بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول من إحدى مجموعات الفيسبوك لأهميته ...
=======================================
اليوجينيا حرب الإبادة البشرية
تخيل لو انك تعيش مع اسرتك فى منتهى الأمان و الحياه مستقرة ايا كان وضعكم الاجتماعى او الاقتصادى بس عايشين زى كل الناس و دخل عليك ناس و قالوا احنا عاوزين اخوك او اختك و محدش فاهم فى اية و بعد ما مشيوا فجروا بيتك لكن اخذوا واحد منكم؟؟!!
تخيل لو انك رايح لزوجتك فى المستشفى و هى بتولد و اطلب منك تختار جينات معينة تبين صفات مولودك و بئوا يختاروا الصفات الحلوة بس منك و من زوجتك زى الذكاء و العبقرية و الصبر و الأصرار و المرونة و هكذا ؟؟!!
تخل ان مفيش انسان فاشل فى الدنيا او حتى فى بلدك انت تخل ان كلنا بقينا اعضاء عاملين و عباقرة و اذكياء او بمعنى اصح كلنا اما علماء او باحثين او جنود على اعلى مستوى تدريبى و مدرسين و اطباء و مهندسين و اساتذة بالجامعات و حرفين و لكن على اعلى مستوى من الخبرة؟؟!!
تخيل انك لو مكنتش كدة مش هتعيش فى المستقبل لان المستقبل بقى للناس العباقرة بس ؟؟!!
انت عارف ان دة من المحتمل انة يحصل ::
اليوجينيا : هى علم اجتماعى لتحسين البشرية تعمل لخلق اناس اكثر ذكاءا و افضل صحيا
في الحقيقة هذا الموضوع على غاية من الأهمية .... ولقد قرأته مؤخرا وحاولت ان الخصه واجزأه إلى اجزاء لاستطيع ان اجعلكم تقرأوه معي .... لا بد ان الكثيرين منا لم يعلم بهذا المصطلح ولا يعرف حتى ماذا يعني ولا ماذا يخبيء وراءه من حرب إبادة يجهل معظمنا قواعدها .... ولكني أتمنى وبقلب ناصح للجميع ان يقرأوه بتأني وبفهم ووعي ... وصدقوني قد تتعبون في القراءة من طول الموضوع ..ولكن تذكروا وانا اكتب الموضوع كنت أشعر بالتعب ايضا ولكن لاجلكم كتبته ... وأعتقد أن اقل معروف تردوه لي أن تقرأو معي الموضوع
قد جزأت الموضوع لجزأين ... رغم انه يحتمل ثلاثة اجزاء ولكني آثرت ان لا اكتب الجزء الثالث لانه معقد بعض الشيء ولأنه يتحدث عن مستقبل اليوجينيا .... هذا الفصل الأول يتحدث عن اليوجينيا منذ نشأتها وحتى سقوطها المعلن .... والفصل الثاني الذي سأنزله قريبا وحالما انتهي من كتابته سيكون عن اليوجينا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا .... ولا اطيل عليكم ....ولنبدأ مع الموضوع......
معظم الناس لم يسمعوا عن ( اليوجينيا ) ومعظم من سمعوا عنها يعتقدون إنها قد أنتهت مع هزيمة هتلر عام 1945م ، كان السير فرانسيس جالتون هو من صاغ المصطلح عام 1883 ، رأى أن التطور الصحيح للجنس البشرقد انحرف ، فقد قادت نزعة الخير لدى الأثرياء وإنسانيتهم إلى تشجيع (( غير الصالحين )) على الإنجاب، الأمر الذي أفسد آلية الأنتخاب الطبيعي ، ومن ثم أصبح جنس البشر في حاجة إلى نوع من الانتخاب الصناعي ، أطلق عليه اسم ( اليوجينيا ) . كان يعنى ( علم تحسين الإنسان عن طريق منح السلالات الأكثر صلاحية فرصة أفضل للتكاثر السريع مقارنة بالسلالات الأقل صلاحية )....
أما موضوع بحث اليوجينيا فهو ( دارسة العوامل الواقعة تحت التحكم الاجتماعي التي قد تحسن أو تفسد الخصائص الطبيعية الموروثة للأجيال في المستقبل ، جسديا أو ذهنيا ) قيل إن اليوجينيا رغبة طبيعية في الإنسان الفرد، وفي الجماعة ، لم يكن ثمة مانع لدى الوالدين في فجر التاريخ من قتل طفل لتوفير فرصة أفضل لبقاء أخيه ، بدلا من موت الأثنين . وكانت محالاوت الإبادة الجماعية للاعداء وسيلة معروفة لتحسين فرصة بقاء العشيرة .
ربما كان افلاطون هو أول اليوجينيين . فعلى رأس ((جمهوريته )) كان فلاسفة يتمتعون بالصحة الطيبة والقدرة العالية على التفكير ، أما محدودو الذكاء فكانوا يشغلون المواقع الدنيا من الهيراركية ،كانت الجمهورية ترتكز على الاسترقاق ، ولم تتحدث كثيرا عن النساء - كانت مرتبتهن على العموم متدنية في المجتمع الإغريقي- .كان افلاطون يعتقد ان ( المزاج ) يورث . وكان على حكام الجمهورية أن يدبروا أمر تزاوج ( المرغوبين ) وأن يتيحوا لكل من يُبلى بلاء حسنا في الحروب فرصا للإنجاب أكبر .
كانت أفكار افلاطون في الواقع تعادل ما نسميه اليوم (( اليوجينيا الايجابية ))
إن جوهر التطور هو الانتخاب الطبيعي ، وجوهر اليوجينا هو أن ( نستبدل بالانتخاب الطبيعي انتخابا اصطناعيا واعيا ، بهدف الإسراع من تطوير الصفات المرغوبة والتخلص من الصفات غير المرغوبة ) أن نحسن الأجيال القادمة ، على حساب الأجيال المعاصرة . الفرض المستتر إذن هو أن هناك من البشر من هم أفضل من غيرهم ، من يستحقون أن ينجبوا أكثر من الآخرين وأن يُمثلوا في الجيل التالي بنسبة تفوق نسبتهم في الجيل الحالي ، ولقد يتم ذلك بزيادة نسل من (( يستحقون )) ( اليوجينيا الايجابية ) أو بتقليل نسل من (( لا يستحقون )) ( اليوجينيا السلبية ) . التحوير المتعمد لجنس البشر لأهداف اجتماعية هو ما تطمح إليه اليوجينيا ، ( وعندما يتغلب الانسان على تطوره البيولوجي ، سيكون قد وضع الأساس للتغلب على كل شيء آخر .. سيصبح الكون أخيرا طوع بنانه ) كما قال يوجيني عتيد .
سيحد اليوجينيون إذن للتطور مسارا جديدا ، أهدافا جديدة يقررونها هم حسب أهوائهم . هم يرون أننا لا بد أن نُسلم زمام التطور والانتخاب في المرحلة الراهنة إلى ( النخبة ) الأرستقراطية الآرية ، وألا نترك الأمر للصدفة ، لأن الصدفة قاسية غليطة القلب ، وهي متقلبة ، وعادة ما تكون أكثر تكلفة ...ثم أن علينا أن نغير الوسيلة التي يتخذها الانتخاب الطبيعي والصدفة للقضاء على العشائر ( التي لا جدوى منها ) - يقصدون التخلص منها بالموت - وان نستبدل بها وسائل أكثر تحضرا ونبلا وإنسانية : تحديد النسل . اليوجينيا ترى أن هناك عشائر بشرية (( لا جدوى منها )) .
ذاعت حركة اليوجينا في اوائل القرن العشرين في أوروبا وأمريكا عندما كان علم الوراثة لا يزال طفلا يحبوا ، وانضم إليها وتعاطف معها الكثيرون من كبار المفكرين والعلماء والساسة والفلاسفة ورجال المال : براتراند راسل ، ج . د . برنال ، جوليان هكسلي ، رونالد فيشر ، برنارد شو ، هافلوك إليس ، د. هـ . لورانس ، ألدوز هكسلي ، هـ . ج . ويلز، روزفلت ، تشرشل ، جون روكفيلر . خلقت تيارا عارما يبررها ، يحرسها ، يدافع عنها ، يُشرع لها . أجتاحت أوروبا وأمريكا . أصبحت دينا . كرست نفسها لتأكيد أن الناس لم يُخلقوا سواسية . كانت أوروبا في القرن الثامن عشر قد سيطرت - بالأسلحة وبالمفاوضات ، بالقوة وبالخداع - على أفريقيا ، وآسيا ، ثم أمريكا . وبقيت مسيطرة طويلا طويلا حتى اعتبرت نفسها سيدة العالم ، وان بقية البشر إنما خُلقوا من أجلها ، من أجل الرجل الأبيض . (( إن الكلاب تكف عن النباح إذا ما استنشقت هواءنا )) . الشعوب ، كما الأفراد ، لم تُخلف سواسية . وهذا كارل بريجهام يؤكد سنة 1923 أن السود في أمريكا يشكلون نسبة من ضعاف العقول تزيد على نسبتهم في المجتمع .
