مفكرة الإسلام: تستحوذ المرأة على النصيب الأوفر من أجندة المشاريع التغريبية للمجتمعات الإسلامية، وتعد قضاياها هي محور الاهتمام لدى العلمانيين الذين يسعون لزج المجتمع للسير في راكب الغرب، وذلك لعلمهم أن المرأة هي مفتاح كل تغيير، وركيزة كل تطوير، وأن أي محاولات أو مخططات لن تنجح أبدًا إلا إذا كان للمرأة بها الدور الأساس.
من هذا المنطلق سعى الغرب وأذنابه من بني جلدتنا في التركيز على المرأة المسلمة ومحاولة إفسادها، وكان خروج المرأة من بيتها من أولى الخطوات نحو ذلك، لذلك سعوا إلى تطبيقه بكل وسيلة؛ تارة بعقد المؤتمرات وإصدار التوصيات، وأخرى بالتهديد بفرض العقوبات، وأحيانًا بل دائمًا عبر التشهير بالدول التي تدعم التزام المرأة المسلمة بدينها وأخلاقها أو تسكت عن ذلك.
ولست أقول ذلك من قبيل المبالغة أو اعتمادًا على نظرية المؤامرة، فلك أن تتخيل رئيس أقوى دولة في العالم وهو يتحدث إلى أبناء شعبه في خطاب يسمى "حالة الاتحاد" عن الفتاة الأفغانية التي ستخرج يومًا من بيتها متبرجة وذلك بفضل الولايات المتحدة التي ضحت من أجل ذلك بأرواح جنودها والمليارات من أموالها، يقول جورج دبليو بوش في خطاب حالة الاتحاد في 29 يناير 2002 : (أود أن أبلغكم أن النساء الأفغانيات تخلين عن البرقع إلى الأبد، وأن الفتيات الأفغانيات رجعن إلى المدرسة، ليطالعن كيف ظفر الغرب الأمريكي؟، ولقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم من الجنس الأبيض والمتحضر بفرض معتقداتنا الرزينة الودودة والتحريرية على عالم عربي مسلم، جائع لأموالنا ورسالتنا، ولن تخضع النساء فيه لشرط تغطية أجسادهن ..... ).
دعاوى الاختلاط:
لاقت الدعوة للاختلاط في المجتمعات الإسلامية في بدايتها معارضة شديدة من قبل المجتمع المسلم بعلمائه ومثقفيه، لذلك كان دعاة تغريب المرأة في حاجة إلى إلقاء الشبهات والدفع بالأباطيل لتزيين دعواهم، وتمريرها بين الناس.
ومن أبرز تلك الشبهات:
قولهم: إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعارًا جنسيًا في المجتمعات المنغلقة فأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعات المنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، لا يوجد فيها هذا السُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!!
والجواب أنه إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا تكثر حوداث الاغتصاب في تلك البلاد التي اعتادت التبرج والاختلاط، ولماذا تفشى بينهم الشذوذ، حتى أن بعض الدول أبحات توثيق حالات الشذوذ في قوانينها؟
وأذكر هنا مثالاً واضحًا على كذب ما يقولون أورده الكاتب (عبد الله بن محمد الداوود) يقول: إنّ العالم بأسره تناقل في إعلامه واهتمامه (قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لوينسكي)؛ تلك الحادثة التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية، تتلخص في اختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون، ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفات تنسف (حجج المطالبين) بالتحرير، من تلك الصفات في الرئيس الأمريكي:
ـ أنه تربي في مجتمع تحررت فيه المرأة، وتكشفت فيه منذ نعومة أظافرها، وهو ـ أيضاً ـ يراها منذ نعومة أظافره، يراها بلا حجاب، أو ستر كاف، ويخالطها منذ طفولته، فالقول بأنّ الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة، قول يحطمه الرئيس (كلينتون)، بممارسة الزنا مع (مونيكا) مرات عديدة في مقر العمل.
ـ لم يكن الرئيس الأمريكي (كلينتون) مراهقاً طائشاً عابثاً، بل عمره تجاوز سن النضج.
