السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه .. ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ..
والصلاة والسلام على أشرف الخلق .. سيد المرسلين .. سيدنا محمد الصادق الأمين .. أما بعد :
إن تربية النشئ تـُعتبر من أهم الأولويات التي تحتاجها الأمة الإسلامية للقيام من رُقادِها .. هي ضرورة ملحة ..
ضرورة مُلحة لا يجب أن نـَغـْفـَلها في عصرٍ أصبحت فيه التحديات والمغريات والملهيات والمثبطات والمستجدات السلبية تحوم حول الفرد من كل جانب ..
هذه المستجدات السلبية ( التي أصبحت شيء عادي في حياتنا ) تتمثل في شيئين:
1- المواد البصرية والسمعية الهدَّامة والرديئة التي تغص بها وسائل الإعلام ..
2- وسائل الإتصال الحديثة ..
هذه المستجدات السلبية يتأكد تأثيرها السلبي بإهمال الوالدين والمربين لتربية الأبناء .. سواء أكان ذلك عن جهل أو عن تقصير ..
ذلك مما حدا أن ينشأ بيننا جيلٌ يعجُ بالإنحرافات السلوكية والأخلاقية والنفسية ..
في كتابه " تحفة المودود بأحطام المولود " قال بن القيم رحمه الله :
( فمن أهمل تعليم ولده ماينفعه وتركه سُدى، فقد أساءَ غايةَ الإِساءَة ، وأكثرُ الأولادِ إنما جاءَ فسادُهم من قِبل الأباءِ وإهمالِهم لهم ، وتركِ تعليمِهم فرائضَ الدينِ وسننه ُ، فأضاعوهم صِغاراً ، فلم ينتفِعُوا بأنفسِهم ، ولم ينفَعوا آباءَهم كباراً )
هذا في زمان ابن القيم .. فماذا علينا أن نفعل نحن في هذا الزمان ؟!!
نسأل الله السلامة .. لكن لا يكفي الدعاء ولا تكفي الأماني ..
إنني إن تركت لنفسي العنان في الحديث عن أهمية التربية وحال التربية الآن وسابقاً ، لطالت المقدمة ولأصبحت موضعاً منفرداً ..
ويَحقُ لها ذلك .. فأهمية التربية ليست بالتي تـُعالج في فقرة أو فقرتين ..
لكن أحب هنا أن أبدأ في عرض بعض المُسلمات التي يجب أن يبحث عنها كل مربي في نفسه ..
ليعرف إن كان مُستحقاً لمسؤولية التربية أم لا ..
وليستعد كل انسان مقدم على خوض تجربة : أب .. أم .. معلم .. معلمة ..
أولا : تعريف التربية ..
التربية في الإسلام هي عملية بناء الطفل شيئاً فشيئاً حتى نصل به لحد الكمال الإنساني ..
لاحظ عزيزي القارئ : الكمال الإنساني .. وليس الكمال المطلق ..
نحن المسلمون نهتم بتربية الطفل بطريقة تدريجية حتى يصل بنفسه لمرحلة يصبح فيها قادراً على تزكية نفسه ومراقبتها ..
نحن المسلمون نهتم بالتربية الجسدية للطفل وكذلك الدينية التي لا تنفصل عن الأخلاق الإنسانية الراقية ولا عن والعلم الحلال ..
ولا يجب علينا التضحية بأي منها لحسب الآخر ..
ثانياً : صفات المربي الناجح .. ( عنوان المقال ) ..
إن القائم على وظيفة التربية لابد من توافر صفات معينة له ..
منها أن يكون :
1- عالماً ..
2- قدوة ..
3- ذو إيمان ..
4- خلوقاً ..
5- ماهراً في ................. كما سيأتي بإذن الله ..
أبدأ بالنقطة الثانية : يجب أن يكون المُربي قدوةً لمن يُرَبِّيِه ..
هذا ما سوف أتناوله في مشاركتي القادمة بإذن الله ..
أرجو منكم الصبر على متابعة هذا الموضوع ..
نفع الله بنا وبكم .. وجزاكم الله خيراً ..
اللهم آمين ..
تعليق