بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها , قالوا : أَوَ من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟!
قال : كلا ، أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم
غــثـــــــــــــــــــــــاء
كغثاء السيل، وليوشكـَّن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم ، وليقذفن في قلوبكم
الـوهــــن
، قيل وما الوهن يا رسول الله ؟! قال :
حب الدنـيــــــــا وكراهيـــــــة الموت "
أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما بسند صحيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي الأحباء .. لعلنا الآن قد وصلنا لهذه الرحلة الصعبة التي وصفها لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
مرحلة الغـثـــــائـــيـــــــــــــــــة ..
ولعل الوهن قد تمكن من قلوبنا لدرجة الإستشراء ..
ولعلنا الآن في أمس الحاجة لسيناريو يخلصنا من رق وهوان هذا الوهن
إننا _ معشر المسلمين _ نحيا في دوامة تكاد تكون لا تنتهي من الأزمات والمآسي .
سواء أزمات ومأسي شخصية على المستوى الفردي والعائلي .. أو أزمات ومآسي عالمية تمس هويتنا كمسلمين ندين بدين معين .
ومشكلتنا الأساسية أراها أننا لا نتفاعل مع هذه الأزمات إلا بسياسة ردود الأفعال والمواقف الآنية ..
هذه المواقف الآنية التي تنتج عن انفعالات المشاعر التي غالبا تزول بزوال الحدث ..
هذه المواقف الآنية والحماس المؤقت لا تفرز إلا حلول سطحية ..
مع أن الصراع مستمر .. الصراع بين الخير والشر.. بين الانسان والشيطان .. بين الايمان والكفر ..
قال الله تعالى :"وَلايـَزَالـُونَ يُـقـَاتِـلـُونـَكـُمْ حتَّى يَرُدّوْكُمْ عن دِيِنِكُمْ إِنِ اِسْتـَطـَاعـُوا " البقرة 217
نعم لا يزالون !!
الشر ، الشيطان ، الكفر لا يزالون يقاتلون !!
فالصراع مستمر وقااااائم
سواء أكان هناك نزاع .. إغواء .. زحف .. قصف .. أو لم يكن ..
لذلك إننا الآن في أمس الحاجة لخطط استراتيجية سارية المفعول .. بعيدة المدى .. مضمونة النتائج ..
هذه الخطط يجب أن يتم فيها توصيف المهام .
على المستوى الفردي بالدرجة الأولى ..
ورحم الله من قال : التغيير يبدأ من الداخل ..
نعم !! النصر يبدأ من الداخل ..
وأنا هنا لست بصدد اختراع خطة !!
ولا أنا جئتكم بفكرة عبقرية كانت غائبة عن أذهانكم !!
فالله سبحانه وتعالى جلّ في علاه
الذي أخبرنا أن الصراع مستمر، لم يتركنا نتخبط بحثا عن الحلول المؤدية إلى دفع الباطل وتحقيق النصروالسعادة ..
إن استراجية النصر ما هي إلا (منهج حيـــــــــــاة )
منهج حياة قائم على عبادة الخالق ..
والإخلاص للمعبود ..
كما رسمه الله لنا ..
الله .. الخالق .. المعبود بحق
دستور النصر :
" وَعَدَ اللهُ الذينَ آمنوا مِنْكُم وَعَمِلـُوْا الصالِحات ِ لـَيـَسْـتَخـْلـِفـَنـَّّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخـْلـَفَ الذين من قـَبْلِهِم ْ وَ لـَيـُمَـكـِّنـَنَّ لهم دينَهُم الذي ارتـَضَى لَهُمْ وَ لـَيُبَدِّلـَنـَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خـَوْفِهِمْ أَمْنَا يـَعـْبُدُوْنـَنـَي لا يـُشْرِكُونَ بي شَيْئَا ومَنْ كَفـَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فـَأُوْلـَئـِكَ هُمُ الفـَاسِقـُونَ" النور 55
هذه الآية وغيرها كثير جاءت لتؤكد أن انطلاقة النصر لا تأتي إلا من أنفسنا ..
نحن ننتصر.. إذا انتصرنا في تلك المعارك التي تدور رحاها في أعماق ذواتنا ..
نحن ننتصر إذا انتصرنا في تلك المعارك التي تدور رحاها في واقع حياتنا ..
نحن لن ننتصر إلا إذا نصرنا الله في أنفسنا
" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " الحج40
" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " محمد7
القضية ليست شعارات ، ليست انفعالات ، ليست حماسات مؤقتة ..
كما أنها ليست : قل معايا عشر مرات : اللهم صل على النبي
وتاني يوم هتدخل الجنة !!!!!!!!!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ياليتنا نتعلم .. ونعمل في حياتنا المدنية السلمية بدستور النصر :
" وَلـَيـَنـْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يـَنـْصُرَهُ "
إن ما فعله اليهود وكل من هم على شاكلتهم بنا
وما نراه من انحدار أخلاقي شديد في مستوى علاقتنا الشخصية ببعض
وكل هذا الكم من سوء الأخلاق والفساد الإجتماعي والإقتصادي والسياسي
وكل هذا التخبط
كل هذا يجب أن يكون لنا نذيرا بالغ الخطورة
كي نأخذ حذرنا
ونلزم الجادة في حياتنا
ونأخذ كتاب ربنا بقوة
ولا يكون الرسول لنا لا قدوة
وصلِ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
تعليق