هل الإنجيل كتاب أم بشارة؟
نبدأ بمقدمة نتعرف فيها على يسوع:
فقد كان نبيًا رسولا، من رسل الله تعالى، وكل رسول لا بد أن تكون له رسالة، فإذا نزعتم نبوته عنه، وأنزلتموه منزلة الإله، فما هى رسالته التى اعترف أنه جاء بها من عند الله الذى أرسله؟
إنكم بقولكم إن يسوع لم يترك رسالة، تنزعون عنه كل شىء، فقد غيرتم اسمه من عيسى إلى يسوع وإلى Jesus، وغيرها من اللغات المختلفة، ونزعتم منه نبوته ورسالته وجعلتموه إلهًا، وعبدًا لله فى نفس الوقت، وبالتالى تقرون أنه ليس بنبى، وليست له رسالة جاء بها من عند الله، ثم نزعتم كل صفات الألوهية منه، فلا هو عليم، ولا حكيم، وقادر على كل شىء، ولا قادر أن يدفع عن نفسه الأذى، يولد ويموت كما يموت كل البشر. فماذا تبقى لكم من عقل أو حكمة أو دين؟
لقد أقر يسوع للتلاميذ خاصة وللناس عامة من اليهود إنه رسول الله إليهم:
متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِيلأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 25 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
وأفهمهم أنه لا يتكلم من نفسه، ولا يفعل إلا ما يأمره به الله أو يمليه عليه:
يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِيبَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّوَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
يوحنا 10: 32 (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي)
يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ولا يوجد ما يرضى الرب أكثر مما افترضه على عبده.
يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
بل صعَّد يسوع تفانيه فى عمل مرضاة الله، وفخره بعبوديته له، بأن جعل عمله على مرضاة الله وتنفيذ مشيئته هو طعامه الذى يعيش منه:
يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
لوقا 18: 1 (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ)
وأقر للمرأة السامرية بسجوده لله: يوحنا 4: 22 (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ- لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
والخلاصة: إنه كان عبدًا لله تعالى:
أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَهوأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
وفهم الناس المعاصرون له كلهم بلا استثناء أنه عبد الله ورسوله:
يوحنا 17: 3 و25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. .......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي .......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
وعندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ وجموع الناس، بل وأعداؤه أنه نبى عظيم:
لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
وقال تلميذاه الذين كانا متجهان إلى قرية عمواس:
لوقا 24: 19 (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
لكن هل النبى إله أو مساوٍ له؟
أقر نبى الله دانيالأن النبى هو عبد الله ورسوله، وأن موسى كان عبدًا لله تعالى: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِالَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
لقد أعلن عيسى صراحة،أنه جاء تابعًا لناموس موسى عليهما السلام، مطبقًا له: متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) فهل من المنطق أن يتبع الإله ناموس عبده؟
وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته:يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
كما أدان بولس الذين تركوا الخالق وعبدوا المخلوق: رومية 1: 25 (25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِالَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
وها هوبولس يقر أن يسوع بشر وله أخطاء: عبرانيين 7: 27(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.)
