لذة المناجاة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

البنا مسلم اكتشف المزيد حول البنا
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • البنا
    0- عضو حديث

    • 17 ديس, 2009
    • 26
    • محاسب
    • مسلم

    لذة المناجاة

    بسم الله الرحمن الرحيم




    إن من أعظم أسباب الطمأنينة وسكينة القلب: الأنس بمناجاة الله - تعالى والتلذذ بذكره والثناء عليه، قال الله - تعالى -: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28)، إذا هدأت العيون وهجعت النفوس، واسودت ظلمة الليل، نشط لذكر الله يسكب العبرات، ويظهر الحاجة والافتقار إلى مولاه، ويعترف بعجزه وضعفه، ويلح عليه بالثناء والتسبيح والتهليل، يرفع العبد يديه بقلب مخبت منيب يسأل الله - سبحانه وتعالى- ويستعينه، "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ" (الزمر: من الآية9)، "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً " (السجدة: من الآية16). إنها لذة المناجاة، لذة من أعظم لذائذ الدنيا، تعمر القلوب وتسكن لها الجوارح، ولا يجدها إلا من ذاق طعم الإيمان، وحلاوة القرآن، وبرد اليقين، وصَدَق المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".

    تأمَّل موسى - عليه السلام - وقد أنهكه السفر، يستظل بظل شجرة، ويقولها من قلبه، نفثات عابد مستجير بربه: "فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" (القصص: 24). تأمل أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناجاته لربه، تجد فيها أجمل التضرع والإنابة والانكسار بين يدي الله - تعالى وتجد فيها أبلغ الالتجاء والاستعانة به - عز وجل يُعفّر وجهه في التراب، ويقوم تالياً وراكعاً حتى تتورم قدماه، ويُسمَع لصدره أزيز كأزيز المرجل، وتتحدّر الدموع من عينيه الشريفتين، ويستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مئة مرة، ومع ذلك كله يقول في دعائه العبق الكريم: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير".

    غاية في التضرع والسكينة والافتقار إلى الله - تعالى لا يغتر بعمله، أو يتبختر بفعله، بل يطأطئ رأسه إخباتاً ومهابة لربه، ويسأله الثبات والسداد، ويناجي ربه بقوله: "اللهم مُصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك".

    يخلو العبد بربه، ويرطب لسانه بالذكر وتلاوة القرآن، مخلفاً وراءه الدنيا بغربتها وهمومها، فمهما ادلهمت به الخطوب، وتكالبت عليه الفتن، وتكاثرت عليه الهموم، إلا أنه يجد في قلبه سكينة عامرة، ويقيناً راسخاً.

    إن الدعاء عبادة عظيمة تتجلى فيه كريم الصلة بين العبد وخالقه، يُرى فيه العبد منكسراً بين يدي مولاه، منطرحاً على بابه، يستغيث به ويستجير، والله - تعالى يحب العبد الملحاح، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يسأل الله يغضب عليه".

    ودعوات المؤمنين الصادقة هي الطاقة الحية المعطاءة التي تبعث الروح في قلوب المؤمنين، وتدفعها إلى البذل والعطاء بصدق وإخلاص، فهي الجند الذي لا يُغلب، والسلاح الذي لا يقهر
  • داليا أمة الله
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    • 7 نوف, 2009
    • 650
    • -
    • مسلمة

    #2
    جزاك الله خيرا
    فعلا ان لمناجاة الله سبحانه وتعالى لذة لا تساويها لذة
    وهى جنة الدنيا والموصلة الى جنة الأخرة
    جعلنا الله واياكم من ساكنيها


    "وعن الدعاء فقد قيل : انك اذا سألت النس غضبوا منك وان لم تسأل الله غضب عليك"
    (( يُعرف الرجال بالحق
    ولا يُعرف الحق بالرجال ))

    تعليق

    • إسلامي نور حياتي
      مشرفة شرف المنتدى

      • 18 ديس, 2009
      • 993
      • أمة من إماء الله
      • مسلمة

      #3

      أخي الفاضل البنا

      جزاك الله الفردوس الاعلى و رفقة خير الذاكرين و أعرفهم بحق الحق سبحانه و تعالى .. حبيبنا محمد عليه أفضل الصلوات و أزكى تسليم
      موضوعكم أخي يمس القلب و الفؤاد و يدمع العين ..إذ يذكرنا بتقصيرنا في حق الله عز و جل
      اللهم تجاوز عنا و اغفر لنا و اجعل فرحتنا بقربك و أنسنا في وحشتنا بك و ذكرنا لك غير منقطع

