المعجزة هي التي تدل على قدرة الله مع اقترانها بالهداية التي يريدها لخلقه بغية سعادتهم الدنيوية والأخروية , تلك السعادة التي تحتاج الى وقدة الروح حتى تنير لسلوكها السبيل القويم.
أما التعجيز فهو الذي يطلب فيه عن خبث المستحيل الذي فيه تحد للقدرة الإلهية.
هل للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غيرالقرآن الكريم؟
يزعم العديد من كتاب السيرة النبوية ان النبي صلى الله عليه وسلم معجزته الوحيدة هي القران الكريم.
وليس من شك أن القران المجيد فيه من البلاغة والتشريع , ما يدعو اليه من سلوك في الحياة سواء حياة الفرد ليكون كاملا بإنسايته أو حياة المجتمع , وفي اقامة العدل وفي صلات المسلمين مع غيرهم , ثم إن في القران من الأخبار الغيبية عن المستقبل ما قد وقع فعلا , يضاف الى ذلك أن القران ينهى عن كل عمل من شأنه ان يلحق الأذى بالآخرين أو يجرح شعورهم أو ينغص عليهم الحياة.
غير انه كان الى جانب هذا الكتاب الكريم والمُسَلم بإعجازه , معجزات من النبي صلى الله عليه وسلم جعلت الذين شاهدوها كما جعلت الذين علموا انها نقلت بكل صدق وإخلاص يزداد بهم الإيمان .
إن المعجزة تكون مسبوقة بدعوى النبوة وألنبياء إنما بعثوا الى الخلق ليصيروا دعاة للخلق من الكفر الى الإيمان.
وأقول: ليس من المعقول أن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر للأنبياء الذين سبقوه معجزات وذكر في القران أيضا أن لهم معجزات أيدهم الله بها حتى يؤمن بأن ما جاؤوا به من دعوة للإيمان بالله , ثم يكون هو عليه السلام خاتم الأنبياء ولا يكون قد أوتي ما أوتوا من معجزات بزعم ان دعوته منطقية , كأن دعوة من سبقه غير منطقية , مع أن الدين واحد والدعوة لله واحده.
والثابت أن الذين آمنوا بمن سبق من الأنبياء عليهم السلام محصور العدد , منهم من كان دون العشرة ومنهم من لا يتجاوز العشيرة أو البلدة التي كانوا فيها, بينما كان عدد الذين حجوا مع النبي وهم مؤمنون (130 ) الفا تجمعوا من أنحاء الجزيرة العربية جميعا , وكان بينهم ملوك شط العرب وملوك اليمن وحضرموت وعُمان , وما تمرد ابو لهب وابوجهل وابو سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه , واستعدوه وحاربوه إلا لأنهم أصحاب زعامه ومكانة رفيعة ولهم مصالحهم وميولهم ,ولأنهم برروا ما شاهدوه من معجزات أنها عبارة عن سحر, ثم انهم ما كانوا يرون النبي إلا انه اليتيم الذي ربى في فقر فتأبت نفوسهم أن يكونوا بمنزلة التبع له , كما ان ذلك كان لأمر يريده الله , هو أن يجعل هذا الدين أبعد من ان يظهر به تواطؤ من عشيرة هي التي نصرته بقوتها مع انها حاربته , والذين انتصروا على تلك العشيرة من أهل مكه الذين حاربوه كانوا من آمن به في المدينة التي كانت فيها عشيرتان كان من المستحيل أن تتفقا على شيء بينهما وهو يمثل استحالة التآمر.
واستحالة ان يكون شيء من ذلك إنما كان سببه عن تدبير إلهي رافقه ما كان من معجزات لما فوق ما يتصور حدوثه العقل.
هل القرآن معجزة عقليه؟
جاء في تقريظ الشيخ المراغي لكتاب الأستاذ محمد حسين هيكل ( حياة محمد) , :( لم تكن معجزة محمد-صلى الله عليه وسلم - القاهرة الا في القرآن وهي معجزة عقليه),,( وما أبدع ما قاله البوصيري : لم يمتحنا بما تعيي العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهتم) أ.هـ
اقول : لم يرد البوصيري أن يقول : ليس للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن بل يريد بقوله هذا أن الإسلام لا يوجد فيه ما لايقبله العقل كما وجد في بعض الأديان المحرفه عن اصلها ( النصرانية مثلا) والدليل على ذلك انه ذكر في نفس القصيدة :
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشي اليه على ساق بلا قدم
أما القول بأن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهي معجزة عقليه , فإنا مع تسليمنا بصحة ذلك نضيف اليه بأن العقول في الناس مختلفة, كما هي الحال باختلافهم في الأفكار والأرزاق والأحاسيس.