ـ منصبه الحكومي لا يغفر له مثل هذه الزلات في مقر وظيفته
الرئيس (غير أعزب)؛ بل هو متزوج بامرأة تحوي جميع المؤهلات، فمنصب الرئيس يجعل زوجته تراعي أمور الجمال والكمال اللائق بزوجة رئيس أكبر دولة في عصره، حيث إنّ عدسات الكاميرا، ونشوة الإعلام تسلب تفكير زوجته، وتجعلها تبالغ في إبداء الجمال وإظهار المحاسن والإفراط في الزينة التي تملأ عين زوجها، فتجعله لا يطمح في غيرها، وهذا طبع الأنثى.
ـ مارس الرئيس (كلينتون) الخطيئة مرات عديدة مع المرأة نفسها، والسؤال الجوهري هنا: هل هذه المرأة الوحيدة التي وقع معها في الجريمة، أم أنّ هذه هي (القصة الوحيدة) التي تبعتها (الفضيحة)، وانكشفت أوراقها (برياح الصحافة الصفراء) أو ما يسمى (بصحافة الفضائح)؟ ودفن غيرها الكثير من قصص الرئيس الجنسية تحت (ركام التراضي بين الطرفين)؟!
لم يتضجر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحادثة، فالأمر عندهم في (منتهى الاعتياد)، وهذا فيه دلالة على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم، فمن فلسفتهم في الحياة أنهم لا يعارضون هذه الفاحشة ما دام الرضا متبادلاً بين الطرفين؛ بل وليست ظاهرة قبيحة تخسف بمكانة الرئيس في المجتمع، بدليل انتخابهم للرئيس كلينتون (لفترة رئاسية ثانية) تلت تلك الحادثة.
الغرب وثمار الاختلاط:
وإذا كان الحق هو ما شهدت به الأعداء، فإن عقلاء الغرب يحذرون من الاختلاط ويشيرون إلى ثماره الخبيثة فكثيرًا من الدراسات والبحوث الميدانية أثبتت أن الاختلاط جاء بنتائج عكسية على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية.
ـ ففي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحًا (بالحرام) وأعمارهن أقل من ستة عشر عامًا، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية (الزنا) والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة.
وتقول الكاتبة الإنجليزية الليدي كوك: .. وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا، وهاهنا البلاء العظيم على المرأة.... علِّموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد.
ـ وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية، وتقول راشيل بريتشرد: "التعليم المختلط يشجع على العلاقات بين الأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المراهقات الحوامل من مدارس مختلطة ومن مدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإسلامية) لوجدنا في الغالب أن النسبة في المدارس المختلطة تكون 57 % على الأقل مقارنة بالمدارس التي تطبق الفصل بين الجنسين بنسبة لعلها قرب من 5% (في حين ستجد أن النسبة في المدارس الإسلامية هي الصفر)، كما أنني أعتقد أن اختلاط الجنسين يؤدي إلى عدم تركيزهم من الناحية الدراسية؛ لأن اهـتمامهم سيكون موجهاً للجنس الآخر".
ـ وفي مسح أجري على عاملات مدنيات أمريكيات تبين أن (42%) من النساء، ادعين أنهن تعرضن للتحرش الجنسي في أعمالهن، وخلصت نتيجة مسح آخر إلى أن مشكلة التحرش الجنسي تعد من أهم المشكلات التي تواجه المرأة العاملة.
ـ وفي دراسة للمؤسسة الوطنية البريطانية للبحث التعليمي، نشرت في 8 يوليو 2002، وأجريت على 2954 مدرسة ثانوية في إنجلترا، لدراسة مدى تأثير حجم المدرسة ونوعها (مختلطة أو غير مختلطة) على أدائها التعليمي، تبين أن أداء الطلبة الذكور والإناث كان أفضل دراسيا في المدارس غير المختلطة و أن الفتيات كن أكثر استفادة من الفصل بين الجنسين في تنمية أدائهن . كذلك وجد من تحليل نتائج الامتحانات البريطانية العامة أن المدارس غير المختلطة تحقق أفضل النتائج وأعلاها بشكل روتيني. ففي سنة 2001 كان العشرون الأوائل في امتحانات البريطانية من طلاب المدارس غير المختلطة، وأغلب الخمسين الأوائل من الدارسين في تلك المدارس.
