اللـه أكبـر... (رفقاً بالحيوان)
(مورد رزقك وحياتك.. يا إنسان)
لو نظرنا نظرة ملؤها التفكير من ثنايا مخلوقات هذا الكون الواسع الفسيح، وأتبعناها بنظرات تترى، لأدركنا جميعاً أن لنا ربّاً عظيماً، يمسك المجرات النجومية بأعدادها المستحيلة التعداد رغم أحجامها الهائلة الضخمة القابعة في أكباد السماء، بل هي أعظم حجماً بما لا يقاس من الجبال الشاهقة الممسكة بتلابيب الأرض بأوتادها الصخرية العميقة جداً، ربّاً واسعاً ليس لوسعته نهاية.. البحار التي تغدو محيطات كبرى متلاطمات الأمواج، والسفن البشرية في أوساطها تعوم ضعيفة بين أمواج الموت.
ربٌّ رحيم بكل مخلوق، خلق الإنسان ولم يكن شيئاً مذكوراً، فأتحفه بالعطايا وجمَّله بالنعم، وجعل بين يديه الفكر مفتاحاً جبَّاراً إن هو صدق في توجيهه نحو بارئه كسب فوق كل مخلوقاته من شهودٍ لصاحب هذه الرحمات والسيْر الخيِّر الهادف والأعطيات.. هذا الإله المشرف العظيم الكامل الذي لا يصدر عنه إلاَّ كل كمال، لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها وضمَّنها في حسبان بحور إكراماته، ولا عجَب فهو ربّها الممدّ لها المتفضِّل عليها بالدوام والإيجاد.
نعم لقد سما المجد الإلهي بسيد الخلْق في أرجاء هذا الكون فكان أبواباً للمعرفة تفتَّحت فيه لنفسه فتوحات إثر فتوحات ونفسه الشريفة صلى الله عليه وسلمهي تعبر من خلالها إليه تعالى، تمرُّ على خلْقه الذين هم من نسيج حضرته بالإحسان فتخرجهم من الظلمات إلى النور إن طلبوه تعالى من خلالها كما طلبه رسوله الرحيم لتعود بهم إليه فيتحفهم تعالى بأنواره وتجلِّياته وببحور السعادة بالقرب زلفى والحظوة الكبرى من جنابه العالي الكريم كما أتحف أسوتهم صلى الله عليه وسلم. وبعد وصولهم للإله من ثنايا صنعه وآياته، بعدها والله أكبر، هذه النفوس المؤمنة تحقيقاً ترى أنوار وكمالات ربها من خلاله صلى الله عليه وسلم.. ينظر تعالى لما كسب الواصلون برسوله فيرفدهم بأعمالٍ تماثل صدقهم وما كسبوه.. وهو شكر للمنعم، إذ أنهم هم الذين ينهضون أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم لدلالة عباده تعالى وإنقاذهم، يتقرَّبون بذلك لربِّهم فينالون عاليَ جناته، وذلك المراد الأقصى من خلْق الإنسان.. فللسعادة الكبرى خلقنا تعالى جميعاً.
فأنت أيها الإنسان يا من أقدمت على أمرٍ عظيم.. أَحْجَمَتْ عنه كافةُ الخلائق وخافت نتائجه، إن وفيتَ بالعهد معه تعالى بحمل الأمانة دون سائر الخلْق، فما أعظم مقامك، وما أبهاه وأسناه!. وهو القائل ومن أصدق من الله حديثاً!.
{إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانة عَلَى السَّمواتِ وَالأرضِ والجِبَالِ فَأبَيْنَ أنْ يَحمِلْنَهَا وَ أشْفقنَ مِنها وَحملَها الإنسانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلوماً جَهُولاً}(1)!...
أكان الإنسان ظالماً لنفسه بعهده هذا؟. وهل كان جاهلاً ما وراء حمل الأمانة من الخيرات؟. أم أنه عرف ما وراء ذلك من سعادة لا تتناهى فتقدَّم وغامر فكان بذلك أكرم المخلوقات. هذا موقفك أيها الإنسان في ذلك اليوم العظيم بعالم الأزل.. هذه منزلتك بين سائر العوالم.
