مٌقدمة في نقد سفر التكوين
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريفه : سفر التكوين هو أول أسفار الكتاب المقدس وهو يشتمل علي تاريخ مدته 2369 سنة من خلق العالم إلي موت يوسف ويسمي هكذا لأنه يتضمن أخبار تكوين جميعالموجودات بكلمة الله القدير.1
سبب التسمية : اسم سفر التكوين تتطور عبر مراحل مختلفة تبدأ من كتابته إلي ترجمته حيث كان يسمي في التوراة العبرانية (في البدء) ويدعي (بي راشيت) مأخوذا عن الكلمة العبرية בראשׁית ، لكن بعد الترجمة السبعينية أطلقت عليه(التكوين) و يعني الأصل أو بداية الأمور ، وأخذتها عنها باقي الترجمات وصارت الاسم الرسمي للسفر.
ويتميز سفر التكوين عن باقي أسفار الكتاب المقدس أنه يحتوي علي كم هائل من الميثولوجيا والأساطير المأخوذة عن تراث الشرق الادني القديم(مصر وبابل و فلسطين) 2
مصادره : لم يتردد مؤلفوا الكتاب المقدس في أخذ معلوماتهم من تقاليد و أساطير الشرق الأدني القديم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة خاصة( مصر ، بابل ، فلسطين) كما تقول الترجمة الرهبانية اليسوعية.3
زمن كتابته : رغم أن أهل الكتاب ينسبون هذا السفر إلي موسي ضمن الأسفار الخمسة التي تسمي "التوراة" لكن هذه النسبة لم تصمد كثيراً أمام سهام النُقاد وهذا ما سنوضحه فيما بعد ، وأتفق علماء الكتاب المقدس إلي أن سفر التكوين يعود كتابة إلي ثلاثة تقاليد كل تقليد منها قام بتحرير جزء منه قبل الجمع النهائي للسفر وهما التقليد اليهوي والكهنوتي والإيلوهي.
التقليد اليهوي : الرواية اليهوية العائدة ولا شك إلي زمن المملكة التي أسسها داود وسليمان ( 435 عام بعد موت موسي)، وكانت أول صيغة أدبية لتقاليد عشائرية ومحلية( يتميز التقليد اليهوي بالسذاجة في الحديث عن الله وتصوره صبي شرير يلعب مع صبية أشرار ويدخل في مصارعة مع يعقوب يهزم علي أثرها وتُسلب منه البركة عنوة). وتشدد علي عهد الله لإبراهيم (17) ، أي العهد التابع للعهد المقطوع لنوح(9).4
التقليد الإيلوهي : التقليد الإيلوهي ليس إلا طبقة ثانية من التقليد اليهوي لكنه أكثر اعتدالا و أقل تفاؤلاً من التقليد السابق و الله قليل التدخل في شئون البشرية و الطاعة هي أول ما ينتظره من عباده5 و يعود زمن كتابته إلي عام (850 – 750 ) ق.م.6
التقليد الكهنوتي : فالرواية الكهنوتية هي رواية ذات الطابع المجرد ، تتناول ما في العمل الإلهي من وجوه ثقافية وشرعية ، وتشدد علي عهد الله لإبراهيم ، كتبت علي يد الكهنة المقيمين في ما بين النهرين بعد السبي وخراب اورشليم و يعود زمن كتابتها إلي 587 ق.م 7
كاتب السفر : ينسب أهل الكتاب السفر إلي موسي ضمن الأسفار الخمسة المسماة بالتوراة ، ورغم الدراسات القديمة والحديثة التي أثبتت بالدليل القاطع أن موسي لم يكتب سفر التكوين إلا مازال البعض يصر علي أنه كاتبه ولا يوجد دليل واحد أن هذا السفر من تحرير النبي موسي مع اعتراضات واهية علي أدلة النقاد علي استحالة نسبة السفر إلي موسي ، وسنقدم الشواهد علي أن موسي لم يكتب سفر التكوين :
الشواهد الخارجية
1- لا يوجد سند متواتر للسفر إلي موسي ففقد دان السند دليل جازم علي بطلان نسبته إلي موسي ، إنما ينسب إلي موسي زوراً أو بقرائن من التوراة لا ترتقي لمرتبة الدليل.