      للذكر أخي أكثر من مائة فائدة ذكرها العلماء ..و اسمحوا لي أن أضع بعضها في موضوعكم مساهمة بسيطة مني فيه بعد إذنكم :
      إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره

      الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل

      الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب

      الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط. الحامسة: أنه يقوي القلب والبدن

      السادسة: أنه ينور الوجه والقلب

      السابعة: أنه يجلب الرزق

      الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة

      التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام

      العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان

      الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل

      الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه

      الثالثة عشرة: أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة

      الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله

      الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: " فاذكروني أذكركم " [البقرة:115].

      السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب

      السابعة عشرة: أنه قوت القلب والروح

      الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه

      التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات

      العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى

      الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة

      الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة

      الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى

      الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.

      الخامسة والعشرون: أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والبا طل.

      السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.

      السابعة والعشرون: أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.

      الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.

      التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.

      الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب علئ غيره من الأعمال.

      الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده.

      الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.

      الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.

      الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.

      الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء ألبتة إلا ذكر الله عز وجل.

      السادسة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضأ ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.

      السابعة والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته.

      الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.

      التا سعة والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة و التوفيق

      الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.

      الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.

      الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره.

      الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.

      الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.

      الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.

      السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.

      السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.

      الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.

      التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.

      الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.

      الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.

      الثانية والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعلها قرة عينه فيها.

      الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.

      الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.

      الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيرا هم السابقون من بين عمال الآخرة.

      السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.

      السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.

      الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.

      التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.

      الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.

      الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.

      الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.

      الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة

      الرابعة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة

      جعلنا الله و إياكم من الذاكرين العابدين الساجدين المحبين الفائزين في الدارين
      بوركتم أخي و بورك مسعاكم و تبوأتم من الجنة منزلا


      تعليق

      • البنا
        0- عضو حديث

        • 17 ديس, 2009
        • 26
        • محاسب
        • مسلم

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة داليا أمة الله
        جزاك الله خيرا
        فعلا ان لمناجاة الله سبحانه وتعالى لذة لا تساويها لذة
        وهى جنة الدنيا والموصلة الى جنة الأخرة
        جعلنا الله واياكم من ساكنيها


        "وعن الدعاء فقد قيل : انك اذا سألت النس غضبوا منك وان لم تسأل الله غضب عليك"
        بارك الله فيكم أختنا
        وجزاكم الله خيرا....آمين

        تعليق

        • البنا
          0- عضو حديث

          • 17 ديس, 2009
          • 26
          • محاسب
          • مسلم

          #5
          أخي الفاضل البنا

          جزاك الله الفردوس الاعلى و رفقة خير الذاكرين و أعرفهم بحق الحق سبحانه و تعالى .. حبيبنا محمد عليه أفضل الصلوات و أزكى تسليم
          موضوعكم أخي يمس القلب و الفؤاد و يدمع العين ..إذ يذكرنا بتقصيرنا في حق الله عز و جل
          اللهم تجاوز عنا و اغفر لنا و اجعل فرحتنا بقربك و أنسنا في وحشتنا بك و ذكرنا لك غير منقطع

          فضلكم الله وجعلكم من أهل الفضل
          لقد أثلجتم صدرى وأستفدت من كلماتكم
          جعلها الله فى ميزان حسناتك
          وحشرنى الله وإياكم مع نبينا المصطفى صلوات ربى عليه
          ورطب الله لسانكم بكثرة ذكره آمين

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
          ردود 10
          51 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الراجى رضا الله
          ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
          رد 1
          49 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
          ردود 0
          27 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة د تيماء
          بواسطة د تيماء
          ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
          ردود 0
          32 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة د تيماء
          بواسطة د تيماء
          ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
          ردود 0
          26 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة سُليمان العَمري
          يعمل...