصة الأصول الإيمانية":" ولما فسد الجنس البشري، وصار الناس مستعبدين للخطيئة، وأبناء للمعصية والغضب لم يتركهم الله يهلكون بإنغماسهم فيها، بل شاء بمجرد رحمته أن ينقذنا من الهلاك بواسطة فادٍ يفدينا من حكم الموت، وهذا الفادي ليس إنساناً ولا ملاكاً ولا خليقة أخرى، بل هو مخلصنا وفادينا ابن الله الوحيد ربنا يسوع المسيح الذي له المجد إلى أبد الآبدين ".

    ويؤكد القس جولد ساك على أهمية القصاص فيقول: " لابد أن يكون واضحاً وضوح الشمس في ضحاها لأي إنسان بأن الله لا يمكنه أن ينقض ناموسه، لأنه إذا فعل ذلك من الذي يدعوه عادلاً ومنصفاً ".

    إذن لابد من العقوبة حتى تحصل المغفرة. وفي ذلك يقول بولس: " وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عبرانيين 9/22 ).

    ويقول: " لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم، وفي أرواحكم التي هي لله " (كورنثوس (1) 6/20 )، ويقول: " أجرة الخطية هي موت " ( رومية 6/23 ).

    ويقول: " لأنه وإن كنا ونحن أعداء فقد صولحنا مع الله بموت ابنه " ( رومية 5/10 ).

    ويقول بطرس: " عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى: بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حَمَلٍ بِلاَ عيْب، ولا دنس دم: المسيح " ( بطرس (1) 1/18 - 19).

    ويعتبر النصارى فداء المسيح للبشرية العمل الحقيقي للمسيح والذي من أجله تجسد وتأنس، يقول الأنبا أثناسيوس: " فالمسيح هو الله غير المنظور، وقد صار منظوراً، ولماذا صار منظوراً، لينجز مهمة الفداء والخلاص، التي ما كان يمكن لغير الله أن يقوم بها، فالله قد تجسد في المسيح من أجل الفداء والخلاص، فالفداء كان هو الغاية، والتجسد كان هو الوسيلة ".


    نقد مبررات النصارى لضرورة الصلب التكفيري :

    ويرى المسلمون في هذا الفكر النصراني انحرافاً وتجافياً عن المعقول والمنقول، فإن فيه إساءة أدب مع الله وكفراً به كان ينبغي أن ينزهه النصارى عنه، فقولهم بتناقض العدل مع الرحمة قروناً حتى جاء الحل بصلب المسيح رحمة من الرب بالعالمين.

    وتظهر العقيدة النصرانية الله عز وجل عاجزاً عن العفو عن آدم وذنبه، حائراً في الطريقة التي ينبغي أن يعاقبه بها بعد أن قرر عقوبته.

    ويظهر قرار العقوبة وكأنه قرار متسرع يبحث له عن مخرج، وقد امتد البحث عن هذا المخرج قروناً عديدة، ثم اهتدى إليه فكان المخرج الوحيد هو ظلم المسيح وتعذيبه على الصليب كفارة عن ذنب لم يرتكبه.

    ويشبه النصارى إلههم وقتذاك بصورة مستقذرة بصورة المرابي وهو يريد عوضاً على كل شيء، ونسى هؤلاء أن الله حين يعاقب لا يعاقب للمعاوضة أو لإرضاء نفسه، بل لكبح الشر وتطهير الذنب وعليه فإن جهنم أشبهت مستشفىً للمرضى بالأضغان والأحقاد والنفاق إلى غير ذلك من كبائر الآثام.

    وقد فات الفكر النصراني وجود بدائل كثيرة مقبولة ومتوافقة مع سنن الله الماضية في البشر، وهي جميعاً أولى من اللجوء إلى صلب المسيح تكفيراً للخطيئة ووفاءً بسنة الانتقام والعدل بالمفهوم النصراني.، ومن هذه البدائل: التوبة، والمغفرة والعفو، ومنها العفو بصك غفران، ومنها الاكتفاء بعقوبة الأبوين على جريمتهما، وكل ذلك من سنن الله التي يقرها الكتاب المقدس.


    التوبة من الذنب كفارة له :

    فلئن كان ثمة تنازع بين الرحمة والعدل- كما يزعم النصارى - فإن من أهم مخارج المسألة التوبة التي ذكر الله في القرآن أن آدم صنعها، وهي باب عظيم من أبواب فضل الله، جعله للخاطئين.

    التوبة تغسل الذنب وتنقي القلب، فيكون الخاطئ التائب حبيباً إلى الله، فلم لا يقول النصارى بأن آدم تاب وقبلت توبته، لم يصرون على القصاص، ولم يصرون أنه " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عبرانيين 9/22 ).

    لقد تحدثت نصوص التوراة والإنجيل بإسهاب عن التوبة وقصصها قبول الله لها.

    فها هو المسيح يجلس مع العشارين والخطاة فيتذمر الفريسيون والكتبة لذلك قائلين: " هذا يقبل خطاة ويأكل معهم " ( لوقا 15/2 ) فأراهم المسيح حرصه على التوبة وفرحة الله بالتائب " وكلمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسان منكم له مائة خروف وأضاع واحداً منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده، وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً ويأتي إلى بيته، ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: افرحوا معي، لأني وجدت خروفي الضال.

    أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب... " ( لوقا 15/3-7 )، وعليه فالتوبة مقبولة عند الله كوسيلة للخلاص من الذنب.

    كما ضرب لهم مثلين آخرين بالابن الضال والدرهم الضائع ( انظر لوقا 15/8 - 32 ).

    ولقد وعد الله التائبين بالقبول ففي حزقيال " فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً، فحياة يحيا، لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه، بره الذي عمل يحيا، هل مسرة أسر بموت الشرير" (حزقيال 18/21-23).

    ويقول يوحنا المعمدان مخاطباً اليهود مذكراً إياهم بأهمية التوبة: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً " (متى 3/7 -9) فالتوبة هي الطريق وليس النسب كما ليس الفداء.

    تقول التوراة: " فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلّوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء " (الأيام (2) 7/14).

    ولكن ورغم هذا كله يقول عوض سمعان: " فالتوبة مهما كان شأنها ليست بكافية للصفح عما مضى من خطايانا ".

    إذاً لماذا أكدت النبوات عليها وعلى فضلها ومحبة الله لها، ولم أغلق هذا الباب في وجه آدم، وهو أولى الناس به لمعرفته بالله العظيم وجزاءه ورحمته، إضافة إلى شعوره بالذنب وأثره الجم عليه وهذا الذي ذكره الله عنه [ فعصى آدم ربه فغوى  ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ] (طه: 121-122)


    العفو والغفران للمذنبين :

    ثم إنه ثمة مخرج آخر للجمع بين سنة الله في عقاب الظالمين وعفوه عنهم، ألا وهو سنته في العفو عنهم، فهو لا يتناقض مع العدل، إذ لن يسأل أحد ربه لماذا عفا عمن عفا عنه من المسيئين ؟

    وقبل أن نتحدث عن العفو نلاحظ أن لمصطلح العدل عند النصارى مفهوم خاطئ، فالعدل هو عدم نقص شيء من أجر المحسنين، وعدم الزيادة في عقاب المسيء عما يستحق، فهو توفية الناس حقهم بلا نقص في الأجر، ولا زيادة في العقاب.