2- سفر التكوين ضمن أسفار التوراة الخمسة ظل شفاهية مدة ثمانية قرون حتى التدوين الأول للتوراة علي يد عزرا بعد السبي البابلي ، فهل يعقل انه ظل طوال هذه المدة سالما ًمن أي تحريف بالزيادة أو بالنقصان.8
الشواهد الداخلية
الشاهد الأول:جاء في سفر التكوين" Gen 12:6وَاجْتَازَ إبرام فِي الأرض الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأرض."
Gen 13:7" فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي إبرام وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الأرض. " SVD))" وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأرض " هذا يدل علي أن السفر كتب يعد موسي بزمن طويل حيث لم يتم طرد الكنعانيين نهائياً إلا في زمن داود بعد قتله لجالوت وهروب جيشه وعودة داود حيث كان الكنعانيون مازالوا موجودين في الأرض " 1Sa 18:6وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَنَّ النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الْمَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ.".(SVD)9
وكان الكنعانيون مازالوا موجودين بعد موت موسي ودخول يشوع لارض كنعان " Jos 16:10 فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ."
اعتراضات نصرانية علي الشاهد
يعترض القمص تادرس يعقوب ملطي علي الشاهد بأنه ذكر أن العبرانيين كانوا موجودين في الأرض يعطي للوعد (وعد الله لإبراهيم بأرض كنعان) قوة أعظم.
أولاً : في رد القمص هذا مراوغة كبيرة وهروب من الشاهد فلم يفسر معني وجود كلمة "كَانَ" التي تشير إلي الماضي وأن خروج الكنعانيين وقع بالفعل وخروج الكنعانيين حدث بعد موسي.
ثانيا : وعد الله لإبراهيم بأرض كنعان جاء بعد العدد" Gen 12:6 " أي لا يمكن الإدعاء بأن هذا كان وعداً بالأرض " Gen 12:7وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أعطي هَذِهِ الأرض». فبني هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ."(SVD)وللخروج من هذا المأزق قامت الترجمة الرهبانية اليسوعية في خُبث شديد بحذف كلمة " كَانَ " ليبدو وجود الكنعانيين في الحاضر و بذلك يمكن أن يتفق مع كلام القمص تادرس يعقوب ملطي.
فذكر الله هنا وعده لإبراهيم بالأرض بعد أن كان الكنعانيون فيها مما يدل أن هذا السفر كتب بعد خروج الكنعانيين ، أي بعد موسي بفترة طويلة .. ولهذا موسي لم يكتب سفر التكوين.
الشاهد الثاني : جاء في السفر " Gen 36:31وَهَؤُلاءِ هُمُ الْمُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا فِي ارْضِ ادُومَ قَبْلَمَا مَلَكَ مَلِكٌ لِبَنِي إسرائيل."(SVD)فهذا يدل علي أن السفر كتب بعد أن عرف بني إسرائيل نظام الملكية أي أن السفر كتب بعد موت موسي بـ 421 عام علي الأقل حتى عرف بني إسرائيل الملكية علي يد شاول فالعدد يقول" قَبْلَمَا مَلَكَ مَلِكٌ لِبَنِي إسرائيل " أي قبل أن مَلَكَ مَلِك من ملوك بني إسرائيل هذه الأرض فهذا دليل قاطع علي أن السفر كتب بعد أن عرف بني إسرائيل نظام الملكية.10
اعتراضات نصرانية علي الشاهد
يعترض القمص تادرس يعقوب ملطي علي الشاهد بدعوي أن موسي تنبأ بتملك بني إسرائيل علي الأرض.
