المسيحيون .. المسيحية بعيدة تماما عن الاقتناع!!!
بينا سابقا المعتقدات النصرانية بعيدة عن العقل تماما وهذا الابتعاد يجعل من المستحيل ان يقتنع بها إنسان لو حكم عقله. و يثبت ذلك من ناحية اخرى ما قاله زويمر أشهر منصر في العالم في كلمته التي ألقاها أثناء انعقاد مؤتمر القدس ألتنصيري عام 1935م ردا على ما أبداه المنصورون من روح اليأس التي كانت مخيمة على المؤتمرين : (إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين ، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة :
1 - إما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو الإسلام.
2 - إما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، وقد اشتد به الفقر، وعزت عليه لقمة العيش.
3 - وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية .
أما الاقتناع العقلي فهو بعيد تماما عن المسيحية وخير شاهد على ذلك موقف المسلمين المستضعفين في الصومال الذين شردتهم الحرب وأرهقهم الجوع والمرض ولم يمدوا أيديهم إلى المبشرين [من كتاب التنصير تعريفه وسائله حسرات المنصرين للكاتب عبد الرحمن بن عبد الله الصالح نشر دار الكتاب والسنة الطبعة الأولى ص114]
أذن المسيحية الحالية هي دين الا معقولية لانها تخالف قوانين العقل الذي كلفنا الله تعالى به وجعله حجة علينا فباختيار النصارى لهذه العقيدة المتناقضة يكونوا بذلك مخالفين لقوانين الفكر الاساسية الصحيحة التي اودعها الله في الانسان فسبحان الله كيف يؤمن الانسان بعقيدة في الله عز وجل على غير منطق وعقل وبرهان يؤمن لمجرد قول احد المدعين زورا وبهتانا ان الله ثلاثة والثلاثة هم واحد والمسيح هو الله وابن الله ايضا وهو ايضا الروح القدس في نفس الوقت .......الخ من الشروح البعيدة الطويلة التى ترهق المستمع لفرض راي غير منطقي على عقول اتباعهم نسال الله لهم الهداية .
وبنائا على اختيارهم الخاطيء لهذه المتناقضات تكون العقوبة هي النار ونسأل الله لهم الهداية مرة اخرى ونطلب من قساوستهم ان يرجعوا عن افكار اباء الكنيسة المؤلهين للمسيح اتباع مجمع نيقية 325م الى افكار اباء الكنائس التي لا تؤله المسيح وانما تؤله الله وحده تماما كما كان عيسى والحواريون واتباع المسيحية الاوائل وفي الاناجيل والرسائل خير شاهد على ذلك فمذهب النصارى هو مذهب في غاية الوضاعة ويكفى في ذلك انه يجيز ان يحل الله في وفيك وفي كل حيوان وحشرة وفي كل مستقذر فاي تصديق بعقيدة كهذه تجب لله النقائص والسب وتجعل الكمال المطلق مستحيل عليه تعالى .
يقول ابن القيم فيما يتعلق بسب رب العالمين من النصارى نقلا عن احد ملوك الهند : : اما النصارى فان كان اعداؤهم من اهل الملل يجاهدونهم بالشرع فانا ارى جهادهم بالعقل ، وان كنا لا نرى قتال احد لكنى استثني هؤلاءالقوم من جميع لعالم ؟ لانهم قصدوا مضادة العقل وناصبون العداوة وشذوا عن جميع مصالح العالم الشرعية والعقلية الواضحة ، واعتقدوا كل مستحيل ممكناً ، وبنوا من ذلك شرعاً لا يؤدي الى صلاح نوع من انواع العالم ، ولكنه يصير العاقل اذا شرع به اخرق ، والرشيد سفيهاً ، والحسن قبيحاً ، والقبيح حسناً لان من كان في اصل عقيدته التي جرى نشؤه عليها الاساءة الى الخلاق والنيل منه ، وسبه اقبح مسبة ، ووصفه بما يغير صفاته الحسنى ، فاخلق به ان يستسهل الاساءة الى مخلوق ، وان يصفه بما يغير صفاته الجميلة ، فلو لم تجب مجاهدة هؤلاء القوم الا لعموم اضرارهم التي لا تحصى وجوهها كما يجب قبل الحيوان المؤذي بطبعه لكانوا اهلا لذلك أ. هـ.