في عام 1798 كان القس الانجليزي توماس روبرت مالتوس قد نشر كتابه (( مقال عن السكان )) . كانت الفكرة المحورية للكتاب هي أن العشيرة تتزايد في العدد أُسياً ، وستنتهي بالضرورة إلى أعداد لا يكفيها المتاح من الموارد الغذائية . فإذا عجز الآباء عن تحديد حجم عائلاتهم ، فإن الحروب والمجاعات ستقضي على الأعداد الزائدة ، فالجزيرة البريطانية مثلا لا يمكن أن تحمل أكثر من عشرين مليون شخص ( بعد مائة وخمسين عام كانت تحمل ثلاثة أضعاف هذا العدد ) . مع زيادة أعداد البشر سيندلع الصراع من أجل لقمة العيش وينتصر فيه من يحمل ميزات معينة ينقلها إلى نسله ليسود هذا بدوره أكثر وأكثر . قال اليوجينيون أن هذا كان وراء حدوث التطور وأنه كان وراء وجود النبلاء وأساتذة الجامعات والطبقة الأرستقراطية ، أما عن الميزات الوراثية فقد رأوا أن اولها وأهمها هو (( الذكاء )) . (( إن المحور الأساسي للسلوك الانساني )) كما يقول هنري جودارد عام 1919 (( هو العملية الذهنية المتكاملة التي نسمهيا الذكاء ...وعلى هذا فإن أية محاولة للتعديل الاجتماعي لا تضع في اعتبارها أن صفة الذكاء صفة جبرية وان درجة ذكاء الفرد لا تتغير ... هي محاولة غير منطقية وغير كفؤ )) .
ابتكروا للذكاء المقاييس وراحوا يجرون ابحاثهم ليؤكدوا أنه صفة عالية التوريث - وإن كانوا (( يعرفون )) مقدما أن (( القدرة الذهنية تورث ...أن البراهين على هذا براهين حاسمة ))... فقد قالها اليوجيني سيريل بيرت عام 1911 ، ثم إنهم درسوا معامل الذكاء وعلاقته بالجريمة والعنف ، ليتأكد لهم (( أن العالم يحتاج إلى سيادة الجنس الأبيض ))
وكان المنظّرون الاجتماعيون بالقرن التاسع عشر ، وعلى رأسهم هربرت سبنسر قد أكدوا أن الفقراء بطبيعتهم لا يستحقون ، وأن الواجب أن لا نشجع بقائهم أو بقاء نسلهم . وعلى عكس داروين الذي يقول إن (( الأصلح )) هو الذي يترك نسلا أكثر ، سنجد اليوجينين يرون أن الأصلح هو المتميز في الذكاء والصحة والأخلاق الحميدة ، وهو - بالطبع - من يشبه اليوجيني الذي يضع معايير الصلاحية ثمة كاتب فرنسي أرستقراطي اسمه آرثر كونت ده جوبينو ، نشر في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر كتابا عنوانه (( مقال عن التفاوت بين سلالات البشر )) ، قال فيه إن الارستقراط الآريين الشقر كانوا دائما ((زهرة أوروبا )) ، ولكنهم فقدهم قوتهم بالزواج من السلالات الأدنى . أهمل الفرنسيون الكتاب ، لكن الالمان احبوه .
أعيدت الحياة مرة أخرى إلى الكتاب ، وأنشأ عشاقه (( جميعة جوبينو )) عام 1894 ، في عام 1899 نشر انجليزي يحمل الجنسية الالمانية اسمه هوستن سيتورات شامبرلين ، كتابا عنوانه (( قواعد القرن التاسع عشر)) استلهم فيه جوبينو وقال أن الالمان هم أنقى الآريين ، هاجم فيه السود واليهود . وعندما كتب هتلر كتابه (( كفاحي )) يشيد فيه بالألمان ويزكي اليوجينيا ، كان في واقع الأمر يكرر ما قاله شامبرلين إنما بصورة فصيحة مؤثرة
على مطلع القرن العشرين إذن كان المناخ الفكري قد تهيأ لكي تتحول يوجينيا جالتون إلى سياسة . كان قانونا مندل للوراثة قد أعيد اكتشافهما وأنهمك العلماء في حمية يجربون ، لتكتشف نتائج وآفاق في علم الوراثة جديدة ، بينما الفلاسفة يعضدون ويُنظرون ، ورجال المال يمولون .ربما كان لنا أن نقول أنه مع بداية القرن العشرين بدات (( الحرب )) اليوجينية حقا في الولايات المتحدة والمانيا وانجلترا والسويد والدانمارك وفنلندا . ولا بد لقيام حرب من وجود : عدو ، وسلاح ، وهدف ، ومثال أعلى .
العدو هو المتخلفون وراثيا ، الفقراء ( فالفقر عند اليوجينين صفة وراثية ) ، المعتوهون والمجانين ، مرضى الصرع والدرن الرئوي ، المقعدون ، المنحلون ، الشواذ ، المومسات المحترفات ، المجرمون بالفطرة ، السكيرون ، ثم الملونون والمهاجرون من السلالات الأدنى - كل من يلوثون المستودع الوراثي للسلالة . السلاح هو : التعقيم القسري ، والحد من زواج المتخلفين ومنعه ومنع الحمل ، وإلاجهاض ، بل والقتل إذا لزم الأمر .
الهدف هو : توفير الحياة الرغدة الكريمة ، للرجل الأبيض الذكي فلا يزاحمه فيها ، من لا يستحق .
المثال الأعلى : السلالة النقية الذكية الأقوى ، فالأقوى كما يقول هتلر لا بد ان يسود على الاضعف ، لا يمتزج معه حتى لا يضحي بعظمته و (( لن يجد في هذا قسوة إلى الضعاف )) .
الحرب ضرورية (( للتخلص )) من البشر المتخلفين ، كما يقول اليوجيني الكبير كارل بيرسون : (( إن اعتماد التقدم على البقاء للسلالة الأفضل ، رغم ما قد يبدو به من شر فظيع ، إنما يعطي الصراع من أجل البقاء ملامحه المبتغاة . إذا توقفت الحروب ، فلن يتقدم جنس البشر : لن يكون هناك ما يكبح جماح خصب السلالات المتخلفة )) .
أصبح القتل والوحشية سلاحا . والقسوة أيضا : (( الإحسان لاطفال غير الأكفاء نقمة قومية لا نعمة . إن تدابير مثل الحد الأدنى للاجور ، وتحديد ساعات العمل ، والطب المجاني ، وانخفاض وفيا الاطفال ، إنما تشجع البطالة والمتخلفين وضعاف البنية والعقل )) .
فليذهبوا جميعا إلى الجحيم في سبيل الهدف اليوجيني الأسمى أفكار اليوجينا تقوم على الفرض بأن الناس ليسوا بطبيعتهم متساويين ، أما الديموقراطية الغربية فترتكز على الفرض بأن كل الناس متساووين .
( من الصعب إن أن ننفذ اليوجينيا في مجتمع ديموقراطي ) كما يقول برتراند راسل (( فالديموقراطية تعترض الطريق )) .
والترويج لليوجينيا إنما يتضمن تقويض الديموقراطية وصناعة (( نخبة )) عارفة تخطط وتنفذ . ومثل هذا الهدف لا يمكن إذن ان يتحقق في مجتمع ديموقراطي إلا عن طريق الخداع والقهر ...وأموال أثرياء يرفضون الديموقراطية ، (( فطالما كان هناك من الأثرياء من يعدم مشاريع اليوجينيا ، فستبقى اليوجينيا )) .
مضت اليوجينيا .. إذن في طريقها بسياستها غليظة القلب ، بالخداع وبالقهر . الفرد لا يهم ، السلالة هي الاهم ... السلالة المتخلفة لا تهم ، سلالتنا هي الأهم .وانتشرت تعاليمها ، آمن بها الكثيرون ، سنت القوانين لتدعهما ، دخلت إلى مناهج التدريس بالجامعات ، صدرت لها المجلات العلمية ، انئت لها الكراسي بالجامعات ، عقدت لها المؤتمرات الدولية ..والمحاضرات العامة ...، وعُقم باسمها مئات الالوف بطرق اتسمت بالوحشية والبربرية : أكثر من 160 ألف بأمريكا ، واكثر من ربع مليون بالمانيا النازية التي بدات التعقيم بعد أمريكا بسبعة وعشرين عاما .قُتل عشرات الألوف .ربطت بالنازية ، فلما انتهى عهد هتلر ، أختفت اليوجينيا بعد كل ما جرته على البشريه من دمار ، بعد أن اهدرت كرامة الانسان .
