مع المستشرق موراني حول دعوى تحقيق القرآن واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى

    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    #16
    وصلني الآن من أستاذنا الجليل (حارث همام) نفع الله به الفصل السابع من كتاب: (الفيزياء ووجود الخالق) لـ أ.د جعفر شيخ إدريس، فرأيتُه فصلا ماتعًا في الكلام عن (الإنجيل) وتاريخ مخطوطاته، فأردتُ إتحاف القراء به..
    وأشكر أستاذنا الكريم (حارث همام) نفع الله به على تفضُّله بإرساله لي، ورجوتُ لو وصلني قبل كتابة ما سبق عن نسخ الإنجيل للاستفادة منه وإفادة القراء، فقدر الله وما شاء فعل؛

    وتفضلوه الآن في المرفقات أدناه..
    https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق

    • سيف الكلمة
      إدارة المنتدى

      • 13 يون, 2006
      • 6036
      • مسلم

      #17
      هكذا يُبْطِلُونَ المعجزةَ القرآنية ويهدمون الإسلام!!
      فهل يقدرون على مثلِه؟!

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستشار سالم عبد الهادي
      يقول الدكتور موراني:
      (.....كان هناك مشروع في النص القرآني قبل الحرب العالمية الثانية ، وجَمعَ تلاميذُ نولدكه المشهورون المتخصصون في القراءات نسخاً للقُرآنِ
      بغرض تحقيقِ النصِّ القرآنيِّ تَحقيقاً علميَّاً كما تُحقَّقُ كتبُ التراث.إذ ما بين يدينا مطبوعاً هو النص المتفق عليه وليس نصاً مُحقَّقاً بِمعنى التحقيق. ويقال : إِنَّ هذه المَجموعة من النسخ قد فُقِدت أثناءَ الحربِ ولا أحدَ يعلمُ بوجُودِها ، إلاَّ أَنَّ هناك مَن يَزعمُ أَنَّها في المكتبة الدوليةِ في مِونيخ ، والله أعلم.
      لدينا اليوم عدةُ نُسخٍ ثَمينةٍ ونادرةٍ ، مثل المصاحف التي في جامع صنعاء وفي غيرها في المكتبات. بعضها على البَردي ، وبعضها الآخر على الرَّقِّ أو الكاغد، لو قام مجموعة من العلماء بتنفيذ هذا العَمَلِ الضخم من أجل إخراج النصِّ القرآنيِّ على منهج الدراسة المقارنة الإجمالية للنصِّ synopsis لَما كانَ هناك مجالٌ للجدال حول تخطئةِ (القرآن).
      رُبَّما يترتب على ذلك ترتيبٌ آخر , حتى ولو كان جزئي , للآيات
      كما قد نحصل على كلمةِ نَقصٍ هنا ، وكلمةِ زيادةٍ هناكَ الخ ، وهذه الأمور كلها واردة عند الدراسة المقارنة للنص .

      كان لابد من إعادة كلام د.موراني ثانية لنرى ما سبق لنا الكلام عليه مما لم يسبق، ولنُذكِّر به القراء؛ لحاجتنا إليه هنا..
      وسنخصص هذا اللقاء للكلام على أمرٍ في غاية الأهمية، ليقف القراء على خطورة الكلام المذكور، وأثره على الإسلام من ناحية، وعلى قائله من ناحية أخرى.
      لا يشك القراء الكرام، ولا يشك أحدٌ أبدًا في أن الدراسة المقارنة التي يتكلم عنها د.موراني (مع اعتراضنا على هذا الكلام أصلا كما سيأتي لاحقًا)، فلا يشك القراء في أنها تعني وبإيجاز شديد: مقارنة أشياء بعضها ببعضٍ، وإثبات ما بينها من تفاوتٍ وفروق!
      وبالنسبة لدعوى د.موراني المذكورة فهو يطالب بمقارنة نسخ المصحف لأنها كما يزعم أسلافه مختلفة فيما بينها، وكما يزعم هو: ربما يترتب على ذلك ترتيب آخر، كما قد يحصل هو على كلمة نقصٍ هنا وكلمة زيادة هناك..
      الأمر في نظر د.موراني إلى هنا لا يتصل بعقيدة، ويردد دائمًا لا شأن لي بمسائل الإيمان.
      وأقول: صدقتَ، لإنه لن تكن ثمة مسائل لإسلام أو إيمان بعد كلامك هذا الذي يؤدي إلى هدم الدين الإسلامي ونسفه من أساسه وقواعده!!
      الدراسة المقارنة ستؤدي في نظر د.موراني إلى وجود فروقات، وتغيير في الترتيب ولو جزئي؛ فماذا يعني هذا الكلام؟
      يعني بكل إيجاز أن يُغير بشرٌ في المصحف، ويؤخر ويُقَدِّم في ترتيب القرآن، كما يعني أنه سيكون الْحَكَم والقاضي على هذه الفروقات التي يزعمها د.موراني فيُرَجّح بينها حسب المعطيات التي يتوصل إليها بعقله البشري!

      ربما لم تصل الصورة لذهن القراء بعدُ فأُكَرِّر:
      يعني بكل إيجاز أن يُغير بشرٌ في المصحف، ويؤخر ويُقَدِّم في ترتيب القرآن، كما يعني أنه سيكون الْحَكَم والقاضي على هذه الفروقات التي يزعمها د.موراني فيُرَجّح بينها حسب المعطيات التي يتوصل إليها بعقله البشري!

      ومعنى أن يوجد بشرٌ يؤخر ويُقَدّم في القرآن الكريم، ويُصَيّر نفسَه حكمًا على القرآن؛ معنى ذلك بكل إيجاز: أن القرآن قد صار مقدورًا عليه.. يعني لم يصبح القرآن معجزة إلهية غير مقدورٍ عليها..

      ففي ذلك أمور:
      الأول: إثبات البشرية على القرآن، ونفي المعجزة عنه؛ لأنه قد صار مقدورًا عليه للبشر، بحيث يستطيع بعض البشر أن يُقَدّم ويؤخر فيه.
      الثاني: أنه بذلك يهدم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، بل يهدم الإسلام كله؛ لأن القرآن هو المعجزة الخالدة التي مَدّ الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، كما أنه أصل الإسلام.


      لابد أن يُعْلَم أن الأصل في نقل القرآن على السماع لا على النُّسخ، وسيأتي التفصيل في هذا إن شاء الله، ولنقتصر هنا على بيان أقوال المسلمين فيمن زعم أن القرآن مقدورٌ عليه، وكيف أنه بهذا يهدم الإسلام جملة، وأن سبيل من زعم هذا أن يزعم أن بإمكانه أن يأتي بمثل القرآن، أو بعضه، أو يزعم الزيادة والنقصان فيه، أو يزعم إعادة ترتيبه..إلخ.

      فماذا لديكم يا علماء المسلمين؟ وما قولكم أعلى الله درجاتكم، وأدام النفع بكم؟

      وقفتُ على عشرات الأقوال لعلماء المسلمين في هذه المسألة، وقد جمع طائفةً منها صاحب كتاب ((الفرقان في بيان منزلة القرآن)) لمؤلفه صلاح فتحي هَلَل (إصدار: مكتبة الأنصار، بالقاهرة) فرأيتُ أن أقتصر على نقل بعضها من الكتاب المذكور لالتصاقه بما نحن فيه، وحاجتنا لتعليقات المؤلف على هذه الأقوال، [مع رجاء مراعاة الملاحظات المذكورة في مداخلتنا الآتية إن شاء الله عز وجل].
      حيث يقول صاحب ((الفرقان)) [والكلام له حتى آخر هذه المداخلة]: تحدَّى اللهُ عز وجل فُصَحاءَ العرب، وأئمةَ اللغةِ أَنْ يأتوا بمثل القرآن فعجزوا عن ذلك.
      كما قال سبحانه وتعالى: {وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23-24].
      وقال عز وجل: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس:38].
      وقال جلَّ شأنه: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [هود:13].
      يتحدَّاهم سبحانه وتعالى بهذا كله فيعجزوا، وهم مَنْ هم في الفصاحة والبلاغة ونبوغ اللغة.
      يقول القاضي أبو بكرٍ الباقلاني: ((والذي يدل على أنهم كانوا عاجزين عن الإتيان بمثل القرآن: أنه تحدَّاهم إليه حتى طال التَّحدِّي، وجَعَلَهُ دلالةً على صِدْقه ونُبُوَّتِه، وضَمَّنَ أحكامَهُ استباحةَ دمائِهم وأموالِهِمْ وَسَبْى ذُريتهم، فلو كانوا يقدرون على تكذيبه لفعلوا، وتوصَّلُوا إلى تخليص أنفسِهم وأهليهم وأموالهم من حُكْمِهِ بأَمْرٍ قريبٍ هو عادتهم في لسانهم ومألوف مِن خطابهم، وكان ذلك يغنيهم عن تَكَلُّفِ القتال، وإكثار المراء والجدال، وعن الجلاء عن الأوطان، وعن تسليم الأهل والذرية للسبي.
      فلمَّا لم تحصُل هناك معارضة منهم عُلِمَ أنهم عاجزون عنها.
      يُبَيِّنُ ذلك: أَنَّ العدوَ يقصد لدفع قول عدوِّه بكل ما قَدَر عليه من المكايد، لا سيما مع استعظامه ما بَدَهَهُ [فَجَأَهُ] بالْمَجِيء مِنْ خَلْعِ آلهته، وتسفيه رأيه في ديانته، وتضليل آبائه، والتَّغريب عليه بما جاء به، وإظهار أمر يُوجِبُ الانقياد لطاعته، والتصرُّف على حُكْمِ إرادته، والعدول عن إِلْفِهِ وعادتهِ، والانخراط في سلك الأتباع، بعد أَنْ كان متبوعًا، والتشييع بعد أَنْ كان مُشَيَّعًا، وتحكيم الغير في ماله، وتسليطه إِيَّاه على جملةِ أحواله، والدخول تحت تكاليف شاقة، وعبادات متعبة بقوله، وقد علم أن بعض هذه الأحوال مما يدعو إلى سلب النفوس دونه، هذا والحمية حميتهم، والهمم الكبيرة هممهم، وقد بذلوا له السيف فأخطروا بنفوسهم وأموالهم!
      فكيف يجوز أن لا يتوصلوا إلى الرَّدِّ عليه، وإلى تكذيبه، بأهون سعيهم، ومألوف أمرهم، وما يمكن تناوله من غير أن يعرق فيه جبين، أو ينقطع دونه وتين، أو يشتمل به خاطر، وهو لسانهم الذي يتخاطبون به، مع بلوغهم في الفصاحة النهاية التي ليس وراءها متطلع، والرتبة التي ليس فوقها منزع ومعلوم أنهم لو عارضوه بما تحداهم إليه لكان فيه توهين أمره وتكذيب قوله وتفريق جمعه وتشتيت أسبابه، وكان مِنْ صدق به يرجع على أعقابه، ويعود في مذهب أصحابه.
      فلمَّا لم يفعلوا شيئًا مِنْ ذلك، مع طول المدة، ووقوع الفسحة، وكان أمره يتزايد حالًا فحالًا، ويعلو شيئًا فشيئًا، وهم على العجزِ عن القدحِ في آيتهِ، والطعن بما يُؤَثِّر في دلالته؛ عُلِمَ مِمَّا بَيَّنَّا أَنَّهم كانوا لا يقدرون على معارضته، ولا على توهين حُجَّته.
      وقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم قومٌ خصمون [إشارةً إلى قوله تعالى: {وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (الزخرف: 58)] وقال: {وتنذر به قومًا لدا} [مريم: 97]، وقال: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [سورة يس: 77] [ذكر الباقلاني رحمه الله بعض الآية بمعناه، وبعضها بلفظه، فذكرت لفظها كله كما في المصحف].
      وعُلِمَ أيضًا ما كانوا يقولونه مِنْ وجوهِ اعتراضهم على القرآن، مما حكى الله عز وجل عنهم مِنْ قولهم: {لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين} [الأنفال: 31]، وقولهم: {ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} [القصص: 36]، وقالوا: {يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} [الْحِجْر: 6]، وقالوا: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} [الأنبياء: 3]، وقالوا: {أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} [الصافات: 36]، وقال: {وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا} [الفرقان: 4 - 5]، {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} [الفرقان: 8]، وقوله: {الذين جعلوا القرآن عضين} [الحِجْر: 91].. إلى آيات كثيرة في نحو هذا، تدل على أنهم كانوا مُتَحَيِّرِينَ في أمرهم، مُتَعَجِّبِيْنَ مِنْ عجزهم، يفزعون إلى نحو هذه الأمور من تعليل وتعذير ومدافعة بما وقع التحدِّي إليه ووجد الحث عليه.
      وقد عُلِمَ منهم أَنَّهم ناصبوه الحرب، وجاهدوه ونابذوه، وقطعوا الأرحام، وأخطروا بأنفسهم، وطالبوه بالآيات والإتيان بالملائكة وغير ذلك من المعجزات، يريدون تعجيزه لِيَظْهَرُوا عليه بوجهٍ مِنَ الوجوه.
      فكيف يجوز أَنْ يقدروا على معارضتهِ القريبة السهلة عليهم، وذلك يدحض حجته، ويُفسد دلالته، ويُبطل أمره، فيعدلون عن ذلك إلى سائر ما صاروا إليه من الأمور التي ليس عليها مزيد في المنابذة والمعاداة، ويتركون الأمر الخفيف؟!
      هذا مما يمتنع وقوعه في العادات، ولا يجوز اتفاقه من العقلاء.
      وإلى هذا الموضع قد استقضى أهل العلم الكلام، وأكثروا في هذا المعنى واحكموه، ويمكن أن يقال: إنهم لو كانوا قادرين على معارضته والإتيان بمثل ما أتى به لم يجز أن يتفق منهم ترك المعارضة، وهم على ما هم عليه من الذرابة والسلاقة والمعرفة بوجوه الفصاحة، وهو يستطيل عليهم بأنهم عاجزون عن مباراته، وأنهم يضعفون عن مجاراته، ويكرر فيما جاء به ذِكْر عجزهم عن مثل ما يأتي به، ويُقَرِّعهم ويُؤَنِّبهم عليه، ويدرك آماله فيهم، وينجح ما سعى له في تركهم المعارضة، وهو يذكر فيما يتلوه تعظيم شأنه وتفخيم أمره حتى يتلو قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} [الإسراء: 88]، وقوله: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} [النحل: 2]، وقوله: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} [الحِجْر: 87]، وقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحِجْر: 9]، وقوله: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} [الزخرف: 44]، وقوله: {هدى للمتقين} [البقرة: 2]، وقوله: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} [الزمر: 23].. إلى غير ذلك من الآيات التي تتضمن تعظيم شأن القرآن، فمنها ما يتكرر في السورة في مواضع، ومنها ما ينفرد فيها، وذلك مما يدعوهم إلى المبادرة، ويحضهم على المعارضة، وإن لم يكن متحدِّيًا إليه.
      أَلَا تَرَى أنهم قد ينافر شعراؤهم بعضُهم بعضًا؟ ولهم في ذلك مواقف معروفة وأخبار مشهورة وآثار منقولة مذكورة، وكانوا يتنافسون على الفصاحة والخطابة والذلاقة ويتبجحون بذلك ويتفاخرون بينهم؟
      فلن يجوز والحال هذه أَنْ يتغافلوا عن معارضته لو كانوا قادرين عليها؟! تحداهم أو لم يتحدهم إليها؟!
      ولو كان هذا لقبيل مما يقدر عليه البشر لوجب في ذلك أمر آخر، وهو أنه لو كان مقدورا للعباد لكان قد اتفق إلى وقت مبعثه من هذا القبيل ما كان يمكنهم أن يعارضوه به، وكانوا لا يفتقرون إلى تكَلُّف وضعه، وتعمُّل نظمه في الحال.
      فلمَّا لم نرهم احتجوا عليه بكلام سابق، وخطبة متقدمة، ورسالة سالفة، ونظم بديع، ولا عارضوه به فقالوا: هذا أفصح مما جئتَ به وأغرب منه أو هو مثله؛ عُلِمَ أَنَّه لم يكن إلى ذلك سبيل، وأنه لم يوجد له نظير، ولو كان وُجِدَ له مِثْلٌ لكان يُنْقَلُ إلينا ولعرفناه، كما نُقِلَ إلينا أشعار أهل الجاهلية وكلام الفصحاء والحكماء من العرب، وأُدِّيَ إلينا كلام الكهان وأهل الرجز والسجع والقصيد وغير ذلك من أنواع بلاغاتهم وصنوف فصاحاتهم)) [((إعجاز القرآن)) للباقلاني (ص/20 – فما بعد)] انتهى.
      فأصبح بدهيًا بعد ذلك:
      أَنْ تُقَدَّسَ وتُنَزَّه كلماته وحروفه ومعانيه عن النَّقْدِ، وأَنْ لا يُتَسَلَّق إليه بخيالٍ ذهنيٍّ؛ لأنَّهُ يعلو ولا يُعْلَى عليه، ولا تحوزه كلماتُ بشرٍ، ولا يرتفع عليه كلام إنسانٍ، كما لا ترتفع ذات أحدٍ على ذات قائله المتكلِّم به، وهو المولى سبحانه وتعالى، وقد سبق مرارًا أنَّ الكلام في الصفة فرعٌ على الكلام في الذات.
      فكما أنَّهُ لا يجوز لأحدٍ أَنْ يرفعَ ذاته فوق ذات الله ـ تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا ـ؛ كذلك لا يجوز لأحدٍ أَنْ يرفعَ كلامَه على كلام الله؛ فإِنَّ كلام الله لا يُشْبه كلام البشر، ولا يُحيط بإعجازه مخلوقٌ، فلا يصحّ شرعًا ولا عقلاً أَنْ يخضعَ المعصوم لحُكْمِ ونَقْدِ مَن اقْتَرَنَ به الخطأ؛ كما لا يصح أَنْ تُحَاكَمَ المعجزة قياسًا على أوهام العقول، وحصائد الأفكار، وثمار الأَلْسُن.
      وبعبارةٍ أخرى: لا يصح أَنْ يخضع الأعلى للأدنى؛ إلا في عقلِ مجنونٍ لا يَعِي ما يخرج من رأسهِ، أو ملحدٍ؛ لا يُؤْمِن بأله الكون، ولا يَعْتَرِف بوجوده سبحانه وتعالى.
      وكيف يُتَصَوَّرُ في عقلٍ أنْ يستدركَ مخلوقٌ على كلامِ الخالقِ ونَظْمِهِ ولَفْظِه؛ اللهم إلا أَنْ يكون عقلاً فاسدًا لا يعرف الفرق بين البِذْرة والعذرة، فمثله فاقدٌ للأهلية غير مُعْتَبرٍ به؛ إِذْ لا عبرة بما صدر عن المجنون والمعتوه ونحوهما.
      وكيف يصح أَنْ يأتي أَعَاجِمُ العصر بما عَجَزَ عنه أصحابُ اللُّغةِ الفصيحةِ وأربابُها؛ في قريشٍ، حين تَحَدَّاهم المولى أَنْ يأْتوا بمثلِ هذا القرآن أو آثَارَةٍ مِن عِلْمٍ؛ فعجزوا؟!