والمقصود أن الذين اختاروا هذه المقالة في رب العالمين على تعظيمه وتنزيهه وإجلاله ووصفه بما يليق به، هم الذين اختاروا الكفر بعبده ورسوله وجحد نبوته، والذين اختاروا عبادة صور خطوها بأيديهم، في الحيطان مزوقة بالأحمر والأصفر والأزرق لو دنت منها الكلاب لبالت عليها فاعطوها غاية الخضوع والذل والخشوع والبكاء وسألوها المغفرة والرحمة والرزق والنصر هم، الذين اختاروا التكذيب بخاتم الرسل على الإيمان به وتصديقه واتباعه، والذين نزهوا بطارقتهم وبتاركتهم عن الصاحبة والولد ونحولهما للفرد الصمد: هم الذين أنكروا نبوة عبده وخاتم رسله.
ويستطرد ابن القيم فيقول : ان العاقل إذا وازن بين ما اختاروه ورغبوا فيه وبين ما رغبوا عنه تبين له أن القوم اختاروا الضلالة على الهدى والغي على الرشاد، والقبيح على الحسن، والباطل على الحق، وأنهم اختاروا من العقائد ابطلها، ومن الأعمال أقبحها، وأطبق على ذلك أساقفتهم وبتاركتهم ورهبانهم فضلا عن عوامهم وسقطهم.
(هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى – ابن قيم الجوزية ص20 ,21)
أذن العقيدة المسيحية ليست خالية من النصوص الشرعية التي تثبتها فقط بل مناقضه للعقل ايضا، باعتراف النصارى وعامة البشر بذلك، وليس ذلك فقط بل ويجعلون هذه الاشياء المخالفة للعقل سر من الأسرار ولا يهم خداع النفس بتقنين الضلال ، وفي هذا على سبيل المثال يقولون عن التجسد: " سر الأسرار الذي فيه يستعلن الله العظيم الأبدي إلى الإنسان الضعيف في صورة الناس المنظورة وتحت حكم الزمن، وبالعقل لا يدرك الإنسان من هذا السر شيئاً، وإنما يمكن للروحانيين بالروح القدس أن يعرفوا حتى أعماق الله".
ولو رجعنا لكلام القسيس نجد ه اعتراف منه واهل ملته بوجود الكثير من معتقدات النصارى مخالف للعقل , وليس مخالف للعقل فقط بل ومنفر للفطرة والطباع ومخالف للنصوص الانجلية والتوراتية ايضا ومع ذلك يؤمنون بها ويعتقدون فيها ويتعصبون لها مما يدل بالاضافة الى التناقض اللفظى والمعنوى على الغاء العقل وتغيبه او اماتته بجانب تجميد كل الحواس ذات الخصوصية الشديدة فى ارتباطها بالعقل كالادراك والتمييز "فقطعو على أنفسهم نعمة النظر واستخدام العقل الذي وهبهم الله إياه، وتحكموا في أتباعهم بإجبارهم على إلغاء عقولهم ايضا فيما يملون عليهم من ترهلات وسخافات، وذلك بقولهم او بزعمهم: " أنها سر لا يدرك" ولا يفهم ولا يعرف. لا عجب فهناك الضالين وهناك المضلين الذين لم يخلوا منهم مكان او زمان والأمر إذا خلا من الدليل الشرعي والدليل العقلي لا يكون إلا من إملاء الشياطين وأتباعهم.
ثم إن النصارى يخدعون الناس بزعمهم من أن الأمر يدرك بالروح القدس. فإن هذا من الكلام الفارغ الذي لا معنى مندرج تحته ؛ لأن معنى قولهم هذا , أن قبول اى شخص من الأشخاص لهذه العقيدة إنما يتم بالروح القدس، فإذا لم يقبلها عقله ولا قلبه بناءً على خلوها من الدليل الشرعي والعقلي، قالوا له: إن الروح القدس لم يهبك الإيمان بها.
إذ من المعلوم أن جميع الوثنيين يؤمنون بالكثير من الترهلات والأباطيل ، وإيمانهم بها لم يقم على دليل شرعي ولا عقلي، وهذا وجه بطلان عقائدهم. إذاً فقبولهم لها تمَّ عن طريق التسليم لعلمائهم ودعاتهم بدون دليل أو وعي صحيح، فمن هنا يشبه النصارى الوثنيين من ناحية دعواهم بوجوب التسليم لمقولتهم بدون استناد على الشرع ، أو استخدام للعقل في القضية.