جُرحت اليوجينيا .... لم تمت
سقطت اليوجينيا ....، ولم يسقط اليوجينيون
إلى هنا اتوقف ... وإلى هنا أتمنى ان تكونوا وصلتم بقراءة متأنية لما بين الحروف ... على الأقل لنعرف ماذا يخطط لنا الغرب ...وماذا يخطط للعالم الرجل الأبيض... البعض سيقول ها قد انتهت اليوجينيا كما قلت ....ولكنها ما زالت في العالم ... وإنما تحت مسميات مختلفة .... كما سمى القرن الواحد والعشرين الاحتلال ..حرية .... والذل والعبودية .... شرف وانتصار ... فإنه اطلق على اليوجينا اسماء آخرى ....و.....
!
مرحبا من جديد ... ها هو الجزء الثاني من اليوجينا كما وعدت ...وفي هذه المرة لا اعتقد انني سأكرر طلبي بقراءة متأنية وواعية للموضوع لاني على ثقة بأن كل من قرأ الجزء الأول سيفهم أن الموضوع يستحق منا وقفة بسيطة لنعرف ماذا يحاك لنا ......
توقفت بالجزء الأول عند انتهاء اليوجينا في العصر القديم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والآن ابدا معكم من نفس النقطة التي انتهينا منها في الجزء الأول ......
قُتل عشرات الألوف .ربطت بالنازية ، فلما انتهى عهد هتلر ، أختفت اليوجينيا بعد كل ما جرته على البشريه من دمار ، بعد أن اهدرت كرامة الانسان .
جُرحت اليوجينيا .... لم تمت
سقطت اليوجينيا ....، ولم يسقط اليوجينيون
وهذا تذكير بالجزء الأول
اليوجينيا ....حرب الإبادة البشرية الجزء الأول
كانوا اساتذة جامعات واطباء وعلماء اجتماع واقتصاديين وكتابا.لا احد يعرفهم . تركوا وشأنهم
ليستمروا في صياغة المجتمع.كانوا قبل نهاية الحرب يعملون في العلن.اما بعدها فقد رأوا ضرورة ان يعملوا في الظلام. بدأواعلى الفور يمارسون(( اليوجينيا المستوره)) الخفيه، ويوزعون الادوار فيما بينهم لإعادة بناء اليوجينيا: فجماعه تؤكدعلى ايديولوجيا تفوق الجنس الارى الأبيض ،
واخرى تعمل كي يصبح الإجهاض قانونيا في العالم بأسره، وثالثه تطور وسائل منع الحمل، ورابعه تعيد تسمية السيطره على موارد العالم فتطلق عليها اسم (( الحفاظ على الموارد )) كمقدمه لإستعادة السيطره عليها عندما يحين الاوان ، وخامسه تعمل في توجيه تدريس علوم البيولوجيا_ لتجمع في النهايه كل هذه الأجزاء المتناثره وتصاغ في صوره سياسيه إجتماعيه .
لم يحدث اي تغير حقيقي في فكر اليوجينيين، هم يسعون إلى تحقيق نفس الأهداف القديمه، وبحيث لا يشنقون في نورمبرج لجرائمهم ضد الأنسانيه او لإرتباكهم الإباده الجماعيه ( علي الرغم من ان اليوجينيين النازيين الذين قاموا بالتعقيم القسرى لم يدانوا في محاكمات نورمبرج، لأن التعقيم كان يمارس بالفعل بالولايات المتحده ).
العنصريه ديدنهم ، والديموقراطيه عدوهم، لكنهم يعرضون بضاعتهم ويروجون لها تحت اسماء مشفره .غدت السريه والمراوغه القانونيه والدعايه سلاحهم .
يعملون من خلال منظمات اخرى لا يحمل عنوانها كلمة (( يوجينيا)) . يسعون بالمزيج الشرير من العرقيه والدارونيه إلى الاجهاض ووأد الأطفال، إلى القتل الرحيم للمرضى المسنين، إلى موت المرضى،إلى التعقيم، إلى تدريس الجنس بصورة فجه تؤدي إلى حمل المراهقات وإلاجهاض وحبوب منع الحمل .
وليس غيرالحديث((العقلاني)) بوسائل الاعلام سبيلا" إلى قلوب الناس وعقولهم . يقولون: (( لابد ان يترك الخيار للمرأه )) : تعبير تقدمي جميل بقيته (( في إختيار وسيله تحديد نسلها )) . يستبدلون بكلمة (( الإنتخاب )) التي كان يستخدمها يوسف مينجله في اوشفيتز كلمة (( الاختيار ))،(( القدره المعرفيه )) تحل محل ((معامل الذكاء))،اسم (( الجمعيه الأمريكيه لليوجينيا )) يصبح ((جمعية دراسات البيولوجيا الأجتماعيه )) . وهم ابدا" لايستعملون كلمة (( سلاله )) . يستغلون الغموض والثغرات بالقوانين ليمكنوا الأطباء اليوجنيين من موالاة النشاط اليوجيني على أنه إجرأءت طبيه طبيعيه تتم بناء على رغبة المريض.
غدا هدفهم النهائي هو تخفيض اعداد سلالات بذاتها وتحويلها إلى شظايا عقيمه . اليوجينيون، اتباع مالتوس _ الذي كان ير ى في الوليد فما" جديدا" ، ولايراه يدين تعملان وتنتجان_ يعتقدون ان هناك الكثير من المرضى ، الكثير من المتخلفين ، الكثير من الصينيين ، الكثير من الهنود ، الكثير من العرب ، الكثير الكثير من الناس ، يزاحمون الإنسان اليوجيني الأسمى ويربضون فوق أراض وفيره الثروه لا يستحقونها ، اليوجينيون لازالوا يحلمون بأن يأخذوا بزمام التطور في اياديهم البيضاء الحنون هم لايصدقون في قدسية الحياه ، ولا في الديموقراطيه .
لم يتعلموا شيئا" من سلسلة الكوارث الإجتماعيه التي سببتها سياساتهم في القرن العشرين . لا . تعلموا درسا" واحد : الحذر من ان يضبظوا متلبسين .
والواقع انهم لم يصمتوا طويلا" . هل رأيت عمرك فأرا" يمشي انه دائما يجري . فعندما انشئت منظمة الامم المتحده عام1945م اصر الامريكان والإنجليز على ان ينص ميثاقها على ان تكون دراسات السكان من بين مهامها الرسميه . اعترضت بعض الدول . لكنهما نجحتا في انشاء (( وكالة السكان )) كجزء من المنظمه . وعندما انشئت (( اليونسكو )) وضع على رأسها اليوجيني جوليان هكسلي ، الذي دعا مباشره الى ان يمنح حق الإجهاض للمرأه في كل دول العالم . والواقع ان حركة كبح النمو السكاني قد شكلت جزءا" كبيرا" من أشطة الحركه اليوجينيه منذ عام 1952م ، ولقد مضت هذه الحركه بنفس التمويل ، بنفس القاده ، بنفس التوجهات . أصبح لليوجينيا السلبيه ( أي وقف التكاثر الزائد (( لغير الصالحين )) ) اليد العليا في النشاط اليوجيني، فأتسع إنتشار وسائل منع الإجهاض والحمل والتعقيم .
وفي عام 1952م انشاء جون د. روكيفلر الثالث (( مجلس السكان )) الأمريكي في حملته مع جون فوستر دالاس ضد تكاثر العشائر غير البيضاء . لا يزال هذا المجلس موجودا" ولا يزال يعمل على وقف تزايد السكان بالولايات المتحده ، وبغيرها . ثم انه قد تبنى مالتوسيه نادى روما ، النادي الذي اسسه الماسوني اورليوبيتشي عام 1968م بهدف الترويج لليوجينيا ونشر البروباجنده حول الأزمه البيئيه لتبرير قمع التنميه الصناعيه في دول العالم الثالث.في يناير 1966م كتب فريدريك اوسبورن ، اليوجيني العتيد ، لصديق له حول عمل مجلس السكان في تطوير وسائل جديده لتحديد النسل ، قال ((لقد رأينا أنه من الممكن أن يتم ذلك بشكل أكثر فعاليه بأسم (( مجلس السكان )) لا بأسم (( اليوجينيا )) وأنا اعتقد انه هذه ( الوسائل ) هي أهم ما اتخذ من إجراءات يوجينيه عمليه )).
غدا كبح جماح النمو السكاني أهم مهام اليوجينيا ، شجعته نخبة تستخدم قوة المال في دفع الدول الفقيرة إلى أن (( تطلب )) إبادة جزء من شعبها . هذه النخبة لا تدافع عن اليوجينيا لأنها قرأت كتاب (( اصل الأنواع )) لا سمح الله ، لا بد أن هناك حافزا مادياً . إن موارد العالم الثالث تشكل هذا الحافز .
