لماذا يرفض المسلمون فكرة الصلب؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

حاشجيات مسلمة اكتشف المزيد حول حاشجيات
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاشجيات
    2- عضو مشارك
    حارس من حراس العقيدة
    • 29 سبت, 2007
    • 208
    • مسلمة

    لماذا يرفض المسلمون فكرة الصلب؟

    لماذا يرفض المسلمون فكرة الصلب؟
    لماذا يصعب على المسلمين أن يؤمنوا بأن المسيح قد صلب لمحو ذنوبنا، ويرفضون فكرة الصلب من أصلها؟.


    الحمد لله
    أما رفض المسلمين لهذه الفكرة فليس فيه عجب ولا غرابة، إذ كان القرآن الذي يؤمنون به، ويصدقون بخبره قد نفى ذلك الأمر نفيا قاطعا ، كما قال الله تعالى: ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) النساء/157

    لكن الشأن إنما هو في النصارى الذين صارت عقيدة الصلب والفداء عندهم من الأهمية بمكانٍ، بحيث صار الصليب شعارا لدينهم!!
    والعجيب أنهم يختلفون في شكل هذا الصليب اختلافا يُلمح إلى تخبطهم في أصل هذه الفرية!!
    إن كل ما يتعلق بقصة الصلب هو محل اختلاف بين أناجيلهم ومؤرخيهم:

    · فقد اختلفوا في وقت العشاء الأخير بزعمهم، الذي كان مقدمة من مقدمات الصلب، واختلفوا في التلميذ الخائن الذي دل على السيد المسيح: هل كان قبل العشاء الأخير بيوم على الأقل، كما يروي لوقا، أو أثناءه، بعد أن أعطاه المسيح اللقمة، كما يروي يوحنا ؟!
    · وهل المسيح هو الذي حمل صليبه كما يروي يوحنا، على ما كان معتادا فيمن يصلب، على حد قول نيتنهام، أو هو سمعان القيرواني، كما يروي الثلاثة الآخرون؟!
    · وإذا كانوا قد ذكروا أن اثنين من اللصوص صلبا كما صلب المسيح، أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فما كان موقف هذين المصلوبين من المسيح المصلوب، بزعمهم: هل عيره اللصان بصلبه، وأن ربه أسلمه إلى أعدائه، أو عيره أحدهما فقط، والثاني انتهر هذا المُعَيِّر ؟!

    · ثم في أي ساعة كان هذا الصلب: الثالثة كما يروي مرقس، أو السادسة كما يروي يوحنا؟!
    · وماذا حدث بعد الصلب الذي زعموه: إن مرقس يروي أن حجاب الهيكل قد انشق من فوق إلى أسفل، ويزيد متى أن الأرض تزلزلت، والصخور تشققت، وقام كثير من القديسين من قبورهم، ودخلوا المدينة المقدسة، وظهروا لكثيرين، بينما لوقا يروي أن الشمس أظلمت، وانشق حجاب الهيكل من وسطه ، فلما رأى قائد المائة ما كان، مجد الله قائلا: بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا. وأما يوحنا فلا يعلم عن ذلك شيئا !!

    وليس هذا فقط هو كل ما تحويه قصة الصلب، كما توردها الأناجيل، من عناصر الضعف، ودلائل البطلان ، وإنما يمكن للناظر في تفاصيل الروايات التي توردها الأناجيل لهذه القصة أن يلمس بأدنى نظر ما بينها من اختلاف شديد في تفاصيل تلك القصة، وما دار حولها، بحيث يتعذر الإيمان بذلك كله ، أو التصديق بأي ذلك كان!!

    وكم هي شاقة تلك المحاولة اليائسة لسد تلك الثغرات، وستر عورات الكتب المحرفة ، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه المحفوظ: ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا ) النساء/82. إنها محاولة قروي ساذج لإقناع العلماء أن قنابل الذَّرَّة مصنوعة من كيزان الذٌّرَة، على حد تعبير بعض الدعاة!!

    وبعيدا عن سقوط الثقة بأخبار الأناجيل المحرفة، والتي اعترف أهلها أنفسهم بأنها لم تنزل على المسيح هكذا، بل ولا كتبت في حياته، فإن شهود الإثبات جميعاً لم يحضروا الواقعة التي يشهدون فيها، كما قال مرقس: { فتركه الجميع وهربوا } ( مرقس 14/50 )

    وإزاء ذلك الموقف الذي لم يشهده أحد ممن حكاه، فلتذهب الظنون كل مذهب، والخيال مثل الشِّعر: أعذبه أكذبه !!

    ولنكمل صورة الحديث عن أسطورة صلب المسيح عليه السلام، بما ذكرته الأناجيل من تنبؤات المسيح بنجاته من القتل:
    ذات مرة أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة الحرس ليمسكوا به، فقال لهم :

    { سأبقى معكم وقتا قليلا ، ثم أمضي إلى الذي أرسلني، ستطلبوني فلا تجدوني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أن تجيئوا } [ يوحنا: 7/32-34 }

    وفي موقف آخر يقول: {أنا ذاهب، وستطلبوني، وفي خطيئتكم تموتون، وحيث أنا ذاهب لا تقدرون أنتم أن تجيئوا .
    فقال اليهود: لعله سيقتل نفسه، لأنه قال: حيث أنا ذاهب لا تقدرون أن تجيئوا.
    وقال لهم: أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق، أنتم من هذا العالم، وما أنا من هذا العالم.....
    متى رفعتم ابن الإنسان، عرفتم أني أنا هو ، وأني لا أعمل شيئا من عندي ، ولا أقول إلا ما علمني الآب، والآب الذي أرسلني هو معي، وما تركني وحدي، لأني في كل حين أعمل ما يرضيه } . [ يوحنا: 8/21-29 ]

    ثم يعود ليقول لهم آخر الأمر: { لن تروني إلا يوم تهتفون: تبارك الآتي باسم الرب. وخرج يسوع من الهيكل ...} [ متى: 32/39 ، 24/1 ] وأيضا: [ لوقا 13/35 ].

