وتقول فى نهاية ردك الأول (فماذا لو انتقدت أنا القرآن لأثبت أنه ليس وحيا من عند الله وإن نبوة النبي محمد لم تكن من الله)
وأنا أرجوك أن تفعل بالأدب الواجب، والموضوعية الشديدة، والعلم الكبير، وسأكون أول المنصتين لك. ولتبدأ مناظرتى على (منتدى حراس العقيدة)، وهو منتدى إسلامى يختص بمقارنة الأديان، وهذه أكبر فرصة بين يديك، فإن كنت جادًا، ذو علم سليم، فسوف يتبعك كل أعضاء المنتدى، أو على أى منتدى آخر تراه مناسبًا فى أيهما كلام الله (القرآن أم الكتاب المقدس).
وفى ردك الثانى
تتفاخر بكتابك وتعلى من شأنه على القرآن فتقول (القرآن كتاب منسوب إلي شخص واحد وهو النبي محمد أما الكتاب المقدس فهو عبارة عن ستة وستين كتابا أوحي بهم إلي أكثر من خمسة وأربعين شخصا مختلفين إختلافا بيّنا منهم الملوك ومنهم الكهنة ومنهم الصيادين ومنهم رعاة الغنم)
وقد جانبت الصواب، فالقرآن منسوب إلى الله تعالى، وليس إلى محمد صلى الله عليه وسلم. أما الخمس والأربعين الذين تنسب إليهم كتابة هذا الكتاب، فلا أعرف كيف عددتهم. فلا يُعرف من الذين كتبوا الأسفار الخمس الأولى، ولا يعرف عدد من كتب كل سفر، ولا إلى من يُنسب! وقد ضربت لك سفر العبرانيين كمثال لذلك.
وها أنا ألقى على مسامعك مرة أخرى ما قاله أعظم مؤرخى الكنيسة فى القرن الرابع يوسابيوس القيصرى من أن الرسائل التى تُنسب لبولس لم يكتبها بولس، ولكنها نسبت إليه زورًا: فقد قال ناقلاً عن أوريجانوس: «أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها». (يوسابيوس 6: 25)
وأرجوك أن تعود مرة أخرى إلى ما قاله المدخل للكتاب المقدس الكاثوليكى واعترافه بالتحريف الواقع فى كتابك!
وأزيدك..
ويقول المدخل إلى سفرى الأخبار بالكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين ص728: «إذا كُنَّا نجهل من هو كاتب سفرَى الأخبار، وفى أى وقت انتهى من عمله، فإننا نعرف على وجه أحسن كثيراً كيف قام بعمله التحريرى وتأليفه الأدبى.
لم يُحرر الكاتب فى الواقع رواية استوحاها من معرفته لتاريخ شعبه القديم، بل نقل عدداً من الوثائق التى بين يديه، وصنَّفها أحياناً فى ترتيب يوافق ما يهدف إليه مؤلَّفه، ونقحها استنادًا إلى وثائق أخرى اطَّلعَ عليها، أو بحسب نظرته إلى التاريخ ومعناه، وقد اهتم بذكر مراجعه ـ وهذا أمر نادر فى أيامه ـ وأطلعنا على أخبار ثمينة، وإن كانت غير كاملة ويُعسر أحياناً توضيحها».
وبالإختصار: إن كاتب هذين السفرين مجهول، وهو لم يوحَ إليه، ولكنه نقل عن وثائق قام هو بتحريرها، «ونقحها استنادًا إلى وثائق أخرى اطَّلعَ عليها، أو بحسب نظرته إلى التاريخ ومعناه» أى أخذ ما يتفق مع أهداف كتابه، وترك ما يتعارض معه.