ويؤمنأن الله العاطى هو رب يسوع وإلهه الذى سماه سيدًا أى معلمًا: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه وناداه فى أحلك اللحظات التى يكون الإنسان فيها صادقًا مع نفسه ومع الآخرين:متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه بعد أن تمجَّد:يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
وأقر أنه ليس بدعًا من الرسل، ولكنه جاء تابعًا لناموس موسى وكتب الأنبياء:
متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
وعلى ذلك فلو لم يأته الله تعالى كتابًا، فالكتاب الذى تتمسك به أنه من عنده وتسميه العهد الجديد فقد سقط بالكلية، حيث لم يطلع يسوع على ما كتبه كتاب الأناجيل، ولم يبد موافقته على ما اختاره رجال الكهنوت من بعض الأناجيل ورفض الأخرى، ولا توجد شهادة على أن هذه الكتب والرسائل جاءت بوحى من الله، بل إن الأخطاء الجغرافية والتاريخية والحسابية والعلمية التى به لتجعل لسان حال العقال أن يقول (مستحيل نسبة أيًا منها لله تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا)
كما أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر، فأين شهود الوحى؟ لا يوجد:
(16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
واعتبر نفسه والله اثنين وليسا واحدًا، فشهد لنفسه، وشهد الله له، فكانتا شهادتين: (18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 18، وبذلك يتم وجود شهادتين، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية، وكون الآب والابن والروح القدس واحد بل ثلاثة، وصدق القرآن فى تكفيره للقائلين باتخاذ يسوع إلهًا ضمن ثلاثة آلهة: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍوَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌوَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة 73
يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 17: 6-8 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ)
من هذه الفقرات الإنجيلية يتبين لنا أن عيسى عليه السلام قد أعطى تلاميذه كلامًا فحفظوه، فكيف أعطاهم هذا الكلام إلا إذا كان مكتوبًا فى كتاب، وإلا لقال يسوع: قلت لهم فقط دون استخدام فعل أعطى؟ بل كيف حفظوا كلامه من مجرد السماع، وقد شهدت الأناجيل أن تلاميذ يسوع كانوا أغيباء؟ الأمر الذى يتحتم معه وجود كتاب يقرأون فيه ويعيدون القراءة حتى حفظوا كلامه! لأن تلاميذ مثل هؤلاء لا يعتمد على فهمهم أو إيمانهم، فكان لا بد من وجود كتاب يقيم الحجة لهم وعليهم وعلى غيرهم!!
فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
وتضجَّر يسوع من سوء فهمهم، وقلة إيمانهم: (19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!».) مرقس 9: 19
(27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
(6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
(52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
ويؤيدنا فى ذلك قول يوحنا نفسه إن التلاميذ آمنوا بالكتاب وبكلامه. ولا يمكن أن تكون كلمة (الكتاب) مقصود بها هنا التوراة، لأنهم أساسًا من المؤمنين بالتوراة، وبموسى والأنبياء عليهم السلام، ولم يأت يسوع إلا لليهود، ولكان الكتاب الذى تركه يسوع هو التوراة مضافًا إليها ما أحله الله لبنى إسرائيل، أو غيره من الشرائع، وعليكم إذن أن تنسوا أمر ما تسمونه بالعهد الجديد. ولا يتبق لكم إلا التسليم بأن الكتاب هنا هو الكتاب الذى تركه يسوع للتلاميذ.
يقول إنجيل يوحنا 2: 22 (22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.)
وهو نفس الكتاب الذى قال عنه القمص عبد المسيح بسيط فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....»؟
إن معنى كلمة إنجيل عند عامة المسيحيين هو مجموع كتب ورسائل العهد الجديد بما فيها الأناجيل الأربعة، وعند أنصاف المثقفين هو الأناجيل الأربعة مجتمعة معًا، وعند المثقفين والمتخصصين من علمائهم وقساوستهم فله مفهومان: مفهوم مجازى بمعنى أنَّ الإنجيل هو مجموع الأناجيل الأربعة. ومفهوم حقيقى وهو عبارة عن الأخبار السعيدة التى جاء بها المسيح. وهذه الأخبار السعيدة أو البشارة الطيبة عبارة عن مجئ المسيح إلى عالم البشرية وتحمله للعذاب المهين من أحقر خلقالله، ثم موته على الصليب ثم دفنه وقيامته من الموت حاملاً معه أوزار الناس جميعا. تلك الأوزار التى لم يتمكن الرب برحمته ومحبته أن يغفرها عن طريق توبة عباده وعودتهم إلى صراطه المستقيم، ولم يتمكن إلى ذلك سبيلا إلا بعد أن أسلم ابنه للذل والمهانة، والقتل ملعونًا معلقًا على الصليب!
وإذا علمت أن يسوع لم يذكر كلمة خطيئة أصلية أو متوارثة، ولم يذكر آدم أو حواء، ولم يعرف تلاميذه أثناء حياته شيئًا عن هذه العقيدة، فكيف يكون هذا هو الإنجيل؟
وامتد تعريف الإنجيل عن المعاصرين إلى كونه شخص يسوع نفسه، كما جاء فى معجم اللاهوت الكتابى ص 113 فى شرح نصّ (مرقس 1: 15).