    وعليه فإخلاف الوعيد لا يتعارض مع العدل، بل هو كرم الله الذي منحه للمسيئين بعفوه وغفرانه.

    والعفو من الصفات الإلهية التي اتصف بها الرب وطلبها في عباده، وهو أولى بها لما فيها من كمال وحُسن، وقد عفا عن بني إسرائيل " رضيت يا رب على أرضك. أرجعت سبي يعقوب. غفرت إثم شعبك. سترت كل خطيتهم. سلاه حجزت كل رجزك.رجعت عن حمو غضبك". (مزمور 85/1-3).

    ويقول بولس: " طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (رومية 4/7-8).

    وقد علم المسيح تلاميذه خلق العفو، وضرب لهم مثلاً قصة العبد المديون والمدين (انظر متى 18/23 - 34 ).

    وكان بطرس قد سأل المسيح: " يا رب كم مرة يخطئ إلى أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟ قال له يسوع: بل إلى سبعين مرة " ( متى 18/21 - 22 ).

    ومرة أخرى قال لهم: " أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه تشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين " ( متى 5/44 - 45 ).

    ولم لا يكون العفو بصك غفران يمنحه الله لآدم، ويجنب المسيح ويلات الصلب وآلامه، أو يجعل للمسيح فدية عن الصلب كما جعل لإبراهيم فدية فدى بها ابنه إسماعيل.

    وكذا فإن إصرار النصارى على أنه لا تكون مغفرة إلا بسفك دم (انظر عبرانيين 9/22) ترده نصوص أخرى منها ما جاء في متى " إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبراراً، بل خطاة إلى التوبة " ( متى 9/13 ).

    وفي التوراة أن الله قال لبني إسرائيل: " بغضت، كرهت أعيادكم، ولست ألتذّ باعتكافاتكم، إني إذا قدمتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضي، وذبائح السلامة من مسمناتكم لا ألتفت إليها " (عاموس 5/21 - 22 )، فليست الذبيحة الوسيلة الأقرب لرضوان الله، بل أفضل منها العمل الصالح.

    لكن النصارى يمنعون أن يكون هناك عفو عن آدم وأبنائه، بل لابد من العقوبة المستحقة لهم.


    الاكتفاء بالعقوبة التي نالها الأبوان :

    ذكر سفر التكوين أن الله توعد آدم بالموت إن هو أكل من الشجرة.

    ثم بعد الموت عاقبه بقوله: " ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل بعرق وجهك تأكل خبزاً، حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب وإلى تراب تعود ". فطرد آدم من الجنة ليعيش في الأرض ويكد فيها.

    وكذلك فإن زوجه عوقبت " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك " ( التكوين 3/16-19).

    ونلاحظ أن آدم أوعد بعقوبة الموت، لكنه بدلاً عن أن يموت وزوجه جزاء خطيئتهما وتنطفىء الفتنة والفساد والشر في المهد، بدلاً من ذلك كثّر نسلهما، فكان ذلك حياة لهما لا موتاً، وكان سبباً في زيادة الشر والفساد.

    لقد عوقب آدم وحواء إذاً، ونلحظ في العقوبة شدة متمثلة في لعن الأرض كلها والأتعاب الطويلة للرجال والنساء، ونلحظ أن ليس ثمة تناسباً بين الذنب والعقوبة، فقد كان يكفيهم الإخراج من الجنة.

    وقد بقيت هذه القصاصات من لدن آدم حتى جاء المسيح الفادي - ثم ماذا ؟ هل رفعت هذه العقوبات بموت المسيح، هل رفعت عن المؤمنين فقط أم أن شيئاً لم يتغير؟

    وهذا هو الصحيح، فما زال الناس يموتون من لدن المسيح، يموت أبرارهم وفجارهم فلم يبطل حكم الموت فيهم - كما ذكر بولس -: " مخلصنا يسوع الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود " (تيموثاوس (2) 1/10 )، وقوله: " بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع " ( رومية 5/12 ).

    فالمسيح لم يبطل بصلبه ولا بدعوته أي موت سواء كان موتاً حقيقياً أو موتاً مجازياً، إذ مازال الناس في الخطيئة يتسربلون.

    وأما الموت الحقيقي فليس في باب العقوبة في شيء، بل هو أمر قد كتب على بني آدم برهم وفاجرهم على السواء، قبل المسيح وبعده وإلى قيام الساعة، كما كتب الموت على الحيوان والنبات فما بالهم يموتون؟ وهل موتهم لخطأ جدهم وأصلهم الأول أم ماذا ؟!

    ثم إن هناك من لا يملك النصارى دليلاً على موتهم، فنجوا من الموت من غير فداء المسيح، وذلك متمثل في أخنوخ وإيليا اللذين رفعا إلى السماء وهم أحياء كما في الأسفار المقدسة ( انظر تكوين 5/24، وملوك (2) 2/11، وعبرانيين 11/5 ).

    وعليه نستطيع القول بأن ليس ثمة علاقة بين الموت وخطيئة آدم.

    وكذلك فإن القصاصات الأخرى ما تزال قائمة فما زال الرجال يكدون ويتعبون، وما تزال النساء تتوجع في الولادة.... ويستوي في ذلك النصارى وغيرهم.

    وقد يقول النصارى بأن بقاء هذه الأمور لم يعد من باب العقوبة، فقد افتدانا المسيح من لعنة الموت مثلاً وليس من الموت وكذلك بقية العقوبات، ولكن هذا يرد عليه هرب المسيح من الموت وطلبه للنجاة. فمم كان يفر إذن ؟

    والعجب من إصرار النصارى بعد هذه العقوبات على أن الذنب مستمر، وأنه لابد من فادٍ بعد هذه العقوبات.

    ويزداد العجب لنسبة النصارى الغائلة لله عز وجل والغضب المتواصل بسبب ذنب آدم طوال قرون عدة، ولنا أن نسأل كيف جهل الأنبياء ذلك فلم يذكروه في كتبهم كما لم يذكره المسيح ولم يعرفه تلاميذه من بعده حتى جاء به بولس وآباء الكنيسة فكشفوا ما غاب عن الأنبياء والمرسلين.


    مسئولية الإنسان عن عمله :

    ومما يبطل نظرية وراثة الذنب أيضاً النصوص التي تحمل كل إنسان مسئولية عمله.