أليس أمثال هؤلاء الذين قال فيهم الرب: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16
أليس أمثال هؤلاء الذين قال فيهم الرب: (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30
ألم يقل الرب فى أمثال هؤلاء: (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
لذلك قال فيهم: (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
وعن كاتبى سفرى الملوك يقول المدخل إلى سفرى الملوك بالكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين ص622-623: «يذكر الكاتب نفسه أنه استعمل مؤلفات سابقة ويورد فى بعض المصادر التى استقى منها. فالمؤلَّف لم ينشأ فجأة، بل تمَّ على مراحل. فإن آيات 1مل 11/41 و14/19 و29 الخ تشير إلى كل من سفر "أعمال سليمان" وسفر "حوليات ملوك إسرائيل" وسفر "حوليات ملوك يهوذا" التى شكلت نقطة انطلاق لتحرير النص الذى هو الآن فى أيدينا. .. .. فقد استعمل الكاتب فى عمله مصادر أخرى أيضاً. فيبدو مثلاً أنه اطَّلع على محفوظات جاءته من الهيكل .. .. بأية نسبة كانت هذه المعلومات نصوصاً سبق تأليفها أم صدرت عن تقاليد شفهية؟ هذا أمر صعب تحديده. .. .. .. كيف جُمعت هذه العناصر المختلفة فى مجموعة واحدة؟ هذه مشكلة من أعوص مشاكل المؤلَّف.
من الواضح أن الذى كتب 2مل 25/27-30 والذى تكلم كلام المعاصر على الأحداث التى يرويها فوصف تابوت العهد فى 1مل 9/13 أو روى وقائع 1مل 9/21 ليس كاتباً واحداً، وإلا لكان لا بدّ له من أن يعيش أكثر من أربعمائة سنة! فمن هو واضع سفرى الملوك؟ هناك عدة افتراضات ...... ثم قام محرِّر ثان بعد المحرِّر الأول بجيل وفى فلسطين أيضاً فى حوالى السنة 550 ق.م. وقبل عودة المجليين من بابل، فاستأنف عمل سلفه وأضاف إليه روايات وتقاليد أخرى كانت فى متناوله ...... وأدخل أيضاً فى مؤلَّفه ما كان التقليد يرويه عن ملكة سبأ. ولما كان للأنبياء وشريعة موسى شأن كبير فى مؤلَّف هذا المحرّر الثانى. فقد بدا للمفسرين أنه أتى من بيئة أنبياء، بل لربما كان تلميذاً لإرميا. وآخر الأمر أن بعض الكتبة خرجوا من بيئة لاوية قد أضافوا إضافات طفيفة فى أواخر القرن السادس ق. م.»
وهذا يعنى أن هناك كاتب آخر كتب وحرر كتاب الكاتب الأول، ثم أضاف بعض الكتبة إضافات طفيفة على هذا الكتاب!! وفى النهاية فهو غير معروف!
وحتى تقسيم السفر إلى سفرين فهو من تدخل مترجمى النسخة السبعينية ، أو من الكهنة. وفى ذلك يقول هامش ص678 عن سفر الملوك الثانى: «إن تقسيم الملوك إلى سفرين تقسيم مُصطنع لم يرد فى الكتاب المقدس العبرى كما كان فى الأصل.»
وفى ص679 يقول: «يبدو أن الآيات 9-16 إضافة أدخلها تلاميذ اليشاع.»
وفى ص681: “فى هذه الآية [2مل 3: 7] وفى الآيات 11 و12 و14 ، يذكر النص اسم ملك يهوذا يوشافاط، ولكن التسلسل الزمنى يثبت أن الحرب لم تقع إلا على عهد ابنه يورام يهوذا. يبدو أن اسم يوشافاط أُضيف إلى النص الأصلى، نظرا إلى تقواه والعمل المماثل الذى قام به فى 1مل 22.”
