رد: خريطة قديمة لجبل فاران بجوار بالمدينة المنورة تماما

جزاكم الله خيرًا
فعلا بعض الصور لا تظهر، ورابط ش عرب لم يفتح.
لكن الموقع قَيِّم بإذن الله.
جُزيتَ الجَنَّة.

بارك الله فيكم، تم استعادة جميع الصور في أصل الموضوع.

---

وهنا بيانات إضافية، وتوضيحات لما تفضل بذكره أخونا سامح:

أولًا: الخريطة هي خريطة العربية القديمة Ancienne Arabie، والتي قام الرسام الفرنسي برسمها على حسب رؤية بطليموس (القرن الاول بعد الميلاد) وديودوروس (القرن الأول قبل الميلاد)، فليست دقيقة وإنما تُعبر عن تصورهم هم للعربية. هذه الخريطة مرسومة في عام 1683، ورسمها: آلان مانيسون ماليت (1630–1706) مهندس ورسام خرائط فرنسي. وبه تُسمى: Alain Manesson Mallet , 1683 آلان مانيسون ماليت، 1683. وهي منقوشة بالنحاس، واعتمدت الخريطة على المصادر الكلاسيكية القديمة، وبشكل رئيسي على ما ذكره بطليموس وديودوروس الصقلي. وهي مقسمة إلى تقسيمات العربية القديمة: (الصخرية:البتراء)، والصحراء (نجد والحجاز والخليج)، والسعيدة (جنوب غرب الجزيرة واليمن).

وقد بيعت في الرابط القديم الذي ذكره أخونا في أصل الموضوع أعلاه، ولم يعد الرابط يعمل، وحاليا هي معروضة للبيع على أكثر من موقع، مثل هذا الرابط. ومنه جلبنا الصورة المكبرة.

كما انها موثقة في Tooley's Dictionary of Mapmakers, vol. 3, pp. 196، حسب ما أشار هذا الموقع الذي يعرضها للبيع، والشكر موصول لأخينا الراجي رضا الله، الذي أمدنا برابطه.


ثانيًًا: في الخريطة، مكتوب مدين Madiana وليس المدينة، والمدينة لم تُعرف بهذا الاسم عند اليونان بل عُرفت باسم يثريبو. فالرسام أراد نقل اعتقاد بطليموس في رسمه، ومع ذلك لم يمكنه ذلك.

ثالثًا:ومع ذلك فالخريطة هامة، لأن الموقع المُشار إليه على الخريطة، هو عين المدينة، مع ان مدين والمدينة كليهما في الحجاز الشمالية، مدين نفسها حجازية كذلك، لكنها في الأعلى قريبًا من البتراء في العربية الصخرية في الشمال (الأردن)، وهي كذلك حسب تقسيم الإغريق واليونان، ولا تقع عندهم في العربية السعيدة ولا الصحرية، بينما زعموا أنها في العربية الصخرية: البتراء وسيناء.

رابعًا: ما يعنينا من هذه الخريطة، هو أنهم مجبرون ولابد برسم فاران في قلب صحراء جزيرة العرب الغربية، أي في الحجاز، لأنه لا موضع لها أبدا في البتراء، ولا في سيناء، التي طالما رسمها زورًا مزوروا الجغرافيا من أتباع الكنائس في سيناء، فأين رُسمت؟، في مكان المدينة المنورة، يثرب. بل ماذا لو عرفنا أن الحجاز أصلا تبدأ من شرق العقبة؟!، أي ما قبل صحراء فاران، وإلى الأعلى حتى حدود سيناء، يعني بكل الطرق فاران حجازية.

خامسًا:من يُدقق النظر في المعالم بجوار فاران سيجد ثلاثة معالم تحل اللغز والتزوير أو التخبط:


المعلم الأول: سلمى،وهي جبال سلمى، في حائل. برغم أن الرومان ظنوها في سيناء!! إلا أنها تقع في جنوب شرق حائل في وسط نجد ، موطن بني طيىء والسارسيين، فهل ستكون بلاد نجد في سيناء مثلا؟ أو في الأردن؟، الرومان في ذلك الزمان معذورون فلا أقمار صناعية، ولا معرفة بالعربية، ولم يستطيعوا الوصول إليها، وظلت حاميتهم في البتراء. وظلت الجزيرة مجهولة بالنسبة لهم. أما من يظن في اليوم الحاضر أن عاصمة المملكة الرياض والتي هي في نجد، في الأردن أو في سيناء إما وصل من الجهل منتهاه فلا ينفعه شيء، وإما مرفوعٌ عنه القلم.