    وقد تعاقب الأنبياء على التذكير بهذا المعتقد في نصوص كثيرة ذكرتها التوراة والأناجيل.

    ومنها ما جاء في التوراة " وكلم الرب موسى وهارون قائلاً: افترزا من بين هذه الجماعة فاني أفنيهم في لحظة. فخرّا على وجهيهما وقالا: اللهمّ اله أرواح جميع البشر، هل يخطئ رجل واحد فتسخط على كل الجماعة " (العدد 26/23)، واستجاب له فعذب بني قورح فقط.

    وجاء في سفر المزامير: " الأخ لن يفدي الإنسان فداء، ولا يعطي الله كفارة عنه " ( مزمور 49/7 ).

    وأيضاً في التوراة: " لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته " ( أيام (2) 25/4 ).

    وأيضاً يقول المسيح: " فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " ( متى 16/27 ).

    وهو عين كلام المسيح: " كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين، لأنك بكلامك تبرر، وبكلامك تدان " ( متى 12/36 ).

    وقد ورد إثبات مسئولية الإنسان عن عمله في كلام بولس الذي ابتدع معتقد وراثة الذنب، ومنها قوله : " الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله " ( رومية 2/6 ).


    من الفادي ؟

    ورغم هذه العقوبات والمخارج فإن النصارى يقولون بلزوم الفداء والقصاص، فلم لا يكون القصاص في آدم وحواء فيحييهما الله ويصلبهما، أو يصلب بدلاً منهما شيطاناً أو سوى ذلك فإن ذلك، أعدل من صلب المسيح البريء.

    يجيب النصارى بأنه لابد في الكفارة أن تكون شيئاً يعدل البشر جميعاً من غير أن يحمل خطيئتهم الموروثة، وهذه الشروط لا تتوافر في آدم وغيره، بل هي لا تتوفر إلا في المسيح الذي تجسد وتأنس من أجل هذه المهمة العظيمة فكان أوان خلاصنا ورحمة الله بنا كما قال لوقا: " لأن ابن الإنسان قد جاء، لكي يصلب ويخلص ما قد هلك " ( لوقا 19/10 ) و " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، كي لا يهلك كل من يؤمن، بل تكون له الحياة الأبدية، ولأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص " ( يوحنا 3/16 - 17 )، فالمسيح يتميز عن سائر البشر بأنه ولد طاهراً من إصر الخطيئة، ولم يصنعها طوال حياته، فهو وحده الذي يمكن أن يصير فادياً وأن يقبل به الفداء، وكما يقول بطرس: " عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى: بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حَمَلٍ بِلاَ عيْب، ولا دنس دم: المسيح " (بطرس (1) 1/18 - 19).

    لكن المسيح لا يمتاز هنا عن كثيرين من الأبرار والمؤمنين الذين لم يفعلوا خطيئة ولا ذنباً، " كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية " (يوحنا 3/9)، ولا يخفى أن كل المؤمنين مولودون من الله " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا : أولاد الله. أي المؤمنين باسمه" (يوحنا 1/12).
    زمهم أيضاً أن يجوز طهارة كل أحد بالتعميد من غير حاجة لخلاص وفداء.

    ثم المتأمل في نصوص العهد الجديد يراها تنسب للمسيح – وحاشاه – العديد من الذنوب والآثام التي تجعله أحد الخاطئين فلا يصلح حينئذ لتحقيق الخلاص لحاجته هو إلى من يخلصه، فالمسيح كما تذكر الأسفار الإنجيلية سبّاب وشريب خمر، مستوجب لدخول جهنم، ومحروم من دخول الملكوت.

    فقد اتهمه متى بشرب الخمر "جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب. فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمر. محب للعشارين والخطاة" (متى 11/9).

    فيما نسبت إليه الأناجيل الكثير من السباب والشتائم كما في قوله لتلميذيه: " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء" ( لوقا 24/25)، وقوله لبطرس : " اذهب عني يا شيطان " ( متى 16/23 )، وكذا شتم الأنبياء وتشبيههم باللصوص في قوله: " قال لهم يسوع أيضاً: الحق الحق أقول لكم: إني أنا باب الخراف. جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص" (يوحنا 10/7-8).

    وهذا السباب وغيره يستحق فاعله، بل فاعل ما هو أقل منه نار جهنم، وذلك حسب العهد الجديد، يقول متى: " ومن قال: يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" (متى 5/23)، وقال بولس متوعداً الذين يشتمون والذين يشربون الخمر بالحرمان من دخول الجنة، حيث يقول: " ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" (كورنثوس (1) 6/10) فمن استحق النار – وحاشاه – هل يصلح ليفدي البشرية كلها ؟

    وعلى كلٍ فالمصلوب هو ابن الإنسان، وليس ابن الله، فالثمن دون الغرض الذي يدفع له، كيف لإنسان أن يعدل البشرية كلها بدمه ؟

    كما يؤكد المسلمون أن صلب المسيح البريء نيابة عن المذنب آدم وأبنائه حاملي الإثم ووارثيه نوع من الظلم لا تقره الشرائع باختلاف أنواعها، ولو عرضت قضية المسيح على أي محكمة بشرية لصدر في دقيقتين حكم ببراءته. فكيف رضي النصارى أن ينسبوا الله عز وجل أن يرضى عن مثل هذا الظلم فيصلب البريء بذنب المذنب، وهو قادر على العفو والمغفرة.

    ويجيب النصارى بأن ليس في الأمر ظلم، وذلك أن المسيح تطوع بالقيام بهذه المهمة، بل إن نزول لاهوته من السماء وتأنسه كان لتحقيق هذه المهمة العظيمة المتمثلة بخلاص الناس من الإثم والخطيئة، وهذا القول مردود من وجوه عدة.

    - منها أن المسيح لا يحق له أن يرضى عن مثل هذا الصنيع فهذا من الانتحار لا الفداء. فقاطع يده مذنب مع أن ذلك برضاه.

    - ومنها أن المسيح صدرت منه تصرفات كثيرة تدل على هروبه وكراهيته للموت، ولو كان قد جاء لهذه المهمة فلم هرب منها مراراً، وصدر عنه طبيعة ما يشعر بجهله بهذه المهمة.

    فقد هرب المسيح من طالبيه مراراً ( انظر يوحنا 11/53 ).

    ولما رأى إصرارهم على قتله قال: " بل ينبغي أن أسير اليوم وما يليه، لأنه لا يمكن أن يهلك بني خارجاً عن أورشليم " ( لوقا 13/33 ).

    ولما أحس بالمؤامرة أمر تلاميذه أن يشتروا سيوفاً ليدفعوا بها عنه ( انظر لوقا 22/36 - 38).

    ثم هرب إلى البستان وصلى طويلاً وحزن واكتئب وتصبب عرقه وهو يطلب من الله " إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس " ( متى 26/39 ).