فلك أن تتخيل هذا الكاتب الذى أضاف معلومة خاطئة ونسبها لله!! فهل هذا الكاتب ذو ضمير صالح؟ وعالم نصوص المخطوطات الخاصة بهذا السفر يعلم أن به خطأ ما، ولا يعترف صراحة دون مواربة، بل يذكر ذلك داخل إطار اسمه "الكتاب المقدس"!! أليس هذا تدليس، وضحك على أتباعهم ومصدقيهم؟ متى نتحرر من عبوديتنا للشيطان؟ متى نقبل على الله بضمائر صالحة؟ متى نبيع الدنيا بزيفها ونقبل على الآخرة بأعمال تُزين إيماننا؟
أعتقد أن هذا كاف لتفنيد ما تريد أن توهمنا بصحته! فعدد كتبة هذا الكتاب ومنقحيه يفوق العدد الذى ذكرته بكثير. وليس هذا تشريف للكتاب. إن ما يشرف الكتاب ويجعله مقدسًا هو اعتراف الرب به من ناحية، وأن يقدس الله تعالى وأسمائه وصفاته من ناحية أخرى، وأن يكون هو نفس الكتاب الذى أنزله الرب، دون تنقيح أو إضافة زخارف أو حذف شيئًا منه!
لكن حتى لو فترضنا أن شخص واحد كسليمان كتب الثلاثة كتب المنسوبة إليه، فما قيمة النصيحة والحكمة من شخص لا يراعيها ولا يحترمها، ولا يمكن أن يكون أول قدوة لها؟ أى ما قيمة أن يقود أعمى عميان؟ سيغرقون جميعًا!! وأذكرك بقول يسوع: (15«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 15-20
وعلى ذلك فإن من الثمار الفاسدة لنبى فاسد (حاشاه نبى الله سليمان العظيم أن يكون هكذا) أنه كفر وعبد الأوثان ودعا لعبادتها. فما قيمة كتب كتبها نبى فاسد له ثمار فاسدة؟ إن يسوع يأمرك أن تقطع هذه الشجرة وتلقى بها إلى النار! (19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ)، وعلى ذلك يجب أن يكون مصير كتاب كل نبى فاسد النار، وليس الافتخار!!
المشكلة تكمن فيك يا أستاذ أسعد أسعد .. أنت غير مثقف دينيًا كما قلت أنت فى بداية ردك، وتأخذ دينك بالعاطفة، وتدافع عنه هذا الدفاع، الذى اضطرك لسب الإسلام ورسول الله للعالمين، وعلى الرغم من ذلك تدعى أنك علمانى؟ فكيف يتأتى هذا؟
وتقول (والعهد الجديد هو تحقيق لنبوات العهد الجديد)
وأنا أتحداك أن تذكر لى نبوءة تنطبق على يسوع فى العهد القديم! إن كل نبوءات العهد القديم تخص المسِّيِّا، النبى الخاتم، الذى سيرسله الله تعالى بعد يسوع، ويكون نبيًا للعالمين، ودينه خالد لا ينسخه دين أو شريعة.
وإليك نبوءتان لا وجود لهما فى الكتاب كله:
1- يقول متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) وهى لا توجد فى أى كتاب من كتب العهد القديم.
ومثل هذه الفقرة احتج عليها اليهود احتجاجًا كبيرًا ، فيتعجبون كيف يسكن يهودى فى منطقة السامرة ويدرس فى معبدهم؟ ومن المعروف أن بين اليهود والسامرة عداء شديد، حتى إن المرأة السامرية فى إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع لم تعطه ليشرب لمجرد أنه يهودى وهى سامرية.
وعند متى فقد أخذ يوسف مريمَ وعيسى عليه السلام إلى مصر بعد ولادة عيسى مباشرة، فى الوقت الذى كانت أمه ما تزال تعانى آلام الولادة. فكيف يتسنى لإمرأة أن تسافر زمنًا طويلاً ومسافة شاقة وكبيرة فى صحراء مصر الشرقية وهى فى هذا الضعف؟ بينما كانت عند لوقا فى بيت لحم إلى أن تمت أيام تطهيرها ثم انتقلت إلى أورشليم ، وكانوا يذهبون كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح إلى أن تمَّ 12 سنة.