وجبال سلمى معروفة في التاريخ القديم، ومعروفة عند عرب الجاهلية، وما بعد الإسلام وإلى يومنا هذا وليست موضع خلاف بين أحد. وهذه الصورة من جوجل لتوضيح الطريق والمسافة بين جبل سلمى والمدينة، والذي يستغرق خمس ساعات.


وهذه الصورة لتوضيح المسافة بين المدينة وجبل سلمى (5 ساعات)، وبين جبل سلمى والبتراء في الأردن قرب سيناء (11 ساعة)
.


المعلم الثاني: الساراسيين​، مكتوب: Saracens ​، هؤلاء لم يكونوا أصلا تحت حكم الرومان واليونان، بل كانوا عربا أقحاح مقاومين لليونان، واطلق الرومان عليهم البرابرة، وكانوا يسكنون شمال الحجاز، في صحراء فاران! بجوار قبيلة طيىء في حائل، فسكنوا من بعد حائل وحتى شمال الجزيرة، ويكفي استدلالا عليكم أن مؤرخ الكنيسة الأول يوسابيوس القيصري والذي كان يُمثل رؤية الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، مع ما عنده من تخبط، قرر لكم هذا، فقال: صحراء الساراسيين تُسمى فاران the desert of the Saracens called Pharan​، فكل هذا ليس من أقاويل العرب بل هي من عين قول آبائكم، ومن تاريخكم، الذي يتضارب ويضرب بعضه بعضًا.

طيب من هم هؤلاء الساراسيين حسب يوسابيوس؟، يقول: " أنجب إبراهيم من الجارية هاجر إسماعيل الذي منه جاء الإسماعيليون، الذين دُعوا فيما بعد الهاجريون، ومؤخرًا الساراسينيون.." نقلًا عن كتاب العرب في القديم، لجان ريستو، 2003، ص. 505



طيب أين يسكن هؤلاء السارسيون الذين ذكرهم يوسابيوس والذين هم في الخارطة بجوار المدينة وفاران؟


​المعلم الثالث: Thameditae​ الثموديون،​ مكتوب Thameditae​. وقد كان يظن أورانيوس كذلك في القرن الميلادي الثاني أنها في البتراء أو في سيناء​، وهو معذور كما سبق وبينا عذر القدامى، غضافة إلى أن منطقة الحجر كانت داخلة تحت حكم الأنباط، فنسبوها بذلك إلى البتراء. واليوم بإجماع المؤرخين والجغرافيين لم يعد هناك مجال للشك في موطن الثموديين في جنوب تبوك، 100 كيلو من تبوك جنوبا وخاصة في جبل روافة (حسمى)، حيث كان لهم معبد هناك. سكن الثموديون المنطقة الواقعة بين روافة (الجنوب من تبوك) وحتى مدينة الحجر في الحجاز، وكانوا بوابة الرحلات بين الشمال والجنوب بين الجزيرة العربية والبتراء وسيناء، وحتى اليوم فنمر في رحلاتنا البرية إلى تبوك لنصل إلى الأردن أو سيناء، وامتد سكناهم إلى حِجر الحجاز ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك في الحديث الذي رواه ابن عمر: أن رسول الله لما نزل الحِجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها، ولا يستسقوا منها، فقالوا قد عجنا واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهرقون الماء».
​

سادسًا: إذن بما تقدم ففاران في الحجاز، وهو المطلوب إثباته، سواء كان اسمها المدينة أو مكة أو مدين أو المريخ، فلن يغير من الأمر شيء، وعرفنا أن الجغرافيين اليونان والرومان كانوا لا يستطيعون وضع حد فاصل بين العربية الصحرية وبين الصخرية، فكانت المنطقة كلها غامضة لهم. لذا فهذه الرسوم التقريبية هي لتوضيح الصورة في الاذهان، ولتوضيح أن اليونان والرومان لم يستطيعوا مع ماعندهم من تصور في القرن الأول إلا وضع فاران في الحجاز، ونسبتها للإسماعيليين، وهكذا رسمها الرسام ووضعها عند المدينة المنورة، مهما كانت تسمياتهم، أو مهما كان تصورهم لموضعها. بخلاف ما تُروجه الإرساليات النصرانية.

أخيرًا: الخريطة بحجمها الكبير الذي أشار إليها أخونا سامح في اصل المنشور:

الخريطة مع التوضيح عليها