و نقول النبؤوة لا تنبئ عن الماضي ولكنها تنبئ عن المستقبل كالأمثلة التي أوردها القمص " Gen 35:11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «انَا اللهُ الْقَدِيرُ. اثْمِرْ وَاكْثُرْ. امَّةٌ وَجَمَاعَةُ امَمٍ تَكُونُ مِنْكَ. وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.." (SVD)فكلمة "سَيَخْرُجُونََ" تنبئ عن حدث سيحدث مستقبلاً ، لكن في العدد الذي أمامنا " قبلما مَلَكَ مَلِكَ لبني إسرائيل " ، "مَلَكَ" هو فعل ماضي يتحدث عن أمر وقع بالفعل وحادثاً فلا مجال للنبؤات هنا.
و أعترف المفسر أدم كلارك في تفسير العدد قائلاً :
Before there reigned any king over - Israel - I suppose all the verses, from Gen_36:31-39 inclusive, have been transferred to this place from 1Ch_1:43-50, as it is not likely they could have been written by Moses.11
الترجمةقبلما مَلَكَ مَلِكَ لبني- إسرائيل- أنا أفترض كل هذه الآيات منGen_36:31-39 كاملة قد نقلت إلي هذا المكان من 1Ch_1:43-50 و ليس من المرجّح أن تكون كتبت من قِبل موسي.
و كلام كلارك لا يؤكد عدم نسبة السفر إلي موسي فحسب بل تحريفه بالإضافة عليه أيضاً.
و للخروج من هذا المأزق قامت الترجمة الرهبانية اليسوعية بتغير كلمة "مَلَكَ " إلي "يملك" محولة بذلك الفعل من ماضي إلي مضارع ليتماشي مع التفسير الذي يصرح بأنها نبؤوة من موسي.
و أخيرا ذكر ملوك بني إسرائيل في السفر دليل قاطع علي أن السفر كتب بعد موسي بزمن طويل لأن موسي لم يحضر فترة الملكية ... ولهذا موسي لم يكتب سفر التكوين.
الشاهد الثــالــث : جاء في السفر " Gen 40:15لإنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ ارْضِالْعِبْرَانِيِّينَ. وَهُنَا أيضا لَمْ افْعَلْ شَيْئا حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ»."(SVD)" ارْضِالْعِبْرَانِيِّينَ" في الواقع لم تعرف فلسطين بهذا الإسم إلا بعد سيطرة بني إسرائيل عليها أي بعد موسي ، ولكن كانت تدعي قبل ذلك بأرض الكنعانيين، كما جاء في سفر التكوين " Gen 12:5فَاخَذَ إبرام سَارَايَ امرأته وَلُوطا ابْنَ أخيه وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إلى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا إلى ارْضِ كَنْعَانَ.". (SVD)
و أيضاً في " Gen 23:2وَمَاتَتْ سَارَةُ فِي قَرْيَةِ ارْبَعَ (الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ) فِي ارْضِ كَنْعَانَ. فَأتَى ابْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا." (SVD)
اعتراضات نصرانية علي الشاهد
من تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
يبدو من كلام القمص أنه شرح معني كلمة "عِبْرَانِيِّينَ" لكنه لم يفسر معني جملة " ارْضِالْعِبْرَانِيِّينَ " ، ويبرر وجودها بأنه ربما كانت تدعي كذلك لأن الآباء البطاركة عاشوا بها قرابة قرنين من الزمان وهذا التبرير نقله القمص من تفسير جون جيل و ذلك مردود لأن ارض كنعان كانت مازالت تسمي بأسمها بعد موت موسي أيضاً حيث في سفر يشوع "Jos 13:4مِنَ التَّيْمَنِ كُلُّ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَمَُغَارَةُ الَّتِي لِلصَّيدُونِيِّينَ إِلَى أَفِيقَ إِلَى تُخُمِ الأَمُورِيِّينَ." (SVD)
و ادم كلارك في تفسيره أكتفي بتفسير نصف العدد فقط ، وذكر"أرض العبرانيين" دليل كافي علي أن هذا السفر كتب بعد سيطرة بني إسرائيل علي الأرض و هذا لم يعاصره موسي ... ولهذا لم يكتب موسي سفر التكوين.
