بسم الله الرحمان الرحيم
وقفة ...للإنطلاق
بقلم: محمد السيد عبد الرازقوقفة ...للإنطلاق
المصدر: مفكرةالاسلام
كل منا يتذكر أيام طفولته وكيف كان يتمنى أن يصبح طبيبًا حاذقًا أو مهندسًا بارعًا أو عالمًا جليلا؛ وهذه قصة لواحد من أصحاب الأمنيات، فحينما كان طفلا صغيرًا كانت تراوده أحلام النجاح، كان يريد أن يصير شخصًا هامًا في مجتمعه، عاش طفولته كغيره من الأطفال لا همَّ له إلا اللهو واللعب، ومرَّ بساط الوقت بين يديه حتى صار شابًا، ونجح في مدرسته، وكانت درجاته تؤهله لدخول كلية الإعلام فدخلها.
وبعد أن دخل تلك الكلية وقضى فيه عامًا كاملا شعر بأن تلك الكلية لا يرغب فيها وأنه لا يحب الدراسة فيها، ومن ثم قرر أن يتركها ليبحث عن غيرها ليشعر بالسعادة والراحة، ولكن جعلت الأيام تمر وبدأ يشعر مع مرورها باليأس من حياته، فكلما ارتسم أمامه طريق للنجاح ما استطاع أن يسير فيه.
وكالعادة وجد مجموعة من المحبطين يحاولون أن يقضوا على الأمل الذي تبقى في نفسه، وبدأت وسوستهم تخترق أذنه، وهنا بدأ يسأل نفسه: ماذا أفعل؟ كيف أغير من حياتي؟ وحينها أدرك :
(لكي تنجح في الحياة، وتحقق ما تريد من أهدافك، فعليك أن تتعلم كيف تدير ذاتك)
(إدارة الذات، د.أكرم رضا، ص16)
السؤال أولا:
بعد هذه القصة أشعر بأن هناك العديد من الأسئلة التي تفجرت في ذهنك، والتي تشعر بحاجتك إلى إجابات وافية كافية لها، وهي أسئلة مقتبسة من معاناة الشباب التي يعيشونها كل يوم، وهذه الأسئلة لا تخرج عن:
ما هو هدفي في الحياة؟
كيف سأخطط لحياتي من أجل أن أصل إلى هذا الهدف؟
هل أستطيع أن أحقق أحلامي؟
هل أنا واثق في قدراتي؟
إن الإجابة على تلك الأسئلة ومثيلاتها من شأنها أن تُعينك على أن تتعرف على ذاتك، ولكن ماذا تعني إدارة الذات؟
إدارة الذات يُعرفها الدكتور أكرم رضا:
(معرفتك لقدراتك، واستخدامك الأمثل لهذه القدرات)
[إدارة الذات، د.أكرم رضا، ص(16)].
ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أروع الأمثلة في معرفتهم لقدراتهم، واستخدام تلك القدرات الاستخدام الأمثل، فأثمر ذلك نبوغًا باهرًا في ميادين شتى، فرأينا أبا بكر وعمر وزراء أكفاء للنبي صلى الله عليه وسلم، ورأينا خالد بن الوليد قائدًا للجيش، ورأينا معاذ بن جبل عالمًا بل أعلم الأمة بالحلال والحرام ولم يتجاوز بعد العقد الرابع من عمره.
لاشك أنه منهج الإسلام الذي رباهم عليه النبي عليه الصلاة والسلام، والذي غرس فيهم البذل والعمل والعطاء؛ فأخرج كل واحد منهم طاقاته وإمكاناته المكنونة، ثم أهداها لدين ربه سبحانه وتعالى فأشرقت الدنيا بهم وتشرفوا هم بإيمانهم وإسلامهم.
فإذا أردت أن تدير ذاتك، وأن تستغل قدراتك؛ فلابد أن تتعلم بعض المهارات، والتي من شأنها أن تعينك في إدارة ذاتك
يتبع بإذن الله
تعليق