ونحن فى غنى عن البحث فى كلمة (إفانجليون) وهل هى تعنى بشارة أو خبر سعيد. فقد كان عيسى عليه السلام يتكلم الآرامية، وهى أحد أفرع اللسان العربى، فماذا قال بالضبط؟
ولكن بسبب ضياع الأصول التى يجب أن يعوَّل عليها، سنسايرهم فى بحثهم هذا لنقيم عليهم الحجة بما يؤمنون.
أجمعت معظم المراجع المتخصصة على أن كلمة (euggelion) إيفانجليون فى اليونانية القديمة تعنى الهدية أو المكافأة التى تُقدم لحامل الخبر السار راجع (The New Unger’s Bible Dictionary page 493) و (Thayer’s Greek - English Lexicon of the N.T page 257)
ثم تحول معناها فى اللغة اليونانية المتأخرة (Later Gr) إلى الخبر أو النبأ السار ذاته (good tiding themselves). فالبشرى بمولد إمبراطور المستقبل تعد يوانجيليون، وكذلك خبر إعتلائه العرش يسمى يوانجيليون. وخبر انتصاره فى الحروب يعد يوانجيليون.راجع (pictorial Encyclopaedia of the Bible V2 page 779 )
وجاء فى معجم اللاهوت الكتابى (الترجمة العربية) التعريف المتأخر لكلمة إنجيل فقالت: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا . أى بشرى سارة».
وجاء أيضًا: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا. أى بشرى سارة». راجع (معجم اللاهوت الكتابى الترجمة العربية ص 113)
وتشير كلمة إنجيل عن البروتستانت إلى إلغاء الناموس وتعاليم الله لموسى عليه السلام، وهى التى قال عنها يسوع إنها لم يأت ناقضًا لها، بل مؤيدًا لها وللأنبياء. فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل): «ويجب ملاحظة التباين الواضح بين الناموس والإنجيل فالتمييز بين الاثنين بالغ الأهمية لأن الإنجيل – كما يقول لوثر – يحتوى على كل العقيدة المسيحية كما يقول "إن الناموس لا يقصد به سوى كلمة الله والوصية التى تبين ما يجب عمله وما يجب تركه ويطلب منا طاعة الأعمال أما الإنجيل فهو تعليم كلمة الله الذى لا يطلب أعمالنا ولا يأمرنا بفعل أى شئ بل يعلن لنا النعمة الممنوحة لنا لغفران الخطايا والخلاص الأبدى فنحن هنا – فى الإنجيل – لا نفعل شيئا سوى أن نأخذ ما وهب لنا بالكلمة". »
إلا أن معجم اللاهوت الكتابى لا يستبعد أيضًا فى مقدمته تحت كلمة (إنجيل) كون معنى كلمة إنجيل كتاب بجانب أنها بشارة أو حدث بارز فى حياة الإمبراطور: (تدل كلمة إنجيل بالنسبة إلينا، إمّا إلى الكتاب الذي يروي حياة يسوع، وإمّا إلىالقراءة التي تُتلى أثناء القداس الإلهي.)
