رد القس عبد المسيح على البهريز
1 – يقول الكاتب دون وعي أو فهم لا بالقرآن ولا بالإنجيل:
" فلماذا لم يرسل الرب إنجيلاً واحداً كما أرسل توراة واحدة هي توراة موسى المكتوبة على لوح الحجر، وكما أرسل إنجيل عيسى - ليس إنجيل متى أو مرقس أو .. - وكما أرسل قرآناً واحداً؟ "؟؟
ونقول له: يبدو أنه ليس لديك أي خلفية لا بالإنجيل ولا بالقرآن!!
(1) فالإنجيل يؤكد أن المسيح هو كلمة الله، ومن ثم فكلامه هو كلام الله:
تكلم الله قديما وأعلن عن ذاته عن طريق الأنبياء بأنواع وطرق كثيرة مثل ؛ الرؤى والأحلام وحلول الروح القدس على الأنبياء والتكلم بلسانهم وعلى أفواههم، أو عن طريق إرسال ملائكة، وقد تميز موسى النبي على كل الأنبياء بأن الله تكلم معه فماً إلى فم كقول الله لهارون ومريم أخته " أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين" (عدد6:12ـ8). كان موسى النبي كليم الله، أما المسيح فكان هو كلمة الله ذاته الذي من ذات الله وفي ذات الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1)، ابن الله الوحيد الذي في حضنه والذي هو وحده دون سواه يستطيع أن يكشف عن ذات الله ؛ " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو18:1)، أو كما قال هو نفسه " كل شيء قد دُفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف الابنإلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (مت27:11). فهو وحده كلمة الله الذاتي وابن الله الذي من ذاته وفي ذاته وعندما ظهر على الأرض كان هو الله الذي ظهر في الجسد.
إذا فالفرق بين المسيح والأنبياء هو الفرق بين رسل الله وبين كلمة الله الذاتي الذي هو الله ناطقا، الله متكلما، الله الذي ظهر في الجسد. كان جميع الأنبياء مجرد رسل ما عليهم إلا الإبلاغ برسالة الله، أما المسيح فجاء برسالته هو وتعليمه هو كالرب المعطي الوصايا فيقول: " قيل للقدماء لا تقتل 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم 000 قيل للقدماء لا تزن 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه 000 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق 000 أما أنا فأقول لكم أن من طلّق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني 000 قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة 000 سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر 000 سمعتم أنه قيل تحب قريبك ونبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم. باركوا لاع***م. احسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت21:5ـ44). وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.
لم يكن إنجيله هو وحي نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته كلمة الله النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله، وكانت أعماله أيضا نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل 000 لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله " (يو16:5-20).
لم يكن الإنجيل مجرد رسالة نزلت عليه ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإنجيل هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الكتاب بالروح وهو " جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه " (أع1:1،2)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح في كل المسكونة، هو الإيمان بالمسيح ابن الله لنوال الحياة الأبدية " أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه "(يو21:20)، هو الشهادة " أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم " (1يو14:4).
(2) والقرآن يؤكد أن المسيح تعلم من الله مباشرة الحكمة والتوراة وكتب الأنبياء:
وفي القرآن وُصف موسى الني بأنه " كليم الله " لأن الله كلمه مباشرة، وتميز المسيح بأنه كلمة الله وروح الله " وروح منه ". وكانت العلاقة بينه وبين الله، خاصة فيما يختص بالوحي، مباشرة لا يتدخل فيها أي وسيط، سواء كان ذلك ملاك أو أي طريقة أخرى من طرق الوحي. فهو كلمة الله وروح الله، وقد عبر عن الله بطريقة تخصه هو وحده ككلمة الله وروح منه، وهذا ما لم يحدث لأي مخلوق أو نبي على الإطلاق. فيذكر القرآن قوله: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).
وهناك ميزة للمسيح لم يتميز بها أحد من الأنبياء على الإطلاق، في القرآن، وهي أن الله كان يعلمه بنفسه، مباشرة!! كان معلمه هو الله، والله وحده، وليس أحد من البشر!! وماذا علمه الله؟ يقول القرآن أن الله علمه الكتابة والحكمة والتوراة والإنجيل!! ومتى علمه ذلك؟ يقول القرآن أن المسيح نطق بذلك لحظة مولده!! والسؤال هنا هل علمه وهو في بطن أمه؟ أم علمه بمجرد ولادته وخروجه من بطن أمه؟ والإجابة، على الأرجح أنه علمه ذلك وهو في بطن أمه!! وهذا لم يحدث معأحد قط إلا المسيح!!
" وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ " (آل عمران:48).
" وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (التحريم:110).
جاء في جامع البيان للطبري: " القول في تأويل قوله تعالى: " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " فيعلمه الكتاب، وهو الخط الذي يخطه بيده، والحكمة: وهي السنة التي نوحيها إليه في غيركتاب،والتوراة: وهي التوراة التي أنزلت على موسى،كانتفيهم من عهد موسى، والإنجيل: إنجيل عيسى، ولم يكن قبله، ولكن الله أخبر مريم قبل خلق عيسى أنه موحيه إليه، وإنما أخبرها بذلك، فسماه لها، لأنها كانت قد علمت فيما نزل من الكتب أن الله باعث نبيا يوحى إليه كتابا اسمه الإنجيل ".
وقال الرازي: " المراد من الكتاب تعليم الخط والكتابة، ثم المراد بالحكمة تعليم العلوم وتهذيب الأخلاق لأن كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به ومجموعهما هو المسمى بالحكمة، ثم بعد أن صار عالماً بالخط والكتابة، ومحيطاً بالعلوم العقلية والشرعية، يعلمه التوراة، وإنما أخر تعليم التوراة عن تعليم الخط والحكمة، لأن التوراة كتاب إلٰهي، وفيه أسرار عظيمة، والإنسان ما لم يتعلم العلوم الكثيرة لا يمكنه أن يخوض في البحث على أسرار الكتب الإلٰهية، ثم قال في المرتبة الرابعة والإنجيل، وإنما أخر ذكر الإنجيل عن ذكر التوراة لأن من تعلم الخط، ثم تعلم علوم الحق، ثم أحاط بأسرار الكتاب الذي أنزله الله تعالى على من قبله من الأنبياء فقد عظمت درجته في العلم فإذا أنزل الله تعالى عليه بعد ذلك كتاباً آخر وأوقفه على أسراره فذلك هو الغاية القصوى، والمرتبة العليا في العلم، والفهم والإحاطة بالأسرار العقلية والشرعية، والاطلاع على الحكم العلوية والسفلية، فهذا ما عندي في ترتيب هذه الألفاظ الأربعة ".
وقال ابن كثير: " إن الله يعلمه " ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ "، الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة، والحكمة تقدم الكلام على تفسيرها في سورة البقرة، و " ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ "، فالتوراة هو الكتاب الذي أنزله على موسى بن عمران، والإنجيل الذي أنزله الله على عيسى بن مريم عليهما السلام. وقد كان عيسى عليه السلام يحفظ هذا وهذا ".
وقال ابن عباس في تفسيره: " وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابَ " كتب الأنبياء ويقال الكتابة " وَٱلْحِكْمَةَ " الحلال والحرام ويقال حكمة الأنبياء قبله " وَٱلتَّوْرَاةَ " في بطن أمه " وَٱلإِنْجِيلَ " بعد خروجه من بطن أمه ".
(3) كما يؤكد القرآن أنه ولد نبيا يستجمع في ذاته الوحي والنبوة:
ولد جميع الأنبياء باستثناء يوحنا المعمدان، يحيي ابن زكريا، الذي نضج في بطن أمه بسبب زيارة العذراء لها، وسجد للمسيح وهو في بطن أمه، كبشر عاديين، وعاشوا حياتهم إلى أن جاءتهم الدعوة للعمل كأنبياء وتوصيل رسالة الله لمن أرسلوا إليهم. أما المسيح فقد كان على عكس ذلك تماماً، فقد ولد من بطن أمه نبياً متعلماً من الله الكتاب والحكمة والتوراة وكان معه الإنجيل، وتكلم في مهده معلنا للناس أنه ولد نبياً و " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30).
كما قيل عنه " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ " (آل عمران:46).
" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).
" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً " (مريم:29).