      وكيف يصحّ في الأذهانِ شيءٌ ....... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليل
      ومِن هنا تعلم فساد تلك الفتنة القديمة التي أثارها بعضُ الزَّنادِقَةِ زورًا وبهتانًا، حين زَعَمَ إخضاع القرآن للنَّقْد اللغوي، وبدأ هو مشوار السقوط، فأخْسَأَهُ الله، وأَخْزَاه، وأَخْمَدَ فتنتَهُ وذِكْرَه.
      وأما القرآن فمعجزةٌ خالدة، أَيَّدَ الله عز وجل بها نبيَّه صلى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ الإيمانَ بذلك أصلاً أصيلاً من أصول الإسلام التي لا يصح الإسلام بدونها، فمَنْ شكَّ في إعجاز القرآن وعدم قُدْرَةِ الخلق على الإتيان بمثله؛ فقد عاد على أصل إسلامه بالبطلان؛ والعياذ بالله.
      ولذا قال أهل العلم قديمًا وحديثًا: مَنْ قال: إِنَّ القرآنَ ليسَ بِمُعْجِزٍ فقد كَفَرَ.
      ومِنْ ذلك: ما نُقِلَ عنِ الإمامِ أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى أَنَّهُ قال: ((مَنْ قال: إِنَّ القرآنَ مقدورٌ على مثلِهِ ولكنَّ الله مَنَعَ قُدْرَتَهُمْ: كَفَرَ؛ بل هو مُعْجِزٌ بنَفْسِه، والْعَجْزُ شَمَلَ الْخَلْق)) [((الفروع)) لابن مفلحٍ رحمه الله (6/161)].
      قال ابنُ مُفْلِحٍ رحمه الله:
      ((وجزم ابنُ عقيل بأنَّ مَن وُجِدَ منه امتهانٌ للقرآنِ، أو غَمْصٌ منه [يعني احتقره أو عابه]، أو طَلَبُ تناقُضِهِ، أو دعوى أنه مختلفٌ أو مُخْتَلَقٌ، أو مقدورٌ على مثلِه، أو إسقاطٌ لحُرْمَتِهِ: كلُّ ذلك دليلٌ على كفرِهِ، فيُقْتَلُ بعد التوبةِ))[المصدر السابق].
      وقال القاضي عياض رحمه الله:
      ((مَن أنكرَ القرآنَ، أو حرفًا منه، أو غَيَّرَ شيئًا منه, أو زَادَ فيه؛ كفِعْلِ الباطنيّة والإسماعيليّة, أو زَعَمَ أَنَّه ليس بحُجَّةٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أو ليس فيه حُجَّةٌ ولا مُعْجِزَةٌ؛ كقولِ هشـامٍ الْفُوطِيِّ ومَعْمَرٍ الصَّيْمَرِيِّ: إِنَّه لا يدلُّ على الله ولا حجةَ فيه لرسولهِ ولا يدل على صوابٍ ولا عقابٍ ولا حُكمٍ؛ ولا مَحَالَةَ في كُفرِهما بذلك القول, وكذلك نُكَفِّرُهُمَا بِإِنْكَارِهِمَا أَنْ يكونَ في سائرِ معجزات النبيِّ صلى الله عليه وسلم حجةٌ له, أو في خلقِ السماوات والأرض دليلٌ على الله؛ لمخالفتِهم الإجماعَ والنقلَ المتواترَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم باحتجاجهِ بهذا كلِّه، وتصريحِ القرآن به))[((الشفا)) للقاضي عياض (2/250)].
      وقال القاضي عياض رحمه الله:
      «واعْلَمْ أَنَّ مَن استخفَّ بالقرآنِ, أو المصحفِ, أو بشيءٍ منه, أو سَبَّهُما, أو جَحَدَهُ, أو حَرْفًا منه، أو آيةً, أو كَذَّبَ به, أو بشيءٍ منه, أو كَذَّبَ بشيءٍ مما صُرِّحَ به فيهِ؛ مِنْ حُكْمٍ أو خَبَرٍ, أو أَثْبَتَ ما نفاهُ أو نَفَى ما أَثْبَتَهُ, على عِلْمٍ منه بذلك, أو شَكَّ في شيءٍ مِن ذلك: فهو كافرٌ عند أهل العلم بإجماعٍ.
      قال الله تعالى:(وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل ما بين يديه ولا مِن خلفه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت:41-42])).
      قال القاضي عياض رحمه الله:
      ((وقد أَجْمَعَ المسلمون أَنَّ القرآنَ المتلوَّ في جميعِ أقطارِ الأرض، والمكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جَمَعَهُ الدَّفَّتَانِ مِنْ أَوَّلِ (الحمد لله رب العالمين) إلى آخر (قل أعوذ برب الناس) أنه كلامُ الله، ووَحْيُهُ الْمُنَزَّلُ على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأَنَّ جميعَ ما فيه حقٌّ، وأَنَّ مَنْ نَقَصَ منه حرفًا قاصِدًا لذلك، أو بَدَّلَهُ بحرفٍ آخَرَ مكانَهُ، أو زادَ فيه حرفًا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأُجْمِعَ على أَنَّهُ ليس مِن القرآنِ، عامِدًا لكلِّ هذا أَنّه كافرٌ.
      ولهذا رَأَىَ مالكٌ قَتْلَ مَنْ سَبَّ عائشةَ رضي الله عنها بالفِرْيَةِ؛ لأنَّه خَالَفَ القرآنَ، ومَنْ خالَفَ القرآنَ قُتِلَ؛ أَيْ: لأَنَّهُ كَذَّبَ بما فيهِ.
      وقال ابنُ القاسم: مَنْ قال: إِنَّ الله تعالى لم يُكَلِّم موسى تكليمًا يُقْتَلُ.
      وقاله عبدُ الرَّحْمَن بنُ مهدي.
      وقال محمد بن سُحْنُونٍ - فيمن قال: الْمُعَوِّذَتَانِ لَيْسَتَا مِنْ كتابِ الله -: يُضْرَبُ عُنُقُهُ؛ إلاَّ أَنْ يتوبَ، وكذلك كلُّ مَنْ كَذَّبَ بحرفٍ منه.
      قال: وكذلك إِنْ شَهِدَ شاهِدٌ على مَنْ قال: إِنَّ الله لم يُكِّلم موسى تكليمًا وشَهِدَ آخر عليه أَنَّهُ قال: إِنَّ الله لم يَتَّخِذْ إبراهيمَ خليلًا؛ لأنهما [يعني: الشاهدين] اجتمعا على أَنَّهُ كَذَّبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم .
      وقال أبو عثمان الحداد: جميع من ينتحِلُ التوحيد متفقونَ أَنَّ الْجَحْدَ لحرفٍ مِن التنزيلِ: كُفرٌ.
      وكان أبو العالية إذا قَرَأَ عندهُ رجلٌ لم يقل له: لَيْسَ كما قَرَأْتَ، ويقولُ: أَمَّا أَنا فأَقْرَأُ كذا، فبَلَغَ ذلك إبراهيمَ، فقال: أُرَاهُ سَمِعَ أَنَّهُ مَنْ كَفَرَ بحرفٍ منه فقد كَفَرَ به كلِّه.
      وقال عبد الله بن مسعود: مَنْ كَفَرَ بآيةٍ مِن القرآنِ فقد كَفَرَ به كلِّه [أَوْرَدَهُ البيهقي في ((السنن الكبرى)) (10/43)].
      وقال أَصْبَغُ بنُ الفَرَج: مَنْ كَذَّبَ ببعضِ القرآنِ فقد كَذَّبَ به كلِّه، ومَنْ كَذَّبَ به: فقد كَفَرَ به، ومَن كَفَرَ به: فقد كَفَرَ بالله.
      وقد سُئِلَ القَابِسيُّ عَمَّنْ خَاصَمَ يهوديًا فحلفَ له بالتوراةِ، فقال الآخرُ: لَعَنَ الله التوراةَ، فشَهِدَ عليه بذلكَ شاهدٌ ثم شَهِدَ آخرُ أَنَّه سأَلَهُ عن القضيةِ؛ فقال: إِنَّما لَعَنْتُ توراةَ اليهودِ، فقال أبو الحسن [وهو القابِسي]: الشاهدُ الواحد لا يُوجِبُ القتلُ، والثاني عَلَّقَ الأمرَ بصفةٍ تحتملُ التأويلَ؛ إِذْ لعلَّهُ لا يَرَى اليهودَ مُتَمَسِّكِينَ بشيءٍ مِنْ عند الله؛ لتبدِيلِهِمْ وتحرِيْفِهِمْ، ولو اتَّفَقَ الشاهدانِ على لعن التوراةِ مُجَرَدًّا لضاقَ التأويلُ.
      وقد اتَّفَقَ فقهاءُ بغدادَ على استتابةِ ابن شَنْبُوذَ الْمُقْرِيءِ أحدِ أئمةِ الْمُقْرِئينَ الْمُتَصَدِّرينَ بها معَ ابنِ مجاهدٍ؛ لِقِرَاءتهِ وإِقْرَائِهِ بِشَوَاذٍّ مِن الحروفِ، مما ليسَ في المصحفِ، وعَقَدوا عليه بالرجوعِ عنه، والتوبةِ منه سِجِلًّا أَشْهَدَ فيه بذلك على نفسِه في مجلسِ الوزيرِ أبى عليِّ بنِ مُقْلَةَ سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائةٍ وكان فيمَنْ أَفْتَى عليهِ بذلك أبو بكرٍ الأَبْهَرِيُّ وغيره.
      وأَفْتَي أبو محمدٍ بنُ أبى زَيْدٍ بالأدبِ فيمَنْ قال لصبيٍّ: لَعَنَ اللهَ مُعَلِّمَكَ وما عَلَّمَكَ، وقال [يعني مَنْ لَعَنَ الصبي]: أردتُ سوءَ الأدبِ ولم أُرِدِ القرآنَ، قال أبو محمدٍ: وأمَّا مَنْ لَعَنَ المصحفَ فإِنَّهُ يُقْتَلُ))[السابق (2/263-265)]ـ
      وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:
      ((باب ما جاء مِن الحجةِ في الرَّدِّ على مَنْ طعنَ في القرآنِ وخالَفَ مصحف عثمان بالزيادة والنقصان: لا خلاف بين الأمة، ولا بين الأئمة أهل السنة؛ أن القرآن اسمٌ لكلام الله تعالى الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم معجزةً له على نحو ما تقدم، وأنه محفوظٌ في الصدور، مقروءٌ بالألسنة، مكتوبٌ في المصاحف، معلومةٌ على الاضطرارِ سورُه وآياتُه، مبرأةٌ مِن الزيادةِ والنقصانِ حروفُه وكلماتُه، فلا يحتاج في تعريفه بحَدٍّ، ولا في حَصْرِهِ بِعَدٍّ، فمَنِ ادَّعَى زيادةً عليه أو نقصانًا منه فقد أبطلَ الإجماع، وبَهَتَ الناسَ، ورَدَّ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مِنَ القرآن المنزل عليه، ورَدَّ قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} [الإسراء:88]، وأبطل آيةَ رسولهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه إِذْ ذاكَ يصير القرآن مقدورًا عليه حين شِيبَ بالباطل، ولما قُدِرَ عليه لم يكن حجة ولا آية، وخرج عن أَنْ يكون مُعْجِزًا، فالقائل: إِنَّ القرآنَ فيه زيادةٌ ونقصانٌ رَادٌّ لكتابِ الله، ولما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كمن قال: الصلوات المفروضات خمسون صلاة، وتَزَوُّج تسع مِن النساء حلالٌ، وفرض الله أيامًا مع شهر رمضان، إلى غير ذلك مما لم يثبت في الدين، فإذا ردّ هذا الإجماع؛ كان الإجماع على القرآن أثبت وآكَد وأَلْزَم وأَوْجَب)).
      ونقل القرطبي كلامًا مطولاً عن ابن الأنباري رحمه الله، ومنه ذلك قول أبي بكرٍ ابن الأنباري رحمه الله تعالى:
      ((إِنَّ الله عز وجل قد حَفِظَ القرآن مِن التغيير والتبديل والزيادة والنقصان، فإذا قَرَأَ قارئٌ: (تبت يدا أبي لهبٍ وقد تبّ ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارًا ذات لهبٍ ومريته حمالة الحطب في جيدها حبل من ليف)؛ فقد كذبَ على الله جل وعلا، وَقَوَّلَهُ ما لم يقل، وبَدَّلَ كتابَهُ وحَرَّفَهُ، وحاول ما قد حَفِظَهُ منه ومنع مِن اختلاطه به، وفي هذا الذي أَتَاهُ توطِئَةُ الطريق لأهل الإلحاد ليُدْخِلُوا في القرآن ما يُحِلُّون به عُرَى الإسلام، وينسبونه إلى قومٍ كهؤلاء القوم الذين أحالوا هذا بالأباطيل عليهم، وفيه إبطال الإجماع الذي به يُحْرَسُ الإسلام، وبثباته تُقَامُ الصلوات، وتُؤَدَّى الزكوات، وتُتَحَرَّى المتعبّدات، وفي قول الله تعالى: {الر كتاب أحكمت آياته} [هود:1]: دلالة على بدعةِ[يعني: إتيانه بقولٍ مُحْدَثٍ لم يُسْبَق إليه] هذا الإنسان وخروجه إلى الكفر؛ لأنَّ معنى )أُحْكِمَتْ آياتُه( [هود:1]: منع الخلق مِن القدرةِ على أَنْ يزيدوا فيها، أو ينقصوا منها، أو يعارضوها بمثلِها، وقد وجدنا هذا الإنسان زاد فيها: (وكفى الله المؤمنين القتال بعليٍّ وكان الله قويًّا عزيزًا) فقال في القرآن هُجْرًا وذَكَرَ عليًّا في مكانٍ لو سَمِعَهُ يذكرهُ فيه لأَمْضَى عليه الْحَدَّ وحَكَمَ عليه بالقتلِ، وأَسْقَطَ مِنْ كلامِ الله: {قل هو} وغَيَّرَ {أحد} فقرأَ: (الله الواحد الصمد)، وإِسْقَاطُ ما أسقطَ نفيٌ له وكفرٌ، ومَن كفر بحرفٍ مِنَ القرآن فقدَ كفر به كلَّه، وأَبْطَلَ معنى الآية؛ لأنَّ أهل التفسير قالوا: نزلت الآية جوابًا لأهل الشرك لما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صِفْ لنا ربك أمِنْ ذهبٍ أم مِن نحاسٍ أم مِن صفر؟ فقال الله جل وعزَّ ردًّا عليهم: {قل هو الله أحد} [الإخلاص:1] ففي {هو} دلالة على موضعِ الرَّدِّ ومكان الجواب، فإذا سقط بطل معنى الآية، ووضح الافتراء على الله عز وجل والتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
      ويُقَالُ لهذا الإنسان ومَنْ ينتحل نُصْرَتَه: أَخْبِرونا عن القرآن الذي نقرؤه ولا نعرف نحن ولا مَن كان قبلنا مِن أسلافنا سواه: هل هو مشتملٌ على جميع القرآن مِن أوله إلى آخره؟ صحيح الألفاظ والمعاني؟ عارٍ عن الفساد والخلل؟ أم هو واقع على بعض القرآن والبعض الآخر غائب عنا كما غاب عن أسلافنا والمتقدمين مِن أهل ملتنا؟ فإِنْ أجابوا بأَنَّ القرآن الذي معنا مشتملٌ على جميع القرآن لا يسقط منه شيء صحيح اللفظ والمعاني سليمها مِنْ كل زللٍ وخللٍ؛ فقد قضوا على أنفسِهم بالكفر حين زادوا فيه: (فليس له اليوم هاهنا حميم وليس له شراب إلا مِن غسلين مِن عين تجري مِن تحت الجحيم)، فأي زيادةٍ في القرآن أوضح مِن هذه؟ وكيف تُخْلَطُ بالقرآن وقد حرسَهُ الله منها؟ ومنعَ كلَّ مفترٍ ومُبْطِلٍ مِنْ أَنْ يُلْحِق به مثلها؟»[((تفسير القرطبي)) (1/80- 85)].
      ثم استطردَ ابن الأنباري رحمه الله في بيان فساد الزيادة المذكورة، وبيان معنى الآية ((فيما أَنْزَلَ الله تبارك وتعالى على الصحَّةِ في القرآنِ الذي مَن خالفَ حرفًا منه كَفَرَ)) على حَدِّ تعبيره.
      فظهر مِنْ هذا كله:
      - أَنَّ القرآنَ مُعْجِزٌ مِنْ كل جهاته، غيرُ مَقْدورٍ على الإِتْيانِ بِمِثْلِه، بوجهٍ من الوجوه.
      - وأَنَّهُ مُنَزَّهُ عن النَّقْدِ والطَّعْنِ في حروفه ونظمه ومعانيه، وكافة وجوهه.
      - وأَنَّ التعرُّضَ لبعضهِ بنقدٍ يعني التعرُّضَ له جميعًا.
      - وأَنَّ مَنِ اعتقدَ القدرة على مثله وأنَّهُ غير مُعْجِزٍ: فقد كفرَ بلا خلافٍ.
      ولا يزال الناس في انبهارٍ دائمٍ بالقرآن المقدَّس منذ نزوله وإلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى.