أما الروح القدس فأقحم هنا إقحاماً، فليس هناك ما يثبت أن الروح القدس هو الذي جعل أحدهم يؤمن بما يقال له، وليس شيطاناً من الشياطين؟ كيف يفرق الإنسان بين الاثنين؟ ليس هناك وسيلة للتفريق إلا بالدليل الشرعي والعقلي معاً فكلا من الشيطان والروح القدس غيب لا يدرك بالحواس. وقد استطاع النصارى بخبث شديد أن يعطلوهما ويلغوهما لما زعموا أن الأمر سر من الأسرار الكنسية التي يجب الإيمان به إيماناً مجرداً عن الفهم وهم دائما كذلك إذا عجزوا عن فهم قضية وإقامة الدليل عليها زعموا أنها سر.
ولكن اذا فزعنا الى الموضوعية نجد السر يجب أن يكون معلوما عند البعض ومجهولا عند البعض الأخر و من الطبيعي أن يكون أولى الناس بالمعرفة هم كبار القوم وعلمائهم ولازم ذلك : أن يكون كبار علماء النصارى اعلم الناس بذلك السر .
ولكن الحقيقة الجلية تقول بأنهم لا يعلمونه ولا يدرون له وجهاً، وأن علم الطالب المبتدئ منهم مثل علم أكبر القسس فيهم في مثل هذه القضايا، وإذا كان أمر لا يعرفه الكبير ولا الصغير فكيف يقبلونه ويعتقدون فيه؟! فلا بالشرع استناروا، ولا بالعقل استرشدوا، ودعوى أن الروح القدس يعلمهم، دعوى فارغة لا حقيقة لها، وإلا وجب على الروح القدس أن يوحى إليهم بالسر، فيعلمونه الناس، حتى تكون لديهم قناعة، وهم أنفسهم يجدوا القناعة بما يقولون ويعتقدون.
ثم ما هذه الدعوى العريضة التي زعموا، وهي أن الروحانيين يعرفون أعماق الله، ماذا يعرفون عن أعماق الله ؟
انظر كيف فتحوا الباب للافتراء على الله والكذب عليه جلَّ وعلا بما لا يستطيعون أن يأتوا منه بشيء، والله عز وجل يقول: { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء } [البقرة:255]. ويقول: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110] جلَّ وعلا عن افتراءات الجاهلين وتخرصات المتخرصين الظالمين "
((دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود بن عبد العزيز الخلف – ص 296
))
. لذلك نقول لجورج سيل ولكل المسيحيون في مشارق الأرض ومغاربها كيف تميتون العقل ثم تدعون الإدراك والتمييز ولا تجدون شيئا لتحترفوه سوى الجدل وكل ذلك من عمل العقل فهل يعقل ان يكون هناك عمل لمن وفاه الأجل وانتم أمتم العقل فى أول أساس للعقيدة المسيحية وما تبعه من أركان ولذلك نقول اين لنا بالخروج من هذه الحيرة بدون موت العقل ؟ كيف يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ؟ ام كيف يوجد من يؤمن بجمع من الالهة غفير وهناك من هو للاله الواحد جاحد؟ كيف تلد الام خالقها ؟ شىء عجيب هل هى التى تطعمه ام هو الذى يرزقها ؟ ومن الغريب اننا لو بحثنا في العهد القديم نجد اهتماما بالغا بالعقل الى الدرجة التي جعلته يحتوي سفرا كاملا يهتم بالعقل والإقناع اشد الاهتمام ويسمى بسفر ( الحكمة ) والمفروض ان يكون ذلك معروفا لدى النصارى .
وفي الإنجيل ما يكفي لإثبات أن الدليل ينبني على الحق وليس على الأخطاء العقلية وإنما بمعرفة الحق وإتباعه (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57(وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32(فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36 والمسيح كان عقلانيا لأقصى الحدود وكان يرد على التساؤلات بالحجة والدليل العقلي فهذا كان منهجه كما في الإنجيل و لوكانت العقيدة النصرانية كما يدعي علماء النصارى لا تتفق مع العقل وغير منطقية لتناقضها فلا بأس بأن يقوم الوثنيون عبدة الاصنام بدعوتنا لعبادتها ثم يقولوا لنا هذه عقيدة فوق مستوى العقل و ليست عملية منطقية او حسابية فهل يقبل ذلك وهل سيدخلنا الله الجنة وينجينا من النار اذا اتبعناهم ؟
بالتأكيد لا فعلينا اذن ان نعود الى الصواب والى الحق في ذلك والى العقل والمنطق فهم حجة الله تعالى على البشر تماما كما ارسل الله انبيائه عليهم السلام في اليهودية والمسيحية والاسلام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقوق الطبع والنشر محفوظة لابن النعمان
للمزيد ادعكوم الى الدخول الى مدونة ابن النعمان : اساليب ومواضيع جديدة للحوار
http://noman.0-up.com
1 - إما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو الإسلام.