    لقد كان المسيح، كما تصوره هذه النصوص وغيرها أيضا، على ثقة من أن الله تعالى لن يسلمه إلى أعدائه، ولن يتخلى عنه: { تجيء ساعة، بل جاءت الآن، تتفرقون فيها، كل واحد في سبيله، وتتركوني وحدي؛ ولكن لا أكون وحدي، لأن الآب معي ... ستعانون الشدة في هذا العالم، فتشجعوا؛ أنا غلبت العالم!! } [ يوحنا: 16/32-33].

    ولأجل هذا كان المارة، بل كل من حضر التمثيلية المزعومة لصلبه (!!) يسخرون من المسيح، حاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم، كما يقول كاتب هذا الإنجيل: { وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه، ويقولون : ... إن كنت ابن الله، فخلص نفسك، وانزل عن الصليب. وكان رؤساء الكهنة، ومعلمو الشريعة والشيوخ يستهزئون به، فيقولون: خلَّصَ غيره، ولا يقدر أن يخلص نفسه؟! هو ملك إسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به؛ توكَلَ على الله وقال: أنا ابن الله، فلينقذه الله إن كان راضيا عنه. وعيره اللصان المصلوبان معه أيضا، فقالا مثل هذا الكلام.}

    لكن يبدو أن يقين عيسى بمعية الله له قد بدأ يتزعزع، على ما تصوره أناجيلهم المحرفة، حاشاه عليه السلام من ذلك: { جاء معهم يسوع إلى موضع اسمه جَتْسِماني، فقال لهم: اجلسوا ههنا حتى أذهب وأصلّي هناك، ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي، وبدأ يشعر بالحزن والكآبة، فقال لهم: نفسي حزينة حتى الموت، امكثوا ههنا واسهروا معي. وابتعد عنهم قليلاً وارتمى على وجهه، وصلّى فقال: إن أمكن يا أبي فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما أنت تريد. ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً.. وابتعد ثانية، وصلّى فقال: يا أبي إذا كان لا يمكن أن تعبر عني هذه الكأس، إلا إن أشربها، فلتكن مشيئتك، ثم جاء فوجدهم أيضاً نياماً... وعاد إلى الصلاة مرة ثالثة ، فردد الكلام نفسه. ثم رجع إلى التلاميذ، وقال لهم: أنيام بعدُ ومستريحون؟! جاءت الساعة التي فيها يُسْلَم ابن الإنسان إلى أيدي الخاطئين } [ متى 26/36 -40] .

    ويصف لوقا المشهد، فيقول: { ... ووقع في ضيق، فأجهد نفسه في الصلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض، وقام عن الصلاة، ورجع إلى التلاميذ فوجدهم نياما من الحزن، فقال لهم ما بالكم نائمين، قوموا وصلوا لئلا تقعوا في التجربة } [ لوقا 22/44 ] .

    ولأجل هذا الاستهزاء بدعوى المسيح ، في زعمهم، ولأجل ما كان يظنه المسيح من أن الله معه ولن يخذله ، كان منطقيا أن ينهي الكاتب الذي افترى هذا المشهد الدرامي، بلقطة بائسة تمثل حسرة المسيح ، وخيبة ظنه في معية الله له، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، يقول الكاتب المفتري: { وعند الظهر خيم على الأرض كلها ظلام حتى الساعة الثالثة, ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟!! } [ متى: 27/38-47 ] وأيضا: [ مرقس: 15/29-35 ] .

    وإذ قد عرفنا قيمة تلك القصة في ميزان النقد، فإن ما بني عليها من عقيدة الفداء والتضحية تبع لها.
    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، لا رب سواه.



    الإسلام سؤال وجواب
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    رحمك الله يا جدتي الحبيبة وجمعني بك في جنات النعيم
  • هبة الرحمن
    0- عضو حديث
    • 18 ينا, 2010
    • 19
    • طالبة جامعية
    • نحن قومٌ أعزنا الله في الإسلام ، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

    #2
    جزاك الله خيرًا
    والله أتعجب من هؤلاء القوم ألا يفقهون ؟

    تعليق

    • وما توفيقى الا بالله 2
      2- عضو مشارك
      • 22 أغس, 2009
      • 245
      • طالب
      • مسلم

      #3
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

      تعليق

      • (ذات النطاقين)
        4- عضو فعال

        حارس من حراس العقيدة
        • 11 فبر, 2010
        • 504
        • طالبة
        • مسلمة

        #4
        للرفع بارك الله فيكم
        تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
        عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
        حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
        حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




        تعليق

        • Eng_Mohamed87
          0- عضو حديث
          • 25 أكت, 2012
          • 1
          • مدرس حاسب آلى
          • نحن قوما اعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

          #5
          ومتى ظهر أول صليب عبده النصاري من دون الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          الجواب بعد ميلاد المسيح ب 320 سنة والغريب اكثر ان المسيح لم يتخذ هذا الصليب شعارا لدينه الذي هو من باب اولى ان يتخذه شعارا ليتخذوه من بعده معاذ الله عن افترائهم علوا كبيرا

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
          ردود 5
          48 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة الفقير لله 3
          بواسطة الفقير لله 3
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
          ردود 11
          112 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
          ردود 3
          66 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ماي, 2024, 01:27 ص
          ردود 0
          41 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 5 ماي, 2024, 03:09 ص
          ردود 0
          38 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د.أمير عبدالله
          يعمل...