(21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. 22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ. .. .. .. .. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ 28أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ .. .. ..) لوقا 2: 21-28
فكيف كان فى مصر وهو فى نفس الوقت فى أورشليم؟
ويقول هامش الكتاب المقدس فى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية ص40: (ناصريًا: يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذى يستند إليه متى ...)
ومعنى قول الإنجيل إن فى التوراة نبوءة عن أنه سيُدعى ناصريًا، وهى ليست فى التوراة، أن أحد الكتابين يكذب. فقد يُحتَمَل أن هذه النبوءة كانت موجودة وقت كتابة الأناجيل، وحذفها علماء اليهود فيما بعد. وإن دلَّ ذلك على شىء، فإنما يدل على أنَّ هذا الكتاب لا يمكن نسبته إلى الله، لوقوع التحريف فيه.
ويقول بقاموس الكتاب المقدس، مادة (الناصرة) «ولم تكن الناصرة ذات اهمية في الازمنة القديمة، لذلك لم يرد لها أي ذكر في العهد القديم، ولا كتب يوسيفوس ولا الوثائق المصرية والاشورية والحثية والارامية والفينيقية السابقة للميلاد. واول ما ذكرت في الانجيل.»
وأكدت ذلك دائرة المعارف الكتابية أيضًا «الناصرة قرية في ولاية الجليل، وكانت موطن يوسف ومريم العذراء والرب يسوع. وكانت على الدوام قرية صغيرة منعزلة، فلا تذكر مطلقاً في العهد القديم، ولا في التلمود، ولا فى الأسفار الأبوكريفية، ولا في كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودى.»
وفى الحققة لم تُعرف هذه القرية إلا فى القرن الرابع، فلم يكن لها وجود فى القرون الأربعة الأولى، لذلك لم يذكرها مؤرخ من مؤرخى القرون الأولى.
2- يقول متى (1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي. 3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 1-10
وفى الحقيقة إن من يقرأ نبوءة متى هذه ليتخيل أن أحد أنبياء العهد القديم، وعلى الأخص إرمياء، قد تنبأ بتفاصيل هذه الأحداث: (9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ)، وكل ما حدث أن أخذ نبى الله زكريا، من بنى إسرائيل أجر مقداره ثلاثين من الفضة، وأمره إلهه أن يعطيها للفخارى. فما علاقة هذا بما ذكره متى من تفاصيل؟ إن متى أخذ كلمة من (زكريا 11: 1-13)، واعتقد أنها من إرمياء، وبنى عليها هذه العلاقات، التى تسمونها نبوءة!
أما ما جاء فى سفر إرمياء فليس له أدنى علاقة أيضًا بما ذكره متى فى هذه الحادثة. فإرمياء يحكى عن قصة وقعت فى الماضى، وليست أحداث نبوءة منتظر وقوعها فى المستقبل، ويقول إن يهوه طلب منه شراء حقل ابن عمه "حنمئيل بن شلوم", ويذكر إرمياء أنه اشترى هذا الحقل بالفعل، ولكن بسبعة عشر شاقلا من الفضة. (إرمياء 32: 6-9)
وهذا يعنى أن متى أخذ موضوع شراء الحقل من إرمياء، وأخذ مقدار الثلاثين من الفضة من زكريا ولفق هذا الموضوع الذى تسمونه نبوءة!
ناهيك عن تلفيقه رحلة يسوع وأمه إلى مصر، وقدوم المجوس من المشرق، وسجودهم للإله الرضيع، وقتل هيرودس الأطفال دون الثانية.