كبح النمو السكاني هو خادم السياسة الاقتصادية وقد تخفى تحت عباءة العلم أو نزعة الخير . في البدء قال ايزنهاور إن الولايات المتحدة لا تتدخل في أمور سكان الدول الأخرى . ولقد تغير هذا عام 1974م ، في ذلك العام قام مجلس الأمن القومي الأمريكي – وكان يحدد التهديدات الرئيسية للدولة – بدراسة مذكرة اقترحت أن النمو السكاني في العالم الثالث قد يسبب القلاقل ، وقد يؤدي إلى أن تطلب هذه الدول نصيبا أكبر من مواردها ، وعلى هذا فإن كبح النمو السكاني لا بد ان يكون أمرا(( بالغ الأهمية )) يهدد الأمن القومي الأمريكي . تحولت هذه الدراسة إلى سياسة بعد قرار مجلس الأمن القومي رقم 314 لعام 1975 لم تُعلن هاتان الوثيقتان حتى 1992 ، ومنهما يتضح أن دعم السياسة الأمريكية لكبح تزايد السكان إنما يتم لأن النخبة الأمريكية تريد موارد العالم الثالث لنفسها . إنه استعمار بوسيلة أخرى .
كان الاستعمار العلني الصريح عام 1974 أمراً غير مقبول ومن هنا شرعت الولايات المتحدة تزكي كبح التزايد السكاني للدول الفقيرة (( كي تتغلب على متاعبها الاقتصادية )) وتصبح ثرية وكان الجدل هو نفس الجدل المالتوسي :إن التزايد السكاني يسبب الفقر . لكن الإقتصاد لم تكن له علاقة بكبح النمو السكاني ولا بالاستعمار . كان آدم سميث ( مؤلف كتاب ثروة الأمم ) يرى أن الابتكار هو مفتاح الثروة ، وأن السكان عامل ثانوي . تؤكد ذلك حقيقة أن أوروبا ثرية وهي أكثر مناطق العالم تكدساُ بالسكان ، وانجلترا داخل أوروبا الثرية وهي أكثر تكدساً بالسكان من أفريقيا ومن الصين : فبإنجلترا 600 شخص في الميل المربع ، والمتوسط في أفريقيا هو 22 شخصا وفي الصين 300 ، حركة اليوجينيا تحارب الفقراء لا الفقر .
ولقد أقتنعت الصين بالمزايا الاقتصادية للحد من التزايد السكاني ، فقررت الحكومة أن تخفض عدد عشيرتها ، ومضت تنفذ لك منهجياً بإتباع سياسة صارمة لا تسمح إلا بطفل واحد للعائلة ، مستخدمة الإجهاض القسري والتعقيم القسري ، حتى ليصل الأمر إلى أن يقوم العاملون بمشروع (( تنظيم الأسرة)) بمراقبة فترات الحيض للنساء في أماكن عملهن ، وحتى لتضع بعض المصانع جداول على الحائط تعلن فترات الحيض لكل امرأة بحيث يمكن لكل شخص أن يراقب كل شخص آخر .
كل امرأة تحمل بعد طفلها الأول دون موافقة رسمية يلزم أن تجهض .
تقول وزارة الصحة الصينية أنه في الفترة ما بين 1979 و 1984 تم إجهاض 53 مليون امرأة . عُقم في هذه الفترة 3.9مليون رجل و 31 مليون امرأة . كان الموظفون في كل مقاطعات الصين يبحثون في سجلات النساء تحت عمر 45 سنة عم أنجبن طفلين أو أكثر لتعلن أسماؤهن بالميكروفونات في الأحياء . وتحدد لهن مواعيد يسلمن فيها أنفسهن إلى العيادات الحكومية لاجراء جراحة التعقيم ، وإلا رُوعن وعوقبن . أصبح الحمل مهمة من مهام الحكومة ..(( فلا زواج بدون موافقة ، لا حمل بدون موافقة ، لا ولادة بدون موافقة )) ثم تلقي كل هذه الاجراءات التعضيد والثناء من الأمم المتحدة ، فتمنح إحدى لجانها في العام 1983 (( جائرة السكان )) إلى الوزير الصيني المسئول عن تنظيم الأسرة وإلى انديرا غاندي التي وافقت حكومتها على الخصي الجبري في السبعينيات وعندما عارضت هيلاري كلينتون الإجهاض القسري في اجتماع بإيجنج ، أسرعت الحكومة الأمريكية لتؤكد أن هذا رأي يخصها شخصياً ولا يجب أن يُفهم أنه نقد رسمي للصين .
والحق أن الكثيرين من كبار الرأسماليين كانوا دائما من وراء الحركية اليوجينية منذ بداياتها الأولى . ففي فجر القرن العشرين أصيب كبار رجال الصناعة الأمريكيين بالذعر عندما لاحظوا المعدل الكبير لنمو العشائر الأمريكان والفقراء . الملايين من المهاجرين يصلون إلى أمريكا كل عام ، ويغيرون جذريا الوضع العنصري والعرقي للأمة ، في نفس الوقت الذي يهاجر فيه السود من الجنوب إلى الشمال بأعداد غير مسبوقة .
وخوفاً من ان تتزايد الأقليات لتفوق البيض عدداً رأى رجال الصناعة أن الحل هو (( اليوجينيا )) فبدأ كبارهم ، مثل روكفيلر ، وهنري فورد ، واندرو كارنيجي وآفريل هاريمان وبريسكوت بوش ، بدأوا يمولون حركة يوجينية تشجع الاجهاض والتعقيم والقتل الرحيم كسبيل لمواجهة هذه (( المشكلة )) الجديدة . بل أن عائلة هاريمان شركاء بريسكوت بوش (( جد الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش )) قد قامت بتوفير التمويل لالمانيا النازية ، كما انشأت مكتب التسجيل اليوجيني في كولد سبرينج هاربور ( موقع مشروع الجينوم البشري حاليا ) . أما الدور الذي لعبه رجال الصناعة هؤلاء في تعضيد النازي والذي كان يحظى بالتعضيد الكامل من الحكومة الأمريكية ، فلعله يتضح لنا إذا عرفنا أن مصانعهم بالمانيا النازية لم تقصف بقنابل الحلفاء رغم أنها كانت تشكل قاعدة صناعية للنازي . بل ان الكثيرين من كبار النازيين ممن كانوا يعضدون اليوجينيا أثناء الحرب العالمية الثانية قد أنتقلوا إلى الولايات المتحدة . وعملوا في الجامعات وأجهزة الإعلام ومعاهد البحوث الحكومية ووكالة المخابرات المركزية ( السي آي إيه ) جاء بهم نفس الرسميين الذي عملوا مع عائلة بوش في بناء ألمانيا النازية ، ولقد شكلت آراؤهم الكثير من الأجندة التي تروج لها النخبة اليمينية في أمريكا .
الواقع أن اليوجينيا قد حققت بعد الحرب الكثير والكثير من أهدافها . لقد كان قدر النجاح في تطوير ونشر (( تنظيم النسل )) أبعد من كل خيال . وفي سبعينيات القرن العشرين أكتشف بول إيرليش لليوجينين (( الإنفجار السكاني )) وأثار هستيريا مجنونة حول ضرورة إبطاله . ولقد كُبح الانفجار السكاني في العالم بصورة لم يكونوا يحلمون بها .تم خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية في العالم ما يزيد على بليون ونصف بليون عملية إجهاض .من يصدق هذا تناقص متوسط عدد الأطفال للمرأة بأكثر من الثلث في ظرف ثلاثين عاماً : نقص المتوسط في كل الدول النامية من 6.1 طفل إلى 3.6 طفل ثم أخذت اليوجينيا تطرق مدخلا جديدا هو تحويل نمط الحياة والثقافة لسكان العالم الثالث كي يتوافق أكثر مع نظرة الغرب المتحررة نحو الجنس والتكاثر .
إلى هنا أتوقف ... مختتما هذا الموضوع ، وهذه السلسلة .... كان يفترض ان ابدا في الجزء الثالث وموضوعه يتناول آخر سطر مكتوب باللون الاحمر .... وهو يعتمد على محور اليوجينيا الحديثة ..ببساطة انهم يستخدمون خارطة الجينوم البشري لمحاولة انماء الذكاء في الرجل الابيض ... مقارنة ببيقة العشائر والشعوب في الدول النامية ..يريدون ان يصطفوا قومهم فقط .... ومن يدري ...لعلهم ينجحون كما نجحوا في المرحلة الاولى والثانية .....
ربما في القريب العاجل ..أنزل موضوعا للنقاش عن اليوجينيا ..وتنظيم النسل .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول من إحدى مجموعات الفيسبوك لأهميته ...