وقد حاول مفكرون أن يوحدوا البشرية على معقول واحد فكان مسعاهم على ما وصفه الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأدمى قرنه الوعل.
ان العملاق هوو قزم بنظر اناس كما ان القزم يكون عملاقا برأي آخرين.
ولا يستطيع كل الناس أن يتعلموا اسرار الشريعة وشدة الحاجة اليها وهم لا يفقهون ان الرسالة النبوية هي حق في ذاتها , فكان لابد من وجود ما يقنعهم على مثل ما كانوا سمعوا أنه كان هو سبيل ايمان من سبقهم بمن كان من أنبياء, اي بوجود المعجزات المادية الحسية, لأن الهداية الربانية لم تأت لأصحاب العقول وحدهم بل جاءت للناس جميعا على اختلاف عقولهم , علما بان مجرد كون الشيء حقا لايضمن له القبول من الناس جميعا, كما ان الهداية الربانية لم تأتي للعرب وحدهم , والحق في اتم معانيه ينبغي أن يكون مشاعا بين الناس جميعا , قال تعالى:( (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )
إن القول بعدم عقلانية المعجزة وبأنها لا تتفق مع ما هو مسلم به من نواميس طبيعية فلذلك يجب ألا يؤمن بوجودها , فالجواب هو من ( ويليام استانلي جون) من كبار المنطقيين الإنجليز:(( القدرة التي خلقت العالم لا تعجز عن حذف شيء منه أو اضافة شيء اليه,,,,,)
إن الله الذي أوجد سلسلة الأسباب والعلل قادر على تعطيل هذه السلسة فلا تكون تكون المعجزة خارقة للعادة بهذا الإعتبار ولا يختل قانون السببيه فسبب المعجزة إرادة الله سبحانه.
أما التعجيز فهو الذي يطلب فيه عن خبث المستحيل الذي فيه تحد للقدرة الإلهية.
هل للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غيرالقرآن الكريم؟
يزعم العديد من كتاب السيرة النبوية ان النبي صلى الله عليه وسلم معجزته الوحيدة هي القران الكريم.
وليس من شك أن القران المجيد فيه من البلاغة والتشريع , ما يدعو اليه من سلوك في الحياة سواء حياة الفرد ليكون كاملا بإنسايته أو حياة المجتمع , وفي اقامة العدل وفي صلات المسلمين مع غيرهم , ثم إن في القران من الأخبار الغيبية عن المستقبل ما قد وقع فعلا , يضاف الى ذلك أن القران ينهى عن كل عمل من شأنه ان يلحق الأذى بالآخرين أو يجرح شعورهم أو ينغص عليهم الحياة.
غير انه كان الى جانب هذا الكتاب الكريم والمُسَلم بإعجازه , معجزات من النبي صلى الله عليه وسلم جعلت الذين شاهدوها كما جعلت الذين علموا انها نقلت بكل صدق وإخلاص يزداد بهم الإيمان .
إن المعجزة تكون مسبوقة بدعوى النبوة وألنبياء إنما بعثوا الى الخلق ليصيروا دعاة للخلق من الكفر الى الإيمان.
وأقول: ليس من المعقول أن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر للأنبياء الذين سبقوه معجزات وذكر في القران أيضا أن لهم معجزات أيدهم الله بها حتى يؤمن بأن ما جاؤوا به من دعوة للإيمان بالله , ثم يكون هو عليه السلام خاتم الأنبياء ولا يكون قد أوتي ما أوتوا من معجزات بزعم ان دعوته منطقية , كأن دعوة من سبقه غير منطقية , مع أن الدين واحد والدعوة لله واحده.