    ثم لما وضع على الصليب صرخ " إيلي إيلي، لم شبقتني، أي: إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ " ( متى 27/46 ).

    والنص الأخير اعتبرته دراسة صموئيل ريماروس ( ت 1778م ) حجة أساس في نتائجه التي توصل إليها بعد دراسته الموسعة فاعتبره دالاً على أن المسيح لم يخطر بباله أنه سيصلب خلافاً لما تقوله الأناجيل.

    - ومنها أن المسيح لم يخبر عن هذه المهمة أحداً من تلاميذه، وأن أحداً منهم لم يعرف شيئاً عن ذلك، كما لم تخبر به النبوات على جلالة الحدث وأهميته، ثم إنه قال قبيل الصلب والفداء المفترض: " أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته " ( يوحنا 17/5 )، فقد أكمل عمله على الأرض قبل الصلب.


    لم أُرسل المسيح ؟

    يحصر النصارى مهمة المسيح المتجسد بالصلب ليحصل الفداء والخلاص الذي قاله يوحنا: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية " (يوحنا 3/16 ).

    وهو " الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين " ( رومية 8/32 ).

    ونص يوحنا قول مهم في بيان مهمة المسيح، لكن أحداً لم يذكره غير يوحنا، فإما أن يكون القول من عنده كذباً وزوراً، وإما أن نقول بأن الإنجيليين الثلاثة فرطوا أيما تفريط، فتخرم الثقة بهم، وإما أن تكون الفقرة رأياً ليوحنا وأتباعه ولا تصح عقيدة.

    ويكذب هذا النص المهمات التي أطبقت على ذكرها الأناجيل، فمن لدن بعثته ذكر مهمة تذكير الناس بالقيامة والحساب وبعثة النبي الخاتم " قد تم الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " ( مرقس 1/14 ).

    واستمر في دعوته قائلاً: " إنه ينبغي لي أن أُبشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أُرسلت " ( لوقا 4/43 ).

    ومن مهماته إتمام الناموس، لذا تجده يقول: " لا تظنوا أني أتيت لأنقض الناموس، أو الأنبياء، ما جئت لأنقض، بل لأكمل " ( متى 5/17 ).

    وأعظم مهماته عليه السلام الدعوة لتوحيد الله " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته. أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل، قد أكملته " ( متى 17/3 - 4 ).

    ونص يوحنا السالف معارض أيضاً بسؤال المسيح الله أن يجيز عنه كأس الصلب، فلو كانت تلك مهمته لما جاز سؤاله بإجازة الكأس عنه.

    وأما نص بولس فهو لا يشعر برضا المسيح، بل ناطق بظلم لا يصح أن ينسب لله، ويرد عليه ما يرد على نص يوحنا.

    ويزعم نص يوحنا أن محبة الله للبشرية هي سبب صلب المسيح فداء عن العالمين. فماذا عن محبة الله للمسيح الذي لم يشفق عليه، وأسلمه لأشنع قتلة وإهانة. أفما كان له نصيب في هذا الحب ؟ ولم يصر النصارى على الحب الممزوج بالدماء ؟ هل أرسل الله خالق الكون العظيم ابنه الوحيد إلى هذه البشرية التي لا تساوي في مجموعها كوكباً من الكواكب المتناهية في الصغر، لكي يعاني موتاً وحشياً على الصليب لترضية النقمة الإلهية - المزعومة -على البشر، ولكي يستطيع أن يغفر للبشرية ذنبها، على شرط أن تعلن البشرية اعترافها بهذا العمل الهمجي ؟ هل هذا ما يريد منا النصارى تصوره !

    ثم إن كان خطأ آدم قد احتاج لتجسد إله وصلبه من أجل أن يغفر، فكم تحتاج معاصي بنيه من آلهة تصلب ؟ إن جريمة قتل المسيح التي يدعيها النصارى أعظم وأكبر من معصية آدم، وأعظم منها ما نسبه القوم لأنبيائهم من القبائح التي لا تصدر إلا عن حثالة البشر.

    يقول فولتير: " إذا كانت المسيحية تعتبرنا خطاة حتى قبل أن نولد، وتجعل من خطيئة آدم سجناً للبريء والمذنب. فما ذنب المسيح كي يصلب أو يقتل ؟ وكيف يتم الخلاص من خطيئة بارتكاب خطيئة أكبر؟ ".

    ولنا أن نتساءل لم كان طريق الخلاص عبر إهلاك اليهود وتسليط الشيطان عليهم وإغراء العداوة بين اليهود والنصارى قروناً طويلة.

    إن الحكمة تفرض أن يكون الفداء بأن يطلب المسيح من تلاميذه أن يقتلوه، ويجنب اليهود معثرة الشيطان، ويقع الفداء.


    من الذي خلص بصلب المسيح ؟

    وقد حار علماؤنا في فهم نصوص الفداء المتناقضة، كما حاروا في فهم ما يريده النصارى من الغفران، هل الغفران خاص بالنصارى أم أنه عام لكل البشر، وهل هو خاص بذنب آدم الموروث أم أنه عام في جميع الخطايا ؟

    كما تبقى في ذمة النصارى أسئلة تحير الإجابة عنها إن كان من إجابة.

    منها: لماذا تأخر صلب المسيح طوال هذه القرون ؟ هل كان ثمة حيرة في البحث عن الحل فكان سبباً في التأخير. لماذا لم يصلب المسيح بعد ذنب آدم مباشرة ؟ أو لماذا لم يتأخر الصلب إلى نهاية الدنيا بعد أن يذنب جميع الناس ليكون الصلب تكفيراً لذنوب هؤلاء جميعاً.

    ثم ما هو مصير أولئك الذين ماتوا قبل الصلب، ماتوا وقد تسربلوا بالخطيئة أين كان مصيرهم إلى أن جاء المسيح فخلصهم ؟ لماذا تأخر خلاصهم.

    والسؤال الأهم تحديد من الذين يشملهم الخلاص ؟ هل هو لكل الناس أم للمؤمنين فقط ؟ وهل هو خلاص من جميع الخطايا أم من خطيئة آدم؟

    لعل الإجابة عن هذين السؤالين من أصعب النقاط التي تواجه الفكر المسيحي، فالكنيسة تقول: " آمنوا بأن المسيح صلب لخلاصكم فتخلصون، لأن صلبه فداء لكل خطايا البشر وتكفير لها".

    ولنتأمل في إجابة النصارى على هذه الأسئلة التي طرحناها.

    يقول أوغسطينوس بأن الإنسان وارث للخطيئة، غير مفدي إلا إذا آمن بالمسيح، ودلالة الإيمان التعميد، فمن عمد فدي ونجا، ومن لم يُعمد لا ينجو ولو كان طفلاً، فإن الأطفال الذين ماتوا قبل التعميد يقول عنهم أكونياس: " سوف لا يتمتعون برؤية ملكوت الرب ".