=======================================
اليوجينيا حرب الإبادة البشرية
تخيل لو انك تعيش مع اسرتك فى منتهى الأمان و الحياه مستقرة ايا كان وضعكم الاجتماعى او الاقتصادى بس عايشين زى كل الناس و دخل عليك ناس و قالوا احنا عاوزين اخوك او اختك و محدش فاهم فى اية و بعد ما مشيوا فجروا بيتك لكن اخذوا واحد منكم؟؟!!
تخيل لو انك رايح لزوجتك فى المستشفى و هى بتولد و اطلب منك تختار جينات معينة تبين صفات مولودك و بئوا يختاروا الصفات الحلوة بس منك و من زوجتك زى الذكاء و العبقرية و الصبر و الأصرار و المرونة و هكذا ؟؟!!
تخل ان مفيش انسان فاشل فى الدنيا او حتى فى بلدك انت تخل ان كلنا بقينا اعضاء عاملين و عباقرة و اذكياء او بمعنى اصح كلنا اما علماء او باحثين او جنود على اعلى مستوى تدريبى و مدرسين و اطباء و مهندسين و اساتذة بالجامعات و حرفين و لكن على اعلى مستوى من الخبرة؟؟!!
تخيل انك لو مكنتش كدة مش هتعيش فى المستقبل لان المستقبل بقى للناس العباقرة بس ؟؟!!
انت عارف ان دة من المحتمل انة يحصل ::
اليوجينيا : هى علم اجتماعى لتحسين البشرية تعمل لخلق اناس اكثر ذكاءا و افضل صحيا
في الحقيقة هذا الموضوع على غاية من الأهمية .... ولقد قرأته مؤخرا وحاولت ان الخصه واجزأه إلى اجزاء لاستطيع ان اجعلكم تقرأوه معي .... لا بد ان الكثيرين منا لم يعلم بهذا المصطلح ولا يعرف حتى ماذا يعني ولا ماذا يخبيء وراءه من حرب إبادة يجهل معظمنا قواعدها .... ولكني أتمنى وبقلب ناصح للجميع ان يقرأوه بتأني وبفهم ووعي ... وصدقوني قد تتعبون في القراءة من طول الموضوع ..ولكن تذكروا وانا اكتب الموضوع كنت أشعر بالتعب ايضا ولكن لاجلكم كتبته ... وأعتقد أن اقل معروف تردوه لي أن تقرأو معي الموضوع
قد جزأت الموضوع لجزأين ... رغم انه يحتمل ثلاثة اجزاء ولكني آثرت ان لا اكتب الجزء الثالث لانه معقد بعض الشيء ولأنه يتحدث عن مستقبل اليوجينيا .... هذا الفصل الأول يتحدث عن اليوجينيا منذ نشأتها وحتى سقوطها المعلن .... والفصل الثاني الذي سأنزله قريبا وحالما انتهي من كتابته سيكون عن اليوجينا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا .... ولا اطيل عليكم ....ولنبدأ مع الموضوع......
معظم الناس لم يسمعوا عن ( اليوجينيا ) ومعظم من سمعوا عنها يعتقدون إنها قد أنتهت مع هزيمة هتلر عام 1945م ، كان السير فرانسيس جالتون هو من صاغ المصطلح عام 1883 ، رأى أن التطور الصحيح للجنس البشرقد انحرف ، فقد قادت نزعة الخير لدى الأثرياء وإنسانيتهم إلى تشجيع (( غير الصالحين )) على الإنجاب، الأمر الذي أفسد آلية الأنتخاب الطبيعي ، ومن ثم أصبح جنس البشر في حاجة إلى نوع من الانتخاب الصناعي ، أطلق عليه اسم ( اليوجينيا ) . كان يعنى ( علم تحسين الإنسان عن طريق منح السلالات الأكثر صلاحية فرصة أفضل للتكاثر السريع مقارنة بالسلالات الأقل صلاحية )....
أما موضوع بحث اليوجينيا فهو ( دارسة العوامل الواقعة تحت التحكم الاجتماعي التي قد تحسن أو تفسد الخصائص الطبيعية الموروثة للأجيال في المستقبل ، جسديا أو ذهنيا ) قيل إن اليوجينيا رغبة طبيعية في الإنسان الفرد، وفي الجماعة ، لم يكن ثمة مانع لدى الوالدين في فجر التاريخ من قتل طفل لتوفير فرصة أفضل لبقاء أخيه ، بدلا من موت الأثنين . وكانت محالاوت الإبادة الجماعية للاعداء وسيلة معروفة لتحسين فرصة بقاء العشيرة .
ربما كان افلاطون هو أول اليوجينيين . فعلى رأس ((جمهوريته )) كان فلاسفة يتمتعون بالصحة الطيبة والقدرة العالية على التفكير ، أما محدودو الذكاء فكانوا يشغلون المواقع الدنيا من الهيراركية ،كانت الجمهورية ترتكز على الاسترقاق ، ولم تتحدث كثيرا عن النساء - كانت مرتبتهن على العموم متدنية في المجتمع الإغريقي- .كان افلاطون يعتقد ان ( المزاج ) يورث . وكان على حكام الجمهورية أن يدبروا أمر تزاوج ( المرغوبين ) وأن يتيحوا لكل من يُبلى بلاء حسنا في الحروب فرصا للإنجاب أكبر .
كانت أفكار افلاطون في الواقع تعادل ما نسميه اليوم (( اليوجينيا الايجابية ))
إن جوهر التطور هو الانتخاب الطبيعي ، وجوهر اليوجينا هو أن ( نستبدل بالانتخاب الطبيعي انتخابا اصطناعيا واعيا ، بهدف الإسراع من تطوير الصفات المرغوبة والتخلص من الصفات غير المرغوبة ) أن نحسن الأجيال القادمة ، على حساب الأجيال المعاصرة . الفرض المستتر إذن هو أن هناك من البشر من هم أفضل من غيرهم ، من يستحقون أن ينجبوا أكثر من الآخرين وأن يُمثلوا في الجيل التالي بنسبة تفوق نسبتهم في الجيل الحالي ، ولقد يتم ذلك بزيادة نسل من (( يستحقون )) ( اليوجينيا الايجابية ) أو بتقليل نسل من (( لا يستحقون )) ( اليوجينيا السلبية ) . التحوير المتعمد لجنس البشر لأهداف اجتماعية هو ما تطمح إليه اليوجينيا ، ( وعندما يتغلب الانسان على تطوره البيولوجي ، سيكون قد وضع الأساس للتغلب على كل شيء آخر .. سيصبح الكون أخيرا طوع بنانه ) كما قال يوجيني عتيد .
سيحد اليوجينيون إذن للتطور مسارا جديدا ، أهدافا جديدة يقررونها هم حسب أهوائهم . هم يرون أننا لا بد أن نُسلم زمام التطور والانتخاب في المرحلة الراهنة إلى ( النخبة ) الأرستقراطية الآرية ، وألا نترك الأمر للصدفة ، لأن الصدفة قاسية غليطة القلب ، وهي متقلبة ، وعادة ما تكون أكثر تكلفة ...ثم أن علينا أن نغير الوسيلة التي يتخذها الانتخاب الطبيعي والصدفة للقضاء على العشائر ( التي لا جدوى منها ) - يقصدون التخلص منها بالموت - وان نستبدل بها وسائل أكثر تحضرا ونبلا وإنسانية : تحديد النسل . اليوجينيا ترى أن هناك عشائر بشرية (( لا جدوى منها )) .
ذاعت حركة اليوجينا في اوائل القرن العشرين في أوروبا وأمريكا عندما كان علم الوراثة لا يزال طفلا يحبوا ، وانضم إليها وتعاطف معها الكثيرون من كبار المفكرين والعلماء والساسة والفلاسفة ورجال المال : براتراند راسل ، ج . د . برنال ، جوليان هكسلي ، رونالد فيشر ، برنارد شو ، هافلوك إليس ، د. هـ . لورانس ، ألدوز هكسلي ، هـ . ج . ويلز، روزفلت ، تشرشل ، جون روكفيلر . خلقت تيارا عارما يبررها ، يحرسها ، يدافع عنها ، يُشرع لها . أجتاحت أوروبا وأمريكا . أصبحت دينا . كرست نفسها لتأكيد أن الناس لم يُخلقوا سواسية . كانت أوروبا في القرن الثامن عشر قد سيطرت - بالأسلحة وبالمفاوضات ، بالقوة وبالخداع - على أفريقيا ، وآسيا ، ثم أمريكا . وبقيت مسيطرة طويلا طويلا حتى اعتبرت نفسها سيدة العالم ، وان بقية البشر إنما خُلقوا من أجلها ، من أجل الرجل الأبيض . (( إن الكلاب تكف عن النباح إذا ما استنشقت هواءنا )) . الشعوب ، كما الأفراد ، لم تُخلف سواسية . وهذا كارل بريجهام يؤكد سنة 1923 أن السود في أمريكا يشكلون نسبة من ضعاف العقول تزيد على نسبتهم في المجتمع .