وتقول (Lin Farley): في كتابها (الابتزاز الجنسي Sexual Shakedown): ( إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارس مع الرجل... ) وتقول: (... إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياً قد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل). ما حدا ببعض مؤسسات المجتمع المدني و على رأسها مؤسسة (Single Sex Education ) إلى السعي إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط، وقد نجحت و بعد سجال دام ما يقارب 10 سنوات مع بعض المعارضين في إقناع الحكومة، فكان أن أصدر الرئيس جورج بوش في عام 2006 قانونًا يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة.
وهذا أحد أستاذة الغرب وهو الأستاذ الجامعي إميليو فيانو يؤكد أن دراسات عديدة أثبتت تأثير الاختلاط سلبًا على المردود الدراسي للبنين و البنات في مراحل معينة.
لقد عاد الحديث في المنظومة التربوية الأمريكية إلى التخلص من الاختلاط بين الجنسين في المدارس، أو تشجيع الفصل بينهما في المدارس الابتدائية و الثانوية إلى الواجهة بعدما ذكرت الجريدة الرسمية الأمريكية ( المذكرة الفدرالية) الأسبوع الماضي بأن إدارة بوش تعتزم تشجيع العودة إلى نظام الفصل في إطار مخطط الإصلاح التربوي.
وعلى عكس توجه الإصلاحات في الولايات المتحدة، اندفعت معظم "الإصلاحات" في الدول العربية باتجاه تشجيع الاختلاط و فرضه على جميع مستويات التعليم تحت الضغط مجموعات العلمانيين و اليساريين المسيطرين عامة على وسائل الدعاية.
محرقة الاختلاط:
فإذا كان هذا هو واقع الاختلاط فإن ثماره في بلادنا تكاد تكون أشبه بمحرقة تأكل الأخضر واليابس:
1ـ انتشار الزنا والفواحش:
على نحو ما أوردنا من إحصائيات غربية أكدت أن عذريته الفتاة تكاد تكون معدومة قبل الزواج في معظم المجتمعات الغربية.
2 ـ تخنث الرجال واسترجال النساء :
وهذا ما لاحظة وزير التعليم الفلبيني (ريكارد جلوديا) حيث أعلن أنه يرغب في تعيين عدد أكبر من المدرسين الذكور لتدريس التلاميذ الذكور! حتى يتحلوا بصفات الرجولة بدلاً من الصفات الأنثوية التي يكتسبونها من مدرساتهم.
كما أن اختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس يؤدي إلى استرجال النساء ففي الدراسة التي أعدتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين اتضح أن السلوك العدواني يزداد لدى الفتيات اللائي يدرسن في مدارس مختلطة، وتخنث الرجال يقضي على الرجولة لديهم، فيصاب بعضهم برقة وميوعة قد تتجاوز ذلك إلى التشبه بالنساء، كما أن استرجال المرأة يجعلها تفقد حياءها الذي هو بمثابة السياج المنيع لصيانتها وحفظها، ثم تتدرج إلى محاكاة الرجال في تصرفاتهم وأفعالهم ونتيجة ذلك النهائية الشذوذ في كلا الجنسية واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء، كما هو الواقع في كثير من البلاد، التي كثر فيها الاختلاط والمسترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، والمخنثون من الرجال المتشبهون بالنساء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) وفي حديث آخر (لعن صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء).
3- أن الاختلاط سبب للعزوف عن الزواج؛ لأن الرجل إذا قدر على إرواء غريزته بغير زواج ولا نفقة ولا بيت ولا مسئوليات فلماذا يتزوج؟! وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات المختلطة من أَبْيَنِ الدلائل على ذلك، وفي البلاد الغربية أرقام مخيفة في ذلك.