    ولا ندري كيف يبرر أوغسطينوس تعذيب هؤلاء الأطفال وحرمانهم من الملكوت، لا بذنب أذنبوه، بل خطيئة أورثوها من غير حول منهم ولا قوة، ثم قصر آباءهم فلم يعمدوهم.

    وأما الذين ماتوا قبل المسيح فإن أوغسطينوس يرى بأنهم أيضاً لا ينجون إلا بالإيمان بالمسيح.

    ولم يبين أوغسطينوس كيف يتسنى لهؤلاء الإيمان بالمسيح وقد ماتوا، ولعله أراد ما قاله بطرس عن أن المسيح " ذهب فكرز للأرواح التي في السجن، إذ عصت قديماً، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح..." ( بطرس (1) 3/19 )، ومراده ما يقوله النصارى بدخول المسيح إلى الجحيم وإخراجه أرواح الناجين من الجحيم.


    هل لغير الإسرائيليين خلاص ؟

    إن المتأمل في سيرة المسيح وأقواله يرى بوضوح أن دعوة المسيح كانت لبني إسرائيل، وأنه نهى تلاميذه عن دعوة غيرهم، وعليه فالخلاص أيضاً يجب أن يكون خاصاً بهم، وهو ما نلمسه في قصة المرأة الكنعانية التي قالت له: " ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جداً، فلم يجبها بكلمة واحدة، فتقدم إليه تلاميذه، وطلبوا إليه قائلين: اصرفها لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة: يا سيد أعني، فأجاب وقال: ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب.

    فقالت: نعم يا سيد، والكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة عظيم إيمانك، وليكن لك كما تريدين، فشفيت ابنتها من تلك الساعة "( متى 15/22 - 28 ) فالمسيح لم يقم بشفاء ابنة المرأة الكنعانية وهو قادر عليه، فكيف يقوم بالفداء عن البشرية جمعاء ؟

    ويوضح عبد الأحد داود - في كتابه الإنجيل والصليب - هذا المعنى بقوله: " فها أنذا أقول لهؤلاء المسيحيين الذين يبلغ عددهم الملايين وهم ليسوا من الإسرائيليين: انظروا، إن مسيحكم لم يعرفكم قطعاً ولم ينقل عنه أنه قال عنكم حرفاً واحداً، بل إنه سمى غير الإسرائيليين كلاباً …. أتعلمون ماذا أنتم حسب شريعة موسى ؟ إن الذين لم يختتنوا إنما يعدون ملوثين (نجساً) ".

    ويقول أيضاً في تعليقه على قصة المرأة: " المسيح لم يكن ليفدي أحداً بحياته، بل لم يكن يسمح بتقديم قلامة من أظفاره هدية للعالم، فضلاً عن أنه لم يتعهد للروس والإنجليز والأمريكيين بالنجاة، لأنه لم يعرفهم...".

    فكما كانت رسالته خاصة في بني إسرائيل، فإن خلاصه خاص ببني إسرائيل بدليل اشتراطهم الإيمان به لحصول الخلاص، وهو أمر لا دليل عليه حيث أن صلب المسيح وموته لا علاقة له بإيمان هؤلاء أو كفرهم، فالصلب قد تم من أجل الخطايا برمتها كما ذكرت النصوص ذلك غير مرة (انظر يوحنا 3/16 - 17، ويوحنا (1) 2/2.. )

    والإصرار على نجاة المؤمنين فقط يجعل تجسد الإله نوعاً من العبث، فهو لم يؤد الدور الذي بعث من أجله، إذ عدد المؤمنين بمسألة الفداء أقل بكثير من المنكرين.

    ويرد هنا سؤال: ما معنى قول بولس وهو يخاطب نصارى أهل كورنثوس فيقول: " إنه يتضايق لأجل خلاصهم " ( كورنثوس (2) 1/6 )، والمفروض أنهم قد خلصوا ونجوا فمم يخاف بولس عليهم ؟


    الدينونة دليل بطلان عقيدة الخلاص :

    وتتحدث النصوص المقدسة عند النصارى عن الدينونة والجزاء الأخروي الذي يصير إليه العصاة والمذنبون من النصارى وغيرهم، وهو مبطل لمعتقدات كافة الفرق النصرانية في الفداء.

    فالنصارى يتحدثون في أناجيلهم عن الدينونة التي يعطيها الله يومئذ للمسيح، ففي يوحنا " وقد أعطاه السلطان لأن يدين، لأنه ابن إنسان " ( يوحنا 5/27 ).

    كما تتحدث النصوص المقدسة أيضاً عن وعيد في النار لبعض أبناء البشر، فدل ذلك على أنهم غير ناجين " متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة والقديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده... ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.. " ( متى 25/31 - 42 ).

    ومثله قوله: " يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر، وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار " ( متى 13/41-42 ).

    ومثله أيضاً قول متى: " وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي " ( متى 12/32 ).

    ومثله تهديد يوحنا المعمدان لبني إسرائيل من الاتكال على النسب من غير توبة وعمل صالح، إذ يقول: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أباً " ( متى 3/7 - 9 ).

    ويقول المسيح لهم: " أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم " ( متى 23/33 )، فلم يحدثهم عن الفداء الذي سيخلصون به من الدينونة.

    بل توعدهم بجهنم فقال أيضاً: " خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم " (متى 5/29).

    وفي التوراة: " أليس ذلك مكنوزاً عندي، ومختوماً عليه في خزائني: لي النقمة والجزاء في وقت تزل أقدامهم " ( التثنية 32/34 ).

    ومثله ما جاء في سفر حزقيال حيث توعد الله الذي لا يتوبون من بني إسرائيل أو غيرهم فقال: " توبوا، وارجعوا عن أصنامكم وعن كل رجاساتكم... لأن كل إنسان من بيت إسرائيل أو من الغرباء... إذا ارتد عني... أجعل وجهي ضد ذلك الإنسان، وأجعله آية ومثلاً واستأصله "( حزقيال 14/6 - 8 ).

    وقد خاطب المسيح تلاميذه: " فإني أقول لكم: إنكم أن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات.. وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم، ومن قال لأخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم" (متى 5/20-23).

    فلو كان الناس كلهم ينجون بالفداء كما قال البرتستانت، لما كان لهذه النصوص معنى.

    ثم إن كان الفداء عاماً لكل البشر ولكل الخطايا، فإن هذا الفداء يشمل الإباحيين الذين يرتكبون الموبقات ويملؤون الأرض بالفساد، وتكون عقيدة الفداء دعوة للتحلل والفساد باسم الدين.