ومن هذه الآيات يتضح لنا الآتي:
(1) أنه ولد عالماً ومتعلماً من الله الذي علمه الكتابة والحكمة والتوراة.
(2) أنه ولد وهو يعلم أنه نبي تعلم الكتابة والحكمة والتوراة من الله.
(3) ولد ومعه الإنجيل " آتَانِيَ الْكِتَابَ (الإنجيل) وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30). والإنجيل هنا لا يمكن أن يكون كتابا يمسكه بيديه بل هو كتاب في رأسه.
(4) ولد وهو يعرف كل شيء عن الفروض الدينية وكان حافظاً وممارساً لها.
(5) ولد وهو معصوم من الخطية وطاهر من الذنوب ومحفوظ من الله نفسه " غُلاماً زَكِيّاً " (مريم:19)، " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ " (مريم: 31).
(6) ولد وهو يعلم أنه الوجيه في الدنيا والآخرة، أي نبي في الدنيا وشفيع في الآخرة " وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (آل عمران: 45).
(7) ولد وهو يعلم تماماً ما سيحدث له في حياته الأرضية " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً " (مريم:33).
ومن هنا فلم ينزل على المسيح لا إنجيل عيسى ولا غيره، بل كانت أقواله وتعليمه وأعماله هي الإنجيل، كما سبق أن أوضحنا أعلاه.
وكان ذلك بموقعه على شبكة النت ، والذى اقتبست منه رده وتركت استشهاده من كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) الجزء الثانى ، ولا أعلم لماذا ترك الجزء الأول ولم يتناوله ، وهل سكت على ذلك أم فى طريقه لتحضير الرد على سؤال سؤال بالتفصيل
ولا أعرف هل سيرد على كل سؤال بجواب بعيد عن الموضوع كما فعل فى السؤال الذى طرحته واستشهد به فى أعلى الصفحة؟
لقد كان سؤالى لماذا لم يرسل الرب إنجيلا واحداً وأرسل أناجيل عدة بأسماء مختلفة ومضامين تختلف أيضاً فى كثير من الأحيان ، ومن هؤلاء الذى لم يكن تلميذاً من تلاميذ يسوع ، بل منهم من لم يره بالمرة؟
1 – يقول الكاتب دون وعي أو فهم لا بالقرآن ولا بالإنجيل:
" فلماذا لم يرسل الرب إنجيلاً واحداً كما أرسل توراة واحدة هي توراة موسى المكتوبة على لوح الحجر، وكما أرسل إنجيل عيسى - ليس إنجيل متى أو مرقس أو .. - وكما أرسل قرآناً واحداً؟ "؟؟
ونقول له: يبدو أنه ليس لديك أي خلفية لا بالإنجيل ولا بالقرآن!!
(1) فالإنجيل يؤكد أن المسيح هو كلمة الله، ومن ثم فكلامه هو كلام الله:
تكلم الله قديما وأعلن عن ذاته عن طريق الأنبياء بأنواع وطرق كثيرة مثل ؛ الرؤى والأحلام وحلول الروح القدس على الأنبياء والتكلم بلسانهم وعلى أفواههم، أو عن طريق إرسال ملائكة، وقد تميز موسى النبي على كل الأنبياء بأن الله تكلم معه فماً إلى فم كقول الله لهارون ومريم أخته " أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين" (عدد6:12ـ8). كان موسى النبي كليم الله، أما المسيح فكان هو كلمة الله ذاته الذي من ذات الله وفي ذات الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1)، ابن الله الوحيد الذي في حضنه والذي هو وحده دون سواه يستطيع أن يكشف عن ذات الله ؛ " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو18:1)، أو كما قال هو نفسه " كل شيء قد دُفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف الابنإلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (مت27:11). فهو وحده كلمة الله الذاتي وابن الله الذي من ذاته وفي ذاته وعندما ظهر على الأرض كان هو الله الذي ظهر في الجسد.
إذا فالفرق بين المسيح والأنبياء هو الفرق بين رسل الله وبين كلمة الله الذاتي الذي هو الله ناطقا، الله متكلما، الله الذي ظهر في الجسد. كان جميع الأنبياء مجرد رسل ما عليهم إلا الإبلاغ برسالة الله، أما المسيح فجاء برسالته هو وتعليمه هو كالرب المعطي الوصايا فيقول: " قيل للقدماء لا تقتل 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم 000 قيل للقدماء لا تزن 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه 000 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق 000 أما أنا فأقول لكم أن من طلّق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني 000 قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة 000 سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر 000 سمعتم أنه قيل تحب قريبك ونبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم. باركوا لاع***م. احسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت21:5ـ44). وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.