2 - إما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، وقد اشتد به الفقر، وعزت عليه لقمة العيش.
3 - وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية .
أما الاقتناع العقلي فهو بعيد تماما عن المسيحية وخير شاهد على ذلك موقف المسلمين المستضعفين في الصومال الذين شردتهم الحرب وأرهقهم الجوع والمرض ولم يمدوا أيديهم إلى المبشرين [من كتاب التنصير تعريفه وسائله حسرات المنصرين للكاتب عبد الرحمن بن عبد الله الصالح نشر دار الكتاب والسنة الطبعة الأولى ص114]
أذن المسيحية الحالية هي دين الا معقولية لانها تخالف قوانين العقل الذي كلفنا الله تعالى به وجعله حجة علينا فباختيار النصارى لهذه العقيدة المتناقضة يكونوا بذلك مخالفين لقوانين الفكر الاساسية الصحيحة التي اودعها الله في الانسان فسبحان الله كيف يؤمن الانسان بعقيدة في الله عز وجل على غير منطق وعقل وبرهان يؤمن لمجرد قول احد المدعين زورا وبهتانا ان الله ثلاثة والثلاثة هم واحد والمسيح هو الله وابن الله ايضا وهو ايضا الروح القدس في نفس الوقت .......الخ من الشروح البعيدة الطويلة التى ترهق المستمع لفرض راي غير منطقي على عقول اتباعهم نسال الله لهم الهداية .
وبنائا على اختيارهم الخاطيء لهذه المتناقضات تكون العقوبة هي النار ونسأل الله لهم الهداية مرة اخرى ونطلب من قساوستهم ان يرجعوا عن افكار اباء الكنيسة المؤلهين للمسيح اتباع مجمع نيقية 325م الى افكار اباء الكنائس التي لا تؤله المسيح وانما تؤله الله وحده تماما كما كان عيسى والحواريون واتباع المسيحية الاوائل وفي الاناجيل والرسائل خير شاهد على ذلك فمذهب النصارى هو مذهب في غاية الوضاعة ويكفى في ذلك انه يجيز ان يحل الله في وفيك وفي كل حيوان وحشرة وفي كل مستقذر فاي تصديق بعقيدة كهذه تجب لله النقائص والسب وتجعل الكمال المطلق مستحيل عليه تعالى .
يقول ابن القيم فيما يتعلق بسب رب العالمين من النصارى نقلا عن احد ملوك الهند : : اما النصارى فان كان اعداؤهم من اهل الملل يجاهدونهم بالشرع فانا ارى جهادهم بالعقل ، وان كنا لا نرى قتال احد لكنى استثني هؤلاءالقوم من جميع لعالم ؟ لانهم قصدوا مضادة العقل وناصبون العداوة وشذوا عن جميع مصالح العالم الشرعية والعقلية الواضحة ، واعتقدوا كل مستحيل ممكناً ، وبنوا من ذلك شرعاً لا يؤدي الى صلاح نوع من انواع العالم ، ولكنه يصير العاقل اذا شرع به اخرق ، والرشيد سفيهاً ، والحسن قبيحاً ، والقبيح حسناً لان من كان في اصل عقيدته التي جرى نشؤه عليها الاساءة الى الخلاق والنيل منه ، وسبه اقبح مسبة ، ووصفه بما يغير صفاته الحسنى ، فاخلق به ان يستسهل الاساءة الى مخلوق ، وان يصفه بما يغير صفاته الجميلة ، فلو لم تجب مجاهدة هؤلاء القوم الا لعموم اضرارهم التي لا تحصى وجوهها كما يجب قبل الحيوان المؤذي بطبعه لكانوا اهلا لذلك أ. هـ.
والمقصود أن الذين اختاروا هذه المقالة في رب العالمين على تعظيمه وتنزيهه وإجلاله ووصفه بما يليق به، هم الذين اختاروا الكفر بعبده ورسوله وجحد نبوته، والذين اختاروا عبادة صور خطوها بأيديهم، في الحيطان مزوقة بالأحمر والأصفر والأزرق لو دنت منها الكلاب لبالت عليها فاعطوها غاية الخضوع والذل والخشوع والبكاء وسألوها المغفرة والرحمة والرزق والنصر هم، الذين اختاروا التكذيب بخاتم الرسل على الإيمان به وتصديقه واتباعه، والذين نزهوا بطارقتهم وبتاركتهم عن الصاحبة والولد ونحولهما للفرد الصمد: هم الذين أنكروا نبوة عبده وخاتم رسله.