لقد رضيتَ بالخروج إلى الدنيا دار العمل لتنطلق وعن طوع ذاتي بملء إرادتك إلى الأعمال الصالحة التي ستكون لك رأس مالٍ تكسب بها جناتك.. وعاهدت ربَّك أن تظل مستنيراً دوماً بنوره تسير به في كل أمورك ضمن شرعه الذي شرعه لك تعالى في كتابه الكريم.. وعلى طموحك العظيم هذا ولِمَا تنال به من شأن عالٍ عند ربِّك قَبِلَ هذا الكون وبمن فيه من المخلوقات أن يكون خادماً لك يؤمِّن أمور معيشتك يتقرَّب بخدمته لك درجة قرب من الله تعالى، فكل ما بين يديك من مخلوقات أمانة منحك الله إياها على أن تسير بمعاملتك لها ضمن ما شرعه لك تعالى(1) .. وما من إنسان محسن، صاحب تفكير سليم ينظر في هذا الكون ونظامه ونتاجه وما يدرُّه الله عليه من نعمٍ من خلاله إلاَّ ويشهد أسماءه تعالى الحسنى كاملة، الخالق العظيم.. المبدع الحكيم.. المسيِّر القدير.. الرحمن الرحيم.. ويدرك تماماً رحمته بنا وحنانه علينا وعلى العالمين وأنه ما خلقنا جلَّ وعلا إلاَّ للسعادة.
فكما أن خلْقه تعالى وتسييره لهذا الكون ضمن الكمال وكلٌّ يعطي أُكُلَهُ ويرفد مزيده فيكون النتاج صاعق في الكمال ولا غاية منه سوى سعادة هذا المكلَّف (الإنسان) وكذا شرْعه تعالى وأوامره في كتابه العزيز ضمن الكمال.. ذلك كان عهدنا معه تعالى أن نسير عليه في دنيانا حتى نصل للسعادة ولا نكون ظلومين لأنفسنا جاهلين ما أعده الله لنا من سعادة الدنيا والآخرة. ونتاج تطبيق شرعه باهر فهو تعالى خالق هذا الإنسان وهو أعلم بالقانون الموصل للسعادة دنيا وآخرة بدءاً من سعادة الإنسان إلى سعادة الخلائق كلها.
----------------
(1) سورة الأحزاب: الآية (72 ).
(1) انظر كتاب عصمة الأنبياء (عالم الأزل) للعلامة الكبير محمد أمين شيخو.
(مورد رزقك وحياتك.. يا إنسان)
لو نظرنا نظرة ملؤها التفكير من ثنايا مخلوقات هذا الكون الواسع الفسيح، وأتبعناها بنظرات تترى، لأدركنا جميعاً أن لنا ربّاً عظيماً، يمسك المجرات النجومية بأعدادها المستحيلة التعداد رغم أحجامها الهائلة الضخمة القابعة في أكباد السماء، بل هي أعظم حجماً بما لا يقاس من الجبال الشاهقة الممسكة بتلابيب الأرض بأوتادها الصخرية العميقة جداً، ربّاً واسعاً ليس لوسعته نهاية.. البحار التي تغدو محيطات كبرى متلاطمات الأمواج، والسفن البشرية في أوساطها تعوم ضعيفة بين أمواج الموت.
ربٌّ رحيم بكل مخلوق، خلق الإنسان ولم يكن شيئاً مذكوراً، فأتحفه بالعطايا وجمَّله بالنعم، وجعل بين يديه الفكر مفتاحاً جبَّاراً إن هو صدق في توجيهه نحو بارئه كسب فوق كل مخلوقاته من شهودٍ لصاحب هذه الرحمات والسيْر الخيِّر الهادف والأعطيات.. هذا الإله المشرف العظيم الكامل الذي لا يصدر عنه إلاَّ كل كمال، لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها وضمَّنها في حسبان بحور إكراماته، ولا عجَب فهو ربّها الممدّ لها المتفضِّل عليها بالدوام والإيجاد.