      وانظر إلى قول الأديب الأريب الأستاذ سيد قطب رحمه الله، حين يقول في مقدمة تفسيره لسورة ((الرعد)): ((كثيرًا ما أقف أمام النصوص القرآنية وقفة المتهيب أن أمسها بأسلوبي البشري القاصر المتحرِّج أن أشوبها بأسلوبي البشري الفاني ، ولكن ماذا أصنع ونحن في جيل لا بد أن يقدم له القرآن مع الكثير من الإيضاح، ومع هذا كله يصيبني رهبة ورعشة كلما تصدَّيْتُ للترجمة عن هذا القرآن))[((في ظلال القرآن)) (4/2038)].
      وقد أشار الله عز وجل في مواضع من كتابه العزيز إلى كثيرٍ من صفات القرآن الأصيلة، ودلائل إعجازه، وبراهين عظمته، فوصفَه سبحانه وتعالى بالمبين والحكيم والمنير والنور والمبارك، وغيرها من الصفاتِ الْعَلِيَّةِ، ونفى عنه الريب والشكّ والاختلاف، وغيرها من الصفات المشينة، كما نَزَّهَهُ اللهُ عز وجل وبرَّأَهُ من مشابهة أقوال الشعراء والكُهَّان.
      وطَالَبَ اللهُ سبحانه وتعالى الناسَ بالتَّدبُّر في آياتِ كتابه،.
      وتحدَّى به سبحانه وتعالى الناس كلهم، ونفى قُدْرَتهم على المجيء بمثله، أو بعضه، ولو اجتهدوا في ذلك، وجمعوا أنصارهم وشهداءهم، وطالَبَهُمُ الله سبحانه وتعالى بالتَّدبُّرِ فيه، والنظر في آياته، متحدِّيًا لهم أن يجدوا فيه اختلافًا، أو شيئًا يشينه، وهذا مما يُظهر محاسنه، وينفي عنه كل عيبٍ، ويلفت الأنظار إلى متانته وإعجازه لفتًا، ويُجَلِّي صفاته أمام الأعين فتبصرها بلا عناء، صافيةً بلا كَدَرٍ.
      كما ذَكَرَ عز وجل أَنَّهُ كتابُ تذكرة وهدىً وبشرى للمؤمنين، وحسرةً على الكافرين، يهدي به الله أهل الطاعة والاستجابة إلى صراطٍ مستقيمٍ، ويُثبِّتَ به قلوبهم.



      https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق

      • سيف الكلمة
        إدارة المنتدى

        • 13 يون, 2006
        • 6036
        • مسلم

        #18
        ملاحظة مهمة

        ولابد أن ألفت نظر القراء الكرام هنا إلى أن رفض د.موراني الدخول في حوار مباشرٍ معه قد أتاح لنا فرصة لاستجلاب بعض القضايا الفرعية، أو إضافة بعض القضايا اللصيقة الصلة بالموضوع، ونحو هذا مِمَّا يتناسب مع طبيعة الأبحاث وتسلسل البحث، بخلاف طبيعة الحوارات والمناظرات مثلاً..
        فآمل من القراء الكرام الالتفات إلى هذا الأمر جيدًا؛ لأنه من العدل الذي أمر الله عز وجل به، وحتى لا يظن بنا الخروج عن مألوف البحث وعادته..


        كما آمل من القراء الالتفات
        إلى أننا ربما تكلمنا عن الشيء بثمرته وما ينتج عنه، بغض النظر عن بقية القضايا المتعلقة بالأشخاص، وربما خالفنا ذلك في مرة أخرى فتكلمنا عن مراد شخصٍ بعينه أو غايته من أمرٍ ما..
        فآمل الإحاطة بهذا أيضًا..
        وإنما أردتُ هذا وذاك استكمالاً لفائدة البحث إن شاء الله عز وجل، لعل الله ينفع به أقوامًا، ويضر به آخرين..
        والحمد لله رب العالمين.

        https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق

        • سيف الكلمة
          إدارة المنتدى

          • 13 يون, 2006
          • 6036
          • مسلم

          #19
          فاصلٌ قصير

          نأتي إن شاء الله عز وجل إلى قضية أخرى لا يحق لغيرنا نحن أهل الإسلام أن يتكلم فيها، ولا أن يتعرض لها، وبالتالي: لا يُسمع فيها رأي غيرنا أبدًا، ولا يُسأل فيها سوانا نحن أهل الإسلام.
          لا أقول ذلك خوفًا أو خشية من انكشاف عوار عندنا؛ كلا..
          ولا أقوله حجرًا على باحثٍ جادٍّ يريد الحقيقة، ويبحث عن الهداية في ديننا؛ كلا..
          فنحن نرحب بكل باحثٍ عن الحقيقة، طالبٍ للهداية أن يبحث في ديننا ويستفيد، بعد أن يعلم كيف يبحث، وأن يسألنا عما لا يفهمه..
          وإنما أقول هذا لأننا أصحاب العلم الصحيح بما في ديننا، ولا أحد يعلم عن ديننا مثلما نعلمه نحن، كما أن غيرنا لا يملك لغة ولا علمًا يعينه على التصدي لدراسة ديننا الحنيف..
          فأهلا وسهلا بكل من يتعلم ويطلب الهداية عندنا..
          لكنا نرفض وبشدة أن يتعرض غيرنا إلى ما لا يُحسنه أو يتقنه أو يفهمه من أمر ديننا..