ويستطرد ابن القيم فيقول : ان العاقل إذا وازن بين ما اختاروه ورغبوا فيه وبين ما رغبوا عنه تبين له أن القوم اختاروا الضلالة على الهدى والغي على الرشاد، والقبيح على الحسن، والباطل على الحق، وأنهم اختاروا من العقائد ابطلها، ومن الأعمال أقبحها، وأطبق على ذلك أساقفتهم وبتاركتهم ورهبانهم فضلا عن عوامهم وسقطهم.
(هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى – ابن قيم الجوزية ص20 ,21)
أذن العقيدة المسيحية ليست خالية من النصوص الشرعية التي تثبتها فقط بل مناقضه للعقل ايضا، باعتراف النصارى وعامة البشر بذلك، وليس ذلك فقط بل ويجعلون هذه الاشياء المخالفة للعقل سر من الأسرار ولا يهم خداع النفس بتقنين الضلال ، وفي هذا على سبيل المثال يقولون عن التجسد: " سر الأسرار الذي فيه يستعلن الله العظيم الأبدي إلى الإنسان الضعيف في صورة الناس المنظورة وتحت حكم الزمن، وبالعقل لا يدرك الإنسان من هذا السر شيئاً، وإنما يمكن للروحانيين بالروح القدس أن يعرفوا حتى أعماق الله".
ولو رجعنا لكلام القسيس نجد ه اعتراف منه واهل ملته بوجود الكثير من معتقدات النصارى مخالف للعقل , وليس مخالف للعقل فقط بل ومنفر للفطرة والطباع ومخالف للنصوص الانجلية والتوراتية ايضا ومع ذلك يؤمنون بها ويعتقدون فيها ويتعصبون لها مما يدل بالاضافة الى التناقض اللفظى والمعنوى على الغاء العقل وتغيبه او اماتته بجانب تجميد كل الحواس ذات الخصوصية الشديدة فى ارتباطها بالعقل كالادراك والتمييز "فقطعو على أنفسهم نعمة النظر واستخدام العقل الذي وهبهم الله إياه، وتحكموا في أتباعهم بإجبارهم على إلغاء عقولهم ايضا فيما يملون عليهم من ترهلات وسخافات، وذلك بقولهم او بزعمهم: " أنها سر لا يدرك" ولا يفهم ولا يعرف. لا عجب فهناك الضالين وهناك المضلين الذين لم يخلوا منهم مكان او زمان والأمر إذا خلا من الدليل الشرعي والدليل العقلي لا يكون إلا من إملاء الشياطين وأتباعهم.
ثم إن النصارى يخدعون الناس بزعمهم من أن الأمر يدرك بالروح القدس. فإن هذا من الكلام الفارغ الذي لا معنى مندرج تحته ؛ لأن معنى قولهم هذا , أن قبول اى شخص من الأشخاص لهذه العقيدة إنما يتم بالروح القدس، فإذا لم يقبلها عقله ولا قلبه بناءً على خلوها من الدليل الشرعي والعقلي، قالوا له: إن الروح القدس لم يهبك الإيمان بها.
إذ من المعلوم أن جميع الوثنيين يؤمنون بالكثير من الترهلات والأباطيل ، وإيمانهم بها لم يقم على دليل شرعي ولا عقلي، وهذا وجه بطلان عقائدهم. إذاً فقبولهم لها تمَّ عن طريق التسليم لعلمائهم ودعاتهم بدون دليل أو وعي صحيح، فمن هنا يشبه النصارى الوثنيين من ناحية دعواهم بوجوب التسليم لمقولتهم بدون استناد على الشرع ، أو استخدام للعقل في القضية.
أما الروح القدس فأقحم هنا إقحاماً، فليس هناك ما يثبت أن الروح القدس هو الذي جعل أحدهم يؤمن بما يقال له، وليس شيطاناً من الشياطين؟ كيف يفرق الإنسان بين الاثنين؟ ليس هناك وسيلة للتفريق إلا بالدليل الشرعي والعقلي معاً فكلا من الشيطان والروح القدس غيب لا يدرك بالحواس. وقد استطاع النصارى بخبث شديد أن يعطلوهما ويلغوهما لما زعموا أن الأمر سر من الأسرار الكنسية التي يجب الإيمان به إيماناً مجرداً عن الفهم وهم دائما كذلك إذا عجزوا عن فهم قضية وإقامة الدليل عليها زعموا أنها سر.