ومن معانيها كما يقوم معجم اللاهوت الكتابى (مادة إنجيل) أنها تشير إلى رسول الخبر السار، أى رسول ملكوت الله، الذى كان جوهر رسالة يسوع، الذى ما جاء إلى لينشرها: فقد قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
وإذا كان الخبر السار هو البشارة باقتراب مجىء ملكوت الله، فلا بد أن يكون هذا الخبر سارًا للمؤمنين من بنى إسرائيل، الذين كانوا ينتظرون مجىء الملكوت ونبيه. أما الكافرون منهم الذين حاربوا يسوع والأنبياء لمنع خروج هذا الملكوت من بين أيديهم، فقد أعلن يسوع عن نواياهم السيئة فى هذا الأمر قائلا: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
وأعلمهم بانتهاء ملكوتهم رغمًا عنهم لأنه لا يمكن أن يخطف أحدشيئًا من يد أبيه: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
(42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وكان هذا الخبر السار هو انتهاء ملكوت بنى إسرائيل، واقتراب مجىء ملكوت الله على يد المعزى، البيركليت، الذى قال عنه يسوع (المزمع أن يأتى)، وأنه لا بد له من الذهاب حتى يأتى هو، وأنه روح الحق، وروح القداسة (روح القدس بدون ألف ولام فى كلمة روح). (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
فقد عرف اليهود هذا المسِّيِّا، النبى والمسيح الرئيس بألقاب (النبى) و(المسيح = المسِّيِّا) و(إيليا = أحمد =53 بحروف الجمَّل)، وإيليا هذا ليس المعمدان، حيث رفض بصورة واضحة أنه هو هذا المسِّيِّا: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21، وليس أيضًا يسوع الذى بشَّرب باقتراب قدومه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
وهذا المعزى هو آخر ليس يسوع، ولن يأتى إلا بعد يسوع: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ) يوحنا 14: 15-17
ولن يكون من نسل داود، لذلك سأل يسوع عنه اليهود بصيغة الغائب: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
ولم يقل إن يسوع هو المسِّيِّا المسيح إلا الشياطين، التى أخرسها يسوع: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، وهو مع شديد الأسف نفس قولكم اليوم فى يسوع! أى جعلتم تعاليم وأقوال الشياطين هى المعيار لدينكم، وتركتم تعاليم يسوع.
ولا تتعجب أيها الأسعد عندما تعلم أن كلمة إنجيل اليونانية فى صيغتها الاسمية (ευαγγελον) لم يعرفها كاتب إنجيل لوقا، ولا صاحب إنجيل يوحنا، حيث لم ترد فى إنجيليهما. كما أنَّ الكلمة اليونانية (τψευαγγελιψ) المعبرة عن إنجيل المسيح لـم يتعرف عليها أصحاب الأناجيل الثلاثة متى ولوقا ويوحنا. ولم ترد فى إنجيل مرقس إلا مرة واحدة فى (1: 15) فقط. ولكن بولس تعرف عليها فى رسائله وأيضا بطرس فى رسالته الأولى.
يتبع
نبدأ بمقدمة نتعرف فيها على يسوع:
فقد كان نبيًا رسولا، من رسل الله تعالى، وكل رسول لا بد أن تكون له رسالة، فإذا نزعتم نبوته عنه، وأنزلتموه منزلة الإله، فما هى رسالته التى اعترف أنه جاء بها من عند الله الذى أرسله؟
إنكم بقولكم إن يسوع لم يترك رسالة، تنزعون عنه كل شىء، فقد غيرتم اسمه من عيسى إلى يسوع وإلى Jesus، وغيرها من اللغات المختلفة، ونزعتم منه نبوته ورسالته وجعلتموه إلهًا، وعبدًا لله فى نفس الوقت، وبالتالى تقرون أنه ليس بنبى، وليست له رسالة جاء بها من عند الله، ثم نزعتم كل صفات الألوهية منه، فلا هو عليم، ولا حكيم، وقادر على كل شىء، ولا قادر أن يدفع عن نفسه الأذى، يولد ويموت كما يموت كل البشر. فماذا تبقى لكم من عقل أو حكمة أو دين؟
لقد أقر يسوع للتلاميذ خاصة وللناس عامة من اليهود إنه رسول الله إليهم:
متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِيلأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 25 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
وأفهمهم أنه لا يتكلم من نفسه، ولا يفعل إلا ما يأمره به الله أو يمليه عليه:
يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِيبَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّوَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
يوحنا 10: 32 (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي)
يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ولا يوجد ما يرضى الرب أكثر مما افترضه على عبده.
يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
بل صعَّد يسوع تفانيه فى عمل مرضاة الله، وفخره بعبوديته له، بأن جعل عمله على مرضاة الله وتنفيذ مشيئته هو طعامه الذى يعيش منه:
يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
لوقا 18: 1 (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ)
وأقر للمرأة السامرية بسجوده لله: يوحنا 4: 22 (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ- لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
والخلاصة: إنه كان عبدًا لله تعالى:
أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَهوأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
وفهم الناس المعاصرون له كلهم بلا استثناء أنه عبد الله ورسوله:
يوحنا 17: 3 و25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. .......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي .......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
وعندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ وجموع الناس، بل وأعداؤه أنه نبى عظيم:
لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
وقال تلميذاه الذين كانا متجهان إلى قرية عمواس:
لوقا 24: 19 (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
لكن هل النبى إله أو مساوٍ له؟
أقر نبى الله دانيالأن النبى هو عبد الله ورسوله، وأن موسى كان عبدًا لله تعالى: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِالَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
لقد أعلن عيسى صراحة،أنه جاء تابعًا لناموس موسى عليهما السلام، مطبقًا له: متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) فهل من المنطق أن يتبع الإله ناموس عبده؟
وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته:يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
كما أدان بولس الذين تركوا الخالق وعبدوا المخلوق: رومية 1: 25 (25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِالَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
وها هوبولس يقر أن يسوع بشر وله أخطاء: عبرانيين 7: 27(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.)
ويؤمنأن الله العاطى هو رب يسوع وإلهه الذى سماه سيدًا أى معلمًا: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه وناداه فى أحلك اللحظات التى يكون الإنسان فيها صادقًا مع نفسه ومع الآخرين:متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه بعد أن تمجَّد:يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
وأقر أنه ليس بدعًا من الرسل، ولكنه جاء تابعًا لناموس موسى وكتب الأنبياء:
متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
وعلى ذلك فلو لم يأته الله تعالى كتابًا، فالكتاب الذى تتمسك به أنه من عنده وتسميه العهد الجديد فقد سقط بالكلية، حيث لم يطلع يسوع على ما كتبه كتاب الأناجيل، ولم يبد موافقته على ما اختاره رجال الكهنوت من بعض الأناجيل ورفض الأخرى، ولا توجد شهادة على أن هذه الكتب والرسائل جاءت بوحى من الله، بل إن الأخطاء الجغرافية والتاريخية والحسابية والعلمية التى به لتجعل لسان حال العقال أن يقول (مستحيل نسبة أيًا منها لله تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا)
كما أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر، فأين شهود الوحى؟ لا يوجد:
(16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
واعتبر نفسه والله اثنين وليسا واحدًا، فشهد لنفسه، وشهد الله له، فكانتا شهادتين: (18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 18، وبذلك يتم وجود شهادتين، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية، وكون الآب والابن والروح القدس واحد بل ثلاثة، وصدق القرآن فى تكفيره للقائلين باتخاذ يسوع إلهًا ضمن ثلاثة آلهة: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍوَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌوَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة 73
يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 17: 6-8 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ)
من هذه الفقرات الإنجيلية يتبين لنا أن عيسى عليه السلام قد أعطى تلاميذه كلامًا فحفظوه، فكيف أعطاهم هذا الكلام إلا إذا كان مكتوبًا فى كتاب، وإلا لقال يسوع: قلت لهم فقط دون استخدام فعل أعطى؟ بل كيف حفظوا كلامه من مجرد السماع، وقد شهدت الأناجيل أن تلاميذ يسوع كانوا أغيباء؟ الأمر الذى يتحتم معه وجود كتاب يقرأون فيه ويعيدون القراءة حتى حفظوا كلامه! لأن تلاميذ مثل هؤلاء لا يعتمد على فهمهم أو إيمانهم، فكان لا بد من وجود كتاب يقيم الحجة لهم وعليهم وعلى غيرهم!!
فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
وتضجَّر يسوع من سوء فهمهم، وقلة إيمانهم: (19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!».) مرقس 9: 19
(27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
(6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
(52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
ويؤيدنا فى ذلك قول يوحنا نفسه إن التلاميذ آمنوا بالكتاب وبكلامه. ولا يمكن أن تكون كلمة (الكتاب) مقصود بها هنا التوراة، لأنهم أساسًا من المؤمنين بالتوراة، وبموسى والأنبياء عليهم السلام، ولم يأت يسوع إلا لليهود، ولكان الكتاب الذى تركه يسوع هو التوراة مضافًا إليها ما أحله الله لبنى إسرائيل، أو غيره من الشرائع، وعليكم إذن أن تنسوا أمر ما تسمونه بالعهد الجديد. ولا يتبق لكم إلا التسليم بأن الكتاب هنا هو الكتاب الذى تركه يسوع للتلاميذ.