في عام 1798 كان القس الانجليزي توماس روبرت مالتوس قد نشر كتابه (( مقال عن السكان )) . كانت الفكرة المحورية للكتاب هي أن العشيرة تتزايد في العدد أُسياً ، وستنتهي بالضرورة إلى أعداد لا يكفيها المتاح من الموارد الغذائية . فإذا عجز الآباء عن تحديد حجم عائلاتهم ، فإن الحروب والمجاعات ستقضي على الأعداد الزائدة ، فالجزيرة البريطانية مثلا لا يمكن أن تحمل أكثر من عشرين مليون شخص ( بعد مائة وخمسين عام كانت تحمل ثلاثة أضعاف هذا العدد ) . مع زيادة أعداد البشر سيندلع الصراع من أجل لقمة العيش وينتصر فيه من يحمل ميزات معينة ينقلها إلى نسله ليسود هذا بدوره أكثر وأكثر . قال اليوجينيون أن هذا كان وراء حدوث التطور وأنه كان وراء وجود النبلاء وأساتذة الجامعات والطبقة الأرستقراطية ، أما عن الميزات الوراثية فقد رأوا أن اولها وأهمها هو (( الذكاء )) . (( إن المحور الأساسي للسلوك الانساني )) كما يقول هنري جودارد عام 1919 (( هو العملية الذهنية المتكاملة التي نسمهيا الذكاء ...وعلى هذا فإن أية محاولة للتعديل الاجتماعي لا تضع في اعتبارها أن صفة الذكاء صفة جبرية وان درجة ذكاء الفرد لا تتغير ... هي محاولة غير منطقية وغير كفؤ )) .
ابتكروا للذكاء المقاييس وراحوا يجرون ابحاثهم ليؤكدوا أنه صفة عالية التوريث - وإن كانوا (( يعرفون )) مقدما أن (( القدرة الذهنية تورث ...أن البراهين على هذا براهين حاسمة ))... فقد قالها اليوجيني سيريل بيرت عام 1911 ، ثم إنهم درسوا معامل الذكاء وعلاقته بالجريمة والعنف ، ليتأكد لهم (( أن العالم يحتاج إلى سيادة الجنس الأبيض ))
وكان المنظّرون الاجتماعيون بالقرن التاسع عشر ، وعلى رأسهم هربرت سبنسر قد أكدوا أن الفقراء بطبيعتهم لا يستحقون ، وأن الواجب أن لا نشجع بقائهم أو بقاء نسلهم . وعلى عكس داروين الذي يقول إن (( الأصلح )) هو الذي يترك نسلا أكثر ، سنجد اليوجينين يرون أن الأصلح هو المتميز في الذكاء والصحة والأخلاق الحميدة ، وهو - بالطبع - من يشبه اليوجيني الذي يضع معايير الصلاحية ثمة كاتب فرنسي أرستقراطي اسمه آرثر كونت ده جوبينو ، نشر في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر كتابا عنوانه (( مقال عن التفاوت بين سلالات البشر )) ، قال فيه إن الارستقراط الآريين الشقر كانوا دائما ((زهرة أوروبا )) ، ولكنهم فقدهم قوتهم بالزواج من السلالات الأدنى . أهمل الفرنسيون الكتاب ، لكن الالمان احبوه .
أعيدت الحياة مرة أخرى إلى الكتاب ، وأنشأ عشاقه (( جميعة جوبينو )) عام 1894 ، في عام 1899 نشر انجليزي يحمل الجنسية الالمانية اسمه هوستن سيتورات شامبرلين ، كتابا عنوانه (( قواعد القرن التاسع عشر)) استلهم فيه جوبينو وقال أن الالمان هم أنقى الآريين ، هاجم فيه السود واليهود . وعندما كتب هتلر كتابه (( كفاحي )) يشيد فيه بالألمان ويزكي اليوجينيا ، كان في واقع الأمر يكرر ما قاله شامبرلين إنما بصورة فصيحة مؤثرة
على مطلع القرن العشرين إذن كان المناخ الفكري قد تهيأ لكي تتحول يوجينيا جالتون إلى سياسة . كان قانونا مندل للوراثة قد أعيد اكتشافهما وأنهمك العلماء في حمية يجربون ، لتكتشف نتائج وآفاق في علم الوراثة جديدة ، بينما الفلاسفة يعضدون ويُنظرون ، ورجال المال يمولون .ربما كان لنا أن نقول أنه مع بداية القرن العشرين بدات (( الحرب )) اليوجينية حقا في الولايات المتحدة والمانيا وانجلترا والسويد والدانمارك وفنلندا . ولا بد لقيام حرب من وجود : عدو ، وسلاح ، وهدف ، ومثال أعلى .
العدو هو المتخلفون وراثيا ، الفقراء ( فالفقر عند اليوجينين صفة وراثية ) ، المعتوهون والمجانين ، مرضى الصرع والدرن الرئوي ، المقعدون ، المنحلون ، الشواذ ، المومسات المحترفات ، المجرمون بالفطرة ، السكيرون ، ثم الملونون والمهاجرون من السلالات الأدنى - كل من يلوثون المستودع الوراثي للسلالة . السلاح هو : التعقيم القسري ، والحد من زواج المتخلفين ومنعه ومنع الحمل ، وإلاجهاض ، بل والقتل إذا لزم الأمر .
الهدف هو : توفير الحياة الرغدة الكريمة ، للرجل الأبيض الذكي فلا يزاحمه فيها ، من لا يستحق .
المثال الأعلى : السلالة النقية الذكية الأقوى ، فالأقوى كما يقول هتلر لا بد ان يسود على الاضعف ، لا يمتزج معه حتى لا يضحي بعظمته و (( لن يجد في هذا قسوة إلى الضعاف )) .
الحرب ضرورية (( للتخلص )) من البشر المتخلفين ، كما يقول اليوجيني الكبير كارل بيرسون : (( إن اعتماد التقدم على البقاء للسلالة الأفضل ، رغم ما قد يبدو به من شر فظيع ، إنما يعطي الصراع من أجل البقاء ملامحه المبتغاة . إذا توقفت الحروب ، فلن يتقدم جنس البشر : لن يكون هناك ما يكبح جماح خصب السلالات المتخلفة )) .
أصبح القتل والوحشية سلاحا . والقسوة أيضا : (( الإحسان لاطفال غير الأكفاء نقمة قومية لا نعمة . إن تدابير مثل الحد الأدنى للاجور ، وتحديد ساعات العمل ، والطب المجاني ، وانخفاض وفيا الاطفال ، إنما تشجع البطالة والمتخلفين وضعاف البنية والعقل )) .
فليذهبوا جميعا إلى الجحيم في سبيل الهدف اليوجيني الأسمى أفكار اليوجينا تقوم على الفرض بأن الناس ليسوا بطبيعتهم متساويين ، أما الديموقراطية الغربية فترتكز على الفرض بأن كل الناس متساووين .
( من الصعب إن أن ننفذ اليوجينيا في مجتمع ديموقراطي ) كما يقول برتراند راسل (( فالديموقراطية تعترض الطريق )) .
والترويج لليوجينيا إنما يتضمن تقويض الديموقراطية وصناعة (( نخبة )) عارفة تخطط وتنفذ . ومثل هذا الهدف لا يمكن إذن ان يتحقق في مجتمع ديموقراطي إلا عن طريق الخداع والقهر ...وأموال أثرياء يرفضون الديموقراطية ، (( فطالما كان هناك من الأثرياء من يعدم مشاريع اليوجينيا ، فستبقى اليوجينيا )) .
مضت اليوجينيا .. إذن في طريقها بسياستها غليظة القلب ، بالخداع وبالقهر . الفرد لا يهم ، السلالة هي الاهم ... السلالة المتخلفة لا تهم ، سلالتنا هي الأهم .وانتشرت تعاليمها ، آمن بها الكثيرون ، سنت القوانين لتدعهما ، دخلت إلى مناهج التدريس بالجامعات ، صدرت لها المجلات العلمية ، انئت لها الكراسي بالجامعات ، عقدت لها المؤتمرات الدولية ..والمحاضرات العامة ...، وعُقم باسمها مئات الالوف بطرق اتسمت بالوحشية والبربرية : أكثر من 160 ألف بأمريكا ، واكثر من ربع مليون بالمانيا النازية التي بدات التعقيم بعد أمريكا بسبعة وعشرين عاما .قُتل عشرات الألوف .ربطت بالنازية ، فلما انتهى عهد هتلر ، أختفت اليوجينيا بعد كل ما جرته على البشريه من دمار ، بعد أن اهدرت كرامة الانسان .