وأصحح لك معلومة خاطئة ذكرتها عن مخطوطات كتابك، أنت تقول: (والبعض ليس لدينا منها سوي الترجمة مثل بشارتي متي ومرقس التي يُرجّح بعض علماء المخطوطات إنهما كتبا أصلا بالعبرية أو الآرامية ثم تُرجما إلي اليونانية)
لم يكتب بالأرامية إلا إنجيل متى، والذى بين يدينا يُقال إنه ترجمة لهذا الإنجيل، ولا سبيل لكم ولا لنا للتأكد من هذه المعلومة. أما مرقس فكتب مباشرة باليونانية، والغريب أن تجد أن متى الذى يُفترض أنه من تلاميذ يسوع، وشاهد العيان، يعتمد فى كتابة إنجيله على 85% مما كتبه مرقس الذى لم يكن من شهود العيان!!
وتقول (أما في اليهودية وبعدها المسيحية فهو بتأثير روح الله مباشرة علي أفراد ذوي شخصية متميزة وفكر ثقافي وإرادة حرة كتبوا ودونوا ثم إن الوحي كان إلي أمة حفظت العهد القديم ثم حفظت العهد الجديد)
يا أستاذ أسعد .. لا يُعرف كاتب أو ناسخ لمخطوطة ما! والأصول الأولى ضاعت، ولا سبيل إلى معرفة الأصل، للحكم على كاتبى هذه المخطوطات. ثم إذا كان هذا الكلام كلام الرب فيجب أن يكون هذا الحكم الذى أصدرته للرب صاحب الكتاب. فهل نفهم من ذلك اعتراف ضمنى بتحريف الكتاب، وعدم وجود بصمة إلاهية فيه إلا بصمة الكُتَّاب ذوى الفكر الثقافة والإرادة الحرة؟
وكيف عرفت أنهم من ذوى الشخصيات المتميزة والفكر الثقافى والإرادة الحرة وهم أشخاص غير معروفين؟ فهل من المنطق أن تصدر حكمًا ما على شخصية مجهول؟ وكيف يظهر الفكر الثقافى أو الإرادة الحرة أو الشخصية المتميزة فى عمل المفترض أنه كتاب يحمل اسم الرب؟ فما دخل إرادة النُّسَّاخ أو ثقافتهم فى كتاب الرب؟ هل يجب علينا أن نفهم أن الكتاب لم يخلُ من تدخلاتهم الشخصية وإرادتهم فى انتقاء ما يُكتب حتى مكنتك من معرفة شخصية الكاتب أو الناسخ؟
ثم اقرأ ما وصفته بالفكر الثقافى، ليتضح لك جهل متى حتى بجغرافية فلسطين، وهو من الأمور التى تؤكد للباحثين أن متى هذا غير لاوى التلميذ، وأن متى لم يكن من الأساس من أهل فلسطين ولا يعرف حتى جغارفيتها. فهل كتب متى هذا بإرادته الحرة وفكره الثقافى وشخصيته المتميزة، أم أن الغلطة هى غلطة الآباء الذين اعتبروا هذا الكتاب إنجيلا دون فحص أو تمحيص، فقد بادعاء وجود الروح القدس عندهم أو عند غيرهم، وهو من الأمور التى لا يوجد عليها شهود!!