          قرأتُ كثيرًا من كلام جولدزيهر ونولدكة وأخيرًا جون جلكورايست في كتابه (جمع القرآن) فتحسَّرْتُ جدًا على نسبتِهم للبشرية التي ننتسب إليها؛ لشدة ما رأيتُه في كلامهم من جهلٍ ضاربٍ إلى أعماقهم، وحماقة في الاستدلال تربو على حماقات هؤلاء الذين يتسكعون في الطرقات..
          صدقًا لم أفهم حتى الساعة كيف سُمِح لأمثال هؤلاء أن يمسكوا قلمًا ويسطروا به سطرًا؟
          لكنني فهمتُ الآن معنى قول نولدكة عن كتابه أنه اشتمل على ((حماقات صبيانية)) أو نحو هذه العبارة التي في مقدمة كتابه.. ولن أهتم بمراجعتها ولا الرجوع إليه بعد أن عافاني الله من النظر فيه!!

          على كل حال لابد من ترك ما تجَشَّأَهُ هؤلاء على الناس من قاذورات علمية لا حصر لها، ولنتعرض لقضيتنا الآتية بعيدًا عن حكاية هذه القاذورات..

          وقد صار من حق القراء الكرام علينا أن نحدثهم عن قضية ((جمع القرآن)) بعيدًا عن وساوس المستشرقين خلفًا بعد سلفٍ..
          صار من حق القراء الكرام أن يعلموا كيف تمت مرحلة جمع القرآن؟ وما هي الضوابط الصارمة التي وُضِعَتْ لذلك؟ وما هي خطوات الجمع؟
          وسأضع ذلك إن شاء الله تعالى على مداخلات متتالية..
          والرجاء في الله عز وجل أن يلهم السداد والرشاد..
          كما آمل من القراء الكرام التواصل بالنصح والملاحظة..

          فهيا بنا نرطب أفواهنا وأسماعنا وأبصارنا بعبير القرآن الكريم
          https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق

          • سيف الكلمة
            إدارة المنتدى

            • 13 يون, 2006
            • 6036
            • مسلم

            #20
            سَـمَــاعِــيٌّ
            مِن البدايةِ إلى النهايةِ


            روى الإمام البخاري رحمه في ((صحيحه)) (4679) حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ؛ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ؛ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ؛ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ـ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ ـ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا نَتَّهِمُكَ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} إِلَى آخِرِهِمَا، وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ. انتهى.


            يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الحديث: ((إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ؛ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ)).
            وفي هذا فوائد ثلاثة:
            الأولى: إقرار أبي بكرٍ وزيد لقول عمر المذكور، فهذا إجماعٌ من إجماعات الشيخين أبي بكرٍ وعمر، ثم موافقة باقي الصحابة لهما على فعلهما، وعدم إنكاره؛ تدل على إجماع الصحابة الكرام رضي الله عنهم على هذا الأمر.

            الثانية: خشية عمر رضي الله عنه من كثرة قتل القُرَّاء والتي سينتج عنه لو حصل: (أن يذهب كثيرٌ من القرآن)؛ تعني بكل إيجاز أن لم يذهب حرفٌ من القرآن حتى هذه اللحظة التي كان الثلاثة (أبو بكر، وعمر، وزيد رضي الله عنهم يتباحثون في جمع القرآن)، فحتى هذه اللحظة لم يذهب حرف من القرآن، لكن عمر رضي الله عنه يخشى أن يضيع كثيرٌ من القرآن إذا استحرَّ القتل، أو كَثُر القتل في صفوف القُرَّاء في كل معركة من معارك المسلمين، فيرى عمر رضي الله عنه ضرورة جمع القرآن الآن والقرآء متوافرون متواجدون قبلهم أن يُقْتلوا في معارك المسلمين، وبهذا يضيع كثيرٌ من القرآن بمقتل من يحفظه، فلابد إِذن من البدء على الفور في جمع القرآن..
            وإذا لم يكن قد ذهب حرفٌ من القرآن حتى اللحظة المذكورة بإجماعهم؛ ثم بَدَءَ الجمعُ مباشرة ولله الحمد، فهذا بإيجاز يعني أَنَّه لم يذهب حرفٌ واحدٌ من القرآن الكريم أبدًا ولله الحمد..

            الثالثة: لكن رويدًا يا أمير المؤمنين أبا حفصٍ العظيم رضي الله عنك وعن أولادك وذريتك وأحبابك، وحشرنا الله معك في جنات النعيم في صحبة نبينا صلى الله عليه وسلم..
            رويدًا أبا حفصٍ، ودعني أسألك لأتعلَّمَ منك يا مَنْ أنعم الله عليَّ بحبِّكَ: لماذا تخشى ضياع القرآن بموت القراء؟
            هل لأن الجزيرة العربية أو المدينة قد خلتْ ممن يُحْسِن القراءة إلا هؤلاء القراء؟ فتخشى إن قُتِلوا أن لا تجد قارئًا أو كاتبًا يجيد القراءة والكتابة؟
            أرجوك أبا حفصٍ سامحني على غبائي في سؤالي..
            أرجوك أبا حفصٍ أن تسامحني، وليشفع لي عندك حُبّي للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وسائر الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
            أنا ما سألتُك أبا حفصٍ لأعترضَ؛ كلا..
            وما سألتُك أبا حفصٍ لجهلي بالإجابة؛ كلا..
            وكيف أجهلها وأنا ابنُ الإسلام؟! وتلميذكم؟
            إنما سألتُكم ليعلم السامع جواب ما أريد..
            يلزم من ضياع القرآن بمقتل القرآء: أن يكون القراء هم المصدر الأساسي في نقل القرآن لا غير، وقد وافق أبو بكرٍ وعمر وجميع الصحابة على هذا الذي قاله أبو حفص عمر رضي الله عنه.
            فالقراء هم مصدر التلقّي الوحيد للقرآن، لا غير، ولو كان مصدر التلقِّي هو الصُّحُف أو الكتابة: لما هَمَّ ذلك عمر، ولا غيره من الصحابة.

            أعلمتَ أبا حفصٍ رضي الله عنك أنني أفهم قصدك وما ترمي إليه..
            نعم أبا حفصٍ: أَعْلَمُ أنك ترسل رسالة لمثلي؛ كأنك تقول فيها: المصدر الوحيد في نقل القرآن هو السماع لا الكتابة، ولذلك فأنتَ تخشى من موت الحفظة الذين يحفظونه كما أُنْزِل، فلابد من جمع القرآن من هؤلاء الحفظة بنفس الطريقة التي حفظوه بها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
            ولو كان الاعتماد في نقل القرآن على الصحف لم يكن ثمة ما يدعو للانزعاج من مقتل القرآء والحفظة.
            وما يضرهم أن يُقتل القرآء جميعًا إِنْ كان القرآن محفوظًا لديهم في صحفٍ خاصةٍ به؟!
            فدل هذا على أن نقل القرآن وروايته على القراء (السماع) لا على الكتابة (الصُّحُف).

            ـ وفي ((صحيح مسلم)) (2865) من حديثِ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ.. فذكر حديثًا طويلاً، وفيه يقول سبحانه لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ))
            يقول الإمام النووي في ((شرح صحيح مسلم)): ((أَمَّا قَوْله تَعَالَى [يعني في الحديث القدسي]: (لَا يَغْسِلهُ الْمَاء) فَمَعْنَاهُ : مَحْفُوظ فِي الصُّدُور, لَا يَتَطَرَّق إِلَيْهِ الذَّهَاب, بَلْ يَبْقَى عَلَى مَرّ الْأَزْمَان. وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: (تَقْرَأهُ نَائِمًا وَيَقْظَان) فَقَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ يَكُون مَحْفُوظًا لَك فِي حَالَتَيْ النَّوْم وَالْيَقَظَة, وَقِيلَ : تَقْرَأهُ فِي يُسْر وَسُهُولَة)).


            https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
            وينصر الله من ينصره

            تعليق

            • سيف الكلمة
              إدارة المنتدى

              • 13 يون, 2006
              • 6036
              • مسلم

              #21
              يقول أبو بكر بنُ مجاهد في ((كتاب السبعة في القراءات)) (88): ((ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءة عن أئمة أهل كل مصر من هذه الأمصار
              أسانيد قراءة نافع
              فأما قراءة نافع بن أبي نعيم فإني قرأت بها على عبد الرحمن بن عبدوس من أول القرآن إلى خاتمته نحوا من عشرين مرة))أهـ
              ثم بدأ في سرد أسانيده إلى أئمة القراءات..
              فانظر إلى قوله عن قراءة نافع فقط: ((فأما قراءة نافع بن أبي نعيم فإني قرأت بها على عبد الرحمن بن عبدوس من أول القرآن إلى خاتمته نحوًا من عشرين مرة)).
              فهو قد قرأ قراءة واحدة فقط من قراءات القرآن على شيخٍ واحدٍ فقط نحوًا من عشرين مرة، فما بالك ببقية القراءات وبقية الشيوخ؟!!
              وهذا يؤكد ما نكرره دائمًا أن الاعتماد في نقل القرآن وروايته على السماع لا على الكتابة.

              وانظر إلى قول أبي بكر بن مجاهد في نفس الكتاب (48) أثناء كلامه على روايات القرآن: ((ومنها ما توهم فيه من رواه فضيع روايته ونسى سماعه لطول عهده فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله، وربما سقطت روايته لذلك بإصراره على لزومه وتركه الانصراف عنه ولعل كثيرا ممن ترك حديثه واتهم في روايته كانت هذه علته.
              وإنما ينتقد ذلك أهل العلم بالأخبار والحرام والحلال والأحكام
              وليس انتقاد ذلك إلى من لا يعرف الحديث ولا يبصر الرواية والاختلاف
              )).
              فانظر كيف يُتْرَك الراوي للقرآن إذا ((نسي سماعه))؟!

              وانظر إلى قول أبي بكر بن مجاهد في ((كتاب السبعة في القراءات)) أيضًا (46): ((وقد ينسى الحافظ فيضيع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرىء نفسه وعسى أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه.
              أو يكون قد قرأ على من نسى وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم فذلك لا يقلد القراءة ولا يحتج بنقله.
              ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون بذلك مبتدعًا.
              وقد رويت في كراهة ذلك وحظره أحاديث)).
              ثم يروي لنا ابنُ مجاهد بإسناده:
              ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)).
              ـ وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه: ((اتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموهم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالاً بعيدًا)).
              ـ وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((إن رسول الله يأمركم أن تقرءوا القرآن كما عُلِّمتم)).
              ـ وعن عبد الله بن مسعود نحو أثر عليٍّ، ولكني رأيتُ إسناده ضعيفًا فلم أذكره.
              ـ قال ابنُ مجاهد: ((وقد كان أبو عمرو بن العلاء وهو إمام أهل عصره في اللغة وقد رأس في القراءة والتابعون أحياء وقرأ على جلة التابعين مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة ويحيى بن يعمر وكان لا يقرأ بما لم يتقدمه فيه أحد.
              حدثني عبيد الله بن علي الهاشمي وأبو إسحق بن إسماعيل بن إسحق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي قالا: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: أخبرنا الأصمعي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قد قُرِىءَ به لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا.
              وحدثني عبيد الله بن علي قال: حدثنا ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: قلت لأبي عمرو بن العلاء {وبركنا عليه} في موضع {وتركنا عليه} في موضع أيعرف هذا؟ فقال: ما يعرف إلا أن يُسْمع من المشايخ الأولين.
              قال: وقال أبو عمرو: إنما نحن فيمن مضى كبقل في أصول نخل طوال
              قال أبو بكر: وفي ذلك أحاديث اقتصرت على هذه منها)).

              فحتى وإن كان وجهًا جائزًا في اللغة لا يُقْرَأُ به، وإنما يُقْرأُ بما سُمِعَ، وأُخِذَ روايةً وسماعًا، وعلى هذا كلام أبي عمرو بن العلاء السابق في قوله: ((لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قد قُرِئَ به لقرأتُ حرف كذا كذا وحرف كذا كذا)) يعني أن اللغة العربية ووجوهها يصح فيها ويجوز قراءة هذه الحروف على الشكل الذي قصده أبو عمرو، ولكن لا يصح في القرآن إلا أن يكون مسموعًا..

              وانظر ما رواه لنا ابنُ مجاهد في ((كتاب السبعة في القراءات)) أيضًا (51) (وسأختصر الأسانيد هنا):
              ـ عن محمد بن المنكدر قال: ((قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول)) قال: وسمعت أيضا بعض أشياخنا يقول عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز مثل ذلك.
              ـ وعامر الشعبي قال: ((القراءة سنة فاقرءوا كما قرأ أولوكم)).
              ـ وعن صفوان بن عمرو وغيره قالوا: سمعنا أشياخنا يقولون: ((إن قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول)).
              ـ وعن عروة بن الزبير قال: ((إنما قراءة القرآن سنة من السنن فاقرءوه كما عُلِّمتموه)).
              وفي لفظٍ عن عروة بن الزبير قال: ((إنما قراءة القرآن سنة من السنن فاقرءوه كما أُقْرئتموه)).
              ـ وعن زيد بن ثابت قال: ((قراءة القرآن سنة)).

              https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
              وينصر الله من ينصره

              تعليق

              • سيف الكلمة
                إدارة المنتدى

                • 13 يون, 2006
                • 6036
                • مسلم

                #22
                وقال ابن الجزري: ((ثم إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، لا على خط الْمصاحف والكتب، وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لِهَذِهِ الأمة)) [النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/6].

                ويقول الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه: ((والاعتماد فى نقل القرآن على حفظ القلوب لا على المصاحف؛ كما فى الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: (إِنَّ ربى قال لي أَن قم في قريش فأنذرهم فقلت: أي رب إذًا يثلغوا رأسي - أي يشدخوا- فقال: إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانًا فابعث جندا أبعث مثليهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وأَنْفق أُنْفِق عليك)؛ فأخبر أن كتابه لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء بل يقرؤه فى كل حال، كما جاء في نَعْتِ أُمَّتِه: (أناجيلهم فى صدروهم)، بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب ولا يقرأونه كله إلا نظرًا لا عن ظهر قلب)) [مجموع الفتاوى لابن تيمية 13/400].