4- أن الاختلاط من أكبر أسباب الخيانات الزوجية، وهو يوقد نار الخصام والجدال بين الزوجين؛ فلا الرجل يقنع بزوجته وهو في كل صباح يجالس الجميلات ويمازحهن. ولا المرأة تقنع بزوجها وهي ترى من زملائها من هم أجمل خِلقة، وأرقى تعاملاً من زوجها، ولا بد أن تقع المقارنة من الزوجين، كل واحد منهما يقارن الآخر بما يراه في عمله.
5- أن الاختلاط سبب لكساد المرأة، وعزوف الرجال عنها، وعدم رغبتهم فيها؛ لأن غيرتهم تمنعهم من قبول امرأة تعامل الرجال وتحادثهم وتجالسهم، فالرجل السَّوِي يريدها له وحده ولا يريد أن يشاركه فيها أحد.
على المستوى العلمي:
1 ـ انخفاض مستوى الذكاء:
تبين من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدراس ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة، واستمرار تدهور هذا المستوى وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) يرتفع الذكاء بين طلابها
2ـ إعاقة التفوق الدراسي :
لاحظ المختصون التربويون أن الاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس يعوق التفوق الدراسي! فعمدوا إلى فصلهم في عد من المدارس كتجربة فماذا كانت النتيجة؟ كشفت النتيجة أن البنين عندما يتم فصلهم عن البنات .. يحققون نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة الفعلية والنتائج التي أسفرت عنها: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات على ما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل كان مختلطًا
وقد أظهرت دراسة بمعهد (كيل) بألمانيا أنه عندما حدث انفصال .. كانت البنات أكثر انتباهًا، وأصبحت درجاتهن أفضل كثيرًا
وذكرت الدكتورة (كارلس شوستر) خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات) يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع
3- أن الاختلاط سبب لانشغال كل جنس بالآخر عن العمل أو الدراسة؛ فهو أبدًا يفكر فيه، ويكرس عقله وجهده في كيفية الوصول إليه، وقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة أن من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي في المدارس المختلطة انشغال كل جنس بالجنس الآخر.
يقول أحد الأطباء الغربيين: "عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تُفرز بعض الغدد هرمونات تتسرب في الدم إلى أن تصل إلى الدماغ فتخدره فلا يصبح قادرًا على التفكير والتركيز الصافي".
إنها خطوات مدروسة الهدف منها تحطيم هذه الأمة ووأد أي محاولة للنهوض بها، إن محاولة تغريب المرأة المسلمة ليست فصلاً واحدًا، لكنها فصول متتابعة وخطوات محسوبة من البداية وحتى النهاية، ومن أراد أن يعرف ما هو الفصل التالي له، فلْيراقب ذلك في بلدٍ مجاور سبقه في فصول تغريب المرأة، ومن أراد أن يعرف ثمار ذلك كله، فيطالع الدراسات التي أجراها الغرب حول المرأة ليتبين له أي محرقة تُراد فتياتنا.
المرأة المسلمة ومحرقة الاختلاط
لاقت الدعوة للاختلاط في المجتمعات الإسلامية في بدايتها معارضة شديدة من قبل المجتمع المسلم بعلمائه ومثقفيه، لذلك كان دعاة تغريب المرأة في حاجة إلى إلقاء الشبهات والدفع بالأباطيل لتزيين دعواهم، وتمريرها بين الناس.
ومن أبرز تلك الشبهات:
قولهم: إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعارًا جنسيًا في المجتمعات المنغلقة فأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعات المنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، لا يوجد فيها هذا السُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!!