نعم لقد سما المجد الإلهي بسيد الخلْق في أرجاء هذا الكون فكان أبواباً للمعرفة تفتَّحت فيه لنفسه فتوحات إثر فتوحات ونفسه الشريفة صلى الله عليه وسلمهي تعبر من خلالها إليه تعالى، تمرُّ على خلْقه الذين هم من نسيج حضرته بالإحسان فتخرجهم من الظلمات إلى النور إن طلبوه تعالى من خلالها كما طلبه رسوله الرحيم لتعود بهم إليه فيتحفهم تعالى بأنواره وتجلِّياته وببحور السعادة بالقرب زلفى والحظوة الكبرى من جنابه العالي الكريم كما أتحف أسوتهم صلى الله عليه وسلم. وبعد وصولهم للإله من ثنايا صنعه وآياته، بعدها والله أكبر، هذه النفوس المؤمنة تحقيقاً ترى أنوار وكمالات ربها من خلاله صلى الله عليه وسلم.. ينظر تعالى لما كسب الواصلون برسوله فيرفدهم بأعمالٍ تماثل صدقهم وما كسبوه.. وهو شكر للمنعم، إذ أنهم هم الذين ينهضون أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم لدلالة عباده تعالى وإنقاذهم، يتقرَّبون بذلك لربِّهم فينالون عاليَ جناته، وذلك المراد الأقصى من خلْق الإنسان.. فللسعادة الكبرى خلقنا تعالى جميعاً.
فأنت أيها الإنسان يا من أقدمت على أمرٍ عظيم.. أَحْجَمَتْ عنه كافةُ الخلائق وخافت نتائجه، إن وفيتَ بالعهد معه تعالى بحمل الأمانة دون سائر الخلْق، فما أعظم مقامك، وما أبهاه وأسناه!. وهو القائل ومن أصدق من الله حديثاً!.
{إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانة عَلَى السَّمواتِ وَالأرضِ والجِبَالِ فَأبَيْنَ أنْ يَحمِلْنَهَا وَ أشْفقنَ مِنها وَحملَها الإنسانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلوماً جَهُولاً}(1)!...
أكان الإنسان ظالماً لنفسه بعهده هذا؟. وهل كان جاهلاً ما وراء حمل الأمانة من الخيرات؟. أم أنه عرف ما وراء ذلك من سعادة لا تتناهى فتقدَّم وغامر فكان بذلك أكرم المخلوقات. هذا موقفك أيها الإنسان في ذلك اليوم العظيم بعالم الأزل.. هذه منزلتك بين سائر العوالم.
لقد رضيتَ بالخروج إلى الدنيا دار العمل لتنطلق وعن طوع ذاتي بملء إرادتك إلى الأعمال الصالحة التي ستكون لك رأس مالٍ تكسب بها جناتك.. وعاهدت ربَّك أن تظل مستنيراً دوماً بنوره تسير به في كل أمورك ضمن شرعه الذي شرعه لك تعالى في كتابه الكريم.. وعلى طموحك العظيم هذا ولِمَا تنال به من شأن عالٍ عند ربِّك قَبِلَ هذا الكون وبمن فيه من المخلوقات أن يكون خادماً لك يؤمِّن أمور معيشتك يتقرَّب بخدمته لك درجة قرب من الله تعالى، فكل ما بين يديك من مخلوقات أمانة منحك الله إياها على أن تسير بمعاملتك لها ضمن ما شرعه لك تعالى(1) .. وما من إنسان محسن، صاحب تفكير سليم ينظر في هذا الكون ونظامه ونتاجه وما يدرُّه الله عليه من نعمٍ من خلاله إلاَّ ويشهد أسماءه تعالى الحسنى كاملة، الخالق العظيم.. المبدع الحكيم.. المسيِّر القدير.. الرحمن الرحيم.. ويدرك تماماً رحمته بنا وحنانه علينا وعلى العالمين وأنه ما خلقنا جلَّ وعلا إلاَّ للسعادة.
فكما أن خلْقه تعالى وتسييره لهذا الكون ضمن الكمال وكلٌّ يعطي أُكُلَهُ ويرفد مزيده فيكون النتاج صاعق في الكمال ولا غاية منه سوى سعادة هذا المكلَّف (الإنسان) وكذا شرْعه تعالى وأوامره في كتابه العزيز ضمن الكمال.. ذلك كان عهدنا معه تعالى أن نسير عليه في دنيانا حتى نصل للسعادة ولا نكون ظلومين لأنفسنا جاهلين ما أعده الله لنا من سعادة الدنيا والآخرة. ونتاج تطبيق شرعه باهر فهو تعالى خالق هذا الإنسان وهو أعلم بالقانون الموصل للسعادة دنيا وآخرة بدءاً من سعادة الإنسان إلى سعادة الخلائق كلها.
----------------
(1) سورة الأحزاب: الآية (72 ).
(1) انظر كتاب عصمة الأنبياء (عالم الأزل) للعلامة الكبير محمد أمين شيخو.
تعليق