يقول إنجيل يوحنا 2: 22 (22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.)
وهو نفس الكتاب الذى قال عنه القمص عبد المسيح بسيط فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....»؟
إن معنى كلمة إنجيل عند عامة المسيحيين هو مجموع كتب ورسائل العهد الجديد بما فيها الأناجيل الأربعة، وعند أنصاف المثقفين هو الأناجيل الأربعة مجتمعة معًا، وعند المثقفين والمتخصصين من علمائهم وقساوستهم فله مفهومان: مفهوم مجازى بمعنى أنَّ الإنجيل هو مجموع الأناجيل الأربعة. ومفهوم حقيقى وهو عبارة عن الأخبار السعيدة التى جاء بها المسيح. وهذه الأخبار السعيدة أو البشارة الطيبة عبارة عن مجئ المسيح إلى عالم البشرية وتحمله للعذاب المهين من أحقر خلقالله، ثم موته على الصليب ثم دفنه وقيامته من الموت حاملاً معه أوزار الناس جميعا. تلك الأوزار التى لم يتمكن الرب برحمته ومحبته أن يغفرها عن طريق توبة عباده وعودتهم إلى صراطه المستقيم، ولم يتمكن إلى ذلك سبيلا إلا بعد أن أسلم ابنه للذل والمهانة، والقتل ملعونًا معلقًا على الصليب!
وإذا علمت أن يسوع لم يذكر كلمة خطيئة أصلية أو متوارثة، ولم يذكر آدم أو حواء، ولم يعرف تلاميذه أثناء حياته شيئًا عن هذه العقيدة، فكيف يكون هذا هو الإنجيل؟
وامتد تعريف الإنجيل عن المعاصرين إلى كونه شخص يسوع نفسه، كما جاء فى معجم اللاهوت الكتابى ص 113 فى شرح نصّ (مرقس 1: 15).
ونحن فى غنى عن البحث فى كلمة (إفانجليون) وهل هى تعنى بشارة أو خبر سعيد. فقد كان عيسى عليه السلام يتكلم الآرامية، وهى أحد أفرع اللسان العربى، فماذا قال بالضبط؟
ولكن بسبب ضياع الأصول التى يجب أن يعوَّل عليها، سنسايرهم فى بحثهم هذا لنقيم عليهم الحجة بما يؤمنون.
أجمعت معظم المراجع المتخصصة على أن كلمة (euggelion) إيفانجليون فى اليونانية القديمة تعنى الهدية أو المكافأة التى تُقدم لحامل الخبر السار راجع (The New Unger’s Bible Dictionary page 493) و (Thayer’s Greek - English Lexicon of the N.T page 257)
ثم تحول معناها فى اللغة اليونانية المتأخرة (Later Gr) إلى الخبر أو النبأ السار ذاته (good tiding themselves). فالبشرى بمولد إمبراطور المستقبل تعد يوانجيليون، وكذلك خبر إعتلائه العرش يسمى يوانجيليون. وخبر انتصاره فى الحروب يعد يوانجيليون.راجع (pictorial Encyclopaedia of the Bible V2 page 779 )
وجاء فى معجم اللاهوت الكتابى (الترجمة العربية) التعريف المتأخر لكلمة إنجيل فقالت: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا . أى بشرى سارة».
