يقول العماري :
Any religious city would be worthy of note, because those cities were critical to the culture of the times. Jerusalem, in Israel, and other religious cities were mentioned by Greek historians and geographers in their writings, as were religious cities in other parts of the world, such as Europe, Asia, the Middle East, and parts of Africa. Due to its importance, Mecca would have been the first city to be mentioned in any survey or writing about Arabia. Yet, we find that an attentive historian like Herodotus, mentioned all the cities known at his time in Arabia – but he didn't mention Mecca
اي مدينة دينية تستحق أن تلحَظ لأن تلك المدن كانت هامة لثقافة هذا الزمان . أورشاليم في اسرائِيل والمدن الأخرى ذُكِرت عند المؤرخين والجغرافيين اليونان في كتاباتهم, تماما كما ذُكِرت المدن الدينية في أجزاء العالم الأخرى كأوربا, وأشيا والشرق الوسط وأجزاء من أفريقيا. وبسبب أهميتها فإن مكة كانت تستحق أن تكون أول مدينة الأولى يجب ذكرها في أي كتابة عن العربية. ومع ذلِك فإننا نجد هيرودوتس المؤرخ يذكر كل المدن المعروفة في العربية في زمانه ولم يذكر مكة.
ب) إلزام المحاور بالحجة:
أ ) العماري يقع في مصيدةٍ نصبها لنفسه ويصبح هيرودوتس حجة عليْكَ لا علينا :
حسب العماري فإن مكة لم تكن موجودة في القرن الخامس قبل الميلاد لأن هيرودوتوس لم يذكرها .. وطبعاً هذا كلام غير علمي , ولا يصدر عن طالب علم .. ولكن يقول الله تعالى " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين" ... فالمفاجأة أن هيردوتوس لم يذكر أورشاليم قط , بل لايعرفها .. فحسْب منطِق العماري ومن تبعه تكون أورشاليم لا حقيقة لها وغير تاريخية في القرن الخامس قبل الميلاد .!!!
هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد لم يذكر أي شيء عن بني اسرائيل الذين كانوا في بابل ومصر في زمانه .. مع انه تكلم بالتفصيل عن بابل ومصر ..!!, بل الأهم أنه أعاد الأمور إلى نصابها .... فقد تكلم عن فلسطين وذكرها بالإسم " فلسطين" وتكلم عن العرب ونسب إليهم العربية .. ولم يتطرق إلى تفاصيلهم لكن يبدو أنه يحترمهم ويقدر حضارتهم وبلادهم ويوليها قدرا من الغموض .. لكن لم يذكر اليهود قط , ولم نسمع شيئاً عن السامرة او اليهودية في فلسطين , فأين هذا التاريخ المزعوم؟!!!! ... في حين لم يتطرق هيرودوتس لتفاصيل العربية فإنه تطرق لتفاصيل بابل وفلسطين .. فأين اليهود؟!!!!!!!.... بل حين تطرق إلى الختان لم يذكر اليهود للحظة ... بل ذكر أنها عادات الفلسطينيين وقد أخذوها من مصر ..!!!!!!!! الختان عند هيرودوتس لا علاقة له باليهود ... اين الوعد الإبراهيمي المزعوم لإسحق إذاً ؟!!!.....
إن كتابي نحميا وعزرا خرجا في نفس الفترة ونفس التوقيت الذي خرج فيه كتاب هيرودوتس في التاريخ , إلا أن هناك تضارباً بيناً بينهما وبين التاريخ , ففي حين يصور عزرا ونحميا أن اليهود كانوا شعوبا ضخمة لايمكن تجاهلها .. فإننا لا نجد أي ذكر لهم في كتابات هيرودوتس التاريخية .. فما سر هذا التضارب والتجاهل يا ترى ؟!!! إنه يؤكد بلاشك أنه لم يكن لليهود أي أهمية تُذكر .. !!,,, إنه يؤكد بلا شك أن كتب التوراة الحالية ما صُنِعَت إلا لتضع تاريخ وهمي لليهود ... إنه يقودنا إلى قضية أكبر وهي وجود داود التوراتي على الأرض وحقيقة أورشاليم ومعبدها ومصداقيتها .. فمن باب أولى بدلاً من استِخْدام هيرودوتس للتشكيك في البيت القادم .. فإنه يِجب أن تشكك في مصداقية السفر نفسه !! .. هل هذا السفر وهل هذا المزمور يمثل حقائِق تاريخية؟!!... هل كتابكم هذا يمثل وحياً أم يمثل عجزاً تاريخياً ؟!!
