بسم الله الرحمن الرحيم ..
التغريب والتحديث ..
التحديث:
يعنى التجديد لكل مايحتاج إلى تجديد لحاقاً بالمنتجات الإستهلاكية الحديثة وتكيفاً مع روح العصر بما تتطلبه مصلحة انسان هذا العصر .. وذلك يكون :
في المعارف وليس فى القيم ..
فى المهارات وليس فى التوجهات ..
فى المبانى وليس فى المعانى ..
فى الوسائل وليس فى الغايات ..
باختصار التحديث هو تجديدٌ فى المظهر لا فى الجوهر ..
التغريب :
بينما التغريب الحادث الآن يعني الإتجاه الكلى نحو الغرب مظهرا وجوهراً.. وأدوات وغايات ..
وهذا هو انعدام الإرادة والإنهزامية غير المبررة !!
التغريب هو تبعية بلهاء .. و محاكاة عمياء ..
التغريب الحالي هو ذوبان في الآخر وطمس للذات ..
لذلك فإن ما نحتاج إليه هو الحداثة المؤمنة الرشيدة .. وليس التغريب ..
ومن مميزات الحداثة عن التغريب أن الأولى انتقائية بطبيعتها ..
فهي تـُقدم المصالح وترفض المفاسد ..
وبذلك هي لا تتعارض مع روح الإسلام ..
يجب أيضاً أن ندرك أن مقاومتنا للتغريب هو سلوك فطري لا عيبٌ فيه ولا حرج منه ..
ولتوضيح ذلك ننظر إلى هذه الأمثلة :
- يوجد فى الغرب صيحات مناهضة للتحديث إذا تلازم مع مفهوم "الأمركة"..
- ونلاحظ أن الإنجليزية البريطانية تحرص على تنقية نفسها مما يصيبها من مصطلحات وكلمات إنجليزية أمريكية ..
- رسمت فرنسا سياسة لغوية لجأت فيها إلى سن القوانين بما يحفظ للأمة مظهر حياتها العقلية؛ فاستطاعت الحفاظ على الغة الفرنسية و تنقيتها مما يصيبها من مفردات الإنجليزية .. لدرجة أنها أصدرت قانون لحماية اللغة الفرنسية و أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1994م ونص على حظر انعقاد المؤتمرات العلمية التي تتخذ الإنجليزية لغة للتداول !
وقد تدخَّل برلمانها لحماية اللغة حين وضع قائمة سوداء من الكلمات التي يحظر استخدامها في الإعلانات والمدارس والحكومة والمؤسسات، وأذكر أن كلمة (okey) كانت من ضمن هذه القائمة !
وقد تدخَّل برلمانها لحماية اللغة حين وضع قائمة سوداء من الكلمات التي يحظر استخدامها في الإعلانات والمدارس والحكومة والمؤسسات، وأذكر أن كلمة (okey) كانت من ضمن هذه القائمة !
- كما أن اللغة العبرية الحديثة لم تحققما حققته من مكانة لتصبح اللغة الوطنية لدولة إسرائيل إلا نتيجة لتنامي الشعورالوطني لليهود . ومما يلفت النظر في التجربة اليهودية السرعة المزهلة في تنفيذها وفاعليتها، وشمولها كل مناحي الحياة داخل الدولة الحديثة، سواء كانت اجتماعية أوتقنية أو تعليمية .
إذن لا حرج من دعوتنا تلك .. بل هي من صميم حقوقنا الإنسانية ..
وبهذا فأنا أعتقد أنه لا خلاف بيننا على أن ما نحتاج إليه هو التحديث وليس التغريب ..
وإذا كنا قد اتفقنا في المشاركة السابقة أن العلوم ثابتة الأصل .. وهذا الأصل ينفصل في مضمونه عن اللغات ..
وطبيعي أن الحضارة المغلوبة تتبع الحضارة الغالبة وتحاكيها ..
حينئذٍ يكون السؤال المطروح : ما هي حدود حاجتنا إلى اللغات الأجنبية في دراسة العلوم ؟
لنا في التاريخ أسوة لإجابة هذا السؤال ..
وهذا ما سوف أتحدث عنه في المشاركة القادمة إن شاء الله .. وعنوانها :
الترجمة وأهميتها للنهوض بالعلوم ..
تعليق