أحرص على ما ينفعك ولا تعجز
قصة جحا وإبنه والحمار
خرج جحا يوماً يتجَول هو وإبنه وأخذ معه حماره .. وبينما هما في الطريق .. مرَّا على نَـفَر .. جماعة .. من الرجال يقِفون على قارعة الطريق يُـقـَـلِّبون بأبصارهم كل عابر وعابرة للطريق .. وبمجرد أن تجاوزهم جحا وإبنه وهما يجران الحمار ضحك أحد هؤلاء النفر وقال: "أنظروا لهؤلاء الغبيين .. يمتلكان حماراً ولا يركبان عليه .. إن هذا لهو الغباء بعينه" ..
فتعالت ضحِكات الرجال وسخروا من جحا وإبنه لأنهما يجران الحمار ولا يركبان عليه .. فسمعهم جحا وهم يسخرون منه ومن إبنه .. فلم يجبهم .. لكنه قال لإبنه: "لنركب معاً على الحمار لكى لا نمر بنفر آخر من الرجال فيسخرون منا كما سخر الأولون"..
فركبا معاً على الحمار وإذ بجماعة أخرى من الرجال يقفون في الطريق ويرفعون أصواتهم ويزعجون الناس .. فلما مر عليهم جحا هو وابنه .. قال لإبنه: "أرأيت ها هى جماعة أخرى .. لو بقينا سائرين على أقدامنا لسخروا منا كما سخر الأولون" ..
فلما جاوزهم جحا وإبنه بقليل .. سمعا صوت واحد من النفر وهو يقول: "أنظروا إلى قسوة جحا وإبنه .. يركبان معاً على حمار ضعيف لا يقوى على حمل دجاجة على ظهره" ..
فتعالت ضحكات القوم من جحا وإبنه فلم يلتفت إليهم .. ولكنه قال لإبنه: "سأنزل أنا لأننى أثقل منك .. وأركب أنت وحدك" ..
فبينما هما فى الطريق على هذا الحال .. مرا على إمرأتين تنظران من نافذة المنزل .. وبمجرد أن رأتا جحا يمشى وإبنه راكب قالت إحداهما للأخرى: "إنظرى إلى هذا الولد العاق .. كيف يركب ويدع أباه المسكين يمشى" ..
فسمعهم جحا فأنزل إبنه وركب هو مكانه .. فقالت الثانية للأولى : "إنظرى لهذا الأب القاسى .. كيف يركب هو ويترك إبنه الصغير المسكين يمشى" ..
فسمعهم جحا فقال لإبنه وهو يعظه: "إسمع يا بنى .. إنك لن تستطيع أن تُرضى الناس مهما حرصت على ذلك .. فلا ترضى إلا رب الناس .. ولا يهمك إن لم ترضهم .. ما دمت حريصاً على إرضاء ربك سبحانه وتعالى" ..
النهاية ..
تعليق