والجواب أنه إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا تكثر حوداث الاغتصاب في تلك البلاد التي اعتادت التبرج والاختلاط، ولماذا تفشى بينهم الشذوذ، حتى أن بعض الدول أبحات توثيق حالات الشذوذ في قوانينها؟
وأذكر هنا مثالاً واضحًا على كذب ما يقولون أورده الكاتب (عبد الله بن محمد الداوود) يقول: إنّ العالم بأسره تناقل في إعلامه واهتمامه (قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لوينسكي)؛ تلك الحادثة التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية، تتلخص في اختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون، ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفات تنسف (حجج المطالبين) بالتحرير، من تلك الصفات في الرئيس الأمريكي:
ـ أنه تربي في مجتمع تحررت فيه المرأة، وتكشفت فيه منذ نعومة أظافرها، وهو ـ أيضاً ـ يراها منذ نعومة أظافره، يراها بلا حجاب، أو ستر كاف، ويخالطها منذ طفولته، فالقول بأنّ الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة، قول يحطمه الرئيس (كلينتون)، بممارسة الزنا مع (مونيكا) مرات عديدة في مقر العمل.
ـ لم يكن الرئيس الأمريكي (كلينتون) مراهقاً طائشاً عابثاً، بل عمره تجاوز سن النضج.
ـ منصبه الحكومي لا يغفر له مثل هذه الزلات في مقر وظيفته
الرئيس (غير أعزب)؛ بل هو متزوج بامرأة تحوي جميع المؤهلات، فمنصب الرئيس يجعل زوجته تراعي أمور الجمال والكمال اللائق بزوجة رئيس أكبر دولة في عصره، حيث إنّ عدسات الكاميرا، ونشوة الإعلام تسلب تفكير زوجته، وتجعلها تبالغ في إبداء الجمال وإظهار المحاسن والإفراط في الزينة التي تملأ عين زوجها، فتجعله لا يطمح في غيرها، وهذا طبع الأنثى.
ـ مارس الرئيس (كلينتون) الخطيئة مرات عديدة مع المرأة نفسها، والسؤال الجوهري هنا: هل هذه المرأة الوحيدة التي وقع معها في الجريمة، أم أنّ هذه هي (القصة الوحيدة) التي تبعتها (الفضيحة)، وانكشفت أوراقها (برياح الصحافة الصفراء) أو ما يسمى (بصحافة الفضائح)؟ ودفن غيرها الكثير من قصص الرئيس الجنسية تحت (ركام التراضي بين الطرفين)؟!
لم يتضجر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحادثة، فالأمر عندهم في (منتهى الاعتياد)، وهذا فيه دلالة على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم، فمن فلسفتهم في الحياة أنهم لا يعارضون هذه الفاحشة ما دام الرضا متبادلاً بين الطرفين؛ بل وليست ظاهرة قبيحة تخسف بمكانة الرئيس في المجتمع، بدليل انتخابهم للرئيس كلينتون (لفترة رئاسية ثانية) تلت تلك الحادثة.
الغرب وثمار الاختلاط:
وإذا كان الحق هو ما شهدت به الأعداء، فإن عقلاء الغرب يحذرون من الاختلاط ويشيرون إلى ثماره الخبيثة فكثيرًا من الدراسات والبحوث الميدانية أثبتت أن الاختلاط جاء بنتائج عكسية على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية.
ـ ففي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحًا (بالحرام) وأعمارهن أقل من ستة عشر عامًا، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية (الزنا) والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة.
وتقول الكاتبة الإنجليزية الليدي كوك: .. وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا، وهاهنا البلاء العظيم على المرأة.... علِّموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد.
ـ وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية، وتقول راشيل بريتشرد: "التعليم المختلط يشجع على العلاقات بين الأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المراهقات الحوامل من مدارس مختلطة ومن مدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإسلامية) لوجدنا في الغالب أن النسبة في المدارس المختلطة تكون 57 % على الأقل مقارنة بالمدارس التي تطبق الفصل بين الجنسين بنسبة لعلها قرب من 5% (في حين ستجد أن النسبة في المدارس الإسلامية هي الصفر)، كما أنني أعتقد أن اختلاط الجنسين يؤدي إلى عدم تركيزهم من الناحية الدراسية؛ لأن اهـتمامهم سيكون موجهاً للجنس الآخر".