الشاهد الرابع : جاء في التكوين بأن جبل موريا سمي جبل الله ، مع أن الجبل لم يحمل هذا الإسم إلا بعد الشروع في بناء المعبد و هذا الإختيار متأخر عن زمان موسي "Gen 22:14فَدَعَا إبراهيم اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْاهْ». حَتَّى انَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى»."(SVD)12
الشاهد الخامس : جاء في سفر التكوين "Gen 14:14فَلَمَّا سَمِعَ إبرام أن أخاه سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ وِلْدَانَ بَيْتِهِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَتَبِعَهُمْ إلى دَانَ." ذكر مدينة دان هنا دليل علي أن السفر كتب بعد موسي بفترة طويلة ، حيث أن المدينة لم تسمي بهذا الإسم إلا في عصر القضاة فكان أسمها قبل ذلك لايش " Jdg 18:29وَدَعُوُا اسْمَ الْمَدِيْنَةِ دَانَ بِاسْمِ دَانَ أَبِيْهِمِ الَّذي وُلِدَ لِإِسْرائِيْلَ. وَلَكٍِنَّ اسْمَ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً لاَيِشُ." (SVD).13
اعتراضات نصرانية علي الشاهد
يعترض القمص تادرس علي الشاهد بأنه يمكن أن يكون هناك مدينة أخري أسمها دان غير دان المذكورة في سفر القضاة.
أولاً : لا أعرف إذا القمص يمزح في رده هذا أم هو جاد فعلاً ففلسطين لم يوجد بها سوي دان واحدة و هذا ما يقوله قاموس الكتاب المقدس أن دان التكوين هي نفس دان القضاة.
ثانياً : خرائط مدن العهد القديم تؤكد أن لايش هي نفسها دان وليست في مكان آخر .
و أخيراً ذكر مدينة دان يؤكد أن السفر كتب يعد موسي ب 331 عاماً علي الأقل حتي نهاية سفر القضاة ، لأن مدينة دان لم تكن موجودة بهذا الإسم إلا بعد موسي بفترة طويلة ... ولهذا موسي لم يكتب سفر التكوين.
الشاهد السادس : جاء في التكوين " Gen 13:18فَنَقَلَ ابْرَامُ خِيَامَهُ وَاتَى وأقام عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ." (SVD)و أيضاً Gen 35:27وَجَاءَ يَعْقُوبُ الَى اسْحَاقَ ابِيهِ الَى مَمْرَا قَِرْيَةِ ارْبَعَ (الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ) حَيْثُ تَغَرَّبَ ابْرَاهِيمُ وَاسْحَاقُ."(SVD)
وكما يلاحظ القارئ الكريم التناقض بين العددين أن أسم المدينة في Gen 13:18 أسمها " حبرون "ثم بدون مقدمات في Gen 35:27 أصبح أسمها "أربع" لكن في الحقيقة المدينة لم يتحول أسمها إلي حبرون إلا في سفر يشوع بعد أن أعطاها إلي لِكَالِبَ بْنِ يَفُنَّةَ:
Jos 14:13" فَبَارَكَهُ يَشُوعُ, وَأَعْطَى حَبْرُونَ لِكَالِبَ بْنِ يَفُنَّةَ مُلْكاً.
Jos 14:14لِذَلِكَ صَارَتْ حَبْرُونُ لِكَالِبَ بْنِ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيِّ مُلْكاً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, لأَنَّهُ اتَّبَعَ تَمَاماً الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ.