وجاء أيضًا: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا. أى بشرى سارة». راجع (معجم اللاهوت الكتابى الترجمة العربية ص 113)
وتشير كلمة إنجيل عن البروتستانت إلى إلغاء الناموس وتعاليم الله لموسى عليه السلام، وهى التى قال عنها يسوع إنها لم يأت ناقضًا لها، بل مؤيدًا لها وللأنبياء. فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل): «ويجب ملاحظة التباين الواضح بين الناموس والإنجيل فالتمييز بين الاثنين بالغ الأهمية لأن الإنجيل – كما يقول لوثر – يحتوى على كل العقيدة المسيحية كما يقول "إن الناموس لا يقصد به سوى كلمة الله والوصية التى تبين ما يجب عمله وما يجب تركه ويطلب منا طاعة الأعمال أما الإنجيل فهو تعليم كلمة الله الذى لا يطلب أعمالنا ولا يأمرنا بفعل أى شئ بل يعلن لنا النعمة الممنوحة لنا لغفران الخطايا والخلاص الأبدى فنحن هنا – فى الإنجيل – لا نفعل شيئا سوى أن نأخذ ما وهب لنا بالكلمة". »
إلا أن معجم اللاهوت الكتابى لا يستبعد أيضًا فى مقدمته تحت كلمة (إنجيل) كون معنى كلمة إنجيل كتاب بجانب أنها بشارة أو حدث بارز فى حياة الإمبراطور: (تدل كلمة إنجيل بالنسبة إلينا، إمّا إلى الكتاب الذي يروي حياة يسوع، وإمّا إلىالقراءة التي تُتلى أثناء القداس الإلهي.)
ومن معانيها كما يقوم معجم اللاهوت الكتابى (مادة إنجيل) أنها تشير إلى رسول الخبر السار، أى رسول ملكوت الله، الذى كان جوهر رسالة يسوع، الذى ما جاء إلى لينشرها: فقد قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
وإذا كان الخبر السار هو البشارة باقتراب مجىء ملكوت الله، فلا بد أن يكون هذا الخبر سارًا للمؤمنين من بنى إسرائيل، الذين كانوا ينتظرون مجىء الملكوت ونبيه. أما الكافرون منهم الذين حاربوا يسوع والأنبياء لمنع خروج هذا الملكوت من بين أيديهم، فقد أعلن يسوع عن نواياهم السيئة فى هذا الأمر قائلا: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
وأعلمهم بانتهاء ملكوتهم رغمًا عنهم لأنه لا يمكن أن يخطف أحدشيئًا من يد أبيه: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
(42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وكان هذا الخبر السار هو انتهاء ملكوت بنى إسرائيل، واقتراب مجىء ملكوت الله على يد المعزى، البيركليت، الذى قال عنه يسوع (المزمع أن يأتى)، وأنه لا بد له من الذهاب حتى يأتى هو، وأنه روح الحق، وروح القداسة (روح القدس بدون ألف ولام فى كلمة روح). (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
فقد عرف اليهود هذا المسِّيِّا، النبى والمسيح الرئيس بألقاب (النبى) و(المسيح = المسِّيِّا) و(إيليا = أحمد =53 بحروف الجمَّل)، وإيليا هذا ليس المعمدان، حيث رفض بصورة واضحة أنه هو هذا المسِّيِّا: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21، وليس أيضًا يسوع الذى بشَّرب باقتراب قدومه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
وهذا المعزى هو آخر ليس يسوع، ولن يأتى إلا بعد يسوع: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ) يوحنا 14: 15-17
ولن يكون من نسل داود، لذلك سأل يسوع عنه اليهود بصيغة الغائب: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
ولم يقل إن يسوع هو المسِّيِّا المسيح إلا الشياطين، التى أخرسها يسوع: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، وهو مع شديد الأسف نفس قولكم اليوم فى يسوع! أى جعلتم تعاليم وأقوال الشياطين هى المعيار لدينكم، وتركتم تعاليم يسوع.
ولا تتعجب أيها الأسعد عندما تعلم أن كلمة إنجيل اليونانية فى صيغتها الاسمية (ευαγγελον) لم يعرفها كاتب إنجيل لوقا، ولا صاحب إنجيل يوحنا، حيث لم ترد فى إنجيليهما. كما أنَّ الكلمة اليونانية (τψευαγγελιψ) المعبرة عن إنجيل المسيح لـم يتعرف عليها أصحاب الأناجيل الثلاثة متى ولوقا ويوحنا. ولم ترد فى إنجيل مرقس إلا مرة واحدة فى (1: 15) فقط. ولكن بولس تعرف عليها فى رسائله وأيضا بطرس فى رسالته الأولى.
يتبع
تعليق