ـ وفي مسح أجري على عاملات مدنيات أمريكيات تبين أن (42%) من النساء، ادعين أنهن تعرضن للتحرش الجنسي في أعمالهن، وخلصت نتيجة مسح آخر إلى أن مشكلة التحرش الجنسي تعد من أهم المشكلات التي تواجه المرأة العاملة.
ـ وفي دراسة للمؤسسة الوطنية البريطانية للبحث التعليمي، نشرت في 8 يوليو 2002، وأجريت على 2954 مدرسة ثانوية في إنجلترا، لدراسة مدى تأثير حجم المدرسة ونوعها (مختلطة أو غير مختلطة) على أدائها التعليمي، تبين أن أداء الطلبة الذكور والإناث كان أفضل دراسيا في المدارس غير المختلطة و أن الفتيات كن أكثر استفادة من الفصل بين الجنسين في تنمية أدائهن . كذلك وجد من تحليل نتائج الامتحانات البريطانية العامة أن المدارس غير المختلطة تحقق أفضل النتائج وأعلاها بشكل روتيني. ففي سنة 2001 كان العشرون الأوائل في امتحانات البريطانية من طلاب المدارس غير المختلطة، وأغلب الخمسين الأوائل من الدارسين في تلك المدارس.
وتقول (Lin Farley): في كتابها (الابتزاز الجنسي Sexual Shakedown): ( إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارس مع الرجل... ) وتقول: (... إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياً قد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل). ما حدا ببعض مؤسسات المجتمع المدني و على رأسها مؤسسة (Single Sex Education ) إلى السعي إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط، وقد نجحت و بعد سجال دام ما يقارب 10 سنوات مع بعض المعارضين في إقناع الحكومة، فكان أن أصدر الرئيس جورج بوش في عام 2006 قانونًا يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة.
وهذا أحد أستاذة الغرب وهو الأستاذ الجامعي إميليو فيانو يؤكد أن دراسات عديدة أثبتت تأثير الاختلاط سلبًا على المردود الدراسي للبنين و البنات في مراحل معينة.
لقد عاد الحديث في المنظومة التربوية الأمريكية إلى التخلص من الاختلاط بين الجنسين في المدارس، أو تشجيع الفصل بينهما في المدارس الابتدائية و الثانوية إلى الواجهة بعدما ذكرت الجريدة الرسمية الأمريكية ( المذكرة الفدرالية) الأسبوع الماضي بأن إدارة بوش تعتزم تشجيع العودة إلى نظام الفصل في إطار مخطط الإصلاح التربوي.
وعلى عكس توجه الإصلاحات في الولايات المتحدة، اندفعت معظم "الإصلاحات" في الدول العربية باتجاه تشجيع الاختلاط و فرضه على جميع مستويات التعليم تحت الضغط مجموعات العلمانيين و اليساريين المسيطرين عامة على وسائل الدعاية.
محرقة الاختلاط:
فإذا كان هذا هو واقع الاختلاط فإن ثماره في بلادنا تكاد تكون أشبه بمحرقة تأكل الأخضر واليابس:
1ـ انتشار الزنا والفواحش:
على نحو ما أوردنا من إحصائيات غربية أكدت أن عذريته الفتاة تكاد تكون معدومة قبل الزواج في معظم المجتمعات الغربية.
2 ـ تخنث الرجال واسترجال النساء :
وهذا ما لاحظة وزير التعليم الفلبيني (ريكارد جلوديا) حيث أعلن أنه يرغب في تعيين عدد أكبر من المدرسين الذكور لتدريس التلاميذ الذكور! حتى يتحلوا بصفات الرجولة بدلاً من الصفات الأنثوية التي يكتسبونها من مدرساتهم.