والثابت أن الذين آمنوا بمن سبق من الأنبياء عليهم السلام محصور العدد , منهم من كان دون العشرة ومنهم من لا يتجاوز العشيرة أو البلدة التي كانوا فيها, بينما كان عدد الذين حجوا مع النبي وهم مؤمنون (130 ) الفا تجمعوا من أنحاء الجزيرة العربية جميعا , وكان بينهم ملوك شط العرب وملوك اليمن وحضرموت وعُمان , وما تمرد ابو لهب وابوجهل وابو سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه , واستعدوه وحاربوه إلا لأنهم أصحاب زعامه ومكانة رفيعة ولهم مصالحهم وميولهم ,ولأنهم برروا ما شاهدوه من معجزات أنها عبارة عن سحر, ثم انهم ما كانوا يرون النبي إلا انه اليتيم الذي ربى في فقر فتأبت نفوسهم أن يكونوا بمنزلة التبع له , كما ان ذلك كان لأمر يريده الله , هو أن يجعل هذا الدين أبعد من ان يظهر به تواطؤ من عشيرة هي التي نصرته بقوتها مع انها حاربته , والذين انتصروا على تلك العشيرة من أهل مكه الذين حاربوه كانوا من آمن به في المدينة التي كانت فيها عشيرتان كان من المستحيل أن تتفقا على شيء بينهما وهو يمثل استحالة التآمر.
واستحالة ان يكون شيء من ذلك إنما كان سببه عن تدبير إلهي رافقه ما كان من معجزات لما فوق ما يتصور حدوثه العقل.
هل القرآن معجزة عقليه؟
جاء في تقريظ الشيخ المراغي لكتاب الأستاذ محمد حسين هيكل ( حياة محمد) , :( لم تكن معجزة محمد-صلى الله عليه وسلم - القاهرة الا في القرآن وهي معجزة عقليه),,( وما أبدع ما قاله البوصيري : لم يمتحنا بما تعيي العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهتم) أ.هـ
اقول : لم يرد البوصيري أن يقول : ليس للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن بل يريد بقوله هذا أن الإسلام لا يوجد فيه ما لايقبله العقل كما وجد في بعض الأديان المحرفه عن اصلها ( النصرانية مثلا) والدليل على ذلك انه ذكر في نفس القصيدة :
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشي اليه على ساق بلا قدم
أما القول بأن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهي معجزة عقليه , فإنا مع تسليمنا بصحة ذلك نضيف اليه بأن العقول في الناس مختلفة, كما هي الحال باختلافهم في الأفكار والأرزاق والأحاسيس.
وقد حاول مفكرون أن يوحدوا البشرية على معقول واحد فكان مسعاهم على ما وصفه الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأدمى قرنه الوعل.
ان العملاق هوو قزم بنظر اناس كما ان القزم يكون عملاقا برأي آخرين.
ولا يستطيع كل الناس أن يتعلموا اسرار الشريعة وشدة الحاجة اليها وهم لا يفقهون ان الرسالة النبوية هي حق في ذاتها , فكان لابد من وجود ما يقنعهم على مثل ما كانوا سمعوا أنه كان هو سبيل ايمان من سبقهم بمن كان من أنبياء, اي بوجود المعجزات المادية الحسية, لأن الهداية الربانية لم تأت لأصحاب العقول وحدهم بل جاءت للناس جميعا على اختلاف عقولهم , علما بان مجرد كون الشيء حقا لايضمن له القبول من الناس جميعا, كما ان الهداية الربانية لم تأتي للعرب وحدهم , والحق في اتم معانيه ينبغي أن يكون مشاعا بين الناس جميعا , قال تعالى:( (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )
إن القول بعدم عقلانية المعجزة وبأنها لا تتفق مع ما هو مسلم به من نواميس طبيعية فلذلك يجب ألا يؤمن بوجودها , فالجواب هو من ( ويليام استانلي جون) من كبار المنطقيين الإنجليز:(( القدرة التي خلقت العالم لا تعجز عن حذف شيء منه أو اضافة شيء اليه,,,,,)
إن الله الذي أوجد سلسلة الأسباب والعلل قادر على تعطيل هذه السلسة فلا تكون تكون المعجزة خارقة للعادة بهذا الإعتبار ولا يختل قانون السببيه فسبب المعجزة إرادة الله سبحانه.
تعليق