                وفي تفسير الآلوسي: ((المرعى فيه السماع من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم)) [روح المعاني للآلوسي 1/21].
                وقال الآلوسي أيضًا أثناء ردّه على بعضهم: ((فلأن قوله: إن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مجموعًا مُؤَلَّفًا على ما هو عليه الآن إلخ؛ إنْ أراد به أنه مرتب الآي والسور كما هو اليوم وأنه يقرأه من حفظه في الصدر من الأصحاب كذلك لكنه كان مفرقًا في العسب واللخاف؛ فمُسَلَّمٌ)) [روح المعاني 1/25].
                ويقول الزرقاني في ((مناهل العرفان)): ((وقد قلنا غير مرة: إن المعول عليه وقتئذٍ كان هو الحفظ والاستظهار، وإنما اعتمد على الكتابة كمصدر من المصادر زيادة في الاحتياط ومبالغة في الدقة والحذر)) [مناهل العرفان 1/177].


                https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                وينصر الله من ينصره

                تعليق

                • سيف الكلمة
                  إدارة المنتدى

                  • 13 يون, 2006
                  • 6036
                  • مسلم

                  #23
                  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستشار سالم عبد الهادي
                  شهادة من ألماني

                  يقول د. مراد هوفمان: ((إن المستشرقين حاولوا إثبات أن القرآن ليس من عند الله وفشلوا، كما فشلوا فى إثبات حدوث تغيير فى أى حرف أو كلمة فيه، وقد يرفض غير المسلم محتوى القرآن، ولكنه لا يستطيع أن يتجاهل تأثيره الخلاب على قارئه والمستمع إليه، ويجد الباحث أن فى القرآن إشارات علمية لم تكن معلومة فى هذا الزمان ثم ثبت صدقها مؤخرا...... والقرآن هو الكتاب الوحيد فى العالم الذى يحفظه ملايين البشر عن ظهر قلب، ولغة القرآن هى العربية التى تجمع العالم الإسلامى الذى يزيد على 1200 مليون مسلم، والقرآن هو الذى حافظ على اللغة العربية بقواعدها وكلماتها، ولذلك فهى اللغة الوحيدة فى العالم التى كتب بها القرآن منذ أكثر من 1400 عام، ولا يزال مئات الملايين من عامة أهلها يستطيعون قراءته دون تأهيل بدراسات خاصة ودون ترجمته إلى اللغة المتداولة الآن عند العرب، فلغة القرآن هى اللغة التى يتكلم ويكتب بها العرب حتى اليوم...))أهـ
                  q=cache:QlulhhJ22MsJ:http://www.sis.gov.eg/islamic/html/i...TF-8&inlang=ar]رابط الموضوع على الشبكة[/URL]
                  وقد سبق معنا هذا الكلام، ولكن رأيتُ إعادته هنا لفائدة الكلام عن حفظ القرآن في الصدور.
                  https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق

                  • سيف الكلمة
                    إدارة المنتدى

                    • 13 يون, 2006
                    • 6036
                    • مسلم

                    #24

                    ومن هنا يظهر للقراء الكرام أن الأصل في رواية القرآن وتلقّيه على السماع والحفظ، لا على الكتابة والمصاحف..

                    وقد صار هذا ديدنًا لعلماء القراءات يذكرونه في فواتح كتبهم، بعبارات شتى، ومعنًى واحدٍ.

                    ومن ذلك قول أبي عمرو الداني في مقدمة كتابه ((نقط المصاحف)): ((هذا كتاب علم نقط المصاحف وكيفيته على صيغ التلاوة ومذاهب القراءة)).

                    ويقول ابن خالويه في مقدمة كتابه ((الحجة في القراءات السبع)) (61) في بيان منهجه في كتابه: ((فإني تدبرت قراءة الأئمة السبعة، من أهل الأمصار الخمسة، المعروفين بصحة النقل وإتقان الحفظ، المأمونين على تأدية الرواية واللفظ)).


                    https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                    وينصر الله من ينصره

                    تعليق

                    • سيف الكلمة
                      إدارة المنتدى

                      • 13 يون, 2006
                      • 6036
                      • مسلم

                      #25
                      طبقات القراء


                      ولنرجع إلى كتب تراجم أهل الإسلام، لنرى من بينها كتبًا خاصةً في ((طبقات القراء))، لجماعةٍ من أهل العلم، ولنأخذ كتابًا من هذه الكتب لنرى ما فيه:
                      وهو كتاب ((غاية النهاية في طبقات القراء)) لابن الجزري رحمة الله عليه.
                      فماذا لديك أيها الإمام العظيم؟
                      يرى الناظر في كتاب ابن الجزري المذكور عنايته الفائقة ببيان من ((قرأ عليه)) المتَرْجَم له من الشيوخ والمقرئين، كما يذكر التلاميذ الذين قرأوا على هذا الشيخ صاحب الترجمة، وبأي قراءة قرأوا؟ وكيفية القراءة؟
                      ثم هو يتكلم على القراءات الصحيحة ويميزها من غيرها..
                      فإذا قرأ أحدهم بعض القرآن ولم يُتِمَّه بَيَّـنَ ذلك بيانًا شافيًا، وذكر الجزء الذي قرأ به، فيقول: قرأ من كذا إلى كذا..
                      ويستمر ابنُ الجزري رحمة الله عليه على هذا الخط حتى تنتهي تراجم كتابه التي بلغت الآلاف..
                      ولنأخذ بعض هذه التراجم، ليقف القراء الكرام بأنفسهم على عبارات ابن الجزري في تراجم كتابه (وسأختصر التراجم على اسم المترجَم له، وعبارة ابن الجزري الدالة على المراد، وما هو لصيق الصلة بما نحن فيه من الترجمة).
                      يقول ابن الجزري رحمة الله عليه بعد مقدمة كتابه:
                      باب الألف
                      1-أبان بن تغلب ..... أخذ القراءة عنه عرضًا محمد بن صالح .....

                      2- أبان بن يزيد ... قرأ على عاصم وروى الحروف عن قتادة بن دعامة، روى القراءة عنه بكار بن عبد الله العودي و......

                      3- إبراهيم بن أحمد ...... قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن .....وقول الهذلي أن الشذائي قرأ عليه غلط فاحش......
                      4- إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم .... روى القراءات لنا إجازة من كتاب الكامل ..... وسماعا من الشاطبية عن الخطيب أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري بسماعه من السخاوي، سمعها منه جماعة من الطلبة وابني محمد في الثانية.....

                      5- إبراهيم بن أحمد بن إسحاق ..... قرأ على أحمد بن عثمان بن بويان وأحمد بن عبد الرحمن الولي وأبي بكر النقاش وأبي بكر بن مقسم ومحمد ابن علي بن الهيثم وبكار ومحمد بن الحسن بن الفرج الأنصاري وعبد الواحد ابن عمر بن أبي هاشم ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مرة بن أبي عمر الطوسي النقاش وعبد الوهاب بن العباس وقرأ الحروف على أحمد بن الحسن القرماسيني عن أبي بكر الأصبهاني وغيره وأبي سليمان محمد بن عبد الله بن ذكوان وعثمان بن أحمد ابن عبد الله الدقيقي عن صاحب خلف وأبي بكر أحمد بن جعفر بن أحمد الشعيري عن صاحب أبي حمدون وعلي بن محمد بن جعفر بن خليع الخياط ومحمد بن بشر بن أحمد الصايغ وأبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد الختلي وقال الهذلي إنه قرأ على الزينبي ولا يصح ذلك لأنه ولد بعد وفاته بست سنين، قرأ عليه الحسن بن علي العطار والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني والأهوازي وأبو علي البغدادي صاحب الروضة وأبو نصر أحمد بن مسرور وأحمد بن ضروان وأبو عبد الله محمد بن يوسف الأفشيني روى عنه الحروف....

                      6- إبراهيم بن أحمد بن اسماعيل ... وقرأ بكل ما قرأ به الكندي عليه ثم طال عمره فكان آخر من قرأ على الكندي وقصده الناس من الأقطار، قرأ عليه الأستاذ محمد بن إسرائيل القصاع ومحمد المزراب المصري وإبراهيم البدوي والشيخ الصالح أبو محمد الدلاصي وشيخ وقته محمد بن أحمد الصايغ وإبراهيم بن إسحاق الوزيري وأبو بكر بن ناصر المبلط....

                      7- إبراهيم بن أحمد بن .... روى القراءة عرضا وسماعاً عن علي بن سليم .. وعن ... قرأ عليه الحسين بن شاكر ومحمد بن عمر بن بكير وسمع منه قراءة الكسائي وقرأ عليه أيضاً أبو الحسين علي بن محمد الخبازي وعلي بن طلحة البصري والكارزيني والقاضي أبو العلاء وسمع منه الحروف علي بن محمد بن قشيش والحسن بن علي الجوهري وأبو الفضل الخزاعي...

                      10- إبراهيم بن أحمد بن عبد .. أمام متقن، قرأ على أبي المطرف ...

                      13- إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن ... قرأ القراءات بدمشق على ... وقرأ من أول القرآن إلى المفلحون على ... وقرأ عليه الشاطبية وقرأ القراءات العشر على أبي حيان والسبع على ابن السراج و....

                      3300- محمد بن قيماز عتيق بشر الطحان الحاج أبو عبد الله الدمشقي مقرئ، تلا السبع على الإمام السخاوي إفراداً وسمع صحيح البخاري من ابن الزبيدي وروى عن ابن باسويه، مات سنة اثنتين وسبعمائة عن ثلاث وثمانين سنة ولم أعلمه أقرأ.

                      3656- نظيف بن عبد الله أبو الحسن الكسروي نزيل دمشق مولى بني كسرى الحلبي مقرئ كبير مشهور، أخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد .... وعبد الصمد بن محمد العينوني في سنة تسعين ومائتين ولم يكمل القرآن عليه ...

                      ويختم ابن الجزري كتابه بقوله: ((وهذا آخر ما يسر الله جمعه من غاية النهاية في أسماء رجال القراءات أُولَي الرواية والدراية))...إلخ.



                      https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                      وينصر الله من ينصره

                      تعليق

                      • سيف الكلمة
                        إدارة المنتدى

                        • 13 يون, 2006
                        • 6036
                        • مسلم

                        #26
                        لا تأخذوا القرآنَ مِنْ مُصْحَفِيٍّ


                        وبناء على ما سبق، فقد أَرَسَلَها أئمتُنا الكرام رضي الله عنهم قاعدةً أصيلةً حَمَلَتْها الركبان إلى جميع الأقطار؛ لتقول لهم:
                        ((لا تأخذوا القرآن مِنْ مُصْحَفِيٍّ، ولا العلم (أو الحديث) عن صُحُفِيٍّ)).
                        فقطع أئمتُنا بذلك كل طُرق الاعتماد في نقل القرآن على الكتابة والمصاحف، وتركوا الباب مفتوحًا أمام السماع والأسانيد لا غير..

                        ـ فَعَن سليمان بن موسى أَنَّه قال: ((لا تأخذوا الحديثَ عن الصُّحُفيِّين، ولا تقرؤوا القرآنَ على الْمُصْحَفِيِّين)) [((الجرح والتعديل)) لابن أبي حاتم (2/31)، و((المحدث الفاصل)) للرامهُرْمزي (211)].

                        ـ وقال سعيد بن عبد العزيز: ((لا تأخذوا العلم عن صُحُفِيٍّ، ولا القرآن مِنْ مُصْحَفِيٍّ)) [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/31].

                        ـ ويقول الوليد بن مسلم: ((لا تأخذوا العلم من الصُّحُفيِّين ولا تقرءوا القرآن على الْمُصَحَفِيِّين؛ إلا مِمَّن سمعه مِن الرجال وقرأَ على الرجال)) [((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (63/292)، و((تهذيب الكمال)) للمزي (31/98)].

                        ـ ويقول السخاوي في ((فتح المغيث)) (2/262): ((والأخذ للأسماء والألفاظ من أفواههم - أي العلماء بذلك، الضابطين له ممن أخذه أيضًا عمن تقدم من شيوخه وهلم جرَّا- لا من بطون الكتب والصُّحُف من غير تدريب المشايخ: أَدْفَع للتَّصحيف، وأَسْلَم من التبديل والتحريف....
                        وقد روينا عن سليمان بن موسى أنه قال: كان يقال: لا تأخذوا القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي.
                        وقال ثور بن يزيد: لا يفتي الناس صحفي ولا يقرئهم مصحفي.
                        وقد استدل بعضهم بقول عمران -لما حَدَّث بحديثٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال له بشير بن كعب: إن في الحكمة كذا-: أُحَدِّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن الصحف؟
                        وروينا في مسند الدارمي عن الأوزاعي أنه قال: ما زال هذا العلم في الرجال حتى وقع في الصحف فوقع عند غير أهله))أهـ

                        ـ ويقول الصنعاني في ((توضيح الأفكار)) (2/394): ((ويقال: لا تأخذ القرآن من مُصْحَفِيٍّ ولا العلم من صُحُفِيٍّ)).
                        ومما حكاه الصنعانيُّ في ذلك: قول القائل:
                        ((والعلم إِنْ فاتَه إسنادُ مُسْنِدِه ... كالبيتِ ليس له سقْفٌ ولا طُنُب))
                        والطُّنُب حبلٌ يُشَدّ به البيت، فكأنه بيتٌ لا عماد له ولا سقف.

                        https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                        وينصر الله من ينصره

                        تعليق

                        • سيف الكلمة
                          إدارة المنتدى

                          • 13 يون, 2006
                          • 6036
                          • مسلم

                          #27
                          تذكير بالعناوين الجديدة

                          ونتوقف قليلاً لنُذَكِّر القراء الكرام بالعناوين الجديدة في الموضوع.
                          وهي كالتالي:


                          ماذا وراء مقارنة د.موراني
                          بين القرآن وبين الإنـجـيـل (الحالي)؟


                          مقدَّسٌ حتى إشعار آخر!!
                          الإنجيل في نظر د.موراني
                          وماذا يريد من القرآن؟


                          مَنْ يملك حق تحقيق القرآن؟!

                          شهادة من ألماني

                          إضافة مهمة..

                          هكذا يُبْطِلُونَ المعجزةَ القرآنية ويهدمون الإسلام!!
                          فهل يقدرون على مثلِه؟!