    ثم القول بفداء الجميع يجعل ضمن الناجين أعداء الأنبياء كفرعون وقارون واليهود الذي تآمروا على المسيح، كما يشمل يهوذا فلماذا تركه المسيح ينتحر؟ ولماذا لم يخبره بأن خلاصه قريب جداً، وأن لا داعي للانتحار.


    نقض الناموس :

    إن أبرز ما يلحظه الدارس لعقيدة الفداء اقترانها ببولس منذ نشأتها، وقد أراد بولس منها أن تكون ذريعة لإلغاء الشريعة والناموس، حيث جعل الخلاص بالإيمان فقط من غير حاجة للعمل الصالح، فأضحى الفداء ليس مجرد خلاص من الذنوب، بل هو خلاص حتى من العمل الصالح.

    وقد أكثر بولس من التجريح للشريعة الموسوية ومن ذلك قوله: " فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس لم يكمل شيئاً، ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله " ( عبرانيين 7/18 - 19 )

    ويقول عن الناموس أيضاً: " وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال " ( عبرانيين 8/13 ).

    ويقول عنه: " فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلبت موضع لثانٍ " ( عبرانيين 8/7 )

    ويتجنى بولس على شريعة الله فيعتبرها سبباً للخطيئة فيقول: " لم أعرف خطيئة إلا بالناموس، فإني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس: لا تشته... لأن بدون الناموس الخطيئة ميتة.. لما جاءت الوصية عاشت الخطيئة فمت أنا " ( رومية 7/7 - 9 ).

    ويسمى الشريعة لعنة فيقول: " المسيح افتدانا من لعنة الناموس " ( غلاطية 3/13 )

    وقد سماه لعنة لأنه بسبب اللعنة عند عدم الامتثال لأوامره " لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في الكتاب الناموس ليعمل به، ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله " ( غلاطية 3/10 - 11 ).

    ويعلن عن عدم الحاجة إليه بعد صلب المسيح فيقول: " قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان، ولكن بعد ما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب " ( غلاطية 3/24 - 25 ).

    ويؤكد إبطال الناموس فيقول: " سلامنا الذي جعل الاثنين واحد... مبطلاً بجسده ناموس الوصايا " ( أفسس 2/14-5 ).

    ويقول: " الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع، لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما " ( غلاطية 2/16 )

    وهؤلاء الذين يصرون على العمل بالناموس يسيئون للمسيح " قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس " ( غلاطية 5/4 ) لأنه " إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب " (غلاطية 2/21 )، " أبناموس الأعمال، كلا بل بناموس الإيمان إذا نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس " ( رومية 3/27-28 ).

    وجعل بولس الإيمان سبيلاً للبر والنجاة كافياً عن الناموس والأعمال التي عملها اليهود ولم يحصلوا بها على البر " إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر أدركوا البر، البر الذي بالإيمان، ولكن إسرائيل وهو يسعى في أثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر، لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس، فإنهم اصطدموا بحجر الصدمة " ( رومية 9/30 - 31 ).

    ويقول أيضاً: " الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود " ( تيموثاوس (2) 1/9 - 10 ).

    ويواصل: " ظهر لطف فخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس " ( تيطس 3/4 - 5 ).

    ولذلك فإن بولس يعلن إباحته لكل المحرمات من الأطعمة مخالفاً التوراة وأحكامها ( انظر التثنية 14/1-24)، فيقول: " أنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لاشيء نجس في حد ذاته، ولكنه يكون نجساً لمن يعتبره نجساً "( رومية 14/14 )، ويقول: " كل شيء طاهر للأطهار، وما من شيء طاهر للأنجاس" (تيطس 1/ 15 )، " لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر" ( تيموثاوس (1) 4/4 ).

    وهكذا وفي نصوص كثيرة أكد بولس أن لا فائدة من العمل الصلح والشريعة في تحصيل النجاة، وأن البر إنما يتحقق بالإيمان وحده، وقد كان لهذه النصوص صدىً كبيراً في النصرانية ونظرتها للشريعة.

    فيقول لوثر أحد مؤسسي المذهب البروتستانتي " إن الإنجيل لا يطلب منا الأعمال لأجل تبريرنا، بل بعكس ذلك، إنه يرفض أعمالنا.... إنه لكي تظهر فينا قوة التبرير يلزم أن تعظم آثامنا جداً، وأن تكثر عددها ".

    ويقول في تعليقه على يوحنا 3/16: " أما أنا فأقول لكم إذا كان الطريق المؤدي إلى السماء ضيقاً وجب على من رام الدخول فيه أن يكون نحيلاً رقيقاً... فإذا ما سرت فيه حاملاً أعدالاً مملوءة أعمالاً صالحة، فدونك أن تلقيها عنك قبل دخولك فيه، وإلا لامتنع عليك الدخول بالباب الضيق.. إن الذين نراهم حاملين الأعمال الصالحة هم أشبه بالسلاحف، فإنهم أجانب عن الكتاب المقدس. وأصحاب القديس يعقوب الرسول فمثل هؤلاء لا يدخلون أبداً ".

    ويقول: " إن السيد المسيح كي يعتق الإنسان من حفظ الشريعة الإلهية قد تممها هو بنفسه باسمه، ولا يبقى على الإنسان بعد ذلك إلا أن يتخذ لنفسه، وينسب إلى ذاته تتميم هذه الشريعة بواسطة الإيمان، ونتيجة هذا التعليم هو أن لا لزوم لحفظ الشريعة، ولا للأعمال الصالحة ".

    ويقول ميلا نكتون في كتابه " الأماكن اللاهوتية ": " إن كنت سارقاً أو زانياً أو فاسقاً لا تهتم بذلك، عليك فقط أن لا تنسى أن الله هو شيخ كثير الطيبة، وأنه قد سبق وغفر لك خطاياك قبل أن تخطئ بزمن مديد ".

    ويقول القس لبيب ميخائيل: " الأعمال الصالحة حينما تؤدى بقصد الخلاص من عقاب الخطيئة تعتبر إهانة كبرى لذات الله، إذ أنها دليل على اعتقاد من يقوم بها، بأن في قدرته إزالة الإساءة التي أحدثتها الخطيئة في قلب الله عن طريق عمل الصالحات... وكأن قلب الله لا يتحرك بالحنان إلا بأعمال الإنسان، وياله من فكر شرير ومهيمن "، وهذا ما قاله بولس " الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس.. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما.. لأنه إن كان الناموس بر، فالمسيح إذاً مات بلا سبب " ( غلاطية 2/16 - 21 ).

    وهكذا كانت عقيدة الخلاص البولسية سبيلاً لإلغاء الشريعة والتحلل من التزاماتها.


    الخلاص والأعمال عند المسيح وتلاميذه :

    وإذا كان بولس ولوثر ومن بعده لا يريان للأعمال والناموس فضلاً في تبرير الإنسان وفدائه فإن ثمة نصوص كثيرة تشهد بغرابة هذه الفكرة، وأن الأعمال هي الطريق إلى ملكوت الله.