إذاً هيرودوتس يوجه تهماً قاتلة لكتابكم بتاريخه لا للعرب ولا لمعتقداتهم !!
ونسأل العماري ومن تبعه: ... هل عدم ذكر هيرودوتس لأي شيء عن اليهود واليهودية وأورشاليم, بل ونسبته الختان إلى المصريين ... فهل هذا يعني عند الصديق المسيحي ان بني اسرائيل لم يكونوا في بابل ومصر في زمان هيرودوتس او هل ينفي هذا تاريخيتهم ؟!!...
أنت أمام اختيارينِ :
- إما أن تنكر تاريخية اليهود ووجودهم في بابل ومصر وتنكر "عهد الختان الأبدي" .. لأن هيرودوتس لم يتطرق إليهم .. وهذا هو أقل واجب بحسْب مبدئِك ومنطِقك .. وحينها ستكون قد كفرت بكتابك وتاريخك ومصداقية الوحي المزعوم , بل ويسقط حقيقة العهد الأبدي مع نسل اسحق بالختان!! .. وبرغم كفرك حينئِذٍ يتبقى الحق الوحيد أن هذا منطق مغلوط ..!! .. "كفر ومنطق مغلوط"
- وإن لم تفعل .. ورفضت انكار تاريخية كتابك , وكذبت هيرودوتس .. فإنه الكيل بمكيالين عزيزي المحاور ... وهنا ينتهي الحوار بوقوعِك في مناقضة حجتك ... فتُثْبِت بنفسِك فشل هذه الحجة وهشاشة منطِقِك ..لأنك نفسك فشلت في الإلتزام به حين تحول الأمر للحديث عن كتابك وتاريخيته .!!
ب) الإلزام بالقاعدة المنطِقية .. " عدم الوجود لا يعني العدم " , " عدم العلم لا يعني العدم" :
فعدم علمنا بالشيء لا يعني عدمه , وعدم علم هيرودوتس بمكة او بمدن العرب لا يعني عدم تاريخية ما جهله .. ولا يُقبل القول من عالم إلا إن أحاط بكل شيءْ علما .. وهيرودوتوس جغرافياً لم يحط علماً .. بل وقع في أخطاء شنيعة وإن غفرها له زمانه وحضارتهم وقتها ..
ج) وقفة مع هيرودوتس .. فنجد أنه ذكر في تاريخه أن :
- هيرودوتس يقول : العربية هي آخر مكان في العالم من الجنوب.. ( The histories By Herodotus, Robin Waterfield, Carolyn Dewald, Book III,p.213 )
فماذا استنتج العلماء ؟!!..
استنتجوا أن هيرودوس قليل العلم بالعربية , لأنه لم يثبُت أنه ذهب إلى العربية , فيُخبرنا روبرت هويلاند عن هيرودوتس فيقول :
" أن معلوماته عن العربية ضحلة جداً وكانت العربية تمثل له أرض الأساطير وأرض الأفاعي الطائرة ذات الأجنحة والثعابين الخبيثة" .. Arabia and the Arabs: from the Bronze Age to the coming of Islam By Robert G. Hoyland, p.3
" أن معلوماته عن العربية ضحلة جداً وكانت العربية تمثل له أرض الأساطير وأرض الأفاعي الطائرة ذات الأجنحة والثعابين الخبيثة" .. Arabia and the Arabs: from the Bronze Age to the coming of Islam By Robert G. Hoyland, p.3
- هيرودوتس يقول : " الهند هي آخر حدود العالم في الشرق ..!! ( The histories By Herodotus, Robin Waterfield, Carolyn Dewald, Book III,p.213 )
إن كانت الهند آخر حدود العالم فأين ذهبت الصين وهي بعد الهند ؟!!