                          فاصلٌ قصير

                          سَـمَــاعِــيٌّ
                          مِن البدايةِ إلى النهايةِ


                          طبقات القراء

                          لا تأخذوا القرآنَ مِنْ مُصْحَفِيٍّ

                          أقوال مأثورة

                          يقول د.مراد هوفمان: ((والقرآن هو الكتاب الوحيد فى العالم الذى يحفظه ملايين البشر عن ظهر قلب)).
                          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                          وينصر الله من ينصره

                          تعليق

                          • سيف الكلمة
                            إدارة المنتدى

                            • 13 يون, 2006
                            • 6036
                            • مسلم

                            #28
                            ليست بأول خصالكم ولا آخرها!!


                            اقتباس:
                            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موراني مرة واحدة
                            لا تسعد بالمتابعة , يا (المستشار) ,
                            حديثك لا يقلقني لأنه يخرج من الموضوع الأصلي أذ هو هراء وتكرار لما سبق منه الكلام
                            فمن هنا أرفض الاشارات الى (التجاملات) من جانبك .
                            قأقول : عليكم أن تستمروا في هذا الحوار (الذي ليس حوارا) تحت عنوان آخر وليس تحت اسمي .
                            كما طلبت ذلك من المشرفين في هذا المنتدى (العلمي)


                            حتى هذه الساعة لم يقدر د.موراني على إثبات دعواه في أن الموضوع لا صلة له به، أو أنه هراء كما يزعم!!
                            وليست هذه بالمرة الأولى التي يعجز فيها د.موراني عن إقامة دعواه، والدفاع عنها، وإيراد الأدلة عليها..
                            فهو كغيره من المستشرقين يقولون ما لا يعرفون، ويرددون ما يُمْلَى عليهم بكرةً وأصيلاً، دون فهم لمحتواه، أو دراية بما ينطقون!!
                            وإنما يحاولون التشويش والتشكيك لا أكثر!!
                            ولعل من المناسب هنا أن نعيد على القراء مؤهلات د.موراني التي يتكلم على أساسها، وقد ذكرها هو نفسه في لقاء شبكة أهل التفسير به، وهاكم النص من كلامه في لقائه المذكور في ثوبه الأخير بعد نشره في موقع http://www.qudsnet.com/mynews/modules.php?name=News&file=article&sid=%205900 ]((قدس نت))[/URL]
                            حيث يقول د.موراني:
                            ((د.موراني : قضيتُ ثلاثةً وأربعين عاماً في هذه الدراسات ، منها عشرة أعوام طالباً في الجامعات، ولم أنقطع عن الدراسة إلا عامين فقط . وقد كانت بداية الدراسة صعبةً ؛ إذ كانت هذه الحضارةُ غريبةً عليَّ ، كما كانت المعايير الدينية غريبةً أيضاً ، إلى جانب صعوبة دراسة اللغة. وقد تغيرت الأحوال عند لقائي الأول والمباشر بهذه الحضارة ، وبهذا المجتمع الآخر أثناء إقامتي الأولى في مصر.

                            لم أبحث عن العلم والدرس في كلية الآداب في جامعة القاهرة ، بل أردت أن أقترب من هذا المجتمع اقتراباً مباشراً ؛ لكي أفهم طريقة تفكير الناس ولكي أفكر كما يفكرون.لم أحضر المحاضرات في الكلية إلا من حينٍ إلى آخر ، وقضيتُ أغلبَ أوقاتي في جوار الأزهر مع تجار خان الخليلي ، وقضيت معهم الأيام من الصباح حتى ما بعد العصر. وكانت لهذه اللقاءات المتواصلة ثمراتها من ناحيتين:

                            أولا: فهمتُ لهجة الناس ، وأصبحتُ ملازماً لهم في الحديث اليومي.

                            ثانياً: تعرفت على وفاء هؤلاء الذين صحبتهم في القاهرة ، حيث جئت زائراً لهم بعد اثني عشر عاماً ، وعندما دخلت السكة في الحارة التي كنت أتجول فيها يومياً قام التاجر الفلاني من كرسيه ، وقام الآخر ، والثالث ورحبوا بي ، وسلَّموا عليَّ باسمي وهو بلا شك غريب عليهم لأنه اسم (خَواجة) ، و سلُّموا عليَّ كأَنني فارقتُهم بالأمس. فهنا أخاطبكم جَميعاً : مَنْ يبحث عن هذا الكرمِ وهذا الوفاءِ في المجتمع الغربي فإنه يبحث عنه بلا جدوى !

                            هكذا كان اللقاء الجديد ليس مع التجار فحسب بل ببعض طلبة الأزهر أيضاً الذين التقيت بهم في مناسباتٍ عديدة ، حتى أصبحتُ ضيفاً دائماً أيام الجمعة لحضور الخطبة في رحاب الأزهر الشريف حيث سَمحَ لي الخطيبُ حينذاك أَنْ أستمع إلى الخطبةِ ، وأنا أنتظره في مكتبه أثناءَ الصلاة.

                            وهناك تعرفتُ على فئاتٍ أخرى من الناس لم أستطع أن أعرفهم في كلية الآداب في الجامعة. وهنا لم يجر الحديثُ حول التأريخ كما جرى في الكلية ، بل حول الحديث النبوي وفهمه أولاً ، وبعد ذلك عن التفسير وعلومه.

                            وأصبح من الضروري أن أدخل المكتبة الأزهرية لكي أطلب مخطوطاً في قاعة محمد عبده لقراءته أو للنظر فيه لأول مرة في حياتي عام 1968م ،كانت هذه الخطوات الأولى اقتراباً من هذهِ الحضارةِ ، وهذا المجتمع المُسْلِم , وهي تجاربُ لا تُدَرَّسُ في الكليات.

                            أَمَّا الشِّعْرُ فلم يكن لي اهتمامٌ به ، غير أنَّ أستاذي في جامعةِ بون كان متخصصاً في الشعر الأندلسي ، وقد عَذَّبنا به ، وبتراجم الشعراءِ ، وقرأنا عليه الشعر بغير رغبة فيه. وهكذا الأمرُ في الشعر بصورةٍ عامةٍ لا أجدُ ميلاً وتسليةً في قراءته حتى الشعر الكلاسيكي الأوروبي)). انتهى كلامه.

                            فهذه هي مؤهلات د.موراني كما يراها القراء في كلامه:
                            جاء ليدرس، فلم يحضر الدراسة، ولم يذهب للكلية إلا من آنٍ لآخر، ثم هو قد حوَّلَ إقامته بالقاهرة إلى نزهة يتعرف فيها على اللهجة العامية المصرية، ووفاء أولاد البلد كما يقال في مصر..
                            وبناءً على هذه المؤهلات الرائعة!! والعظيمة!! والتي لا تكاد توجد لدى أحدٍ من علماء العصر، بل ولا العصور السابقة!! قد صار د.موراني مؤهلاً للكلام على ديننا!!
                            فأين الدراسة؟ وأين العلم الأكاديمي؟ وأين؟ وأين؟ ومائة أين؟!!
                            من أراد الجواب فليذهب لتجار خان الخليلي الذين أحبهم د.موراني لعله يجد عندهم جوابًا ما!! لأن مثل هذه الصورة التي يذكرها د.موراني لا نعرفها عندنا إلا في فشلة الطلبة الذين يفرون من دراستهم لقلة فهمهم أو تعسرهم الدراسي!!
                            فمثلهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا..

                            وما علمنا مستشرقًا يفقه شيئًا في ديننا ولا حتى في دينه!!
                            وما علمناهم إلا أبواقًا للسياسة أو الكنيسة أو التنصير أو الاحتلالات وهلم جرَّا؟!!

                            فمثل هؤلاء لا علم عندهم ببحثٍ أو أدلةٍ!!

                            وأمامنا المثال الحي الآن في د.موراني، وعجزه المستمر عن إقامة دعواه أو الدفاع عنها علانية، في الوقت الذي يجادل فيها على الخاص أو مع الجمهور كما عبر أحد الأفاضل في التعليق على هذا الموضوع.

                            ومع هذا يوجه د.موراني حديثه إلىَّ فيقول:
                            اقتباس:
                            حديثك لا يقلقني..
                            وأنا أسأل القراء الكرام: هل سبق أَنْ قلتُ له: إن حديثي يقلقه؟!!
                            لم يسبق لي ذلك أبدًا، فلماذا بدأ هو بذلك؟!
                            ومن هنا يفهم القراء معنى هذه الكلمة التي تحتوي فعلاً على قلقٍ بالغٍ جدًا لديه، على قاعدة: يكاد المريب يقول خذوني!!

                            على كل حالٍ لابد من رصد الدروس المستفادة من كلام د.موراني السابق هنا، وهي كالتالي:
                            الأول: أن المعايير الدينية كان لها أثرها على الدراسة والبحث، كما هو واضح في كلام د.موراني المذكور..
                            الثاني: أنه لم يدرس ديننا دراسةً أكاديمية، ولم يتعرف عليه من خلال دراسته على أهله، وإنما كون معلوماته من خلال مصادره المتمثلة في الباعة المتجولين، أو الباعة الثابتين في خان الخليلي، وزعم أنه فهم ديننا وحضارتنا من خلال اللهجة العامية المصرية..
                            ثم هو لم يذهب للكلية إلا من آنٍ لآخر!!
                            ومع كل هذا؛ دخل الأزهر، واطلع على المخطوطات، وفعل وفعل..

                            لقد صار باحثًا وهو لم يدرس شيئًا بعدُ على أهله!!

                            وإنها لإحدى الكُبَر!!

                            ولنا عودةٌ ولقاءٌ إن شاء الله تعالى ذلك ويسره.


                            https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                            وينصر الله من ينصره

                            تعليق

                            • سيف الكلمة
                              إدارة المنتدى

                              • 13 يون, 2006
                              • 6036
                              • مسلم

                              #29
                              الانتكاسة المبكرة!!


                              ربما ظنَّ بعض القراء أن القصة ستقف عند طعن د.موراني أو غيره من المستشرقين في القرآن!
                              كلا؛ فالقصة ماضية، والمشوار طويل؛ لأنها لم تبدأ بالطعن في القرآن، وإنما جاء الطعن في القرآن بعد مشوار طويلٍ من الطعن في السنة النبوية، وطرق تدوينها، وإثارة الشبهات حولها..
                              لكن سرعان ما قام الأكفاء الكرام من المسلمين الأماجد بكشف المخطط، وإزالة الستار عن الوجه القبيح للحضارة الغربية (إن جازت تسميتها حضارة)!!
                              القصة تكمن في صراعٍ طويل بين الحق والباطل، ومدافعة وملاحة مستمرة بين أهل الحق وأهل الباطل..
                              وفي عصرنا هذا أراد الأقزام أن يقفزوا على أكتاف الكبار، فزعموا لأنفسهم حضارةً!! إي والله زعموا لأنفسهم حضارة!! ثم هاهم ينادون بحوار الحضارات بدلاً من صراع الحضارات!!
                              وصدق الأستاذ سيد قطب رحمة الله عليه حين كان يردد: ((ألا مَنْ للأقزام بمن يقنعهم أنهم ليسوا بعدُ إلا الأقزام))!! أو نحو هذه العبارة التي لهج بها في كتابه حول (معركة الإسلام والرأسمالية).
                              وفي حالٍ من انعدام الوزن والثقة وزلزلة عروش القيم الأصيلة والمبادئ القويمة في عقول الناس بدأ الجهلة والسذج ينخدعون بهذه الدعوى المتهالكة التي لم يقصد منها سوى إسباغ الشرعية على (الحضارة الغربية) وكسب الاعتراف بها كحضارة قائمة، بل ولها من القوة والنِّدِّية ما يوازيها بالحضارة العربية أو الإسلامية على حدِّ زعم أقزامها!!
                              لنرجع إلى تعريف الحضارة، وننقل فيه قول د.حسين مؤنس في أول كتابه (الحضارة دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها) وهو الكتاب الأول من سلسلة (عالم المعرفة) الشهيرة، حيث يقول د.مؤنس في تعريف الحضارة: ((الحضارة ـ في مفهومنا العام ـ هي ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان)) إلخ.
                              فأين الجهد الذي قام به الأقزام؟
                              هل تسمى سرقة ديكارت لبعض أفكار الغزالي مثلاً حضارةً وعلمًا؟
                              أم يسمى تحريف الدين وتزوير التوراة والإنجيل حضارة وعلمًا؟
                              لاشك أن شيئًا من ذلك كله لا يسمى حضارة ولا علمًا، ولا قيمة به في سوق العلم أصلاً!
                              ومع هذا جاء الأقزام ليعيدوا (حوار الحضارات بدلا من صدام الحضارات) من باب (ما يتكرر يتقرر)، لا رغبة في الحوار، ولكن رغبة من الأقزام في الاعتراف بحضارتهم المزعومة، والتي تقوم على تحريف الدين واغتيال العلم في آنٍ واحدٍ!!
                              أنا لا أرفض الحوار أبدًا؛ كلا..
                              ولكني ضد تسمية التحريف والتزييف والسرقة حضارةً وعلمًا!