    ومن ذلك أن المسيح لم يذكر شيئاً عن الخلاص بغير عمل في نصائحه لأتباعه فقد جاءه رجل: " وقال له: أيها المعلم الصالح: أية صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ؟

    فقال له: لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله، ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. قال له أية الوصايا ؟ فقال يسوع: لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور... " ( متى 19/16 - 20 )

    فلم يطلب منه المسيح الإيمان فقط، بل طالبه بالعمل بما جاء في وصايا موسى عليه السلام (انظر الخروج 20/1 - 7 ).

    وفي مرة أخرى قال لهم المسيح: " فإني أقول لكم: إن لم يزد بِركم على الكتبة والفريسيين، فلن تدخلوا ملكوت السماوات " ( متى 5/20 ).

    ويشرح النص العلامة ديدات: " أي لا جنة لكم حتى تكونوا أفضل من اليهود. وكيف تكونون أفضل من اليهود، وأنتم لا تتبعون الناموس والوصايا ؟ ".

    وفي موضع آخر يقول ينبه إلى أهمية الكلام وخطره، فيقول: " أقول لكم: إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين، لأنك بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان" (متى 13/36-37).

    وأكد المسيح على أهمية العمل الصالح والبر، فقال للتلاميذ: " ليس كل من يقول: لي يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرّح لهم: إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (متى 7/20-21).

    وضرب بعده لتلاميذه مثلاً بيّن فيه حال العامل بالناموس فقال لهم: " لماذا تدعونني يا رب يا رب. وأنتم لا تفعلون ما أقوله، كل من يأتي إلي، ويسمع كلامي، ويعمل به، أريكم من يشبه ؟

    يشبه إنساناً بنى بيتاً وحفر وعمق، ووضع الأساس على الصخر، فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت، فلم يقدر أن يزعزعه لأنه كان مؤسساً على الصخر.

    وأما الذي يسمع ولا يعمل فيشبه إنساناً بنى بيته على الأرض ومن دون أساس، فصدمه النهر حالاً، وكان خراب ذلك البيت عظيماً " ( لوقا 6/46 - 49 ).

    ويلاحظ أدولف هرنك أن رسائل التلاميذ خلت من معتقد الخلاص بالفداء، بل إنها جعلت الخلاص بالأعمال كما جاء في رسالة يعقوب " ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد:إنّ له إيماناً، ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الإيمان أن يخلصه ؟ " الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته.. الإيمان بدون أعمال ميت " ( يعقوب 2/14 – 20 ).

    ويقول: " كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم " ( يعقوب 1/22 )، ويقول: " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم "( يعقوب 1/27 ) ومثل هذا كثير في أقوال المسيح والحواريين.

    والعجب أن بولس نفسه الذي أعلن نقض الناموس وعدم فائدة الأعمال، وأن الخلاص إنما يكون بالإيمان، هو ذاته أكد على أهمية العمل الصالح في مناسبات أخرى منها قوله " إن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً... فلا تفشل في عمل الخير لأننا سنحصده في وقته " ( غلاطية 6/7).

    ويقول: " بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون " ( رومية 2/13 ).

    ومنها قوله: " ليس الختان شيئاً وليست الغرلة شيئاً، بل حفظ وصايا الله " ( كورنثوس (1) 7/19 ).

    وفي رسالته لتيموثاوس يقول بولس: " أوصي الأغنياء... وأن يصنعوا صلاحاً، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية " ( تيموثاوس (1) 6/17 - 19 ).

    ويقول: " كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه" (كورنثوس (1) 3/8).

    وأخيراً فإن بولس بتنقصه السالف للناموس وإبطاله له مستحق للوعيد الشديد الذي جعله المسيح لمثل هذا الفعل وذلك بقوله: " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض، بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد، أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل، فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى، وعلم الناس هكذا يدعى: أصغر في ملكوت السماوات " ( متى 5/17 - 19 ).

    وفي شأن الناموس وتعظيمه قال المسيح: " زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس " ( لوقا 16/17 ).

    وجاء في سفر التثنية " ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها " ( التثنية 27/26 ).



    والله لو صاحب المرء جبريل .. لم يسلم المرء من قال و قيلا


    قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً .. تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا


    قد قيل أن له ولداً وصاحبهً .. زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا



    هذا قولهم فى الله خالقهم .. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا
  • ابو عمار122
    0- عضو حديث
    • 24 ديس, 2006
    • 1

    #2
    ما الحكمة من هبوط رب العالمين وترك عرشه وعزه وجبروته وكبريائه وصفاته العظيمه ؟؟؟؟؟؟؟؟

    ما حكمة ذلك ايها المسيحيون ؟

    أو حسبتم الله بتلك الدرجة من الهوان حشى لله مما تقولنا علوا عظيم ؟

    والله صدق الله )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)

    تعليق

    • الرائى
      0- عضو حديث
      • 25 ديس, 2006
      • 2

      #3
      عجبى

      انى استغرب جدا فكيف تتكلم عن موضوع انتى تجهلة وقد كان من الامانة العلمية ان تدرسة اولا وتستشهدباراء وكتب اهلةوليس بهذا الاسلوب وكان عليك ان تعرف علميا لمن ينسب الانسان لا]كامة ام لابية ومن من يخرج الحيوان المنوى الذى هو الاساس بل ماذا قال القران عن المسيح ماذا قالت الاحاديث وماذا تعنى كلمة وجية فى الدنيا والاخرة ولماذا لم يستطيع الشيطان ان ينخسة فى جنبة مثل باقى البشر بما فبهم رسولك الكريم فلم يكون المسيح وارث للخطية كما تزعم
      ولم يتخلص منها بكل الاساليب التى ذكرتها لانها غير موجودة اصلا
      ثانيا نحن لا نرفض الاعمال بل كما ذكرت نحن نقرها ونطلبها وذلك لانها موسى بها فى الانجيل ولكن ليس هذا هو سبب خلاصنا من الخطية او بمعنى ادق ثمن خلاصنا لان الخلاص هو بالايمان بما صنعة المسيح على الصليب لاجلنا فقط وبعد ذلك تاتى الاعمال لتبرهن على اننا مؤمنين فنقدم اعمال من قلب طاهر وبكل ما نملك حسب قول الكتاب المقدس< لنفعل الخير للجميع> فنحن لا نرفض الاعمال الصالحة ولكن لا يمكن ان تكون ثمن للخلاص
      هذا جزء فقط والباقية تاتى فللاسف دراستك ملئة بالاخطاء فليس من حق المسلم ان يفسر فى الانجيل ولا من حق المسيحى ان يفسر القران وان اتى احدهم باية فليقدم لها تفسير من قبل من تخصهم وليس كما يحلو لةويتمشى مع اهواة لكى يثبت ان على صحوغيرة خطا وهذا من مبادىء الحوار الصحيح فانت قدمت ايات كثيرة ولم تفسر واحدة تفسير صحيح وهذا هو التضليل والضلال بعينة وربما لم تقصد ولكن احرص من ذلك
      من الجميل ان تبحث ولكن اطلب من ربنا ان يعطيك استنارة فى البحث فلا تقبل الا الحق ولا يشغلك غير الحق دون التقيد باغراض شخصية
      ومع ذلك فانى اقدم لك خالص تحياتى على دراستك واهتمامك والله يهدى الجميع الى الحق
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      تعليق

      • م. عمـرو المصري
        مشرف شرفي , لقسم نقد المخطوطات

        • 22 يول, 2006
        • 1280
        • مسلم

        #4
        عزيزي الرائي .. هل لي أن أطلب منك طلب صغير؟!