Jos 14:15 وَاسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةُ أَرْبَعَ, الرَّجُلِ الأَعْظَمِ فِي الْعَنَاقِيِّينَ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ." (SVD)14
و كما نري من العدد الأخير أن اسم القرية كان أربع قبل سيطرة يشوع عليها وتسليمها لِكَالِبَ بْنِ يَفُنَّةَ ، ويصرح قاموس الكتاب المقدس بذلك أيضاً:
و أطلس الكتاب المقدس( مدن العهد القديم) يؤكد أن أربع هي حبرون في نفس الموقع:
فذكر قرية أربع بأسم حبرون يؤكد علي أن السفر كتب بعد موسي لإن في وقت موسي لم تكن القرية بأسم حبرون ... ولهذا موسي لم يكتب سفر التكوين.
الشاهد السابع : جاء في السفر " Gen 21:34وَتَغَرَّبَ ابْرَاهِيمُ فِي ارْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ أيَّاما كَثِيرَةً." (SVD)
و جود كلمة " ارْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ " يدل علي أن السفر كتب بعد موسي لأن الفلسطينيين جاءوا إلي فلسطين بعد قرنيين ونصف من وموت موسي ، فموسي ولد عام 1571 ق.م و مات بعد عمر 120 عاماً أي عام 1451 ق.م كما يصرح بذلك مرشد الطالبين إلي الكتاب المقدس الثمين15 :
بينما يذكر قاموس الكتاب المقدس أن الفلسطينيون جاءوا من جزيرة كريت في الربع الأول في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، أي بعد موسي ب 250 عاماً علي الأقل.
ومن ثم فذكر جملة " أرض الفلسطينيين " دليل علي أن السفر كتب بعد موسي لان الفلسطينيين لم يكونوا موجودين وقتها ... ولهذا موسي لم يكتب سفر التكوين.
مغالطة نصرانية و الرد عليها
يقول د. صمؤيل يوسف في كتاب " المدخل إلي العهد القديم " 16 :
يبرر د. صمؤيل يوسف الشواهد السابقة بأنها لا تزيد عن كونها إضافات توضيحية من كتاب ملهمون و لكن هناك أمرين :
أولاً : ما الدليل علي أن هذا الشواهد إضافات توضيحية هل قال أحد ما إنه أضافها؟ أو أشار إلي أنها مٌضافة ؟ و من هم الذين أضافوها؟ وما الدليل علي أنهم ملهمون بالروح القدس؟ ، أم أن أي دليل يدل علي أن موسي ليس كاتب السفر يكون مضافاً بإلهام من الروح القدس فهذا تبرير غير مقبول ومعقول معاً.
ثانياً : كلام د. صمؤيل يوسف يؤكد أن تحريف سفر التكوين لكن بصورة غير مباشرة ، حيث يعترف بأن السفر أضيفت له إشارات لكنه لم يقل لنا من أضافها وما الدليل علي أنه هو الذي أضافها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – مرشد الطالبين إلي الكتاب المقدس الثمين صــ 64
(2) ،(3) – الترجمة الرهبانية اليسوعية صــ 66
4- المرجع السابق صــ 65
5- المرجع السابق صــ 66
6 - المدخل إلي العهد القديم د. صمؤيل يوسف صــ 74
7- الترجمة الرهبانية اليسوعية صــ66
8 – تقرير علمي د. محمد عمارة صــ 13
9 – نقد التوراة د. أحمد حجازي السقا صــ 88
10 - المرجع السابق صــ 91
11- تفسير أدم كلارك من برنامج e-sword
12 – رسالة في اللاهوت والسياسة : باروخ اسبينوزا ترجمة د. حسن حنفي صــ 259
13 – المرجع السابق صــ 262
14- نقد التوراة د. أحمد حجازي السقا صــ 91
15 - مرشد الطالبين إلي الكتاب المقدس الثمين صــ 84
16- المدخل إلي العهد القديم د. صمؤيل يوسف صــ 84
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذن الله
تعليق