المشاركة الأصلية بواسطة نصرة الإسلام
حالًا ستعرفين حبيبتي بإذن الله ..
وبعد أن سألت معلمتي عن سر تحفظهم في الإفصاح عن معلومات خاصة بمعتقدهم ... ردت علي ردًا يخالطه الإرتياح ... أن أغلب المسيحيون لا يعرفون شرح دينهم بطريقة صحيحة ... لذا يأمرونهم بعدم التحدث عن معتقدهم مع أحد ... وقبل أن أسأل أي سؤالًا آخرًا ... فطنت معلمتنا لما يدور بذهني لإتساع عيني فضولًا وبادرت بالإنصراف قائلة : "لقد تأخرت يا بنات ... معلش يا سارة اتأخرت ... نكمل بعدين"
المهم أنني ظللت أفكر بعد انصرافها لماذا يخاف هؤلاء القوم من التحدث عن معتقدهم "هو سر الأسرار يعني ؟!!" ... المفروض أن يفتخر المرء بدينه لا العكس ...!
وحتى اليوم التالي .. لم أنس الأمر أبدًا ... وتربصت لمعلمتي في المدرسة في وقت "البريك" ... ومشيت تجاهها بتؤدة وسلمت عليها كالمعتاد ...
ثم دخلت في المفيد : "حضرتك ليه ما كملتيليش كلام امبارح ... ليه مش بتحبوا تتكلموا عن دينكم .. ويعني ايه منكم ناس كتير مش بتفهم دينها كويس .... هو فيه ايه دينكم يعني مش مفهوم ؟؟!!"
قالت لي بأسلوب ممزوج بالضيق والتحفظ : "شوفي يا سارة ... تعرفي سيدنا آدم كان لما بيسمع صوت ربنا في الجنة بيفرح ... فكان فيه شجرة في الجنة الشيطان قال له كل منها وهي اللي كان بياكل منها بيموت ... فأول ما أكل منها أخطأ .. وبقى لما يسمع صوت ربنا بقى يهرب منه بعد ما كان بيحب يسمع صوته ... وبعدين بعد خطأه كده كان المفروض إنه يموت .... فعشان كده كان لازم ربنا يعمل حاجة عشان يعالج الخطيئة دي ... فتجسد بنفسه في صورة إنسان - اللي هو المسيح - ونزل بنفسه واتصلب وبكده كفر عن خطيئة آدم والبشر كلهم ...
قلت لها طيب ما كان ربنا صلب سيدنا آدم وخلصت .... مش سيدنا آدم هو اللي أخطأ .. يبقى هو اللي يتصلب .. وبعدين ليه ربنا انتظر المدة دي كلها من وقت الخطيئة ؟؟!!
قالت لي : ما هو بعث الأنبياء لدعوة الناس ... وبعدين راح تجسد ليصلب ... ( المهم إن ردها على هذه النقطة لم يقنعني نهائيًا لذا لا أتذكره كاملًا .. )
قلت لها : طيب والناس اللي ماتت قبل كده دي راحت فين وايه مصيرهم ؟؟؟
قالت لي : كان الشيطان بيمسك روحهم ... لكن بعد ما اتصلب المسيح روحهم حررت ..
قلت لها : وهي ايه سلطة الشيطان أصلًا عشان يتحكم في الأرواح ....؟؟!!
قالت لي : مش بيغوي الناس ... ربنا بيديله السلطة في حاجات كتير زي الغواية ...
قلت لها : يغوي ... لكن يتحكم في روح الناس ؟؟!!
المهم بعد ذلك سألتها لماذا المسيح بالذات ... : فردت علي : "لأنه كان آخر من أنزل بعد الأنبياء للأرض وكان بدون أب ....
قلت لها طيب سيدنا آدم عليه السلام كان بدون أب أو أم ... ليه ربنا ما تجسدش فيه .. ( لا أتذكر ردها على هذه النقطة ... ويبدو أيضًا أنه لم يكن ردًا مقنعًا لنسياني له )
المهم كانت مناقشة طويلة نوعًا بدأت عزيمة معلمتي تنهار معها ... إلى أن سألتها في النهاية السؤال الذي لم أنساه أبدًا :
" ليه يا مس ما يبقاش سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رسول فعلًا ... أنا عارفة إنكم مش مقتنعين بنبوته .... بس مش ممكن يكون رسول فعلًا ؟؟
قالت لي : بصي أنتوا مكتوب عندكم إنه في القرآن انه مكتوب في الإنجيل عن نبي اسمه أحمد ... قلت لها : صحيح
قالت لي : "فين ده ؟؟!! مش عندنا الكلام ده يا بنتي "
قلت لها : ما هو اتحرف ... وأزيلت منه الفقرة دي ...
فنظرت لي حينها نظرة ذات معنى ... لن أنساها أبدًا ... ثم صمتت لوهلة ثم ردت بعصبية : "مش هقدر أقولك غير ان كل واحد مسئول عن تصرفاته ودخوله بحيرة الكبريت ... وكل واحد حر في اعتقاده ...!!"
وانتهى النقاش معها عند هذه النقطة ... لكنها لم تنس الأمر أبدًا ... وأقسم أنني لا أعرف من أين أتت لي هذه الجرأة في الردود ... فللحق كانت عزيمة معلمتي تقل شيئًا فشيئًا على طول النقاش ... وقلت ردودها تدريجيًا على أسئلتي شيئًا فشيئًا ...
ولكن للحق ... يبدو أنها لم تنس الأمر أبدًا ... فكانت بعد هذه الفترة أكثر سكينة وشرودًا .... بينما بدأت أنا أهتم بفهم معتقد هؤلاء القوم .. وأريد أن أعرف عن معتقدهم أكثر فأكثر .. حتى إذا ناقشت معلمتي بعد ذلك ... أو غيرها ... أكون على أتم استعداد ...
فلم أجد لذلك سبيلًا سوى كتاب لقصص الأنبياء عندي لإبن كثير ... ذكر في قصة سيدنا عيسى في باب رفعه ... معتقد النصارى فيه وتفنيد لبعض ادعائاتهم ...
لكن للحق لم يتطرق الكتاب للأمر بشكل كبير ..ومرت الأيام وزاد الغموض مع شغفي بمعرفة متعقد هؤلاء القوم بل وتفنيده ... لكنني لم أنس أبدًا أمر مناظرتي الأولى ...
مر الوقت طويلًا ... ثم بدأت أسمع بأمر صديقتي x هل تذكرونها ... ؟
أشيع عنها أنها تنشر الشبهات بين الفتيات في المدرسة ... خاصة شبهة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بتسعة من النساء ... وما إن علمت بالأمر حتى ذهبت لها وقلت لها : " على فكرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما تزوج من أكثر من زوجة نتج من هذه الزيجة حكمة ... ليتعلمها الرجال ويقتدوا به فيها من بعده ... فكانت هذه الأشياء تعليمية دعوية ... فلم تكن زيجات فحسب " ...
ارتبكت x وغربت عن وجههي ... وكأنها كان عندها تعليمات وأوامر عليا بعدم التحدث معي ..
بعد هذا الحادثة مر الوقت وفات ...
لكن لم تنتهي علاقتي بالنصارى حينها أبدًا .....
يتبع ...إن شاء الله ... في الجامعة
تعليق