                              ورغم ذلك كله اتَّكَأَ المستشرقون على (حضارة الأقزام) فجادلوا عنها، ونعتوها بصفات الجلال والبهاء، وطعنوا في غيرها..
                              وامتدادًا لهذا النهج المقلوب يأتي د.موراني ليكمل مسيرة أسلافه في تزيين الحضارة الغربية العليلة، والطعن في ثوابت الإسلام الراسخة..
                              ومن ذلك ادِّعاء أن النص المنشور من القرآن بأيدي المسلمين ليس محققًا، وأنه بحاجة إلى تحقيق، ثم احتمال أن تأتي لنا المخطوطات في نظره بزيادة أو نقصان أو تغيير في الترتيب!!
                              مع علم د.موراني الأكيد أن الأصل في نقل القرآن السماع لا الكتابة والمصاحف!!
                              وأقول مع علمه الأكيد بذلك؛ لأنه يستحيل في عقل إنسان أن ينشر د.موراني كتابًا لابن وهب في التفسير، ثم هو يطلع على كتب أسلافه التي نشروها حول القرآن، ويطلع على كثير من كتب الإسلام، ويذكر القراءات في كلامه..إلخ.
                              فمستحيل أن يطلع على هذا كله ثم لا يطلع على أن الأصل في نقل القرآن السماع لا الكتابة في المصاحف، خاصة وأن أئمة القراءات والتفسير هم فرسان هذه المسألة، وقد ذكرها ابن الجزري وغيره في مقدمات كتبهم، فهي مما لا يخفى على من لامس هذه الكتب بيده.
                              فإما أن يعترف د.موراني بأنه اطلع عليها ولكنه أخفاها لمآرب خاصة وطعنًا في الدين الإسلامي، أو يعترف بأنه لم يكتب في حياته حرفًا واحدًا، ولم يحقق كتابًا، ولم يدرس شيئًا ولا سمع بشيءٍ، وإنما كتب له ذلك كله بعض المستأجرين من هنا أو هناك.
                              فإما أن يعترف بتعمُّدِ الطعن والخيانة، أو يعترف بالجهل والسرقة وتزييف الحقائق.
                              وسنترك له حرية الاختيار!!
                              نعم؛ قد سبق نقل كلام ابن الجزري وهو إمام القراءات، كما سبق نقل كلام غيره من أئمة القراءات والتفسير وغيرهما في هذا الشأن! وكتبهم مما لابد أن يطلع عليها د.موراني في تحقيقه لتفسير ابن وهبٍ، أو في كلامه عن القراءات!!
                              فلم يبق إلا أن يكون د.موراني قد أخفى الحقيقة التي وقف عليها هو وأسلافه طلبًا منهم جميعًا لغاية واحدة وهي التشكيك في القرآن الكريم، والطعن في ثوابت الإسلام العظيم.

                              ورغم هذا كله لا زال د.موراني يتكلم من فوق!! ويرفض الاعتراف بالحق، ويكتب وكأنه وحده العالم بكل شيء، وأما غيره فلابد أن يتعلم قبل أن يتكلم، كما نصح د.موراني للعضو (سيف الكلمة) كما هو مدوَّن في تعليقات الأعضاء والقراء الكرام على هذا الموضوع من هذا المنتدى الكريم.

                              بل يرفض أن يقال عنه: إنه انسحب من الموضوع، فضلا عن هروبه، أو عجزه عن إقامة دعواه التي ادعاها على القرآن الكريم، وفشله في إقامة البينة على ما قاله بهذا الخصوص!
                              فجاء يكتب لي في رسائله التي نشرها في التعليق على هذا الموضوع: ((Sun, 26 Jun 2005 20:42:35
                              > مساء الخير
                              >: أنت تكتب الآن:
                              > وذلك بعد التذكير إلى أنه ليس من حق د. موراني أدبيًا أن
                              ينسحب الآن،
                              >
                              > أين كنت انسحبت , من فضلك ؟
                              > لقد قلت لك رأيي في الحوار حول هذا الموضوع واقترحت أن تنشر ما أرسلت اليك من الرسائل موضحا فيها عدم الفائدة بسبب انطلاقنا من زاويتين مختلفتين)).


                              حتى إلصاق الانسحاب به يرفضه د.موراني!!

                              فليكن ما يقوله!!
                              فقد سئم القراء من دعاويه الفارغة التي لا تنطلي على أحدٍ، كما سئم القراء من التواء تصرفاته، وغريب أفاعيله.
                              وقد لفت هذا نظر القراء الكرام فكتب الأستاذ الجليل أحمد منصور يقول:
                              اقتباس:
                              ((أعرفُ هذا جيدًا، وهذا أيضًا يعرفه د. موراني(*)، وكذلك القاريء المتابع. النص الذي كتبته - بهذا الشكل المختصر وبشكل لا يخرج عن حدود الكياسة - فيه رسالة للقاريء الكريم وأظن أنها قد وصلت.

                              فمن يرفض النقاش في موضوع ثم يناقش في التعليقات عليه،
                              ويرفض أن يناقش علنًا ومع هذا يجادل على الخاص،
                              ولا يناقش المحاور الأصلي ويناقش الجمهور؛

                              أكيد أنه لديه أسبابا قوية، أسبابٌ يمكن أن يقال عنها أي شيء إلا أنها علمية)).
                              بل رفض د.موراني المحاورة دون أية شروط مسبقة مني، وبالطريقة التي يحددها هو!!
                              فعلى أي شيءٍ يتباكى؟!!


                              التحقيق في قضية التحقيق؟


                              في النص الأول في هذا الموضوع يقول د.موراني:

                              ((كان هناك مشروع في النص القرآني قبل الحرب العالمية الثانية ، وجَمعَ تلاميذُ نولدكه المشهورون المتخصصون في القراءات نسخاً للقُرآنِ بغرض تحقيقِ النصِّ القرآنيِّ تَحقيقاً علميَّاً كما تُحقَّقُ كتبُ التراث.إذ ما بين يدينا مطبوعاً هو النص المتفق عليه وليس نصاً مُحقَّقاً بِمعنى التحقيق. .... لو قام مجموعة من العلماء بتنفيذ هذا العَمَلِ الضخم من أجل إخراج النصِّ القرآنيِّ على منهج الدراسة المقارنة الإجمالية للنصِّ synopsis لَما كانَ هناك مجالٌ للجدال حول تخطئةِ (القرآن). رُبَّما يترتب على ذلك ترتيبٌ آخر , حتى ولو كان جزئي , للآيات، كما قد نحصل على كلمةِ نَقصٍ هنا ، وكلمةِ زيادةٍ هناكَ الخ ، وهذه الأمور كلها واردة عند الدراسة المقارنة للنص...)).
                              ويكرر د.موراني هذا الكلام في أكثر من مناسبة، كما سبق في المستندات، وكذلك في كلامه في رسائله الخاصة التي نشرها.

                              لكنه يأتي في رسائله الخاصة التي نشرها أيضًا ليقول لنا:
                              اقتباس:
                              ((>Date: Thu, 23 Jun 2005 06:14:25 +0000
                              > >> صباح الخير
                              > >> لا مجال هناك لحوار ما . المشاركة لا
                              معنى لها اذ لم أتطلب بـتحقيق)).
                              يعني أنه لم يطالب بتحقيق القرآن..
                              فماذا يعني قوله السابق هنا:
                              اقتباس:
                              ((كان هناك مشروع في النص القرآني ... بغرض تحقيقِ النصِّ القرآنيِّ تَحقيقاً علميَّاً كما تُحقَّقُ كتبُ التراث.إذ ما بين يدينا مطبوعاً هو النص المتفق عليه وليس نصاً مُحقَّقاً بِمعنى التحقيق..... لو قام مجموعة من العلماء بتنفيذ هذا العَمَلِ الضخم من أجل إخراج النصِّ القرآنيِّ على منهج الدراسة المقارنة الإجمالية للنصِّ synopsis لَما كانَ هناك مجالٌ للجدال حول تخطئةِ (القرآن)... وهذه الأمور كلها واردة عند الدراسة المقارنة للنص...))؟
                              ويمكن صياغة كلامه على الشكل الآتي: ما بين أيدينا مطبوعًا ليس محققًا .. لو قام مجموعة من العلماء بتنفيذ هذا العمل الضخم..إلخ.
                              فهنا يطالب بالتحقيق، ويتمنى لو قام به مجموعة من العلماء، لكنه في رسالته يقول: (لم أتطلب بتحقيق).
                              فأي القولين لـ د.موراني أصح في نظر القرآء الكرام: التحقيق؟ أم عدم التحقيق؟

                              وهذا يذكرني بجداله الطويل وسبه لي ولغيري في (ملتقى أهل الحديث) حين قلتُ له: إن مكتبات الغرب لا تحتوي على فهارس جيدة تشتمل على كل ما فيها حتى الساعة..
                              لكنه اعترف في مشاركاته في (ملتقى أهل التفسير) بما أنكره وجادل فيه، وذكر هو نفسه ما يفيد بأن بعض المخطوطات في مكتبات الغرب لم تفهرس حتى الآن!!
                              فأي القولين أصح له هنا أيضًا؟
                              أم أنه ممن يصدق عليهم قول أهل الحديث: اختلط، حتى فحُش منه الاختلاط فاستحق الترك؟!
                              فهل اختلط د.موراني؟ أم نتج التناقض عن اختلاف من يكتب له هذه المشاركات؟
                              وله أن يختار (وسنترك له الحرية) ما بين مختلطٍ أو سارق لجهود غيره!!


                              والحق أنه في (ملتقى أهل الحديث) يختلف تمامًا عنه في (ملتقى أهل التفسير)، ومن قارن بين بعض مشاركاته في الموقعين سيعلم هذا بجلاء، ويمكن لجميع القراء القيام بهذا الأمر، في بعض المشاركات، ولتكن مشاركاته حول كتاب ابن وهبٍ خاصة، والتي يذكر في موضع أن للكتاب قصة، ولن يذكرها على الملإ، ثم هو يذكرها في مكان آخر.. إلى آخر ما حصل له من تناقضات وتخاليط عجيبة، تدل حتمًا على أمور:
                              إما الجهل الضارب في أصوله.
                              أو اختلاف من يكتب له.
                              أو السرقة.
                              وله حرية الاختيار..

                              لكن اختلاف الشخصية بين الموقعين يُذَكِّر القراء الكرام بعقيدة بولس مؤسس النصرانية الحديثة، حيث يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس : (20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً.) [كورنثوس 9/20 ـ 22].

                              فهو بمائة لونٍ ووجهٍ، على حسب المعطيات التي أمامه، والأشخاص الذين يخاطبهم!!

                              وللقراء الكرام أن يقارنوا بين هذه العقيدة المتلونة القائمة على الخداع والأكاذيب، وبين كلام علاَّمة لغتنا أبي فهرٍ محمود محمد شاكر رحمة الله عليه عن شجاعة العربية، المستمدة من الشجاعة الإسلامية، وصراحة وصدق المسلمين في مواقفهم، وقد ذكره أبو فهرٍ في كتابه الفذ ((أباطيل وأسمار)) وغيره من كتبه.
                              https://www.hurras.org/vb/showthread...462#post301462

                              https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                              وينصر الله من ينصره

                              تعليق

                              • سيف الكلمة
                                إدارة المنتدى

                                • 13 يون, 2006
                                • 6036
                                • مسلم

                                #30
                                قفوا لينصح لكم إبليس!!
                                ويُصَفِّق موراني!!


                                ذهب فرعون يقول لقومه: {مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر:29].
                                وكانوا يرون ما لدى فرعون من بهرج زائفٍ، وما يتحلَّى به من دعاوى فارغة، لكنهم لم يدركوا فراغ دعوته بعدُ، ولا استمعوا نصيحة الصادق نبي الله موسى عليه السلام حين أظهر لهم حقيقة فرعون الخاوية، ووهاء دعوته وخطته الفرعونية، فكانوا كما ذكر الله عز وجل عنهم وعن فرعونهم: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ [51] أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ [52] فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ [53] فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} [الزخرف:51 - 54].

                                نعم؛ أطاعوه؛ لأنهم يرونه ملكهم وعظيمهم..
                                وقد اجتهد منذ الصباح في تزوير الحقيقة لهم، وإظهار الباطل بلباس الحق..
                                ثم هو قدَّمَ لدعوته الفارغة بمقدماتٍ ساعدته في إقامة حجته وإظهار دعوته ولو كانت فارغة!!
                                وهنا صَفَّقَ الجمهور الأكثر فراغًا من الخطيب!!

                                دائمًا ما يقول الناس عند وقوع المتشابهات من الأحداث: التاريخ يُعيد نفسَه بنفسِه..
                                لكن لا زال صديق العمر يقول لي دائمًا: علَّمنا التاريخ أن لا نستفيد من التاريخ!!
                                وصدَقَ صاحبي!!

                                نرجع للمستشرق جولدزيهر، ونمر على نولدكه وشفالي وجون جلكورايست ونختم بموراني..
                                ونسأل: ماذا قَدَّمَ لنا هؤلاء؟
                                لا شيء سوى الخلط و((عجين الفلاحة))!!

                                لكن كان لابد من وضع المقدِّمات الطويلة لهم، التي تساعد على ترويجهم في صفوف المسلمين، كأصحاب فكْر أو حمَلَة علمٍ..
                                ولذا كان لابد من كتبٍ تُكتب، وتُطبع وتُنْشر باسم الدراسات حول الإسلام أو حول القرآن، أو مشاريع مبدعة!! لم تظهر من قبلُ مثل الترتيب الزمني للقرآن الذي أبدعه (ويل) واعتمده (نولدكة) وافتخر به (موراني)!!
                                ولماذا؟
                                لتنفذ أقوالهم في صفوف المسلمين، ويُسمع لهم ويطاع!!
                                وفي هذا الصدد يقول موراني في لقاء شبكة التفسير معه (بعد تعديله ونشره في موقع قدس نت): ((أمَّا Weill فهو مِمَّن قام بوصف تأريخ فجر الإسلام وعصر النبوة وبعده لأول مرةٍ في تاريخ الاستشراق وفقاً لما كان لديه من النصوص العربية وأغلبها من المخطوطات.