جُرحت اليوجينيا .... لم تمت
سقطت اليوجينيا ....، ولم يسقط اليوجينيون
إلى هنا اتوقف ... وإلى هنا أتمنى ان تكونوا وصلتم بقراءة متأنية لما بين الحروف ... على الأقل لنعرف ماذا يخطط لنا الغرب ...وماذا يخطط للعالم الرجل الأبيض... البعض سيقول ها قد انتهت اليوجينيا كما قلت ....ولكنها ما زالت في العالم ... وإنما تحت مسميات مختلفة .... كما سمى القرن الواحد والعشرين الاحتلال ..حرية .... والذل والعبودية .... شرف وانتصار ... فإنه اطلق على اليوجينا اسماء آخرى ....و.....
!
مرحبا من جديد ... ها هو الجزء الثاني من اليوجينا كما وعدت ...وفي هذه المرة لا اعتقد انني سأكرر طلبي بقراءة متأنية وواعية للموضوع لاني على ثقة بأن كل من قرأ الجزء الأول سيفهم أن الموضوع يستحق منا وقفة بسيطة لنعرف ماذا يحاك لنا ......
توقفت بالجزء الأول عند انتهاء اليوجينا في العصر القديم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والآن ابدا معكم من نفس النقطة التي انتهينا منها في الجزء الأول ......
قُتل عشرات الألوف .ربطت بالنازية ، فلما انتهى عهد هتلر ، أختفت اليوجينيا بعد كل ما جرته على البشريه من دمار ، بعد أن اهدرت كرامة الانسان .
جُرحت اليوجينيا .... لم تمت
سقطت اليوجينيا ....، ولم يسقط اليوجينيون
وهذا تذكير بالجزء الأول
اليوجينيا ....حرب الإبادة البشرية الجزء الأول
كانوا اساتذة جامعات واطباء وعلماء اجتماع واقتصاديين وكتابا.لا احد يعرفهم . تركوا وشأنهم
ليستمروا في صياغة المجتمع.كانوا قبل نهاية الحرب يعملون في العلن.اما بعدها فقد رأوا ضرورة ان يعملوا في الظلام. بدأواعلى الفور يمارسون(( اليوجينيا المستوره)) الخفيه، ويوزعون الادوار فيما بينهم لإعادة بناء اليوجينيا: فجماعه تؤكدعلى ايديولوجيا تفوق الجنس الارى الأبيض ،
واخرى تعمل كي يصبح الإجهاض قانونيا في العالم بأسره، وثالثه تطور وسائل منع الحمل، ورابعه تعيد تسمية السيطره على موارد العالم فتطلق عليها اسم (( الحفاظ على الموارد )) كمقدمه لإستعادة السيطره عليها عندما يحين الاوان ، وخامسه تعمل في توجيه تدريس علوم البيولوجيا_ لتجمع في النهايه كل هذه الأجزاء المتناثره وتصاغ في صوره سياسيه إجتماعيه .
لم يحدث اي تغير حقيقي في فكر اليوجينيين، هم يسعون إلى تحقيق نفس الأهداف القديمه، وبحيث لا يشنقون في نورمبرج لجرائمهم ضد الأنسانيه او لإرتباكهم الإباده الجماعيه ( علي الرغم من ان اليوجينيين النازيين الذين قاموا بالتعقيم القسرى لم يدانوا في محاكمات نورمبرج، لأن التعقيم كان يمارس بالفعل بالولايات المتحده ).
العنصريه ديدنهم ، والديموقراطيه عدوهم، لكنهم يعرضون بضاعتهم ويروجون لها تحت اسماء مشفره .غدت السريه والمراوغه القانونيه والدعايه سلاحهم .
يعملون من خلال منظمات اخرى لا يحمل عنوانها كلمة (( يوجينيا)) . يسعون بالمزيج الشرير من العرقيه والدارونيه إلى الاجهاض ووأد الأطفال، إلى القتل الرحيم للمرضى المسنين، إلى موت المرضى،إلى التعقيم، إلى تدريس الجنس بصورة فجه تؤدي إلى حمل المراهقات وإلاجهاض وحبوب منع الحمل .
وليس غيرالحديث((العقلاني)) بوسائل الاعلام سبيلا" إلى قلوب الناس وعقولهم . يقولون: (( لابد ان يترك الخيار للمرأه )) : تعبير تقدمي جميل بقيته (( في إختيار وسيله تحديد نسلها )) . يستبدلون بكلمة (( الإنتخاب )) التي كان يستخدمها يوسف مينجله في اوشفيتز كلمة (( الاختيار ))،(( القدره المعرفيه )) تحل محل ((معامل الذكاء))،اسم (( الجمعيه الأمريكيه لليوجينيا )) يصبح ((جمعية دراسات البيولوجيا الأجتماعيه )) . وهم ابدا" لايستعملون كلمة (( سلاله )) . يستغلون الغموض والثغرات بالقوانين ليمكنوا الأطباء اليوجنيين من موالاة النشاط اليوجيني على أنه إجرأءت طبيه طبيعيه تتم بناء على رغبة المريض.
غدا هدفهم النهائي هو تخفيض اعداد سلالات بذاتها وتحويلها إلى شظايا عقيمه . اليوجينيون، اتباع مالتوس _ الذي كان ير ى في الوليد فما" جديدا" ، ولايراه يدين تعملان وتنتجان_ يعتقدون ان هناك الكثير من المرضى ، الكثير من المتخلفين ، الكثير من الصينيين ، الكثير من الهنود ، الكثير من العرب ، الكثير الكثير من الناس ، يزاحمون الإنسان اليوجيني الأسمى ويربضون فوق أراض وفيره الثروه لا يستحقونها ، اليوجينيون لازالوا يحلمون بأن يأخذوا بزمام التطور في اياديهم البيضاء الحنون هم لايصدقون في قدسية الحياه ، ولا في الديموقراطيه .
لم يتعلموا شيئا" من سلسلة الكوارث الإجتماعيه التي سببتها سياساتهم في القرن العشرين . لا . تعلموا درسا" واحد : الحذر من ان يضبظوا متلبسين .
والواقع انهم لم يصمتوا طويلا" . هل رأيت عمرك فأرا" يمشي انه دائما يجري . فعندما انشئت منظمة الامم المتحده عام1945م اصر الامريكان والإنجليز على ان ينص ميثاقها على ان تكون دراسات السكان من بين مهامها الرسميه . اعترضت بعض الدول . لكنهما نجحتا في انشاء (( وكالة السكان )) كجزء من المنظمه . وعندما انشئت (( اليونسكو )) وضع على رأسها اليوجيني جوليان هكسلي ، الذي دعا مباشره الى ان يمنح حق الإجهاض للمرأه في كل دول العالم . والواقع ان حركة كبح النمو السكاني قد شكلت جزءا" كبيرا" من أشطة الحركه اليوجينيه منذ عام 1952م ، ولقد مضت هذه الحركه بنفس التمويل ، بنفس القاده ، بنفس التوجهات . أصبح لليوجينيا السلبيه ( أي وقف التكاثر الزائد (( لغير الصالحين )) ) اليد العليا في النشاط اليوجيني، فأتسع إنتشار وسائل منع الإجهاض والحمل والتعقيم .
وفي عام 1952م انشاء جون د. روكيفلر الثالث (( مجلس السكان )) الأمريكي في حملته مع جون فوستر دالاس ضد تكاثر العشائر غير البيضاء . لا يزال هذا المجلس موجودا" ولا يزال يعمل على وقف تزايد السكان بالولايات المتحده ، وبغيرها . ثم انه قد تبنى مالتوسيه نادى روما ، النادي الذي اسسه الماسوني اورليوبيتشي عام 1968م بهدف الترويج لليوجينيا ونشر البروباجنده حول الأزمه البيئيه لتبرير قمع التنميه الصناعيه في دول العالم الثالث.في يناير 1966م كتب فريدريك اوسبورن ، اليوجيني العتيد ، لصديق له حول عمل مجلس السكان في تطوير وسائل جديده لتحديد النسل ، قال ((لقد رأينا أنه من الممكن أن يتم ذلك بشكل أكثر فعاليه بأسم (( مجلس السكان )) لا بأسم (( اليوجينيا )) وأنا اعتقد انه هذه ( الوسائل ) هي أهم ما اتخذ من إجراءات يوجينيه عمليه )).
غدا كبح جماح النمو السكاني أهم مهام اليوجينيا ، شجعته نخبة تستخدم قوة المال في دفع الدول الفقيرة إلى أن (( تطلب )) إبادة جزء من شعبها . هذه النخبة لا تدافع عن اليوجينيا لأنها قرأت كتاب (( اصل الأنواع )) لا سمح الله ، لا بد أن هناك حافزا مادياً . إن موارد العالم الثالث تشكل هذا الحافز .