ولكن اذا فزعنا الى الموضوعية نجد السر يجب أن يكون معلوما عند البعض ومجهولا عند البعض الأخر و من الطبيعي أن يكون أولى الناس بالمعرفة هم كبار القوم وعلمائهم ولازم ذلك : أن يكون كبار علماء النصارى اعلم الناس بذلك السر .
ولكن الحقيقة الجلية تقول بأنهم لا يعلمونه ولا يدرون له وجهاً، وأن علم الطالب المبتدئ منهم مثل علم أكبر القسس فيهم في مثل هذه القضايا، وإذا كان أمر لا يعرفه الكبير ولا الصغير فكيف يقبلونه ويعتقدون فيه؟! فلا بالشرع استناروا، ولا بالعقل استرشدوا، ودعوى أن الروح القدس يعلمهم، دعوى فارغة لا حقيقة لها، وإلا وجب على الروح القدس أن يوحى إليهم بالسر، فيعلمونه الناس، حتى تكون لديهم قناعة، وهم أنفسهم يجدوا القناعة بما يقولون ويعتقدون.
ثم ما هذه الدعوى العريضة التي زعموا، وهي أن الروحانيين يعرفون أعماق الله، ماذا يعرفون عن أعماق الله ؟
انظر كيف فتحوا الباب للافتراء على الله والكذب عليه جلَّ وعلا بما لا يستطيعون أن يأتوا منه بشيء، والله عز وجل يقول: { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء } [البقرة:255]. ويقول: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110] جلَّ وعلا عن افتراءات الجاهلين وتخرصات المتخرصين الظالمين "
((دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود بن عبد العزيز الخلف – ص 296
))
. لذلك نقول لجورج سيل ولكل المسيحيون في مشارق الأرض ومغاربها كيف تميتون العقل ثم تدعون الإدراك والتمييز ولا تجدون شيئا لتحترفوه سوى الجدل وكل ذلك من عمل العقل فهل يعقل ان يكون هناك عمل لمن وفاه الأجل وانتم أمتم العقل فى أول أساس للعقيدة المسيحية وما تبعه من أركان ولذلك نقول اين لنا بالخروج من هذه الحيرة بدون موت العقل ؟ كيف يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ؟ ام كيف يوجد من يؤمن بجمع من الالهة غفير وهناك من هو للاله الواحد جاحد؟ كيف تلد الام خالقها ؟ شىء عجيب هل هى التى تطعمه ام هو الذى يرزقها ؟ ومن الغريب اننا لو بحثنا في العهد القديم نجد اهتماما بالغا بالعقل الى الدرجة التي جعلته يحتوي سفرا كاملا يهتم بالعقل والإقناع اشد الاهتمام ويسمى بسفر ( الحكمة ) والمفروض ان يكون ذلك معروفا لدى النصارى .
وفي الإنجيل ما يكفي لإثبات أن الدليل ينبني على الحق وليس على الأخطاء العقلية وإنما بمعرفة الحق وإتباعه (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57(وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32(فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36 والمسيح كان عقلانيا لأقصى الحدود وكان يرد على التساؤلات بالحجة والدليل العقلي فهذا كان منهجه كما في الإنجيل و لوكانت العقيدة النصرانية كما يدعي علماء النصارى لا تتفق مع العقل وغير منطقية لتناقضها فلا بأس بأن يقوم الوثنيون عبدة الاصنام بدعوتنا لعبادتها ثم يقولوا لنا هذه عقيدة فوق مستوى العقل و ليست عملية منطقية او حسابية فهل يقبل ذلك وهل سيدخلنا الله الجنة وينجينا من النار اذا اتبعناهم ؟
بالتأكيد لا فعلينا اذن ان نعود الى الصواب والى الحق في ذلك والى العقل والمنطق فهم حجة الله تعالى على البشر تماما كما ارسل الله انبيائه عليهم السلام في اليهودية والمسيحية والاسلام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقوق الطبع والنشر محفوظة لابن النعمان
للمزيد ادعكوم الى الدخول الى مدونة ابن النعمان : اساليب ومواضيع جديدة للحوار
http://noman.0-up.com
تعليق