(1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.) مرقس 5: 1 (الفاندايك)
(ووَصَلوا إلى الشّـاطئِ الآخَرِ مِنْ بحرِ الجليلِ، في ناحِيَةِ الجَراسيّـينَ) مرقس 5: 1 (الترجمة العربية المشتركة)
(ووَصلوا إِلى الشَّاطِئِ الآخَرِ مِنَ البَحرِ إِلى ناحِيَةِ الجَراسِيِّين) مرقس 5: 1 (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية)
(وأفضوا إلى عبر البحر، إلى أرض الجراسيين؛) مرقس 5: 1 (الترجمة البولسية)
(ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ) مرقس 5: 1 (ترجمة كتاب الحياة)
(26وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ الَّتِي هِيَ مُقَابِلَ الْجَلِيلِ.) لوقا 8: 26 (الفاندايك)
(ووَصَلوا إلى ناحِيَةِ الجَراسيِّينَ، مُقابِلَ شاطِـئِ الجَليل) لوقا 8: 26 (الترجمة العربية المشتركة)
(ثُمَّ أَرسَوْا في ناحِيَةِ الجَرجَسِيِّين، وهي تُقابِلُ الشَّاطِئَ الجَليليّ) لوقا 8: 26 (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية)
(ثمَّ أَرْسَوْا عِندَ بُقْعةِ الجِراسيِّينَ، التي تُقابِلُ الجَليل) لوقا 8: 26 (الترجمة البولسية)
(وَوَصَلُوا إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ، وَهِيَ تَقَعُ مُقَابِلَ الْجَلِيلِ) لوقا 8: 26 (ترجمة كتاب الحياة)
(28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ ....) متى 8: 28 (الفاندايك)
(ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ اَستقْبَلَهُرَجُلانِ) متى 8: 28 (الترجمة العربية المشتركة)
(ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين،) متى 8: 28 (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية)
(ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ،) متى 8: 28 (الترجمة البولسية)
(وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِالْجَدَرِيِّينَ،) متى 8: 28 (ترجمة كتاب الحياة)
فى الحقيقة تختلف المخطوطات فى تحديد إذا كان اسم القرية جراسا أم جدرا. فأيهما هو المكان الصحيح، الذى حدثت فيه هذه الواقعة؟
اتفق كل من مرقس ولوقا على أن الكورة التى شفى فيها المجنون هى كورة الجدريين فى ترجمة الفاندايك، وخالفهم متى بقوله إنها كورة الجرجسيين أيضًا فى ترجمة الفاندايك. إلا أن التراجم الأخرى قامت بعكس المكانين، فاتفقت على أن يسوع عمل هذه المعجزة فى قرية الجرجسيين عند مرقس ولوقا، بينما غيروا اسم قرية الجرجسيين عند متى فى ترجمة الفاندايك إلى الجدريين.
تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (جرجسيون): ”وهم أهل جرجسة او جرازا، وإليهم تنسب كورة الجرجسيين (مت 8: 28) التي عبر إليها الرب يسوع وهناك استقبله مجنونان خارج القبور. ويذكر مرقس ولوقا الكورة بأسم كورة الجدريين (مرقس 5: 1، لو 8: 26). فمتى يذكر لليهود العالمين ببلاد المنطقة جيداً اسم القرية التى حدثت فيها المعجزة، أما مرقس ولوقا اللذان كتبا للأمم فقد اكتفيا بذكر اسم الكورة التى تقع بها القرية (ارجع إلي "جدرة" في هذا المجلد).“
ولنا هنا وقفات: فكاتبو دائرة المعارف الكتابية يعتبرون القارىء غبيًا، أو ساذجًا لن يبحث بعد كلامهم. فعلى الرغم من أن النص يُسمِّى كلا المكانين (كورة) إلا أنه يحاول أن يجعل (جدرة) هى الكورة و(جرجسة) هى القرية.
ومن ناحية أخرى اعتادوا على برهنة الاختلافات الموجودة بين كاتبى الأناجيل بفبركة عجيبة. فتقول: إن متى كتبها هكذا، لأنه كان يكتب للعبرانيين الذين يعرفون المنطقة جيدًا، بينما كتبها مرقس ولوقا بصورة مغايرة لأنهما كتبا للأمم. فما علاقة الوحى بهذا الكلام؟ وما علاقة الموقع الجغرافى بهذا الهراء؟ وهل لا يعلم كاتبو دائرة المعارف هذه أن متى اعتمد فى 88% من إنجيله على كتابات مرقس؟ إذن لماذا لا تُصارحون قراءكم بأن متى لم يكن من يهود فلسطين ولا يعرف جغرافيتها هو الآخر ووقع فى تقديره أن هذه القرية هى الجرجسيين وليست الجدريين؟
والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة والترجمة الكاثوليكية اليسوعية وكتاب الحياة والترجمة البولسية قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) التى صححها متى لمرقس إلى كورة (الجدريين) التى رفضها متى اليهودى واعتبرها خطأ من مرقس!! كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى ترجمة الفاندايك.
والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الفلسطينى وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت.
راجع مرة أخرى التراجم لترى كيف يوهم الكتاب الذى تقدسه فى تراجمه المختلفة أن جراسا وجدرا يقعان على شاطىء الجليل!!
وعلى ذلك لا بد أن يكون للخنازير أجنحة طارت بها 50 كم لتصل إلى البحيرة! وهذا الخطأ يفضح أن كاتب هذا الإنجيل غير متَّى أحد التلاميذ. لذلك نسبوا الخطأ الجغرافى لمرقس ولوقا، وصححوا المكان عند متَّى!!
ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث) ص174 أن قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا به فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.
وأهنىء الكاتب على شجاعته الأدبية ومصارحته لقرائه واحترامه لعقولهم. إذن فقد أخطأ متى، وأخطأ مرقس، وأخطأ لوقا، وأخطأ أوريجانوس. الأمر الذى ينفى عن كتبة الأناجيل وجود الروح القدس عندهم، وينفى وجوده أيضًا عند أوريجانوس، ويُثبت أنه كان عند آباء الكنيسة السطوة والجرأة على التغيير فى كتاب الله ، أو إنهم لم يعتبروا هذه الكتب ملهمة من الله لكاتبيها!!
ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك، حيث أتت جرجسيين]، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون [أوريجانوس] هذا الإسم الأخير، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
ألا يدل هذا دليل واضح على جهل الكُتَّاب؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوحَ إليهم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟
فما رأيك فى ثقافة الكاتب ورأيه الحر وشخصيته المتميزة؟
وما رأيك فى اعتراف أوريجانوس فى تغيير الكتبة لاسم مكان لا يعرفونه بآخر يعرفونه؟ هل هذا هو الرأى الحر الذى تعنيه؟ وأين هى هذه الثقافة فى جهل المؤلف والناسخ؟
أعتقد أنك ستسحب كلامك هذا بعد كل ما قرأته من اعترافات دوائر المعارف العالمية، وآباء الكنيسة ومدخل وهوامش الكتاب المقدس من وجود التحريف، وانعدام المنطق والأخطاء التاريخية فى أحيان أخرى. فلم يحفظ اليهود كتابهم، وحرفوه باعتراف الرب نفسه فى كتابكم.
أما ما تقوله من تأثير روح الله مباشرة على كاتبى الكتاب، فهو لا يعنى إلا الوحى الميكانيكى، كما تسمى الوحى فى الإسلام، أى وحى الكلمة والحرف كما يريدها الله تعالى أن تكون. والغريب أنكم تعيبون على الوحى فى الإسلام، بدلا من أن تمدحوا الدقة والعناية الإلهية فى تحرى وصول مراد الله تعالى إلى عباده، ثم تمتدحون ما تسمونه وحيًا، يبدى فيه الكاتب رأيه بأسلوبه وثقافته أو قل وجهله. ولم تفكروا لمرة: ما دخل ثقافة الكاتب وعلمه ورأيه وشخصيته بكتاب يحمل اسم الله؟ وهل لو أخطأ الكاتب أو حاد عن مراد الله سيتركه الوحى أم سيصحح له ويرده إلى الصواب؟ فلو حدث ذلك فهو إذن وحى ديناميكى أو نصف ديناميكى، ولو لم يحدث لما آمنتم أخطاء الكاتب!!
وسأترك هذا الموضوع أيضًا، بعد أن ننتهى من تعريف أيهما كلام الله: القرآن أم الكتاب المقدس؟
ثم أصحح لك آية قرأنية ذكرتها بصورة خاطئة: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 106
يُتبع
تعليق