كما أن اختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس يؤدي إلى استرجال النساء ففي الدراسة التي أعدتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين اتضح أن السلوك العدواني يزداد لدى الفتيات اللائي يدرسن في مدارس مختلطة، وتخنث الرجال يقضي على الرجولة لديهم، فيصاب بعضهم برقة وميوعة قد تتجاوز ذلك إلى التشبه بالنساء، كما أن استرجال المرأة يجعلها تفقد حياءها الذي هو بمثابة السياج المنيع لصيانتها وحفظها، ثم تتدرج إلى محاكاة الرجال في تصرفاتهم وأفعالهم ونتيجة ذلك النهائية الشذوذ في كلا الجنسية واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء، كما هو الواقع في كثير من البلاد، التي كثر فيها الاختلاط والمسترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، والمخنثون من الرجال المتشبهون بالنساء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) وفي حديث آخر (لعن صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء).
3- أن الاختلاط سبب للعزوف عن الزواج؛ لأن الرجل إذا قدر على إرواء غريزته بغير زواج ولا نفقة ولا بيت ولا مسئوليات فلماذا يتزوج؟! وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات المختلطة من أَبْيَنِ الدلائل على ذلك، وفي البلاد الغربية أرقام مخيفة في ذلك.
4- أن الاختلاط من أكبر أسباب الخيانات الزوجية، وهو يوقد نار الخصام والجدال بين الزوجين؛ فلا الرجل يقنع بزوجته وهو في كل صباح يجالس الجميلات ويمازحهن. ولا المرأة تقنع بزوجها وهي ترى من زملائها من هم أجمل خِلقة، وأرقى تعاملاً من زوجها، ولا بد أن تقع المقارنة من الزوجين، كل واحد منهما يقارن الآخر بما يراه في عمله.
5- أن الاختلاط سبب لكساد المرأة، وعزوف الرجال عنها، وعدم رغبتهم فيها؛ لأن غيرتهم تمنعهم من قبول امرأة تعامل الرجال وتحادثهم وتجالسهم، فالرجل السَّوِي يريدها له وحده ولا يريد أن يشاركه فيها أحد.
على المستوى العلمي:
1 ـ انخفاض مستوى الذكاء:
تبين من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدراس ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة، واستمرار تدهور هذا المستوى وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) يرتفع الذكاء بين طلابها
2ـ إعاقة التفوق الدراسي :
لاحظ المختصون التربويون أن الاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس يعوق التفوق الدراسي! فعمدوا إلى فصلهم في عد من المدارس كتجربة فماذا كانت النتيجة؟ كشفت النتيجة أن البنين عندما يتم فصلهم عن البنات .. يحققون نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة الفعلية والنتائج التي أسفرت عنها: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات على ما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل كان مختلطًا
وقد أظهرت دراسة بمعهد (كيل) بألمانيا أنه عندما حدث انفصال .. كانت البنات أكثر انتباهًا، وأصبحت درجاتهن أفضل كثيرًا
وذكرت الدكتورة (كارلس شوستر) خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات) يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع
3- أن الاختلاط سبب لانشغال كل جنس بالآخر عن العمل أو الدراسة؛ فهو أبدًا يفكر فيه، ويكرس عقله وجهده في كيفية الوصول إليه، وقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة أن من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي في المدارس المختلطة انشغال كل جنس بالجنس الآخر.
يقول أحد الأطباء الغربيين: "عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تُفرز بعض الغدد هرمونات تتسرب في الدم إلى أن تصل إلى الدماغ فتخدره فلا يصبح قادرًا على التفكير والتركيز الصافي".
إنها خطوات مدروسة الهدف منها تحطيم هذه الأمة ووأد أي محاولة للنهوض بها، إن محاولة تغريب المرأة المسلمة ليست فصلاً واحدًا، لكنها فصول متتابعة وخطوات محسوبة من البداية وحتى النهاية، ومن أراد أن يعرف ما هو الفصل التالي له، فلْيراقب ذلك في بلدٍ مجاور سبقه في فصول تغريب المرأة، ومن أراد أن يعرف ثمار ذلك كله، فيطالع الدراسات التي أجراها الغرب حول المرأة ليتبين له أي محرقة تُراد فتياتنا.
تعليق