لم يكن إنجيله هو وحي نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته كلمة الله النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله، وكانت أعماله أيضا نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل 000 لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله " (يو16:5-20).
لم يكن الإنجيل مجرد رسالة نزلت عليه ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإنجيل هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الكتاب بالروح وهو " جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه " (أع1:1،2)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح في كل المسكونة، هو الإيمان بالمسيح ابن الله لنوال الحياة الأبدية " أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه "(يو21:20)، هو الشهادة " أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم " (1يو14:4).
(2) والقرآن يؤكد أن المسيح تعلم من الله مباشرة الحكمة والتوراة وكتب الأنبياء:
وفي القرآن وُصف موسى الني بأنه " كليم الله " لأن الله كلمه مباشرة، وتميز المسيح بأنه كلمة الله وروح الله " وروح منه ". وكانت العلاقة بينه وبين الله، خاصة فيما يختص بالوحي، مباشرة لا يتدخل فيها أي وسيط، سواء كان ذلك ملاك أو أي طريقة أخرى من طرق الوحي. فهو كلمة الله وروح الله، وقد عبر عن الله بطريقة تخصه هو وحده ككلمة الله وروح منه، وهذا ما لم يحدث لأي مخلوق أو نبي على الإطلاق. فيذكر القرآن قوله: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).
وهناك ميزة للمسيح لم يتميز بها أحد من الأنبياء على الإطلاق، في القرآن، وهي أن الله كان يعلمه بنفسه، مباشرة!! كان معلمه هو الله، والله وحده، وليس أحد من البشر!! وماذا علمه الله؟ يقول القرآن أن الله علمه الكتابة والحكمة والتوراة والإنجيل!! ومتى علمه ذلك؟ يقول القرآن أن المسيح نطق بذلك لحظة مولده!! والسؤال هنا هل علمه وهو في بطن أمه؟ أم علمه بمجرد ولادته وخروجه من بطن أمه؟ والإجابة، على الأرجح أنه علمه ذلك وهو في بطن أمه!! وهذا لم يحدث معأحد قط إلا المسيح!!
" وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ " (آل عمران:48).
" وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (التحريم:110).
جاء في جامع البيان للطبري: " القول في تأويل قوله تعالى: " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " فيعلمه الكتاب، وهو الخط الذي يخطه بيده، والحكمة: وهي السنة التي نوحيها إليه في غيركتاب،والتوراة: وهي التوراة التي أنزلت على موسى،كانتفيهم من عهد موسى، والإنجيل: إنجيل عيسى، ولم يكن قبله، ولكن الله أخبر مريم قبل خلق عيسى أنه موحيه إليه، وإنما أخبرها بذلك، فسماه لها، لأنها كانت قد علمت فيما نزل من الكتب أن الله باعث نبيا يوحى إليه كتابا اسمه الإنجيل ".
وقال الرازي: " المراد من الكتاب تعليم الخط والكتابة، ثم المراد بالحكمة تعليم العلوم وتهذيب الأخلاق لأن كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به ومجموعهما هو المسمى بالحكمة، ثم بعد أن صار عالماً بالخط والكتابة، ومحيطاً بالعلوم العقلية والشرعية، يعلمه التوراة، وإنما أخر تعليم التوراة عن تعليم الخط والحكمة، لأن التوراة كتاب إلٰهي، وفيه أسرار عظيمة، والإنسان ما لم يتعلم العلوم الكثيرة لا يمكنه أن يخوض في البحث على أسرار الكتب الإلٰهية، ثم قال في المرتبة الرابعة والإنجيل، وإنما أخر ذكر الإنجيل عن ذكر التوراة لأن من تعلم الخط، ثم تعلم علوم الحق، ثم أحاط بأسرار الكتاب الذي أنزله الله تعالى على من قبله من الأنبياء فقد عظمت درجته في العلم فإذا أنزل الله تعالى عليه بعد ذلك كتاباً آخر وأوقفه على أسراره فذلك هو الغاية القصوى، والمرتبة العليا في العلم، والفهم والإحاطة بالأسرار العقلية والشرعية، والاطلاع على الحكم العلوية والسفلية، فهذا ما عندي في ترتيب هذه الألفاظ الأربعة ".