كبح النمو السكاني هو خادم السياسة الاقتصادية وقد تخفى تحت عباءة العلم أو نزعة الخير . في البدء قال ايزنهاور إن الولايات المتحدة لا تتدخل في أمور سكان الدول الأخرى . ولقد تغير هذا عام 1974م ، في ذلك العام قام مجلس الأمن القومي الأمريكي – وكان يحدد التهديدات الرئيسية للدولة – بدراسة مذكرة اقترحت أن النمو السكاني في العالم الثالث قد يسبب القلاقل ، وقد يؤدي إلى أن تطلب هذه الدول نصيبا أكبر من مواردها ، وعلى هذا فإن كبح النمو السكاني لا بد ان يكون أمرا(( بالغ الأهمية )) يهدد الأمن القومي الأمريكي . تحولت هذه الدراسة إلى سياسة بعد قرار مجلس الأمن القومي رقم 314 لعام 1975 لم تُعلن هاتان الوثيقتان حتى 1992 ، ومنهما يتضح أن دعم السياسة الأمريكية لكبح تزايد السكان إنما يتم لأن النخبة الأمريكية تريد موارد العالم الثالث لنفسها . إنه استعمار بوسيلة أخرى .
كان الاستعمار العلني الصريح عام 1974 أمراً غير مقبول ومن هنا شرعت الولايات المتحدة تزكي كبح التزايد السكاني للدول الفقيرة (( كي تتغلب على متاعبها الاقتصادية )) وتصبح ثرية وكان الجدل هو نفس الجدل المالتوسي :إن التزايد السكاني يسبب الفقر . لكن الإقتصاد لم تكن له علاقة بكبح النمو السكاني ولا بالاستعمار . كان آدم سميث ( مؤلف كتاب ثروة الأمم ) يرى أن الابتكار هو مفتاح الثروة ، وأن السكان عامل ثانوي . تؤكد ذلك حقيقة أن أوروبا ثرية وهي أكثر مناطق العالم تكدساُ بالسكان ، وانجلترا داخل أوروبا الثرية وهي أكثر تكدساً بالسكان من أفريقيا ومن الصين : فبإنجلترا 600 شخص في الميل المربع ، والمتوسط في أفريقيا هو 22 شخصا وفي الصين 300 ، حركة اليوجينيا تحارب الفقراء لا الفقر .
ولقد أقتنعت الصين بالمزايا الاقتصادية للحد من التزايد السكاني ، فقررت الحكومة أن تخفض عدد عشيرتها ، ومضت تنفذ لك منهجياً بإتباع سياسة صارمة لا تسمح إلا بطفل واحد للعائلة ، مستخدمة الإجهاض القسري والتعقيم القسري ، حتى ليصل الأمر إلى أن يقوم العاملون بمشروع (( تنظيم الأسرة)) بمراقبة فترات الحيض للنساء في أماكن عملهن ، وحتى لتضع بعض المصانع جداول على الحائط تعلن فترات الحيض لكل امرأة بحيث يمكن لكل شخص أن يراقب كل شخص آخر .
كل امرأة تحمل بعد طفلها الأول دون موافقة رسمية يلزم أن تجهض .
تقول وزارة الصحة الصينية أنه في الفترة ما بين 1979 و 1984 تم إجهاض 53 مليون امرأة . عُقم في هذه الفترة 3.9مليون رجل و 31 مليون امرأة . كان الموظفون في كل مقاطعات الصين يبحثون في سجلات النساء تحت عمر 45 سنة عم أنجبن طفلين أو أكثر لتعلن أسماؤهن بالميكروفونات في الأحياء . وتحدد لهن مواعيد يسلمن فيها أنفسهن إلى العيادات الحكومية لاجراء جراحة التعقيم ، وإلا رُوعن وعوقبن . أصبح الحمل مهمة من مهام الحكومة ..(( فلا زواج بدون موافقة ، لا حمل بدون موافقة ، لا ولادة بدون موافقة )) ثم تلقي كل هذه الاجراءات التعضيد والثناء من الأمم المتحدة ، فتمنح إحدى لجانها في العام 1983 (( جائرة السكان )) إلى الوزير الصيني المسئول عن تنظيم الأسرة وإلى انديرا غاندي التي وافقت حكومتها على الخصي الجبري في السبعينيات وعندما عارضت هيلاري كلينتون الإجهاض القسري في اجتماع بإيجنج ، أسرعت الحكومة الأمريكية لتؤكد أن هذا رأي يخصها شخصياً ولا يجب أن يُفهم أنه نقد رسمي للصين .
والحق أن الكثيرين من كبار الرأسماليين كانوا دائما من وراء الحركية اليوجينية منذ بداياتها الأولى . ففي فجر القرن العشرين أصيب كبار رجال الصناعة الأمريكيين بالذعر عندما لاحظوا المعدل الكبير لنمو العشائر الأمريكان والفقراء . الملايين من المهاجرين يصلون إلى أمريكا كل عام ، ويغيرون جذريا الوضع العنصري والعرقي للأمة ، في نفس الوقت الذي يهاجر فيه السود من الجنوب إلى الشمال بأعداد غير مسبوقة .
وخوفاً من ان تتزايد الأقليات لتفوق البيض عدداً رأى رجال الصناعة أن الحل هو (( اليوجينيا )) فبدأ كبارهم ، مثل روكفيلر ، وهنري فورد ، واندرو كارنيجي وآفريل هاريمان وبريسكوت بوش ، بدأوا يمولون حركة يوجينية تشجع الاجهاض والتعقيم والقتل الرحيم كسبيل لمواجهة هذه (( المشكلة )) الجديدة . بل أن عائلة هاريمان شركاء بريسكوت بوش (( جد الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش )) قد قامت بتوفير التمويل لالمانيا النازية ، كما انشأت مكتب التسجيل اليوجيني في كولد سبرينج هاربور ( موقع مشروع الجينوم البشري حاليا ) . أما الدور الذي لعبه رجال الصناعة هؤلاء في تعضيد النازي والذي كان يحظى بالتعضيد الكامل من الحكومة الأمريكية ، فلعله يتضح لنا إذا عرفنا أن مصانعهم بالمانيا النازية لم تقصف بقنابل الحلفاء رغم أنها كانت تشكل قاعدة صناعية للنازي . بل ان الكثيرين من كبار النازيين ممن كانوا يعضدون اليوجينيا أثناء الحرب العالمية الثانية قد أنتقلوا إلى الولايات المتحدة . وعملوا في الجامعات وأجهزة الإعلام ومعاهد البحوث الحكومية ووكالة المخابرات المركزية ( السي آي إيه ) جاء بهم نفس الرسميين الذي عملوا مع عائلة بوش في بناء ألمانيا النازية ، ولقد شكلت آراؤهم الكثير من الأجندة التي تروج لها النخبة اليمينية في أمريكا .
الواقع أن اليوجينيا قد حققت بعد الحرب الكثير والكثير من أهدافها . لقد كان قدر النجاح في تطوير ونشر (( تنظيم النسل )) أبعد من كل خيال . وفي سبعينيات القرن العشرين أكتشف بول إيرليش لليوجينين (( الإنفجار السكاني )) وأثار هستيريا مجنونة حول ضرورة إبطاله . ولقد كُبح الانفجار السكاني في العالم بصورة لم يكونوا يحلمون بها .تم خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية في العالم ما يزيد على بليون ونصف بليون عملية إجهاض .من يصدق هذا تناقص متوسط عدد الأطفال للمرأة بأكثر من الثلث في ظرف ثلاثين عاماً : نقص المتوسط في كل الدول النامية من 6.1 طفل إلى 3.6 طفل ثم أخذت اليوجينيا تطرق مدخلا جديدا هو تحويل نمط الحياة والثقافة لسكان العالم الثالث كي يتوافق أكثر مع نظرة الغرب المتحررة نحو الجنس والتكاثر .
إلى هنا أتوقف ... مختتما هذا الموضوع ، وهذه السلسلة .... كان يفترض ان ابدا في الجزء الثالث وموضوعه يتناول آخر سطر مكتوب باللون الاحمر .... وهو يعتمد على محور اليوجينيا الحديثة ..ببساطة انهم يستخدمون خارطة الجينوم البشري لمحاولة انماء الذكاء في الرجل الابيض ... مقارنة ببيقة العشائر والشعوب في الدول النامية ..يريدون ان يصطفوا قومهم فقط .... ومن يدري ...لعلهم ينجحون كما نجحوا في المرحلة الاولى والثانية .....
ربما في القريب العاجل ..أنزل موضوعا للنقاش عن اليوجينيا ..وتنظيم النسل .....
تعليق