هل استنتج المؤرخون أن الصين لم تكن موجودة في زمان هيرودوتس ؟!!!... بالتأكيد لا ....
وإنما كان الإستنتاج المنطِقي أن الصين لم تكن معروفة لهيرودوتوس ولقدماء الفرس , وأن الهند هي آخر ما اكتشفوه وزارها الإسكندر الأكبر ...!! James Rennell,The geography system of Herodotus examined and explained, by a comparison with those of other ancient Authors. p.216.
- هيرودوتس يقول : "اثيوبيا هي آخر مكان في الغرب ".. !
فماذا استنتج المؤرخون من مقولة هيرودوتس ان "أثيوبيا آخر حدود العالم من الغرب" ..؟!!...
إن كانت أثيوبيا آخر حدود العالم فأين ذهبت باقي دول أفريقيا الوسطى والغربية والأمريكتين وهم جميعاً بعد أثيوبيا ؟!!
هل استنتج المؤرخون أنها لم تكن موجودة في زمان هيرودوتس حسب منطِقِك؟!!!... بالتأكيد لا ....
وإنما كان الإستنتاج المنطِقي أن أثيوبيا هي أقصى حدود علم هيرودوتوس !!
أخيراً ... ماذا تستنتج أنت من مقولة هيرودوتس ان "النيل ينبع من ليبيا ؟!!"
تاريخ هيرودوتس الكتاب الثاني , 142 ترجمة عبدالإله .. Histories By Herodotus, George Rawlinson, B.II,p.125..؟!!...
ج) بالعودة إلى تاريخ هيرودوتوس , وأقوال المؤرخين .. فإن هيرودوتوس لم يزُر الجزيرة العربية قط فضلاً عن أن يكون شمّ ريح غربِها :
أخيراً ... هيرودوتس لم يزُر قط الجزيرة العربية فضلاً عن ان يكون قد شمّ ريحَ غربها .!!, وكل معلوماته عن العربية ضحلة جداً لا تتعدى ... قيل لي وسمعت ., فضلا عن زيارته لمنطقة في مصر مقابلة لمدينة بوتو على النيل , واعتبرها ضمن حدود العرب...!
وكل ماذكره عن العرب في تاريخه لا يتعدى حديثه عن أن المُر الأصيل واللبان يخرُج من أعماق أرض الجزيرة العربية .. وأقصى ما استطاع فعله هو التوجه إلى شرق مصر في منطقة غير مأهولة لاكتشاف الثعابين الطائِرة فوجد هياكلها العظمية ..
فيُخبرنا روبرت هويلاند عن هيرودوتس ومعرفته بالعربية فيقول :
"أن معلوماته عن العربية ضحلة جداً وكانت العربية تمثل له أرض الأساطير وأرض الأفاعي الطائرة ذات الأجنحة والثعابين الخبيثة" .. Arabia and the Arabs: from the Bronze Age to the coming of Islam By Robert G. Hoyland, p.3
ويخبرنا البروفيسور دالمان .. أن معلومات هيرودوتس عن العربية عبارة عن السماع من حكايات بالأذن وليس رؤية بالعين, بل لم يضع أقدامه في العربية كما يبدو من تاريخه .. هذا أقوال العلماء والمؤرخين !!!
He probably went no farther into the interior of Arabia, and as to the scented air of Arabia Felix, which he describes as so wonderful^, he could hardly have had any other sensible experience of it than through its exported spioery. For he knew the length of the Arabian mountain-chain only by hearsay, and in the same way he learnt that the frankincense-tree grew on the farthest borders towards the east (ii. 8). That he himself never set foot in the region which produces it, is evident from the fabulous story which he repeats of the winged serpents which " must be dexterously driven away before the precious commodity could be gathered" ).
Professeur Dahlmann,"The Life of Herodotus drawn out from his book" , P.51-52
يتبع
تعليق