وقال ابن كثير: " إن الله يعلمه " ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ "، الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة، والحكمة تقدم الكلام على تفسيرها في سورة البقرة، و " ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ "، فالتوراة هو الكتاب الذي أنزله على موسى بن عمران، والإنجيل الذي أنزله الله على عيسى بن مريم عليهما السلام. وقد كان عيسى عليه السلام يحفظ هذا وهذا ".
وقال ابن عباس في تفسيره: " وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابَ " كتب الأنبياء ويقال الكتابة " وَٱلْحِكْمَةَ " الحلال والحرام ويقال حكمة الأنبياء قبله " وَٱلتَّوْرَاةَ " في بطن أمه " وَٱلإِنْجِيلَ " بعد خروجه من بطن أمه ".
(3) كما يؤكد القرآن أنه ولد نبيا يستجمع في ذاته الوحي والنبوة:
ولد جميع الأنبياء باستثناء يوحنا المعمدان، يحيي ابن زكريا، الذي نضج في بطن أمه بسبب زيارة العذراء لها، وسجد للمسيح وهو في بطن أمه، كبشر عاديين، وعاشوا حياتهم إلى أن جاءتهم الدعوة للعمل كأنبياء وتوصيل رسالة الله لمن أرسلوا إليهم. أما المسيح فقد كان على عكس ذلك تماماً، فقد ولد من بطن أمه نبياً متعلماً من الله الكتاب والحكمة والتوراة وكان معه الإنجيل، وتكلم في مهده معلنا للناس أنه ولد نبياً و " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30).
كما قيل عنه " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ " (آل عمران:46).
" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).
" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً " (مريم:29).
ومن هذه الآيات يتضح لنا الآتي:
(1) أنه ولد عالماً ومتعلماً من الله الذي علمه الكتابة والحكمة والتوراة.
(2) أنه ولد وهو يعلم أنه نبي تعلم الكتابة والحكمة والتوراة من الله.
(3) ولد ومعه الإنجيل " آتَانِيَ الْكِتَابَ (الإنجيل) وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30). والإنجيل هنا لا يمكن أن يكون كتابا يمسكه بيديه بل هو كتاب في رأسه.
(4) ولد وهو يعرف كل شيء عن الفروض الدينية وكان حافظاً وممارساً لها.
(5) ولد وهو معصوم من الخطية وطاهر من الذنوب ومحفوظ من الله نفسه " غُلاماً زَكِيّاً " (مريم:19)، " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ " (مريم: 31).
(6) ولد وهو يعلم أنه الوجيه في الدنيا والآخرة، أي نبي في الدنيا وشفيع في الآخرة " وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (آل عمران: 45).
(7) ولد وهو يعلم تماماً ما سيحدث له في حياته الأرضية " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً " (مريم:33).
ومن هنا فلم ينزل على المسيح لا إنجيل عيسى ولا غيره، بل كانت أقواله وتعليمه وأعماله هي الإنجيل، كما سبق أن أوضحنا أعلاه.
وكان ذلك بموقعه على شبكة النت ، والذى اقتبست منه رده وتركت استشهاده من كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) الجزء الثانى ، ولا أعلم لماذا ترك الجزء الأول ولم يتناوله ، وهل سكت على ذلك أم فى طريقه لتحضير الرد على سؤال سؤال بالتفصيل
ولا أعرف هل سيرد على كل سؤال بجواب بعيد عن الموضوع كما فعل فى السؤال الذى طرحته واستشهد به فى أعلى الصفحة؟
لقد كان سؤالى لماذا لم يرسل الرب إنجيلا واحداً وأرسل أناجيل عدة بأسماء مختلفة ومضامين تختلف أيضاً فى كثير من الأحيان ، ومن هؤلاء الذى لم يكن تلميذاً من تلاميذ يسوع ، بل منهم من لم يره بالمرة؟
تعليق