        قبل أن يتملكك الشعور بالقوة عند الضغط على زر ( ارسال الرد ) أرجو منك النظر لما تكتب لمدة خمس دقائق فقط .. تصحح فيها ما تكتب من أغلاط إملائية تتعب أمثالي في القراءة .. وشكراً لك

        أما ما تفضلتم به بالقول بأن الأعمال لا تخلص وحدها فهذا صحيح .. إذ لابد من الإيمان بجانب الأعمال .. ولكن أي إيمان؟!

        الله يعلمنا في الكتاب بطول العهد القديم وعرضه .. أنه يطلب الطاعة .. نعم إن الله لا يطلب منا إلا الطاعة ..

        وصل الأمر باليهود في بعض الأزمنة أنهم آمنوا أن في الذبيحة التي يقدمون خلاصهم .. ولم يفقهوا أن الله لا يطلب منهم الذبيحة من أجل الذبيحة وإلا ما شرع التقدمة بالدقيق لغير القادر على الذبح مثلاً .. فلم يفقه اليهود هذا .. وظنوا أن الذبائح هي التي تخلصهم .. ونسوا الأصل .. وهو طاعة الله التي يطلبها منهم .. لذلك يقول وليم باركلي المفسر في تفسير العبرانيين .. أن الذبيحة الوحيدة التي يطلبها الله من شعبه هي الطاعة!!!

        لذلك الذبائح التي تنظرون إليها على أنها رمز للفداء .. لا يحبها الله .. وإنما يحب الطاعة لذلك يقول في الوحي :

        Mic 6:6 بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟
        Mic 6:7 هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟
        Mic 6:8 قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.

        واقرأ في ما نسب للنبي العفيف الشريف داود

        Psa 51:16 لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى.
        Psa 51:17 ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ.

        واقرأ ما كتبه النبي اشعياء

        Isa 1:11 «لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ؟ يَقُولُ الرَّبُّ «اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ وَبِدَمِ عُجُولٍ وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ.
        Isa 1:12 حِينَمَا تَأْتُونَ لِتَظْهَرُوا أَمَامِي مَنْ طَلَبَ هَذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دِيَارِي؟

        ==========


        نعم هذا هو ما يطلبه الله من الناس .. الطاعة

        والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما الحاجة للفداء إذاً إن كان خلاصنا في الإيمان بالله وطاعته بالأعمال التي يحب ويرضى كما يقول النبي حزقيال

        Eze 18:21 فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.
        Eze 18:22 كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.

        وانظر ما يقول اشعياء النبي في سطور مسطورة بالذهب

        Isa 1:16 اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ.
        Isa 1:17 تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ.
        Isa 1:18 هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.

        فإن خلاصك أيها الإنسان في إيمانك بالله .. ورسله أيضاً كما يقول سفر اخبار الأيام الثاني 20/20

        [اسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا]

        وماذا الآن؟

        ما الحاجة لفداء المسيح بعد هذا كله؟!

        الخطايا؟! قد رأينا أن طاعة الله وفعل الخير يمحوها

        فالحقيقة صديقي العزيز أننا لا نرى في يسوع ذبيحة كفارية .. أو نجاة من الخطيئة الأصلية .. أتعرف لماذا؟

        لأنه لا وجود لها إطلاقا .. هل قرأت سفر الحكمة؟؟

        تعال وانظر إلى هذا النص في سفر الحكمة 10/1

        هي الَّتي سَهِرَت على أَوَّلِ مَن جُبِلَ أبي العالَم بَعْدَ أن خلِقَ وَحيدًا وأَنقَذَته مِن زَلَّتِه 2 وأَعطَته قوّةً ليَتَسَلَّطَ على كُل شَيء.

        نعم إنها حكمة الله التي أنقذ بها آدم .. لا حاجة لفداء يسوع .. لا حاجة للصليب ..

        والحمد لله رب العالمين
        [glow="Black"]
        « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
        جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
        [/glow]

        [glow=Silver]
        WwW.StMore.150m.CoM
        [/glow]

        تعليق

        • الفيتوري
          مشرف النصرانية ومن لبنات التأسيس للمنتدى

          • 10 يون, 2006
          • 1422
          • مسلم

          #5
          سؤال للرائي
          اين قال يسوع انا اتيت للفداء وانه سيكون بالصلب ؟
          اين ذكر يسوع أدم اصلا قبل ان يتحدث عن الفداء ؟
          واهدي اليك هذا الموضوع
          https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=2537
          اتمنى ان ارى مشاركاتك فيه
          فهو يؤكد انه لا يوجد شئ اسمه خطيئة اصليه اصلا .

          تعليق

          • إيمان أحمد
            مشرفة الأقسام الإسلامية

            • 9 يون, 2006
            • 2427
            • مسلمة

            #6
            السلام على من اتبع الهدى
            فنحن لا نرفض الاعمال الصالحة ولكن لا يمكن ان تكون ثمن للخلاص
            هذا جزء فقط والباقية تاتى
            لي سؤال أسأل الله أن تجيبني عليه

            لو في إنسان عاصى يرفض الأعمال الصالحة وتبعا لما تقوله الخلاص فيسوع يخلصه هل يستوى هذا مع من يعمل الأعمال الصالحة ؟

            إن كانت الإجابة بنعم فلماذا من يفعل الأعمال الصالحة يتعب نفسه إذا كان في النهاية سيتم له الخلاص فمن المعقول أن يتمتع ويعربد في الدنيا وفي الآخرة يتمتع أيضا

            وإن كانت الإجابة بلا فما فائدة الخلاص إذا .

            أنتظر الإجابة بشوق

            وبالله التوفيق

            وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
            أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
            ردود 5
            48 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
            ردود 11
            113 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
            ردود 3
            66 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ماي, 2024, 01:27 ص
            ردود 0
            41 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 5 ماي, 2024, 03:09 ص
            ردود 0
            38 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة د.أمير عبدالله
            يعمل...