                                كان هذا العمل من الخطوات الأولى في القرن التاسع عشر في الطريق الطويل والشاق للتعرف على الحضارة الإسلامية وعلى تاريخ الشعوب الإسلامية على المستوى الأكاديمي في الجامعات الألمانية. أما كتابا ويل:
                                Historical-Critical Introduction to the Koran Mohammed the Prophet, his Life and Teaching
                                فقد كانا وليدي عصره فلا يذكران اليوم في الدراسات الاستشراقية غير أَنَّ هذا المستشرق قد اعتمد في كتابه على مصادر مثل (السيرة الحلبية) و(تأريخ الخميس) وعلى (السيرة النبوية) لابن هشام التي لم تكن مطبوعة في ذلك الوقت اذ نشره المستشرق Wüstenfeld عام 1858 بترجمة Weill إلى الألمانية.
                                هذا وقد قام Weill بدراسات في السور المكية وبترتيبها ترتيباً تأريخياً حسب نزولها ووفقاً لمضمونها. وقد تبنى نولدكه N?ldeke هذا الترتيب وجعله أساساً لدراساته حول تأريخ القرآن .
                                واليوم لا يكاد الباحث يجد ذكراً لِما أَلَّفه Weill في هذه الميادين ، في حين ما يزال نولدكه يُعتبَر حتى اليوم من كبار المستشرقين المتخصصين في العلوم القرآنية. ولم يكن اقترابُ نولدكه من القرآن اقتراباً مضاداً للوحي , بل قام بدراسات تحليلية ومنطقية ولغوية للنص نفسه وأشار إلى ما جاء في النص القرآني من المزايا اللغوية والخصائص. كما أشار إلى بعض الظواهر اللغوية التي لا تتماشى –برأيه -مع قواعد اللغة المسلّم بها ؛ نظراً لمعرفتهِ باللغات الساميَّةِ الأُخرى (العِبرْانية , السيريانية , الحبشية ، واليمنية القديمِة). وقد كتب في موضوع الألفاظ المُعرَّبة التي دخلت لغة القرآن ، وما الذي تغيّر معناه من المصطلحات المعرّبة فيه .
                                إلى جانب كتابه في (تأريخ القرآن) الذي أكملَه تلاميذهُ بعد وفاته.وهناك دراسة له لم تُترجم بعدُ إلى العربيةِ حَسب علمي إلى يومِنا هذا , وهيَ (القرآن والعربية) التي يشرح فيها الأسلوب اللغويَّ للقرآنِ وبلاغتهِ شرحاً دقيقاً.
                                ونظراً للأَهميَّةِ الكُبرْى لدراسات نولدكه في هذا الميدان العظيم حَولِ لغةِ القرآن وتاريخ توثيقه فإنَّه لم يَزَلْ يحتلُّ محَلاً بارزاً في الدراسات القرآنية في الاستشراق المعاصر.
                                وأَمَّا بحث Buhl حول تحريف القرآنِ ، فلم أَجدِ المصدرَ المذكور إلى الآن ؛ لأَنَّ ما بأيدينا هو دائرة المعارف الإسلامية الجديدة ، وليس فيها هذا.
                                أَما المستشرق المجريُّ جولدزيهر Goldziher الذي دَرس في لابزيج وبرلين فإِنَّه اشتهر بعدة دراساتٍ حول العلومِ الإسلامية ،منها كتابه المذكور (اتجاهاتٌ في التفسير الإسلامي) الذي تُرجم إلى اللغةِ العربية فيما بعدُ ، أَمَّا الترجمةُ نفسها ففيها - كما سمعتُ في عدة مناسباتٍ - أخطاءٌ كثيرةٌ تعودُ إلى عدم فهم النص ، حتى العنوان لا يتمشى مع المقصود ؛ لأَنَّ جولدزيهير لم يتحدث عن مذاهب في التفسير , بل عن اتجاهات فكرية (=Tendencies) .
                                لأولِ مرةٍ في تأريخ الاستشراق أبرزَ هذا المستشرقُ الاتجاهاتِ المختلفةَ حسب التيارات الفكرية والسياسيةِ لدى المفسرين عبرَ العُصور التي عاشوا فيها ، وكان اقترابهُ من القرآنِ ، ومنهجُه في البحثِ غَير اقترابِ نولدكه منه ، إذ هذا الأخيرُ تناولَ النصَّ مِن وجهةِ نظرِ اللغويين ، أَمَّا جولدزيهير فرَكَّزَ في أبحاثهِ حول القرآن والحديثِ على الأفكارِ المرويةِ في كتب القدماءِ ، وأَبرزَ منها تفسيرَ الطبريِّ ، واعتبره أعظمَ كتبِ التفسيرِ ، وأَهمها في التراث الإسلامى مُشيراً إلى أهميةِ منهجيةِ مُؤلفهِ ، الذي أَلَّف هذا الكتابَ تفسيراً بالمأثورِ ، وجمَع فيه عِدة رواياتٍ لتفسير آيةٍ واحدةٍ. فلذلك كان كتابه حول اتجاهات التفسير مِنْ أَهَمِّ المصادرِ ، ونقطةَ الانطلاق لطلبة العلم في دراساتهم القرآنية))
                                انتهت القصة بحذافيرها كما يحكيها المستشرق الألماني د.موراني.

                                فانظر أيها القارئ الكريم إلى تلك المقدِّمات الطويلة لهؤلاء جميعًا، والتي تُرَسِّخ في أذهان الناس أنهم حملة علم، ورجال حضارة..
                                وبعد هذه المقدمات الطويلة لن يبحث أحدٌ خلفهم لينظر هل رتب (ويل) القرآن ترتيبًا زمنيًا من عندياته؟ أم أنه سرقه من ابن شهاب الزهري الإمام المسلم رحمة الله عليه؟ وابن شهاب هو فارس هذا الميدان، وقد طُبِع كتابه؟!
                                كما لن يقارن أحدٌ بعد هذه المقدمات الطويلة بين ما ذكره ابن شهاب، وما ذكره هذا الـ (ويل)، واعتمده الـ (نولدكه)، وافتخر به الـ (موراني)، لينظر ما سرقوه من ابن شهاب الزهري كعادة المستشرقين في سرقة كلام المسلمين ونِسْبَتِه لأنفسهم، كما ينظر فيما زادوه على ابن شهاب، وحقيقة ذلك وفائدته؟!
                                كما لن يبحث أحدٌ عن غايتهم من هذه الدراسة المبنية على الترتيب الزمني للقرآن؟ هل تقوم على الاستفادة من معرفة زمن النزول في الناسخ والمنسوخ مثلا كما هو عند علماء المسلمين؟ أم أن الغاية من الترتيب الزمني للقرآن عند المستشرقين تنطلق من زاوية اعتقاد أن الترتيب الحالي للمصحف ليس توقيفيًّا، أو ليس وحيًا، وأنه بالإمكان تغييره ولو جزئيًّا على حدِّ عباراتهم السقيمة؟!!
                                كما لن يبحث أحد في دراسات نولدكه صاحبة الأهمية الكبرى في نظر د.موراني المصَفِّق لها، في الوقت الذي يقول نولدكه نفسه عن كتابه عن القرآن بأنه اشتمل على (حماقات صبيانية)!! ويتكلم عن الضعف وعدم التحرير في المادة، وأشياء عديدة جعلتْ بعض الكُتَّاب يرى أن نولدكه يتبرَّأ من كتابه صاحب (الأهمية الكبرى) في نظر د.موراني؟!!
                                لكن لا بأس أن تكون الحماقات الصبيانية في نظر مؤلفها نولدكه لها (أهمية كبرى) في نظر د.موراني!! لأن د.موراني يظن أن أحدًا من الناس لن يقرأ، ولن يُتابع ولن يفتِّش، على حدِّ ما روَّجَ لهم إعلامهم أن العرب لا يقرأون، وكذب إعلامهم!
                                لقد ظن إبليس أن أحدًا من الناس لن يبحث خلف أعوانه بعد هذه المقدمات الطويلة التي روَّج بها لهم، أو أُتِيحت لهم..
                                هكذا ظن إبليس الأول، وهكذا افتخرتْ به سراياه وأتباعه!

                                ولابد هنا من رصد ملاحظة مهمة جدًا، وهي أنه يستحيل في عقلِ القارئ قط أن يصدق أن إبليس وأعوانه قد كتبوا وفعلوا كل هذا المنشور لهم ولم تقع أعينهم على كلمة حقٍّ هنا أو هناك تخالف ما كتبوه!!
                                فلماذا أخفوها؟
                                ولماذا لم يظهروا الحق؟
                                ولماذا تتابع هؤلاء على العناية بالقرآن خاصة؟
                                بل ومن زاوية الثبوت خاصة؟
                                ونحن نرى كلامهم حول مخطوطات المصحف، أو تاريخ القرآن، أو تدوين القرآن...إلخ.
                                فلماذا تتابعوا على الكلام في جهة الثبوت خاصة دون غيرها من الجهات؟
                                نعم؛ تكلموا عن بعض القضايا الأخرى التي لا تتصل بإسناد ومخطوطات المصحف من باب إخفاء الغرض الأساسي لهم لا أكثر!
                                هنا لا يقولنَّ قائلٌ: لم يروا هذه الأبحاث المخالفة لأقوالهم، أو أنهم جهلة لم يفهموها..
                                ومع هذا نقول: لا بأس أن يعترف موراني وأمثاله بجهلهم العريض فهو أخف الأمرين بالنسبة لهم!!
                                فإما الجهل، وإما التزوير والتزييف للحقائق وقصد التشكيك للمسلمين في دينهم..
                                وبعبارة أخرى وجيزة: إما أن تكون جاهلاً أو تكون مبشِّرًا نصرانيًا يغرق في سلك المشككين للمسلمين في دينهم!! بكل ما يحمله ذلك من خيانةٍ للبحث العلمي ولشرف ومصداقية الكلمة!!

                                وقد سبق إثبات الثاني بدلائله بحمد الله تعالى..
                                حتى لا يقولنَّ قائلٌ: فعل المستشرقون وفعلوا لأجل هذا الدين ولأجل التراث!!
                                كلا؛ بل فعلوا بحثًا عن الشُّبَه والمواطن التي يمكنهم من خلالها التشكيك في ثوابت الإسلام!!
                                كلا؛ بل فعلوا ليقدِّموا الإسلام لأقوامهم من يهود ونصارى وغيرهم مشوَّهًا محكومًا عليه بالرفض والإعدام، ليصرفوا شعوبهم عن الإيمان، وليقفوا دون دخول شعوبهم في الإسلام إذا رأوه على حقيقته الطاهرة الصافية النَّقِيَّة!!

                                وانظر إلى خياناتهم المتكررة للبحث العلمي والتراث في الوقت الذي يتشدقون فيه بحفظ التراث؟!!
                                فانظر مثلاً في كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) وكيف حذفوا منه عمدًا أحاديث الجهاد مثلا؟!!
                                فهل هذه هي أمانة وشرف ومصداقية الكلمة التي يريدونها للقراء؟

                                ومن تلك الخطط الإبليسية التي استخدمها هؤلاء: صرف النقاش إلى غير ساحته اللائقة به!! وبعبارة أخرى: اختراع قضايا وهمية لا توجد ثم إثارة الزوابع حولها وصرف المسلمين للمحاورة فيها بعيدًا عن الهدف الأساسي لهؤلاء الجواسيس!!
                                ولا تستغرب أيها القارئ الكريم من وصفهم بالجاسوسية، فهذا ملفٌ آخر سيأتي فتحه بدلائله بإذن الله تعالى في مناسبة أخرى..
                                والمهم لنا هنا هو التنبيه على اختراعهم لقضايا وهمية ثم صرف النقاش إليها للتعمية على الغرض الأساسي..
                                وفي قضيتنا القائمة الآن مع د.موراني مثال حيٌّ لهذا..
                                حيث تكلم الرجل على مخطوطات المصحف، ووجه سهام الإهانة للقرآن الكريم من هذه الزاوية، علمًا بأن الأصل في نقل القرآن السماع والحفظ لا الكتابة والمصاحف..
                                وقد مضى بيانه، ويأتي ما يؤكده أيضًا في وقتٍ لاحقٍ إن شاء الله تعالى..
                                لكن أراد موراني أن ينقل حلبة النقاش إلى قضية مخطوطات المصحف؛ لأن المنتصر فيها مهزوم ولاشك.
                                نعم؛ المنتصر في حلبة المخطوطات مهزومٌ؛ ولذا يريد أن ينقلنا إلى هناك، ليصرفنا عن القضية الأصل في نقل القرآن: ((السماع والحفظ لا الكتابة والمصاحف))!!
                                ويستحيل في عقلٍ يعي شيئًا من نور الفهم أن يصدق جهل د.موراني بهذه القضية، في الوقت الذي حقق فيه بعض كتب التفسير، بما يستلزمه ذلك من الاطلاع على كتب التفسير والقراءات التي كَثُرَ فيها الكلام عن اعتماد السماع والحفظ في نقل القرآن بدلا من الكتابة والمصاحف!!
                                وانظروا أيها القراء الكرام كيف أفزعه الكلام عن هذه القضية فجاء محاولا التشكيك والتشويش، فردد لنا كلمته المشهورة: (هراء) وبذل لنا شيئًا من معهود لسانه، ثم انصرف؟!!
                                ألأنها ستهدم له تعب السنين وسفر الأيام والليالي بحثًا عن مُؤَكِّدٍ لشُبْهَة أسلافه القائمة على قضية المخطوطات؟!
                                أم لأنها ستهدم عشرات السنين منذ أن بدأت شُبهتهم وإلى الآن؟
                                نعم يمكنك أيها القارئ المسلم الكريم أن تقول لكافة المواقع التي على الشبكة، ولكافة المستشرقين قديمًا وحديثًا، ممن قاموا وناموا على رعاية شبهة الدراسة المقارنة بين الأصول الخطية للمصحف، بغرض ((تحقيق القرآن))!! يمكنك أيها المسلم الكريم أن تقول لهم جميعًا: ((الأصل في نقل القرآن على السماع والحفظ لا على الكتابة والمصاحف))، فتهدم لهم سنين التعب والكد والبحث عن الشُّبْهَة ورعايتها حتى استفحلتْ!!
                                نعم تهدمها وأنت تحتسي كوبًا من الشاي، غير مكترثٍ بما يقولونه، ولا ما يفصلونه في شُبْهتهم البالية!!
                                فإن أصروا على مضايقتك، فأنتَ تعرف ما يمكنك فعله بهم بعد ذلك!!

                                ولا حرج علينا حين نكرر قول الأستاذ سيد قطب رحمة الله عليه حين قال: ((ألا مَن للأقزام بِمَنْ يقنعهم أنهم ليسوا بعدُ إلا الأقزام))!!

                                https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061&page=2
                                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                                وينصر الله من ينصره

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                18 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 8
                                8 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
                                رد 1
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ديس, 2024, 02:10 ص
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 ديس, 2024, 02:18 ص
                                رد 1
                                15 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...