الكنيسة الكاثوليكية الألمانية تعتذر من ضحايا الاغتصاب والشذوذ
وصف رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا المطران روبرت تسولّيتش أعمال اغتصاب قاصرين في مؤسسات الكنيسة ومدارسها ب "الجريمة البشعة"، واعتذر من الضحايا متعهِّدا تشديد التدابير التي ستتخذ في حق الفاعلين مستقبلا.
انتقد رئيس الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا المطران روبرت تسولّيتش بشدَّة قيام رهبان وكهنة ومعلمين باغتصاب تلاميذ قاصرين في المدارس والمؤسسات التربوية الكاثوليكية معتبرا أن هذا العمل يشكل جريمة بشعة، وكرر الوصف الذي أسبغه البابا بينيديكتوس السادس عشر على ما تم الكشف عنه في الأسابيع الماضية من فضائح مخزية في عدد من الدول بينها ألمانيا.
وقدَّم رئيس الأساقفة الألمان اعتذاره العميق لضحايا الجرائم داعيا إلى عدم السماح بتكرارها في المستقبل. وأضاف أن الكنيسة ستعيد النظر في التدابير التي يمكن اللجوء إليها في حق كل من يمارس الشذوذ الجنسي مع القاصرين.
"ما يتكشَّف الآن لا يمكن لأحد أن يتصوَّره"
وصرَّح نحو 120 شخصا من ضحايا ممارسة الجنس الشاذ معهم عن أنفسهم الأسبوع الماضي لدى أورزولا راو، وغالبيتهم من التلامذة السابقين الذين استُغلوا من قبل معلِّميهم من الرهبان اليسوعيين في السبعينات والثمانينات من القرن الفائت. وأرسلت راو التي فوَّضها اليسوعيون بالتحقيق في الاغتصاب الجنسي حصيلة أولية عن عملها إلى المركز الألماني للرهبنة اليسوعية في ميونيخ.
وقالت راو إن المؤسسة موجودة منذ عام 2002، وأنها تعمل فيها منذ ثلاث سنوات حيث واجهتها بعض الحالات من هذا النوع، "لكن ما يتكشف الآن اتخذ حجما لم يكن أحد ليتصوره" على حد تعبيرها. وأضافت أنها أصبحت خلال الأسابيع الأخيرة معروفة إلى درجة أن الذين يتصلون بها لإعلامها بما حصل معهم من تجارب مريرة لا ينتمون فقط إلى المؤسسات اليسوعية التعليمية، بل وأيضا إلى مؤسسات كنسية أخرى، وعددهم في تزايد.
يشمل أحد الاتهامات مؤسسة إنجيلية فيما الباقي مدارس كاثوليكية ومؤسسات دينية للشبيبة. وفي الإجمال يصل عدد المتهمين بممارسة الشذوذ الجنسي مع التلاميذ إلى 12 معلما ومربيا. ومن مدرسة "كانيزيوس كولليغ" اليسوعية في برلين وحدها، حيث تم الكشف عن الفضيحة أولا، اتصل خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة نحو 50 تلميذا سابقا رفعوا تهمة الاغتصاب ضد الراهبين بيتر ر. وفولفغانغ س..
راهب يعترف بوجود شذوذ لديه والرهبانية تتجاهل
على مدى سنوات عدة جرى نُقل المتهمان من مؤسسة تربوية ألى أخرى بعد تصاعد الاتهامات ضدهما. وتجدر الإشارة إلى أن فولفغانغ س. المتهم بممارسة السادية ضد التلامذة من خلال ضربهم بالعصا على قفاهم العارية اعترف خطيا لدى انتسابه إلى الرهبنة في أعوام الستينات بوجود ميل لديه لممارسة التعذيب الجسدي.
وتحدثَّت المفوَّضة راو عن استغرابها الشديد لكون الاعتراف الذي أدلى به المذكور لم تترتب عنه نتائج على الإطلاق. وقالت إن هذه الحالة تدخل ضمن سلسلة الحالات التي تراقبها أضافت أن المرء عرض على الكاهن فولفغانغ س. شكلا من المعالجة الطبية دون التفكير بالصغار والفتيان.
ونصحت المفوَّضة اليسوعيين العمل على إجراء كشف معمَّق لحالات الاستغلال الجنسي، الأمر الذي يستوجب تشكيل مجموعة عمل لا تبحث عن التهم الموجهة إلى أفراد، وإنما تسعى أيضا لمعرفة إلى أي حدِّ سهَّلت مؤسسات الرهبنة ممارسة الجنس الشاذ بصورة منتظمة. ومع ذلك لا يعتقد جميع الضحايا بأن هذا الأمر وحده يكفي.
وفي حديث مع مانويلا غرول محامية عدد منهم قالت إن عمل المفوَّضة غير واضح الدلالة مشيرة إلى أنها سمعت تصريحات سلبية من أناس قالوا لها إنهم يشعرون بأن المرء لا يحترمهم بما فيه الكفاية.
جناية الاغتصاب تسقط بعد 10 سنوات
وفي الواقع لا يُنتظر سَوق المتهمين ومسوؤلي الرهبانية إلى المحاكم لتحمِّل مسؤولية ما ارتكبوه، إذ أن جناية الاغتصاب الجنسي تسقط بعد عشر سنوات، أو بعد أن يصبح الفتى في سن الـ 18. وجميع الحالات التي كشف عنها أخيرا أصبحت عمليا متقادمة وخارج مجال الملاحقة القانونية. ولذلك تسعى المحامية الآن لحصول الضحايا على تعويض مادي على الأقل. وقالت في هذا الصدد إن المال لا يشفي الجروح أبدا، لكن بعض موكليها ينتظرون لفتة ما من الرهبانية تجاههم. ومثل هذه العملية، إن حصلت، ستُظهر مدى استعداد المؤسسات الرهبانية لاستخلاص النتائج.
الكاتب: ماتياس بولينغر/اسكندر الديك
مراجعة: ابراهيم محمد
http://www.dw-world.de/dw/article/97...275078,00.html
تعليق