اريك فراتيني .. خمسة قرون من جاسوسية الفاتيكان السرية
Wed Feb 17, 2010 8:33am GMT
بيروت (رويترز) - يطرح الكاتب والصحافي اريك فراتيني في كتاب ضخم له ترجم اخيرا الى العربية امرا قد يلقى تضاربا في الاراء مع ان المؤلف دعم كثيرا مما اورده فيه بوقائع وأحداث تاريخية.
الا ان فهم هذه الوقائع وتفسيرها وتحليلها وأسبابها قد لا يكون موضع توافق وقد تختلف فيه الاراء رغم صعوبة دحض احداث تاريخية اشار اليها الكتاب وذلك مع التسليم بأن كل دولة في العالم بما في ذلك "دولة الفاتيكان" لها متطلبات امنية ومصالح تسعى الى حمايتها.
وجاء في الكتاب "طوال خمسة قرون استعان الفاتيكان -اقدم منظمة في العالم وصانع الملوك والتاريخ- بجهاز تجسس سري يدعى "الحلف المقدس" او الكيان كما دعي في وقت لاحق لينفذ مشيئته.
"لقد اعتمد عليه اربعون من الباباوات لتنفيذ سياساتهم ولعب حتى الان دورا غير مرئي لمواجهة حالات الارتداد عن الدين المسيحي والانشقاقات والثورات والدكتاتويات والاستعمار والترحيل والاضطهاد وشن الهجمات والحروب الاهلية والحروب العالمية والاغتيالات والاختطاف."
اما اسم الكتاب فهو "الكيان .. خمسة قرون من جاسوسية الفاتيكان السرية" وقد صدر بالعربية في مجلد من 509 صفحات كبيرة القطع عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت وقام بترجمته الى العربية ومراجعته وتحريره "مركز التعريب والترجمة" التابع للدار. وكان الكتاب قد صدر بالانجليزية بعنوان "الكيان".
وسبقت الطبعة الاولى للكتاب باللغة العربية طبعات انجليزية واسبانية وفرنسية لاقت رواجا منقطع النظير. واريك فراتيني هو مراسل تلفزيوني امريكي يقيم في اسبانيا.
وردت في تعريف دار النشر بالكتاب نقلا عن محتويات الكتاب امور قد يرفضها البعض وينسبها الى اعداء للفاتيكان ومنها مثلا ما كان اسرائيليون وباحثون صهاينة قد اتهموا الفاتيكان به.
وجاء في التعريف "يروي فراتيني القصة الكاملة لجهاز المخابرات المقدس هذا. لقد تورط "الكيان" في قتل ملوك ودس السم لدبلوماسيين وتمويل دكتاتوري امريكا الجنوبية وحماية مجرمي حرب وتبييض اموال المافيا والتلاعب بالسوق المالية والتسبب بافلاس مصارف وتمويل مبيعات اسلحة لمقاتلين ادينت الحروب التي يشنونها..."
ومن التعليقات على الكتاب قول صحيفة (ال بيه) الاسبانية عنه انه "قصة حقيقية تتخطى اي رواية لجون لو كاريه" الروائي البريطاني الشهير في عالم القصص البوليسية التجسسية والسياسية.
واشتمل الكتاب على تمهيد وعلى عشرين فصلا ابتداء بالفصل الاول وعنوانه "بين حركة الاصلاح الديني وحلف جديد (1566 - 1570") وصولا الى "السنوات البولندية (1982-2005") اي فترة بابوية يوحنا بولس الثاني.بعد ذلك "ختام.. السنوات التالية.. بندكتس السادس عشر" ثم ملحق وهوامش ومراجع ومراجع مستشارة وفهرس.
في الحقبة ما قبل الاخيرة اي فترة البابا يوحنا بولس الثاني تحدث المؤلف عن احداث بولندا وحكم حركة "التضامن" في الحديث عن المسائل الكبرى وعن مقتل افراد من الحرس السويسري مثلا في الامور التي ليست في المستوى المذكور.
وجاء في التمهيد للكتاب "البابوية هي المؤسسة الرسمية الاقدم في العالم... انها المؤسسة الوحيدة التي ازدهرت في العصور الوسطى ولعبت دورا رائدا في النهضة الاوروبية وهي احد اللاعبين الرئيسيين في حركة الاصلاح الديني والحركة المضادة له وفي الثورة الفرنسية وعصر الصناعة ونشوء الشيوعية وسقوطها..."
وجاء ايضا "كان الامبراطور نابوليون بونابرت يعتبر البابوية " احدى افضل الوظائف في العالم" ودعاها ادولف هتلر "احدى السياسات الدولية الاكثر خطورة ودقة". لقد شبه نابوليون قدرة بابا واحد بقدرة جيش مؤلف من 200000 رجل."
وقال الكاتب "لا يمكن سرد تاريخ الحلف المقدس (اطلق عليه اسم الكيان في العام 1930 اي جهاز مخابرات التجسس للفاتيكان) من دون سرد تاريخ البابوات... ومن دون النفوذ الفعلي للبابوات لما وجد الحلف المقدس ومنظمة التجسس المضاد (جمعية بيوس) وهما جزء من الالية التي ساهما ايضا في صياغتها.. تأسيس الحلف المقدس عام 1566 بطلب من البابا بيوس الخامس وتأسيس منظمة التجسس المضاد عام 1913 بطلب من بيوس العاشر..."
وأضاف "من القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر كانت المباديء الليبرالية والدستورية والديمقراطية والجمهورية والاشتراكية العدو الذي على البابوية والحلف المقدس مواجهته. في القرنين التاسع عشر والعشرين بات العدو هو الولاء للداروينية والولايات المتحدة والعرقية والفاشية والشيوعية والتوتاليتارية والثورة الجنسية.
"اما العدو في القرن الحادي والعشرين فسيكون التدخل العلمي في المسائل الدينية ونفوذ القطب الواحد على الصعيد العالمي والازدياد السكاني المفرط والحركة النسوية للمساواة بين الجنسين واللادراية الاجتماعية.
"تظهر هذه الامثلة ان النشاط السياسي للفاتيكان غالبا ما حدث بالتوازي مع نشاط جهاز مخابراته السرية وباعتماد وسائل مختلفة لتحقيق الهدف نفسه. فمن جهة اجرى البابوات مفاوضات للتخفيف من حدة بعض التدابير الموجهة ضد روما او ابطالها ومن جهة اخرى تدخل الحلف المقدس والمنظمة السوداء لتدمير اعداء الكنيسة."
وأورد المؤلف اسماء عديدة قال ان اصحابها كانوا عبر التاريخ "من عملاء الحلف المقدس وقد غيرت عملياتهم مسار التاريخ بدءا من اواسط القرن السادس عشر وحتى القرن الحادي والعشرين."
وقال "لودفيكو لودو فيزي ولورنزو ماجالوتي واوليمبيا مايدلكيني وسفورزا بالافيتشينو وبالوزو بالوزي وبرتولوميو باكا وجوفاني باتيستا كابرارا وانيبال الباني وبيترو فوماسوني بيوندي ولويجي بوجي هم بعض قادة التجسس الحبري المقتدرين الذين وضعوا مخططات لعمليات سرية وامروا بتنفيذها باسم الدفاع عن الايمان كما امروا بتنفيذ اغتيالات سياسية او اغتيالات اجازت الجهات الرسمية تنفيذها والتخلص من لاعبين ثانويين اعترضوا طريق سياسات البابا."
من جورج جحا
http://ara.reuters.com/article/enter...61G07S20100217
تعليق